
لـيلــة اسـتـثنـائـيـة فـــي (أم المـدن): مجلس بن هندي بالمحرق يغوص في قضايا تهم الوطن والمواطن
تغطية: أحمد عبدالحميد تصوير: عبدالأمير السلاطنة
البطالة ومخرجات التعليم والازدحامات ودور البنوك في الاقتصاد الوطني
صالح بن هندي: لنجعل سقف اختلافنا «البحرين أولا»
سلمان بن هندي: نتطلع إلى إنجاز مشاريع المحرق الكبرى
رئيس مجلس النواب: الحكومة جادة في العمل على حل مشكلة البطالة
نتشاور مع الداخلية لتقليل رخص الأجانب وتحديد عمر للسيارات
أنور عبدالرحمن: هاجس الشباب الآن هو كيفية الحصول على عمل
يجب تغيير عقلية المصارف للمساهمة في خلق فرص العمل بالاقتصاد
علينا أن نغرس في نفوس شبابنا أهمية دوره في بناء مستقبل الوطن
في العالم المتقدم.. 27% من خريجي الثانوية فقط يلتحقون بالجامعات والبقية يدخلون سوق العمل
المحرق «أم المدن»، كما يصفها دائما حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، لها مكانة خاصة في نفوس كل بحريني، لما لها من عمق ممتد في تاريخ البحرين العريق.
ومجلس بن هندي في قلب المحرق من المجالس التي تحرص «أخبار الخليج» على حضورها سنويا، للاستماع من قرب لأهالي هذه المدينة الأصيلة، الذين يعكسون ما تتمتع به البحرين من تنوع فكري وثقافي وحضاري يثري هذه المملكة، والذين يحرصون بدورهم على الالتقاء مع الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير، على رأسهم السيد صالح بن عيسى بن هندي المناعي مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة، والسيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق.
المحرق الشهيرة بالغوص تاريخيا شهدت ليلة استثنائية من المناقشات التي لم تخل من الصراحة في رصد الملاحظات والمصارحة مع الذات، في طرح موضوعات تشغل الرأي العام البحريني كله، بداية من البطالة والتعليم ودور البنوك في العملية الاقتصادية مرورا بالازدحامات وصولا إلى متابعة مشروعات تطوير المحرق واستعادة تركيبتها السكانية والمحافظة على تراثها العمراني.
بداية ساخنة
البداية كانت ساخنة من خلال حوار هامشي بين الأستاذ أنور عبدالرحمن ورواد المجلس حول تراجع دور الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية وتحولها إلى أذناب للولايات المتحدة الأمريكية في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأيده السيد خميس محمد المقلة، مؤكدا أن الأوروبيين تركوا الساحة مفتوحة أمام الأمريكيين، مشيرا إلى أن قواعد المنافسة العالمية في اقتصاد السوق المفتوح بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها ارتدت وانقلبت على هذه القواعد مع التقدم الذي حققته الصين في مجال التجارة العالمية، لذا نرى ما تفرضه الولايات المتحدة من رسوم جمركية بالمخالفة لقواعد المنافسة العالمية.
وردا على سؤال عن المتضرر من هذه الإجراءات، أوضح المقلة أن الجميع سيتضرر وخاصة بعد فرض الرسوم الجمركية، إذ سيمتد التأثير إلى كل أسواق العالم، لذا فإن الكثير من البورصات العالمية بدأت تستشعر التأثيرات السلبية من تلك الإجراءات.
فيما قال د. المناعي إن العالم كالقرية الواحدة يتأثر بعضه ببعض، تحقيقا لنظرية الفراشة، إذ إنه إذا ما رفرفت فراشة في أمريكا فإن تأثير الهواء يمتد إلى إفريقيا.
كلمات الاستهلال والترحيب
بعد ذلك استهل السيد صالح بن عيسى بن هندي المناعي مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة النقاش العام في المجلس، قائلا: في هذه الليالي المباركة الروحانية في «أم المدن» نرحب بالأستاذ أنور عبدالرحمن، وبالجميع الذين يعكسون حب البحرين وعطاءهم لها، وحتى لو اختلفنا نأتلف تحت سقف «البحرين أولا».
ونرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم على إنجازاته وعطائه وما تمر به البحرين من أيام حلوة، وإن شاء الله دوم أمن وأمان.
بدوره ألقى سلمان بن هندي محافظ المحرق كلمة قائلا: الجميع يسعد ويفرح بهذه اللقاءات في هذا المجلس الذي يجمع أهل الفريج والمحرق.
ونرفع باسم أهالي المحرق مدنها وقراها التهاني والتبريكات إلى جلالة الملك المعظم بمناسبة الإنجاز العلمي المتمثل في إطلاق القمر الصناعي البحريني «المنذر» بكوادر بحرينية نعتز بها جميعا، والدخول في عصر الفضاء يعكس تقدم الأمم، ونسعد بالدخول إلى الفضاء بأيد بحرينية وكوادرنا الوطنية.
ونرحب بجريدة «أخبار الخليج» ورئيس تحريرها أنور عبدالرحمن، ومن الجميل أن يبدأ الإنسان يومه بمطالعة «أخبار الخليج» وما تحتويه من أخبار طيبة عن المشروعات والإنجازات المشهودة.
ونتمنى إنجاز 3 مشاريع كبرى في المحرق حتى نسعد بزيارة جلالة الملك المعظم للمحرق، وهي مشاريع قصر الشيخ عيسى الكبير، والفرجان الستة وطريق اللؤلؤ، وننتظر إنجازها في أسرع وقت لنلتقي جلالة الملك حفظه الله في المدينة التي قال عنها «أم المدن» والمدرسة الوطنية.
من جانبه تحدث عبدالعزيز النعار رئيس مجلس بلدي المحرق قائلا: بعد مرور سنة على لقائنا العام الماضي الذي كنا نتحدث فيه عن مشاريع التطوير في مشروع الفرجان الستة من خلال استملاك 96 بيتا فقط، ولكن هذا العام وصل عدد الاستملاكات إلى أكثر من 300 بيت.
وتابع: هذا مشروع عود ويحتاج إلى صبر، وبفضل الله بدأت بوادره تظهر، وخصوصا في مجمعات 209 و211 و213، وبالفعل يوم الخميس الماضي تم استملاك أكثر من 30 بيتا في مجمع 213.
والمشاريع المقبلة على المحرق ضخمة، والجميع يراها، ونتقدم بالشكر لجلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس الوزراء على الاهتمام بهذه المشاريع، وكذلك كل المسؤولين ومحافظ المحرق ومستشار الملك لشؤون الشباب والرياضة على المتابعة أولا بأول لكل تفاصيل المشاريع.
دور البنوك في الاقتصاد الوطني
وانتقلت دفة الحوار إلى الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير الذي طرح أولى قضايا النقاش العام على الحضور قائلا: إننا في هذا الشهر المبارك نلتقي بكثير من الناس في المجالس المختلفة، ورصدنا أن الهاجس المسيطر على عقول الشباب الآن هو كيفية الحصول على عمل.
وهذه حقيقة وليست مشكلة!
فالمشكلة يمكن حلها، أما الحقيقة فإنها تحتاج إلى تغيير.
وتابع عبدالرحمن: إن الشعوب اليوم في عيون العالم تقدر بعطائها، فهل نحن منتجون بقدر المسؤولية؟
لأن الشعوب تقدر بالإنتاجية، والعقلية الإنتاجية ليست مقتصرة على الشباب فحسب، بل بالمؤسسات الاقتصادية الكبرى، فإذا نظرنا إلى اليابان، تلك الدولة التي لا يوجد بها عاطلون، نجد أن الرأسمالية الوطنية هناك وضعت نصب أعينها التعامل مع النظرية الاقتصادية التي تقوم على كيفية توفير فرص العمل للأجيال القادمة، من خلال تشجيع إقامة المصانع والتصدير للخارج.
وتساءل أنور عبدالرحمن عما إذا كانت المؤسسات المصرفية في البحرين تلعب دورا في تشجيع العمل الصناعي؟
وشدد على أهمية خفض الفوائد من أجل تشجيع الاستثمار الصناعي، وأنه على المصارف الكبرى أن تدرك أنه آن الأوان لتشجيع التجار وأصحاب المهن على توسيع أعمالهم من أجل خلق فرص العمل لاستيعاب الشباب، لأنه لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تحدث المعجزة في توفير فرصة عمل لكل خريج.
وجدد التساؤل أين دور المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تحقق أرباحا كبيرة سنويا؟
وقال رئيس التحرير: الشعوب المفلسة مشغولة بالسياسة، والشعوب البناءة والمتقدمة مشغولة بالإنتاج.
فاليوم مع تراجع إنتاجية المواطن الإنجليزي إلى 4 ساعات فقط، نرى الاقتصاد الإنجليزي يترنح.
نتمنى أن نبني مستقبل أبنائنا بعقليات جديدة وأن نغرس في كل شخص منهم أن يدرك أهمية دوره في بناء مستقبل الوطن.
وأبدى خميس المقلة اتفاقه مع ما طرحه رئيس التحرير، مؤكدا أهمية تشجيع الشباب على العمل وتحفيزهم على دخول سوق العمل، لافتا إلى ضرورة تفعيل البحرنة وتأكيد وجود الفرص النوعية أمام هذه الفئة المهمة من المجتمع.
ونوه إلى أن صندوق العمل «تمكين» يقوم بدور مهم فيما يخص توفير التدريب والتأهيل اللازمين لتشجيع انخراط الشباب في سوق العمل.
ووجّه المقلة حديثه للشركات البحرينية قائلا: من الأفضل أن توظف مواطنك البحريني على حساب الأجنبي، ويجب أن يكون هناك اهتمام في هذا الجانب.
وأعرب د. محمد المناعي عن إعجابه بمبادرة رئيس التحرير حول تفعيل دور المؤسسات المصرفية في الاقتصاد الوطني، داعيا إلى اتخاذ إجراءات بشأنه في البحرين لتشجيع المؤسسات المصرفية على ذلك، واصفا إياها بالمبادرة المثالية والسباقة في دول الخليج.
وشدد د. المناعي على أن الأمر يجب أن يبدأ من المؤسسات المالية الوطنية قبل أن ينسحب على بقية المؤسسات الأجنبية.
وعقّب أنور عبدالرحمن قائلا: إن هذه العقلية الاقتصادية ظهرت في مصر في عشرينيات القرن الماضي، من خلال طلعت حرب ذلك الشخص الذي أسهم في تأسيس بنك مصر ومنه انطلق نحو المساهمة في إنشاء المصانع والشركات، وقد آن الأوان للمصرفيين الخليجيين للتفكير في تلك المبادرة، وأن يدركوا أن هذا لن يقلل من أرباحهم، لأن مشاركة البنوك بفعالية في بناء المستقبل تدر ربحا أكثر استدامة لهم، لكن حتى الآن البنوك همها تحقيق أرباح للمديرين التنفيذيين والمساهمين فقط.
وتابع أن لدينا آلاف الخريجين سنويا وصندوق العمل «تمكين» يقوم بعمل متميز في إيجاد وظائف جديدة لهم، ولكنه لن يستطيع تحقيق ذلك وحده، ولا بد من تعاون مؤسسات القطاع الخاص، على رأسها المؤسسات المالية، وهنا لا بد أن نشير إلى أن البنوك في مختلف دول العالم تدفع ضرائب ما يعادل 40%، فيما هنا ما هي مشاركتهم في الاقتصاد الوطني؟
وصول رئيس مجلس النواب
وتداخل صالح بن هندي مرحبا بقدوم أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، مؤكدا أن وجوده يشكل إضافة لنقاشات ومخرجات المجلس.
وتطرق إلى زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمجلس بن هندي قبل بضعة أيام، وحرص سموه على التطرق إلى الموضوعات التي تمس الشارع البحريني، من بينها الازدحامات المرورية، وتأكيد سموه أن مشروع الجسر الرابع الرابط بين المحرق والمنامة سوف يخفف الكثير من الضغوطات والازدحامات على الطرق.
وتساءل صالح بن هندي عن التصورات المطروحة على مجلسي النواب والشورى بشأن المشاريع المستقبلية.
وتحدث أحمد المسلم رئيس مجلس النواب بشأن مشكلة الازدحامات المرورية، مستعرضا عددا من المشاريع المستهدفة لتخفيف الازدحامات، من بينها اعتماد ميزانية تطويرية لجسر الشيخ خليفة، منوها بجهود وزارة الأشغال في تنفيذ المشاريع، كما لفت إلى أن شارع ريا بات من الشوارع المميزة وسوف يتم ربطه بالجسر الرابع لتخفيف الازدحامات.
وقال المسلم إن البحرين تحتاج إلى شوارع دائرية لا تتوقف أي من دون إشارات مرورية، وتكون هذه الشوارع مربوطة بالمناطق المختلفة،
وهذا هو المطلوب في المستقبل لمواجهة الازدحامات المرورية.
وعلق صالح بن هندي قائلا إن الشعوب لا بد أن تشعر بالمسؤولية تجاه أوطانها، وأن تكون جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة، إذ يمكن من خلال تعاون الجميع وتعديل توقيتات الخروج أن نسهم في تخفيف الازدحامات.
وتطرق إلى أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء بشرهم بإنشاء فروع للجامعات بالمحرق، وهو ما سوف يسهم أيضا في تخفيف الازدحامات.
وعرج أحمد المسلم رئيس مجلس النواب على جزئية أخرى تتسبب في الازدحامات المرورية، قائلا إن السيارات في البحرين زيادة عن اللزوم، وكشف عن وجود مشاورات مع وزارة الداخلية لوضع نظام للحد من حصول الأجانب على رخص السياقة، لكن هذا الأمر مازال يواجه تحديات تتعلق بحقوق الإنسان، كما يجري النقاش بشأن تحديد عمر للسيارات.
البطالة وناقوس الخطر
وعادت دفة الحوار مرة أخرى إلى الحديث عن الاقتصاد وتغيير ثقافة العمل، مع مداخلة د. خالد بومطيع الذي تساءل هل اقتصادنا البحريني يولد وظائف؟ مشيرا إلى أن الاقتصاد البحريني خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات عمد إلى خلق الوظائف من خلال التركيز على المصانع مثل ألبا وأسري وغيرها من المشاريع التي توفر فرص عمل، مضيفا أننا نتطلع إلى تبني سياسة اقتصادية تقوم على نفس النهج من أجل استيعاب أبنائنا الخريجين.
وأشار إلى أنه لا يوجد بيت في البحرين إلا وفيه شخص عاطل، والبطالة تشكل ناقوس خطر، وهذا الجرس يدفعنا إلى تشجيع الاقتصاد على توليد الوظائف النوعية، معبرا عن اتفاقه على عدم الاعتماد على الوظائف الحكومية فحسب، مستشهدا بالتجربة الصينية.
بدوره، عقب أحمد المسلم رئيس مجلس النواب قائلا: إن قضية البطالة من القضايا المهمة التي أولاها مجلس النواب اهتمامه من بداية الفصل التشريعي الحالي، ونحن جادون في حلها.
ولفت إلى افتتاح مصفاة النفط الجديدة التي أسهمت في توظيف 500 بحريني، وهو ما يعكس اتجاه الحكومة، لكن يجب إعادة النظر في مخرجات التعليم وتناسبها مع حاجة سوق العمل.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن الحكومة جادة في مواجهة مشكلة البطالة، منوها بجهود وزير العمل بالوكالة يوسف خلف في ترتيب الملف خلال الفترة الحالية.
وتطرق د. محمد المناعي إلى زاوية أخرى فيما يخص البطالة، مؤكدا أن الإشكالية لا تقع على كاهل الحكومة وحدها، وهناك جزء من المسؤولية يقع على عاتق الشباب أنفسهم، فبعضهم «اتكالي» يرتكن إلى انتظار الوظائف المضمونة سواء في الداخلية أو قوة الدفاع أو الحكومة، ولا يبادر إلى العمل الخاص به.
ووجه حديثه إلى الشباب قائلا: لا يوجد عيب في أي نوع من الأعمال.
وأيده رئيس مجلس النواب، مؤكدا أنه لاحظ خلال زيارته للسعودية أن السعوديين والسعوديات يعملون في مختلف الوظائف، فيما «ربعنا» يبحث عن وظائف معينة، مجددا تأكيده أهمية تناسب مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.
مبادرات تمكين
أما د. إبراهيم مطر فأكد أن مملكة البحرين لا تعاني من قصور في تشجيع الصناعة والشركات، وعدد الشركات في البحرين ليس بالقليل، ولدينا مدينة سلمان الصناعية بالحد، كما أنه في السابق كانت هناك منطقة سلماباد الصناعية التي ربما تحتاج إلى بعض التطوير.
وتابع مطر: عندما تطالع الصحف المحلية الأربع تجد إعلانات الوظائف، ولكن الإشكالية أن البعض يتحرج من العمل فيها، لكن الوظائف موجودة في المملكة، كما أن البحرين وضعت قدمها في عصر التكنولوجيا، وهذا هو المستقبل الذي تتنافس فيه الدول حاليا، فالمصانع في العصر الحديث لم تعد كما كانت في الستينيات والسبعينيات من ناحية الحجم والكفاءة.
وشدد على أن البحرين هيأت كل السبل لأبنائها للدخول في مضمار التكنولوجيا، منوها بدور صندوق العمل «تمكين» في تأهيل الشباب لدخول سوق العمل من خلال عديد من المبادرات الإيجابية.
إعادة تنظيم المجالس
من جانبه قدم محمد سعد المران الناشط الاجتماعي طرحا مهما، مؤكدا أن البحرين لديها نجاحات كثيرة، والدولة تعمل على رفاهية المجتمع، وهذه الرفاهية لا تقتصر على «البيزات» الأموال فحسب، ولكن من خلال توفير الخدمات والبنية التحتية الميسرة للمواطنين، ولكننا نفتقد الترويج لمفهوم الرفاهية المجتمعية.
وأشار إلى أنه في ظل التحديات التي تواجه المجتمع، أصبحت المجالس ومنصات البث المباشر أماكن يتردد فيها الكثير من الأقوال والأخبار التي تفتقر إلى الدقة، أو تُستخدم كوسيلة للإساءة إلى الوطن والقيادة، ومن المؤسف أن نرى بعض هذه المجالس تُستغل من قبل أعضاء جمعيات تم إغلاقها بحكم قضائي، أو من خلال إجراء مقابلات مع أفراد قد يفتقدون المعلومات الصحيحة، ما يؤدي إلى وضع «السم في العسل».
ومع ذلك، يجب أن نذكر أن هناك العديد من المجالس العريقة التي يتجاوز عمرها 100 سنة، والتي لا تزال تحمل تراثنا وتعكس قيمنا، ولم يصدر منها أي إساءة للوطن أو القيادة. هذه المجالس تحمل أسماء عائلات كبيرة وتُعتبر مدارس للحوار البناء والإيجابي.
وشدد على ضرورة تبنى نهج جديد يضمن أن تكون هذه المنصات مسؤولة ومفيدة، ويجب وضع قوانين واضحة وشروط دقيقة لكل من يرغب في إدارة مجلس أو منصة بث. ومن المهم تسجيل المجالس في المحافظات وأن تلزم في حال إقامة ندوة أو فعالية حوارية بأن تخطر المحافظة ليتسنى للمحافظ مخاطبة رئيس الأمن العام ليتمكن من تفعيل الصلاحية التي منحها له قانون التجمعات بأن قرر القانون بأن لرئيس الأمن العام أو من يفوضه أن يعترض على اجتماع خاص لعدة اعتبارات فيتحول إلى اجتماع عام واجب الإخطار والموافقة قبل انعقاده.
وأكد المران أن عدم تنظيم هذه المجالس يمكن أن يؤثر سلبا على الاقتصاد، ويضعف الثقة لدى المستثمرين الأجانب، الذين يبحثون عن بيئة مستقرة وآمنة لاستثماراتهم. ويمكننا الاستفادة من التجارب الناجحة في دول مثل الإمارات، إذ وضعت شروطا صارمة على المحتوى الذي يمكن نشره، وخاصة إذا كان من الممكن أن يؤثر على السلم الأهلي أو الاقتصاد. هذه الشروط تجعل من الصعب على الأفراد نشر الأفكار السلبية أو المعلومات المضللة.
وقال جعفر حبيب إن الهموم واحدة في كل المجالس، وندرك أن الحكومة غير مقصرة، ولكن علينا أن نواجه أنفسنا بأخطائنا لتحقيق الأهداف المنشودة.
وعقب الأستاذ أنور عبدالرحمن على النقاش الثري على ما طرحه خلال اللقاء قائلا: عندما ننظر إلى العالم المتقدم نجد أن 27% من خريجي الثانوية العامة ينخرطون في التعليم الجامعي، أما البقية فهم مؤهلون لدخول سوق العمل، أما منهج التعليم لدينا فإنه يهيئ طالب الثانوية لدخول الجامعة وليس دخول سوق العمل.
وتساءل كم نجارا لدينا؟ كم سمكريا لدينا؟ جلهم أجانب، يجب أن يتم تهيئة جيل قادر على مزاولة المهن وعدم الاكتفاء بالتأهيل للجامعات فحسب.
وقال صالح بن هندي إن العمل مستمر والأمنيات والطموحات كبيرة.
رئيس هيئة الثقافة
ومع وصول الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار حرص صالح بن هندي على الإشادة بجهوده ومواقفه الداعمة للمحرق، منوها إلى أن المحرق شهدت طفرة كبيرة على مستوى الثقافة والفنون، مشيدا بنجاح مهرجان ليالي المحرق.
وقال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار إن أهل المحرق هم أساس النجاحات التي تتحقق، والتفاعل الكبير من الناس يثلج الصدر، وهو الدافع الأكبر لكل العاملين في هيئة الثقافة للعمل في هذه المدينة العريقة، والتجاوب يزداد شهرا بعد شهر، لافتا إلى أن المواسم القادمة من مهرجان ليالي المحرق سوف تشهد انتعاشا أكبر، كما أن مشروعات تطوير المحرق تسير كما هو مخطط لها.
وجدد صالح بن هندي الإشارة إلى استملاكات البيوت في الفرجان، مؤكدا أن مشاريع التطوير سوف تكشف عن واجهة المحرق الحضارية، كما أنها ستعيد التركيبة السكانية لها مع عودة البحرينيين إلى المحرق والمحافظة على نسيجها الجميل.
وأشاد محمد الدخيل رئيس جمعية قلالي للصيادين بالجهود المبذولة للحفاظ على المناطق القديمة في المحرق والفرجان، معبرا عن ثقته في ارتباط أبناء المحرق وعودتهم إلى فرجانهم.
وأشار إلى أن ساحل قلالي بات من أجمل السواحل في البحرين، بفضل التوجيهات الملكية السامية التي جاءت في وقتها لخدمة أهالي قلالي، داعيا إلى استمرارية المحافظة على البيوت القديمة في قلالي أسوة بما يجري في فرجان المحرق.
بدوره أكد البروفيسور عبدالله الحواج رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية تأييده الحفاظ على الأماكن التراثية التي هي ثروة يجب ألا تضيع، والمحرق اسمها كبير وتستحق الاستثمار فيها والمحافظة على تراثها.
وفي الختام أعرب صالح بن هندي عن تقديره لـ«أخبار الخليج» على حرصها على تلبية دعوة أهالي المحرق سنويا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار الخليج
منذ 6 أيام
- أخبار الخليج
بحث تعزيز التعاون البحريني الفرنسي في مجالات حماية البيانات الشخصية والمحاكم التجارية والتدريب القضائي
قام وفد من وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، برئاسة نواف بن محمد المعاودة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، بزيارة للجمهورية الفرنسية الصديقة، لبحث أوجه التعاون والاطلاع على التجارب في المجالات العدلية والقضائية والقانونية وتبادل الخبرات بين مملكة البحرين وجمهورية فرنسا. وخلال الزيارة، التقى وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف والوفد المرافق، إليزابيث بارساك، رئيسة الشؤون الأوروبية والدولية باللجنة الوطنية للمعلومات والحريات ( CNIL )، وتم خلال اللقاء مناقشة الأطر التشريعية وأفضل الممارسات في مجال حماية البيانات الشخصية وضمان حقوق الأفراد، وآليات التعاون الدولي ذات الصلة، كما تم استعراض الإطار الأوروبي العام لحماية البيانات ( GDPR ) وتطبيقاته العملية، وبحث سبل التعاون وتبادل الخبرات في بناء سياسات فعالة لحماية الخصوصية. وأشاد الجانبان بمستوى العلاقات الوطيدة المتميزة التي تجمع بين مملكة البحرين والجمهورية الفرنسية الصديقة، وما تشهده دائمًا من نمو وتقدم في كل المجالات. كما التقى الوزير السيدة فاليري ديلنو، رئيسة المحاكم المدنية والأختام بوزارة العدل الفرنسية، وقد ناقش الجانبان قانون الأحكام المدنية في فرنسا ومراحل تطوره، وتم خلال اللقاء استعراض مسار تطورات التشريعات المدنية وآليات تنفيذ الأحكام. كما قام الوفد بزيارة للمحكمة التجارية في باريس، حيث عُقد اجتماع مع باتريك سايير، رئيس المحكمة، وبرتران كلاينمام، نائب الرئيس، وذلك للاطلاع على آليات عمل المحاكم التجارية الفرنسية ونظامها القضائي المتخصص، وتم استعراض خصائص المحكمة وهيكلها الإداري، ومناقشة دور القضاء التجاري في دعم الاقتصاد، إلى جانب الاطلاع على آليات التسوية البديلة ومسار النظر في القضايا التجارية المعقدة، ومناقشة دور الغرفة الدولية للمحكمة التجارية وتخصصها. وشملت الزيارة المدرسة الوطنية الفرنسية للقضاء ( ENM )، حيث عُقد اجتماع مع السيد حافظ بولاقراس، رئيس المدرسة الوطنية الفرنسية للقضاء في باريس، للتعرف على تجربة فرنسا في تدريب القضاة، والنظم المعتمدة للتعليم والتدريب المستمر، وقد تم خلال الاجتماع تناول موضوع آليات التدريب النظري والعملي، وبحث سبل تبادل الزيارات والبرامج التدريبية بين المعاهد القضائية في كلا البلدين.


أخبار الخليج
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- أخبار الخليج
أكاديميون: الذكاء الاصطناعي يعيد هندسة سوق العمل العالمي وينهي عصر الوظائف التقليدية
تصوير - عبدالأمير السلاطنة قال البروفيسور منصور العالي رئيس الجامعة الأهلية: «إن العالم مقبل على مرحلة مفصلية من التحولات العميقة في سوق العمل، يقودها الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات»، متوقعًا أن تشهد السنوات المقبلة نهاية حقبة الوظائف التقليدية الروتينية وبزوغ عصر جديد من المهن القائمة على الابتكار والتقنيات الذكية. وأوضح العالي في تصريح لصحيفة «أخبار الخليج» أن التطورات السريعة التي يشهدها العالم اليوم في مجالات الذكاء الاصطناعي، كما وثقتها أبحاث علمية وكتب متخصصة مثل مؤلف الدكتور كاي فو لي، تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة داعمة، بل أصبح قوة تغييرية تعيد صياغة آليات العمل والإنتاج وأساليب الحياة اليومية. وأشار إلى أن المهام الوظيفية التي تعتمد على التكرار والعمل اليدوي معرضة للانقراض، مقابل نشوء وظائف جديدة تتطلب مهارات معقدة مثل التفكير التحليلي، الإبداع الرقمي، وإدارة الأنظمة الذكية. ولفت إلى أن قطاعات حيوية مثل التصنيع، والرعاية الصحية، والتعليم، والتجارة الدولية، ستشهد تغييرات جذرية بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي المتنامية. وضرب العالي مثالًا بتطور الأجهزة الطبية التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لقراءة وتحليل صور الأشعة التشخيصية ( MRI و CT Scan ) بدقة تتفوق على أداء الأطباء الاستشاريين، مما يعكس حجم الثورة التقنية التي تطرق أبواب المهن التقليدية. وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيُسهم في خلق فرص اقتصادية واسعة عبر توفير وظائف نوعية جديدة، لكنه في الوقت ذاته سيفرض على القوى العاملة العالمية ضرورة اكتساب مهارات جديدة والتكيف مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. ودعا العالي المؤسسات التعليمية إلى سرعة تحديث مناهجها وبرامجها الأكاديمية لتعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل المستقبلي. واستشهد بتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) الذي توقع خلق 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مع زيادة صافية تبلغ 78 مليون وظيفة، مشيرًا إلى أن المحركات الرئيسية لهذا التحول تشمل التطور التكنولوجي، والتغيرات الديموغرافية، والضغوط الاقتصادية العالمية. واختتم البروفيسور العالي تصريحه مؤكدا أن النجاح في المستقبل لن يكون حليفًا إلا لمن يتقن التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي ويستثمرها بذكاء، داعيًا البحرين والمنطقة العربية إلى تبني استراتيجيات متقدمة في التعليم والتدريب لتعزيز تنافسيتها في عصر الاقتصاد الرقمي العالمي.


أخبار الخليج
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أخبار الخليج
«أوول فودز» تدشن مشروع مقرها الرئيسي في المنامة مكاتب إدارية وأسواق وثلاجات مركزية ومناطق للتغليف والتجهيز
أجرى الحوار: عبدالمجيد حاجي شراكات استراتيجية مع شركات عالمية لتعزيز الأمن الغذائي.. وتوظيف أكثـر من 100 بحريني في أفرع الشركة تصوير - عبدالأمير السلاطنة كانت البداية بفكرة، طورّها صاحبها إلى مشروع ريادة أعمال، ثم صقلها بخبراته وأفكاره الشخصية، ليحولها الى مؤسسة ضخمة متعددة الخدمات والأنشطة. هي شركة «أوول فودز».. قصة النجاح التي أسسها رائد الأعمال محمد عبدالعال، التي تحولت في فترة وجيزة من مشروع متخصص بمنتجات الألبان وأول مصنع أجبان طازجة بحريني الى شركة مرموقة وأكبر مورد للمواد الغذائية ومساهم أساسي في تعزيز الأمن الغذائي، وتنوعت أنشطتها لتشمل استيراد وتصدير وبيع الفواكه والخضراوات والبضائع المجمدة، ومنتجات الألبان ومختلف السلع الغذائية. وهذا ما دفع الشركة الى توقيع العديد من العقود والاتفاقيات مع كبريات الشركات العالمية في مختلف المجالات، منها الاتفاقية مع شركة (ارامكس) في القطاع اللوجستي. وهذه الإنجازات التي صاحبت الشركة منذ تأسيسها أهلتها الى ان تحصد جوائز كثيرة منها جائزة البحرين لريادة الأعمال في عامي 2017 و2019 من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكذلك جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال (فئة الشركات الخليجية - التجارة) عام 2019. ومع توسع أعمالها داخل وخارج البحرين، وانبثاق عدة شركات فرعية منها، اتجهت الشركة الى تدشين العديد من المخازن والمستودعات والأسواق، بل تعمل حاليا على افتتاح مطعم بحريني متخصص في وسط المنامة. معايير دولية صارمة «أخبار الخليج» كانت لها وقفة مع مؤسسة ورئيس شركة «أوول فودز» السيد محمد عبدالعال، للوقوف على أحدث الإنجازات والتطورات التي حققتها الشركة منذ تأسيسها. وهنا يعود عبدالعال بذكرياته إلى البدايات الأولى، حيث قادته روح ريادة الأعمال والشغف بالمواد الغذائية إلى إجراء بحث متكامل عن سوق المواد الغذائية المحلية من حيث العرض والطلب والنقص والشركات والمنافسة والمخاطر وقنوات التوزيع، ليتخذ قراره الجريء بدخول هذا المجال، وتأسيس شركة تقدم منتجات غذائية عالية الجودة وتلبي احتياجات السوق وتُسهم في رفع معايير التغذية والسلامة. وحول هذه البدايات يقول عبدالعال: السوق البحريني، رغم حجمه الصغير نسبيًا، فإنه ديناميكي يتغير بسرعة، كما يتميز بالوعي المتزايد وبدخول عدد كبير من المنافسين، سواء المحليين أو العالميين. وقد تعاملنا مع هذا الواقع باعتباره فرصة وليس تهديدًا، انطلاقا من ثقتنا في جودة منتجاتنا وخدماتنا، مع التركيز على ثلاثة محاور رئيسية هي الابتكار المستمر، الجودة والشفافية، ومواكبة تغيرات السوق. وبنفس الوقت وضعنا معايير صارمة وشاملة نلتزم بها في جميع مراحل سلسلة الإمداد، بدءا من المزرعة وحتى وصول المنتج إلى المستهلك، لذلك كنا من أوائل الشركات التي تحصل على شهادة الـ HACCP في مجال الخضراوات والفواكه. وتشمل هذه المعايير: - اختيار الموردين بعناية، والتعامل مع الشركات العالمية المميزة، حيث نؤمن بأن جودة المنتجات تبدأ من المصدر، ولهذا وضعنا آلية دقيقة ومعايير صارمة لاختيار الموردين والمنتجين، سواء كانوا محليين أو من خارج البحرين. وتشمل المعايير طريقة الزراعة أو الإنتاج، خلو المنتجات من المواد الكيميائية الضارة، الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية، وتوافر شهادات دولية. - ضمان أعلى المعايير المتعلقة بعمليات الفرز والتعبئة. - اعتماد سلسلة تبريد متكاملة. - تدريب فريق العمل باستمرار خاصة فيما يتعلق بمعايير سلامة الغذاء والنظافة الشخصية. - مراقبة الجودة وخدمة ما بعد البيع من خلال فريق عمل متخصص. تحديات.. وحلول { ما أبرز التحديات التي واجهتكم في البدايات وكيف تعاملتم معها؟ {{ هنا من الضرورة بمكان أن نشير إلى جانبين مهمين، الأول هو أن موضوع الأمن الغذائي يأتي في مقدمة اهتمامات جلالة الملك المعظم، وهذا ما يمنحنا دافعا وحافزا كبيرا للتطور والنمو. والأمر الآخر هو ما تحظى به المشاريع وريادات الأعمال في البحرين من دعم حكومي مميز بشكل عام، ومن قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بشكل خاص. فهذه التسهيلات والحوافز والتقديرات التي تمنح لرواد الأعمال تعتبر أكبر محفز للتميز والنجاح في المشاريع. وعودة الى السؤال، بالطبع لم تكن الطريق مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالتحديات التي اختبرت إيماننا بالفكرة، ومرونتنا في التعامل مع الواقع. لكننا كنّا نؤمن دائمًا أن كل تحدٍ هو فرصة للنمو والتعلّم، ونؤمن بأننا قادرون على مواجهة هذه التحديات خاصة مع ما نحظى به من دعم حكومي ومن أعلى المستويات. ولعل من أبرز التحديات التي واجهناها: - تأمين التوريد المنتظم والحفاظ على توافر المنتجات الطازجة طوال العام، خاصة مع تأثر المواسم والعوامل الجوية. وقد نجحنا تدريجيا في تنويع مصادرنا، وبناء شبكة من المزارعين المحليين والدوليين، بالإضافة إلى الاستثمار في تخطيط الطلب وسلسلة التوريد الذكية. - التحديات اللوجستية والتشغيلية، وخاصة أننا نتعامل مع منتجات سريعة التلف، وبالتالي لا بد من حلول دقيقة في التخزين والنقل. لذلك عمدنا إلى توقيع اتفاقيات شاملة منها اتفاقية مع شركة أرامكس مؤخرا. - تحديات التوسع دون التنازل عن الجودة. - التحديات الاقتصادية وسرعة تغيّر السوق واضطرابات سلاسل الإمداد، لذلك كان من الصعب أحيانًا الحفاظ على الأسعار دون التأثير على الجودة. لكننا تعاملنا مع ذلك من خلال التخطيط المسبق وتقليل الفاقد وزيادة الكفاءة التشغيلية. - عدم التزام بعض العملاء بالدفعات. { اليوم ومع ترسخ مكانة «أوال فودز» في السوق، ما الفئات الأساسية من العملاء التي تستهدفونها؟ {{ نستهدف بشكل رئيسي ثلاث فئات من العملاء: 1. الأفراد والأسر الذين يبحثون عن خضراوات وفواكه طازجة، طبيعية، وموثوقة تصلهم مباشرة إلى منازلهم. 2. القطاع الحكومي والمؤسسي، حيث نوفر احتياجات الجهات الرسمية الكبرى ضمن معايير عالية الجودة والسلامة. 3. قطاع الضيافة والمطاعم، بما يشمل الفنادق، الكافيهات، والمجمعات التجارية التي تعتمد على مورد موثوق لتزويدها بالمنتجات الطازجة بشكل منتظم. وقد نجحنا في بناء شراكات استراتيجية قوية مع مؤسسات مرموقة في المملكة، إلى جانب التعاون مع سلاسل فنادق فاخرة، ومطاعم ومقاهي معروفة، ومجمعات تجارية رائدة. { ما أبرز الخطط التوسعية الحالية والمستقبلية للشركة؟ {{ بالتأكيد أن توسع أنشطة الشركة، يتطلب التوسع في المقار والمستودعات والمعارض، حيث نعمل وفق استراتيجية مدروسة لتعزيز حضورنا في السوق البحريني، وتوسيع نطاق تأثيرنا محليًّا وإقليميًّا. لذلك بدأنا في بناء المقر الرئيسي لشركة أوول فودز ومكاتب شركة محمد عبدالعال القابضة بمساحة تصل إلى 3000 متر من البناء في منطقة السوق المركزي، وسيتضمن المشروع أيضا سوق All Foods Market الذي سيسمح للجميع بالتسوق منه مباشرة، بالإضافة إلى ثلاجات مركزية ومنطقة تغليف وتجهيز. وهذه المشاريع تسهم في رفع نسبة البحرنة في كافة مواقع الشركة، كما أننا نتجه إلى توظيف أكثر من 100 بحريني في شؤون الإدارة والتسويق والمبيعات وغيرها. وإلى جانب ذلك عقدنا شراكة استراتيجية مع شركة أرامكس، التي تمكّننا من تغطية وتخطي العديد من التحديات، والتعامل مع الطلبات بمرونة وسرعة، مع الحفاظ على جودة المنتجات وسلامتها طوال عملية التوصيل. من جهة أخرى، نعمل على تعزيز وجودنا الرقمي والتفاعل المباشر مع المستهلكين، عبر منصاتنا الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، مما يسهل تجربة التسوّق ويوسّع قاعدة العملاء. وعلى صعيد التوسع المستقبلي، فإننا نتطلع في «أوول فودز» إلى أن نصبح خلال السنوات الخمس المقبلة من الشركات الرائدة في قطاع الأغذية الطازجة والصحية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل الخارجي أيضا، وأن تكون علامتنا التجارية مرادفًا للجودة، الابتكار، والاستدامة. كما سنركز بشكل خاص على قطاع الأغذية المتخصصة والعضوية، نظرًا إلى الطلب المتزايد في المنطقة على هذا النوع من المنتجات، وسعي المستهلكين نحو نمط حياة صحي ومتوازن. الاتفاقية مع «أرامكس» { أشرت الى الاتفاقية التي أبرمتموها مؤخرا مع شركة أرامكس، ما الذي تضيفه مثل هذه الاتفاقية إلى الشركة؟ {{ في الواقع تعتبر هذه الاتفاقية إضافة نوعية في مجال خدمات التوصيل بالنسبة لنا، وهي الأولى من نوعها على هذا المستوى في قطاع الأغذية الطازجة في البحرين والأولى لشركة أرامكس العالمية. وتشمل هذه الاتفاقية مجموعة متكاملة من الخدمات اللوجستية الذكية، بدءًا من التخزين، مرورًا بالنقل، التخليص الجمركي، تنفيذ الطلبات، التوزيع، ووصولًا إلى إدارة العمليات اليومية الخاصة بالمخزون، وسيتم التركيز من قبلنا على رفع كفاءة الخدمة والتفرغ للتوسع والمحافظة على الجودة العالية. من أبرز ما تتضمّنه الاتفاقية: { إدارة المستودعات الحالية التابعة لـ«أوول فودز»، وتطوير كفاءتها التشغيلية وفق أحدث المعايير. { تشغيل المستودع المركزي الجديد (قيد الإنشاء حاليًا)، الذي سيكون نقطة تحول في قدرتنا على التوسّع وخدمة السوق المحلي والإقليمي بشكل أكثر احترافية. { حلول تخزين مبردة ومخصصة لضمان أعلى مستويات الجودة لمنتجاتنا الطازجة. { تسريع وتسهيل عملية التوصيل لجميع شرائح العملاء، بما فيهم المؤسسات الكبرى والأفراد، من خلال شبكة أرامكس الواسعة وخبرتها في خدمات الميل الأخير. { بعد هذه التجربة الناجحة بكل المقاييس، ما نصائحكم لرواد الأعمال الشباب الراغبين في دخول قطاع الأغذية؟ {{ قطاع الأغذية من أكثر القطاعات حيوية وتنافسية، لكنه أيضًا من أكثرها تحديًا. لذلك، نصيحتي الأولى لأي رائد أعمال شاب يفكّر بدخول هذا المجال هي: الصبر والتخطيط الجيد وأخذ المخاطرة بشكل مدروس. فغالبًا ما ينجذب البعض إلى الحلول السريعة أو المشاريع التي تبدو رائجة لحظيًا، لكن النجاح الحقيقي في هذا القطاع يتطلب فهمًا عميقًا لاحتياجات المستهلك، وقراءة ذكية لتحوّلات السوق. كذلك، من الضروري الالتزام بالجودة في كل التفاصيل. ومن التجربة، تعلمنا أن المرونة عنصر أساسي في هذا المجال، خاصة في التعامل مع التحديات اليومية. وأخيرًا – وربما الأهم – هو بناء علاقة ثقة طويلة الأمد مع عملائك. الثقة لا تُبنى بالإعلانات، بل تُبنى بالاتساق، والصدق، والتجربة المتكررة. حين يثق بك العميل، يصبح سفيرًا لعلامتك التجارية دون أن تطلب منه ذلك.