
المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية: صيام الدوبامين "خرافة عصرية".. والتنظيم الواعي هو الحل
وأوضح المركز أن الدوبامين هو ناقل ومعدّل عصبي أساسي في الجسم، ويؤدي دورًا رئيسيًا في نظام المكافأة في الدماغ، ويُفرز استجابةً لمحفزات مختلفة وليس فقط للمتعة، بل أيضًا خلال التفكير والحركة والنوم. وأضاف أن "صيام الدوبامين" كمصطلح رائج هو مفهوم غير دقيق علميًا، ولا يمكن للإنسان ببساطة أن يتوقف عن إنتاج الدوبامين، لأنه عنصر حيوي في وظائفه اليومية.
وأشار المركز إلى أن التقرير العلمي الصادر عن Harvard Health Publishing أكد أن الفكرة الرائجة مبنية على إساءة فهم بيولوجيا الدماغ، وأن التوقف عن المحفزات لا يؤدي إلى "إعادة ضبط" كيميائية الدماغ كما يعتقد البعض. ومع ذلك، فإن تخفيف التعرض للمحفزات السريعة مثل استخدام الشاشات بإفراط قد يكون له أثر إيجابي على التركيز والصحة النفسية.
وبيّن المركز أن نظام المكافأة في الدماغ يتأثر بالتكرار والعادات وليس فقط بالمحفزات، وأن الاستجابة لها قد تضعف مع الوقت في حال الإفراط، ما يؤدي إلى الشعور بالملل أو انخفاض المتعة.
ولتطبيق فكرة التنظيم بشكل صحي، أوصى المركز بتحديد الأنشطة التي تسبب تحفيزًا مفرطًا، والبدء بتقليلها تدريجيًا، مع استبدالها بأنشطة أقل إثارة مثل القراءة أو التأمل أو المشي في الطبيعة. كما شدد على أهمية الاعتدال، مثل تخصيص أوقات قصيرة خلال اليوم للابتعاد عن الشاشات، خصوصًا قبل النوم. ولفت إلى أن هذه الممارسات لا تُغني عن مراجعة مختص نفسي عند وجود مشاكل سلوكية أو اضطرابات نفسية.
وأكد المركز أن المنافع المحتملة من هذه الممارسات مثل تحسين النوم، وزيادة التركيز، وكسر العادات القهرية، لا ترتبط بـ"خفض الدوبامين" بحد ذاته، بل بإعادة التوازن السلوكي وكسر الاعتماد على المكافآت الفورية.
وفي ختام حديثه، شدد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية على أن ما يحتاجه الفرد ليس "صيامًا عن الدوبامين"، بل إدارة عاداته الرقمية والسلوكية بوعي وتوازن، داعيًا إلى استبدال المفهوم المضلل بمصطلح أكثر دقة هو "تنظيم المحفزات".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
وزير الصحة يشكر القيادة بمناسبة صدور قرار تنظيم مركز الإحالات الطبية
رفع وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنظيم مركز الإحالات الطبية. وأوضح الجلاجل، أن هذه الموافقة الكريمة تأتي امتداداً لاهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بصحة الإنسان، وتجسيداً لحرصها على تعزيز كفاءة القطاع الصحي، ودعم رحلة تحوّله، بما يسهم في تحسين تجربة المستفيد، وتسهيل الوصول إلى الخدمات، ورفع كفاءة وجودة الرعاية الصحية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030م.وأشار الجلاجل إلى أن تنظيم المركز يُعدّ خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التكامل في الخدمات الصحية، وتسريع وتيرة الإحالات، وتسهيل وصول المستفيدين إلى الخدمات التخصصية في مناطق المملكة كافة. وأكد معاليه أهمية التزام الوزارة بمواصلة العمل لتحقيق مستهدفات التحول الصحي، وتقديم خدمات صحية عالية الجودة، تواكب تطلعات القيادة الرشيدة، وتسهم في بناء مجتمع حيوي ينعم بصحة مزدهرة، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030م. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
"من الجينوم إلى الأمن الدوائي".. التقنية الحيوية تقود رؤية المملكة نحو مستقبل مستدام
يمثل الدواء الدقيق نقلة نوعية في علاج الأمراض الوراثية النادرة، فيما بات تشخيص الأمراض يستند إلى البنية الجينية بدلًا من الأعراض الظاهرة، في تحولٍ تقوده التقنية الحيوية، ذلك الحقل العلمي الذي يُوظّف الكائنات الحية وخصائصها الجزيئية لتحسين صحة الإنسان، وجودة الحياة، واستدامة الموارد. التقنية الحيوية ليست رفاهية علمية، بل ركيزة للسيادة الصحية، والأمن الدوائي، ولهذا السبب، وضعت المملكة التقنية الحيوية ضمن أولوياتها الإستراتيجية، حين أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في 13 رجب 1445هـ/ 25 يناير 2024، الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، كخارطة طريق شاملة لتحويل المملكة إلى مركز عالمي في هذا القطاع الحيوي بحلول عام 2040. وجاءت مشاركة المملكة في مؤتمر "BIO" الدولي للتقنية الحيوية 2025 -المقام في مدينة بوسطن الأمريكية-، الحدث الأكبر عالميًا في مجال التقنية الحيوية، ضمن أعمال جناح الوفد السعودي المتكامل بقيادة وزارة الصحة، وبمشاركة 25 جهة. ويعد هذا التمثيل الوطني موحدًا لمنظومة التقنية الحيوية السعودية، ويجسّد انطلاقة جديدة للمملكة على الساحة العالمية، بصفتها مركزًا ناشئًا ومؤثرًا في هذا المجال، تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030 والإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية. ويمثل الاستثمار السعودي في التقنية الحيوية رؤية صحية شاملة تضع الإنسان في مركزها؛ إذ تفتح هذه التقنيات المتقدمة آفاقًا دقيقة لتشخيص الأمراض، وتطوير علاجات مخصصة ترتكز على البصمة الجينية لكل فرد، بما يمهّد لعصر جديد في الطب الشخصي. ويُعد مرض السرطان من أبرز التحديات الصحية التي تسهم التقنية الحيوية في مواجهتها، من خلال الكشف المبكر، وفهم الطفرات الجينية المسببة، وتصميم أدوية وعلاجات مناعية تستهدف الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة، مما يُحسن فرص الشفاء، ويقلل من الآثار الجانبية، كما تلعب هذه التقنيات دورًا محوريًا في الوقاية من الأمراض غير المعدية، والحد من انتشارها قبل أن تتفاقم، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي عبر تطوير بذور محسّنة مقاومة للآفات والمناخ، وتوفير مياه أكثر نقاءً وسلامة، بما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة وجودة الحياة. وتركز الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية على أربعة توجهات إستراتيجية، وهي: توطين صناعة اللقاحات، والتصنيع الحيوي للأدوية، وأبحاث الجينوم والعلاج الجيني، وتحسين الزراعة عبر التقنية الحيوية، ويحمل كل واحد من هذه المجالات أثرًا ملموسًا على صحة الإنسان، واقتصاد الدولة، واستدامة الحياة. وفي جانب التوظيف وتمكين الكفاءات، تُبرز الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية التزام المملكة بتعزيز القدرات البشرية الوطنية، حيث تهدف إلى توفير أكثر من 11 ألف وظيفة نوعية بحلول عام 2030، وترتفع إلى 55 ألف وظيفة بحلول عام 2040. ويأتي هذا التوجه انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 نحو تنويع الاقتصاد، وتوطين القطاعات الحيوية، وتمكين الكفاءات الوطنية من الانخراط في وظائف نوعية متقدمة، مما يسهم في بناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار والمعرفة، ويعزز تنافسية المملكة إقليميًا ودوليًا. وتولّت وزارة الصحة زمام هذه التحولات، من خلال المنظومة الصحية المتكاملة التي شاركت في مؤتمر BIO، شملت: مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، والهيئة العامة للغذاء والدواء، وهيئة التخصصات الصحية، إضافة إلى هيئة الصحة العامة (وقاية)، والشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية (كاساو). وعُرضت تجارب المملكة في أبحاث الجينوم، والذكاء الاصطناعي الصحي، وتطوير العلاجات الجينية، وتوطين صناعة اللقاحات، كما شهد الحدث إطلاق "مسرعة وزارة الصحة لشركات التقنية الحيوية" بالتعاون مع "BioLabs"، في خطوة تؤسس لجيل جديد من الشركات الوطنية الناشئة القادرة على تقديم حلول صحية نوعية للعالم. وبينما تواصل المملكة خطواتها الطموحة نحو الريادة في قطاع التقنية الحيوية، فإن ما تُقدّمه اليوم لا يرتبط فقط بالإنجازات العلمية أو الاستثمارات الاقتصادية، بل هو التزام أخلاقي ورؤية إنسانية تسعى لحماية الحياة، وتحسين جودة المعيشة، وتحقيق التوازن بين التقدّم التقني واحتياجات الإنسان. ويُعد حضور المملكة في مؤتمر "BIO 2025"، إشارة دالة إلى أن التقنية الحيوية أصبحت جزءًا من هوية وطنية جديدة، تؤمن بأن الصحة والابتكار والمعرفة هي حقوق يجب أن تكون في متناول الجميع، ومع هذا الالتزام المتجدد، تتجه المملكة نحو بناء مستقبل تنافسي ومستدام، يضع الإنسان أولًا، ويجعل من التقنية الحيوية جسرًا نحو "مجتمع حيوي"، و"اقتصاد مزدهر" كما أرادت رؤية المملكة 2030.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
الشثري إنسان.. في قلب وطن
حين تصبح المواجع والألم مصدر قوة وإلهام تزرع في القلب مواقف، وفي العمل إنسانية منقطعة النظير.. عبدالرحمن بن صالح الشثري «أبو هشام» اسم قد لا يعرفه البعض، ولكنه عمل كُتب بأحرف من ماء الذهب في كل الصدور الموجوعة والقلوب الملهوثة.. كان عبدالرحمن منذ نشأته يغيث الملهوف وإن كان لا يملك كل ما يقدمه لكنه يسعى بكل ما أوتي من قوة لإغاثته.. عرفته إبان عمله مستشاراً بالحرس الوطني وفي مناسبات الجنادرية كل عام.. كان القلب النابض بالخفاء لإنجاح أي عمل إداري وإعلامي، ورغم الجهد والإعياء الشديد الذي كان يتخلل جسده المنهك إلا أن الابتسامة لا تفارق محياه.. تكثر عليه الطلبات من هذا وذاك.. وتعتقد في دواخلك وأنت تراه أنه قد لا ينجز شيئاً منها! وما إن تلوح لحظات المساء، حتى تجد كل ما هو مطلوب قد تم تنفيذه.. هذه الميزة الجميلة صفة من صفات «أبي هشام» التي حباه بها المولى.. لكن الحياة لا تصفو للبشر، فقد مرت مرحلة شعر فيها عبدالرحمن بالوهن ووجع الكلى الذي أرهقه لردحٍ من الزمن، كانت مرحلة عصيبة، وكأن الله قد اختصه بتلك المواجع ليحرك المياه الراكدة ويفجر عيوناً للمياه لتُسقى «كِلى» نشفت.. ولتعود لها الحياة من جديد.. الصديق خالد السليمان وهو أحد إعلاميي الوطن والكاتب المعروف، وصف مرحلة من حياة عبدالرحمن الشثري.. يقول كنت في مجلسه ذات مساء، وتلقى اتصالاً من أحد مراكز الكلى بأن المركز لن يعمل لأشياء كثيرة تنقصه، وكان الدكتور ناصر الطيار رجل الأعمال والبر المعروف يستمع لتلكم المهاتفة، فما كان من الدكتور ناصر الطيار إلا أن قال: «أبا هشام أنا متكفل بكل متطلبات المركز»، وتم دفع كافة تكاليفه دون السؤال عن الرقم. مثل هذه المواقف الإنسانية تعجز عن وصفها ما بين عمالقة البر والإحسان لأعضاد ساهموا ووثقوا بعبدالرحمن الشثري، منهم على سبيل المثال لا الحصر، الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير -شفاه الله تعالى، والشيخ ناصر الشثري -رحمه الله تعالى، وآل الجميح، وعبدالرحمن أبو حيمد، والدكتور ناصر الطيار، والأستاذ محمد بن عودة العودة وإخوانه، والأستاذ محمد بن عدوان، والشيخ عبدالعزيز الموسى، والأخوان حمد وعبدالله بن سعيدان. هؤلاء ومثلهم كثر في وطن يعج بأهل الإحسان والمواقف النبيلة.. اليوم وبعد رحيل عبدالرحمن بن صالح الشثري، عليه شآبيب الرحمة.. الإنسان بأخلاقه وأفعاله، ترك بصمة لن تزول من قلوب كانت تتألم من كِلاها ليبقى «أبا هشام» اسماً مشعاً في أقسام الكلى بمستشفيات المملكة.. رحم الله الشثري ذلك الإنسان في قلب الوطن.. وكفى. أخبار ذات صلة