
الحرب الإسرائيلية - الإيرانية تعترض "يوم التحرير 2"
قلبت الحرب الإسرائيلية الإيرانية كل المعطيات في "وول ستريت"، إذ هوت المؤشرات في العقود الآجلة بنسب تزيد على 1 في المئة بعد الضربة الإسرائيلية لطهران، إذ يُتوقع هبوط حاد في المؤشرات اليوم.
ويتزامن هذا التطور السريع مع قرب موعد حاسم في حرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية، إذ من المقرر أن تنتهي مهلة الـ90 يوماً لتأجيل تطبيق تعريفات "يوم التحرير" في التاسع من يوليو (تموز) المقبل.
ومع أن تطورات الأحداث الجيوسياسية في المنطقة من الصعب معرفة مداها وتأثيرها في المدى المنظور، إلا أنها لا شك ستضاف إلى تحديات المؤشرات الاقتصادية لهذه السنة.
وقبل أن تضاف هذه الأحداث يرى المحللون أن ما سيحدث عند منتصف ليل التاسع من يوليو المقبل فيما يطلق عليه البعض "يوم التحرير 2"، لا يزال غامضاً فالتصريحات التي صدرت عن ترمب ومسؤوليه هذا الأسبوع كشفت عن سيناريوهات متعددة.
كل شيء مطروح
وأكد محللون أنه قد يمر اليوم من دون حدث يذكر مع إمكان تمديد جديد للمهلة، أو قد يشهد احتفالاً بإبرام صفقات تجارية طال انتظارها لكنها لم تتحقق بعد، وهناك احتمال ثالث أيضاً، وهو أن يتم فرض الرسوم الجمركية بصورة أحادية ومن دون نقاش.
وأشار ترمب نفسه إلى أنه منفتح على جميع الخيارات الثلاثة، قائلاً إلى الصحافيين مساء أول من أمس الأربعاء إنه سيرسل رسائل إلى الدول يبلغهم فيها، "هذه هي الصفقة، إما أن تقبلوها أو ترفضوها"، لكنه لمح أيضاً إلى إمكان تمديد بعض المهل، مضيفاً، "نحن نحقق تقدماً رائعاً على صعيد الصفقات".
سيناريوهات متباينة
السيناريوهات التي طرحها هذا الأسبوع كل من ترمب ووزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك لا تتعارض بالضرورة، لكن النتيجة التي ستحصل عليها كل دولة ستكون موضع ترقب من المستثمرين، إذ إن بعض النتائج أكثر ملاءمة للأسواق من غيرها.
أما التوقعات فقد قدمتها هنرييتا تريز من شركة "فيدا بارتنرز" في مذكرة بحثية قائلة، "أعتقد أن الأمر سيكون مثل حفل عشاء جماعي، فسيكون هناك قليل من كل شيء"، وتوقعت أن ترسل الإدارة رسائل إلى نحو 130 دولة، معربة عن تفاؤلها بأن النسبة الجمركية ستراوح ما بين 10 في المئة و25 في المئة.
صفقات محدودة
أكد محللون أن بعض الدول قد تتمكن من الحصول على صفقات محدودة كما حدث أخيراً مع المملكة المتحدة، لكن عديداً من الرسوم الجمركية ستظل قائمة أو تضاف أخرى جديدة فيما قد تحصل دول أخرى على تمديد موقت فحسب.
رسائل متناقضة
يدور الغموض في الأسواق حول السيناريو الذي سيتصدر المشهد في الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع بروز معطيات الأحداث الإسرائيلية - الإيرانية، وقد برزت التناقضات بصورة واضحة أول من أمس الأربعاء مع تتابع تصريحات الإدارة الأميركية، إذ صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك خلال مقابلة تلفزيونية أن المرحلة المقبلة ستشهد سيلاً من الصفقات الجديدة، مضيفاً "سترون صفقة تلو الأخرى، هذا سيبدأ الأسبوع المقبل ويستمر بعده".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن سكوت بيسنت أدلى بشهادته أمام الكونغرس قدم رؤية مختلفة بعض الشيء، مشيراً إلى بطء وتيرة الصفقات، قائلاً إن "ترمب من المرجح جداً أن يؤجل المهلة لبعض الشركاء التجاريين الأساسيين"، مضيفاً أن "الإدارة مستعدة لدفع الموعد للأمام بالنسبة إلى 18 شريكاً تجارياً رئيساً يتفاوضون بنية حسنة"، لكنه أشار أيضاً إلى أنه إذا لم يكن هناك تفاوض، فلن نفاوض، وطرح بيسنت فكرة إبرام صفقات تجارية إقليمية تمنح مجموعة من الدول شروطاً متشابهة.
تصريحات ترمب
تصريحات ترمب كانت متناقضة مع وزيريه، إذ صرح بأنه سيرسل رسائل خلال أسبوع إلى أسبوعين لتحديد الرسوم الجديدة بصورة أحادية، قائلاً "سأخبرهم بالصفقة، هذه هي الشروط"، وعلى رغم هذا التوجه الحاسم، لمح ترمب أيضاً إلى إمكان تمديد المهلة لبعض الدول، قائلاً "لكني لا أعتقد أننا سنحتاج إلى ذلك"، مضيفاً "نتعامل مع اليابان، وكوريا الجنوبية، والكثير من الدول".
في ظل هذا التباين والتصريحات المتضاربة تبقى الأسواق في حال ترقب حذر لما سيقرره ترمب وفريقه في الأيام المقبلة، إذ ستحدد هذه القرارات مسار العلاقات التجارية العالمية لفترة طويلة مقبلة.
ويرى محللون أن احتفاء ترمب بأحدث اتفاق تجاري مع الصين لا يعدو كونه إعادة ضبط للشروط السابقة، بل حتى ذلك كان له ثمن، حيث بقيت معدلات الرسوم الجمركية دون تغيير يذكر.
ومن المقرر أن تعود شحنات المعادن النادرة من الصين إلى مستويات ما قبل الثاني أبريل (نيسان) الماضي وفي غضون ذلك، لا تزال سلسلة من القضايا الشائكة، بما في ذلك اختلالات الميزان التجاري والأنشطة الضارة من دون حل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
أيهما أفضل لإدارة ترمب... حرب تجارية متصاعدة أم هدنة حذرة مع الصين؟
أخيراً، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الصين، بعد حرب كلامية حادة تطورت إلى قيود متبادلة على الصادرات الرئيسة، اجتمع مسؤولون أميركيون وصينيون هذا الأسبوع في المملكة المتحدة بهدف واحد: إيجاد طريقة للاتفاق على ما اتفقوا عليه قبل شهر في جنيف. يبدو أن كبار المفاوضين التجاريين من البلدين قد حققوا ذلك، وأعلن كل من المسؤولين الصينيين وممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنهم اتفقوا على إطار عمل لتنفيذ التوافق الذي توصلوا إليه في مايو (أيار) الماضي، وسيتم إرسال الهدنة التجارية إلى قادتهم للموافقة عليها. لا شك أن الشركات والمستهلكين ومستثمري وول ستريت سيتنفسون الصعداء، فقد أثارت الرسوم الجمركية المرهقة قلقاً كبيراً، ومن المتوقع أن يؤدي تخفيف الحواجز التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى خفض التكاليف والمساعدة في ضخ بعض اليقين الذي تشتد الحاجة إليه في اقتصاد يظهر بعض علامات التوتر. لكن في الواقع، فإن الهدنة التجارية (إن كانت بالفعل ما تم إنجازه هذه المرة) ليست سوى عودة إلى الوضع المتوتر أصلاً الذي كان سائداً قبل الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، فلا تزال معدلات الرسوم الجمركية من كلا البلدين مرتفعة تاريخياً، ولا تزال قيود التصدير الكبيرة قائمة، ولم تفتح الولايات المتحدة أبوابها أمام السيارات الصينية، ولن تبيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة قريباً. وبحسب تعبير الرئيس دونالد ترمب، فإن الصين لا تعامل أميركا بإنصاف أكبر بكثير بعد هذه الاتفاقية مما كانت عليه قبلها. المعادن النادرة أصبحت الحصان الرابح لا شك أنه اتفاق تجاري كان ضرورياً للغاية، فبعد إعلان ترمب عن "يوم التحرير" في الثاني من أبريل الماضي، تصاعدت التوترات لدرجة أوقفت التجارة بين الولايات المتحدة والصين تماماً. وقد صعبت رسوم جمركية بنسبة 145 في المئة على معظم الواردات الصينية على الشركات الأميركية شراء أي شيء تقريباً من الصين، ثاني أكبر شريك تجاري لأميركا. وصرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات التجارية مع الصين، بأن مستويات الرسوم الجمركية السابقة "غير مستدامة". في 12 مايو الماضي، أعلن مندوبو الصين والولايات المتحدة أنهما سيخفضان بصورة كبيرة رسومهما الجمركية المرتفعة تاريخياً على بعضهما البعض. وخفض الاقتصاديون توقعاتهم للركود، وانتعشت ثقة المستهلك المتراجعة، لكن ترمب وإدارته ازدادا عدائية تجاه الصين في الأسابيع الأخيرة، متهمين إياها بالنكوص عن الوعود التي قطعتها في منتصف مايو الماضي، وبالمثل، قالت الصين إن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاق جنيف. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتوقعت إدارة ترمب أن ترفع الصين القيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة، وهي مكونات أساسية لمجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية، لكن الصين لم تسمح لها بالعودة إلى السوق المفتوحة إلا ببطء شديد، مما أثار استياءً شديداً داخل إدارة ترمب، ودفع إلى فرض سلسلة من القيود على تصدير السلع الأميركية إلى الصين. تتمتع الصين باحتكار شبه كامل للمعادن الأرضية النادرة، والتي من دونها لا يمكن تصنيع السيارات، ومحركات الطائرات، وصبغة التباين المستخدمة في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وبعض أدوية أمراض السرطان. وقبل أيام، قال ترمب للصحافيين، إن الرئيس الصيني شي جينبينغ وافق على السماح ببدء تصدير منتجات المعادن الأرضية النادرة، لكن محللي الصناعة قالوا إن هذه المواد الأساسية لم تعد تتدفق إلى الولايات المتحدة كما كانت في السابق. إذا التزمت الدولتان بشروط الاتفاق هذه المرة، فإن تهدئة التصعيد من شأنها أن تمنع أشد التحذيرات في شأن الحرب التجارية، بما في ذلك النقص المحتمل في الإمدادات على مستوى الجائحة. الهدنة أفضل من تصاعد الحرب التجارية بالعودة إلى الواقع، وعلى رغم الأجواء الإيجابية، لا تزال الولايات المتحدة والصين في مواجهة اقتصادية، وقد أكدت إدارة ترمب، (ومن قبلها إدارة بايدن)، أن الشركات الصينية سعيدة للغاية ببيع منتجات رخيصة الثمن إلى السوق الأميركية، لكن الصين تفرض قيوداً كبيرة على الشركات الأميركية العاملة في البلاد، وتشجع الشركات الصينية على سرقة الملكية الفكرية الأميركية، ولطالما عارضت الصين هذه الادعاءات. في ولايته الأولى، رفع ترمب الرسوم الجمركية على الصين بناءً على مخاوف تتعلق بالأمن القومي، أبقى بايدن على العديد من هذه الرسوم وضاعف بعضها. لكن إدارة ترمب الثانية رفعت الحواجز التجارية إلى مستوى غير مسبوق، فقد فرضت رسوماً جمركية شاملة بنسبة 10 في المئة على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة تقريباً، وفرضت رسوماً جمركية إضافية بنسبة 20 في المئة على السلع الصينية في محاولة لدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات للحد من تدفق الفنتانيل عبر الحدود الأميركية، ولا تزال هاتان الرسمان الاستثنائيان ساريين على معظم السلع الصينية، باستثناء بعض المنتجات مثل الإلكترونيات. إضافة إلى ذلك، أنهى البيت الأبيض ما يسمى بالإعفاءات الجمركية البسيطة التي كانت تسمح بدخول الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية. تظل الرسوم الجمركية الجديدة الضخمة سارية على الطرود الصغيرة، مما يقوض نماذج الأعمال الخاصة بشركتي التجارة الإلكترونية الصينيتين العملاقتين "شي إن" و"تيمو". تنشئ الرسوم الجمركية المركبة حواجز تجارية كبيرة مع ثاني أكبر شريك تجاري لأميركا، مما يرفع الأسعار على الشركات والمستهلكين الأميركيين من دون حلول سهلة أو بدائل سوقية واضحة. بعض الشركات العملاقة، مثل "أبل"، لديها سلاسل توريد معقدة يمكنها تحمل بعض ضغوط الأسعار، لكن حتى "أبل"، التي صرحت بأنها ستشحن معظم أجهزة "آيفون" الأميركية من الهند مع ارتفاع الرسوم الجمركية الصينية، صرحت بأنها ستواجه زيادة ربع سنوية في التكاليف بقيمة 900 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية بمستوياتها الحالية، وليس عند معدل 145 في المئة المرتفع للغاية. وقد أقصيت شركات أخرى، مثل "بوينغ"، تماماً من السوق الصينية، حتى من دون أي رسوم جمركية أو حواجز رسمية أخرى من قبل الصين على مشتريات الطائرات الأميركية، ولم تحقق "بوينغ" أي مبيعات تذكر في الصين، وهي أكبر سوق في العالم لمشتريات الطائرات، منذ عام 2019، لذا، قد تكون الهدنة التجارية أفضل من البديل أو تصاعد حدة الحرب، إذا استمرت هذه المرة.


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
تلفزيون الشرق
بعد أن نفّذت إسرائيل ضربتها ضد إيران، حتى لو من دون أي تدخل أميركي، وضد رغبات الرئيس ترمب المعلنة، يجد الأخير نفسه أمام أحد أكبر اختبارات رئاسته الثانية.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
غوتيريش بعد الهجمات بين إسرائيل وإيران: "كفى تصعيدا"
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إيران وإسرائيل إلى احتواء التصعيد ووقف الأعمال العدائية، بعد سلسلة هجمات جوية متبادلة بينهما. وجاء في منشور لغوتيريش على منصة إكس "قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيداً، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية". تبادلت إيران وإسرائيل شن الغارات الجوية في وقت مبكر اليوم السبت بعد أن نفذت إسرائيل أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد إيران في محاولة لمنعها من تطوير سلاح نووي. ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس مما دفع السكان إلى الملاجئ. وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة له لاعتراض الصواريخ الإيرانية. وقال الجيش الإسرائيلي "في الساعة الأخيرة، تم إطلاق عشرات الصواريخ على دولة إسرائيل من إيران، وتم اعتراض بعضها". وأضاف البيان أن فرق الإنقاذ تعمل في عدد من المواقع التي وردت منها أنباء عن سقوط قذائف، من دون الحديث عن وقوع إصابات. وذكرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أنه سُمع دوي عدة انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من رويترز دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن طهران شنت موجة ثالثة من الضربات الجوية اليوم السبت. وكانت تلك الغارات رداً على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر أمس الجمعة استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافاً عسكرية ومواقع نووية. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن 34 شخصاً أصيبوا أمس الجمعة في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وقالت الشرطة في وقت لاحق إن شخصاً واحدا لقي حتفه. وقال مسؤولان أميركيان إن الجيش الأميركي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل أمس الجمعة. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس الجمعة وإنه تم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبان في تل أبيب ومحيطها.