
تنسيق بين مصر وليبيا والسودان لضبط منطقة «المثلث الحدودي»
وأوضح المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته، أن «الاجتماع حضره مسؤولون أمنيون من مصر والسودان، وكذلك من قوات شرق ليبيا، بجانب مسؤولين دبلوماسيين، وتم بحث كل الأمور المتعلقة بمنطقة المثلث الحدودي، وتفنيد ما يقوله كل طرف من ليبيا والسودان حول تلك المنطقة للوصول إلى تفاهم يقضي على أي خلاف قد يهدد استقرار تلك المنطقة الحيوية، والتي تمثل أهمية كبيرة للدول الثلاث».
وأشار إلى أن «الاجتماع شهد حالة من التفاهم، وتم الاتفاق على مواصلة المناقشات حتى تحقيق الهدف المنشود، وهو الكيفية التي تحفظ بها الدول الثلاث أمن واستقرار منطقة المثلث الحدودي».
محادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد «الجيش الوطني» الليبي خليفة حفتر في العلمين الجديدة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
وكانت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية ذكرت أن الاجتماع الذي عقد، الأربعاء، بحث في التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث للحفاظ على الأمن القومي والحرص على إعلاء المصالح العليا لشعوبها، وأن مصر أعربت خلال الاجتماع عن خالص تقديرها وشكرها للسودان وليبيا على الجهود التي يبذلانها لتعميق الروابط والتكامل بما يحقق الاستقرار والازدهار.
وشهدت الفترة الماضية تبادل الاتهامات بين القوات المسلحة السودانية والجيش الوطني الليبي بشأن ما يتردد عن دعم قوات حفتر لـ«قوات الدعم السريع» بالسودان في تنفيذ هجمات حدودية، ما أثار مخاوف لدى مصر من تصعيد إقليمي قد يهدد استقرار المنطقة.
وتركزت الاتهامات بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، على منطقة «المثلث الحدودي»، وهي منطقة استراتيجية تقع عند تقاطع حدود السودان ومصر وليبيا، وتشمل جبل العوينات.
وفي 30 يونيو (حزيران) الماضي، استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كلاً من حفتر والبرهان، في لقاءين منفصلين بنفس اليوم في مدينة «العلمين الجديدة» على ساحل البحر المتوسط، وهو ما عزاه مراقبون إلى تحركات مصر من أجل حل الخلاف حول منطقة المثلث الحدودي.
وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع الذي عقد في القاهرة، الأربعاء، بين مسؤولين من الدول الثلاث يأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه بين السيسي وحفتر والبرهان من تفاهمات بشأن تحقيق التهدئة في منطقة المثلث الحدودي».
وشدد على أن «مصر حريصة على اتخاذ إجراءات فعلية لتحقيق التهدئة بين السودان وليبيا بعد الاتهامات التي فجرت خلافاً بينهما، وقد تسفر الجهود عن تشكيل لجنة مشتركة أو ما شابه بين الدول الثلاث للتعاون بشأن هذه المنطقة الحدودية، ومراقبة ما يحدث بها، وقطع أي طريق على الشكوك التي تعكر صفو العلاقة وتؤثر سلباً على الأمن المطلوب».
كانت القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان اتهمت، الشهر الماضي، قوات تابعة لحفتر بالتعاون مع «قوات الدعم السريع» السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالهجوم على مواقع حدودية سودانية في منطقة «المثلث الحدودي».
ووصف الجيش السوداني هذا بأنه «اعتداء سافر» يهدف إلى الاستيلاء على المنطقة. لكن الجيش الوطني الليبي نفى تلك الاتهامات نفياً قاطعاً، مؤكداً الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن السابق بالسودان، الفريق أحمد التهامي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الاجتماع واجتماعات أخرى متوقع أن تتم لمناقشة أهم هاجس لدى الدول الثلاث حالياً، وخاصة مصر والسودان، وهو الهاجس الأمني والخطورة الأمنية التي يهدد بها عدم استقرار هذه المنطقة».
وشدد على أن منطقة المثلث الحدودي منطقة مهمة اقتصادياً وأمنياً للدول الثلاث، ومن ثم فإن أي تهديد أمني بها يعرقل الاستفادة الاقتصادية منها، لذلك تحرك الرئيس المصري سريعاً للاجتماع مع قيادات السودان وليبيا لحل الخلاف حول المنطقة، ومن ثم تأتي الاجتماعات بين المسؤولين في الدول الثلاث لتحقيق آلية ضبط هذه المنطقة والحفاظ على الأمن بها.
وفي نظر سلطات الدول الثلاث، تُعد هذه المنطقة حساسة بسبب موقعها الجغرافي، ووجود موارد طبيعية محتملة، إضافة إلى كونها ممراً رئيسياً للتهريب و«الهجرة غير المشروعة»، مما يجعلها نقطة صراع إقليمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 22 دقائق
- الشرق السعودية
تعرف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
أعلنت وزارة الداخلية السورية، و"دار طائفة الموحدين الدروز" في السويداء، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، وسط تصاعد الخلافات بين قيادات الطائفة على الاتفاق. وتضمن الاتفاق الذي نشرت وزارة الداخلية تفاصيله، "تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به"، وكذلك "نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء، في جميع أنحاء مدينة السويداء والمناطق المجاورة". كما تضمن "التوافق على آلية تنظيم السلاح القبلي، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة". من جهته، قال الزعيم الدرزي السوري يوسف جربوع، أحد شيوخ العقل الثلاثة للطائفة، إن وجهاء محافظة السويداء توصلوا إلى اتفاق مع دمشق لوقف إطلاق النار. وأوضح أن "الاتفاق مع دمشق يتضمن الإيقاف الكامل، والفوري للعمليات العسكرية في السويداء، وعودة قوات الجيش إلى ثكناتها". وفي سوريا 3 شيوخ عقل للطائفة الدرزية، ينتمون إلى عائلات محددة هي: الهجري، والحناوي، وجربوع، تتوارث هذا المنصب منذ ما يزيد على 150 عاماً، في وقت ينفرد حكمت الهجري بالرئاسة الروحية للدروز. وأصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية التابعة للهجري عقب إعلان الاتفاق، بياناً على "فيسبوك"، قالت فيه إنه "لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض" مع الحكومة السورية، مشددةً على ضرورة "الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا". وفي المقابل، اعتبرت وزارة الداخلية السورية في بيانها، أن الاتفاق "يعد خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين أبناء السويداء، والدولة السورية، وضمان أمنهم وسلامة استقرارهم"، مشيرةً إلى أن الهدف هو أن "تبقى سوريا موحدة، قوية، وآمنة". بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء الوقف الفوري والشامل لجميع العمليات العسكرية، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها. تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، وضمان الالتزام به. نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء المحافظة، في مدينة السويداء والمناطق المجاورة، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين. الاستعانة بالضباط والعناصر من أبناء محافظة السويداء لتولي المهام القيادية والتنفيذية في إدارة الملف الأمني في المحافظة. احترام حرمة المنازل وحياة المدنيين، وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو من مناطق المحافظة، مع الالتزام بعدم القيام بأي اعتداء أو تخريب. التوافق على آلية تنظيم السلاح القبلي، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة، وذلك بالتنسيق مع الوجاهات والقيادات المحلية والدينية، مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية لمحافظة السويداء. تحقيق الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن الدولة السورية، والتأكيد على السيادة الكاملة للدولة على جميع أراضي المحافظة، بما يشمل استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض. إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة في مناطق السويداء كافة، وفقاً للأنظمة والقوانين السورية. العمل على ضمان حق جميع المواطنين في السويداء، من خلال قوانين تكفل العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري، وتعزز السلم الأهلي. تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي وقعت، وتحديد المسؤولين عنها، مع تعويض المتضررين ورد الحقوق، وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة، وبأقصى سرعة ممكنة. تأمين طريق دمشق– السويداء من قبل الدولة، وضمان سلامة المسافرين. العمل الفوري على توفير جميع الخدمات الأساسية للمحافظة، بما في ذلك المياه والكهرباء والمحروقات والرعاية الصحية. العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين في الأحداث الأخيرة بشكل فوري. تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق. من جهته، قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى في لقاء مع قناة "الإخبارية" السورية، إن "الدولة لها الحق في السيطرة على أراضيها، وأبناء السويداء هم رافعة أساسية في الدولة السورية التي تتسع لجميع مكوناتها وهم جزء من هذا الوطن". وتعتبر الاشتباكات الأخيرة أحدث حلقة في سلسلة من أعمال عنف داخل سوريا، إذ تزايدت المخاوف لدى أقليات منذ إطاحة فصائل من المعارضة المسلحة السابقة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر قبل أن تتولى السلطة وتشكل قوات الأمن. وفي ديسمبر 2024، وافقت جماعات معارضة مسلحة، بعد سقوط الأسد، على حل نفسها والاندماج في وزارة الدفاع، لكن جهود دمج فصائل مسلحة من أقليات مثل الدروز والأكراد لم تمض بـ"سلاسة". وفي جنوب سوريا، زادت الأمور تعقيداً بسبب سياسة إسرائيل المعلنة عدم السماح للجيش السوري الجديد بالانتشار إلى الجنوب من العاصمة دمشق، ومطالبتها بأن تكون السويداء ومحافظات مجاورة ضمن منطقة منزوعة السلاح.


العربية
منذ 22 دقائق
- العربية
عاجل: مدبولي: مصر ستدفع 1.4 مليار دولار من مستحقات شركات البترول الأجنبية قبل نهاية العام
1 دقيقة للقراءة قال رئيس الوزراء المصري، مصطفي مدبولي إن الحكومة دفعت مليار دولار من المستحقات المتأخرة لشركات البترول الأجنبية، و ستدفع 1.4 مليار دولار إضافية من المتأخرات لهذه الشركات قبل نهاية العام. تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News العربية_Business


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
تفاؤل مصري قطري بقرب حسم 4 بنود خلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
القاهرة - مباشرك أفادت مصادر مطلعة بأن هناك تفاؤلاً متزايدًا بشأن جهود الوساطة المصرية القطرية، واقتراب التوصل إلى حلول بشأن البنود الأربعة الخلافية التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء. وتشهد الفترة الحالية جهودًا دبلوماسية مكثفة برعاية كل من رئيس الوزراء القطري ورئيس المخابرات العامة المصرية، بالتنسيق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بهدف تجاوز النقاط العالقة والوصول إلى اتفاق نهائي يُنهي العمليات العسكرية ويمهد لبدء مرحلة جديدة من التهدئة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا