
من يرعى من؟
وفي الظروف الصحية التي قد تعيق كبار المواطنين عن التنقل إلى المستشفيات والعيادات، توفّر الجهات المعنية خدمات تمريضية متكاملة على مدار الساعة، داخل منازلهم، بما يشمل المتابعة الطبية، والرعاية التمريضية، والإشراف الوقائي.
وبهذا، ينعم كبار المواطنين براحة وكرامة في محيطهم الأسري، بين جدران ألفوها، وذكريات صنعوها، دون الحاجة إلى الانتقال إلى مستشفيات أو دور رعاية.
لكن، مع مرور الوقت، ظهرت إشكالية اجتماعية لافتة؛ إذ بدأ بعض الأبناء ينسحبون عاطفياً واجتماعياً من حياة والديهم، متكئين على وجود الممرضة أو الممرّض في المنزل. فلم تعد مهمة مقدّمي الرعاية محصورة في الجانب الصحي فحسب، بل تحوّلوا تدريجياً إلى الحاضن العاطفي الوحيد للوالد أو الوالدة، في ظل غياب الأبناء أو انشغالهم. وهذا الانسحاب الصامت، وإن كان غير مقصود أحياناً، فإنه يُفقد الوالدين شعورهما بأهميتهما ومكانتهما، ويزرع فيهما فراغاً نفسياً قاسياً لا تعوّضه أي خدمات.
إنّ بر الوالدين لا يختزل في تلبية احتياجاتهما الصحية فقط، بل يمتد ليشمل الدعم النفسي، والاهتمام العاطفي، والوجود الحقيقي في حياتهما. فالجهات المعنية - مشكورة - قد رفعت عن الأبناء الكثير من أعباء العلاج والتمريض، لكن ذلك لا يعفيهم من مسؤوليتهم في بر ذويهم، والسؤال عنهم، والحديث معهم، ومشاركتهم الحياة اليومية، حتى لو كانت ببساطة فنجان قهوة وبعض «السوالف».
كما أن على الأبناء ألّا يُثقلوا كاهل آبائهم في أعمارهم المتقدمة بهموم الدنيا، بل ليكونوا هم من يخففها عنهم، ويكونوا سنداً لهم، لا عبئاً إضافياً، فالراعي الحقيقي ليس من يُحضِر الدواء عند الحاجة وحسب، بل من يُقدّم الحنان، ويسكن القلوب، ويجعل شيخوخة الوالدين زمناً من الحب، لا العزلة.
*عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
«الصحة»: 5 إجراءات وقائية للحماية من موجات الغبار خلال الصيف
حددت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، 5 إجراءات وقائية تهدف إلى حماية الأفراد من آثار موجات الغبار، والتي تُعد من الظواهر الشائعة خلال فصل الصيف، مؤكدة على أهمية الالتزام بها حفاظاً على الصحة العامة. وأوضحت الوزارة أنه عندما يصبح الهواء محملاً بالغبار، يُنصح بالبقاء في المنزل حتى يتحسن الطقس، مع التأكيد على أهمية إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام لمنع دخول الغبار إلى الداخل، كما أوصت بارتداء الكمامة، نظراً لدورها في تنقية الهواء وحماية الرئتين من الجزيئات المتطايرة، بالإضافة إلى ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج لحماية العينين من الغبار وتقليل تهيج العين. وأضافت أنه في حالات الربو والحساسية يعد بخاخ الطوارئ (البخاخ الإسعافي) أداة ضرورية أثناء هبوب الرياح، داعية مرضى الربو والحساسية ضرورة التأكد من حمل البخاخ دائماً واستخدامه عند ظهور أعراض مثل ضيق التنفس أو السعال.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
حالة طبية نادرة في مصر.. ولادة طفل مصاب بمرض جلدي خطر
شهدت محافظة الفيوم المصرية حالة ولادة نادرة لطفل مصاب بمرض «الجلد الشمعي»، داخل مستشفى سنورس المركزي، في سابقة نادرة للغاية. وأوضح الدكتور سامح العشماوي، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، أن سيدة في العقد الثالث من العمر حضرت إلى مستشفى سنورس المركزي، مساء الأحد 20 يوليو الجاري، وهي حامل في أسبوعها الثامن والثلاثين، وتعاني انفجار كيس الحمل، حيث قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية عاجلة لإنقاذ الأم والجنين. الطفل في حالة جيدة كشف بيان مديرية الصحة بالفيوم أن الطفل المولود خضع للفحوص الدقيقة، وتأكد الأطباء أنه بحالة عامة جيدة، ومعدل تنفسه ونبضه طبيعيان، فيما تقرر عرضه على متخصص في الأمراض الجلدية لتحديد بروتوكول علاجه. ما هو مرض «الطفل الشمعي»؟ ظهر مرض «الطفل الشمعي»، المعروف طبياً باسم Collodion Baby، كأحد الاضطرابات الجلدية النادرة التي تصنف ضمن فئة أمراض السماك الجلدي، حيث يولد الطفل المصاب بهذا المرض وهو مغطى بطبقة جلدية سميكة، لامعة، ومشدودة، تشبه الشمع أو البلاستيك، وتميل أحياناً إلى اللون الأصفر أو البني. أسباب الإصابة بالجلد الشمعي تحدث الإصابة نتيجة طفرة جينية وراثية تؤثر في وظيفة الجلد وتكوينه، وتزداد فرص الإصابة في حالات زواج الأقارب، وفي بعض الحالات، يظهر المرض كأحد أعراض اضطرابات وراثية أخرى، مثل السماك الصفاحي أو متلازمة شوغرن-لارسن. ويواجه الطفل المصاب بهذا المرض عدة مضاعفات صحية، أبرزها: زيادة خطر العدوى الجلدية بسبب تشققات الطبقة الشمعية. فقدان السوائل واحتمالات الإصابة بالجفاف. اختلال في تنظيم حرارة الجسم وتوازن الكهارل. مشاكل تنفسية قد تهدد الحياة في بعض الحالات. بروتوكول علاج مرض الجلد الشمعي تتطلب الحالة عناية دقيقة داخل حضانة مرطبة للحفاظ على رطوبة الجلد وتجنب الجفاف، حيث يستخدم الأطباء كريمات مرطبة ومضادات حيوية عند الحاجة، بالإضافة إلى مراقبة دقيقة لحالة التنفس ومستوى السوائل. وفي بعض الحالات، يصف الأطباء الستيرويدات الموضعية أو مسكنات للألم حسب الحالة. وأفاد مختصون أن ما يقرب من 10% من الأطفال المصابين يتخلصون من الطبقة الشمعية تدريجياً خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، ويتمكنون من العيش بشكل طبيعي، وذلك بحسب طبيعة الاضطراب الوراثي واستجابة الجلد للعلاج.


خليج تايمز
منذ 4 ساعات
- خليج تايمز
من العيادة إلى التشريع... طبيب إماراتي يقود مبادرة لحماية المواليد في رحلة حياتهم الأولى
عندما حصل الدكتور تيسير أتراك على جائزة أبوظبي في عام 2011 من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لم تكن مجرد تكريم رمزي، بل كانت نقطة انطلاق لتعزيز جهوده في حماية الأطفال. واليوم، يشارك الدكتور أتراك، طبيب الأطفال والمدافع عن سلامة الأطفال، في إعداد سياسة جديدة قيد التطوير، تهدف إلى إلزام جميع مستشفيات الدولة بعدم السماح بخروج المواليد الجدد دون وضعهم في مقاعد الأمان المخصصة للأطفال داخل السيارة ، وهي ممارسة متبعة منذ عقود في الولايات المتحدة. وقال الدكتور أتراك في لقاء مع خليج تايمز خلال مؤتمر صحفي خاص بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق جائزة أبوظبي: "في أمريكا، لا يُسمح للمستشفى بإخراج طفل حديث الولادة إلا بعد أن يتم التأكد من تثبيته بطريقة آمنة في مقعد مخصص في السيارة. أريد أن أرى ذلك يحدث هنا في الإمارات. إنها الرحلة الأولى للطفل من المستشفى إلى البيت – ويجب أن تكون أيضًا الرحلة الأكثر أمانًا". بناء سياسة طموحة لحماية الأطفال هذه ليست أول مبادرة يقودها الدكتور أتراك، لكنها من بين أكثر المبادرات طموحًا في مسيرته التطوعية التي تمتد لأكثر من 15 عامًا، ركز خلالها على توعية المجتمع بأهمية سلامة الأطفال. يقول: "منذ أن حصلت على الجائزة، بدأت الجهات الحكومية تتواصل معي، وهو ما منح عملي مصداقية وأعطاه أبعادًا أوسع لم أتصورها". من الطب إلى التوعية الميدانية تلقى الدكتور تيسير تدريبه في الولايات المتحدة، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي في عام 2008. واستثمر سنوات عمله، ليس فقط في العيادة، بل خارجها أيضًا حيث نظم ورش عمل ودورات توعية تطوعية للآباء والأمهات، والمربيات، وسائقي الحافلات المدرسية، وذلك دون مقابل. "بدأت العمل بتمويل شخصي. كنت أشاهد أطفالًا يفقدون حياتهم بسبب إصابات يمكن ببساطة منعها. لم أتمكن من البقاء صامتًا"، يقول الدكتور أطرش. يشير إلى أنه بعد عرض بيانات الحالات الواقعية – وبعضها لحالات فقد فيها الأطفال حياتهم لأنهم لم يكونوا مثبتين بمقاعد خاصة – أصبحت العديد من المستشفيات أكثر استعدادًا لدعم هذه السياسة. ومن بين إنجازاته المبكرة، حملة إدخال تدريبات الإنعاش القلبي "CPR" للآباء والأمهات قبل مغادرة المستشفى ، والتي واجهت في البداية شكوكًا حول اهتمام الجمهور بها. "بعد عام فقط، أصبح الأهالي يطلبونها بأنفسهم"، يقول. "وفي عدّة حالات، ساهموا فعليًا في إنقاذ حياة أطفالهم". نتائج ملموسة ودعم متوسع يقول الدكتور أتراك إن نتائج الحملات المشترك بها كانت واضحة: "عملنا كفريق – مستشفيات، وجهات حكومية، وأفراد – والبيانات أظهرت انخفاضًا واضحًا في عدد الإصابات والوفيات بعد تلك الحملات". تكريم آخر لأيقونة العطاء المجتمعي وفي نفس الحدث، قابلت خليج تايمز أيضًا زَعفرانة أحمد خميس ، المتطوعة المخضرمة وأم لـ11 طفلًا، من بينهم فتاتان بطلات في الألعاب الأولمبية الخاصة. تُلقب بـ"أم أصحاب الهمم"، وبدأت التطوع سنة 2007 مع نادي أبوظبي لأصحاب الهمم، بعد أن لاحظت بأن بعض الفتيات يذهبن إلى التدريب دون إشراف أو مرافقة مناسبة. تقول زعفرانة: "ذهبت إلى مدير النادي وقلت له 'دعني أساعد'. فأعطوني حافلة صغيرة، وكنت أقود عبر أبوظبي لجمع الفتيات من منازلهن وتوصيلهن إلى المراكز الرياضية، ثم إعادتهم إلى المنزل، أحيانًا حتى الساعة العاشرة مساءً". تلقت زعفرانة جائزة أبوظبي في عام 2021 ، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لها. "لم أكن أعلم أنني مرشحة. عندما أبلغوني بأنني سأستلم الجائزة من الشيخ محمد شخصيًا، بكيت من شدة الفرح". تقول: "الجائزة أعطتني طاقة للاستمرار. أنا أحبهم، بناتي وغيرهن من الأطفال، أراهم جميعًا بنفس القلب. الجائزة ذكّرتني أن ما أقوم به له قيمة". جائزة أبوظبي: 20 عاماً من تكريم الصامتين تم إطلاق النسخة الـ12 من جائزة أبوظبي في 22 يوليو 2025، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بالتزامن مع عام "العام المجتمعي" في الدولة، وهي تحتفل بمرور 20 عامًا على تكريم أفراد نذروا حياتهم لخدمة مجتمع الإمارات. منذ تأسيس الجائزة عام 2005، تم تكريم 100 فائز من 18 جنسية مختلفة ، وقد تنوعت مساهماتهم بين مجالات الصحة والتعليم وحماية البيئة والتراث، ودعم أصحاب الهمم. قالت مهرة الشامسي ، عضو لجنة تنظيم الجائزة: "ترشيح واحد يمكن أن يشعل شرارة من العطاء. هؤلاء الأفراد يذكروننا أن حتى أبسط الأفعال يمكن أن تصنع فرقًا يدوم إلى الأبد". ما زال باب الترشيحات مفتوحًا عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للجائزة، وتشمل النسخة الحالية حملة توعية مجتمعية متنقلة بعنوان: "الخير في حركة" ، وهي مبادرة تهدف إلى إيصال رسالة الجائزة إلى مختلف مناطق الدولة وتحفيز الناس على الترشيح والمشاركة.