
هل تكشف الجينات الوراثية الأساس البيولوجي لفرق الأعراق بين البشر؟ #عاجل
في الوقت الذي انتقد فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، معهد 'سميثسونيان' البحثي، واتهمه بنشر 'أيديولوجيا مناهضة لأمريكا'، يستعرض آدم رذرفورد في هذا التقرير ما كشفه علم الوراثة عن مفهوم العرق البشري.
يقول رذرفورد، وهو محاضر في علم الوراثة في كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة، ومقدم برامج في بي بي سي ومؤلف كتاب 'كيف تجادل عنصرياً'، الذي يتناول تاريخ ومفاهيم العرق من منظور علمي، إنه عندما كشف العلماء عن مشروع الجينوم البشري قبل خمسة وعشرين عاماً، بدا الأمر وكأنهم وضعوا نهاية حاسمة لبعض الأساطير القديمة ذات الصلة بالعرق، بعد أن قدم المشروع دليلاً دامغاً على أن التصنيفات العرقية لا تستند إلى أي أساس بيولوجي، بل إن التنوع الوراثي بين أفراد المجموعة العرقية نفسها كبير مقارنة بالتنوع داخل المجموعات الأخرى، وبهذه الطريقة أثبت المشروع أن مفهوم العرق هو بناء اجتماعي محض.
وعلى الرغم من هذه النتيجة المهمة، التي عزز صحتها استمرار التقدّم في علم دراسة الجينوم البشري، فإن مفهومي العرق والإثنية لا يزالان يُستخدمان على نطاق واسع لتصنيف البشر كمجموعات بيولوجية متمايزة، وهذه التصورات لا تقتصر على المنشورات التي تقدم محتوى غير علمي على منصات وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل تسللت إلى ميادين البحث العلمي وأنظمة الرعاية الصحية.
لكن ما يعد أكثر إثارة للقلق هو تسلل مثل تلك المفاهيم إلى أروقة الحكومات.
لم يُخفِ ترامب وإدارته معارضتهما لعدد كبير من الرؤى العلمية. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، اتخذ الرئيس الأمريكي قرارات تقضي بخفض شامل لتمويل الأبحاث العلمية المتعلقة بالطب الحيوي وتغيّر المناخ، كما وجّه انتقادات، خلال أمر تنفيذي مؤخراً، لما يعد اليوم من المسلّمات البيولوجية لدى معظم العلماء.
وحمل الأمر الرئاسي الذي وقّعه ترامب عنوان 'استعادة الحقيقة والعقلانية إلى التاريخ الأمريكي'، وقد استهدف معرضاً فنياً في متحف الفنون الأمريكية بمجموعة 'سميثسونيان' البحثية، أقيم تحت عنوان 'شكل السلطة: قصص عن العرق والنحت الأمريكي'.
وجاءت خطوة ترامب ضمن مساعٍ أوسع نطاقاً تهدف إلى إعادة تشكيل الثقافة الأمريكية من خلال إزالة 'الأفكار غير اللائقة أو المثيرة للانقسام أو الإيديولوجيا المناهضة للولايات المتحدة' من متاحف المعهد. ونصّ الأمر التنفيذي: 'لابد أن تكون المتاحف في عاصمة أمتنا أماكن يقصدها الأفراد للاستفادة من المعرفة، لا لسماع خطابات أيديولوجية أو روايات تثير الانقسام وتشوه تاريخنا المشترك'.
كما تضمن النص انتقاداً للمعرض باعتباره يروّج فكرة مفادها أن 'العرق البشري ليس حقيقة بيولوجية، بل بناء اجتماعي'، مشيراً إلى أن 'العرق هو اختراع بشري'، ووصف الأمر الرئاسي المعرض بأنه مثال على تحوّل 'ضار وقمعي' في السردية التي تجسّد القيم الأمريكية.
هذه اللحظة تبعث القلق والانزعاج لأمثالي من المتخصصين في تاريخ علم الوراثة والعرق البشري.
المشكلة هنا هي أن الجملة المقتبسة من 'سميثسونيان' صحيحة تماماً، ولا تُعد مثاراً للجدل لا في المجال العلمي ولا التاريخي.
إن التنوع البشري حقيقة بالطبع، فالناس يختلفون عن بعضهم البعض، ونستطيع ملاحظة هذه الاختلافات في لون البشرة، ولون الشعر وملمسه، وفي سمات جسدية أخرى، وهذه الاختلافات تتجمع في مناطق مختلفة في شتى أرجاء العالم، فالأشخاص من نفس المنطقة الجغرافية عادة ما تتشابه ملامحهم أكثر من الأشخاص القادمين من مناطق أخرى، وهذه حقيقة بديهية.
كانت هذه السمات، خلال القرن الثامن عشر، المحدد الرئيسي لوضع تصنيف جديد للبشر باستخدام مصطلحات علمية مفترضة. ويُنسب الفضل إلى عالم النبات السويدي، كارل لينيوس، باعتباره رائد البيولوجيا الحديثة، لأنه وضع نظام تصنيف لا نزال نستخدمه حتى اليوم، ألا وهو الجنس والنوع.
نحن من نوع يُطلق عليه مصطلح 'هومو سابيانس Homo sapiens' أي (الإنسان العاقل)، بيد أن لينيوس طرح نوعاً آخر من التصنيف في مشروعه العلمي حدده بناء على السمة البشرية الأكثر وضوحاً وهي لون البشرة.
صنّف لينيوس البشر إلى أربعة أنواع، استناداً إلى القارات: الآسيوي، وهم الأشخاص ذوو 'البشرة الصفراء' والشعر الأسود الناعم، والأمريكي، وهم السكان الأصليون في الأمريكيتين ذوو 'البشرة الحمراء' والشعر الأسود الناعم أيضاً، والأفريقي، وهم الأشخاص ذوو 'البشرة السوداء' والشعر المجعد، والأوروبي، وهم الأشخاص ذوو 'البشرة البيضاء' والعيون الزرقاء.
وقد تبدو هذه التسميات سخيفة، فحتى لو أخذنا وجهة النظر الخاطئة التي تفترض أن ملايين الأشخاص يشتركون في نفس درجات لون البشرة حتى ضمن تلك الفئات، فإن الألوان نفسها غير دقيقة، لكن جذور التصنيفات العرقية التي نستخدمها اليوم لا تزال موجودة في هذه المسميات.
كما أن بعض هذه المصطلحات أصبحت غير مقبولة اجتماعياً وتوصف بأنها تنطوي على 'عنصرية'، وعلى الرغم من ذلك، لا نزال نستخدم مصطلحي 'الأسود' و'الأبيض' لوصف ملايين الأشخاص، رغم أنه لا أحد منهم يمتلك بشرة سوداء أو بيضاء بالفعل.
حتى وإن كان هذا التصنيف القائم على أساس لون البشرة دقيقاً، فإن أوصاف لينيوس الأصلية بدأت فقط بالسمات الجسدية، لكن ما أضافه في مشروعه العلمي لاحقاً، أصبح الأساس لما أُطلق عليه العنصرية العلمية وتجسيداً للسلوكيات، إذ وُصف الآسيوي بـ'الغرور، والجشع، والحكم بالآراء'، ووصف الأمريكي بـ'العناد، والحماسة، والتنظيم بالعادات'، ووصفت الأفريقيات بأنهن 'لا يخجلن'، أما كلا الجنسين من إفريقيا فوصفا بـ 'الدهاء، والكسل، والحكم بالأهواء'، أما الأوروبي فوصف بـ'اللطافة، والذكاء الحاد، والابتكار، والاحتكام بالقوانين'.
وعند دراسة التاريخ لابد أن نتحلى بالحذر في الحكم على أشخاص في الماضي وفقاً لمعاييرنا الحالية، لكن بالنظر إلى المعيار الذي وضعه مؤسس البيولوجيا الحديثة، والقائم على تصنيف البشر، فهو معيار سخيف، وعنصري، والأهم من ذلك، معيار يتسم بالهرمية، يترك أثراً لا يُمحى خلال قرون.
فعلى مدار 200 عام، سعى العديد من العلماء إلى تحسين هذه التصنيفات باستخدام مقاييس جديدة، بما في ذلك التفسيرات غير العلمية التي اعتمدت مقياس الجماجم المعروف بالـ 'قرانيومتري'، وهو فرع من فروع علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) استُخدم في الماضي لقياس حجم وشكل الجمجمة، بهدف دراسة الفروق بين الجماجم البشرية، وعلى الرغم من ذلك، لم يتوصلوا إلى إجابة نهائية بشأن عدد الأعراق الموجودة.
فالسمات التي كان يستعين بها العلماء لم تكن ثابتة، كما أنها لم تكن فريدة وحصرية لتمييز مجموعة معينة من الأشخاص، وأصبحنا نطلق على هذه الأيديولوجية 'الجوهر العرقي'، بيد أن جميع المحاولات التي اعتمدت على هذا التصنيف كانت تضع الأوروبيين البيض في مرتبة متفوقة على الجميع.
كان عالم الأحياء، تشارلز داروين، هو أول من بدأ تحليل وتفكيك هذه الأفكار، معترفاً في كتابه 'نشأة الإنسان'، الصادر عام 1871 بأن هناك استمرارية وتشابه في السمات التي تصنّف الأشخاص إلى أعراق بشرية معينة، ومع بداية القرن العشرين، دخلت البيولوجيا الجزيئية إلى الميدان العلمي، وبدأ عصر علم الوراثة في تفكيك المفهوم البيولوجي للعرق البشري.
واكتشفنا، بحلول الوقت الذي بدأنا فيه دراسة كيفية انتقال الجينات في العائلات والمجتمعات، أن هناك تشابهات بالفعل داخل مجموعات، بيد أن هذه المجموعات لا تتطابق مع المحاولات القديمة لتصنيف الأعراق، فالمعيار الحقيقي لاختلافات البشر هو الجينات.
وعندما بدأنا، في القرن العشرين، بمعرفة التسلسل الجيني للإنسان، ورصد كيفية تشابه واختلاف الأشخاص في الحمض النووي، توصلنا إلى أن المصطلحات المستخدمة على مدار قرون لم تكن لها أي علاقة بالعوامل الجينية الأساسية وراء اختلاف البشر.
حتى وإن كان هناك فرق بسيط في الحمض النووي بين الأفراد، إلا أن الجينوم واسع ومعقد إلى درجة كبيرة، على نحو يخلق تنوعاً هائلاً، فعلى سبيل المثال لا يزال علماء الوراثة يعملون على فهم كيفية تأثير هذه الاختلافات على صحة الأشخاص، بيد أن تلك الاختلافات الجينية لا تنقسم وفقاً لما نطلق عليه العرق البشري، بل تتبع مسارات الأسلاف، ويمكن أن تختلف تبعاً للموقع الجغرافي، بل يمكن تتبعها عبر أنماط الهجرة التاريخية.
وما نعرفه حالياً هو وجود تنوع جيني أكبر لدى الأشخاص من الأصل الأفريقي الحديث مقارنة ببقية سكان العالم مجتمعين، فعلى سبيل المثال، إذا أخذنا شخصين من إثيوبيا وناميبيا، فإنهما سيكونان مختلفين من الناحية الجينية على مستوى أكبر مقارنة بالنسبة لشخص أوروبي أبيض، أو شخص ياباني، أو هندي، ويشمل ذلك الجينات المرتبطة بلون الجلد.
وعلى الرغم من ذلك، ولأسباب تاريخية، لا نزال نشير إلى الإثيوبيين والناميبيين تحت تعريف العرق 'الأسود'، أو خذ مثلاً الأمريكيين من أصول أفريقية، الذين ينحدرون بشكل كبير من الأفارقة الذين خضعوا لاستعباد، إذ تظهر دراسة تسلسل الجينوم للأمريكيين من أصول أفريقية، بصمات تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي.
ولم يقتصر الأمر على اختلاطهم بالأصل الجيني مع عدد قليل من دول أفريقيا الغربية، التي أُخذ منها أسلافهم، بل اختلطوا أيضاً على نحو كبير مع الحمض النووي الأوروبي الأبيض، وهذا يعكس حقيقة أن مالكي العبيد كانوا يقيمون علاقات جنسية، العديد منها لم يكن بالتراضي، مع أشخاص مستعبدين.
بناء على ذلك لا يتفق التصنيف البسيط لأحفاد الأشخاص المستعبدين على أنهم 'سود' مع الحقائق البيولوجية، بل هؤلاء الأفراد يتسمون بالتنوع الجيني في حد ذاتهم ومختلفون عن أسلافهم الأفارقة الذين ينحدرون منهم، كما أن وضعهم في فئة واحدة ليس منطقياً من الناحية العلمية.
لذا لا نزال نستخدم مصطلح 'الأسود' من خلال الإجماع، والتاريخ، وهذا هو المقصود بالبناء الاجتماعي. فمفهوم العرق ليس له فائدة كبيرة في التصنيف البيولوجي، لكن له أهمية كبيرة على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، إذ تمثل البنى الاجتماعية الطريقة التي يعمل بها العالم، فعلى سبيل المثال المال والوقت هما أيضاً بناءان اجتماعيان، فقيمة الجنيه أو الدولار تتحدد وفقاً للاتفاق على السلع والخدمات، والوقت يمضي بلا توقف، لكن الساعات والدقائق هي وحدات عشوائية بشكل كامل.
وبناء على ذلك، وعلى الرغم من أن العرق ليس له معنى بيولوجي، إلا أن له نتائج بيولوجية ذات أهمية، فتأثير معظم الأمراض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفقر، وبما أن الأشخاص من أصول عرقية أقلية ينتمون إلى أدنى مستويات الوضع الاجتماعي والاقتصادي، فإن الأمراض تؤثر عليهم بشكل أكبر، وهذا الأمر صحيح على نطاق واسع، وقد ظهر مبكراً خلال جائحة كوفيد-19، إذ كان الأشخاص من أصول أفريقية، وآسيوية جنوبية، وفي أمريكا من أصول إسبانية، هم الأكثر تأثراً بالإصابة بالفيروس والوفاة.
هذا ما دفع وسائل الإعلام إلى البحث عن سبب يعزز النسخة البيولوجية من العرق، وفي بعض الأحيان كانت تركز على عملية أيض فيتامين د، التي ترتبط بإنتاج الميلانين، ولها تأثيرات على العدوى الفيروسية، وأظهرت بعض الدراسات أن تراجع مستويات فيتامين د كان يرتبط بزيادة القابلية للإصابة بفيروس كوفيد-19 بين الأشخاص من أصول أفريقية، إلا أن هذا يعد ارتباطاً وليس سبباً.
فبينما كان العديد منا في حالة انعزال بسبب الجائحة، كان العاملون في الخطوط الأمامية في خدمات الرعاية الصحية، والأشخاص الذين كانوا يتولون إزالة القمامة، وقيادة الحافلات، هم الأكثر احتمالاً أن يكونوا من الأقليات العرقية، وكانوا ببساطة أكثر عرضة للتعرض للفيروس والإصابة به، لذا في حالة دمج ذلك مع حقيقة أن الفئات العرقية الأقلية تعيش غالباً في مساكن حضرية ذات كثافة سكانية عالية، فإن القابلية البيولوجية المزعومة تتلاشى.
لذا كان للجينات دورها الحاسم في تفكيك التبرير العلمي لفكرة العرق وفهم العنصرية نفسها، وهذا هو السبب في أن البيان الأخير الذي أصدره البيت الأبيض تحت إدارة ترامب مثير لقلق العديد من أفراد المجتمع العلمي، لاسيما وأن ترامب يتحدث دوماً عن مفاهيم جينية لتوظيفها في سياقات سياسية، ففي إحدى الآراء قال إن بعض الأشخاص، ومنهم هو بالطبع، يتفوقون جينياً.
وقال في سبتمبر/أيلول 2020 خلال تجمع في ولاية مينيسوتا، التي يمثل البيض ما يزيد على 80 في المئة من تعداد سكانها: 'أنتم لديكم جينات جيدة، أتعلمون ذلك؟ الكثير من هذا يتعلق بالجينات، أليس كذلك؟ أنتم لديكم جينات جيدة في مينيسوتا'.
وبالمثل، خلال حملته الانتخابية في عام 2024، انتقد ترامب المهاجرين معتبراً أن لديهم 'جينات سيئة'، لذا يصعب على أي شخص يدرس الجينات أن يفهم ما المقصود بـ 'الجين السيئ' أو 'الجين الجيد' الذي تحدث عنه ترامب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 7 ساعات
- النهار
ترامب يتباهى بـ"تحرير" الجيش من نظريات الجنس والعرق
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت بما قام به لجهة "تحرير" القوات المسلحة من تأثير النظريات المتعلقة بالنوع الاجتماعي أو عدم المساواة على أساس العرق، ووصفها بأنها "مصادر إلهاء" للجيش عن "مهمته الأساسية المتمثلة في تدمير أعداء أميركا". اثر عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، وقع ترامب أمرا تنفيذيا يعلن أن برامج وسياسات التنوع والمساواة والإدماج التي تعزز تكافؤ الفرص "غير قانونية"، فضلا عن أمر آخر يمنع المتحولين جنسيا من الالتحاق بالجيش. وقال ترامب في حفل تخرج في أكاديمية وست بوينت العسكرية المرموقة بالقرب من نيويورك: "نعمل على إزالة عوامل الإلهاء ونُعيد تركيز قواتنا المسلحة على مهمتها الأساسية المتمثلة في تدمير أعداء أميركا". وأضاف أن "مهمة القوات المسلحة الأميركية ليست تنظيم عروض دراغ (لرجال يرتدون ملابس نسائية) ولا نشر الديموقراطية بقوة السلاح". وانتقد بذلك الإدارات السابقة الجمهورية والديموقراطية خلال الاعوام العشرين الماضية، لا سيما بسبب التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق. وأكد الرئيس الجمهوري واضعا قبعة حمراء تحمل شعاره "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، أن "مهمة القوات المسلحة هي القضاء على أي تهديد لأميركا، في أي مكان، وفي أي وقت". وقال: "حررنا قواتنا من تعاليم سياسية مهينة ومثيرة للانقسام". وأضاف: "لن تُفرض بعد الآن نظرية العرق النقدية أو مبدأ +التحول الجنسي للجميع+ على رجالنا ونسائنا الشجعان في الجيش، أو على أي شخص آخر في هذا البلد". ونظرية العرق النقدية هي تخصّص يدرس تأثير عدم المساواة على أساس العرق، على عمل المؤسسات الأميركية. وسمحت المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة لإدارة ترامب موقتا باستبعاد المتحولين جنسيا من الجيش، في انتظار قرار لاحق بشأن هذه القضية. وتحدث ترامب قبل ثلاثة أسابيع من العرض العسكري الذي أمر بإقامته للاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس القوات المسلحة الأميركية في 14 حزيران/يونيو، والذي يصادف عيد ميلاده التاسع والسبعين.


المنار
منذ 7 ساعات
- المنار
الفصائل الفلسطينية في سوريا… كيف شكّلت احدى المفاتيح نحو إقرار واشنطن رفع العقوبات؟
في البيت الأبيض يجري تحضير 'خارطة طريق' لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تنفيذاً لما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 13 أيار/مايو بعد وساطة السعودية، وهو ما تضمن البدء بإعفاءات قصيرة الأجل، على أن يرتبط التقدم في تخفيف العقوبات ورفعها التام بشروط أساسيّة جددتها الإدارة الأمريكية، من ضمنها: 'تفكيك الجماعات الفلسطينية المسلحة في سوريا' إلى جانب الانضمام لاتفاقات 'أبراهام' وتسلُّم سجون 'داعش' الواقعة تحت سيطرة قسد. قُبيل إعلان ترامب وقف العقوبات بحق سوريا، شهدت الإدارة الأمريكية انقساماً حول كيفية التعاطي مع الإدارة السورية الجديدة. ففي حين ذهب المستوى العسكري لتصعيد الخطاب ضدها، كان المستوى السياسي يمضي في مدّ جسور التفاهم مع الإدارة عبر أول زيارة أمريكية لسوريا التقى فيها أحمد الشرع، قبل أن ينصِّب نفسه رئيساً للبلاد، مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف فيما بدا أن الشرع أكثر قرباً من تلبية الشروط الأمريكية بدقة، ولا سيما في ملف الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تواجه واقعاً جديداً يتماهى مع المشروع 'الإسرائيلي' في المنطقة ككل. بالرغم من ذلك، يصطدم ذلك الواقع بتحديد طبيعة الجماعات التي تصنّفها الولايات المتحدة كـ 'إرهابية'، وكيفية إعلان إبعادها، بحسب ما تذهب إليه وكالة 'أسوشتييد برس'. في هذا التقرير، نستعرض معلومات خاصّة حصل عليها موقع المنار حول واقع الفصائل الفلسطينية في سوريا، وبعض الإجراءات التي تعرّضت لها هذه الفصائل في ضوء 'الاستحقاقات' المُلحّة التي ترى دمشق في تحقيقها خطوة نحو 'شرعية السلطة المشروطة'. في الثالث من أيار/مايو أقدمت السلطات السورية على اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، لأسباب لم يُعلن عنها حتى اللحظة، قبل أن يتم إطلاق سراحه بوساطة قادتها حركة 'حماس' عبر خالد مشعل. وتولت الحركة ايضاً ملف تنسيق التواصل بين دمشق وبقية الفصائل بعد سقوط النظام، علماً أن الجبهة قد فككت معسكراتها بعد ذلك. في ذات السياق، جرى قبل ذلك اعتقال مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي خالد خالد، ومسؤول العمل التنظيمي ياسر الزفري، بعد عودتهم من العراق، بحسب مصادرنا، وكانت الحركة قد طالبت في بيان لها 'بالإفراج عنهم' مشيرةً إلى عدم اتضاح أسباب اعتقالهم. جاءت هذه التطورات بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدمشق، والاتفاق على نقاط لم يُعلن عن معظمها، في حين دلّت عليها إجراءات السلطات السورية بحق الفصائل بعد تلك الزيارة. وبحسب مصادرنا، تضمن اللقاء عرضاً لبيع ممتلكات 'منظمة التحرير الفلسطينية' لسوريا وتسليمها إياها. هذا وتضيف المصادر، أن وجود حركة الجهاد الإسلامي في سوريا مشروط بانضمامها لمنظمة التحرير، وهو ما رفضته الحركة مباشرةً. فيما يخص حركة 'فتح الانتفاضة' المنشقة عن 'فتح'، داهمت قوات 'الأمن العام' في وقت سابق منزل 'أبو حازم زياد الصغير'، وحققت معه فترة 3 ساعات بعد أن صادرت مكتبه في ساحة التحرير بدمشق، واستحوذت على وثائق بحوزته، قبل إصدار اللجنة المركزية للحركة قراراً بإنهاء مهامه، ليليها بعد ذلك إعلانه هو بنقل الأمانة العامة للحركة إلى بيروت. ويصف المصدر تعرّض الحركة لـ 'هزة كبيرة' إثر الإجراءات التي تعرضت لها. وفي سياق المسلسل نفسه، لم تعتبر الإدارة السورية الجديدة تنظيم الصاعقة – البعثيين الفلسطينيين خطراً، وهذا ما أرجعته لعدم تواجد أمينه العام 'محمد قيس' على رأس المسؤولية أيام معارك مخيم اليرموك. مع ذلك صادرت مكاتب التنظيم وأمواله وطالبت بإعادة تشكيله بعد إعلان حل حزب البعث ومصادرة أصوله، إلى أن وصل الأمر، بحسب مصادرنا الخاصة، لإلغاء اسم 'البعث' من معرّفات التنظيم الرسمية وفصل أمينه العام 'محمد قيس' ونقل مقر الأمانة العامة لرام الله لتكون جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يعني، القبول بعملها في سوريا وفق الشروط التي اتفق عليها عباس – الشرع في لقائهما. ويفيد مصدر مطّلع أنّ السلطات السورية حققت مع د.طلال ناجي ثلاث مرات ووضعته تحت الإقامة الجبرية في منزله قبل اعتقاله في أيار/مايو الجاري، دون أن يُستبعد ترحيله من سوريا، في حين سلّمت الجبهة معسكراتها، وتتحضّر لإمكانية مصادرة مستشفى تعود أصوله لها. مع جبهة النضال الشعبية، كان الموقف أقل تشدّداً، بعد وساطة أدّاها مشعل للتنظيم، لكن ذلك كان قبل شباط/فبراير الماضي، إذ صودر منزل الأمين العام للجبهة 'خالد عبد المجيد'، إضافةً للمكتب المركزي للجبهة في دمشق ومثيله في مخيم اليرموك، قبل إعادة افتتاح المكتب المركزي في المزرعة بدمشق، ألحقته السلطات بطلب تقدَّم للمكتب السياسي للجبهة، يتضمن فصل الأمين العام، لكن الأخير كان قد قدّم استقالته وأحالَ الأولوية للجنة الجبهة في دمشق وبيروت.

المركزية
منذ 8 ساعات
- المركزية
المبعوث الأميركي إلى سوريا يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات
أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا أنه التقى الرئيس السوري الانتقالي في اسطنبول السبت بعد رفع العقوبات الأميركية على دمشق. وقال السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك في بيان "التقيت اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في اسطنبول لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء لفتح الطريق للسلام والازدهار في سوريا". وأضاف باراك "أكدت أن رفع العقوبات عن سوريا من شأنه أن يحافظ على هدفنا الأساسي - الهزيمة الدائمة لداعش - ويقدم للشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل". وأشاد المبعوث الأميركي أيضا بالرئيس السوري "للخطوات الملموسة التي اتخذها لتنفيذ توصيات الرئيس ترامب في ما يتعلق بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتدابير الرامية إلى مكافحة داعش، والعلاقات مع إسرائيل، والمخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا". من جهتها، قالت الرئاسة السورية في بيان إن الشرع التقى المبعوث الأميركي في حضور وزير خارجيته أسعد الشيباني. وقام الشرع، يوم السبت، بزيارة إلى اسطنبول التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب إردوغان. ويوم الجمعة، أصدرت الولايات المتحدة رخصة عامة تُتيح تخفيفًا جزئيًا للعقوبات المفروضة على سوريا، وفقًا لما ورد على الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية. دمشق:قرار أميركا برفع جزئي للعقوبات مقدمة لإعادة بناء الدولة وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي، خلال جولة له في الشرق الأوسط، عن عزمه إصدار قرار بإنهاء العقوبات المفروضة على الحكومة الانتقالية السورية، في تحوّل كبير في السياسة الأميركية، سبقه لقاء قصير جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض. وأكدت وزارة الخزانة أن الرخصة لا تسمح بأي تعاملات تعود بالنفع على روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية، وهي من أبرز داعمي النظام السابق. وتهدف هذه الخطوة إلى "إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية"، بما يتماشى مع المصالح السياسية للولايات المتحدة. وتشمل المعاملات المصرّح بها بموجب GL 25: الاستثمارات الجديدة في سوريا، تقديم خدمات مالية وخدمية، والتعاملات المرتبطة بالنفط أو المنتجات النفطية السورية. كما تُجيز الرخصة جميع التعاملات مع الحكومة السورية الجديدة، وكذلك مع بعض الأشخاص المحظورين الذين تم تحديدهم في ملحق خاص بالرخصة.