logo
جامعات بريطانيا وحرية التعبير

جامعات بريطانيا وحرية التعبير

الشرق الأوسطمنذ 5 ساعات

الأسبوع الذي شغل الرأي العام البريطاني كحرب إيران وإسرائيل، ونقل طائرات مقاتلة بريطانية إلى الشرق الأوسط، انتهى بتسلل محتجين من شبكة «العمل من أجل فلسطين» إلى قاعدة للقوات الجوية وتعطيلهم نفاثتين برشّ الطلاء في المحركات «كفعل مباشر لكسر حلقة في سلسلة القهر»، بعد اتهام الجماعة بريطانيا بالمشاركة في «جرائم الحرب في غزة والشرق الأوسط».
طالب كثيرون بتطبيق القانون الجنائي ضدهم، ودافع يساريون بأن القانون يكفل حرية التعبير الاحتجاجي. المفارقة أن اليساريين أنفسهم يحتجون على قانون التعليم العالي لعام 2023، الذي يبدأ تنفيذه بعد 6 أسابيع، لأنه يلزم كلَّ المؤسسات الأكاديمية اتخاذَ الإجراءات المطلوبة لحماية حرية التعبير. ويذكر قراؤنا ما سمَّيناه بظاهرة «اللامنبرة» بضغوط الجماعات والتيارات اليسارية الراديكالية بين صفوف الطلاب، التي ترغم إدارة الجامعة على فرض «رقابة» على محاضرين، أو إلغاء محاضرات لزائرين متخصصين، لأنهم عبروا عن آراء، لا علاقة لها بموضوع المحاضرة، بل عدّ اليساريون آراءهم مخالفة لما يعتقدون أنه صوابٌ سياسيٌ واجتماعيٌ وثقافيٌ.
في نهاية الأسبوع أصدر «مكتب الطلاب» (الهيئة العامة المستقلة التي تنظم العمل والنشاط في التعليم العالي) لائحة جديدة استعداداً لبداية العمل بقانون 2023 لحماية حرية التعبير والبحث والنشاط الأكاديمي في الجامعات. اللائحة تطالب الدارسين الطلاب الملتحقين بالجامعات الاستعداد لمشاهدة وسماع ما قد يخالفهم الرأي ويناقض ما ألفوه، وما قد يجدونه مهيناً أو صادماً لثقافتهم السائدة. فتلقي صدمة ثقافية أو الاطلاع على ما يخالف معتقداتهم، ومناقشة الرأي المخالف مهما بدا غريباً أو مهيناً أو معاكساً لما شبّوا عليه أو ما يعتقدون أنه صواب، هي «مرحلة لا تنفصل عن مناهج التعليم الجامعي وتطوير التفكير» في قول عارف محيي الدين أحمد، مدير لجنة حرية التعبير والحرية الأكاديمية في مكتب الطلاب، ومن المدافعين عن حرية التعبير في الجامعات.
وكان الاتحاد العام للطلاب احتج بأن القانون الجديد قد يؤدي الي «تهميش الأقليات» أو ترويج ما يسيء إلى معتقداتهم.
لكن محيي الدين أحمد، وهو خريج أكسفورد وله كتب في الفلسفة، وكان زميلاً، ثم بروفسور للفلسفة في كامبريدج، يرى أن حرية التعبير ودراسة المعارف، التي توسع الأفق بدراسة المخالف للمعتقدات السائدة، من أهم الخطوات لاحتضان الأقليات المهمشة وتطوير ثقتها في التعبير حتى بما يعارض الأغلبية.
وكانت الأكاديمية كاثلين ستوك تركت منصبها كبروفسورة للفلسفة في جامعة ساسيكس قبل 4 سنوات بسبب ما تعرضت له من مضايقات من طلاب غاضبين واتهامات بسبب ما عبّرت عنه من آراء تتعارض مع التيار اليساري السائد بين الطلاب في ظواهر اجتماعية، يتبناها اليسار في السنوات الأخيرة. وبعد تحقيق مطول لمكتب الطلاب، وجدت اللجنة أن إدارة الجامعة أخفقت في حماية حرية البحث الأكاديمي وحماية هيئة التدريس من الاضطهاد والمضايقات. وفرضت على الجامعة غرامة 585 ألف جنيه، قبل شهرين، وتنوي الجامعة مقاضاة المكتب.
لكن القانون الجديد سيكون أكثر تحديداً في تحميل إدارات الجامعات مسؤولية مباشرة في حماية حرية التعبير في المحاضرات والنشاطات خارج المقررات الدراسية، وأيضاً في حرية البحث الأكاديمي. لكن النشاط الثقافي الموازي هو ما يثير التعقيدات مع الاتحادات الطلابية اليسارية.
فتزايد نسبة العرقيات، خاصة من حملة الجنسيات المزدوجة من خلفيات وثقافات جديدة نسبياً على الجامعات التقليدية، تواجهها بتحديات جديدة. فنقص ميزانية الجامعات تدفعها للترحيب بالطلاب الأجانب من خارج بريطانيا، ويقاربون 800 ألف (26 في المائة من طلاب الجامعات) يدفعون مصروفات أعلى من زملائهم البريطانيين (أكثر من مليونين و100 ألف)، وهم مصدر دخل يسد عجز الميزانية.
لائحة مكتب الطلاب تتضمن بنوداً خاصة بحماية الطلاب وحماية المؤسسات من الضغوط من جهات خارجية، فمن ناحية هناك حالات لطلاب ينتمون للمؤسسة الحاكمة في بلدان تساهم تبرعاتها في تمويل نشاطات ثقافية وفنية، بجانب مصاريف الدراسة الباهظة. وهناك بلدان لها أعداد من الطلاب، فإذا كان هناك نشاط يثير حساسية هذه البلدان، تخشى الجامعات من تحولهم إلى جامعات بلدان أخرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يحذر إيران من أن "أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير"
ترامب يحذر إيران من أن "أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير"

العربية

timeمنذ 43 دقائق

  • العربية

ترامب يحذر إيران من أن "أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير"

حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الأحد، إيران من أي "رد انتقامي" ضد الولايات المتحدة الأميركية، متوعداً بأنه "سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة"، في إشارة إلى الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك عبر تدوينة له على منصته التواصلية "تروث سوشيال". وقال ترامب في تدوينته: "أي رد انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة. شكرًا لك! دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية". وقبلها، في كلمة فجر الأحد، حذر ترامب طهران من الرد على هجمات الولايات المتحدة على المنشآت النووية، وقال إن إيران لديها خيار بين "السلام أو المأساة". وقال إن إيران ستواجه المزيد من الضربات العسكرية ما لم تتوصل إلى السلام. وقال ترامب في البيت الأبيض، بعد الإعلان عن قصف المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق: "إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير وأسهل بكثير". فيديو نشرته وكالة فارس الإيرانية التُقط بمحيط منشأة فوردو النووية بعد الضربة الأميركية #العربية — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025 وصور ترامب الضربة على أنها رد على مشكلة طال أمدها، حتى لو كان الهدف هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقال ترامب: "لمدة 40 عاما وإيران تقول الموت لأميركا، الموت لإسرائيل". وأضاف "لقد كانوا يقتلون شعبنا، يفجرون أذرعهم، ويفجرون أرجلهم بقنابل مزروعة على جانب الطريق". كما أكد ترامب أن الضربات الجوية الأميركية "دمرت بشكل تام وكامل" المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، وهدد بشن المزيد من الهجمات إذا لم تذهب طهران إلى السلام. — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025 وأضاف "إذا لم يتحقّق السلام بسرعة، فإننا سنلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة وكفاءة". من جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس ترامب لمساعدته على فرض "السلام من خلال القوة"، مؤكداً أن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية تم بتنسيق كامل مع إسرائيل. وقال نتنياهو في كلمة متلفزة عقب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، إن الرئيس ترامب اتصل به فور انتهاء العملية، مشدداً على أن "برنامج إيران النووي يمثل تهديدا وجوديا لنا، ويعرض السلام العالمي للخطر". ووصف نتنياهو هجوم الولايات المتحدة "الجريء" على مواقع نووية إيرانية، بأنه يمثل "منعطفا تاريخيا" قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام. وأضاف: "في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أميركا أن لا نظير لها"، معتبرا أن الرئيس الأميركي يفرض بذلك "منعطفا تاريخيا من شأنه أن يسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام". وأشاد نتنياهو بـ"السلام من خلال القوة"، قائلا "أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام". وأطلقت إسرائيل حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران في 13 يونيو (حزيران)، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن برنامجها النووي شارف "نقطة اللاعودة". وأكد نتنياهو أن إسرائيل حقّقت في هذا الهجوم أعمالا "استثنائية حقا"، لكنه رأى أن "في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية أثبتت أن أميركا لا نظير لها وفعلت ما لم تستطع أي دولة أخرى في العالم فعله". واعتبر أنه "في هذه الليلة، تحرك الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوة كبيرة".

ترامب: سنواجه أي رد انتقامي إيراني بقوةٍ أكبر بكثير مما حدث
ترامب: سنواجه أي رد انتقامي إيراني بقوةٍ أكبر بكثير مما حدث

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

ترامب: سنواجه أي رد انتقامي إيراني بقوةٍ أكبر بكثير مما حدث

حذّر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في منشور عبر تروث سوشيال صباح الأحد، من أن أي رد انتقامي من جانب إيران على ضربات الولايات المتحدة سُيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدته الليلة. يأتي ذلك في أعقاب شن الجيش الأمريكي فجر الأحد هجمات على 3 مواقع نووية رئيسية في إيران، اسُتخدم فيها 6 قنابل خارقة للتحصينات ألقيت بواسطة قاذفات "بي-2"، و30 صاروخاً من طراز "توماهوك". وذكر "ترامب" في خطاب تلفزيوني بعد ساعات من الهجوم، أن تلك الضربات دمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل، وإذا لم تجنح طهران للسلام سوف يتم استهدافها بضربات أقوى، وأن المهمة سوف تكون أسهل كثيراً في المرة التالية.

ترمب يحذر إيران: أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه الليلة
ترمب يحذر إيران: أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه الليلة

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

ترمب يحذر إيران: أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه الليلة

حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على منصته "تروث سوشيال"، من أن أي ردٍّ انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة، "سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة". جاء ذلك بعد خطاب لترمب بثه التلفزيون من البيت الأبيض، قال فيه إن إيران يجب أن تصنع السلام الآن وإلا "سنلاحق" أهدافاً أخرى في إيران، وذلك بعد ضربات أميركية قال إنها "دمرت" مواقع نووية إيرانية. وذكر ترمب: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store