
الخمور والمخدرات دمار الشعوب والمجتمعات
وليس من نافلة القول التذكير بمقولة شهيرة منسوبة للأديب الفرنسي فيكتور هوغو ،الملقب بشكسبير فرنسا تتحدث عن حرب الأفيون التي شنتها كل من فرنسا وبريطانيا بمساعدة أميركا على الصين ولسبب قد لا يخطر على بال العقلاء خلاصته، أن ' الصين كانت قد حظرت كليا تهريب وتصدير ودخول الأفيون الذي تشرف بريطانيا والتي قيل فيها قديما'إذا رأيت سمكتين تتقاتلان في النهر فأعلم بأن وراء ذلك انكلترا' على زراعته في الهند المجاورة بغية تصديره وتهريبه الى الصين بعد أن تحول أكثر من 120 مليون صيني الى مدمن أفيون حيث لا إنتاج ولا صناعة ولا زراعة ولا تعلم ولا تعليم ، وإنما مجرد مخلوقات خاملة وهائمة وغائبة عن الوعي تتعاطى الأفيون ليلا ونهارا ، سرا وعلانية بإنتظار حتفها لا أكثر، تماما كما فعل القات الذي قضى على مزارع البن في اليمن ،وكما يفعل الكوكايين والهيروين بشعوب أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، وبما يُخشى أن تفعله حبوب الكريستال والكبتاغون'حبة صفر واحد' اضافة الى المخدرات الصناعية والطبيعية بالعراقيين مستقبلا !
وأذكر وفي عام 2003 أني قد يممت وجهي متأبطا أوراقي لإجراء تحقيق صحفي استقصائي تجاه مركز علاج الادمان الدوائي والكحولي في ساحة الأندلس وسط العاصمة بغداد فسألت يومئذ القائمين على ادارة المركز عن نسب المدمنين على المخدرات فكانت الاجابة القاطعة بأنها = صفرا لأن عقوبة الاتجار بالمخدرات كانت الاعدام شنقا حتى الموت، وجل حالات الإدمان في العراق حتى ذلك الحين كانت محصورة بالادمان الكحولي على الخمور بأنواعها ، إضافة إلى إدمان بعض المسكنات والمهدئات المخصصة للامراض العقلية والنفسية وعلاج الفصام والاكتئاب الحاد ، فضلا عن الأدوية التي تحتوي على نسبة من الكحول كالتوسيرام، وبعض المواد الطيارة كالتنر والاسيتون ونحوها ، أما الكرستال، والهيروين ،والكوكايين ، والكراك ، والترياق ،والقات وبقية الحبوب والمهلوسات فهذه لا وجود لها على الاطلاق !
ولعل أغرب ما في كارثة الإدمان الدوائي والكحولي محليا هي تلك الحرب الضروس القائمة اليوم على قدم وساق بين تجار الخمور من جهة ، وبين تجار المخدرات وفي مقدمتها الكريستال والكبتاغون الذي اكتشفه اليابانيون وطوره هتلر كمنشط لجنوده في الحرب العالمية الثانية من جهة أخرى، حيث يتنافس الطرفان ' تجار الخمور والمخدرات ' لتحقيق أعلى قدر من اﻷرباح على حساب الثوابت والقيم والفضيلة والضرورات الخمس التي أوجب الدين الحنيف حفظها من كل عابث ' حفظ العقل ، النفس ، الدين ، المال ، العرض ' ولعل تدمير الضرورات الخمس وما يترتب عليها من آثام لا تحصى هو غايتها ومبتغاها إضافة إلى جني الارباح الفلكية ، ويحاول كل منهما قدر المستطاع كبح جماح اﻵخر وتحجيم تجارته بوسائل شتى .
وألفت إلى أن الاحصاءات الطبية الأخيرة كلها تؤكد بأن 95 % من جرائم الاغتصاب والقتل والتحرش والسلب والنهب والانتحار سببها المسكرات والمخدرات ، ناهيك عن الحوادث المرورية المروعة التي يذهب ضحيتها الآلاف اضافة الى الامراض المستعصية السيكولوجية والفسيولوجية الناجمة عنهما وقلة الإنتاج ، الكسل ،الخمول ، البطالة ، الرسوب ، عقوق الوالدين ، قطيعة الأرحام ،ترويع اﻵمنين ، زد على ذلك حجم الجهود والموازنات المالية الطائلة المبذولة لملاحقة المتعاطين والمتاجرين والمروجين ة ومحاولة علاجهم وإعادة تأهيلهم بعد رحلة إدمان مروعة لأسباب عدة لعل أصدقاء ورفقاء السوء في مقدمتها !
ولا شك بأن البطالة تلعب دورًا مهمًا في هذا المجال،ما يجعل المتعاطي يهرب من واقعه الاجتماعي والاقتصادي المرير إلى الإدمان، فضلًا عن تأثير وسائل الإعلام المشبوهة في الترويج لهذه الظاهرة والضغوطات النفسية والشعور بالملل، والفراغ وعدم القدرة على مجاراة الواقع وتلبية الحاجات ، وقلة الكفاءة وحب المجازفة وغياب الوازع الديني، والتفكك الأسري، فكلها عوامل تدفع باتجاه الإدمان الكحولي والدوائي وإلى تعاطي المخدرات بأنواعها وبالأخص حبوب الكبسلة ولا نغفل عن أصدقاء السوء والمروجين ، فلهؤلاء الدور الأكبر في جر أصحابهم إلى هاوية المخدرات السحيقة.
وفي الختام حسبي أن أذكر بالحديث النبوي الشريف ' كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ' ، مشيرا الى أن إحصائية الصحة العالمية المنشورة على صفحتها الرئيسة كشفت بأنّ ' استهلاك الكحول ينطوي على مخاطر صحية يقتل وعلى نحو ضار 2.5 مليون شخص حول العالم سنويا ، 320 ألفا منهم من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 – 29 سنة، وأن الخمر هو عامل الخطر الرئيس الثالث المسبب للوفاة حول العالم ' فهل من معتبر أو متعظ ؟! اودعناكم أغاتي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 7 أيام
- شفق نيوز
بعملية مشتركة.. اعتقال اثنين من كبار تجار المخدرات شمالي العراق
شفق نيوز - كوردستان تمكنت القوات الأمنية، بالتنسيق بين الأجهزة الاتحادية وإقليم كوردستان، من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على اثنين من كبار تجار المخدرات وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم مؤسسة آسايش إقليم كوردستان، العقيد سلام عبد الخالق، لوكالة شفق نيوز، إنه "بالتنسيق مع المديرية العامة لشؤون المخدرات الاتحادية، تمكنا من إلقاء القبض على تاجرين بحوزتهما كميات كبيرة من المواد المخدرة، بالتعاون مع قوات الأمن الاتحادية". وأوضح أن "العملية أسفرت عن مصادرة 62 كيلوغراماً من المواد المخدرة، كانت موزعة بين الكريستال والماريجوانا"، مشيراً إلى أن "العملية نُفذت شمالي العراق، دون الإشارة إلى تفاصيل إضافية عن الموقع أو هوية المتهمين". وفي السياق ذاته، أعلنت المديرية العامة لشؤون المخدرات الاتحادية، في بيان رسمي، أن العملية جرت ضمن جهد استخباري مشترك بين مديرية شؤون مخدرات الكرخ ومديرية مكافحة مخدرات السليمانية، حيث تم ضبط 41 كيلوغراماً من مادة الكريستال و21 كيلوغراماً من مادة الماريجوانا بحوزة المتهمين. وبينت أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود الأمنية المشتركة الرامية إلى الحد من انتشار المخدرات والاتجار بها، لاسيما في المناطق الشمالية التي تشهد تنسيقاً متزايداً بين الأجهزة الأمنية الاتحادية ونظيرتها في الإقليم".


الأنباء العراقية
٠٢-٠٦-٢٠٢٥
- الأنباء العراقية
بينهم أجانب.. القبض على 10 مسافرين بحوزتهم مخدرات في البصرة وميسان
بغداد - واع أعلنت قيادة قوات الحدود، اليوم الإثنين، عن القبض على (10) متهمين بينهم أجانب بحوزتهم مواد مخدرة في محافظتي البصرة وميسان. وقالت القيادة في بيان، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "ضمن جهود قيادة قوات الحدود في مكافحة تهريب المخدرات ومنع إدخالها عبر المنافذ الحدودية، تمكنت مفارز شرطة جمرك الشلامجة والشيب، التابعة لمديرية شرطة الجمارك في قيادة قوات الحدود، وفي عمليات منفصلة من إلقاء القبض على (10) مسافرين، بينهم (6) أجانب، بحوزتهم مواد مخدرة متنوعة شملت مادة الكريستال، الترياك، والماريجوانا". وأضافت، أنه "جرى تنظيم محاضر ضبط أصولية بحق المتهمين، وإحالتهم مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".


شفق نيوز
٠١-٠٦-٢٠٢٥
- شفق نيوز
مقتل إيراني بإطلاق نار مع الشرطة عند الحدود الألمانية
شفق نيوز/ أفادت وسائل إعلام ألمانية، يوم الأحد، بمقتل إيراني بعد تبادل إطلاق نار مع الشرطة عقب عملية تفتيش للشرطة الألمانية على الحدود مع التشيك. وذكرت الشرطة في منطقة أوبرفرانكن أن أفراد الشرطة حاولوا إيقاف سيارة الرجل البالغ من العمر 47 عاما ضمن عملية تفتيش حدودية داخلية في أقصى شرق ألمانيا على حدود التشيك، إلا أنه هرب سيرا على الأقدام ثم أطلق النار على الشرطة. ورد أفراد الشرطة بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة الرجل بجروح قاتلة ولم تنجح محاولات الإنعاش في إنقاذه ولم يصب أحد من الشرطة. ولم يعرف بعد سبب إيقاف الرجل للتفتيش، ووفقا للشرطة فإنها تجري عمليات تفتيش عشوائية في منطقة الحدود. وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة والادعاء العام الألماني، أن القتيل الإيراني كان يقيم في منطقة مانهايم منذ سنوات عديدة. وجاء في بيان للشرطة والإدعاء، أن "الشرطة تفترض حاليا أن الرجل كان على الأرجح في طريق عودته من رحلة لجلب المخدرات من التشيك، حيث كان بحوزته كمية من مخدر الكريستال (ميث) تقدر بقيمة صغيرة من مئات الغرامات".