logo
تعرف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء

تعرف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء

أعلنت وزارة الداخلية السورية، و"دار طائفة الموحدين الدروز" في السويداء، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، وسط تصاعد الخلافات بين قيادات الطائفة على الاتفاق.
وتضمن الاتفاق الذي نشرت وزارة الداخلية تفاصيله، "تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به"، وكذلك "نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء، في جميع أنحاء مدينة السويداء والمناطق المجاورة".
كما تضمن "التوافق على آلية تنظيم السلاح القبلي، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة".
من جهته، قال الزعيم الدرزي السوري يوسف جربوع، أحد شيوخ العقل الثلاثة للطائفة، إن وجهاء محافظة السويداء توصلوا إلى اتفاق مع دمشق لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن "الاتفاق مع دمشق يتضمن الإيقاف الكامل، والفوري للعمليات العسكرية في السويداء، وعودة قوات الجيش إلى ثكناتها".
وفي سوريا 3 شيوخ عقل للطائفة الدرزية، ينتمون إلى عائلات محددة هي: الهجري، والحناوي، وجربوع، تتوارث هذا المنصب منذ ما يزيد على 150 عاماً، في وقت ينفرد حكمت الهجري بالرئاسة الروحية للدروز.
وأصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية التابعة للهجري عقب إعلان الاتفاق، بياناً على "فيسبوك"، قالت فيه إنه "لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض" مع الحكومة السورية، مشددةً على ضرورة "الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا".
وفي المقابل، اعتبرت وزارة الداخلية السورية في بيانها، أن الاتفاق "يعد خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين أبناء السويداء، والدولة السورية، وضمان أمنهم وسلامة استقرارهم"، مشيرةً إلى أن الهدف هو أن "تبقى سوريا موحدة، قوية، وآمنة".
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء الوقف الفوري والشامل لجميع العمليات العسكرية، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها.
تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، وضمان الالتزام به.
نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء المحافظة، في مدينة السويداء والمناطق المجاورة، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.
الاستعانة بالضباط والعناصر من أبناء محافظة السويداء لتولي المهام القيادية والتنفيذية في إدارة الملف الأمني في المحافظة.
احترام حرمة المنازل وحياة المدنيين، وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو من مناطق المحافظة، مع الالتزام بعدم القيام بأي اعتداء أو تخريب.
التوافق على آلية تنظيم السلاح القبلي، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة، وذلك بالتنسيق مع الوجاهات والقيادات المحلية والدينية، مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية لمحافظة السويداء.
تحقيق الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن الدولة السورية، والتأكيد على السيادة الكاملة للدولة على جميع أراضي المحافظة، بما يشمل استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض.
إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة في مناطق السويداء كافة، وفقاً للأنظمة والقوانين السورية.
العمل على ضمان حق جميع المواطنين في السويداء، من خلال قوانين تكفل العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري، وتعزز السلم الأهلي.
تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي وقعت، وتحديد المسؤولين عنها، مع تعويض المتضررين ورد الحقوق، وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة، وبأقصى سرعة ممكنة.
تأمين طريق دمشق– السويداء من قبل الدولة، وضمان سلامة المسافرين.
العمل الفوري على توفير جميع الخدمات الأساسية للمحافظة، بما في ذلك المياه والكهرباء والمحروقات والرعاية الصحية.
العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين في الأحداث الأخيرة بشكل فوري.
تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى في لقاء مع قناة "الإخبارية" السورية، إن "الدولة لها الحق في السيطرة على أراضيها، وأبناء السويداء هم رافعة أساسية في الدولة السورية التي تتسع لجميع مكوناتها وهم جزء من هذا الوطن".
وتعتبر الاشتباكات الأخيرة أحدث حلقة في سلسلة من أعمال عنف داخل سوريا، إذ تزايدت المخاوف لدى أقليات منذ إطاحة فصائل من المعارضة المسلحة السابقة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر قبل أن تتولى السلطة وتشكل قوات الأمن.
وفي ديسمبر 2024، وافقت جماعات معارضة مسلحة، بعد سقوط الأسد، على حل نفسها والاندماج في وزارة الدفاع، لكن جهود دمج فصائل مسلحة من أقليات مثل الدروز والأكراد لم تمض بـ"سلاسة".
وفي جنوب سوريا، زادت الأمور تعقيداً بسبب سياسة إسرائيل المعلنة عدم السماح للجيش السوري الجديد بالانتشار إلى الجنوب من العاصمة دمشق، ومطالبتها بأن تكون السويداء ومحافظات مجاورة ضمن منطقة منزوعة السلاح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أين يقف الليبيون من طرفَي النزاع بطرابلس؟
أين يقف الليبيون من طرفَي النزاع بطرابلس؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 26 دقائق

  • الشرق الأوسط

أين يقف الليبيون من طرفَي النزاع بطرابلس؟

في تصعيد لافت أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، أن الوقت قد حان لاستعادة «سيادة الدولة»، مؤكداً أن حكومته ماضية في تنفيذ خطتها الأمنية التي تستهدف «تفكيك التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون بالعاصمة طرابلس». هذه التصريحات اعتبرها بعض المراقبين بمثابة إعلان حرب في مواجهة أبرز التشكيلات المسلحة المناوئة له، وفي مقدمتها جهاز «قوة الردع الخاصة»، وأثارت تساؤلات بشأن ميزان القوى في التسليح والدعم السياسي والحاضنة الشعبية الذي يحظى به طرفا هذا الصراع، ويؤهل كلاً منهما لحسم معركة النفوذ في العاصمة لصالحه. بداية، توقع وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي، نشوب مواجهة بين لحظة وأخرى، خاصة إذا أقدم عبد الرؤوف كارة، رئيس «قوة الردع»، على الرد عسكرياً على تصريحات الدبيبة. ويرى البرغثي لـ«الشرق الأوسط» أن «عدم وجود أي مؤشرات على قبول كارة لمطالب الدبيبة بتسليم مطار وسجن معيتيقة، والمعتقلين المطلوبين من النائب العام من عناصره، والانضواء تحت سلطة الدولة، سيؤدي إلى تعزيز وضع الدبيبة ودعمه محلياً ودولياً»، مشيراً إلى «استياء واسع من أهالي طرابلس من هيمنة عناصر جهاز (الردع) من أصحاب التوجهات السلفية على مطار معيتيقة الذي يعد الميناء الجوي الرئيسي في العاصمة، منذ تدمير مطار طرابلس الدولي عام 2014»، لافتاً إلى أن جهاز «الردع» يتحصن بأهالي منطقة سوق الجمعة في طرابلس التي تعد الحاضنة الشعبية الرئيسية له، حيث «يعمل كثير من سكانها في المرافق التي يديرها». وشهدت طرابلس منتصف مايو (أيار) الماضي مواجهات دامية بين قوات تابعة لحكومة «الوحدة» وقوات «الردع» وموالين له، إثر قرار حكومي بحل هذا الجهاز التابع للمجلس الرئاسي الذي سارع رئيسه محمد المنفي إلى تجميد قرارات حكومة الدبيبة، وإعلان وقف إطلاق النار. وأوضح البرغثي أن القوات التابعة لحكومة «الوحدة» هي التي «تمتلك أفضلية عسكرية من حيث تمتعها بثقل ملموس، وتوافر العنصر البشري المتمثل في عناصر وزارتَي الدفاع والداخلية التابعتين لها، فضلاً عن إمكانية استعانة الدبيبة بتشكيلات مسلحة من مدينة مصراتة مسقط رأسه»، مؤكداً أن قوات «الوحدة» قد تلجأ إلى «عملية خاطفة» تستهدف الإطاحة بكارة، عبر استمالة بعض عناصره، ولافتاً إلى أن «أغلب التشكيلات المسلحة لا تستند إلى تراتبية عسكرية، وإنما إلى الولاء لمؤسسها، مما يجعلها عرضة للانهيار عند تغييبه». من جهته، رأى مدير «مركز صادق للدراسات»، أنس القماطي، أن «عدم تقديم جهاز (الردع) مبرراً واضحاً لوجوده خارج سيطرة الدولة قد يضعف موقعه، ليس في المعركة الميدانية فقط، بل أيضاً في المعركة السردية؛ إذ يطرح كل طرف روايته لتشكيل رأي عام داعم له». وسلط القماطي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الضوء على حرص الدبيبة على «تقديم نفسه وحكومته كرمز لشرعية الدولة ليخلق ضغطاً اجتماعياً يدعم تحركه ضد (الردع)». ورغم إقراره بتقدم «الوحدة» في المعركة الإعلامية، فضلاً عن تمتعها بالموارد المالية، انتقد الباحث محاولات البعض التقليل من قدرات جهاز «الردع» القتالية، مبرزاً أن «الردع» لديه «جهاز أمني واستخباراتي قوي، وقوات نخبة مدربة بشكل جيد، ودفاعات جوية»، كما أنه يعتبر نفسه «قوة أمر واقع، ولن يسلم ما في قبضته دون معركة؛ لأنه يدرك أن ذلك يعني نهايته». رغم قناعته أن احتمال المواجهة لا يزال ضعيفاً، فقد حذر الكاتب الليبي عبد الله الكبير، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من أن عواقب رفض «الردع» للشروط التي وضعها الدبيبة «قد تكون كارثية عليه»، لافتاً إلى أن عناصر هذا الجهاز «لم تختبر بشكل كبير خوض المعارك، وكيف أن الاعتماد الأساسي له هو نسج تحالفات تشكل سياجاً تحميه من الاستهداف المباشر». من جانبه، حذر المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ، من أن تجدد المواجهات المسلحة سيقود إلى «شلل كامل في العاصمة»، مما يهدد أرواح سكانها وممتلكاتهم وأرزاقهم، وخاصة أن المعارك تدور داخل أو بالقرب من أحيائهم السكنية. وقال محفوظ لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتحدث عن احتمالية توقف الميناء الجوي والبحري والمؤسسات والأعمال، وربما علاج المرضى... نعم، الدبيبة يرغب في حسم المعركة سريعاً لصالحه، لكن هذا الأمر ليس من السهل ضمانه». وذكّر محفوظ بسقوط ضحايا من المدنيين خلال المواجهات التي شهدتها العاصمة في مايو الماضي، رغم أن مداها الزمني لم يتجاوز 24 ساعة، محذراً من احتمالية سقوط المزيد منهم مع تجدد المواجهات. وانتهى محفوظ إلى أن «القوى الدولية قد لا تتدخل في بداية تلك المواجهة إلا ببيانات الدعوة للتهدئة، لكن مع تواصل المعركة واتضاح أي نتائج مبدئية ستسعى لإطلاق مسار سياسي جديد».

أميركا: لم ندعم الضربات الإسرائيلية على سوريا
أميركا: لم ندعم الضربات الإسرائيلية على سوريا

الشرق الأوسط

timeمنذ 32 دقائق

  • الشرق الأوسط

أميركا: لم ندعم الضربات الإسرائيلية على سوريا

أكدت الولايات المتحدة، الخميس، أنها عارضت ضربات إسرائيل في سوريا، بعد يوم من تقديم واشنطن المساعدة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أعمال العنف هناك. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس للصحافيين إن «الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة». وأضافت أن «واشنطن تُشرك جميع الأطراف في سوريا بنشاط للمضي قدماً نحو الهدوء ومواصلة المناقشات حول وحدة البلاد، داعية حكومة دمشق إلى قيادة الطريق إلى الأمام». من جانبه، أبرز البيت الأبيض، الخميس، دور الولايات المتحدة في احتواء التصعيد في سوريا، مؤكداً أنه «مستمر». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت: «ما إن تدخلت الولايات المتحدة في النزاع حتى تمكنّا من احتواء التصعيد»، موضحة أن السلطات السورية وافقت «على سحب قواتها من المناطق التي كانت المواجهات تحصل فيها»، وأن واشنطن تواصل «مراقبة الوضع بشكل مكثف». وكان مسؤول في الوزارة قد أكد أن الولايات المتحدة تُندد بشدة بأعمال العنف التي شهدتها مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، في الأيام القليلة الماضية، مشيراً إلى ضرورة تحقيق دمشق في جميع التقارير بشأن الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وأكد المسؤول، لوكالة «رويترز»، عدم وجود أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، حيث قُتل العشرات في جنوب البلاد، خلال أيام من الصراع بين مسلّحين دروز وقوات حكومية وقبائل بدوية. وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، إن الولايات المتحدة «تُندد بشدة بأعمال العنف في السويداء. يجب على جميع الأطراف التراجع والانخراط في حوار هادف يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار». وأضاف: «يجب على الحكومة التحقيق في جميع تقارير الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها». واندلعت اشتباكات، الأحد، في محافظة السويداء بين مسلّحين دروز وآخرين من البدو، أوقعت عدداً من القتلى. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية، الاثنين، تدخّلها في المحافظة؛ لفضّ الاشتباكات. ودخلت إسرائيل على خطّ المواجهة فشنَّت سلسلة غارات قرب دمشق وفي جنوب سوريا، قائلةً إنها تعمل على «حماية الدروز». ومساء أمس، أعلنت السلطات السورية التوصل لاتفاق مع فصائل درزية في السويداء، لوقف إطلاق النار.

أخيراً.. بوتين يثير حنق ترمب
أخيراً.. بوتين يثير حنق ترمب

الشرق للأعمال

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق للأعمال

أخيراً.. بوتين يثير حنق ترمب

أخيراً، وبعد طول انتظار، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُكشر عن أنيابه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين. خلال ظهوره في المكتب البيضاوي إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، الذي بدا معجباً به، أعلن ترمب عزمه إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لكن مع فارق لافت يتمثل في أن الحلفاء الأوروبيين هم من سيتكفلون بالدفع مقدماً. إنها صفقة مزدوجة المنفعة: "أميركا ما زالت أولاً"، لكن "أوكرانيا لم تعد الأخيرة". ولتفادي أي لبس في الرسالة الموجهة لبوتين، أعلن ترمب أيضاً عن مهلة جديدة من تلك التي يحب وضعها، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال 50 يوماً، ستفرض الولايات المتحدة الأميركية رسوماً جمركية ثانوية 100% على الدول التي ما تزال تشتري النفط والغاز الروسيين -لا سيما الصين والهند- بما يسهم في تمويل آلة الحرب التابعة للكرملين. هناك بالفعل مشروع قانون بهذا الشأن ينتظر فقط إشارة من الرئيس ليمضي قدماً (ويتضمن عقوبات جمركية تصل إلى 500%، لكن من يهتم بالأرقام الآن). يبدو أن الحكومة الأميركية، مدعومة بأعضاء من كلا الحزبين، باتت مستعدة من جديد لزيادة الضغط على موسكو لوقف إراقة الدماء. مواقف متغيرة للولايات المتحدة الأميركية لمن تابع المواقف الأميركية منذ فبراير الماضي فقط، قد يبدو هذا التغير بمثابة تحول جذري. في ذلك الحين، جلس ترمب على نفس المقعد إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه عنفه قائلاً إن بلاده "لا تملك أوراق ضغط"، ملقياً باللوم على الضحية -كييف- بدلاً من الجاني، وهي موسكو. اقرأ المزيد: ترمب: خاب أملي في بوتين لكن لم أيأس منه بعد الكثير حدث منذ ذلك الوقت، لكن ليس من بينها التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بوساطة ترمب. اشتكى الرئيس الأميركي مؤخراً لمارك روته قائلاً: "شعرت أننا كنا على وشك التوصل إلى اتفاق نحو 4 مرات". لكنه أوضح أن بوتين كان يراوغه بـ"كلام فارغ"، واصفاً الرئيس الروسي بأنه "لطيف جداً معنا طوال الوقت، لكن يتضح في النهاية أن لا معنى لذلك". أضاف ترمب أنه كان يعود ليلاً ليحدث السيدة الأولى عن "روعة المكالمة" مع بوتين، وكانت تكتفي بالتعليق بأن روسيا كانت حينها تقصف مدينة أوكرانية أخرى. ما زاد من إحباطه الحقيقي، الشعور المتزايد بالإحراج أمام الانتقادات التي تُظهره بمظهر الضعيف، وهي نقطة لطالما أثارها منتقدوه خارج قاعدة مؤيديه من حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً". علقت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين، وهي العضوة البارزة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بأن "بوتين يتلاعب بترمب كما يتلاعب العازف بكمانه". يشارك بعض الجمهوريين هذا الرأي، وإن كان ذلك بلغة أكثر تحفظاً. "السلام من خلال القوة" بالمنظور التسويقي، أصبحت هذه الحرب عبئاً سياسياً على رئيس يُكثر من التفاخر بأنه سيحقق "السلام من خلال القوة". وتشير استطلاعات الرأي إلى تحول الرأي العام الأميركي لصالح أوكرانيا، بما في ذلك استطلاع أُجري في مايو الماضي (بتكليف من مركز أبحاث يحمل اسم "معهد السلام من خلال القوة"، وأجراه مركز استطلاعات جمهوري) أظهر أن 84% من الناخبين المرجح مشاركتهم في الانتخابات يدعمون فرض عقوبات على صادرات روسيا، و76% يدعمون المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. اقرأ أيضاً: سلام ترمب "المجحف" لن ينهي الحروب كما لعبت العوامل النفسية دوراً في الموقف الجديد. إذ يكره ترمب بشدة الميم الساخرة الشهيرة التي تُشير إليه باسم "تاكو" (TACO) وهي اختصار لجملة (Trump Always Chickens Out) وتعني أن "ترمب يتهرب من المواجهة"ً، وكان يحبّ أن يستعرض قوته عبر عمليات مثل قصف إيران. رغم ذلك، فإن عملية "مطرقة منتصف الليل" لا تدحض وصف "تاكو"، لأن النمط الذي رصده العلماء هو أن "ترمب يستخدم التهديدات والقوة تماماً مثل متنمر في فناء المدرسة إذ أنه في الواقع يخشى استخدام القوة في أي موقف يشبه ولو بشكل مبهم قتالاً عادلاً". إيران لا تستطيع فعلياً مهاجمة الولايات المتحدة الأميركية، لكن روسيا يمكنها ذلك. فلاديمير بوتين يُغضب ترمب لذا، تبقى دوافع ترمب لإظهار هذا القدر من الحزم الجديد موضع شك، فهو لا يتصرف لأن بوتين انتهك أسس القانون الدولي والأخلاق عبر غزو دولة ذات سيادة دون مبرر، ولا لأن العدوان الروسي في شرق أوروبا يهدد مصالح أميركا الجيوسياسية. لو كانت تلك الأمور تؤرقه فعلاً، لكنا علمنا ذلك من قبل. ما دفعه فعلياً هو أن مظهره بات يبدو ضعيفاً، ولأن بوتين، الذي طالما اعتبره ترمب "أخاً قوياً"، بدأ يثير حنقه بشدة. اقرأ أيضاً: وسط تلميحات بعقوبات محتملة على روسيا.. ترمب: بوتين يلعب بالنار ولو أراد ترمب أن يظهر القوة الحقيقية، لكان بوسعه فعل المزيد دون اللجوء للعمل العسكري. هناك مشروع قانون آخر عالق في الكونغرس الاميركي، أيضاً برعاية جمهوريين وبدعم من الحزبين، يسمح للولايات المتحدة الأميركية بمصادرة أصول البنك المركزي الروسي الموجودة في الخارج وتحويلها إلى أوكرانيا، كما يحفز الدول الأوروبية -تحتفظ بمعظم الاحتياطات الروسية الخارجية- على أن تفعل الأمر ذاته. أما الشحنات الأميركية من الأسلحة إلى أوكرانيا حالياً، فهي ما تزال تُصرف من حزم مساعدات أُقرت خلال فترة سلفه جو بايدن. فقط لا تذكروه بذلك. رغم ذلك، فإن النبرة الجديدة التي صدرت من المكتب البيضاوي تُعد خبراً ساراً، ليس فقط للأوكرانيين الشجعان، بل أيضاً لحلفاء أميركا الأوروبيين، الذين اعتادوا في الآونة الأخيرة أن يلعبوا دور الخصم في حروب ترمب التجارية. جائزة نوبل للسلام بدا الأسبوع الجاري أن الرئيس الأميركي وجد ما يمدح به شركاءه عبر الأطلسي؛ وقال وإلى جانبه مارك روته المبتسم: "روح التعاون لديهم مدهشة"، مضيفاً أن "وجود أوروبا قوية هو أمر جيد". كلها تصريحات صحيحة، لكنها غير معتادة من رئيس اعتاد انتقاد الحلفاء والإشادة بالخصوم. "نوبل للسلام".. هل يحقق ترمب حلمه القديم في ولايته الثانية؟ لذا، دعونا نهتف لترمب، لأنه قال وفعل الأمور الصائبة هذا الأسبوع. سأهتف بقوة أكبر له عندما أجد دليلاً على أنه يعني ذلك فعلاً، وأنه سيواصل هذا النهج الجديد من خلال التنسيق الحقيقي مع حلفاء أميركا والأوكرانيين للوقوف في وجه بوتين بطريقة يفهمها ويهابها ليس فقط الكرملين، بل أيضاً بكين وبيونغ يانغ. في تلك الحالة، قد أرشحه حتى لنيل جائزة نوبل للسلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store