
جيل Z والصحة على وسائل التواصل الاجتماعي: علاقةٌ مُعقدة ومعلومات مُضللة
صحيحٌ أن جيل اليوم يبدو متعلقًا بشكلٍ غير صحي بالهواتف والأجهزة الذكية المتوفرة حوله، لكنه يبدو مرتاحًا مع هذه الاستخدامات؛ حتى أنه يُحقَق شيئًا من النجاح والتقدم في حياته اليومية، من خلال هذا الاستخدام. كل ما عليه فعله، بمتابعة الأهل والمختصين بالطبع، إدراك السُبل الصحيحة لإنشاء علاقةٍ صحية بينه وبين التقنيات الحديثة المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتشابك سلوكياتهم الصحية وتصوراتهم وتحدياتهم بشكلٍ كبير مع منصاتٍ مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات.
في مقالة اليوم؛ نسبر أغوار علاقة جيل زد اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي في بحثه عن مواضيع الصحة، ما هي الفوائد التي يجنيها من هذه العلاقة، وما السلبيات التي تؤثر على صحته الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى مخاطر المعلومات المُضللة التي يتحصل عليها من بعض تلك المنصات كالانستغرام وتيك توك، وكيفية بناء علاقة صحيحة مع تلك الوسائل.
جيل Z والصحة على وسائل التواصل الاجتماعي
أحدثت منصتا تيك توك وإنستغرام تحديدًا، ثورةً في كيفية تفاعل الناس مع الصحة والعافية، خصوصًا جيل اليوم من جيل زد وغيره؛ ولكن ليس دون مضاعفات.
إليكِ تحليلاً إيجابيًا وسلبيًا لتأثيرهما:
1. تأثير إيجابي على اتجاهات الصحة
• سهولة الوصول: أصبحت النصائح الصحية، وبرامج اللياقة البدنية، واستراتيجيات الصحة النفسية في متناول الجميع. ويشارك المؤثرون والمحترفون محتوىً سهل الفهم يصل إلى الملايين فورًا.
• دعم المجتمع: تُعزَز المنصات شبكات الدعم بين الأقران، وخاصةً فيما يتعلق بالأمراض المزمنة والصحة النفسية. وتستخدم تطبيقاتٌ مثل Healthread منصة إنستغرام، لبناء خطوط دعمٍ عاطفية للمستخدمين.
• إشراك الشباب: تلقى مقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى التفاعلي، صدىً لدى الجمهور الأصغر سنًا، مما يجعل التثقيف الصحي أكثر تفاعلًا ومتعة.
• الحملات المؤثرة: استخدمت العديد من العلامات التجارية، تحديات تيك توك وشراكات المؤثرين، للترويج للعادات الصحية بطرقٍ تفاعلية.
يستخدم جيل اليوم وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة للبحث عن المعلومات الصحية
هذه الإيجابيات كلها، لم تمنع خطر المعلومات المُضللة من الوصول إلى جمهور الشباب؛
2. تأثيرٌ سلبي لاتجاهات الصحة لجيل Z
• نصائح غير مُوثقة: إذ يفتقر العديد من المؤثرين إلى المؤهلات الطبية؛ ومع ذلك، يمكن أن ينتشر محتواهم على نطاقٍ واسع، مما يُعزَز إمكانية انتشار ادعاءاتٍ صحية مُضللة أو حتى ضارة.
• مخاوف الصحة العقلية: ارتبط الإفراط في الاستخدام وثقافة المقارنة على إنستغرام وتيك توك، بالقلق والاكتئاب وضعف تقدير الذات، وخاصةً بين الطلاب.
• الإدمان والتأقلم: تشير الدراسات إلى أن نسبةً كبيرة من المستخدمين يُصنفون كمُدمنين، إذ يستخدمون هذه المنصات كآليات تأقلمٍ ضعيفة.
كل هذا يحمل تأثيراتٍ مباشرة على صحة جيل زد النفسية، لا ينبغي إغفالها.
جيل Z وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصتي إنستغرام وتيك توك، تأثيرٌ واسع ودقيق على الصحة النفسية لجيل اليوم. إليك الناحيتين الإيجابية والسلبية:
1. الآثار الإيجابية
• مُجتمعات دعم الأقران: تستضيف المنصات مجموعات دعمٍ للصحة النفسية، تُخفَف من وصمة العار وتُشجع على طلب المساعدة.
• مناصرة الصحة النفسية: تُشجع حملات مثل #MentalHealthAwareness و#BellLetsTalk على الحوار المفتوح والتثقيف.
• التعبير الإبداعي: تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي منافذ للفن والكتابة والفكاهة، والتي يُمكن أن تكون علاجية وتُعزز الثقة بالنفس.
• الوصول إلى الموارد: يستخدم أخصائيو الصحة النفسية المنصات لمشاركة استراتيجيات التأقلم، ونصائح اليقظة الذهنية، وروابط الدعم في حالات الأزمات.
2. الآثار السلبية
• ضغط المقارنة الاجتماعية: يُمكن أن يُؤدي التعرّض المُستمر لحياةٍ مُصغّرةٍ ومثاليةٍ لدى البعض ممن يدَعون الصحة المثالية، إلى الشعور بالنقص والحسد وانخفاض قيمة الذات.
• اضطراب النوم: يُؤثّر تصفح الإنترنت والتعرّض للشاشة، في وقتٍ متأخرٍ من الليل على جودة النوم، وهو أمرٌ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمزاج والوظائف الإدراكية.
• التنمّر الإلكتروني والتحرش: تعرّض ما يقرب من نصف مستخدمي الإنترنت للإساءة الإلكترونية بسبب صحتهم وأجسامهم، مما قد يُسبّب صدمةً عاطفيةً دائمة.
• الخوف من تفويت الفرص: إن رؤية الأنشطة الاجتماعية للآخرين وصحتهم شبه المثالية (هذا ما يحاول العالم الافتراضي إيهامنا به) قد تُثير القلق وعدم الرضا عن حياتهم.
• سلوكيات تُشبه الإدمان: صُممت المنصات لتكون مُسببةً للإدمان، حيث تُنشط نظام المكافأة في الدماغ وتُعزز الاستخدام القهري.
• مشاكل صورة الجسد: تُساهم الفلاتر ومعايير الجمال في تطبيقاتٍ مثل إنستغرام وتيك توك، في زيادة عدم الرضا عن شكل الجسم، وخاصةً بين المراهقين.
• الوحدة والعزلة: من المفارقات أن الاستخدام المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يُمكن أن يزيد من الشعور بالوحدة ويُقلل من التفاعل الاجتماعي في الحياة الواقعية.
الكثير من المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تضر صحة جيل زد
مخيفٌ ما يمرَ به أولادنا وأحبتنا، في محاولةٍ منهم لمعرفة المزيد عن صحتهم وكيفية تحسينها؛ يرغبون في استكشاف الفرص المتاحة التي تقدمها لهم منصات التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، لكنهم بلا شك يقعون فريسة المعلومات المغلوطة والحملات المدفوعة التي تُسوَق لمنتجاتٍ وعلاجاتٍ لا تنطبق على الجميع.
فما الحل إذن؟ لا بد من دليلٍ سليم ومتوازن، يضمن لجيل اليوم من المراهقين والشباب الاستفادة من تلك المنصات دون إحداث ضررٍ كبير على صحتهم الجسدية والنفسية. وهو ما سوف نستعرضه في السطور التالية..
دليل الصحة الرقمية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي
قد يكون صعبًا على البالغين إقناع الشباب وجيل اليوم بالاستماع إلى نصائحهم؛ لذا فإن توفير دليلٍ شامل وسريع يمكنهم اعتماده للاستفادة القصوى من المحتوى الصحي على وسائل التواصل الاجتماعي بما يضمن صحتهم ورفاههم الجسدي والنفسي.
إليكم هذا الدليل السريع:
• متابعة خبراء ومنظمات موثوقة.
• التشكيك بشأن "الحلول السريعة" أو العلاجات المعجزة، والبحث عن المصادر الموثوقة التي تعطي الإجابة الشافية (مثل منظمة الصحة العالمية).
• الحذر من المنشورات المنتشرة التي تُروَج لعلاجاتٍ سحرية سريعة أو حمياتٍ غذائية قاسية.
• استخدام المنصات للدعم والإلهام، وليس للتشخيص (وحده الطبيب المعالج والمختص من لديه القدرة على تقديم التشخيص الصحيح).
• وضع حدودٍ زمنية يومية، باستخدام إعدادات التطبيق أو ميزات الهاتف، لتصَفح منصات التواصل الاجتماعي بطريقةٍ صحية وآمنة.
• متابعة منشئي المحتوى الذين ينشرون محتوى أصيلًا ومحفزًا وتثقيفيًا، ويُفضَل أن يكونوا من أصحاب الاختصاص.
• إلغاء متابعة الحسابات التي تجعلكم تشعرون بالقلق أو الحكم عليكم أو الدونية، والبليغ عن الحسابات المسيئة أو المحتوى الضار وحظرها.
• طرح أسئلة مثل "كيف يؤثر هذا المنشور عليّ؟" أو "هل أقارنُ نفسي بشكلٍ غير عادل؟"
• المشاركة في التعليقات والمجتمعات التي تشجع على التعاطف واللطف.
• إنشاء مساحةٍ آمنة على الإنترنت.
• تحصيص وقتٍ للتأمل والهوايات والنوم خارج الإنترنت.
• استخدام هاشتاجات مثل #MentalHealthMatters، أو #DigitalDetox، أو #WellnessCheck لاكتشاف محتوى داعم.
• الاحتفاظ بأرقام هواتف الطوارئ، أو تحميل بعض تطبيقات الصحة النفسية مثل Calm، أو Headspace، للرجوع إليها عند الحاجة.
• استشارة الأهل والمختصين ووصف الحالة النفسية التي عكستها تلك المنصات عليكم، بحيث يمكنهم مساعدتكم.
خلاصة القول؛ أن جيل زد يبحث في منصات ووسائل التواصل الاجتماعي على نصائح ومعلوماتٍ صحية بغية تحسين صحتهم وحياتهم للأفضل. لكنهم قد يقعون فريسة المعلومات المضللة والترويج لمنتجات لا تتناسب مع احتياجاتهم، ما قد يؤثر بالسلب على صحتهم البدنية والنفسية.
لذا لا بدَ من اتباع بعض الإرشادات الصحية والمدروسة، للبحث واستخدام هذه الوسائل بشكلٍ آمن، يضمن صحة ورفاه جيل اليوم ويجيب على كافة تساؤلاتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
هل يشرب الأطفال الصودا؟ إليك 5 مضاعفات وأهم البدائل
يعد تناول الصودا منعشاً، ولكن هل يمكن للأطفال تناولها؟ فقد يفضل بعض الأطفال تناول المشروبات الغازية لمذاقها الحلو، وألوانها الزاهية، ولهذا السبب ينجذب الأطفال إلى تناول الصودا. في المقابل، يجب على الآباء توخي الحذر عند تقديم الصودا لأطفالهم؛ لأنها تؤثر سلباً على صحتهم. لذلك، من المهم اتخاذ تدابير وقائية لحماية صحتهم وتحسين نموهم. هل يُسمح للأطفال الصغار بتناول الصودا؟ يجب على الأطفال، وخاصةً من هم دون سن الثانية، عدم تناول الصودا لأن أجسامهم ليست مستعدة بعد للتعامل مع السكريات المضافة والمكونات الأخرى الموجودة في المشروبات المحلاة مثل الصودا. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات، يُنصح بعدم تناول الصودا لأن محتواها من السكر قد يُسبب تسوس الأسنان و السمنة ومشاكل صحية أخرى. بالنسبة للأطفال بعمر 5 سنوات فما فوق، يوصَى بتجنب تناول المشروبات الغازية لما لها من تأثير سلبي على الوزن وصحة القلب والعظام وبدلاً من ذلك، يُشجع الأطفال على تناول الماء أو الحليب غير المُحلَّى أو عصير الفاكهة الطبيعي بكميات محدودة، وقد يكون من الجيد للأطفال تجربة المشروبات الغازية من حين لآخر دون إفراط في تناولها. مضاعفات تناول الأطفال للصودا المشروبات الغازية هي مياه تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون المضاف، يُسبب هذا الغاز فقاعات صغيرة في الماء، وهي سمة مميزة لمشروبات الصودا. قد تُسبب هذه المشروبات مشاكل صحية لدى الأطفال وهي كالتالي: تسوس الأسنان تعد الأسنان من أكثر أعضاء الجسم تأثراً باستهلاك الصودا نظراً لاحتوائها على السكر، وفقاً لجمعية طب الأسنان تحتوي 354 مل من الصودا على ما يقارب 10 ملاعق صغيرة من السكر، ويوصَى بتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و18 عاماً أقل من 6 ملاعق صغيرة من السكر يومياً لأن الإفراط يزيد من خطر تسوس أسنانهم نظراً لاحتوائه على نسبة عالية جداً من السكر حتى مع تنظيف الأطفال لأسنانهم بانتظام، فإن الصودا العادية أو الدايت قد تُلحق الضرر بمينا الأسنان، فقد تعيش بكتيريا صغيرة حول الأسنان، عند تعرضها للسكر الموجود في الصودا، تُنتج هذه البكتيريا أحماضاً تُسبب التسوس وتحدث عملية تكوين الأحماض هذه في غضون 20 دقيقة فقط من شرب الصودا. الإصابة بالسمنة الأطفال الذين يستهلكون المشروبات الغازية معرضون لخطر السمنة، وذلك لاحتوائها على مستويات عالية من المُحليات، فإن الحد الأقصى اليومي المسموح به للأطفال من السكر هو 25 جراماً، أي ما يعادل ملعقتين كبيرتين. تحتوي المشروبات الغازية على كميات كبيرة من المُحليات، بما في ذلك مستويات عالية من الفركتوز. لذا، فإن تناول السكر يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. وإذا كان الطفل يعاني من السمنة، فإن ذلك يزيد من خطر إصابته بأمراض مختلفة، مثل أمراض القلب والسكري ومشاكل صحية أخرى. مشاكل سلوك الطفل وجدت دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال أن الأطفال الذين يتناولون المشروبات الغازية بكثرة هم أكثر عرضة لإظهار سلوكيات عدوانية، ويعد السبب الدقيق لتناول المشـروبات الغازية وظهور سلوكيات عدوانية لطفلك، فقد ربطت بعض الدراسات بين مكونات المشروبات الغازية مثل الأسبارتام وظهور أعراض حدّة المزاج ، وارتبط الكافيين أيضاً ببعض المشاكل السلوكية لدى الأطفال. انخفاض كثافة العظام يتسبب الإفراط في تناول المشروبات الغازية في زيادة امتصاص الكالسيوم؛ مما قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام عند تناوله بكميات كبيرة. مشاكل صحية أخرى تحتوي الصودا على مستويات عالية من الكافيين، يحتوي 354 مل على الأقل من الصودا على 34-45 ملج من الكافيين. قد يُسبب تناول الكافيين لدى الأطفال مشاكل صحية مثل: الصداع، آلام المعدة، اضطرابات النوم، القلق، المشاكل السلوكية، واضطرابات الجهاز العصبي. ومن جانبها تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من إفراط الأطفال في تناول الكافيين، وإذا كنت ترغبين في تقديم مشروبات منعشة لطفلك؛ فحضّري عصائر من الفاكهة خالية من السكر المضاف لتجنب الإفراط في تناول السكر. * ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.


عكاظ
منذ 7 ساعات
- عكاظ
صغار.. لكن بدناء !
السمنة ليست مشكلة جمالية، بل بوابة لأمراض مزمنة مبكرة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، وتشوّهات العظام والمفاصل وفق تأكيدات الدراسات الطبية. وطبقاً لاستشارية طب طوارئ الأطفال الدكتورة مشاعل العُمري في حديثها لـ«عكاظ»، تُعدّ السمنة لدى الأطفال من أكبر التحديات الصحية في القرن الواحد والعشرين، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 39 مليون طفل دون سن الخامسة في العالم كانوا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن في 2020م، وهذا الرقم الصادم يعكس أبعاداً صحية ونفسية واجتماعية خطيرة، لاسيما أن السمنة في الطفولة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، فضلاً عن آثارها على النمو النفسي والاجتماعي وجودة الحياة. الإحصاء: %14.6 من أطفالنا بدناء الدكتورة مشاعل ترى أنه في المملكة لا تختلف الصورة كثيراً، بل تظهر المؤشرات المحلية أن المشكلة آخذة في التفاقم، فقد كشفت هيئة الإحصاء السعودية في تقريرها لعام 2024م، أن نحو 14.6% من الأطفال السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاماً يعانون من السمنة، بينما يعاني 33.3% منهم من زيادة الوزن. وزادت: في دراسة وطنية واسعة شملت أكثر من 350 ألف طفل ومراهق تبين أن 9.4% منهم مصابون بالسمنة، و11.2% بزيادة الوزن، مع نسب أعلى بين الفئة العمرية من 2 إلى 6 سنوات (12.3%)، وفرق واضح بين الذكور (10.4%) والإناث (8.3%). وأوضحت أن التحليلات تشير إلى أن عوامل نمط الحياة تلعب دوراً محورياً في هذه الظاهرة، مثل الجلوس المطوّل أمام الشاشات (أكثر من 3 ساعات يومياً)، وقلة النشاط البدني (أقل من 15 دقيقة يومياً)، إضافة إلى ارتفاع استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة، وهي عادة شائعة بين 62.5% من الأطفال الذين يعانون من البدانة، كما أن للبيئة الأسرية دوراً لا يُستهان به، حيث تزداد احتمالية إصابة الطفل بالسمنة في حال كان أحد الوالدين يعاني من زيادة الوزن، أو في حال وجود عادات صحية سلبية في المنزل مثل التدخين. تدني احترام الذات.. عُزلة وتنمّر استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور عصام بن عائل الأمير يقول لـ«عكاظ»: إن السمنة يمكن أن تترك تأثيراً نفسياً عميقاً على الطفل، خصوصاً في مراحل النمو الحاسمة، فكثير من الأطفال الذين راجعت حالاتهم كانوا يعانون من تدني احترام الذات، مشاعر الخجل، والعزلة الاجتماعية، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة للتنمر أو النظرة السلبية من الأقران، وهذه المعاناة غالباً ما تنتهي باضطرابات نفسية كاضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل والنوم، وكذلك الاضطرابات السلوكية في عمر مبكر. ولمواجهة هذا التحدي، يرى الدكتور الأمير أن الأمر لا يقتصر على المبادرات الفردية من الأطباء أو المؤسسات الصحية، بل أُطلقت عدة مبادرات وطنية ذات طابع شمولي، منها برنامج «رشاقة» الذي أطلقته وزارتا الصحة والتعليم 2016م، ويهدف إلى تحسين نمط الحياة في المدارس من خلال تعزيز النشاط البدني والتغذية السليمة. كما تبنت هيئة الغذاء والدواء سياسات للحد من تسويق المنتجات الغذائية غير الصحية للأطفال، وأطلقت حملات توعية مثل «السعرات أولاً» و«غذاؤك ميزان صحتك»، فيما تعمل وزارة الصحة، ضمن برنامج مكافحة السمنة، على الفحص المبكر لطلاب المدارس ونشر رسائل توعوية فعالة موجهة لأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء. احذروا التوبيخ والضغط يضيف الدكتور الأمير: أنه في إطار رؤية السعودية 2030، أولت الجهات الصحية والتعليمية أهمية كبرى لمكافحة السمنة، من خلال تطوير الأنظمة الغذائية في المدارس، وتوسيع الوصول إلى الأنشطة الرياضية، خصوصاً للفتيات، وتعزيز مفهوم الحياة الصحية كركيزة أساسية لبناء جيل قوي. إن مواجهة السمنة تتطلب تضافراً فعلياً بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الوطنية، لتكوين بيئة صحية حاضنة، تُمكّن الأطفال من النمو في أجواء تدعم التوازن الجسدي والنفسي، وتؤسس لأجيال أكثر صحة وقدرة على الإسهام في مستقبل الوطن. وأكد أن التعاون بين الأطباء، والأسرة، والمدرسة يصنع فارقاً حقيقياً في حياة الطفل، ويفتح له المجال ليعيش تجربة نمو صحية ومتوازنة. كما أن الدعم الأسري المتوازن، الخالي من التوبيخ أو الضغط، يمكن أن يزرع في الطفل شعوراً بالأمان والقبول، كما أن للمدرسة دوراً مهماً في تعزيز بيئة تعليمية خالية من التنمر، تشجع على التفاهم والاحترام، وتوفر برامج دعم نفسي وسلوكي متخصصة عند الحاجة. الطفل لا يملك قراره ! أخصائي التغذية العلاجية إبراهيم بن دايل، يرى أن السمنة في مرحلة الطفولة لم تعد مجرد حالة عابرة تنتهي مع البلوغ، بل باتت مقدمة لسلسلة من الأمراض المزمنة التي قد تلازم الإنسان طيلة حياته، إذ تشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بالسمنة معرّضون بشكل أكبر للإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول واضطرابات النوم ومشكلات التنفس وآلام المفاصل وتشوهات العظام والاضطرابات النفسية كالاكتئاب والعزلة وضعف الثقة بالنفس. والأخطر أن هذه الأعراض لا تظهر فقط في مراحل متقدمة من العمر، بل قد تبدأ مبكراً، ما يجعلها عبئاً صحياً ونفسياً ومادياً على الأسر والمجتمع. ويضيف بن دايل: لسنا بحاجة إلى أبحاث معقدة لنفهم أسباب تفشي السمنة بين الأطفال. فالعوامل واضحة؛ منها توفر الأطعمة غير الصحية والمشروبات المحلاة بشكل مفرط وزيادة ساعات الجلوس أمام الشاشات والأجهزة الذكية وتراجع النشاط البدني في المدارس والبيوت وضعف التوعية الصحية لدى بعض أولياء الأمور وغياب الرقابة الغذائية داخل المؤسسات التعليمية، فالطفل لا يملك القرار في ما يأكل أو يمارس.. بل نحن من يصنع له بيئته اليومية، ونحن من نتحمل تبعاتها. ويرى الدكتور الأمير، الحل في تعزيز برامج التوعية الصحية داخل المدارس والمجتمع وتشجيع الرياضة اليومية كعادة أساسية في حياة الطفل وتنظيم إعلانات وتسويق الوجبات السريعة والمشروبات السكرية وتمكين الأسرة بالمعرفة اللازمة للطبخ الصحي والتوعية الغذائية وتطوير بيئة مشجعة على الحركة واللعب، فالسمنة لم تعد مسألة مظهر.. بل أصبحت خطراً داخلياً يهدد جيلاً بأكمله إن لم نتعامل مع المشكلة بجدية اليوم سندفع ثمنها غداً في مستشفياتنا ومدارسنا، فالطفل لا يختار طبقه ولا نمط حياته.. نحن من يفعل، فلنختر له مساراً صحياً آمناً يليق بمستقبله. مواجهة الإعلان.. بالوعي الإعلامي جيلان الشمراني المتخصص في الإعلام التنموي يقول إن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الأحداث، بل يمتد إلى تشكيل وعي المجتمع وتوجيه سلوك أفراده، خصوصاً في القضايا الصحية التي تمس الأسرة والطفل. وأمام الانتشار الواسع للوجبات السريعة وتأثيرها المتزايد على صحة الأطفال يصبح لزاماً على الإعلام أن يتحرك بوعي ومسؤولية؛ فالإعلانات الجاذبة لا يجب أن تسبق التوعية الصادقة. من هنا، فإن دور الإعلام ينبغي أن يتضمن إنتاج محتوى توعوي مبسط، يتناسب مع لغة الأسرة والطفل، وإنشاء حملات منتظمة، لا موسمية، تعزز البدائل الصحية بدلاً من التحذير المجرد، وتسليط الضوء على التجارب الواقعية للأسر المتأثرة بالأمراض المرتبطة بالغذاء، وخلق شراكات إستراتيجية بين الإعلام والقطاعات الصحية والتعليمية لتوحيد الخطاب وتعزيز التأثير. نحبها لأنها لذيذة و«مقرمشة»! شهرة الغامدي ربة منزل تقول: «في خضم تسارع الوقت وانشغال بعض الأمهات بالوظيفه تعود أبناؤنا على الوجبات السريعة ونحن ربات البيوت نطبخ ونجهز الوجبات المتنوعة لكن أطفالنا ينجذبون للوجبات السريعة ربما لسرعة الوقت ورغبتهم في عدم الانتظار، فضلاً عن الألوان والنكهات المتنوعة التي لها دور في جذب أطفالنا وقوة إعلانات بعض الشركات المصنعة، ونحاول بقدر استطاعتنا أن نوجّههم حتى نحافظ على صحتهم وعدم تعرضهم للسمنة والأمراض». في المقابل يبرر الأطفال حبهم للوجبات السريعة، إذ تقول حور إنها تنجذب لها لأنها «مقرمشة وخفيفة وصوصاتها لذيذة». أما روز يحيى فتحب الوجبات السريعة لأنها مدعومة بهدايا، وكذا سلمى علي الغامدي التي تقول: «شعور حلو ما ألقاه بأي شي ثاني، صح إنها مضره بس دايم تجذبني من ناحية الشكل والطعم». وذات الرأي لبدر سعد البيشي؛ لأن الوجبات السريعة توفر له الوقت والجهد عندما يكون مشغولاً، وذات الحالة لفيروز الغامدي، وسحاب الغامدي. أمهات يطبخن.. ولكن ! عدد من الأمهات تحدثن عن معاناتهن من انجذاب أبنائهن نحو الوجبات السريعة، الأمر الذي سبّب لهن إرهاقاً نفسياً ومادياً. وتقول بدرية التميمي (موظفة): «أطفالنا يحبّون الوجبات السريعة، ومن حرصنا عليهم نختلف معهم كثيراً، والسؤال لماذا لا نطبخ لهم؟ الإجابة أنهم يفضلون الأطعمة الجاهزة، سريعة الوصول، ولا تحتاج إلى انتظار، ويرون أنها ألذ وأطعم، ونحن في جدال يومي حتى نخفف عنهم الوجبات السريعة، والمشكلة أننا نتعب ونطبخ وتأتي الوجبات الجاهزة وعذرهم في ذلك «الأكل في البيت تأخر». من جانبها، ترى سهام الغامدي أن «الوجبات السريعة ضارة بسبب طريقة تحضيرها، ولكن أحياناً تكون مُنقذة لي كأم موظفة بسبب عدم تواجدي في البيت في وقت عودة أبنائي من المدرسة، إذ لا يمكنهم الانتظار حتى عودتي فأواجه تحدي التوفيق بين مهماتي الوظيفية واحتياجات أولادي، وبحكم مسؤوليتي تجاه صحتهم اتبعت أسلوب التوازن بين وجبات المنزل والوجبات السريعة، وجدولة ذلك مرة أو مرتين في الأسبوع، لكن الحوار ومشاركة الأطفال في الآراء والبحث والتقصي حول أضرار الوجبات السريعة، ومشاركتهم في دخول المطبخ تحد كثيراً من المشكلة، والحل ليس في المنع، لكن في الفهم والتوازن والحوار». أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 12 ساعات
- صدى الالكترونية
أم ترفض علاج ابنتها وتستخدم حقن القهوة حتى الوفاة
شهدت المملكة المتحدة جدلاً واسعاً إثر وفاة الشابة البريطانية بالوما شيميراني (23 عاماً) نتيجة نوبة قلبية ناجمة عن ورم سرطاني ترك دون علاج طبي تقليدي، حيث كشفت جلسات التحقيق أن بالوما اتبعت بروتوكول علاج بديل يشمل حقن شرجية بالقهوة، وصلت إلى خمس مرات يومياً، تحت إشراف والدتها الناشطة في مجال 'الصحة الطبيعية'، كيت شيميراني. ووفقًا لتقارير صحفية، تم تشخيص بالوما في يناير 2024 بمرض لمفومة لاهودجكينية، وكان الأطباء يمنحونها فرصة 80% للبقاء على قيد الحياة إذا خضعت للعلاج الكيميائي، لكنها رفضت العلاج الطبي واعتمدت نظامًا بديلاً وصفته والدتها بأنه 'مجرب وفعال' وهو 'جيرسون '، ويرتكز على حمية نباتية صارمة، عصائر طبيعية، مكملات غذائية، واستخدام مكثف للحقن الشرجية بالقهوة، رغم تحذيرات المؤسسات الطبية من مخاطره وعدم وجود أدلة علمية تثبت فعاليته. وفي رسائل مكتوبة قبل وفاتها، أنكرت بالوما إصابتها بالسرطان ووصفت التشخيص بأنه 'خيال عبثي'، معربة عن مخاوفها من فقدان خصوبتها بسبب العلاج الكيميائي، واتهم شقيقا بالوما والدتهما بالمسؤولية المباشرة عن وفاتها، مشيرين إلى أن والدتهما زرعت الشكوك في الأسرة تجاه الطب الحديث واستبدلت الثقة العلمية بنظريات مؤامرة. وكانت كيت شيميراني، التي سحبت رخصتها المهنية رسميًا، معروفة بنشاطها في مجال 'العلاج الطبيعي' خلال جائحة كوفيد-19 وتصريحاتها المثيرة للجدل التي أنكرت وجود الوباء.