لحظة الحقيقة تقترب.. هل يُنتزع متصفح "كروم" من غوغل؟
تخوض غوغل حالياً واحدة من أشرس المعارك القانونية في تاريخ وادي السيليكون، في مواجهة قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة الهيمنة على شبكة الإنترنت، حيث تسعى وزارة العدل الأميركية إلى انتزاع متصفح "كروم" من قبضة غوغل، متهمةً إياها بتحويل المُتصفح إلى بوابة احتكارية تمنع التعددية في عالم الإنترنت.
وبدأت هذه القضية رسمياً في عام 2020، حين رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى تتهم فيها غوغل بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، من خلال تعزيز هيمنتها على سوق محركات البحث والإعلانات المرتبطة بها.
ومع استمرار جلسات المحاكمة واقتراب موعد النطق بالحكم المتوقع في شهر أغسطس 2025، يترقب العالم التقني، تطورات هذه القضية التي قد ترقى إلى مستوى "زلزال رقمي"، إذ أن إدانة المحكمة لغوغل قد تفتح الباب أمام قرار يجبر الأخيرة على تفكيك جزء من أعمالها، وعلى رأسها بيع متصفح " كروم" لشركة أخرى.
وفي ظل هذا السيناريو المحتمل، بدأت العديد من الشركات التقنية الكبرى، بإبداء اهتمام جدي بالاستحواذ على متصفح "كروم"، نظراً لاستراتيجيته الهائلة، في سوق التصفح والإعلانات الرقمية، من بين أبرز الأسماء المتداولة، تظهر مايكروسوفت و أمازون و ياهو و أوراكل إضافة إلى شركة OpenAI التي ترى في "كروم" فرصة لبناء منصة تعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والويب.
17 عاماً لا تُفكّك بقرار
وبحسب تقرير أعدته مجلة "فورتشن" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإنه في مشهد يحمل رمزية كبرى، أدلت باريسا تبريز، المديرة العامة لمتصفح كروم، يوم الجمعة الماضي، بشهادتها في المحكمة الفيدرالية، مدافعةً عن الدور المحوري لمتصفح "كروم" في منظومة غوغل، حيث قالت إنه من المستحيل فصل غوغل عن نجاح كروم، مؤكدة أن المتصفح سيعاني في حال تم بيعه لطرف آخر.
وعلى مدار عدة ساعات في المحكمة، أوضحت تبريز أن غوغل هي الوحيدة القادرة على تشغيل كروم، ومحاولة فصله عنها هو أمر غير مسبوق، لافتة إلى أن كروم هو ثمرة 17 عاماً من التعاون مع غوغل ولذلك لا يمكن تكرار النجاح الذي حققه، مع أي شركة أخرى قد تمتلكه.
وتم إطلاق متصفح "كروم" لأول مرة في 2 سبتمبر 2008، كمشروع من تطوير فريق تابع لغوغل بقيادة مهندسين بارزين، منهم لينوس أوبيرهايمر ، و لارس باك. واستند المتصفح إلى مشروع Chromium مفتوح المصدر، الذي أنشأته غوغل نفسها لدعم كروم، وهو ما سمح لاحقاً لشركات أخرى في بناء متصفحاتها الخاصة على نفس الأسس التقنية، مثل مايكروسوفت إيدج، وبريف، وأوبرا.
"غوغل" أمام أخطر سيناريو
ويقول المحلل والكاتب في شؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ألان القارح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن بيع "كروم" هو أحد الحلول المقترحة من وزارة العدل الأميركية للحد من الاحتكار، وهذا الاقتراح يتسبب بكوابيس لغوغل، فمُتصفّح "كروم" كان عاملاً أساسياً في نجاح محرك بحث غوغل، وبيعه سيؤثر من دون أدنى شك وبشكل مباشر على الإيرادات، حيث أن "كروم" هو المسؤول عن توجيه المستخدمين نحو محرك غوغل الذي يحقق أرباحاً مالية ضخمة من الإعلانات المدفوعة، لافتاً إلى أن فصل مُتصفّح "كروم" عن غوغل، هو أشبه بمحاولة فصل القلب عن الجسد، وهو ما يُفسّر دفاع غوغل المستميت عن بقائه تحت جناحها.
وبحسب القارح فإن موضوع بيع "كروم" لم يعد مجرد تكهنات، وبات لدينا بالفعل عدة شركات أبدت اهتمامها بشراء المُتصفّح، ولكن ما يجب إدراكه، أن إجبار غوغل على بيع كروم قد لا يكون مكسباً كبيراً للمستخدمين، فعند التدقيق بهوية الجهات التي أبدت اهتمامها بشراء "كروم" نرى أن معظمها شركات تقنية عملاقة، تمتلك بدورها نماذج أعمال، تعتمد بشكل كثيف على جمع البيانات والإعلانات الرقمية، ما يثير مخاوف من استبدال هيمنة غوغل بهيمنة أخرى، ربما تكون أقل شفافية من حيث تعاملها مع خصوصية المستخدمين وحيادية نتائج البحث.
مصير "كروم" يثير أسئلة
ويرى القارح أن مسألة بيع "كروم" تطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل تصفّح الإنترنت، فعملية البيع قد لا تضمن بالضرورة مستقبلاً أكثر عدالة رقمياً، فمثلاً إذا انتقلت ملكية كروم إلى OpenAI نكون أمام عملية استبدال هيمنة بأخرى، إذ أن OpenAI ومن خلال ChatGPT باتت تملك قاعدة واسعة من المستخدمين، وسيطرتها على "كروم" قد تمنحها مستوى غير مسبوق من التكامل بين أدوات البحث والتفاعل، أما شركة Perplexity التي ناقشت فكرة شراء "كروم"، فنموذج أعمالها لا يختلف كثيراً عن غوغل، إذ تسعى أيضاً لجمع بيانات المستخدمين وتحليل سلوكهم، لتقديم إعلانات مخصصة وهذا يعيدنا إلى المربع الأول، في حين أن طرح اسم ياهو كمشتَرٍ محتمل، يعكس حالة من الحنين أكثر مما يعكس واقعية السوق، فياهو لا تملك البنية التقنية ولا السرعة في الابتكار، ولا المرونة التي يحتاجها كروم ليبقى متصفّحاً رائداً في عالم يتغير كل ساعة.
ويؤكد القارح أن غوغل بذلت جهداً هائلاً في تطوير "كروم"، ليكون أفضل متصفّح ممكن، فصمّمته ليكون سريعاً، بسيطاً، ومترابطاً بشكل وثيق مع محرك بحثها، وهو ما دفع مئات الملايين حول العالم لاعتماده كنافذتهم الأساسية إلى الإنترنت، لافتاً إلى أن معظم الناس لن يتخلّوا عن "كروم" بين ليلة وضحاها، حتى لو انتقل المتصفّح إلى مالك جديد، ولكن إذا شعروا أن "كروم" لم يعد كما كان، أو أن الجهة المالكة الجديدة لا تقدم نفس المعايير، فسيتخلون عنه بالتأكيد.
"غوغل" ليست الوحيدة
من جهتها تقول أخصائية التقنية دادي جعجع في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما يحدث الآن في أروقة القضاء الأميركي، يُشبه محاولة قلب الطاولة على نموذج تجاري، أصبح جزءاً من الحياة الرقمية اليومية، فإجبار غوغل على بيع "كروم"، هو سيناريو لم نشهده من قبل في عالم التكنولوجيا، وبالتالي فإن صدور هكذا حكم قد يُستخدم لاحقاً كنموذج استرشادي، لإجراءات قضائية مستقبلية تستهدف شركات متهمة بالهيمنة الرقمية مثل أمازون وآبل وميتا، مشيرةً إلى أن الحكم المتوقع صدوره بعد أشهر قليلة، غير مرتبط فقط بمصير "كروم"، بل سيكون لحظة فارقة قد تعيد رسم حدود القوة والنفوذ في الاقتصاد الرقمي العالمي.
ماذا ينتظر المستخدمون إذا حصل الانفصال؟
وترى جعجع أنه إذا تم فعلاً إجبار غوغل على بيع "كروم"، فإن أول ما سيلاحظه المستخدمون، هو تغيّر في تجربة الاستخدام على المدى المتوسط، فجوهر "كروم" هو التكامل مع خدمات غوغل الأخرى، مثل مُحرّك البحث وGmail والخرائط وغيرها من الخدمات وهذا ما لن يكون متوفراً، في حين أن الأسوأ في الموضوع، هو أن المالك الجديد قد يكون شركة أخرى، لا تختلف كثيراً عن غوغل في شهيتها للبيانات والإعلانات، مما يعني أن الأمور قد تزداد تعقيداً.
هل يتدخل ترامب؟
وتعتبر جعجع أنه لا يمكن استبعاد تدخل الرئيس دونالد ترامب في هذا الملف الحساس، خصوصاً أن القضية تمس شركة أميركية عملاقة، وتؤثر على صورة الريادة التكنولوجية للولايات المتحدة، فصحيح أن ترامب لطالما عبّر عن مواقفه الحادة، تجاه بعض شركات وادي السيليكون، لكنه في الوقت نفسه يملك حساً تجارياً، قد يجعله يرى في انفصال "كروم"، تهديداً لهيمنة تكنولوجية أميركية قائمة، لذا فإنه قد يلجأ إلى الضغط على وزارة العدل، لإعادة تقييم الدعوى والتوصل إلى تسوية تضمن بقاء "كروم" ضمن غوغل، مع فرض بعض القيود على الشركة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
شيريل ساندبرغ.. رحلة نجاح المرأة التي غيرت وجه فيسبوك
تم تحديثه الجمعة 2025/5/23 10:05 م بتوقيت أبوظبي عيّن مارك زوكربيرغ شيريل ساندبرغ رئيسةً للعمليات في فيسبوك عام 2008، في ظلّ النموّ السريع الذي شهدته الشبكة الاجتماعية وسعيها لجذب الاستثمارات. وكان زوكربيرغ، يبلغ من العمر 23 عامًا فقط، بينما كانت ساندبرغ، التي كانت آنذاك 38 عامًا، تُعتبر "الشخصية الأبرز في الشركة". ارتقت ساندبرغ، المديرة التنفيذية السابقة للمبيعات في غوغل ورئيسة موظفي وزارة الخزانة الأمريكية، لتصبح واحدةً من أكثر الشخصيات تأثيرًا في قطاع التكنولوجيا العالمي، وواحدةً من النساء القلائل اللواتي وصلن إلى قمة هذا القطاع. كما حققت ثروةً طائلةً - فبعد بيع معظم حصتها في الشركة الأم لفيسبوك، ميتا، التي تمتلك أيضًا إنستغرام وواتساب، قدرت ثروتها حتى نهاية عام 2024 بنحو ملياري دولار (1.6 مليار جنيه استرليني). وغادرت ساندبرغ، التي تبلغ من العمر 54 عامًا، منصبها في فيسبوك قبل عامين تقريبا، كما غادرت العام الماضي مجلس إدارة ميتا أيضًا. وكتبت في منشور على فيسبوك، "أشعر أن هذا هو الوقت المناسب للتنحي"، حيث أن ميتا "في وضعٍ جيدٍ للمستقبل". وكان رد زوكربيرغ، "شكرًا لكِ يا شيريل على مساهماتكِ الاستثنائية لشركتنا ومجتمعنا على مر السنين، لقد كان لتفانيكِ وتوجيهكِ دورٌ أساسيٌ في نجاحنا، وأنا ممتنٌ لالتزامكِ الراسخ تجاهي وتجاه ميتا على مر السنين". نشأتها ودراستها وُلِدت شيريل ساندبرغ في 28 أغسطس/آب عام 1969 بمدينة واشنطن العاصمة، ونشأت في ميامي بولاية فلوريدا. كانت شيريل البكر بين ثلاثة أبناء، وعمل والدها، جويل ساندبرغ، طبيبًا في طب العيون، بينما كانت والدتها، أديلي ساندبرغ، تُدرّس اللغة الفرنسية. ومنذ صغرها، أبدت شيريل شغفًا بالتعليم وحرصًا على التفوق الدراسي، الأمر الذي جعلها تتصدر صفوفها دائمًا. وبعد إنهائها المرحلة الثانوية، التحقت بجامعة هارفارد، حيث تخصّصت في الاقتصاد تحت إشراف أستاذها الشهير لورانس سامرز. وخلال دراستها، برزت قدراتها الأكاديمية، حتى نالت جائزة "جون إتش ويليامز" التي تُمنح لأفضل طالب في تخصص الاقتصاد، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1991. ولم تتوقف طموحات شيريل عند هذا الحد، بل واصلت دراستها في جامعة هارفارد، لتحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) عام 1995. وخلال فترة الماجستير، شاركت في العديد من الأنشطة الطلابية والمنظمات الجامعية، مما مكنها من بناء شبكة علاقات مهنية واسعة كان لها بالغ الأثر في مسيرتها المهنية. وقد شكّلت سنوات دراستها في هارفارد محطة فارقة في حياتها، إذ اكتسبت خلالها مهارات قيادية وتحليلية واستراتيجية متقدمة، كانت بمثابة الركيزة التي انطلقت منها نحو مسيرتها المهنية الناجحة لاحقًا. انطلاقتها المهنية قبل فيسبوك بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة هارفارد، بدأت شيريل ساندبرغ مسيرتها المهنية في البنك الدولي، حيث عملت مساعدة بحثية للبروفيسور لورانس سامرز، الذي كان يشغل آنذاك منصب المستشار الاقتصادي للبنك. وخلال هذه الفترة، شاركت في عدد من المشاريع الصحية المهمة في الهند، من بينها جهود مكافحة الجذام والإيدز والعمى. وقد أتاح لها هذا العمل اكتساب فهم عميق للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلدان النامية، إلى جانب تطوير مهاراتها في التحليل وصنع القرار الاستراتيجي. وفي عام 2001، التحقت شيريل ساندبرغ بشركة غوغل، حيث تولّت منصب نائبة رئيس العمليات والمبيعات العالمية عبر الإنترنت. وأسهمت بشكل محوري في توسّع الشركة ونمو أعمالها، إذ تولّت مسؤولية إدارة المبيعات عبر الإنترنت والإعلانات، ما كان له أثر بالغ في زيادة إيرادات الشركة. كذلك، كان لها دور بارز في تأسيس "غوغل أورغ"، الذراع الخيرية لغوغل، الذي يعنى بدعم المبادرات الخيرية والمشاريع التكنولوجية على مستوى العالم. وخلال فترة عملها في غوغل، أثبتت ساندبرغ كفاءتها القيادية وقدرتها على إدارة الفرق الكبيرة وتحقيق نتائج ملموسة. كما ساهمت في تطوير استراتيجيات مبتكرة للمبيعات والإعلانات، الأمر الذي ساعد الشركة على تحقيق نمو هائل في إيراداتها، إلى جانب تعزيز ثقافة الابتكار داخل المؤسسة، مما رسّخ مكانة غوغل كواحدة من كبرى الشركات التكنولوجية العالمية. الانتقال لفيسبوك في عام 2008، انضمّت شيريل ساندبرغ إلى شركة فيسبوك لتشغل منصب مديرة العمليات (COO)، وهو الدور الذي أسهم في ترسيخ مكانتها كإحدى الشخصيات البارزة في قطاع التكنولوجيا والأعمال. آنذاك، كانت فيسبوك لا تزال شركة ناشئة نسبياً، تواجه تحديات ملحوظة في مسيرة النمو وتحقيق الاستدامة. واستفادت شيريل من خبرتها الواسعة التي اكتسبتها خلال عملها في غوغل، حيث وضعت استراتيجيات فعّالة أسهمت في زيادة الإيرادات وتعزيز حضور فيسبوك على الساحة العالمية. وبفضل قيادتها، شهدت الشركة نمواً استثنائياً وتوسعاً ملحوظاً في نفوذها. وقد تولّت ساندبرغ مسؤولية تطوير سياسات الإعلانات وابتكار سبل جديدة لتعظيم الإيرادات، ما ساعد فيسبوك على ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجالي التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، أدّت دوراً محورياً في تعزيز بيئة الابتكار داخل الشركة، وقيادتها باقتدار خلال فترات التحديات والمتغيرات الكبرى. aXA6IDQxLjcxLjE2MS4yMDEg جزيرة ام اند امز US


الإمارات اليوم
منذ 20 ساعات
- الإمارات اليوم
«وضع الذكاء الاصطناعي».. جديد «غوغل» في أميركا
أعلنت «غوغل» أنها ستتيح الذكاء الاصطناعي لعدد أكبر من متصفحي الإنترنت، مع إتاحة خدمات مميزة تعتمد على هذه التقنية مقابل 249.99 دولاراً شهرياً، وذلك ضمن أحدث جهودها لمواجهة المنافسة المتزايدة من الشركات الناشئة مثل «أوبن إيه.آي». وأصبحت «غوغل»، في الشهور القليلة الماضية، أكثر جرأة في تأكيدها على مواكبة منافسيها، بعد أن بدت مترددة عقب إطلاق «أوبن إيه.آي» المدعومة من «مايكروسوفت»، تطبيق الدردشة الشهير «شات جي.بي.تي»، وفي تحديث رئيسٍ أعلنت الشركة أن المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أصبح بإمكانهم الآن تحويل بحث «غوغل» إلى «وضع الذكاء الاصطناعي». وقدّمت «غوغل» عرضاً توضيحياً لتحديث «أسترا بروجيكت»، وقدرته على تحليل الملفات المعدة بصيغة المستندات المنقولة «بي.دي.إف»، واستخراج معلومات من مقطع مصور على «يوتيوب» لمساعدة المستخدم على إصلاح دراجة.


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
«خلوة الجاهزية» تناقش النماذج الحكومية الرقمية المستقبلية
والخدمــات الماليــة، والمــوارد البشــرية، والصحــة، والتعليــم، والمجتمــع، والثقافــة والشــباب، وخدمــات الجنســية والإقامــة والشــؤون الخارجيــة، والأمن والعدل، والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللّوجستية، والبيئة. كما تم خلال فعاليات الخلوة إطلاق برنامج قيادات التحول الرقمي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وشهدت توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الرقمي عبر القطاعات. وعقد اجتماع رفيع المستوى للقيادات الرقمية في دولة الإمارات. وهدفت خلوة الجاهزية الرقمية إلى تعزيز التكامل والتعاون الرقمي بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا، واستعراض الحلول الرقمية الحكومية الرائدة في دولة الإمارات. وبحث التوجهات الرقمية العالمية المستقبلية، والنماذج الرقمية الناشئة وتكنولوجيا المستقبل المستدامة، واستشراف وتصميم مفاهيم جديدة للعمل الرقمي الحكومي ذي الأثر الإيجابي على المجتمع. وبدعم من «مايكروسوفت» و«سيرفيس ناو» شريكي تكنولوجيا الحكومات، في منصة تجمع القيادات الحكومية لتبادل التجارب والاطلاع على أفضل الممارسات في تعزيز الجاهزية والتنافسية الرقمية لحكومة دولة الإمارات. وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي. وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، أن خلوة الجاهزية الرقمية تمثل لقاء استثنائياً يجمع الوزراء والمسؤولين الحكوميين وقادة التحول الرقمي، والشركاء الاستراتيجيين من القطاع الخاص، ونخبة العقول والخبرات الحكومية من مختلف إمارات الدولة، وتمثل جهداً وطنياً تكاملياً هادفاً لتعزيز الجاهزية الرقمية الحكومية ومنظومة العمل الحكومي. مشيراً إلى أن هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، تواصل قيادة هذا التحول بمنهجية واضحة ونتائج ملموسة تعكس جاهزية دولة الإمارات الرقمية. وقال ماجد المسمار: إنه تم ربط جميع الجهات الاتحادية بالشبكة الاتحادية (FEDNet)، وتفعيل أكثر من 1500 تكامل رقمي حكومي عبر الرابط الحكومي للخدمات، ما أتاح تنفيذ أكثر من 2.6 مليار معاملة رقمية حتى الآن، كما أسهمت الهوية الرقمية الوطنية في تخطي عدد المستخدمين 11 مليوناً. وإصدار 20 مليون وثيقة رقمية ومشاركة 12 مليون مستند إلكتروني رسمي، بينما قدّم المساعد الحكومي الذكي في عام واحد إجابات على أكثر من 500 ألف استفسار بدقة فاقت 99.7%، وبأسلوب بشري يعكس فهماً حقيقياً لاحتياجات المتعامل. مشيراً إلى أن الهيئة تنجز أكثر من 7 ملايين معاملة يومياً، بما يعادل أكثر من 200 مليون معاملة شهرياً بحسب إحصائيات أبريل 2025، ومن بين المعاملات نحو 5 ملايين معاملة يومياً تتم من خلال الربط الإلكتروني مع أكثر من 292 جهة حكومية وخاصة. وكشف الكويتي عن إطلاق مبادرة وطنية جديدة تهدف إلى كشف الثغرات الأمنية في الأنظمة الرقمية في جميع المؤسسات بشكل استباقي من خلال التنبؤ بها، مؤكداً أن هذه المبادرة تشمل أيضاً الجهات التي تسجل نسب امتثال مرتفعة لمعايير الأمن السيبراني. وأوضح أن المبادرة تعتمد على مبدأ الاستباقية، وتعنى برصد ما يعرف بـ«ثغرات اليوم الصفري – Zero Day». والتي قد لا تكتشف رغم الامتثال الكامل، وتهدف هذه الخطوة إلى دعم أمن الأصول الرقمية للدولة وضمان تحصينها من أي اختراق محتمل، من خلال شراكات فاعلة مع عدد من الجهات الوطنية المتخصصة في المجال الأمن السيبراني. وقال خالد مرشد، الرئيس التنفيذي لـ«إي آند إنتربرايز»: إن تجربة الإمارات أثبتت قدرة المؤسسات المحلية على تحقيق الريادة العالمية في التحول الرقمي؛ بفضل الرؤية الاستباقية للقيادة والاستثمار في الشراكات والمواهب، مشددا على أن التكاملَ بين الحكومات والمؤسسات ضرورة لبناء بنى تحتية ذكية قادرة على مجاراة تسارع الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الربط الإلكتروني مع جهات حيوية مثل الهيئات الجمركية، والمصرف المركزي، وهيئة الهوية والجنسية كان له دور محوري في تسهيل إجراءات المعاملات الضريبية. وأضاف: منذ تطبيق النظام الضريبي، أنشأنا ربطاً مباشراً مع الجمارك، مما سهّل كثيراً عمليات دخول وخروج البضائع، كما قمنا بالربط مع المصرف المركزي لتيسير عمليات سداد الضرائب من قبل الشركات. حيث يتم تخصيص رقم IBAN لكل مكلف يتيح له تحويل الدفعات الضريبية آلياً، وفيما يتعلق بخدمة استرداد ضريبة القيمة المضافة للسياح، أكد البستاني أن دولة الإمارات تقدم أحد أفضل الأنظمة عالمياً في هذا المجال. موضحاً أن النظام يتيح ربطاً إلكترونياً فورياً ببيانات الزوار منذ دخولهم الدولة وحتى مغادرتهم، ما يمكّنهم من استرداد الضريبة في غضون دقائق دون الحاجة لأي إجراءات ورقية أو تقليدية. واستعرض الدكتور البستاني مبادرة «مسكن المواطن»، التي جاءت استجابةً لملاحظات المواطنين حول الإجراءات الضريبية المتعلقة ببناء المسكن الأول. ومحمد الزرعوني، نائب المدير العام لقطاع الحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية. وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، أن خلوة الجاهزية الرقمية تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التكامل الرقمي، وصناعة مستقبل حكومي أكثر ذكاءً ومرونة. مشيراً إلى أن مشاركة الدائرة في الخلوة تمثّل ترجمة فعلية لرؤية تستهدف الانتقال من الطرق المتفرّقة إلى المسار الواحد عبر استراتيجية رقمية تنبض بروح الإمارة وقيَمها، وتخدم الإنسان أولاً. وقال الشيخ سعود بن سلطان القاسمي: «نعمل على ترسيخ المرونة المؤسسية الشاملة، حيث تتحوّل المبادرات إلى منظومات، وتصبح الغاية هي البوصلة، وذلك عبر إرساء بنية تحتية ذكية تتكامل بسلاسة مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية والخاصة، بما يسهّل رحلة المتعامل؛ فهو الحكم في نهاية الأمر. كما نؤمن بأن التحوّل الحقيقي توجّهه قيادة تستشرف وتُحدث فرقاً في مجتمع لا يُقاس إلا بما يُنجز وما يُحدث من أثر. نسعى لأن نرسّخ الذكاء والتفكير الاستباقي في العمل الحكومي، وأن نحوّل طموحاتنا الرقمية إلى أثر ملموس يشعر به كل فرد في الدولة. وهذه ليست رحلة نخوضها وحدنا، بل فرصة لنتعلّم من بعضنا، ونتكامل لنرسم معاً ملامح مستقبل رقمي رائد يُحتذى عالمياً». وأضاف: «في الفضاء الرقمي المتسارع، بات الذكاء الاصطناعي ليس خياراً ثانوياً، بل أداة رئيسية لتلبية الاحتياجات المتطورة لمجتمعات المستقبل. ولذلك نسعى في دائرة التمكين الحكومي التي تتولى تنفيذ «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 – 2027» لأن نكون أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم بحلول عام 2027»، فالاستراتيجية تعد مساراً واضحاً ومتكاملاً نحو نموذج عالمي من الحكومة الرقمية المدعومة بالحوسبة السحابية السيادية والبنية التحتية المتطورة». هذه الخلوة تتناغم بشكل جوهري مع قناعاتنا في دبي الرقمية بأن العمل المشترك هو أحد أهم أسرار النجاح في عصر التحولات الرقمية المتسارعة والتقنيات المتقدمة ولا سيما في ظل ما نراه اليوم من انتشار سريع للذكاء الاصطناعي والتقنيات الافتراضية وإنترنت الأشياء وغيرها». وتطرق إلى منظومة التحديات والفرص التي سيحملها التحول الرقمي للحكومات والمجتمعات، والحلول المبتكرة الكفيلة بتوظيف مخرجات هذه المرحلة في إعادة تصميم العمل الحكومي وتعزيز جاهزيته الرقمية والتكنولوجية. مسرعات التحول الحكومي»، بحثت أثر عصر الذكاء الاصطناعي، في تحويل العلاقة بين الحكومات ومقدمي التكنولوجيا من عقود توريد إلى شراكات استراتيجية عميقة تُشكل جوهر الحوكمة. أما شركة «بيرسايت» فنظمت ورشة عمل تناولت خلالها موضوع قيادة التغيير من خلال تعزيز التحول الرقمي في مجالات العمل الحكومي. وبحث مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة إي آند الإمارات، في جلسة بعنوان «إعادة البناء الرقمي»، ما تتطلبه المرحلة المقبلة من تحسين النظم القائمة، وإعادة بناء عملية التحول الرقمي بطريقة جذرية. وتناول الأسباب التي تجعل الثورة الرقمية الحالية بحاجة إلى نظرة جديدة في مجالات البنى التحتية الرقمية والمنصات والخدمات في الحكومات والمؤسسات. واستعرض خالد مرشد، الرئيس التنفيذي لـ«إي آند إنتربرايز» مواضيع تعزيز التحول الرقمي، وإعادة تصور البنية التحتية، عبر منظومات رقمية ذكية، آمنة وقابلة للتوسع، وتناول تطبيقات عملية للحكومات مثل منصات البيانات الموحدة، والبنية التحتية القائمة على الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي. واختتمت خلوة الجاهزية الرقمية بجلسة حوارية رئيسية، بعنوان «الطيران والفنادق والمصارف مصدر إلهام للحكومات: ماذا بعد؟»، تحدث فيها عادل الرضا نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، وتوماس ماير الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا. واستعرض المتحدثون التطورات التي شهدتها الخدمات بعد وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2013، معياراً جريئاً للعمل الحكومي، حين قال سموه: «أريد حكومةً تُرحّب بالضيوف كالفنادق، وتعمل على مدار الساعة كشركات الطيران». وتناول المتحدثون تجارب شركاتهم في الحفاظ على استدامة التطوير في الخدمات في قطاعي الطيران والضيافة والمصارف، من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في تصميم تجربة المتعاملين، والتخصيص الرقمي، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، والخدمة على مدار الساعة، واستعرضوا تجاربهم الناجحة في تقديم خدمات استثنائية، ودور الرقمنة في تطوير خدمات محورها المتعامل وهدفها تسهيل حصوله على الخدمة والارتقاء بجودة حياته. وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت في بناء منظومة رقمية طموحة خلال العقود الثلاثة الماضية، أسهمت في تعزيز ريادتها في مؤشرات التنافسية العالمية، إذ حلت الدولة في المركز الرابع عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، وحققت المركز الحادي عشر عالمياً في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، ومؤشر التنافسية الرقمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.