logo
أسلوب جديد في المشي لحرق السعرات وخفض ضغط الدم

أسلوب جديد في المشي لحرق السعرات وخفض ضغط الدم

Independent عربيةمنذ 5 ساعات

اربط حذاءك الرياضي جيداً! هناك اتجاه جديد في عالم المشي قد يكون خطوة فعالة تضيف مزيداً من الفوائد إلى تمرينك المقبل.
طورت هذه الطريقة في اليابان وتعرف باسم "المشي المتقطع"، وهي شكل من أشكال التدريب المتقطع العالي الكثافة (HIIT).
تعتمد هذه التقنية على دفعات من النشاط المكثف، وقد ثبت منذ وقت طويل أن التدريب المتقطع يقدم فوائد صحية تفوق أحياناً الهدف التقليدي المتمثل في 10 آلاف خطوة يومياً.
لكن، ما تفاصيل هذا التدريب؟ وكيف يمكن أن يحقق هذه النتائج الصحية؟
خصص نصف ساعة أو أكثر لتجربة هذا النوع من المشي
بحسب موقع "دليل تومز" Tom's Guide، تبدأ الطريقة بالمشي بوتيرة منخفضة لمدة ثلاث دقائق، وهي وتيرة تسمح بإجراء حديث بسيط من دون عناء. بعد ذلك، ترتفع الوتيرة إلى مستوى عال لمدة ثلاث دقائق، يبذل خلالها جهداً أكبر بكثير. تستمر في التناوب بين المشي السريع والبطيء على هذا النحو مدة 30 دقيقة أو أكثر، حسب قدرتك وتحملك.
ما الفوائد الصحية لهذه الطريقة؟
لا يخفى على أحد أن التمارين المتقطعة والتمارين المكثفة المتقطعة معروفة بفوائدها المتعددة على الصحة واللياقة، وقد أثبتت فاعليتها في تجارب كثيرة.
فهذا النوع من التمارين، الذي يتضمن التناوب بين فترات من الجهد المكثف وفترات الاستراحة، يمكن أن يساعد في حرق عدد كبير من السعرات الحرارية خلال وقت قصير، مع الاستمرار في حرق السعرات ساعات عدة بعد انتهاء التمرين.
ووفقاً لمركز "يو سي ديفيس" UC Davis الصحي، "عادة ما تؤدي هذه التمارين إلى حرق الدهون بشكل أكبر وبناء العضلات. وقد أظهرت دراسات أيضاً أن التمارين العالية الكثافة قد تساعد في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب".
كذلك فإن التدريب المتقطع يعزز صحة القلب والأوعية الدموية، ويسهم في التخفيف من فقدان الكتلة العضلية المرتبط بتقدم العمر. فقد توصل باحثون سابقاً إلى أن الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و80 سنة الذين مارسوا هذا النوع من التدريب، تمكنوا من عكس تدهور الخلايا العضلية المرتبط بالتقدم في السن، وتحسين قوة العضلات.
وفي هذا الإطار، توضح الدكتورة لورين إلسون، المحررة الطبية في تقرير "هارفرد" الخاص بالصحة والمشي: "العنصر الأساس هو المشي بوتيرة سريعة ترفع معدل ضربات القلب وتجبر الجسم على بذل مجهود أكبر".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كل أنواع المشي مفيدة
جميع أنشطة القلب والأوعية الدموية تسهم في تحسين صحة القلب، وتقوية الجهاز المناعي، والمساعدة في التحكم بالوزن.
وقد أظهرت أبحاث حديثة أن مشي 9 آلاف خطوة يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان.
كما تؤكد التوصيات الصحية ضرورة ممارسة البالغين لما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، مع إضافة يومين في الأقل مخصصين لتمارين تقوية العضلات.
وفي النهاية، تشير الدكتورة إلسون إلى أن "المشي هو أحد أسهل الطرق وأكثرها فعالية لتحقيق هذا الهدف، سواء كان في الهواء الطلق أو داخل المنزل، مع إمكان تعديل السرعة والجهد بما يتناسب مع مستوى اللياقة لكل شخص".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسلوب جديد في المشي لحرق السعرات وخفض ضغط الدم
أسلوب جديد في المشي لحرق السعرات وخفض ضغط الدم

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

أسلوب جديد في المشي لحرق السعرات وخفض ضغط الدم

اربط حذاءك الرياضي جيداً! هناك اتجاه جديد في عالم المشي قد يكون خطوة فعالة تضيف مزيداً من الفوائد إلى تمرينك المقبل. طورت هذه الطريقة في اليابان وتعرف باسم "المشي المتقطع"، وهي شكل من أشكال التدريب المتقطع العالي الكثافة (HIIT). تعتمد هذه التقنية على دفعات من النشاط المكثف، وقد ثبت منذ وقت طويل أن التدريب المتقطع يقدم فوائد صحية تفوق أحياناً الهدف التقليدي المتمثل في 10 آلاف خطوة يومياً. لكن، ما تفاصيل هذا التدريب؟ وكيف يمكن أن يحقق هذه النتائج الصحية؟ خصص نصف ساعة أو أكثر لتجربة هذا النوع من المشي بحسب موقع "دليل تومز" Tom's Guide، تبدأ الطريقة بالمشي بوتيرة منخفضة لمدة ثلاث دقائق، وهي وتيرة تسمح بإجراء حديث بسيط من دون عناء. بعد ذلك، ترتفع الوتيرة إلى مستوى عال لمدة ثلاث دقائق، يبذل خلالها جهداً أكبر بكثير. تستمر في التناوب بين المشي السريع والبطيء على هذا النحو مدة 30 دقيقة أو أكثر، حسب قدرتك وتحملك. ما الفوائد الصحية لهذه الطريقة؟ لا يخفى على أحد أن التمارين المتقطعة والتمارين المكثفة المتقطعة معروفة بفوائدها المتعددة على الصحة واللياقة، وقد أثبتت فاعليتها في تجارب كثيرة. فهذا النوع من التمارين، الذي يتضمن التناوب بين فترات من الجهد المكثف وفترات الاستراحة، يمكن أن يساعد في حرق عدد كبير من السعرات الحرارية خلال وقت قصير، مع الاستمرار في حرق السعرات ساعات عدة بعد انتهاء التمرين. ووفقاً لمركز "يو سي ديفيس" UC Davis الصحي، "عادة ما تؤدي هذه التمارين إلى حرق الدهون بشكل أكبر وبناء العضلات. وقد أظهرت دراسات أيضاً أن التمارين العالية الكثافة قد تساعد في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب". كذلك فإن التدريب المتقطع يعزز صحة القلب والأوعية الدموية، ويسهم في التخفيف من فقدان الكتلة العضلية المرتبط بتقدم العمر. فقد توصل باحثون سابقاً إلى أن الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و80 سنة الذين مارسوا هذا النوع من التدريب، تمكنوا من عكس تدهور الخلايا العضلية المرتبط بالتقدم في السن، وتحسين قوة العضلات. وفي هذا الإطار، توضح الدكتورة لورين إلسون، المحررة الطبية في تقرير "هارفرد" الخاص بالصحة والمشي: "العنصر الأساس هو المشي بوتيرة سريعة ترفع معدل ضربات القلب وتجبر الجسم على بذل مجهود أكبر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كل أنواع المشي مفيدة جميع أنشطة القلب والأوعية الدموية تسهم في تحسين صحة القلب، وتقوية الجهاز المناعي، والمساعدة في التحكم بالوزن. وقد أظهرت أبحاث حديثة أن مشي 9 آلاف خطوة يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان. كما تؤكد التوصيات الصحية ضرورة ممارسة البالغين لما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، مع إضافة يومين في الأقل مخصصين لتمارين تقوية العضلات. وفي النهاية، تشير الدكتورة إلسون إلى أن "المشي هو أحد أسهل الطرق وأكثرها فعالية لتحقيق هذا الهدف، سواء كان في الهواء الطلق أو داخل المنزل، مع إمكان تعديل السرعة والجهد بما يتناسب مع مستوى اللياقة لكل شخص".

القصف الإسرائيلي متواصل على غزة و79 قتيلا في 24 ساعة
القصف الإسرائيلي متواصل على غزة و79 قتيلا في 24 ساعة

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

القصف الإسرائيلي متواصل على غزة و79 قتيلا في 24 ساعة

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة اليوم السبت، أن القصف الإسرائيلي على القطاع أسفر عن مقتل 79 شخصاً وإصابة 211 آخرين خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الحرب إلى 53901. وفي وقت سابق اليوم، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل ستة فلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على القطاع. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الطواقم نقلت ستة قتلى في الأقل "بينهم أفراد عائلة واحدة، وعدداً من المصابين جراء استمرار العدوان والغارات الجوية في مناطق مختلفة" في قطاع غزة. وقال بصل إن أربعة قتلى وعشرات الجرحى سقطوا جراء "قصف جوي إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الأمل في خان يونس وجميعهم من عائلة المدهون". وأوضح بصل أنه نُقل قتيلان وعدد من الإصابات بينهم أطفال جراء "قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة جودة في مخيم النصيرات" وسط القطاع. وأشار المتحدث إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات عدة "عنيفة" في مدينة غزة وشمال القطاع، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم باتجاه بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس، وباتجاه مخيمي النصيرات والبريج في وسط القطاع. ولفت بصل إلى أن الجيش "نسف عدداً من المنازل في رفح (جنوب القطاع)، وعدداً من المنازل في حي الزيتون" شرق مدينة غزة، مما أسفر عن تدمير هذه المنازل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يستطيع التعليق على ضربات معينة من دون "إحداثياتها الجغرافية الدقيقة". ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53901، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لأحدث حصيلة أوردتها اليوم وزارة الصحة التي تديرها "حماس"، وبينهم 3747 قتيلاً في الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في الـ18 من مارس (آذار) الماضي بعد هدنة هشة استمرت شهرين. وبدأت المساعدات الإنسانية بدخول القطاع الإثنين للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين بعد سماح إسرائيل بدخولها. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة أن "الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي". ودعا برنامج الأغذية العالمي أمس في بيان إلى "إيصال كميات أكبر بكثير من المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل أسرع".

مشاعر الندم التي باح بها مرضاي خلال أيامهم الأخيرة ستفاجئكم
مشاعر الندم التي باح بها مرضاي خلال أيامهم الأخيرة ستفاجئكم

Independent عربية

timeمنذ 3 أيام

  • Independent عربية

مشاعر الندم التي باح بها مرضاي خلال أيامهم الأخيرة ستفاجئكم

يغمرني شغف عميق تجاه الرعاية الصحية التلطيفية ومساعدة المرضى في غمرة أيامهم الأخيرة على الرحيل عن هذه الدنيا "بسلام وسكينة"، في عبور هادئ وكريم يليق بكرامة الإنسان. ولكن من المهم أن نفهم أن الرعاية التلطيفية لا تتمحور حول الموت نفسه فحسب. جزء رئيس من عملي يتركز على أناس في نهاية مشوارهم الأرضي، واستقيت منهم على مدى الأعوام الستة الماضية، دروساً ثمينة حول الحياة، وكل ما يستحق أن نعيش أيامنا من أجله. أعمل مع أشخاص من مختلف الأعمار، من سن الـ18 فما فوق، يكابدون أمراضاً متنوعة، من بينها السرطان وقصور القلب و"باركنسون" وداء "العصبون الحركي" [يصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في العضلات]. وعلى رغم تفاوت حالاتهم وأعمارهم وتجاربهم الحياتية، يتشارك كثير منهم الرؤى العميقة عينها التي تتكشف في أعماقهم مع اقتراب لحظات الوداع. في غالب الأحيان، يتحسر هؤلاء على وقت ضاع هباء وأيام انسلت من بين أيديهم بلا معنى. ويستعيدون شريط الماضي ويعتصرهم الندم لأنهم لم يمنحوا الأولويات الحقيقية ما تستحق، ولم يحتضنوا اللحظات بعفويتها وقيمتها العابرة. نحيا في مجتمع يركض فيه الجميع بلا هوادة، ونثقل كاهلنا بضغوط كبيرة طامحين إلى تحقيق إنجازات عظيمة، فيما يضيع منا بهدوء المعنى الحقيقي للحياة. وحينما تقترب الرحلة من خواتيمها، يتأمل الناس غالباً حياتهم التي مضت ليكتشفوا أن ما يستحق التوقف من أجله ليس الإنجازات الكبيرة، بل تلك اللحظات الصغيرة التي مرت بهدوء، كنزهة في الهواء الطلق، أو تمشية مع الكلب، أو حديث دافئ مع صديق. وفي هذه المرحلة، يدركون كم كانت تلك الأوقات عظيمة بتفاصيلها. وأنا بدوري، أيقنت كم ثمين أن أكون حاضرة في حياة أطفالي فيما يكبرون. لذا، لا تفوتوا يوم الرياضة، ولا عرض المسرحية المدرسية، إن استطعتم. مرضاي يذكرونني دائماً بأن الزمن لا يعود، وأن اللحظة التي تضيع، تضيع إلى الأبد. وعلى فراش الموت، يندمون أشد الندم أيضاً على الانشغال بالخلافات. على حين غرة، تبدو تلك المشاحنات التافهة أو الضغائن التي حملوها طوال أعوام بلا معنى، وكأنها لم تكُن تستحق ذلك العناء كله. وعموماً، يتوق الناس إلى المصالحة عندما تقترب النهاية. ويتكرر المشهد أمامي مراراً. أفراد من العائلة وأصدقاء غابوا دهراً، يستجيبون ويعودون لزيارة المريض، قبل أن يخونهم الوقت. في المحطة الأخيرة، ترى الحياة من منظور مختلف، فتكتشف لماذا تصدعت العلاقات وأين غابت الكلمات الطيبة. ويتأمل المرضى جراحهم القديمة ويتساءلون بصدق "هل كان يسعني أن أتصرف بصورة مختلفة"، أو "لماذا تفوهت بذلك الكلام حينها؟". أحد لا يريد أن يودع الحياة مثقلاً بالندم. تجتاحك مشاعر كثيرة عندما ترى أشخاصاً عادوا أخيراً بعد طول قطيعة، وغالباً ما تكون تلك اللقاءات مشحونة بالحنين لكل من حضرها وشارك فيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والمثير للاهتمام أنني لم أرَ إلا قلة من الناس شعروا بالندم على قرارات تضر بصحتهم، إنما استمتعوا بها، مثل شرب الكحول أو التدخين. ومع ذلك، سمعت كثراً منهم يتمنون لو أنهم ذهبوا إلى طبيبهم عندما ظهرت عليهم الأعراض الأولى للمرض. ويقولون غالباً: "ليتني استشرت طبيبي العام"، أو "ليتني أجريت فحص مسحة عنق الرحم عندما طُلب مني". من السهل جداً إرجاء الأمور. ويرغب المرضى غالباً في الحديث عن حياتهم العاطفية. زواجهم وأطفالهم وعائلاتهم وأصدقاؤهم... ففي لحظات النهاية، يكون هؤلاء محور الاهتمام، وكل ما سواهم يبدو بلا قيمة. من الرائع حقاً أن تسمع قصص حيوات الناس بكل تفاصيلها. أحياناً، يعودون بالذاكرة لأحداث مضت قبل أكثر من 70 عاماً، مثل تلك اللحظات السحرية التي جمعتهم بأزواجهم أو زوجاتهم. ودائماً ما ترسم هذه القصص البسمة على وجوههم لأنها تعيدهم لأوقات فاضت فرحاً وحباً. وفي المقابل، يقول بعضهم: "لقد انفصلت. ليتني تزوجت حبيبة طفولتي، لكان كل شيء مختلفاً...". وكثيراً ما نسمع أشخاصاً يتمنون لو أنهم تزوجوا حبهم الأول. لم يقُل لي أحد قط أنه يتمنى لو أمضى وقتاً أطول في المكتب أو العمل. ولحسن الحظ، لم يعترف أحد أبداً بارتكاب جريمة. صراحة، لست متأكدة إن كنت أرغب في معرفة ذلك. أن تكوني ممرضة في الرعاية التلطيفية يعني أن تتحلي بصبر كبير. فكثير من المواقف تتسم بالصعوبة أو التعقيد، وتتطلب مرونة وحذراً في التعامل معها، إذ تكون مجبولة بالمشاعر المرهفة والحزن العميق، وعلينا أيضاً أن نمتلك مهارات استماع ممتازة، فقد يروي لنا المرضى أو عائلاتهم قصصاً لم يرغبوا في التحدث عنها سابقاً. ويفتح لنا هؤلاء أبواب مشاعرهم على مصراعيها، وهو شرف عظيم لنا. أحياناً، يشعر المرضى بغضب شديد، لعلمهم أنهم سيغادرون هذه الدنيا قريباً، ويشعرون بأن الأيام حرمتهم من إنجازات حياتية مهمة كإنجاب الأطفال، أو الاستمتاع بأمور كانوا يتخيلون أنها ستكون جزءاً من حياتهم في مرحلة الشيخوخة. ولكن من واقع خبرتي، من المهم جداً منحهم الوقت والمساحة الكافيين لاستكشاف هذه المشاعر بصورة كاملة، وتذكيرهم بأنه لا بأس من الغضب أو الشعور بالحزن العميق أو الاستياء الشديد. في هذه الحالة، نجتمع كفريق واحد ونتحدث إليهم وإلى عائلاتهم، ونحاول إيجاد منافذ للمساعدة، سواء عن طريق قضاء وقت في الهواء الطلق، أو الاستماع إلى الموسيقى التي يحبونها، أو حتى مجرد الاستماع إلى شخص ما من دون إصدار أية أحكام. أحياناً، يصعب علينا فصل مشاعرنا عن طبيعة عملنا. العناية التلطيفية لا تشبه مثلاً بيئة المستشفيات المخصصة للحالات الطارئة حيث الإيقاع السريع للأحداث لا يسمح بالتقاط الأنفاس. هنا، نخصص الوقت والمساحة لبناء علاقة إنسانية حقيقية مع مرضانا. نتعرف إليهم وإلى عائلاتهم عن كثب، حتى نكاد نصبح جزءاً من نسيجهم الأسري. وعلى رغم أن فقدان مريض بنينا معه علاقة وثيقة يبقى تجربة مؤلمة، أجدني أستمد العزاء من التأثير الإيجابي الذي تركته لدى هذه العائلة أو تلك. أضف إلى ذلك أن بيئة العمل الداعمة تشكل سنداً حقيقياً في مثل تلك اللحظات. صرت أعرف الآن أيضاً أهمية التحدث عن رغبات نهاية الحياة قبل وقت طويل من انطفاء شمعة العمر. فاعتاد أفراد عائلتي على المزاح في شأن إصراري الدائم على إثارة هذا الموضوع، ولكني سأبقى أطرحه دائماً. الحديث عن الموت ليس مخيفاً خلافاً لما يظنه بعضهم. وعندما لا تتناول العائلات هذه المسائل مسبقاً، أرى بأم العين حجم الضغط النفسي الذي يثقل كاهل الأقارب، ممن يُتركون في مواجهة أسئلة صعبة ومؤلمة من قبيل: هل كان أحباؤهم يفضلون الدفن أو الحرق، أو ما هي حاجاتهم الروحية خلال أيامهم الأخيرة. وإذا سارت الأمور كما ينبغي، نكون نحن هنا لمساعدة العائلات في تسهيل هذه القرارات والدفاع عن رغبات المريض وتهدئة التوترات في المواقف الصعبة والوصول في نهاية المطاف إلى حل توافقي يراعي الجميع. في الحقيقة، ليس الموت بسلام رهناً بالإيمان وحده. لقد استقبلنا مرضى من الأديان كافة، ومرضى لا يتبعون أية ديانة. يسألنا بعضهم أن نفتح النافذة بعد وفاتهم لإطلاق الروح بعد مغادرتها الجسد، أو يطلبون منا اتباع طقوس خاصة. في المقابل، لا يرغب آخرون في الخوض في أية ترتيبات قد نتبعها بعد أن تغمض عيونهم إلى الأبد، ولا التفكير في الجنازة، وليست الروحانيات من أولوياتهم. يفضلون التحدث عن كرة القدم مثلاً. وجل ما يطمحون إليه موت هادئ وكريم يتماشى مع رغباتهم. في لحظات الحزن العميق، يعزيك أن تعلم أن من تحب غادر الدنيا بسلام. وتشعر العائلة بالمواساة، إذ تتذكر التفاصيل البسيطة والملامح التي طبعت لحظات فقيدهم الأخيرة، وتبث في قلوبهم الراحة في أنه عبر إلى الضفة الأخرى بسلام وسكينة. في نهاية الحياة، تبقى الكرامة هي المسألة الأهم. عندما نستقبل المريض، نحرص على أن نسأله: "ما الذي يهمك؟"، ويختلف الجواب باختلاف الأشخاص. يرغب أحدهم مثلاً في ارتداء "بيجامته" المفضلة، وربما يطلب آخر احتساء كوب من الشاي كل صباح. ولكن الحاجة التي تجمع بينهم، الاعتراف بهم كأفراد لكل منهم خصوصيته وقيمته الفريدة، وعدم معاملتهم كمجرد أرقام في خضم روتين الإجراءات وسلسلة الحالات. من لم يشهدوا وفاة في دار للرعاية التلطيفية، يتصورون الموت غالباً كما يبدو في المسلسلات التلفزيونية: مشهد فوضوي مرعب، يعج بالتوتر والذعر. ولكني أطمئنهم إلى أنه قد يكون أيضاً رحيلاً هادئاً يحفظ للإنسان كرامته وقيمته، ولا سيما في بيئة يسودها الأمان وتغمرها المحبة. أما أنا، فستبقى مشاركتي المتواضعة في هذه الرحلة السامية امتيازاً أعتز به. دار "سو رايدر" موجودة كي لا يواجه أحد الموت أو الحزن وحيداً. لمزيد من المعلومات حول خدمات الرعاية التلطيفية، زوروا الموقع الإلكتروني ، أو ابحثوا عن عبارة "الحزن يستحق الأفضل" Grief Deserves Better للحصول على دعم مجاني في حالات الفقد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store