
أطباء الإمارات: صيف الأطفال ليس قائمة مهام.. ارحموا صغاركم من "احتراق" العطلة
يأتي هذا التحذير في أعقاب منشور على إنستغرام لماري كاثرين، ممرضة ممارسة أطفال ومُدربة في الولايات المتحدة الأمريكية وأم (the.mom.np@)، التي ذكّرت الآباء بأن مرحلة الطفولة ليست قائمة مهام.
كتبت مؤخرًا: "إذا كان جدول أنشطة/رياضات أطفالك في سن الابتدائية وما دونها لا يزال يسمح بـ: الراحة، اللعب الحر، وجبات الطعام العائلية، وروتين وقت النوم... فربما تكون الأمور على ما يرام."
وتابعت: "لكن معظم العائلات التي أراها في حياتي الشخصية وفي الممارسة العملية، تبالغ في جدولة الأنشطة لدرجة أن العديد من هذه العلامات الخضراء تُضحى بها، وهذا كثير جدًا."
ضرر أكبر من النفع
بالإضافة إلى ذلك، في دراسة نُشرت في عدد فبراير 2024 من مجلة Economics of Education Review ، اكتشف ثلاثة اقتصاديين من جامعة جورجيا ومجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه عندما يثقل كاهل الطلاب بالواجبات المنزلية والأنشطة اللاصفية، فإن "الساعة الأخيرة" لم تعد تساهم في تحسين قدراتهم. بل إن هذه الالتزامات تؤثر سلبًا على صحتهم العقلية، مما يزيد من مشاعر القلق والاكتئاب والغضب.
مع إغلاق المدارس لقضاء العطلة الصيفية الطويلة في يونيو، سارع الآباء العاملون إلى تسجيل أطفالهم في مجموعة من الأنشطة - من الروبوتات إلى مخيمات كرة القدم ودروس السباحة إلى دروس البيانو والبرمجة.
على الرغم من أن القصد غالبًا هو إبقاء الأطفال منشغلين وبعيدًا عن الشاشات، يؤكد الأطباء في جميع أنحاء البلاد أن الجدول الزمني المزدحم قد يسبب ضررًا أكثر من النفع.
قالت الدكتورة حنان قنديل، أخصائية الطب النفسي في مستشفى ميدكير رويال التخصصي: "إن الإفراط في جدولة الأنشطة للأطفال أمر شائع خلال العطلات الصيفية في الإمارات العربية المتحدة". وأضافت: "من الجيد للأطفال أن يشعروا بالملل في بعض الأحيان حتى يتمكنوا من ابتكار أفكارهم الإبداعية الخاصة للتعامل مع مللهم".
View this post on Instagram
A post shared by Mary Catherine | Pediatric Health and Wellness Education (@the.mom.np)
الثمن الجسدي والعاطفي
في العيادات عبر الإمارات، ظهر نمط يتكرر كل صيف: المزيد من الأطفال يشكون من الصداع، والإرهاق، واضطراب النوم، وحتى آلام المعدة الناتجة عن التوتر. يوضح الأطباء أن هذه كلها علامات على الإرهاق، وغالبًا ما تنتج عن الكثير من الهيكلة والقليل من الراحة.
وتعدد قنديل العديد من المؤشرات الرئيسية: "التعب أو انخفاض الطاقة على الرغم من النوم ليلة كاملة، والالتهابات المتكررة بسبب ضعف المناعة، وتقلبات المزاج، والقلق حول الأنشطة المحددة بوقت، وحتى عدم الاهتمام بالهوايات التي كانوا يحبونها سابقًا".
كما أعربت الدكتورة ماماتا بوثرا، أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة في المستشفى الدولي الحديث بدبي، عن مخاوف مماثلة. "في كل صيف، نرى المزيد من الأطفال يظهرون علامات الإرهاق - التعب، وسوء النوم، والتهيج، والانسحاب العاطفي. في الإمارات، يسجل العديد من الآباء أطفالهم في مخيمات ودروس متعددة، ولكن الكثير من التنظيم يمكن أن يكون مرهقًا."
أضافت بوثرا: "يحتاج الأطفال إلى التوازن - ليس فقط لتجنب الإرهاق، بل أيضًا لتحقيق الرفاهية العقلية والعاطفية."
وقت غير منظم: مفتاح الإبداع والراحة
أكد الخبراء أن الوقت غير المنظم أحيانًا، سواء كان يتضمن أحلام اليقظة، أو الرسم، أو مجرد الاستلقاء على الأريكة مع كتاب، يلعب أيضًا دورًا حيويًا في الإبداع والتنظيم العاطفي.
تضيف الدكتورة برجس سلطانة، طبيبة نفسية في مستشفى NMC التخصصي في النهدة، أن الإرهاق، الشائع حتى لدى البالغين، يُرى بشكل متزايد لدى الأطفال الصغار. "الطفل الذي لديه جدول زمني مفرط هو طفل مزاجي وسريع الانفعال، وسيبدو باهتًا عند إعادة فتح المدارس." كما شجعت على إشراك الأطفال في التخطيط لجداولهم الزمنية. "أفضل طريقة لتجنب ذلك هي إشراك طفلك في عملية اتخاذ القرار وإشراك الأنشطة المريحة والممتعة والمثرية للأطفال. كل طفل فريد من نوعه، لذا فإن الخطط المخصصة ستفيد الطفل، خاصة في تحقيق التوازن وتجنب الإفراط في الجدولة."
ماذا يمكن للآباء فعله؟
يؤكد الخبراء أن الصيف يجب أن يكون مزيجًا من التعلم والترفيه. توصي قنديل بإنشاء روتين مرن لا يتضمن أكثر من نشاط واحد أو اثنين منظمين في اليوم. "بدلوا المخيمات عالية الطاقة بهوايات أكثر هدوءًا مثل الفن أو القراءة. راقبوا مزاج طفلكم ومستويات طاقته. إذا بدوا متعبين أو متوترين باستمرار، قللوا من بعض الأنشطة. تجنبوا تسجيل الأطفال في فصول دراسية متتالية إلا إذا كانوا متحمسين ويتأقلمون جيدًا."
تقترح بوثرا تقسيم اليوم إلى ثلاثة أجزاء. "ثلث للمخيمات أو الفصول الدراسية، ثلث للحركة أو اللعب، وثلث للراحة أو وقت العائلة."
نصيحة عملية أخرى هي الاستفادة القصوى من ساعات الصباح الباكر. "استفيدوا من الصباح الباكر: الساعات الأولى من الصباح بين 7 صباحًا و10 صباحًا مثالية للأطفال لحرق طاقتهم، لذا استغلوا هذا الوقت بذكاء، للسماح للأطفال بممارسة نشاطهم البدني،" قالت قنديل. "ثم اتركوا بقية اليوم يمر مع بعض أوقات الهدوء."
بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا على وجه الخصوص، يمكن أن توفر لقاءات اللعب أو قضاء الوقت في الحدائق العامة قيمة تعادل البرنامج المنظم. تساعد هذه الأجواء الاجتماعية غير المستعجلة على تطوير المهارات الشخصية بشكل عضوي ودون ضغط.
"اختاروا الجودة على الكمية،" نصحت قنديل. "بدلًا من خمسة مخيمات قصيرة مختلفة، اختاروا واحدًا أو اثنين يقدمان تجربة متكاملة مع فترات راحة ووقت للعب مضمنة."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
«دبي الصحية» تستخدم الذكاء الاصطناعي للارتقاء بخدمات المرضى
والتعاون المشترك لابتكار حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمرضى. ويجمع التعاون بين الخبرة الأكاديمية لجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية – ذراع التعلم والاكتشاف لـ«دبي الصحية» – والقدرات التكنولوجية المتقدمة لشركة «جي إي هيلث كير»، بهدف الارتقاء بالتعليم الطبي، ودعم اتخاذ القرارات السريرية، كما يسهم في ترسيخ مكانة الجامعة كمركز تعليمي متميز في تدريب «الموجات فوق الصوتية في نقطة الرعاية «POCUS»». وتسهيل الكشف المبكر عن الحالات الطبية. ويسعى الطرفان من خلال هذه المذكرة التي سيسري العمل بها لمدة عامين قابلة للتجديد إلى تسريع اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة في المجال الطبي. «يعكس هذا التعاون التزام «دبي الصحية» الراسخ بعهدها «المريض أولاً»، عبر دمج الرعاية والتعليم والابتكار للارتقاء بمعايير الرعاية الصحية». «تُعتبر هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤيتنا في ترسيخ مكانة الجامعة كمركز تميز في تعليم تقنية «الموجات فوق الصوتية في نقطة الرعاية»، فمن خلال برنامج إعداد وتدريب المدربين المعتمدين، إلى جانب المبادرات الأخرى، يُتيح لنا هذا التعاون تعزيز دمج هذه التقنية في الممارسات الطبية، وبناء خبرات مستدامة، ودعم تحسين النتائج السريرية سواء عند تقديم الرعاية أو على مستوى المنظومة الصحية بشكلٍ عام».


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
«الشارقة الخيرية» تعالج 1008 مرضى داخل الدولة خلال 6 أشهر
كشفت جمعية الشارقة الخيرية عن دعمها لعلاج 1008 حالات مرضية داخل الدولة، خلال النصف الأول من عام 2025، بإجمالي إنفاق بلغ 26.6 مليون درهم في إطار برنامجها الإنساني المستمر لتوفير الرعاية الطبية للمحتاجين، وتخفيف الأعباء الصحية والمالية عن الأسر ذات الدخل المحدود، وذلك ضمن منظومة متكاملة تنفذها إدارة المساعدات الداخلية بالتنسيق مع القطاع الصحي. وقال المدير التنفيذي بالجمعية، عبدالله سلطان بن خادم، إن البرنامج العلاجي يمثل واحداً من أكثر البرامج طلباً وتأثيراً، ويجسد التزام الجمعية بتوفير الحق في العلاج كأولوية إنسانية لا تحتمل التأجيل، مشيراً إلى أن الحالات التي تم دعمها خلال الفترة الماضية توزعت بين عمليات طارئة وفحوص متقدمة وعلاجات تخصصية دقيقة. وأوضح أن المساعدات شملت مرضى يعانون من أنواع متعددة من السرطان، مثل سرطان القولون، والثدي، والغدد اللمفاوية، والرئة، إضافة إلى حالات غسيل الكلى المزمن، وتركيب دعامات قلبية، ومرضى الكبد الوبائي المزمن، وعدد من مرضى الأورام المتقدمة. كما امتد الدعم ليشمل سداد فواتير علاجية حرجة لحالات من ذوي الدخل المحدود، إلى جانب توفير علاج متواصل لمرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، والتصلب اللويحي، والربو، ونقص المناعة، إضافة إلى زراعة أعضاء لحالات مستعصية، منها زراعة الكبد، والنخاع، والقرنية. وأشار بن خادم إلى أن الجمعية دعمت كذلك توفير أجهزة طبية لأصحاب الهمم مثل الكراسي المتحركة الذكية، وأجهزة التنفس، وسماعات الأذن، فضلاً عن إجراء فحوص تخصصية دقيقة مثل تنظير شبكية العين، وجراحات الأسنان المتقدمة التي تُعد من أكثر التخصصات تكلفة. ولم تغفل الجمعية عن جانب العمليات الجراحية العاجلة، حيث تكفلت بإجراء تدخلات طبية نوعية لحالات مهددة للحياة، تضمنت عمليات القلب المفتوح، واستئصال أورام.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
الإمارات تؤكد أهمية الرعاية الصحية المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة
أكّد وفد دولة الإمارات إلى «منتدى التنمية المستدامة 2025»، الذي تُنظّمه إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك، أهمية منظومة الرعاية الصحية المتقدمة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي لعام 2030. وسلّط الوفد الضوء، خلال أول أيام المنتدى، على جهود دولة الإمارات الداعمة للوصول إلى الهدف الثالث من تلك الأهداف الاستراتيجية والمتمثل في ضمان الصحة الجيدة والرفاه، مؤكداً أهمية الابتكارات في المنظومة الصحية وتطويرها ونشرها لتحقيق التنمية المستدامة عالمياً. وأكّد مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتبادل المعرفي والتنافسية رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، عبدالله ناصر لوتاه، أن دولة الإمارات تستند إلى مبدأ الشراكات والتبادل المعرفي المثمر في إطلاق وتنفيذ برامج تُحدِث فارقاً تنموياً إيجابياً على المستوى الدولي لاسيما في المجتمعات الأشد حاجة إلى الدعم والمساندة كما في دول الجنوب العالمي. وقال: «دولة الإمارات داعم دولي موثوق لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، وهي حريصة على تطبيق مبادرات عملية حول العالم ذات أثر مستمر توفّر أسباب استدامة التنمية ومقومات تعميم منافعها على أكبر عدد من المستفيدين، ومن ضمنها مشروعات دعم قطاع الرعاية الصحية في المجتمعات النامية»، ومن منصة معرض «تصميم الغد: ريادة الإمارات لمستقبل مستدام»، الأول من نوعه الذي تُنظّمه دولة الإمارات على هامش المنتدى، يقدم وفد الدولة صورة متعددة الأبعاد لإسهامات الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تعزيز منظومات الرعاية الصحية محلياً وعالمياً، كما يُعرّف المعرض الجمهور الدولي للحدث الأممي بمبادرات الإمارات العالمية الداعمة للتنمية المستدامة في مجالات حيوية، من ضمنها الرعاية الصحية، والتي تقوم على مواصلة الابتكار، وتصميم السياسات التي تشمل الجميع، وعقد الشراكات العالمية ذات الآثار التحويلية. وقالت المدير التنفيذي عضو مجلس الأمناء بمؤسسة نور دبي، الدكتورة منال عمران تريم، التي ألقت بيان دولة الإمارات في المنتدى بشأن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وترابطه مع الأهداف الأخرى: «في دولة الإمارات نؤمن بأن صحة الإنسان حق أصيل لا يتجزأ، ولا يكتمل إلا بدمج كل عناصر الرعاية الصحية تحت مظلة واحدة متكاملة ومستدامة»، وأضافت: «التكنولوجيا والابتكار يُشكلان جوهر نهج بلادي في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يسهم الاستثمار في الطب عن بُعد، والذكاء الاصطناعي، وأدوات الفحص الذكية في إزالة الحواجز الجغرافية وضمان وصول الرعاية الصحية إلى الجميع، ونفخر بمبادرات، مثل مؤسسة نور دبي، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي تمكنت منذ عام 2008 من تحسين حياة أكثر من 33 مليون شخص في آسيا وإفريقيا من خلال برامج متكاملة لصحة العين، وحلول مبتكرة، مثل مشروع (إبصار)».