logo
خارج نطاق الرادار: اليورانيوم وأجهزة الطرد تنتقل إلى السرية الكاملة

خارج نطاق الرادار: اليورانيوم وأجهزة الطرد تنتقل إلى السرية الكاملة

قال خبير في البرنامج النووي الإيراني إن إيران أخفت مواقع تضم مئات إن لم يكن آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة القادرة على إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في الأسلحة. وأضاف أن النظام نقل أيضا معظم اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع سري قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف المنشآت النووية الثلاث المعروفة للجمهورية الإسلامية، بحسب صحيفة "التلغراف".
وهذا يعني أن طهران قد تمتلك كل القدرات اللازمة لصنع قنبلة نووية، حسبما قالت سيما شاين، الخبيرة في البرنامج النووي الإيراني التي عملت في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأكثر من 30 عاما. وقالت للصحيفة: 'أنا متأكدة من أن لديهم مكانا سريا في مكان ما يضم مئات، إن لم يكن آلاف، من أجهزة الطرد المركزي، ولديهم مواد في عدة أماكن في جميع أنحاء إيران".
وأضافت: "لا يمكنهم فعل أي شيء الآن أو غدا، ولكن في المستقبل، لديهم كل القدرات لبناء قنبلة. لا شك في أن الطائرات الإسرائيلية والأميركية ألحقت أضرارا جسيمة بالمواقع النووية المعروفة لإيران في فوردو ونطنز وأصفهان، ولكن من شبه المؤكد أن هناك منشآت سرية أخرى".
وأردفت: "المواقع المعروفة في حد ذاتها، في الوقت الحالي، لا تشكل تهديدا كبيرا. المشكلة، كما تعلمون، هي المواد والطرد المركزي المتطور الذي أنا متأكدة من وجوده في مكان ما. الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تزر المنشآت الرئيسية في البلاد منذ أربع سنوات، لذلك أنا متأكدة من أن لديهم مكانا مخفيا".
وقالت شاين، التي شغلت منصب نائبة رئيس الشؤون الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ووزارة الشؤون الاستراتيجية، حيث كانت مسؤولة عن الملف الإيراني: "لا تعرف إسرائيل جميع الأماكن التي توجد فيها المواد، هذا ما أعتقده، لكنني لست متأكدة. كانت هناك أشياء كنا نعرفها من قبل، ولكن بمجرد أن قرر الإيرانيون تغيير الصورة... لست متأكدة من أن الاستخبارات اكتشفت كل شيء".
تقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك 400 كيلوغرام من اليورانيوم المركّز بنسبة نقاء 60 في المائة، وهو ما يكفي لصنع 9 إلى 10 قنابل نووية إذا تم تخصيب المادة إلى درجة صالحة للاستخدام في الأسلحة، والتي تبلغ عموما 90 في المائة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رضائي: البرلمان الإيراني وافق على تفاصيل القرار الذي يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
رضائي: البرلمان الإيراني وافق على تفاصيل القرار الذي يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

المنار

timeمنذ 32 دقائق

  • المنار

رضائي: البرلمان الإيراني وافق على تفاصيل القرار الذي يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

رضائي: ضرورة مقاضاة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقديمه تقارير كاذبة وتجسس بعض عناصره على منشآتنا النووية رضائي: البرلمان الإيراني وافق على تفاصيل القرار الذي يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي: سنرد بحزم في حال أقدم العدو الإسرائيلي على أي عدوان كتائب القسام: أوقعنا قتلى وجرحى من جنود العدو واستهدفنا المبنى بالأسلحة الرشاشة بمنطقة الترخيص القديم جنوب خان يونس كتائب القسام تستهدف دبابة صهيوينة من نوع 'ميركفاه' بعبوة 'شواظ' وقذيفة 'الياسين 105' في منطقة 'الترخيص القديم' جنوب مدينة خانيونس المزيد

الضربات الأميركية على إيران.. هل أوقفت برنامجها النووي حقاً؟
الضربات الأميركية على إيران.. هل أوقفت برنامجها النووي حقاً؟

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

الضربات الأميركية على إيران.. هل أوقفت برنامجها النووي حقاً؟

رأت صحيفة 'بوليتيكو' أن الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، رغم وصفها بـ'الناجحة'، قد لا تكون كافية لمنع طهران من استئناف برنامجها النووي، وربما تؤدي إلى تسريع قرارها السياسي نحو تصنيع سلاح نووي. وأكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الضربات التي شنتها واشنطن مساء السبت أعادت البرنامج النووي الإيراني خطوات إلى الوراء بشكل كبير. كما أعلن الرئيس دونالد ترامب أن العملية دمرت بالكامل منشآت رئيسية داخل إيران، مستشهداً بصور أقمار صناعية أظهرت مبانٍ مدمرة. لكن 'بوليتيكو' أشارت إلى أن هذه التصريحات قد تكون مبالغاً فيها، نقلت عن مصادر مطلعة ومحللين استخباراتيين قولهم إن إيران لا تزال تمتلك المقومات الأساسية لإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، بما في ذلك كميات من اليورانيوم عالي التخصيب، ومكونات أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى الخبرات البشرية المتخصصة. وأوضحت الصحيفة أن المواقع الثلاثة التي استهدفتها الضربات، منها منشأة فوردو تحت الأرض، تعرضت لأضرار شديدة، لكن التقييم النهائي لحجم الدمار سيستغرق وقتاً. تُثار تساؤلات حول كمية اليورانيوم المخصب التي تم تدميرها، حيث أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران كانت قد خزنت نحو 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تكفي لصنع عدة قنابل نووية بعد مزيد من التخصيب. وأشار المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إلى احتمال نقل إيران جزءاً من هذه المواد أو كلها من المنشآت الخاضعة للرقابة قبل الضربات، ما يعني استمرار احتفاظها بها. وأضافت المصادر أن إيران قادرة على إخفاء هذه المواد بسهولة بسبب صغر حجم حاوياتها، كما أن مكونات أجهزة الطرد المركزي صغيرة وسهلة النقل، وقد خرجت من الرقابة الدولية بعد انهيار الاتفاق النووي عام 2018. وأفادت التقارير بأن معظم العلماء النوويين الإيرانيين قد أُجلوا من المنشآت المستهدفة قبيل الضربات، ما يعني بقاء الكوادر البشرية الأساسية. وبوجود يورانيوم مخصب بنسبة 60% وعدد يتراوح بين 100 و200 جهاز طرد مركزي، يمكن لإيران إنتاج كمية كافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع. وأشارت المصادر إلى أن إيران لا تحتاج لمنشآت كبيرة مثل 'فوردو' أو 'نطنز' لصنع سلاح نووي، إذ يمكنها إنشاء منشأة صغيرة في مواقع مدنية أو جبلية يصعب استهدافها. ورغم احتمال تأجيل بناء منشأة جديدة، فإن قدرتها على تشغيل واحدة خلال عام تظل كبيرة. وحذرت 'بوليتيكو' من أن استهداف منشأة فوردو قد يكون نقطة تحول تدفع القيادة الإيرانية لاتخاذ قرار سياسي بإنشاء قنبلة نووية، بعد سنوات من الاكتفاء بالقدرات التقنية دون السعي المباشر للسلاح. وفي حال اتخاذ هذا القرار، ستبدأ إيران بعملية 'سلحنة' اليورانيوم، أي تحويله إلى رأس نووية قابلة للإطلاق. وتختلف التقديرات بشأن الزمن اللازم، لكن بعض التقييمات الأميركية تشير إلى إمكانية إتمام هذه المرحلة خلال عام، مع إمكانية العمل بالتوازي على التخصيب وتصميم القنبلة. وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن السيناريو الأسوأ هو امتلاك إيران منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وتصميم نووي شبه مكتمل، ما قد يمكنها من إنتاج قنبلة خلال أشهر. أما السيناريو الأفضل، وهو الأقل احتمالاً، فهو نجاح الضربات في تدمير كامل مخزون اليورانيوم عالي التخصيب والمكونات التقنية، لكن حتى في هذه الحالة، تظل لديها القدرة على إعادة بناء برنامجها خلال سنوات قليلة. (سكاي نيوز)

ألم يكن السلام الأنسب لإيران منذ البداية؟
ألم يكن السلام الأنسب لإيران منذ البداية؟

الشرق الجزائرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الجزائرية

ألم يكن السلام الأنسب لإيران منذ البداية؟

في عالمنا المعاصر، تتسارع وتيرة الأحداث بشكل غير مسبوق، وتتغير موازين القوى وتتشكل التحالفات في لمح البصر. لقد أصبحت الحروب تبدأ وتنتهي بمنشور إلكتروني، وتكاد تخلو من الأسرار، حيث أصبح الناس على اطلاع حتى بأدق التفاصيل وحركات الطائرات. في هذا المشهد المتغير، تبرز صعوبة إخفاء الحقائق، لكن في المقابل، تزداد فرص الكذب والتضليل، فالحرب الإلكترونية تسير بالتوازي مع الحرب الواقعية، وكل شيء يبدو معقولاً؛ ففي فجر الأحد الموافق 21 حزيران 2025، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عبر قنوات التواصل الاجتماعي، عن انتهاء هجوم أمريكي ناجح على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية: فوردو، نطنز، وأصفهان. وقد جاء إعلانه مصحوبًا بعبارة: 'الآن هو وقت السلام!'. هذا الإعلان، الذي أعقبه تصعيد محدود ثم اتفاق لوقف إطلاق النار، يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل كان من مصلحة إيران، كقوة إقليمية كبرى ذات ثقل في منطقة الشرق الأوسط وقدرات وثروات هائلة، أن تختار العودة إلى الحرب أم الانخراط في السلام؟وإذا قمنا باستكشاف المشهد الجيوسياسي المعقد الذي أعقب الضربة الأميركية الأخيرة، وتحليل الردود الإيرانية التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي، ودور الدول المجاورة في هذه المعادلة. سنحاول الإجابة على السؤال المحوري: هل السلام، رغم ما قد يبدو عليه من تناقض في ظل هذه الظروف، هو المسار الأكثر براغماتية لإيران؟ الآثار المباشرة للضربة والرد الإيراني لقد أحدث إعلان ترامب عن الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية صدمة مدوّية، فقد استهدفت الضربات ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان، بهدف تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووضع حدّ للتهديد الذي تشكله. وقد وصف ترامب هذه الضربات بأنها حققت نجاحًا عسكريًا كبيرًا، وأن المنشآت النووية الإيرانية دُمِّرَت بشكل كامل وتام. تزامنًا مع هذا الإعلان، دعا ترامب إيران إلى اختيار 'السلام الآن'، محذرًا من أن عدم الاستجابة لذلك سيؤدي إلى 'ضربات قادمة أعظم وأسهل بكثير'. وشدّد على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأن الخيار هو 'إما سلام، وإما مأساة أكبر بكثير'. وقد وصف ترامب إيران بأنها متنمرة على الشرق الأوسط، ووجه الشكر والتهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين النتن ياهو، مشيرًا إلى أن العمل تم كفريق واحد للقضاء على هذا التهديد الرهيب على إسرائيل. وفي خضمّ هذه الأحداث، برزت حالة من عدم اليقين والحرب المعلوماتية حول ما إذا كان قد قضي فعلاً بالكامل على المشروع النووي الإيراني أم أنه تضرر فقط. وفي الوقت الذي يؤكد فيه البعض نجاح الضربة، يشكك آخرون في ذلك، بل ويطرحون احتمالية نقل الإيرانيين لليورانيوم المخصّب لمكان آمن. هذا المشهد يعكس الطبيعة المتغيّرة للحرب في العصر الرقمي، كما تتداخل الحرب النفسية مع الحرب الواقعية، وتصبح فرص إخفاء الحقيقة أصعب، بينما تزداد بالمقابل فرص الكذب والتضليل. ففي عالم تتسرب فيه المعلومات بسرعة البرق، ويصبح الناس على اطلاع حتى بأدق تفاصيل تحركات الطائرات والصواريخ، يصبح كل شيء معقولاً. إن الأثر الأكبر لهذه الضربة، إذا ما نجحت، هو تبخر الحلم النووي الإيراني في أقل من ساعة؛ فجهد سنين طويلة من العمل الإيراني المنهك، الذي ضحّت من أجله إيران براحة شعبها وظروف معيشته، قد ذهب أدراج الرياح. هذا الواقع يضع إيران أمام مفترق طرق حاسم. لذا، لم تتأخر إيران في الرد على الضربات الأمريكية، حيث قصفت قاعدة العديد في قطر مساء الاثنين، في عملية سمتها 'بشائر الفتح'. وقد أعلن ترامب لاحقاً أن طهران أبلغت واشنطن قبل شن الضربة، ما مكّن من تجنب تسجيل خسائر بشرية، حيث أشاد بعدم وقوع قتلى أو مصابين أميركيين أو قطريين. وقد تم إسقاط 13 صاروخاً من أصل 15 أطلقتها إيران، ووصف ترامب الرد الإيراني بأنه 'ضعيف للغاية' ولكنه 'متوقع'. اتفاق وقف إطلاق النار وتداعياته بعد هذا التصعيد المحدود، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، وذلك بوساطة قطرية وأميركية. وقد دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في غضون 6 ساعات تقريباً، ومن المقرّر أن يدوم 12 ساعة ثم ستعتبر الحرب منتهية رسمياً. ووجه ترامب تهنئة إلى إسرائيل وإيران على ما وصفه بامتلاكهما القدرة على التحمّل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمّر الشرق الأوسط بأكمله. وكتب ترامب: 'حفظ الله إسرائيل وإيران'. وقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير أن طهران وافقت على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة قطرية واقتراح أميركي. كما أكّد مسؤول مطلع أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ضَمِن موافقة إيران على اقتراح وقف إطلاق النار الأميركي في مكالمة مع طهران. وأشار مسؤول كبير في البيت الأبيض إلى أن ترامب توسط لاتفاق وقف إطلاق النار باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن إسرائيل اشترطت التزام طهران بعدم شن هجمات مستقبلية، مؤكّداً أن إيران أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تشنّ مزيداً من الهجمات. من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح له إنه إذا أوقفت إسرائيل عدوانها غير القانوني بموعد أقصاه الرابعة صباحاً، فلن يكون لدى بلاده أي نية لمواصلة ردّها. وأضاف عراقجي أن 'القرار النهائي بشأن وقف عملياتنا العسكرية سيتخذ لاحقاً'. المشهد الجديد ودور دول الجوار لقد غيّرت هذه التطورات قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. فبعد 'حرب الـ12 يوماً' التي بدأت بهجمات إسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية واغتيالات طالت قادة وعلماء، وردود إيرانية بالصواريخ والمسيّرات، ثم الضربة الأميركية والردّ الإيراني على قاعدة العديد، انتهى الأمر باتفاق وقف إطلاق نار شامل. هذا الاتفاق يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في المنطقة. حيث قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل 'ربما يشكل عصراً جديداً لحقبة اقتصادية من الازدهار لإيران والشرق الأوسط'، معرباً عن استعداد بلاده للتوصّل إلى 'تسوية طويلة الأمد' مع طهران، تحقق السلام في المنطقة. وشدّد فانس على أن موقف الرئيس دونالد ترامب كان 'واضحاً دائماً، وأنا أتفق معه، أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً'. كما تجد دول الجوار نفسها الآن في موقف بالغ الأهمية. فمواقفها وخطواتها القادمة قد تحمي المنطقة من الانزلاق إلى الهاوية، أو تدفع بها نحو صراع أوسع. وهناك عدة خيارات مطروحة أمام هذه الدول: 1.الاصطفاف مع طرف ضد آخر: يُعدّ هذا الخيار الأسوأ الذي يمكن أن تتخذه أي دولة مجاورة. فإذا ما اصطفت مع إيران، ستكون تحت الضغط والاستهداف الأميركي. أما إذا وقفت مع الولايات المتحدة، فستُعد عدوًا لإيران، وهذا خطير للغاية. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار قد خفف من حدة التوترات المباشرة، إلا أن الاصطفاف قد يعيد إشعالها. 2.السعي إلى التهدئة ولعب دور الوسيط: هذا الخيار هو الأكثر حكمة وبراغماتية في ظلّ الظروف الراهنة. فمن مصلحة دول الجوار إعلاء مصلحة المنطقة وسلامها على أي مصلحة أخرى. ويمكن لهذه الدول أن تلعب دورًا محوريًا في تخفيف حدّة التوترات، وفتح قنوات اتصال بين الأطراف، والعمل على إيجاد حلول دبلوماسية تضمن استقرار المنطقة. لاسيما أن تاريخ المنطقة مليء بالصراعات التي لم تجلب سوى الدمار، والآن هو الوقت المناسب للحكمة والتعقل. وختاماً، إن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، خاصة بعد الضربة الأميركية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من رد إيراني واتفاق وقف إطلاق النار، يضع المنطقة أمام تحدّيات وفرص غير مسبوقة. فالسؤال 'ألم يكن من مصلحة إيران منذ البدء أن تختار السلام وتتجنّب الضربة الأميركية؟' الأمر الذي يكتسب أهمية قصوى في ظلّ هذه الظروف. ولقد رأينا كيف أن الضربة والردّ المحدود عليها، ثم اتفاق وقف إطلاق النار، قد غيّرت قواعد اللعبة، وأدّت إلى تبخّر أو تأخّر الحلم النووي الإيراني الذي استثمرت فيه طهران سنوات طويلة من الجهد والموارد. ولذلك، فإن إيران، كقوة إقليمية كبرى، تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تحديد مسار الأحداث القادمة. فبين خيار التصعيد الذي كان من الممكن أن يؤدّي إلى كارثة إقليمية، وخيار الجنوح إلى السلام الذي بدا صعبًا في البداية، بدأ يُظهر مستقبل المنطقة. وإن مقولة كيسنجر بأن الهجوم يهدف لفرض شروط التفاوض، تشير إلى أن السلام قد خرج من رحم هذه الأزمة، ولكن بشروط جديدة. أما دول الخليج، فدورها كان حاسماً في هذه المرحلة. فالاصطفاف مع طرف ضد آخر هو وصفة كارثية، بينما السعي إلى التهدئة ولعب دور الوسيط هو المسار الأكثر أمانًا وحكمة. كما أن إعلاء مصلحة المنطقة وسلامها على أي مصلحة أخرى هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة. وفي النهاية، لا يمكننا التكهّن بما سيحمله المستقبل، ولكن ما هو مؤكّد أن الشرق الأوسط بعد 21 حزيران 2025 لن يكون كما قبله. والأمل يكمن في أن تسود الحكمة، وأن يتم اختيار مسار السلام الذي يحمي الأوطان والشعوب من ويلات الحروب؛ حمى الله وطننا وسائر الأوطان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store