logo
عودة المواجهات إلى السويداء رغم إعلان وقف النار

عودة المواجهات إلى السويداء رغم إعلان وقف النار

الشرق الأوسط١٩-٠٧-٢٠٢٥
فيما بدأت قوات الأمن السورية بالانتشار داخل محافظة السويداء تنفيذاً لبنود اتفاق وقف النار، اليوم (السبت)، شهدت مدينة السويداء ومحيطها مواجهات واسعة بين عشائر عربية ومسلحين من الطائفة الدرزية، ما ألقى بظلال من الشك حول مستقبل الهدنة التي كان يُفترض أن توقف قتالاً مستمراً منذ الأحد الماضي تسبب في سقوط مئات الضحايا.
ولم يمر سوى وقت قصير على إعلان وقف النار اليوم حتى عادت المواجهات العنيفة بين الفصائل الدرزية والعشائر العربية التي بدا أنها حققت تقدماً داخل مدينة السويداء نفسها بعدما كانت حتى يوم أمس على أطرافها.وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بسماعه دوي قصف متقطع وطلقات نارية صباح السبت في أحد أحياء مدينة السويداء. ونقل عن مقاتلين دروز قولهم إن مجموعات مهاجمة تسللت إلى المدينة، تزامناً مع خوض مجموعات أخرى اشتباكات ضد المقاتلين المحليين في ريف المدينة الشمالي.
مقاتلون من العشائر العربية في مدينة السويداء اليوم السبت (أ.ف.ب)
أما منصة «السويداء 24» الإخبارية المحلية في السويداء فذكرت أن «مجموعات مسلحة قادمة من خارج المحافظة عملت على خرق اتفاق وقف النار وحاولت التقدم في مدينة السويداء، وسط مقاومة عنيفة من الفصائل المحلية والمجموعات الأهلية». وأضافت أن المجموعات المهاجمة وقعت في كمائن عند محاولتها التوغل في المدينة.
في المقابل، أظهرت أشرطة فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلي العشائر وهو يقومون باشتباكات مباشرة مع مقاتلين دروز داخل السويداء نفسها.
وجاءت عودة المواجهات بعد قليل من ظهور المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في قرية المزرعة بريف السويداء برفقة القوات الحكومية، مؤكداً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه ينص على نشر القوات الحكومية في المحافظة كافة وإعادة المؤسسات الدولة. وفي بيان نشره على منصة «تلغرام»، قال نور الدين البابا: «بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى».
مقاتلون من البدو ينتشرون في الوقت الذي تحترق فيه سيارة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء معقل الدروز في سوريا (أ.ف.ب)
إلا أن الزعيم الدرزي حكمت الهجري أصدر بياناً باسم الرئاسة الروحية للطائفة أكد فيه أن الاتفاق يشمل «نشر قوات من الأمن العام على أطراف المحافظة وخارج حدودها».
وقالت مصادر في العشائر لـ«الشرق الأوسط» إن حالة من الغليان لا تزال تسيطر على الأجواء رغم دعوات ضبط النفس والتهدئة، مضيفة أن هناك مخاوف من خرق الاتفاق على أيدي من وصفتها بـ «الجهة المستقوية بإسرائيل» (في إشارة إلى جماعة مرتبطة بالشيخ الهجري)، مشيرة إلى ما سبق وحصل لدى إعلان اتفاق وقف النار السابق، يوم الثلاثاء، بين الحكومة والرئاسة الروحية والأعيان والذي نص على نشر القوات الحكومية في المحافظة، قبل أن يتنصل منه الشيخ الهجري. وقالت المصادر ذاتها إن الحكومة تواجه صعوبة في تهدئة «شباب الفزعات الذين وفدوا من كل المناطق السورية نصرة للبدو وعناصر الأمن العام الذي قتلوا غدراً في السويداء»، بحسب وصفها.
مقاتلون من البدو والعشائر خلال المواجهات في مدينة السويداء اليوم (أ.ف.ب)
من جانبها، دعت حركة «رجال الكرامة» التي يتزعمها رجل الدين الدرزي ليث البلعوس إلى التنسيق المباشر والجاد بين القوى الوطنية في السويداء والدولة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والخدمات وتسريع التعافي وإعادة الحياة إلى طبيعتها. كما أعلنت هذه الحركة المتحالفة مع الحكومة دعمها بشكل واضح «التمييز الذي تتبناه الدولة بين من حمل السلاح اضطراراً دفاعاً عن أهله في ظروف الفوضى وبين من فعل ذلك تنفيذاً لأجندات خارجية تخريبية»، مع التأكيد على أن حماية المدنيين بكل مكوناتهم هي «مسؤولية الدولة وحدها».
وكانت الرئاسة السورية أعلنت اليوم وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار. وأوضحت أن ذلك يأتي «حرصاً على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واستجابة للمسؤولية الوطنية والإنسانية».
ودعت الرئاسة السورية في بيانها إلى فسح المجال أمام الدولة ومؤسساتها لتثبيت الاستقرار، ووقف سفك الدماء.
ودعت جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بالقرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، مشيرة إلى أن قوات الأمن بدأت بالانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، والحفاظ على النظام العام.
وأخيراً حذرت الرئاسة من «أي خرق لهذا القرار»، مؤكدة من أن ذلك سيعد انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية، وسيواجه بإجراءات قانونية.
وعرض الرئيس السوري، أحمد الشرع، في خطاب السبت تطور الأحداث، وقال إن «الدولة السورية تمكّنت من تهدئة الأوضاع رغم صعوبة المشهد» لكن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف الذي استهدف جنوب سوريا ومؤسسات الحكومة في دمشق. وأكد الشرع التزامه «حماية الأقليات» ومحاسبة «المنتهكين» من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء.
وكانت واشنطن أعلنت ليل الجمعة السبت اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما بعدما قصفت طائرات إسرائيلية مقار رسمية والقوات الحكومية في دمشق والسويداء في خضم المعارك بين الدروز والبدو.
وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها لن تسمح بالتعرض للأقلية الدرزية أو أن تنشر الحكومة السورية قوات عسكرية في جنوب البلاد قرب هضبة الجولان التي تحتلها.
وقال وزير خارجيتها جدعون ساعر، السبت، إن الأقليات في سوريا، سواء الكردية أو الدرزية أو العلوية أو المسيحية، معرضة «للخطر» تحت حكم الرئيس الشرع، بحسب ما كتب على منصة «إكس».
وأضاف: «لقد ثبت ذلك مرارا وتكرارا على مدى الأشهر الستة الماضية»، مؤكداً أن على المجتمع الدولي «واجب أن يضمن أمن وحقوق الأقليات في سوريا، وأن يرهن قبول سوريا مجددا في عائلة الأمم، بحمايتهم».
من جهتها، أعلنت العشائر العربية السورية في بيان اليوم التزامها الكامل بقرار رئاسة الجمهورية بوقف إطلاق النار، مؤكدة سعيها لحقن الدماء، وإنهاء حالة الاقتتال، وفتح باب العودة الآمنة، والحوار الوطني الشامل.
وقالت العشائر إن «القرار أتى استجابة لتوجيهات رئاسة الجمهورية، وانطلاقاً من الحرص على وحدة الوطن، وتفويت الفرصة على من يسعى لزرع الفتنة، والانقسام بين أبنائه».
وأكدت «وقف جميع الأعمال العسكرية من طرفها»، مشيرة إلى أن «أبناء العشائر لم يكونوا يوماً دعاة حرب، بل دافعوا عن كرامتهم عند الضرورة، وقدموا التضحيات في سبيل السلم الأهلي».
كما نص البيان على «الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون تأخير، واعتبار هذه الخطوة إحدى بوادر الثقة، إلى جانب تسهيل عودة جميع النازحين إلى منازلهم دون استثناء، أو شروط».
ودعت العشائر إلى «فتح قنوات الحوار والتنسيق، مع التأكيد على عدم تكرار ما حدث، والسير نحو استقرار دائم».
واختتمت العشائر بيانها بـ«التأكيد على تمسكها بروح الأخوة والواجب»، مترحمة على «قتلى العشائر الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والعرض».
وتدور اشتباكات دامية منذ عدة أيام بين مجموعات مسلحة محلية ومسلحين من عشائر بدوية في السويداء بجنوب البلاد.
وكانت مصادر خاصة لقناة «تلفزيون سوريا» قد كشفت عن التوصل إلى اتفاق يقضي بدخول قوات الأمن العام السورية إلى كامل مناطق السويداء، لبسط الأمن والاستقرار داخل المحافظة.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي توصلت إليه السلطات السورية مع مشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية في السويداء، فجر اليوم، ينص على «دخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى المحافظة، وحل جميع الفصائل».
وينص الاتفاق أيضاً على «تسليم السلاح الثقيل، ودمج عناصر الفصائل في القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع».
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان المبعوث الأميركي إلى سوريا وسفير واشنطن لدى تركيا، توماس براك، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. وغرد براك في منشور على منصة «إكس» أن الطرفين السوري والإسرائيلي، اتفقا، بدعم من الولايات المتحدة، على وقف إطلاق نار تبنته تركيا والأردن، وجيرانهما.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية بعد انقطاع تجاوز عشر سنوات
عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية بعد انقطاع تجاوز عشر سنوات

صحيفة سبق

timeمنذ 10 دقائق

  • صحيفة سبق

عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية بعد انقطاع تجاوز عشر سنوات

أعلنت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات في سوريا اليوم عودة البلاد إلى منظومة الاتصالات العالمية، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عقد نتيجة العقوبات المفروضة. وجاء الإعلان من العاصمة الأردنية عمّان، حيث أكدت الوزارة أن هذه الخطوة تعكس انفتاحًا جديدًا وتعزيزًا للتعاون الإقليمي في قطاع الاتصالات، وتزامنت مع رفع العقوبات التي فرضتها الحكومة الأمريكية سابقًا، ما يتيح لسوريا استعادة دورها في فعاليات رابطة GSMA المعنية بالاتصالات الخلوية على مستوى العالم. ووفق وكالة "سانا"، تضمن الإعلان زيارة رسمية لوزير الاتصالات السوري عبد السلام هيكل والوفد المرافق له إلى الأردن، حيث جرى الاتفاق على إعادة إدماج سوريا في برامج GSMA، بما يشمل المشاركة في المؤتمرات الدولية والاستفادة من برامج بناء القدرات والخدمات الفنية التي تقدمها الرابطة، إضافة إلى تمكين الشركات السورية من الاتصال المباشر بشبكة GSMA والحصول على مزاياها. كما تلقى الوزير دعوة رسمية لحضور مؤتمر الاتصالات العالمي (Mobile World Doha Congress) المزمع عقده في نوفمبر المقبل في دولة قطر، في خطوة تُعدّ محطة بارزة لإعادة تفعيل التعاون الثنائي والإقليمي وتبادل الخبرات ضمن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.

دمشق: حملة «حصار السويداء» هدفها تسويق فتح معابر غير نظامية وإنعاش التهريب
دمشق: حملة «حصار السويداء» هدفها تسويق فتح معابر غير نظامية وإنعاش التهريب

الشرق الأوسط

timeمنذ 10 دقائق

  • الشرق الأوسط

دمشق: حملة «حصار السويداء» هدفها تسويق فتح معابر غير نظامية وإنعاش التهريب

اتهمت وزارة الداخلية السورية «المجموعات الخارجة عن القانون» باختلاق مزاعم فرض الحكومة السورية حصاراً على السويداء «لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، بهدف إنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسياً لهذه المجموعات». وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأن ما يقال عن حصار السويداء «محض كذب وتضليل»، وذلك فيما أعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا ستيفان ساكاليان دخول فريقه إلى السويداء ولقاء عدد من العائلات والفعاليات المجتمعية والعاملين في المجال الصحي. وأوضح نور الدين البابا في بيان رسمي، أن الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للمدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ولتسهيل الخروج المؤقت لمن شاء إلى خارج مناطق سيطرة «المجموعات الخارجة عن القانون». تجهيز صناديق المساعدات في منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في ريف دمشق (رويترز) كما أشار إلى أن الأنباء التي تحدثت عن فرض حصار على السويداء «دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الأراضي السورية، وخارجها»، بهدف «إنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسياً لهذه المجموعات»، بحسب البابا الذي عدّ عودة المؤسسات السورية لعملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء، «تهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، وتؤثر على تمويلها غير الشرعي». وأنها «لذلك تروج لوجود حصار وتستغل الأزمة الإنسانية في السويداء، وتزيد معاناة المدنيين». عمال يقومون بتحميل صناديق المساعدات على شاحنة أمام منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في ريف دمشق سوريا (رويترز) وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قال في تقرير قبل يومين، إن «الوصول الإنساني إلى السويداء ما زال مقيداً بشدة بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الأمان وغير ذلك من العراقيل، ما يحدّ من القدرة على تقييم الاحتياجات وإيصال المساعدات الأساسية المنقذة للحياة». إلا أن رئيس بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا، ستيفان ساكاليان، أكد الأربعاء، وصول فريقه إلى السويداء وأن الزيارة شكلت «فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً». وقال في تصريحات نقلتها وكالة (سانا) الرسمية، إن «فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة»، مشيراً إلى أن فريق «الصليب الأحمر» ضم مختصين من مجالات متعددة لتمكينه من تقييم جميع الاحتياجات، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري الذي «يبذل موظفوه ومتطوعوه جهوداً كبيرة في ظل ظروف صعبة للغاية». ماريان وارد رئيسة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا (رويترز) وأبدى ساكاليان استعدادفريق اللجنة الدولية التام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، لافتاً إلى وجود تنسيق مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها. وكان فريق من اللجنة الدولية انضم الاثنين 28 يوليو (تموز) الحالي إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسية. دخول قافلة محروقات تحمل 120 ألف ليتر إلى محافظة السويداء الأربعاء (سانا) ومنذ بدء تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء في التاسع عشر من الشهر الحالي، أرسلت الحكومة السورية بالتعاون مع منظمات دولية و«الهلال الأحمر السوري» أربع قوافل في إطار الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة، وتلبية احتياجاتها الأساسية، تتضمن مواد غذائية وطبية ومحروقات. وبعد مضي أسبوعين على اندلاع الأحداث الدامية في السويداء، لا تزال عمليات البحث عن جثامين الضحايا في المناطق التي شهدت اشتباكات وحرائق، وأفاد موقع «سويداء 24» بمشاهدة فريق طبي وعناصر من منظمة الهلال الأحمر السوري ينتشلون جثامين من جانب طريق رئيسي وسط مدينة السويداء، بعد إبلاغ السكان بوجود روائح في المنطقة واحتمال وجود جثامين. وقفة لأهالي مدينة نوى بدرعا للمطالبة بالإفراج عن المتطوع في الدفاع المدني السوري حمزة العمارين المختفي في السويداء (سانا) وما تزال الجثامين تصل إلى المشافي، بعضها يصعب التعرف عليه، وبحسب مصادر محلية ما تزال هناك جثامين في مناطق يصعب الوصول إليها لأسباب أمنية وما يزال هناك أعداد من المفقودين. وجدّدت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» مطالبتها بالإفراج الفوري عن المتطوع حمزة العمارين، الذي اختُطف قبل 13 يوماً في مدينة السويداء في أثناء التوجه لإخلاء فريق من الأمم المتحدة من المدينة، في ظل انعدام أي معلومات عن مكان احتجازه أو حالته الصحية حتى الآن. وحملت «الخوذ البيضاء» الفصائل المسيطرة على السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامة العمارين، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل والضغط من أجل إطلاق سراحه وضمان سلامته. وما تزال الأوضاع الإنسانية في السويداء صعبة، مع غياب الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتعطل الحركة، ووفق نشطاء فإن الاحتياج يفوق حجم المساعدات التي وصلت بأضعاف، لا سيما أن المدينة ونحو 36 قرية تعرضت لأضرار جسيمة. وناشدت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في محافظة السويداء، المنظمات الدولية، والمجتمع المدني والمغتربين، المساعدة لتأمين الأدوية اللازمة لمرضى السرطان وعددهم نحو 1500 مريض.

«حزب الله»: بين رفض تسليم السلاح وشراء الوقت بفرض الشروط
«حزب الله»: بين رفض تسليم السلاح وشراء الوقت بفرض الشروط

الشرق الأوسط

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق الأوسط

«حزب الله»: بين رفض تسليم السلاح وشراء الوقت بفرض الشروط

لا يزال «حزب الله» على لسان مسؤوليه يرفع سقف مواقفه الرافضة لنزع سلاحه رغم كل الضغوط التي يتعرض لها، وتلك التي يتعرض لها لبنان على خلفية هذا الموضوع، وهو ما يطرح علامة استفهام حول موقف الحزب الذي حيناً يعلن رفضه النهائي لتسليم السلاح، وحيناً يربط البحث بالاستراتيجية الدفاعية بانسحاب إسرائيل. وكان آخر هذه المواقف تلك التي أطلقها عضو كتلة «حزب الله» النائب حسين جشي بالقول: «نزع سلاح المقاومة بالقوة لا يمكن تحقيقه، أو حتى رؤيته في الأحلام»، داعياً إلى التخفيف من لهجة وحدة التعاطي مع هذا الأمر. وانطلاقاً من الوقائع والمعطيات لا يبدو رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري-أنيجما» رياض قهوجي، متفائلاً بإمكانية تسليم «حزب الله» لسلاحه، معتبراً أنه «بالنسبة للحزب فهو من الأفضل له أن يخسر سلاحه في الحرب بدل أن يسلّمه». ويلفت قهوجي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) عندما وافق على اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن في نيته أبداً تسليم السلاح، بل هو وافق لشراء الوقت، وإعادة تسليح نفسه، وتجميع قواه، متكلاً كذلك على النظام السوري الذي كان يشكل بالنسبة إليه خط الإمداد مع إيران، لكن في هذه الفترة حصل ما لم يكن بحسبانه، حيث سقط النظام السوري، وتوالت الضربات على إيران، وبدأت الأمور تذهب في منحى آخر». لبنانيون يسيرون وسط الأنقاض في قرية عيتا الشعب الحدودية من هنا يقول قهوجي: «لكن (حزب الله) من الناحية العقائدية لم ولن يتغير، هو يراوغ بالإعلان أنه مستعد للحوار والبحث في الاستراتيجية الدفاعية وغيرها بشروط، وكل ذلك ضمن سياسة شراء الوقت، وبعيداً عن أي نيات تسليم السلاح». ويرى أن «(حزب الله) لن يسلم السلاح حتى لو إسرائيل دمرت لبنان بالكامل»، مضيفاً: «هو لا يختلف عن حركة (حماس) لناحية طريقة التفكير والتصرف والبعد العقائدي والارتباط مع إيران، وبالتالي لن يتوانى عن مواجهة الجيش اللبناني في حال اتخذ أي قرار بسحب سلاحه بالقوة، وهناك تجارب كثيرة تثبت هذا الأمر». وفيما يعتبر قهوجي أن «حزب الله» هو أكثر طرف في لبنان مستعد للحرب الأهلية، لا يستبعد عودة الحرب الإسرائيلية، معتبراً أن «(حزب الله) يفضل تسليم السلاح في الحرب وبالقوة من جانب إسرائيل، حيث بذلك يخرج منتصراً أكثر، وفق عقيدته وأمام بيئته، على عكس تسليمه للجيش». مواقف «حزب الله» هذه تعود بشكل أساسي لعدم تطبيق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب المحلل السياسي القريب من «الحزب» الدكتور قاسم قصير، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال (حزب الله) يتمسك بموقفه بأن المشكلة هي عند العدو الإسرائيلي الذي لم ينفذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهو مستمر بعدوانه على لبنان، وأن الحزب لن يسلم سلاحه وهو مستعد للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية بعد تنفيذ الخطوات المطلوبة من العدو الإسرائيلي». وأمام هذا الواقع يقول قصير: «الحزب يستعد لكل الاحتمالات، وخصوصاً التحضير لمواجهة أي عدوان إسرائيلي واسع على لبنان»، مضيفاً: «نحن أمام أيام صعبة والتهديدات والتحذيرات ستزداد وكل الاحتمالات واردة في حال عدم التوصل إلى حلول دبلوماسية لاستكمال تطبيق وقف إطلاق النار ومنع حصول عدوان إسرائيلي جديد على لبنان». وكان النائب جشي قال في احتفال تكريمي: «نقول لمن لديه حسن نية ولمن لديه سوء نية تجاه موضوع تسليم السلاح، إن هذا الأمر لن يحصل إلا في حال وجود دولة قوية تستطيع أن تحمي هذا البلد، وتردع العدو وتمنعه من الاعتداء اليومي على أهلنا وشعبنا ومؤسساتنا...». وأضاف جشي: «نحن مع حصرية السلاح بيد الدولة القادرة على حماية شعبها ومواطنيها وردع العدو عن الاعتداء علينا»، «مشيراً إلى أننا «لا نقول إن الدولة مقصّرة، بل نقول إن إمكانات دولتنا قاصرة عن مواجهة هذا العدو ومنعه من العدوان، ففي العام 1972 دخل العدو إلى أرضنا ولم تستطع الدولة منعه، وكذلك في العام 1978 حين اجتاحت إسرائيل جزءاً من أرضنا ولم تستطع الدولة منعها، وأيضاً في العام 1982 لمّا عادت الكرة واجتاحت لبنان ووصلت إلى بيروت، ولم تستطع الدولة منعها». وأردف: «عندما تصبح الدولة قوية وقادرة وحاضرة، وتمنع هذا العدو من الاعتداء، وتردعه حتى عن مجرد التفكير بالنيل من أهلنا وشعبنا وكرامتنا، حينها فقط يُفتح النقاش في هذا الأمر، لكن لا بد من وجود دولة قوية قادرة حاضرة لتحمي هذا البلد وتمنع العدوان، وبعد ذلك نحن حاضرون للنقاش في كل التفاصيل».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store