
لمحة موجزة من صحافة الكيان: «الخروج قبل أن نغرق أكثر»!
من ترامب إلى كينيدي
قبل أن يتخذ ترامب قراراً بتوجيه ضربة إلى إيران كتب إبراهام تسفي مقالاً بعنوان «الانضمام إلى الحرب؟ معضلة ترامب أكثر تعقيداً مما تبدو عليه» يُوضّح فيه حجم التقارب بين الظروف التي يعيشها ترامب اليوم، وتلك التي عاشها الرئيس جون كيندي أثناء أزمة الصواريخ الكوبية 1962، حينها كان كيندي يفكر بالخيارات المطروحة أمامه على الطاولة، لكنّه كان يخشى عواقب توجيه ضربة جوية لكوبا، وتحديداً بعد أن علم أن الصواريخ هناك جاهزة للإطلاق فوراً، يقول تسفي: «يتردد الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون حالياً فيما إذا كان عليه إرسال قاذفاته الثقيلة لتدمير المنشأة المحصّنة في فوردو، وإلحاق ضرر كبير بالمشروع النووي الإيراني، وهذا التردد الطويل يدل على أنه، خلافاً لصورته النمطية، لا يتصرف بتهوُّر، بل يدرك تماماً تعقيد الموقف». ويشير الكاتب إلى أن ضرب إيران يمكن أن يكون حافزاً لترامب، ففي حال نجح يمكن أن يتحوّل إلى «مهندس النصر على [محور الشر]» بحسب تعبيره، لكن ترامب على يقين بحسب المقال، أن «اختراق منشأة فوردو لا يعني بالضرورة انهيار النظام الإيراني» كما أنّ المضي قدماً في هذا الاتجاه سيخلق «جدلاً حاداً داخل معسكره بين التيار الانعزالي المتمسك بشعار «أميركا أولاً» والمعارض لأي تدخُّل عسكري مكلف في الخارج». ويرى الكاتب: أن ترامب يدرك أيضاً مخاطر التورط في الصراع، وما يعنيه ذلك من «أزمة اقتصادية ومالية ممكنة داخل الاقتصاد الأمريكي نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، وإغلاق ممرات بحرية استراتيجية، وهجمات متوقعة على القواعد الأميركية في العراق».
«كيف نحمي نفسنا من الغرق»!
في قناة N12 العبرية، نشر مقال بعنوان «أن ننهي في الوقت المناسب، كما في لبنان وليس كما في غزة» استعرض فيه الظرف الحساس الذي تعيشه «إسرائيل» وورد فيه: «الزمن ليس زمناً عادياً، والواقع في الولايات المتحدة يتغير أمام أعيننا؛ فالرئيس ترامب محاط اليوم بتيارَين متعارضين في رؤيتهما إزاء مستوى التدخل الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تنتهجه في مواجهة التطورات العالمية. وعلى الرغم من أن هذه الرؤية الأيديولوجية لا تنبع من مشاعر مؤيدة أو معادية لإسرائيل، فإن إسرائيل، باعتبارها حليفة للولايات المتحدة، مرشحة لأن تتضرر بصورة كبيرة جداً من تأثير أصوات المعسكر الانعزالي، فعلى سبيل المثال؛ عقب الهجوم في إيران، استخدم أحد قادة هذا المعسكر تعبير «يجب التخلي عن إسرائيل (Drop Israel) « في نداء إعلامي مباشر إلى الرئيس».
وعرض أن القيادة الصهيونية ستكون ملزمة بذلك أن تختار الوقت المناسب لإيقاف الحرب، لتكون أقرب إلى الحرب في لبنان منها إلى الحرب في غزّة، وعرض كتاب المقال عاموس يادلين وميخال حطوئيل ثلاثة خيارات أمام «إسرائيل»:
الأول: يعتمد على الاكتفاء بـ «الإنجاز الحالي والسعي لإنهاء الحرب» لكن هذا الخيار يعني فعلياً عدم إنجاز أهداف الحرب، ولذلك عرض الكتاب سلبيات مهمة إذ قالوا: «الإنجازات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى، ولن تُحسّن موقف [إسرائيل] أمام إيران مستقبلاً».
الثاني: يكون التصعيد لتوسيع الإنجاز دون آلية لإنهاء الحرب حالياً، وهو ما يعني «توسيع الضربات على البنى التحتية واستهداف رموز النظام وحتى القيادة المدنية» ما يمكن أن يحقق بحسب المقال: «نصراً كاملاً» لكن لهذا الخيار سلبيات أيضاً أبرزها «ارتفاع وتيرة الضربات على [إسرائيل] وأضرار اقتصادية مستمرة، وإخفاقات عملياتية محتملة، مع ضغوط دولية متوقعة لإنهاء الحرب» لكن السلبية الأبرز هي: أن تتجاوز الحرب الممتدة «النقطة المثلى لإنهائها».
الثالث: والأخير يقوم على تحديد سقف زمني لإنجاز الأهداف وعدم الانجرار إلى حرب طويلة، مع ما يعنيه ذلك من تحقيق أهداف تبدو شديدة الصعوبة يدرك حجمها كتاب المقال، وهم لذلك وضعوا جملة من الشروط، كان أبرزها أن تضمن «إسرائيل» مكاسبها حتى بعد التوصل لتفاهمات لإنهاء الحرب.
من التشدد إلى التحليل الاستراتيجي
ضمن الآراء التي يجري عرضها هناك تيارات متشددة عبّر عنها جوناثان أديري في يديعوت أحرونوت، ووجه دعوة للقيادة في «إسرائيل» إلى عدم الخوف من عواقب الاشتباك وقال: «يثبت التاريخ أن الدول القوية لا تطمح إلى الهدوء. إنها تطمح إلى الاشتباك الدائم والمدروس، لأنه الطريق الوحيدة إلى تطوير القدرات والوصول إلى التفوّق. في العالم الفوضوي والمتغير، التخطيط في المكاتب عبارة عن وهم. فالتفوق يُبنى عبر العلاقة بالواقع بشكل دائم. [إسرائيل] دولة لديها قدرات مذهلة، ولا يمكن أن تسمح لنفسها بترف الخوف. إن عقيدة الامتناع من الاشتباك دفنتنا تحت أنقاض النظرية، أمّا عقيدة الاشتباك، فهي التي تقودنا إلى النصر ويجب الاستمرار فيها في اليوم التالي، بعد تحقيق الإنجازات العسكرية والدبلوماسية في إيران».
قدّم مركز دراسات الأمن القومي، قراءة تحليلية شاملة انطلق فيها من أن إيران ورغم الضربات لا يظهر فيها أي تهديد حقيقي وفوري لاستقرار النظام، بل إن الضربات التي ينفذها جيش الاحتلال تزيد من اللحمة الوطنية، وتزيد الشعور بالتضامن الوطني.
وبحسب المقال الذي نشره المركز، تسعى إيران إلى إيجاد شكل مناسب لإدارة المعركة واستراتيجية الخروج منها، وهنا يرى الباحث أن إيران متمسكة بالخروج مع برنامجها النووي والنظام القائم، هذا فضلاً عن الحفاظ على المنظومات الاستراتيجية الحيوية وتحديداً الصواريخ، ما يعني فعلياً أن تخرج إيران منتصرة.
وعرض مركز الأمن القومي المشهد من منظور «إسرائيل» وقال: إن صناع القرار أمام خيارين: «الاستمرار في المعركة لتعميق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني واستهداف الأصول العسكرية والأمنية الاستراتيجية، مما قد يؤدي إلى مزيد من تآكل قدرات إيران وزعزعة استقرار نظامها» ويحمل هذا الخيار مخاطر كبرى وتحديداً «خسائر بشرية وأضرار بالبنى التحتية [الإسرائيلية]، فضلاً عن احتمال تحوُّل الحرب إلى صراع ممتد أو التوسع في اتجاهات غير استراتيجية، مما قد يُضعف الشعور بالإنجاز، ويُبعد التركيز عن الهدف الأساسي المتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي».
والخيار الثاني: «السعي لوقف إطلاق النار، لكنه قد يعني عدم تحقيق الإنجاز الكامل، خاصة في المجال النووي، حيث من غير المرجح أن تقدم إيران تنازلات جوهرية في هذه المرحلة، نظراً لعدم شعورها بتهديد وجودي لقدراتها الاستراتيجية بعد. لذلك، يتعين على [إسرائيل] أن تستنفد أقصى المكاسب الممكنة قبل وقف القتال لتجنب حرب استنزاف غير مجدية. وفي كل الأحوال، سيعتمد موقف [إسرائيل] إلى حد كبير على الموقف الأمريكي، سواء فيما يتعلق باستمرار الحرب أو أي تسوية مستقبلية» ويضيف: «بغض النظر عن كيفية انتهاء الصراع، سواء باتفاق سياسي أو وقف لإطلاق النار دون تسوية، يجب على [إسرائيل] أن تكون مستعدة لمواجهة طويلة الأمد مع إيران، سواء عبر عمليات عسكرية مباشرة، أو عمليات سرية بالتعاون مع الولايات المتحدة، لمنع إيران من إعادة بناء برنامجها النووي، أو التقدم نحو امتلاك سلاح نووي».
هذه اللمحة الموجزة لما كتب خلال الأيام القليلة الماضية يظهر أن النشوة التي أعقبت الضربة العدوانية الأولى اقتربت على الانتهاء، وبدأ يظهر لدى المحللين حجم المخاطر المترتبة على الورطة الجديدة، فبعيداً عن الأصوات التي تحرّض على توسيع العمليات العسكرية، هناك أصوات تعلم أن استمرار الحرب لوقت أطول يمكن أن يلحق هزيمة استراتيجية في الكيان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
نتنياهو: إسرائيل تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل "تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط"، مؤكدا أن بلاده باتت "أقرب إلى تحقيق أهدافها" في إيران، وذلك بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية. وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي متلفز: "لقد حققنا الكثير، وبفضل الرئيس ترامب صرنا أقرب إلى تحقيق أهدافنا". وأشار إلى أنه "حين يتم تحقيق هذه الأهداف ستنتهي العملية". وأكد أن إسرائيل تقترب من هدفها بتدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، مشيرا إلى أن منشأة "فوردو" النووية الإيرانية "تضررت بشدة" جرّاء الضربات، وأن "نطاق الضرر لم يعرف بعد بشكل دقيق". وتابع قائلا: "نحن لا نسعى إلى حرب استنزاف، لكننا أيضا لن ننهي حملتنا قبل الأوان". وشدد على أن: "الحملة العسكرية في إيران لن تنتهي إلا بتحقيق الأهداف ولن نفعل أكثر مما هو مطلوب". وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التنسيق مع الولايات المتحدة في هذه العملية أسفر عن تحقيق "إنجازات غير مسبوقة". واختتم نتنياهو قائلا: "لدينا معلومات استخباراتية عن أماكن احتفاظ إيران باليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة".


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
هل يكتفي نتنياهو بالضربة الأميركية أم يجر ترمب لتدخل أكبر؟
بعد ساعات من الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ردت طهران بإطلاق دفعتين من الصواريخ باتجاه مناطق إسرائيلية، وأصيب ما لا يقل عن 16 شخصاً بجروح، وسقط صاروخ واحد على الأقل في وسط إسرائيل، على ما أفاد جهاز الإسعاف، وقناة تلفزيونية. وقوبلت الضربة الأميركية بانتشاء إسرائيلي متوقع وظاهر، لكن بات السؤال الأكبر في تل أبيب: هل ستكون هناك ضربات أخرى؟ وهل سيقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمزيد من التدخل. والانطباع السائد، هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي حقق بهذه الضربة حلماً قديماً منذ سنوات طويلة سيكتفي ويفتش عن الاستثمار السياسي للحرب، لكن ثمة آراء بأنه ما زال ينظر لهذا التطور باعتباره فرصة تاريخية لتحطيم النظام الإيراني وسيرغب في المزيد. ويرى نتنياهو أن إسرائيل لا تستطيع وحدها تدمير المشروع الإيراني، وأن دخول أميركا العظمى الحرب هو السبيل لإنهائه، ولقد دخل في مواجهة مباشرة مع الرئيسين الأميركيين السابقين، باراك أوباما، وجو بايدن، اللذين تجنبا الحرب المباشرة مع طهران، وسعيا إلى الاتفاق معها. ويتضح الآن أن ترمب ونتنياهو كانا على اتصال وثيق طيلة المفاوضات، وأن الرئيس الأميركي وعد إسرائيل بالموافقة على الحرب في اليوم الحادي والستين إذا فشلت المفاوضات التي كان مقدراً لها 60 يوماً. ويبدو أن نتنياهو وعد بأن تقوم إسرائيل وحدها بالعمل الأساسي، وأن يقتصر الدور الأميركي على «الخواتيم»، حتى يفهم القادة الإيرانيون أن إسرائيل ليست وحدها في المعركة. لقد استغل نتنياهو الموقف الإيراني طيلة فترة المفاوضات، ففي طهران لم يقرؤوا المشهد جيداً، وحسبوا أنهم يستطيعون إدارة مفاوضات تقليدية مع ما تحتويه من مماحكات ومناورات، وكان هذا يثير عصبية ترمب ويزيد من كفة الترجيح الأميركي لضرب إيران. وجاءت وقائع الحرب، في نظر واشنطن، لترجح الفكرة بأن إسرائيل تتفوق على إيران بدرجات كثيرة، وأنها فعلاً تدير الحرب وحدها، وتحتاج فقط إلى ختام يمكنه أن يُضيف إلى الرصيد الأميركي. وعندما تمكن نتنياهو من جر قدمي الرئيس دونالد ترمب، في دورة حكمه الأولى، للمواجهة وأقنعه بالانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، طمع في دورة حكم ثانية له لإقناعه بالتقدم خطوة أخرى نحو هذا الصدام، وراح يلعب على كل الأوتار حتى يجعل هذا الهدف محققاً. ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب) ورغم المعارضة الجدية في الولايات المتحدة لهذه المغامرة، والضغوط العربية والغربية لمنعها، تمكن نتنياهو ومعه قطاع واسع من الأميركيين المؤيدين، من جر قدمي ترمب. واليوم، بعد أن دخل ترمب الحرب وقال إن الضربات الأميركية دمرت الطموحات الإيرانية للمشروع النووي، بدأ الخطاب السياسي الإسرائيلي في الإعلام العبري والعالمي يتحدث عن «مبالغة في الاستنتاج». ويتساءل محللون وعسكريون إسرائيليون عن مصير 400 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب، وألوف أجهزة الطرد المركزي، ويقولون إن الرد الإيراني بقصف إسرائيل بعد ساعات من الاستهداف الأميركي، يدل على أن القيادة الإيرانية لم تتعلم الدرس وتخطط لحرب طويلة، لاستنزاف إسرائيل ومواصلة تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وعرضت قناة «كان 11» العامة صوراً لمبنى مدمر محاط بأكوام من الأنقاض، قالت إنه في وسط إسرائيل، عقب موجتين من الصواريخ أُطلقتا على الدولة العبرية، ودوّت صفارات الإنذار في مختلف أنحاء البلاد بعدما أبلغ الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق الصواريخ، وجرى تفعيل الدفاعات الجوية بُعيد ذلك، ما تسبب في انفجارات سُمع دويّها في تل أبيب والقدس. قوات أمن إسرائيلية وفرق إنقاذ في موقع غارة إيرانية في تل أبيب يوم الأحد (أ.ف.ب) وأفادت الشرطة الإسرائيلية بسقوط «شظايا أسلحة» وأن عناصرها انتشرت في موقعين شهدا سقوط صواريخ، أحدهما في حيفا في شمال البلاد، والآخر في نيس زيونا، جنوب تل أبيب. وأظهرت صور التقطها مصورو «وكالة الصحافة الفرنسية» ساحة عامة في منطقة سكنية في حيفا تضيق بالأنقاض، فضلاً عن أضرار كبيرة لحقت بمتاجر ومنازل محيطة. أما المحال التجارية فتحطمت نوافذها وواجهاتها، وتدلت أجهزة التكييف من واجهات المباني ومثلها إشارات المرور. ووسط كل ما تعرضت له المنطقة من دمار، لم تطلق صفارات الإنذار، وهو ما تحاول السلطات توضيحه. وأكد متحدث باسم الجيش أن «إمكان وجود خلل في نظام الاعتراض قيد التحقيق». دخان يتصاعد من مبنى مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع بعد إصابته بصاروخ من إيران يوم الخميس (رويترز) وتمنع الرقابة العسكرية الإسرائيلية وسائل الإعلام والعامّة من نشر أو تداول معلومات أو صور للأضرار التي لحقت بمنشآت البلاد الاستراتيجية. لكن جرى الإقرار رسمياً بحدوث ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية، أدت بحسب البيانات الرسمية إلى مقتل 25 شخصاً منذ بدء الحرب مع إيران في 13 يونيو (حزيران) الحالي. وكانت مدن تل أبيب الساحلية في الوسط وبئر السبع في الجنوب وحيفا في الشمال، المناطق الثلاث الأكثر تعرضاً للاستهدافات الإيرانية. وفي رامات أفيف قرب تل أبيب، خرج السكان من الملاجئ ليفاجأوا بالدمار الذي حل بمنازلهم، وبينهم رجل وامرأة تعانقا وسط الدموع. ويبدو من الخطاب الإسرائيلي أن الحرب لم تصل إلى مرحلة النهاية، وأن هناك حاجة للمزيد. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إفي ديفرين، في مؤتمر صحافي، إن قواته «تستعد لمواصلة الحرب والعمليات حتى تحقيق أهدافه بالكامل». ورفض ديفرين تحديد مصير اليورانيوم المخصب في منشآت إيران النووية، مكتفياً بالقول إن «نتائج الهجوم الأميركي لا تزال قيد الدراسة. من المبكر جداً تحديد ذلك. سنعرف لاحقاً». صورة ملتقطة بالأقمار الصناعية في 19 يونيو 2025 لمحطة فوردو لتخصيب الوقود النووي شمال شرقي مدينة قم (شركة ماكسار - أ.ف.ب) وقالت مصادر عسكرية أخرى، بحسب ما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، إن «نتائج الهجوم لم تُحسم بعد ولا توجد حتى الآن خلاصات نهائية حول نتائجها العملياتية». وشددت على أنه «منذ دخول الولايات المتحدة إلى القتال، طرأ تغيّر جوهري في سلوك إيران، ما يحتاج إلى ضرب أهداف إضافية ستُهاجم في المراحل المقبلة». وأضافت أن «من أهم نتائج الضربات الأميركية أنها تبين لواشنطن أنها قادرة على القيام بمهام كبرى، من دون أن يلحق بها أذى».


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
هل بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيكون الدور لإسقاط النظام
بلا شك أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية أثبتت هشاشة الآلة العسكرية للنظام الإيراني، وأنه كما يقال نمر من ورق، كان النظام الإيراني يعتمد على أجنحته في تهديد دول المنطقة (حزب الله، الحوثي، الميليشيات العراقية). شعار الموت لأمريكا وإسرائيل الهدف الحقيقي منه محاولة إحتلال دول الخليج، وغير بعيد علينا تصريحات حسن نصر الله، وضرب ميليشيات الحوثي دول الخليح المجاورة بالمسيرات والصواريخ. توقفت مع حديث للرئيس الأمريكي ترامب قبل ضرب المفاعيل النووية الإيرانية بيوم واحد وقوله "إيران لديها النفط والغاز ويمكنها إمتلاك الطاقة السلمية لأغراض الكهرباء والطب والزراعة والمياه" وللإجابة على تصريح ترامب أن أمريكا في حربها لإسقاط النظام العراقي 2003، سلمت العراق للنظام الإيراني على طبق من ذهب، وأصاب الغرور إيران وتوهمت بعظمتها، فقامت بتخصيب اليورانيوم 2002، وقامت بتقوية أجنحتها العسكرية في المنطقة بالمال والسلاح على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني الفقر والعوز، وفي 14 يوليو 2014 أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما صكاً لإيران برفع العقوبات الإقتصادية، دون إشراك دول المنطقة في الإتفاق الذي تم التوصل إليه، وكان ذلك بمثابة ضربة وعداء واضح ضد دول الخليج من الحزب الديمقراطي الأمريكي، وترك إيران تعربد في المنطقة، ليصرح حيدر مصلحي وزير الإستخبارات الإيراني السابق في 20 مايو 2020 أن "إيران تسيطر على أربع عواصم عربية" . هل تبدلت الأوضاع بعد 7 أكتوبر 2023 منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة في ولايته الأولى 20 يناير 2017، كان من الواضح أنه تاجر وصرح بنفسه عن ذلك أنه "business man" وقام بتمزيق الإتفاق النووي الإيراني، وفي 20 يناير 2020 قام بقتل قاسم سليماني في مطار بغداد، وتناغم ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في عداءه لإيران، إلا أن فترة رئاسته التي أنتهت في 20 يناير2021 لم تسعفه لإكمال مهامه. في الأشهر الأخيرة من عهد خلفه جو بايدن، شنت إيران بالإيعاز لمنظمة حماس هجومها على إسرائيل تحت مسمى "طوفان الأقصى" وكان بداية النهاية لمسح غزة وأهم قادة في حماس، وحينما تدخل حزب الله تحت مسمى "وحدة الساحات " تم مسح جنوب لبنان وبيروت الجنوبية، وزلزلت الأرض لتدفن في جوفها أهم قادة حزب الله من حسن نصر الله والقيادات السياسية والعسكرية، وأنتهى الزلزال الإسرائيلي بهروب الرئيس السوري بشار الأسد في7 ديسمبر 2024، لياتي نظام جديد لسوريا يتمثل في الإسلام السياسي لم تتضح معالمه حتى الآن. وفي ظل الأحداث الحالية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 يوليو 2025، وحتى أحداث الأمس بتدمير المفاعل النووية الإيرانية الثلاث "فوردو ونطنز وأصفهان" بواسطة القوات الأمريكية، والحرب كما نعلم خدعة حيث أعلن ترامب قبلها بيوم أنه سيفكر في موضوع المشاركة الأمريكية في الحرب بعد أسبوعين . لنسترجع التاريخ لأنه ملهم الأحداث، في بداية أحداث ما سمته حماس "طوفان الأقصى" ، قال بنيامين نتنياهو قولته المشهورة "أن حربه ضد حماس لتغيير وجه الشرق الأوسط" فهل هذا فعلاً ما يحدث وبموافقة ومشاركة أمريكية، بعد فشل الإسلام السياسي الذي هو من صنيعتهم في تغيير وجه الشرق الأوسط، ولنعود بالتاريخ إلى 2 إبريل 1990، وتصريح الرئيس العراقي السابق صدام حسين قوله "سوف أحرق نصف إسرائيل". وراح صدام ونظامه والتاريخ عبر تلهم الأجيال. نترك الإجابة لقادم الأحداث، ونرجو من الله العلي القدير أن يجنب العرب والمسلمين ويلاث الحروب والكوارث .