logo
ترمب يخوض حربا ضد "الفيدرالي" وسط مخاوف من اضطراب الأسواق

ترمب يخوض حربا ضد "الفيدرالي" وسط مخاوف من اضطراب الأسواق

Independent عربية١٩-٠٤-٢٠٢٥

بلغ استياء الرئيس الأميركي دونالد ترمب من "الاحتياطي الفيدرالي" ذروته هذا الأسبوع، إذ هدد الرئيس باتخاذ خطوة غير مسبوقة تتمثل بإقالة رئيس المؤسسة التي تحظى باستقلالية تامة.
ودعا ترمب مراراً إلى خفض معدلات الفائدة لتسهم في تحفيز النمو الاقتصادي مع إطلاق خططه المرتبطة بالرسوم الجمركية، وهدد بإقالة رئيس "الفيدرالي" جيروم باول ما لم يمتثل، واضعاً المصرف والبيت الأبيض على مسار تصادمي يحذر المحللون من أنه قد يزعزع استقرار أسواق المال الأميركية.
وقال ترمب، الخميس الماضي، في إشارة إلى باول الذي تنتهي ولايته الثانية لأربعة أعوام على رأس "الاحتياطي الفيدرالي" في مايو (أيار) 2026 "إذا أردت طرده فسيخرج بصورة سريعة جداً، صدقوني".
من جانبه أكد باول أنه لا ينوي التنحي مبكراً، مضيفاً هذا الأسبوع أنه يعد استقلال المصرف في تقرير السياسة النقدية "مسألة مرتبطة بالقانون".
تباطؤ النمو الاقتصادي
وأفادت كبيرة الاقتصاديين لدى "كاي بي أم جي" دايان سوونك لوكالة "الصحافة الفرنسية"، "من الواضح أن إحساس رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن عليه التطرق إلى الأمر يعني أنهم جديون"، في إشارة إلى البيت الأبيض.
وأما كبيرة الاقتصاديين لدى "وولف ريسرتش" ستيفاني روث، فعبرت عن اعتقادها بأن الجانبين "سيصطدمان" لكنها استبعدت أن "يستسلم الاحتياطي الفيدرالي للضغط السياسي".
ويتفق معظم خبراء الاقتصاد على أن خطط الإدارة المرتبطة بالرسوم التي تشمل فرض تعرفة "أساسية" عامة نسبتها 10 في المئة على الواردات من معظم البلدان، ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي، في الأقل في الأمد القصير.
ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار، مما سيبعد إمكانية تحقيق هدف "الاحتياطي الفيدرالي" الطويل الأمد القاضي بنسبة تضخم قدرها اثنان في المئة، ويمنع على الأرجح صانعي السياسات من خفض المعدلات خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقالت روث في مقابلة، "لن يستجيبوا لمجرد أن ترمب قال في منشور إن عليهم خفض" المعدلات، مضيفة أنه إن أقدم المصرف المركزي على خطوة من هذا النوع، فسيقود ذلك إلى "كارثة" بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي.
يشير عديد من خبراء القانون إلى أن الرئيس الأميركي لا يملك سلطة إقالة رئيس "الفيدرالي" أو أي من زملائه في لجنة تحديد معدل الفائدة التابعة للمصرف والتي تضم 19 شخصاً، لأي دافع باستثناء وجود سبب وجيه لذلك.
ونظام "الفيدرالي" الذي وضع قبل أكثر من قرن، مصمم أيضاً لحماية البنك المركزي الأميركي من التدخلات السياسية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت روث، إن "الاستقلال بالغ الأهمية بالنسبة إلى "الاحتياطي الفيدرالي"، مضيفة أن "البلدان التي لا تملك مصارف مركزية مستقلة لديها عملات أضعف بصورة لافتة ومعدلات فائدة أعلى بصورة لافتة أيضاً".
وأوضح كبير الاقتصاديين لدى "موديز أناليتكس" مارك زاندي، "لدينا أدلة قوية على أن إضعاف استقلال البنك المركزي فكرة رديئة حقاً".
حق إقالة رؤساء الوكالات الحكومية
وينبع أحد التهديدات الأخطر لاستقلالية "الفيدرالي" من قضية قائمة أشارت إدارة ترمب في إطارها إلى أنها ستسعى إلى الطعن في قرار صدر عام 1935 عن المحكمة العليا يحرم الرئيس الأميركي من حق إقالة رؤساء الوكالات الحكومية المستقلة.
ويمكن أن تكون لهذه القضية تداعيات خطرة على "الاحتياطي الفيدرالي"، نظراً إلى وضعه كوكالة مستقلة يعتقد قادتها أنه لا يمكن للرئيس حالياً فصلهم من العمل لأي سبب باستثناء وجود سبب وجيه.
لكن حتى وإن نجحت إدارة ترمب قضائياً، فقد تصطدم سريعاً بجدار الحماية الأخير لاستقلالية "الاحتياطي الفيدرالي" أسواق السندات.
وخلال فترة الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الأسواق نتيجة خطط ترمب المرتبطة بالرسوم الجمركية، ارتفعت عائدات السندات الحكومية وتراجع الدولار، مما يشير إلى أن المستثمرين قد لا يرون في الولايات المتحدة ملاذاً آمناً للاستثمار كما كانت في الماضي.
وفي مواجهة الارتفاع الكبير في عائدات سندات الخزانة الأميركية، علقت إدارة ترمب خططها لزيادة الرسوم الجمركية على واردات عشرات البلدان، وهو ما أسهم في تهدئة أسواق المال.
وإذا اعتقد المستثمرون أن استقلالية "الاحتياطي الفيدرالي" في التعامل مع التضخم تعرضت إلى الخطر، فسيؤدي ذلك على الأرجح إلى رفع العائدات على السندات الحكومية الطويلة الأجل بناء على الافتراض بأن التضخم الطويل الأجل سيكون أعلى، ويفرض ضغوطاً على الإدارة.
وقالت سوونك، "لا يمكن السيطرة على سوق السندات. هذا هو المغزى من القصة.. لذلك ينبغي أن يكون الاحتياطي الفيدرالي مستقلاً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منع منح تأشيرات دخول الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد
منع منح تأشيرات دخول الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

منع منح تأشيرات دخول الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد

تابعوا عكاظ على فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأربعاء، حظراً على منح تأشيرات دخول الطلاب الأجانب الجدد الراغبين بالالتحاق بجامعة هارفارد، في حلقة جديدة من مسلسل التصعيد الدائر بينه وبين عدد من المؤسّسات التعليمية العريقة التي يتّهمها بالترويج لأفكار يسارية تقدمية متطرفة. وقال ترمب في بيان: «لقد خلصتُ إلى ضرورة تقييد دخول الأجانب الراغبين في القدوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة، حصرياً أو بشكل أساسي، في برنامج دراسي بجامعة هارفارد أو في برنامج تبادل طلابي تستضيفه الجامعة». ويعد هذا التصعيد الأحدث في المواجهة المستمرة بين البيت الأبيض وأقدم وأغنى جامعة في البلاد. وكانت محكمة اتحادية في بوسطن قد منعت وزارة الأمن الداخلي الأسبوع الماضي من منع دخول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، لكن ترمب لجأ في أمره الجديد إلى سلطة قانونية مختلفة. وتأتي هذه الخطوة بعد رفض جامعة هارفارد الانصياع لمجموعة من المطالب التي قدمتها الحكومة الاتحادية، والتي تصاعدت أخيراً بعد أن قالت وزارة الأمن الداخلي إن الجامعة رفضت تقديم سجلات تتعلق بسوء سلوك ارتكبه طلاب أجانب. أخبار ذات صلة وتقول جامعة هارفارد إنها استجابت للطلب، لكن الحكومة اعتبرت أن ردها غير كافٍ. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

لماذا حجب ترمب رئاسة "ناسا" عن حليف إيلون ماسك؟
لماذا حجب ترمب رئاسة "ناسا" عن حليف إيلون ماسك؟

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

لماذا حجب ترمب رئاسة "ناسا" عن حليف إيلون ماسك؟

الأمر المهم الذي يناقشه عالم الفضاء اليوم هو دلالات سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاريد إيزاكمان من رئاسة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على رغم أنه ترشيح حليف إيلون ماسك. الدلالات كثيرة، لكن ثمة أمرين يبرزان وهما التأثير الإيجابي المباشر في مشروع قوة الفضاء الأميركية أو ما عرف بسلاح القبة الذهبية، إضافة الى استمرار الأثر السلبي على البحوث العلمية لـ"ناسا" بسبب تركيز الأموال لمصلحة مشروع سلاح الفضاء الدفاعي الأميركي. وعلى رغم ذلك لا بد من أن علماء الفضاء الأميركيين سعيدون جداً بسحب ترمب ترشيح حليف ماسك من منصب رئاسة "ناسا" مهما كانت الأسباب التي أدت إلى ذلك لأن وصول إيزاكمان إلى زعامة "ناسا" كان معناه استمرار نهج ماسك وزيادة معاناة كثير من العلماء في قطاع الفضاء الحكومي الأميركي. مشروع قوة الفضاء الأميركية لذلك نسأل بصورة مباشرة أولاً عن الأثر الايجابي الذي سيتركه القرار على مشروع قوة الفضاء الأميركية؟ فتغيير قيادة "ناسا" الجديدة وسحب ترمب ترشيحه لجاريد إيزاكمان أفصح عن بعض الأسماء المتداولة لزعامة وكالة الفضاء الحكومية الأميركية، وأهمها الفريق المتقاعد من سلاح الجو ستيفن كواست، وهو من أكبر المؤيدين لإنشاء قوة الفضاء الأميركية القبة الذهبية، وعلى رغم أن جاريد إيزاكمان وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "شيفت 4 بايمانتس" (Shift4 Payments) لمعالجة المدفوعات حظي بدعم واسع في قطاع الفضاء، لكنه أثار مخاوف كثرٍ بسبب علاقاته الشخصية مع ماسك وشركة "سبايس إكس". ملابسات سحب الترشيح في البداية وقبل الذهاب إلى أثر القرار السلبي على المسيرة العلمية لـ"ناسا"، لا بد من توضيح ملابسات سحب الترشيح المباغت للغاية من قبل ترمب، وفي هذا السياق ووفق "رويترز" صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن قبل أيام قليلة بأن الرئيس دونالد ترمب سيعلن عن مرشح جديد قريباً، وقالت "من الضروري أن يكون القائد المقبل للوكالة متوافقاً تماماً مع أجندة الرئيس ترمب 'أميركا أولاً'، وسيعلن الرئيس ترمب مباشرة عن بديل له قريباً". وكان من المقرر أن يخضع رائد الفضاء الخاص الملياردير إيزاكمان الذي اختاره ماسك لقيادة "ناسا" للتصويت أمام مجلس الشيوخ الأميركي للموافقة على تعيينه، لكن دونالد ترمب رفض تعيينه وفاجأ قرار إبعاده كثرٍ في قطاع الفضاء، ولم يوضح البيت الأبيض سبب هذا القرار، ولم يردّ إيزاكمان على طلب بعض وسائل الإعلام للتعليق. إشارة مهمة ومن المهم هنا الإشارة الى أن إقالة إيزاكمان تأتي بعد أيام قليلة من مغادرة ماسك البيت الأبيض رسمياً، حيث تسبب دور الرئيس التنفيذي لشركة "سبايس إكس" كـموظف حكومي خاص يقود وزارة كفاءة الحكومة في إحداث اضطرابات داخل الإدارة وإحباط بعض مساعدي ترمب. ووفق الصحافي أندرو زينين وهو محرر في احدى المجلات العلمية الأميركية، فإنه يبدو أن تغيير الترشيحات يمثل تجاهلاً للملياردير ماسك الذي تنحى عن دوره في قيادة ما يسمى "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE) التابعة لترمب، وورد أن ماسك ضغط مباشرة على الرئيس ليحصل إيزاكمان الذي كانت له تعاملات تجارية كبيرة مع شركة "سبايس إكس" على المنصب الأعلى في "ناسا"، مما أثار تساؤلات حول احتمال وجود تضارب في المصالح. تعليق ماسك مع ظهور الخبر، أكد ماسك من خلال منصته "إكس" أنه "من النادر أن تجد شخصاً بهذه الكفاءة وطيبة القلب"، ويذكر أن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Shift4 Payments)، البالغ من العمر 42 سنةً، برز كشخصية رائدة في مجال رحلات الفضاء التجارية من خلال تعاونه البارز مع "سبايس إكس"، ولكنه حقق إنجازاً تاريخياً في سبتمبر (أيلول) عام 2024 بخروجه من مركبة "كرو دراغون" لينظر إلى الأرض من الفضاء، ممسكاً بالهيكل الخارجي للمركبة، خلال أول عملية سير في الفضاء حديثة يقوم بها رواد فضاء غير محترفين. المواقع العلمية إذاً جاريد إيزاكمان لن يكون الرئيس المقبل لـ"ناسا" في نهاية المطاف، هكذا استهلت مواقع علمية مشهورة تغطيتها لهذا الحدث، ومن أهم هذه المواقع العلمية المتخصصة موقع "سبايس دوت كوم" الذي نقل السبت الماضي أن الرئيس دونالد ترمب سحب ترشيح إيزاكمان لأنه رجل أعمال تقني وملياردير ورائد فضاء خاص قاد وموّل مهمتين لشركة "سبايس إكس" إلى مدار الأرض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كما نقل الموقع تأكيد البيت الأبيض الخبر بعد ذلك بوقت قصير، مع نشر كثير من الصور والفيديوهات ومقالات جانبية تحت عناوين محرضة على إيزاكمان مثل "سيناتور يستجوب جاريد إيزاكمان مرشح ترمب لرئاسة 'ناسا' حول تورط إيلون ماسك في مقابلة العمل الخاصة به، وعنوان آخر هو "أعضاء مجلس الشيوخ يضغطون على جاريد إيزاكمان مرشح ترمب لرئاسة 'ناسا' في شأن علاقاته بإيلون ماسك"، كما احتوى الموقع دليلاً يساعد المتابعين على مشاهدة جلسة استماع تأكيد تعيين جاريد إيزاكمان رئيساً لـ"ناسا" في مجلس الشيوخ التي ألغيت بعد قرار ترمب، وفي التعليق على الخبر اعترف محرر أخبار الفضاء في الموقع بأن هذه الخطوة تعد مفاجئة بعض الشيء. تحول حاد وأعلن ترمب عن اختياره لجاريد إيزاكمان في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024 قبل تنصيبه، وبدا أن الكونغرس على وشك تثبيته في الأسبوع المقبل، وأكد الموقع أن بيان هيوستن لا يقدم سبباً واضحاً لاستبعاد إيزاكمان، ولكنه يشير إلى أن البيت الأبيض لا يعتقد بأن إيزاكمان مؤيد تماماً لترمب وأولوياته الفضائية. وثائق سرية جديدة وفي سياق توضيح تأثيرات هذا القرار في البحث العلمي لدى "ناسا"، كشف الموقع عن وثائق سرية مفصلة جديدة كانت في حوزته، تبيّن تفاصيل الخطة القاسية التي ستطبق على "ناسا"، وكتب مايك وول وهو كاتب فضاء أول في"سبايس دوت كوم"، "اطلعنا على هذه الأولويات بصورة مفصلة بعد ظهر الجمعة الماضي، عندما أصدر البيت الأبيض نسخة مفصلة من طلب موازنة 'ناسا' للسنة المالية 2026، وتقترح الوثائق خفض موازنة الوكالة بمقدار 6 مليارات دولار، من 24.8 مليار دولار إلى 18.8 مليار دولار، مع خفض تمويل برامج الوكالة العلمية بنسبة 47 في المئة". خفض قوة "ناسا" وتؤكد الوثائق الصادرة حديثاً أن قوة عمل "ناسا" ستُخفض بنحو الثلث وستُلغى عشرات البعثات العلمية للوكالة بما في ذلك مسبار "جونو جوبيتر" ومسبار "نيو هورايزونز بلوتو"، وعدد من المركبات الفضائية الأخرى التي تجمع بيانات حالياً في الفضاء السحيق. ويشير الموقع أيضاً إلى علاقة هذه الخفوض الكارثية في موازنة "ناسا" بإيلون ماسك الذي قاد وزارة كفاءة الحكومة سعياً إلى خفض الكلف واللوائح أثناء توليه هذا المنصب، وخلال مؤتمر صحافي عقد في البيت الأبيض الجمعة الماضي، صرّح ماسك بأنه سيظل مستشاراً وصديقاً للرئيس ترمب على رغم فقدانه منصبه الرسمي.

ترمب يوقع إعلانا لتقييد تأشيرات الطلاب في جامعة هارفارد
ترمب يوقع إعلانا لتقييد تأشيرات الطلاب في جامعة هارفارد

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يوقع إعلانا لتقييد تأشيرات الطلاب في جامعة هارفارد

قال البيت الأبيض أمس الأربعاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقع إعلاناً لتقييد تأشيرات الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد، وسط تصاعد الخلاف مع المؤسسة الأكاديمية. في الشهر الماضي، أمرت وزارة الخارجية الأميركية جميع بعثاتها القنصلية في الخارج بالبدء في إجراء تدقيق إضافي لطالبي التأشيرات الذين يتطلعون للذهاب إلى جامعة هارفارد لأي غرض، وفقاً لبرقية داخلية اطلعت عليها "رويترز". ووصفت جامعة هارفارد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب الأربعاء ومنعها بموجبه من قبول طلاب أجانب جدد لمدة ستة أشهر بأنه "إجراء انتقامي"، في حلقة جديدة من مسلسل الخلاف المتصاعد بين الطرفين. وقال متحدث باسم الجامعة "هذه خطوة انتقامية غير قانونية أخرى اتخذتها الإدارة، منتهكة بذلك حقوق هارفارد المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور، وإن هارفارد ستواصل حماية طلابها الدوليين". ويوم الإثنين، طلبت جامعة هارفارد من قاضية اتحادية إصدار حكم مستعجل بإلغاء تجميد تمويل بقيمة 2.5 مليار دولار أمرت به إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووصفته الجامعة بأنه غير قانوني. وأفادت الدعوى القضائية التي رفعتها هارفارد أمام المحكمة الجزئية الأميركية في بوسطن بأنها تلقت 957 أمراً منذ الـ14 من أبريل (نيسان) بتجميد تمويل أبحاث تتعلق بتهديدات الأمن القومي والسرطان والأمراض المعدية وغيرها، منذ أن رفضت أقدم وأغنى جامعة في البلاد قائمة مطالب من البيت الأبيض. وقال ترمب إنه يحاول فرض التغيير في جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات المرموقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لأنها، برأيه، أصبحت أسيرة الفكر اليساري وتحولت إلى معاقل لمعاداة السامية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وحددت قاضية المحكمة الجزئية أليسون بوروز يوم الـ21 من يوليو (تموز) لعقد جلسة للنظر في طلب جامعة هارفارد إصدار حكم مستعجل، وهو طلب يقدم للقاضي من أجل البت في نزاع من دون محاكمة لإقرار حقائق مادية. ورفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد إدارة ترمب في أبريل (نيسان)، قائلة إن تجميد التمويل ينتهك حق الجامعة في حرية التعبير، ووصفته بأنه إجراء تعسفي. وفي الدعوى القضائية التي رفعتها الإثنين، قدمت جامعة هارفارد قائمة مفصلة بالمنح التي ألغيت، بما في ذلك منحة قيمتها 88 مليون دولار مخصصة لأبحاث فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب لدى الأطفال، ومنحة تبلغ 12 مليون دولار لزيادة وعي وزارة الدفاع بالتهديدات البيولوجية الناشئة، وأخرى قيمتها 8 ملايين دولار لفهم الطاقة المظلمة بصورة أفضل، وقالت الجامعة إن تجميد التمويل سيوقف الأبحاث الجارية في علاج السرطان والأمراض المعدية ومرض باركنسون. وفتحت إدارة ترمب عدداً من التحقيقات المتعلقة بجامعة هارفارد، بعضها ينظر في تعرض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود لتهديدات بعد اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في أعقاب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تلاه من عمليات عسكرية إسرائيلية في غزة. وتبحث تحقيقات أخرى في ما إذا كانت جامعة هارفارد تمارس التمييز على أساس الجنس والنوع الاجتماعي، إضافة إلى علاقات الجامعة بالحكومات الأجنبية والطلاب الدوليين. وألغت إدارة ترمب الشهر الماضي صلاحيات جامعة هارفارد في ما يتعلق بقبول الطلاب الأجانب، وهو ما أوقفته قاضية بصورة موقتة بعد أن رفعت هارفارد دعوى قضائية في قضية منفصلة. وتقول هارفارد وجامعات أخرى إن هجوم ترمب يشكل تهديداً لحرية التعبير وحرية الأكاديميين، فضلاً عن تهديده لوجود الجامعات نفسها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store