logo
أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره

أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره

وجدة سيتيمنذ 2 أيام
أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره
بداية لا بد من التذكير بموقف الغرب المنحاز كليا إلى الكيان الصهيوني إثر حدث طوفان الأقصى الذي هو في الحقيقة عبارة عن رد فعل لفعل الحصار الخانق الذي ضربه هذا الكيان على قطاع غزة لعقود ، وكان يهاجمه بين الحين والآخر، وهو في هذا الوضع المزري ، لكن الغرب اعتبر الطوفان فعلا غير مسبوق بفعل سابق عليه وليس رد فعل، بينما اعتبر اجتياح الكيان للقطاع ومحاصرته ، وإبادته الجماعية لأهله وتجويعهم رد فعل على الطوفان.
ولقد كان من المفروض أن يكون للقوانين والمؤسسات الدولية ، وعلى رأسها مجلس الأمن موقفا من عقود الحصار الجائر على قطاع غزة باعتباره تصرفا خارج عن القانون الدولي ، وغير مقبول من الكيان الصهيوني إلا أن ذلك لم يحدث لذلك كان لا بد من زحزحة وضعية هذا الحصار بطريقة أو بأخرى من طرف المحاصرين الذي اختاروا اختراقه في عملية سموها طوفان الأقصى ، وهي تسمية أريد بها لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية التي لم تسو بعد مرور عقود على احتلال فلسطين ، وبعد أن تم تجميد ما سمي بمسلسل السلام ، وبعد ما بدأ الحديث عن تنزيل ما سمي بصفقة القرن ، أو الشرق الأوسط الجديد، أو البيت الإبراهيمي، وهو ما أفرز التطبيع على حساب قضية الشعب الفلسطيني .
ولقد تزامن العدوان الصهيوني على قطاع غزة ردا على انتفاضة طوفان الأقصى مع فترة انتقال صنع القرار من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوي في الولايات المتحدة ،وهما معا يدعمان وبلا حدود الكيان الصهيوني ،بل يتنافسان في ذلك كأشد ما يكون التنافس . و لقد استغل الكيان الصهيوني هذه الفترة الانتقالية كي حصل على المزيد من الدعم بكل سخاء من الحزبين معا ، فشحنت إليه كل أنواع الأسلحة التي لم تستخدم من قبل ، وقد ذهل العالم لما أحدثته من دمار شامل غير مسبوق في قطاع غزة .
وانتظرت شعوب العالم أن تفعل القوانين الدولية عبر مجلس الأمن إلا أن الفيتو الأمريكي لم يقف عند حد نقض قراراته المتتالية بخصوص قطاع غزة تدين العدوان على أهله ، بل عطلها كليا ، وشلّ هذا المجلس وحال دون القيام بمهامه على غرار ما كان عليه حين كان الأمر يتعلق بدول معتدية وخارجة عن القوانين والأعراف الدولية . ولم يبق مجلس الأمن هو المؤسسة الدولية الوحيدة التي عطلت بسبب الفيتو الأمريكي المستعمل أكثر من مرة خلال العدوان على قطاع غزة، بل عطلت أيضا المحاكم الدولية سواء محكمة العدل أو محكمة الجرائم ، وقد أدانتا معا رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، ووزير دفاعه باعتبارهما مجرمي حرب مسؤولين عن جرائم إبادة جماعية . ولم يقف الأمر عند حد انتقاد الولايات المتحدة هاتين المحكمتين، بل هددت قضاتهما .
وهكذا أصبح العالم في وضعية المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية ، واغتنم الكيان الصهيوني هذه الوضعية كي يتمادى في غطرسته ، وعدوانه على ملوني شخص محاصرين في قطاع غزة ، وهم يتعرضون للإبادة الجماعية، لا يتوقف طيرانه الحربي ،ومسيراته ، ومدفعيته عن دكهم ليل نهار . وآخر أسلوب في هذه الإبادة هو قنص جنود الاحتلال من يصطفون من الجياع في طوابير للحصول على لقمة طعام تسد الرمق ، وتدفع عنهم خطر الهلاك بسبب مجاعة قاتلة .
ويحدث كل هذا والدول الغربية خصوصا بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا وبما في ذلك الولايات المتحدة ماضية في تزويد الكيان الإجرامي بالمزيد من الأسلحة الفتاكة ، وهي لا تبالي بما يرتكبه من جرائم إبادة الجماعية ، ولا بالمجاعة الفتاكة التي يتعرض لها أهل غزة، بالرغم من خروج شعوبها الغاضبة في مسيرات ومظاهرات مليونية منددة بذلك ،فضلا عن مثلها في باقي الأقطار الغربية ، وسائر أقطار العالم ، ويكتفي بعضها بالتعبير الفاترعن أسفها عما يحدث من إبادة عن طريق القصف ،والتقتيل ، والتجويع ، بكل لطف تطلب من الكيان الإجرامي السماح بإدخال بعض الطعام إلى القطاع المحاصر والمجاعة قد استفحلت .
أما ما يسمى بالدول العظمى كالصين وروسيا ،فلا أثر لدورهما في إيقاف هذه الحرب القذرة ، ذلك أن روسيا مشغولة بحربها مع أوكرانيا ، والصين مشغولة باقتصادها وتنافسها مع الولايات المتحدة على قيادة العالم . ولقد كان من المفروض وهما قوتنا نوويتان أن يصدر عنهما موقف صارم من تعطيل القوانين والمؤسسات الدولية ، ومن دوس الكيان الصهيوني عليها استخفافا بها حتى بلغ به الأمر حد قرصنة البواخر في المياه الدولية والعدوان على الدول العربية المجاورة لفلسطين وحتى البعيدة عنها ،فضلا عن دولة إيران . وهذا الموقف من الصين وروسيا إنما يدل على تواطىء صارخ منهما ، كما يدل على انشغالهما بمصالحهما على حساب مظلمة الشعب الفلسطيني . ويحدث هنا في غياب منظمة المؤتمر الإسلامي الذي صار اسما بدون مسمى .
وأما باقي دول العالم وعلى رأسها الدول الإسلامية التي توصف بالنمور الأسوية وهي الباكستان ، وماليزيا ، وأندونيسبا إلى جانب تركيا ،فلا يزيد موقفها عن الشجب والتنديد بالإبادة الجماعية وبالتجويع ، وهي لا تبالي أيضا بمسيرات ومظاهرات شعوبها المليونية الضاغطة من أجل فك الحصار عن القطاع .
وأما دول العالم العربي فلا يختلف موقفها عن موقف باقي الدول التي تتفرج على أهل غزة ، مع أنها معنية بالقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، وبعضها قد صارمطبعا مع الكيان الصهيوني ولما تسو بعد المشكلة الفلسطينية ، لا يجرؤ على إدانته أوشجب جرائمه ، و بينما البعض الآخر لا يتجاوز الشجب والتنديد ، وربما ترغمه على ذلك مسيرات ومظاهرات شعوبه المنددة بجرائم الإبادة الجماعية، والتجويع ، والحصار الخانق. ويحدث هذا في غياب جامعة الدول العربية التي تمر بموت سريري منذ عقود .
وأما السلطة الفلسطينية فهي تحمل من سماهم رئيسها أولاد الكلب من المقاومين المرابطين على ثغر غزة مسؤولية ما يحدث في القطاع منتظرا تصفية الكيان الصهيوني لهذه المقاومة كي يستتب له الوضع لبسط سلطته هناك ومواصلة التنسيق الأمني معه كما هو عليه الحال في الضفة الغربية منذ اتفاقية أسلو وفي ظرف انتشار المستوطنات في طولها وعرضها.
وأما باقي دول العالم في القارة الإفريقية ، وفي أمريكا اللاتينية، فمعظمها غائب عن المشهد الدولي ، وبعضها له علاقة دبلوماسية مع الكيان الإجرامي ،وأنظمتها تؤيد الكيان العنصري الإجرامي .
وفي هذا الوضع الغريب الذي آل إليه عالم اليوم ،يصول الرئيس الأمريكي ويجول ، ويهدد ، ويتوعد ، ويبتز ، ويهين ويسخر من قادة الدول الذين يحضرهم قسرا إلى بيته الأبيض مرغمين صاغرين ،ويساومهم في مقدرات بلدانها بما فيها المدسوسة في باطن الأرض من أجل تحقيق رفاهية بلاده ،وكأنه سيد هذا العالم دون منازع ،وهو ماض مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مخطط التهجير القسري لأهل غزة من أجل تحقيق حلم » الريفيرا » الذي يحلمان بالاستجمام بها بعد توسيع دائرة التطبيع ، وتحقيق حلم الوطن التلمودي العنصري من النهر إلى البحر ، وما بعدهما إلى أبعد الحدود .
فهل سيستمر وضع عالم اليوم على ما صار عليه أم أن ما بعد طوفان الأقصى ستجري رياح بما لا تشتهي سفن ترامب، ونتنياهو ، وقادة الغرب ،وكل الخاضعين، والمنبطحين ، والخاذلين قضية فلسطين المقدسة ؟؟؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الثنائي الخالد
الثنائي الخالد

المغرب اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • المغرب اليوم

الثنائي الخالد

يولد المشرقي العربي تحت لوحة حجرية كتب عليها «سايكس - بيكو». الأكثرية الساحقة لا تعرف ما هي، لكنها تعيش العمر وهي تحمّل البريطاني اللعين والفرنسي الملعون مسؤولية كل حرب في حياتنا، ومسؤولية الريّ والجفاف، والتدهور والتخلّف، والصراعات الطائفية، والنزعات القبلية والعشائرية، وسهولة انفجار العنف، وانتشار العداء، وبوار موسم الزيتون. حاول للحظة أن تحسب كم مرة مرت أمامك عبارة «سايكس-بيكو» في الأسابيع الماضية. سوف تكتشف أن العالم العربي كان قبلها جنة السكون والترقي، جنة العلوم والتقدم، ساحة الانسجام والتواصل. ثم فجأة، قرر اللعين والملعون أن يفسدا كل شيء. قال سايكس لبيكو: عليك بالجانب الأيسر من الأمة، وقال بيكو لسايكس: عليك، اذهب وفَرِّق وحدة الصحراء، وأَوْقِع بينهم الخلاف، واقطع الرؤوس. ووزع فيديوهات عن العادات الدموية التي تحدث تحت شعار الأخوة والشهامة. في الماضي كان مفكرونا ومحللونا هم مَن يطلعون علينا، مع كل شارقة وغاربة، بدراسة أو تعليق أو تحليل عن مسؤولية الثنائي، وعما حل ويحل بنا منذ 1916، حرب 1947، حرب 1967، زلزال 1956، كامب ديفيد، دارفور، أورفكان، كارلوس في الخرطوم. دائماً يقفز إلى الذاكرة الحادة سايكس وبيكو إخوان، وابنا عم. هل انتبهت إلى عدد المرات التي أحلنا بها كل ما حدث أخيراً إلى بيكو وسايكس. هات يا ولد، اعطنا ثلاثة سايكس وأربعة بيكو. لكن ماذا عن أثر الحربين العالميتين؟ ماذا عن خروج بريطانيا وفرنسا من المنطقة؟ ودخول أميركا وروسيا؟ ماذا عن تهاوي وتلاشي نفوذ أوروبا، وأي أثر لسايكس أو بيكو اليوم في تفلت زوايا المنطقة حجارة وركاماً. الحقيقة أن سايكس بيكو أصبحت بالنسبة إليَّ مسألة شخصية. فقد أتقنت مع الوقت أن أتحاشى ذكرها، باعتبارها عادة سقيمة. لكن كيف يمكن تجنب قراءتها. هي، ولاءات الخرطوم، ونكسات يونيو، وربيع العرب، وقرارات مجلس الأمن تحت البند السابع. والعزة للعرب.

الصحراء: الجزائر تلتزم الصمت بعد دعم البرتغال للمغرب
الصحراء: الجزائر تلتزم الصمت بعد دعم البرتغال للمغرب

يا بلادي

timeمنذ يوم واحد

  • يا بلادي

الصحراء: الجزائر تلتزم الصمت بعد دعم البرتغال للمغرب

على غير عادتها، التزمت الجزائر الصمت بعد إعلان البرتغال، يوم الثلاثاء 22 يوليوز، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي الذي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء. وفي ظل هذا الصمت، تُركت لجبهة البوليساريو مهمة الرد، حيث عبّرت في بيان لها عن خيبة أملها من الموقف البرتغالي، قائلة "ما ينتظره الشعب الصحراوي من البرتغال ومن جميع القوى السياسية والاجتماعية فيها هو الاصطفاف إلى جانب الشرعية والدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال". يعكس هذا الموقف الجزائري نهجا جديدا في التعاطي مع المواقف الدولية المتزايدة المؤيدة للمبادرة المغربية، إذ تبنت السلطات الجزائرية، منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025، سياسة ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد. ويبدو أن تجارب سابقة، مثل استدعاء السفراء الجزائريين من مدريد في مارس 2022 ومن باريس في يوليوز 2024، لم تؤتِ ثمارها، مما دفع الجزائر إلى الاكتفاء بردود فعل محدودة. فبعد إعلان إدارة ترامب، في 8 أبريل الماضي، تجديد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، اكتفت وزارة الخارجية الجزائرية بالإعراب عن "الأسف" إزاء موقف "بلد عضو دائم في مجلس الأمن، من المفترض أن يحترم القانون الدولي وقرارات المجلس". ورد الفعل ذاته تكرّر بعد إعلان المملكة المتحدة دعمها للمبادرة المغربية، حيث جاء في بيان الخارجية الجزائرية "تأسف الجزائر لاختيار المملكة المتحدة دعم خطة الحكم الذاتي المغربية". وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد قام بزيارة رسمية إلى لشبونة في ماي 2023، ووصف البرتغال حينها بأنها "بلد شبه شقيق"، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام عقب لقائه بالرئيس البرتغالي.

أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره
أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره

وجدة سيتي

timeمنذ 2 أيام

  • وجدة سيتي

أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره

أحداث غزة كشفت عن الوضع القائم في عالم اليوم المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية والسائبة أموره بداية لا بد من التذكير بموقف الغرب المنحاز كليا إلى الكيان الصهيوني إثر حدث طوفان الأقصى الذي هو في الحقيقة عبارة عن رد فعل لفعل الحصار الخانق الذي ضربه هذا الكيان على قطاع غزة لعقود ، وكان يهاجمه بين الحين والآخر، وهو في هذا الوضع المزري ، لكن الغرب اعتبر الطوفان فعلا غير مسبوق بفعل سابق عليه وليس رد فعل، بينما اعتبر اجتياح الكيان للقطاع ومحاصرته ، وإبادته الجماعية لأهله وتجويعهم رد فعل على الطوفان. ولقد كان من المفروض أن يكون للقوانين والمؤسسات الدولية ، وعلى رأسها مجلس الأمن موقفا من عقود الحصار الجائر على قطاع غزة باعتباره تصرفا خارج عن القانون الدولي ، وغير مقبول من الكيان الصهيوني إلا أن ذلك لم يحدث لذلك كان لا بد من زحزحة وضعية هذا الحصار بطريقة أو بأخرى من طرف المحاصرين الذي اختاروا اختراقه في عملية سموها طوفان الأقصى ، وهي تسمية أريد بها لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية التي لم تسو بعد مرور عقود على احتلال فلسطين ، وبعد أن تم تجميد ما سمي بمسلسل السلام ، وبعد ما بدأ الحديث عن تنزيل ما سمي بصفقة القرن ، أو الشرق الأوسط الجديد، أو البيت الإبراهيمي، وهو ما أفرز التطبيع على حساب قضية الشعب الفلسطيني . ولقد تزامن العدوان الصهيوني على قطاع غزة ردا على انتفاضة طوفان الأقصى مع فترة انتقال صنع القرار من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوي في الولايات المتحدة ،وهما معا يدعمان وبلا حدود الكيان الصهيوني ،بل يتنافسان في ذلك كأشد ما يكون التنافس . و لقد استغل الكيان الصهيوني هذه الفترة الانتقالية كي حصل على المزيد من الدعم بكل سخاء من الحزبين معا ، فشحنت إليه كل أنواع الأسلحة التي لم تستخدم من قبل ، وقد ذهل العالم لما أحدثته من دمار شامل غير مسبوق في قطاع غزة . وانتظرت شعوب العالم أن تفعل القوانين الدولية عبر مجلس الأمن إلا أن الفيتو الأمريكي لم يقف عند حد نقض قراراته المتتالية بخصوص قطاع غزة تدين العدوان على أهله ، بل عطلها كليا ، وشلّ هذا المجلس وحال دون القيام بمهامه على غرار ما كان عليه حين كان الأمر يتعلق بدول معتدية وخارجة عن القوانين والأعراف الدولية . ولم يبق مجلس الأمن هو المؤسسة الدولية الوحيدة التي عطلت بسبب الفيتو الأمريكي المستعمل أكثر من مرة خلال العدوان على قطاع غزة، بل عطلت أيضا المحاكم الدولية سواء محكمة العدل أو محكمة الجرائم ، وقد أدانتا معا رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، ووزير دفاعه باعتبارهما مجرمي حرب مسؤولين عن جرائم إبادة جماعية . ولم يقف الأمر عند حد انتقاد الولايات المتحدة هاتين المحكمتين، بل هددت قضاتهما . وهكذا أصبح العالم في وضعية المعطلة قوانينه ومؤسساته الدولية ، واغتنم الكيان الصهيوني هذه الوضعية كي يتمادى في غطرسته ، وعدوانه على ملوني شخص محاصرين في قطاع غزة ، وهم يتعرضون للإبادة الجماعية، لا يتوقف طيرانه الحربي ،ومسيراته ، ومدفعيته عن دكهم ليل نهار . وآخر أسلوب في هذه الإبادة هو قنص جنود الاحتلال من يصطفون من الجياع في طوابير للحصول على لقمة طعام تسد الرمق ، وتدفع عنهم خطر الهلاك بسبب مجاعة قاتلة . ويحدث كل هذا والدول الغربية خصوصا بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا وبما في ذلك الولايات المتحدة ماضية في تزويد الكيان الإجرامي بالمزيد من الأسلحة الفتاكة ، وهي لا تبالي بما يرتكبه من جرائم إبادة الجماعية ، ولا بالمجاعة الفتاكة التي يتعرض لها أهل غزة، بالرغم من خروج شعوبها الغاضبة في مسيرات ومظاهرات مليونية منددة بذلك ،فضلا عن مثلها في باقي الأقطار الغربية ، وسائر أقطار العالم ، ويكتفي بعضها بالتعبير الفاترعن أسفها عما يحدث من إبادة عن طريق القصف ،والتقتيل ، والتجويع ، بكل لطف تطلب من الكيان الإجرامي السماح بإدخال بعض الطعام إلى القطاع المحاصر والمجاعة قد استفحلت . أما ما يسمى بالدول العظمى كالصين وروسيا ،فلا أثر لدورهما في إيقاف هذه الحرب القذرة ، ذلك أن روسيا مشغولة بحربها مع أوكرانيا ، والصين مشغولة باقتصادها وتنافسها مع الولايات المتحدة على قيادة العالم . ولقد كان من المفروض وهما قوتنا نوويتان أن يصدر عنهما موقف صارم من تعطيل القوانين والمؤسسات الدولية ، ومن دوس الكيان الصهيوني عليها استخفافا بها حتى بلغ به الأمر حد قرصنة البواخر في المياه الدولية والعدوان على الدول العربية المجاورة لفلسطين وحتى البعيدة عنها ،فضلا عن دولة إيران . وهذا الموقف من الصين وروسيا إنما يدل على تواطىء صارخ منهما ، كما يدل على انشغالهما بمصالحهما على حساب مظلمة الشعب الفلسطيني . ويحدث هنا في غياب منظمة المؤتمر الإسلامي الذي صار اسما بدون مسمى . وأما باقي دول العالم وعلى رأسها الدول الإسلامية التي توصف بالنمور الأسوية وهي الباكستان ، وماليزيا ، وأندونيسبا إلى جانب تركيا ،فلا يزيد موقفها عن الشجب والتنديد بالإبادة الجماعية وبالتجويع ، وهي لا تبالي أيضا بمسيرات ومظاهرات شعوبها المليونية الضاغطة من أجل فك الحصار عن القطاع . وأما دول العالم العربي فلا يختلف موقفها عن موقف باقي الدول التي تتفرج على أهل غزة ، مع أنها معنية بالقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، وبعضها قد صارمطبعا مع الكيان الصهيوني ولما تسو بعد المشكلة الفلسطينية ، لا يجرؤ على إدانته أوشجب جرائمه ، و بينما البعض الآخر لا يتجاوز الشجب والتنديد ، وربما ترغمه على ذلك مسيرات ومظاهرات شعوبه المنددة بجرائم الإبادة الجماعية، والتجويع ، والحصار الخانق. ويحدث هذا في غياب جامعة الدول العربية التي تمر بموت سريري منذ عقود . وأما السلطة الفلسطينية فهي تحمل من سماهم رئيسها أولاد الكلب من المقاومين المرابطين على ثغر غزة مسؤولية ما يحدث في القطاع منتظرا تصفية الكيان الصهيوني لهذه المقاومة كي يستتب له الوضع لبسط سلطته هناك ومواصلة التنسيق الأمني معه كما هو عليه الحال في الضفة الغربية منذ اتفاقية أسلو وفي ظرف انتشار المستوطنات في طولها وعرضها. وأما باقي دول العالم في القارة الإفريقية ، وفي أمريكا اللاتينية، فمعظمها غائب عن المشهد الدولي ، وبعضها له علاقة دبلوماسية مع الكيان الإجرامي ،وأنظمتها تؤيد الكيان العنصري الإجرامي . وفي هذا الوضع الغريب الذي آل إليه عالم اليوم ،يصول الرئيس الأمريكي ويجول ، ويهدد ، ويتوعد ، ويبتز ، ويهين ويسخر من قادة الدول الذين يحضرهم قسرا إلى بيته الأبيض مرغمين صاغرين ،ويساومهم في مقدرات بلدانها بما فيها المدسوسة في باطن الأرض من أجل تحقيق رفاهية بلاده ،وكأنه سيد هذا العالم دون منازع ،وهو ماض مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مخطط التهجير القسري لأهل غزة من أجل تحقيق حلم » الريفيرا » الذي يحلمان بالاستجمام بها بعد توسيع دائرة التطبيع ، وتحقيق حلم الوطن التلمودي العنصري من النهر إلى البحر ، وما بعدهما إلى أبعد الحدود . فهل سيستمر وضع عالم اليوم على ما صار عليه أم أن ما بعد طوفان الأقصى ستجري رياح بما لا تشتهي سفن ترامب، ونتنياهو ، وقادة الغرب ،وكل الخاضعين، والمنبطحين ، والخاذلين قضية فلسطين المقدسة ؟؟؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store