
دمشق: حملة «حصار السويداء» هدفها تسويق فتح معابر غير نظامية وإنعاش التهريب
وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأن ما يقال عن حصار السويداء «محض كذب وتضليل»، وذلك فيما أعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا ستيفان ساكاليان دخول فريقه إلى السويداء ولقاء عدد من العائلات والفعاليات المجتمعية والعاملين في المجال الصحي.
وأوضح نور الدين البابا في بيان رسمي، أن الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للمدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ولتسهيل الخروج المؤقت لمن شاء إلى خارج مناطق سيطرة «المجموعات الخارجة عن القانون».
تجهيز صناديق المساعدات في منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في ريف دمشق (رويترز)
كما أشار إلى أن الأنباء التي تحدثت عن فرض حصار على السويداء «دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الأراضي السورية، وخارجها»، بهدف «إنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسياً لهذه المجموعات»، بحسب البابا الذي عدّ عودة المؤسسات السورية لعملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء، «تهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، وتؤثر على تمويلها غير الشرعي». وأنها «لذلك تروج لوجود حصار وتستغل الأزمة الإنسانية في السويداء، وتزيد معاناة المدنيين».
عمال يقومون بتحميل صناديق المساعدات على شاحنة أمام منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في ريف دمشق سوريا (رويترز)
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قال في تقرير قبل يومين، إن «الوصول الإنساني إلى السويداء ما زال مقيداً بشدة بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الأمان وغير ذلك من العراقيل، ما يحدّ من القدرة على تقييم الاحتياجات وإيصال المساعدات الأساسية المنقذة للحياة».
إلا أن رئيس بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا، ستيفان ساكاليان، أكد الأربعاء، وصول فريقه إلى السويداء وأن الزيارة شكلت «فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً».
وقال في تصريحات نقلتها وكالة (سانا) الرسمية، إن «فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة»، مشيراً إلى أن فريق «الصليب الأحمر» ضم مختصين من مجالات متعددة لتمكينه من تقييم جميع الاحتياجات، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري الذي «يبذل موظفوه ومتطوعوه جهوداً كبيرة في ظل ظروف صعبة للغاية».
ماريان وارد رئيسة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا (رويترز)
وأبدى ساكاليان استعدادفريق اللجنة الدولية التام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، لافتاً إلى وجود تنسيق مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها.
وكان فريق من اللجنة الدولية انضم الاثنين 28 يوليو (تموز) الحالي إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسية.
دخول قافلة محروقات تحمل 120 ألف ليتر إلى محافظة السويداء الأربعاء (سانا)
ومنذ بدء تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء في التاسع عشر من الشهر الحالي، أرسلت الحكومة السورية بالتعاون مع منظمات دولية و«الهلال الأحمر السوري» أربع قوافل في إطار الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة، وتلبية احتياجاتها الأساسية، تتضمن مواد غذائية وطبية ومحروقات.
وبعد مضي أسبوعين على اندلاع الأحداث الدامية في السويداء، لا تزال عمليات البحث عن جثامين الضحايا في المناطق التي شهدت اشتباكات وحرائق، وأفاد موقع «سويداء 24» بمشاهدة فريق طبي وعناصر من منظمة الهلال الأحمر السوري ينتشلون جثامين من جانب طريق رئيسي وسط مدينة السويداء، بعد إبلاغ السكان بوجود روائح في المنطقة واحتمال وجود جثامين.
وقفة لأهالي مدينة نوى بدرعا للمطالبة بالإفراج عن المتطوع في الدفاع المدني السوري حمزة العمارين المختفي في السويداء (سانا)
وما تزال الجثامين تصل إلى المشافي، بعضها يصعب التعرف عليه، وبحسب مصادر محلية ما تزال هناك جثامين في مناطق يصعب الوصول إليها لأسباب أمنية وما يزال هناك أعداد من المفقودين. وجدّدت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» مطالبتها بالإفراج الفوري عن المتطوع حمزة العمارين، الذي اختُطف قبل 13 يوماً في مدينة السويداء في أثناء التوجه لإخلاء فريق من الأمم المتحدة من المدينة، في ظل انعدام أي معلومات عن مكان احتجازه أو حالته الصحية حتى الآن.
وحملت «الخوذ البيضاء» الفصائل المسيطرة على السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامة العمارين، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل والضغط من أجل إطلاق سراحه وضمان سلامته.
وما تزال الأوضاع الإنسانية في السويداء صعبة، مع غياب الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتعطل الحركة، ووفق نشطاء فإن الاحتياج يفوق حجم المساعدات التي وصلت بأضعاف، لا سيما أن المدينة ونحو 36 قرية تعرضت لأضرار جسيمة. وناشدت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في محافظة السويداء، المنظمات الدولية، والمجتمع المدني والمغتربين، المساعدة لتأمين الأدوية اللازمة لمرضى السرطان وعددهم نحو 1500 مريض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 28 دقائق
- العربية
البلعوس: السويداء اجتازت المرحلة الأخطر
أكد القيادي في حركة رجال الكرامة، ليث البلعوس، أنّ محافظة السويداء تسير نحو مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والأمان والشراكة الكاملة مع مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أنّهم يعملون على اجتثاث كل مظاهر الفوضى والجريمة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية الرسمية. "استقرار كامل خلال أسابيع" وأشار البلعوس في تصريحات لقناة الإخبارية السورية الرسمية، إلى أن حماية وحدة البلاد تمثل أولوية لا مساومة عليها، وأن أبناء السويداء جزء لا يتجزأ من الدولة السورية. كما شدد على ضرورة إنهاء السلاح العشوائي وتكريس ثقافة الانتماء والحقوق ضمن مشروع وطني جامع. ودعا إلى تعزيز الوعي المجتمعي وخوض حوار صريح مع كافة الشركاء الوطنيين من أجل ترسيخ الأمن وتحقيق المصالحة المجتمعية الشاملة في الجنوب السوري. إلى ذلك، لفت إلى أن أهالي السويداء يضعون في مقدمة أولوياتهم التعاون الكامل والمباشر مع مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية، بهدف ملاحقة كل المتورطين بالجرائم والانتهاكات. وأعلن أن محافظة السويداء اجتازت المرحلة الأخطر، وسط التزام كامل بخارطة التهدئة وضبط السلاح المنفلت لاستعادة الاستقرار الكامل في مدة لا تتعدى بضعة أسابيع. كذلك، طالب البلعوس بتوحيد الخطاب الوطني والانخراط في مشروع جامع. توترات كبيرة وكانت السويداء شهدت خلال الأسابيع الماضية توترات كبيرة، أعلنت إثرها وزارة العدل السورية، الخميس، تشكيل لجنة كلفت بالتحقيق، من أجل "كشف الظروف والملابسات التي أدت إلى الأحداث والتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون وإحالة من تثبت مشاركته فيها إلى القضاء". كما أضافت أن اللجنة سترفع تقريرها النهائي "خلال مدة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ تشكيلها، مع حقها في الاستعانة بمن تراه مناسباً من الخبراء والمتخصصين والجهات المختصة". يذكر أن الاشتباكات اندلعت في المحافظة يوم 13 يوليو/تموز الماضي، لمدة أسبوع بين مسلحين محليين وعشائر بدوية، ما استدعى تدخل قوات حكومية. فيما دخلت إسرائيل على خط المواجهة فشنت في 16 يوليو سلسلة غارات ولا سيما قرب مقر الأركان العامة وفي محيط قصر الرئاسة في دمشق، بحجة "الدفاع عن الدروز". وانسحبت القوات السورية، في 17 يوليو، من السويداء وفقاً لاتفاق وقف للنار تم التوصل إليه وأعلنته وزارة الداخلية. غير أن الاشتباكات استمرت بين مسلحين محليين وعشائر بدوية. ثم أعلنت الرئاسة السورية، فجر 19 يوليو، وقفاً "فورياً" لإطلاق النار ودعت كل الأطراف إلى الالتزام به، مع بدء قوات الأمن الانتشار في السويداء بعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة. كما أعلنت الولايات المتحدة، في 19 يوليو، اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف النار، بعد الغارات التي شنتها إسرائيل في خضم المعارك بالسويداء.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
استشهاد 12 فلسطينيًا من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة
استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، في إطلاق نار وقصف إسرائيلي اليوم استهدف تجمعات منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ فجر اليوم إلى 18 شهيدًا بينهم أطفال ونساء. في السياق ذاته، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف وتدمير واسعة لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في حي التفاح شرق مدينة غزة.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
مشاهد "إهانة" مطرب شعبي تشغل السوريين.. والداخلية توضح
انشغل السوريون خلال الساعات الماضية بتداول فيديوهات لتوقيف المغني الشعبي، عمر خيري، من قبل بعض العناصر المسلحة بعيد إحيائه حفل زفاف في مدينة الباب بحلب. فقد نشر عدد من مستخدمي منصة إكس فيديو لخيري وصفوه بالمهين، أظهر عناصر مسلحة ترسم على وجهه وجسده بعيد توقيفه، وتجبره على الغناء. فيما أثارت تلك المشاهد استياء العديد من السوريين على مواقع الواصل، الذين دعوا إلى محاسبة المتورطين. في حين اتهم بعض المغردين عناصر من جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية بالتورط. هل هذه هي الحرية التي حلمنا بها؟ أم أنها مجرد قيد جديد بثوب مختلف؟ ‼️ إذلال الفنان #عمر_خيري في الباب بريف حلب — الإعلامي هاوار هبو (@hawarhebo99) August 1, 2025 الداخلية تنفي إلا أن المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، نفى الأمر جملة وتفصيلاً. وقال المتحدث في بيان مساء الجمعة "ننفي بشكل قاطع ما يُتداول على مواقع التواصل حول تعرّض مطرب شعبي للاعتداء من قِبل عناصر الأمن الداخلي في مدينة الباب بريف حلب"، مؤكدا ألا علاقة لأية جهة أمنية بالحادثة المذكورة، وفق ما نقلت الإخبارية السورية. 📌 ننفي بشكل قاطع ما يُتداول على مواقع التواصل حول تعرّض مطرب شعبي للاعتداء من قِبل عناصر الأمن الداخلي في مدينة الباب بريف حلب ولا علاقة لأي جهة أمنية بالحادثة المذكورة 📌 نواجه الكثير من حملات التضليل الممنهجة التي تهدف لتشويه… — الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) August 1, 2025 كما أوضح البابا أن وزارة الداخلية تواجه الكثير من حملات التضليل الممنهجة التي تهدف إلى تشويه صورة الأمن الداخلي، وحث وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى توخي الدقة والتحرّي من صحة الأخبار والصور حرصاً على المصداقية، وتجنّب الوقوع في فخ التضليل أو نشر معلومات مغلوطة. وكانت وزارة الداخلية أكدت أكثر من مرة سابقاً أنها لن تتوانى عن محاسبة أية انتهاكات يرتكبها منتسبون إلى الأجهزة التابعة لها، مؤكدة أن كافة عناصرها في خدمة المواطن السوري الذي عانى الأمرين في ظل النظام السابق الذي سقط في ديسمبر من العام الماضي (2024).