logo

دفع التغيير : الاقتصاد بقيادة المرأة

الاقتصادية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

منذ فترة طويلة للغاية، ترسم المؤسسات الغربية مسار البحث التجريبي والتوصيات المتعلقة بالسياسات. ولا يترك الباحثون المقيمون في الاقتصادات النامية إلا بصمة ضئيلة للغاية في الإصدارات الدورية الكبرى المعنية بالاقتصاد. فمقالاتهم لا تمثل سوى 7% من مجموع المقالات التي تنشرها أفضل 10 دوريات متخصصة، كما أشير أنا وإيرنست آنييه وجيكوب غرينسبان في بحثنا وشيك الإصدار، وإن كان الوزن الجماعي لهذه المقالات في الاقتصاد العالمي يتجاوز 60% (عند حساب نصيب بلدانهم في إجمالي الناتج المحلي العالمي على أساس تعادل القوى الشرائية). أما تمثيل خبيرات الاقتصاد، فهو أقل من ذلك على جميع الجبهات.
وحتى عندما تُنشر الأبحاث، فإن لفت الانتباه إليها يمثل تحديا كبيرا. فالترويج للأبحاث في الأوساط الأكاديمية يختلف تماما عن جذب الاهتمام إليها على نطاق أوسع. وترجمة الأبحاث إلى سياسات ملموسة يتطلب تواصلا مستمرا مع صناع السياسات والجمهور، وهي عملية شاقة تتقاطع مع محدودية الموارد والوقت المتاحين للباحثين. ويؤدي هذا إلى معضلة صعبة: ففي حين يواجه الباحثون ضغوطا لإنتاج أعمال جديدة، غالبا ما تظل المهمة الأساسية المتمثلة في ضمان تأثير الأبحاث الموجودة على السياسات مفتقرة إلى التمويل والتقدير.
الأهمية العالمية
لا يمثل البحث التجريبي الذي تنتجه الاقتصادات النامية أهمية محلية وحسب، بل إنه يطرح كذلك رؤى وثيقة الصلة بالتحديات العالمية. فمن التكيف مع تغير المناخ إلى حل النزاعات، تتجلى القضايا العالمية الملحة أولا بكثافة في المناطق النامية.
وعلى سبيل المثال، يُفترض عادة أن القطاع المصرفي الرسمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الشمول المالي. لكن الأبحاث التجريبية في الاقتصادات النامية كشفت أن مجموعات الادخار غير الرسمية والنقود المتداولة عبر الأجهزة المحمولة قد تكون أكثر كفاءة في بعض الأحيان في تلبية الاحتياجات المحلية.
وبالمثل، ففي حين أن عديد من السياسات التعليمية تركز على بناء مزيد من المدارس إضافة إلى تحسين تصميم السياسات، يمكن للأبحاث التجريبية في الاقتصادات النامية أن تسهم في تطوير النظريات الاقتصادية. فهي تتيح لنا اختبار مدى عالمية المبادئ الاقتصادية والكشف عن آليات جديدة قد تكون أقل وضوحا في الاقتصادات المتقدمة. ويسهم هذا التنوع في الأدلة ووجهات النظر في تعزيز مجال الاقتصاد بأكمله وزيادة قوته وأهميته على المستوى العالمي.
خبيرات الاقتصاد
خبيرات الاقتصاد يمثلن نساء العالم، أي ما يقرب من نصف سكانه، ويغطي عملهن غالبا موضوعات وأفكارا مهمة غير مطروقة على مدار التاريخ. وفي مسيرتهن المهنية باعتبارهن خبيرات في الاقتصاد، يواجهن عوائق إضافية في التعامل مع القيود المؤسسية والتحديات الجنسانية.
فبدءا من فرصهن المحدودة في الوصول إلى التعليم العالي وأسواق العمل وانتهاءً بمتطلبات الموازنة بين العمل والأمومة، تواجه خبيرات الاقتصاد عقبات كبيرة في إنتاج الأبحاث المؤثرة والتنافسية في الوقت المناسب، التي تغطي في الغالب موضوعات لها تأثير مباشر في حياة النساء وتؤدي إلى تحسين مستوى معيشتهن. وعديد من خبيرات الاقتصاد هن أيضا داعيات وناشطات يستخدمن التفكير الاقتصادي في الدعوة إلى عالم أكثر إنصافا—وهي قضية لا تنقضي أهميتها.
وتهدف مبادرة الرابطة الدولية للعلوم الاقتصادية بشأن المرأة في مناصب القيادة الاقتصادية إلى تعزيز أصوات خبيرات الاقتصاد ومساعدتهن في التغلب على بعض العوائق التي يواجهنها. ومنذ إطلاق المبادرة في 2023، دعم المشروع أبحاثا وسهَّل نشر مقالات عن مجموعة واسعة من الموضوعات والأفكار التي كان يتم إغفالها في الأغلب.
وبدءا من التأثيرات المجتمعية للديون السيادية في كبار السن إلى آثار الحر الشديد على التعثر المالي للأعمال التجارية، تبرز هذه الأبحاث العمل المهم الذي تضطلع به خبيرات الاقتصاد في بلدانهن، وتسهم في خلق سردية اقتصادية عالمية أشمل. ومن خلال تسليط الضوء على هذه الأبحاث، تأمل المبادرة في أن تلهم مزيدا من الشابات بالسعي للانضمام إلى مسارات مهنية في مجالي الاقتصاد والسياسات العامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية
الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية

مباشر

timeمنذ 2 ساعات

  • مباشر

الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية

مباشر: انخفض سعر الدولار مجددًا اليوم الثلاثاء، متأثرا إلى حد ما بحذر مجلس الاحتياطي الاتحادي حيال الاقتصاد، في حين يترقب المستثمرون المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة واليابان والتي قد تشمل مناقشات بشأن العملات وتقلبات سعر الصرف. وشهد الدولار عمليات بيع واسعة أمس الاثنين، بعد تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، بسبب مخاوف من عجز الموازنة. وتتجه الأنظار الآن إلى تصويت حاسم في واشنطن على تخفيضات ضريبية شاملة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق لوكالة "رويترز". وقال فاسيلي سيريبرياكوف خبير استراتيجيات العملات لدى بنك يو.بي.إس في نيويورك: "تخفيض مودير للتصنيف كان العامل المحفز في وقت سابق الذي دفع عوائد سندات الخزانة للارتفاع والدولار للانخفاض.. أما الآن، فقد انخفضت العوائد عن مستوياتها المرتفعة ولا يزال الدولار منخفضا". وأضاف: "يسلط هذا الضوء على الميل لبيع الدولار. ولا أعتقد أن هذا الاتجاه قد تغير". وقبل يوم، تحدث مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي عن تداعيات أحدث خفض للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة وظروف السوق غير المستقرة في الوقت الذي يواصلون فيه استكشاف بيئة اقتصادية ضبابية للغاية. ومن المرجح ألا يقدم المسئولون في مجلس الاحتياطي جديدا يذكر في تصريحاتهم اليوم الثلاثاء. وفي أواخر تعاملات الصباح، انخفض الدولار أمام الين ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين تقريبا عند 144.095 مقابل العملة اليابانية. وهبط 0.1 بالمئة في أحدث التعاملات إلى 144.64 ين. وتكبد خسائر في خمس من الجلسات الست الأخيرة. ويتابع المتعاملون أيضا أنباء المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة واليابان، وقال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو اليوم، إنه يتوقع أن يكون أي اجتماع مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بشأن أسعار الصرف قائما على وجهة نظرهما المشتركة بأن التقلبات المفرطة في العملة غير مرغوب فيها. وانخفض الدولار الأسترالي بشكل حاد مقابل العملة الأمريكية بعد أن خفض بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة القياسية 25 نقطة أساس مع عدم استبعاد مزيد من التيسير النقدي في الأشهر المقبلة. وهبط الدولار الأسترالي في أحدث التعاملات 0.9 بالمئة ليصل إلى 0.6401 دولار أمريكي. وفي غضون ذلك، تراجع اليوان الصيني مقابل الدولار مع خفض الصين أسعار الفائدة الرئيسية للإقراض في حين ظل الطلب الموسمي على الدولار من جانب الشركات مرتفعا.

"دويتشه بنك": أغلب الأمريكيين يشعرون بالخطر من الدين العام
"دويتشه بنك": أغلب الأمريكيين يشعرون بالخطر من الدين العام

مباشر

timeمنذ 2 ساعات

  • مباشر

"دويتشه بنك": أغلب الأمريكيين يشعرون بالخطر من الدين العام

مباشر: يعتقد أغلب الأمريكيين أن الدين العام للبلاد والذي بلغ مستويات قياسية مؤخرًا، أصبح يشكل خطرًا اقتصاديًا على الولايات المتحدة، وفقًا لنتائج مسح أجري عقب تحذير وكالة "موديز" بشأن الاقتراض الحكومي. وأظهر استطلاع رأي سريع أجراه "دويتشه بنك"، أن 80% من المشاركين - البالغ عددهم 450 شخصًا لديهم وجهة نظر مماثلة لرأي "موديز"، حيث يعتقدون أن مسار الدين الأمريكي يبدو غير مستدام. وكتب "جيم ريد"، الرئيس العالمي لأبحاث الاقتصاد الكلي في "دويتشه بنك": "مع ذلك، أعتقد أنه لن يكون هناك إجماع حول متى سيصبح هذا الأمر مشكلة سوقية خطيرة، ربما يكون هذا استطلاعًا ليوم آخر".

«ساما»: 8,2 % نمو للسيولة في الاقتصاد السعودي
«ساما»: 8,2 % نمو للسيولة في الاقتصاد السعودي

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

«ساما»: 8,2 % نمو للسيولة في الاقتصاد السعودي

تابعوا عكاظ على سجلت السيولة المحلية «النقود المتاحة» في الاقتصاد السعودي نموًا ملحوظًا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت على أساس سنوي إلى نحو 3.0556 تريليون ريال بنسبة نمو بلغت 8.2%، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024 والتي سجلت خلالها السيولة مستوى 2.8 تريليون ريال. وعلى أساس ربعي، ارتفعت السيولة بقيمة تُقدَّر بـ134.4 مليار ريال، بنسبة نمو 4.6%، مقارنة بنحو 2.9 تريليون ريال بنهاية الربع الرابع من عام 2024، وذلك استنادًا إلى بيانات النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة عن البنك المركزي السعودي «ساما» لشهر مارس. وأظهرت البيانات نموًا شهريًا للسيولة بنسبة تُقارب 1%، بزيادة قيمتها حوالى 22.2 مليار ريال، لتُسجِّل بذلك أعلى مستوياتها تاريخيًا، ويعكس هذا النمو في السيولة عرض النقود بمفهومه الواسع والشامل (ن3). وبتحليل مكونات عرض النقود (ن3)، جاءت «الودائع تحت الطلب» في صدارة المكونات بنسبة مساهمة بلغت 48%، وبقيمة نحو 1.5 تريليون ريال بنهاية الربع الأول من عام 2025، تلتها «الودائع الزمنية والادخارية» التي بلغت نحو 1.1 تريليون ريال، بنسبة مساهمة 35%. وسجلت «الودائع الأخرى شبه النقدية» مستوى حوالى 266.9 مليار ريال، بنسبة مساهمة 9%، وجاء «النقد المتداول خارج المصارف» في المرتبة الرابعة بنحو 251.5 مليار ريال، بنسبة مساهمة بلغت نحو 8%. يذكر أن الودائع شبه النقدية تشمل ودائع المقيمين بالعملات الأجنبية، والودائع مقابل الاعتمادات المستندية، والتحويلات القائمة، وعمليات إعادة الشراء الريبو المنفذة مع القطاع الخاص. كما يتضمن عرض النقود بمفهوم (ن1) النقد المتداول خارج البنوك بالإضافة إلى الودائع تحت الطلب فقط، بينما يشمل (ن2) كلًا من (ن1) والودائع الزمنية والادخارية، ويعكس (ن3) التعريف الأوسع بإضافة الودائع الأخرى شبه النقدية. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store