
المغرب الى سلاح يغير كل التوازنات مع الجزائر و اسبانيا؟
في ظل التحولات الجيوسياسية والتطورات الإقليمية المتسارعة، يواصل المغرب تعزيز قدراته العسكرية وتحديث ترسانته الدفاعية، بما يعكس استراتيجية واضحة في تعزيز جاهزيته الدفاعية وتأمين مصالحه الاستراتيجية، فبعد أيام قليلة من تسلمه أولى دفعات مروحيات الأباتشي الأمريكية، يتجه المغرب نحو خطوة جديدة في مجال التسلح البحري، حيث يدرس اقتناء غواصتين ضمن برنامج طموح يعكف على تقييم عروض من عدة دول.
وحسب ما ذكره موقع 'أنفو ديفنس' المتخصص في شؤون الدفاع والأمن أن العروض الفرنسية والألمانية تبدو الأكثر ترجيحا، للفوز بصفقة صناعة هذه الغةاصتين، حيث يتضمن العرض الفرنسي بناء غواصتين من طراز 'سكوربين' من قبل شركة 'نافال جروب' شبه الحكومية، فيما تقدم ألمانيا خيارين هما: 'HDW Class Dolphin AIP' و'HDW Class 209/1400″، وكلاهما من إنتاج شركة 'تيسين كروب مارين سيستمز' (TKMS).
وبالمقارنة مع دول المنطقة، وحسب المعطيات المتوفرة فإن الجزائر تعزز قدراتها البحرية من خلال امتلاكها لأربع غواصات من طراز Kilo 636 الروسية، مع توقع استلام غواصتين إضافيتين مجهزتين بصواريخ كاليبر، التي تتميز بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر وسرعة تقارب Mach 3.
في المقابل، تغيب القدرات الغواصية عن الأسطول الموريتاني، بينما تمتلك إسبانيا حاليًا غواصة واحدة من طراز Agosta Galerna، في انتظار دخول أولى غواصاتها الحديثة S-80 إسحاق بيرال الخدمة، وعلى نطاق أوسع، يبرز الأسطول الفرنسي بتفوق واضح، حيث يضم عشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، أربع منها مجهزة لإطلاق صواريخ باليستية، ما يمنحه تفوقًا استراتيجيًا في مياه المتوسط والمحيط الأطلسي.
هذه الدينامية العسكرية للمملكة المغربية تأتي في سياق سلسلة من الصفقات الدفاعية التي أبرمها المغرب مع عدد من الشركاء الدوليين، تطرح العديد من التساؤلات حول أهميتها وأي انعكاس على القدرات العسكرية للمملكة.
في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة والمخاطر الأمنية التي تهدد استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، يواصل المغرب تحديث قدراته العسكرية لمواكبة المتغيرات الجيوسياسية وتعزيز دفاعاته الاستراتيجية, وفي هذا السياق، أكد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، أن المغرب يعمل وفق مقاربة متوازنة تهدف إلى سد الفجوات الدفاعية دون الانجرار إلى سباق تسلح غير محسوب.
وأوضح لعروسي أن الرباط تركز على تعزيز سلاح الجو وتحديث منظومة الطيران العسكري، بما يشمل اقتناء طائرات مسيرة متطورة وصواريخ عالية الدقة، في خطوة ترمي إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية أمام أي تهديد محتمل.
وأضاف أن المغرب يسعى أيضا إلى تحديث شبكة المواصلات العسكرية وتطوير آليات المراقبة لتغطية المجال الجغرافي بأحدث التقنيات، مما يتيح رصد التحركات التي تستهدف زعزعة استقراره.
إقرأ ايضاً
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن المغرب يحرص على تنويع شركائه العسكريين، فرغم استمرار التعاون التقليدي مع الولايات المتحدة وفرنسا، إلا أن المملكة باتت تنفتح على شركاء جدد لتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصا مع تصاعد التهديدات في الساحل الإفريقي واستمرار الأزمة الليبية والتوتر مع الجزائر وجبهة البوليساريو.
وفيما يتعلق بالمجال البحري، أشار لعروسي إلى أن اقتناء المغرب لغواصتين متطورتين يمثل نقلة نوعية في منظومته الدفاعية، خاصة أن البحر بات ساحة استراتيجية لمناورات الخصوم، فضلا عن استهدافه من قبل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى اختراق السواحل الإفريقية والوصول إلى الأطلسي لتهديد المبادرات التنموية.
وأكد الخبير أن المغرب يعتمد نهجا دفاعيا قائما على الاستباقية والردع دون انخراط في سياسات عدوانية، على عكس بعض الدول في المنطقة التي تضاعف إنفاقها العسكري بشكل غير متوازن، في إشارة للجمهورية الجزائرية.
وأورد المتحدث أن التوجه المغربي نحو تحديث ترسانته العسكرية يهدف بالأساس إلى حماية الأمن القومي والدفاع عن وحدة التراب الوطني، في ظل بيئة إقليمية مضطربة تتطلب تحصين الحدود وتعزيز الاستقرار الداخلي.
جدير بالذكر أن المملكة تسلمت أولى دفعات مروحيات 'أباتشي AH-64E' المتطورة من الولايات المتحدة، وذلك بموجب صفقة كبيرة تم إتمامها في يونيو 2020، والتي تشمل 24 طائرة مروحية بقيمة 440 مليون دولار، تهدف إلى تعزيز القوة الجوية المغربية في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
وحسب المعطيات المتوفرة تم استلام أول دفعة من هذه الطائرات المتقدمة، والتي تضم ست مروحيات، يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 بميناء طنجة المتوسط، بعد تأخير طفيف عن الموعد المحدد، وبعد وصولها، تم نقلها إلى القاعدة الجوية السابعة في خريبكة يوم الأحد 2 مارس 2025.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أريفينو.نت
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- أريفينو.نت
المغرب الى سلاح يغير كل التوازنات مع الجزائر و اسبانيا؟
في ظل التحولات الجيوسياسية والتطورات الإقليمية المتسارعة، يواصل المغرب تعزيز قدراته العسكرية وتحديث ترسانته الدفاعية، بما يعكس استراتيجية واضحة في تعزيز جاهزيته الدفاعية وتأمين مصالحه الاستراتيجية، فبعد أيام قليلة من تسلمه أولى دفعات مروحيات الأباتشي الأمريكية، يتجه المغرب نحو خطوة جديدة في مجال التسلح البحري، حيث يدرس اقتناء غواصتين ضمن برنامج طموح يعكف على تقييم عروض من عدة دول. وحسب ما ذكره موقع 'أنفو ديفنس' المتخصص في شؤون الدفاع والأمن أن العروض الفرنسية والألمانية تبدو الأكثر ترجيحا، للفوز بصفقة صناعة هذه الغةاصتين، حيث يتضمن العرض الفرنسي بناء غواصتين من طراز 'سكوربين' من قبل شركة 'نافال جروب' شبه الحكومية، فيما تقدم ألمانيا خيارين هما: 'HDW Class Dolphin AIP' و'HDW Class 209/1400″، وكلاهما من إنتاج شركة 'تيسين كروب مارين سيستمز' (TKMS). وبالمقارنة مع دول المنطقة، وحسب المعطيات المتوفرة فإن الجزائر تعزز قدراتها البحرية من خلال امتلاكها لأربع غواصات من طراز Kilo 636 الروسية، مع توقع استلام غواصتين إضافيتين مجهزتين بصواريخ كاليبر، التي تتميز بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر وسرعة تقارب Mach 3. في المقابل، تغيب القدرات الغواصية عن الأسطول الموريتاني، بينما تمتلك إسبانيا حاليًا غواصة واحدة من طراز Agosta Galerna، في انتظار دخول أولى غواصاتها الحديثة S-80 إسحاق بيرال الخدمة، وعلى نطاق أوسع، يبرز الأسطول الفرنسي بتفوق واضح، حيث يضم عشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، أربع منها مجهزة لإطلاق صواريخ باليستية، ما يمنحه تفوقًا استراتيجيًا في مياه المتوسط والمحيط الأطلسي. هذه الدينامية العسكرية للمملكة المغربية تأتي في سياق سلسلة من الصفقات الدفاعية التي أبرمها المغرب مع عدد من الشركاء الدوليين، تطرح العديد من التساؤلات حول أهميتها وأي انعكاس على القدرات العسكرية للمملكة. في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة والمخاطر الأمنية التي تهدد استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، يواصل المغرب تحديث قدراته العسكرية لمواكبة المتغيرات الجيوسياسية وتعزيز دفاعاته الاستراتيجية, وفي هذا السياق، أكد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، أن المغرب يعمل وفق مقاربة متوازنة تهدف إلى سد الفجوات الدفاعية دون الانجرار إلى سباق تسلح غير محسوب. وأوضح لعروسي أن الرباط تركز على تعزيز سلاح الجو وتحديث منظومة الطيران العسكري، بما يشمل اقتناء طائرات مسيرة متطورة وصواريخ عالية الدقة، في خطوة ترمي إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية أمام أي تهديد محتمل. وأضاف أن المغرب يسعى أيضا إلى تحديث شبكة المواصلات العسكرية وتطوير آليات المراقبة لتغطية المجال الجغرافي بأحدث التقنيات، مما يتيح رصد التحركات التي تستهدف زعزعة استقراره. إقرأ ايضاً وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن المغرب يحرص على تنويع شركائه العسكريين، فرغم استمرار التعاون التقليدي مع الولايات المتحدة وفرنسا، إلا أن المملكة باتت تنفتح على شركاء جدد لتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصا مع تصاعد التهديدات في الساحل الإفريقي واستمرار الأزمة الليبية والتوتر مع الجزائر وجبهة البوليساريو. وفيما يتعلق بالمجال البحري، أشار لعروسي إلى أن اقتناء المغرب لغواصتين متطورتين يمثل نقلة نوعية في منظومته الدفاعية، خاصة أن البحر بات ساحة استراتيجية لمناورات الخصوم، فضلا عن استهدافه من قبل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى اختراق السواحل الإفريقية والوصول إلى الأطلسي لتهديد المبادرات التنموية. وأكد الخبير أن المغرب يعتمد نهجا دفاعيا قائما على الاستباقية والردع دون انخراط في سياسات عدوانية، على عكس بعض الدول في المنطقة التي تضاعف إنفاقها العسكري بشكل غير متوازن، في إشارة للجمهورية الجزائرية. وأورد المتحدث أن التوجه المغربي نحو تحديث ترسانته العسكرية يهدف بالأساس إلى حماية الأمن القومي والدفاع عن وحدة التراب الوطني، في ظل بيئة إقليمية مضطربة تتطلب تحصين الحدود وتعزيز الاستقرار الداخلي. جدير بالذكر أن المملكة تسلمت أولى دفعات مروحيات 'أباتشي AH-64E' المتطورة من الولايات المتحدة، وذلك بموجب صفقة كبيرة تم إتمامها في يونيو 2020، والتي تشمل 24 طائرة مروحية بقيمة 440 مليون دولار، تهدف إلى تعزيز القوة الجوية المغربية في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة. وحسب المعطيات المتوفرة تم استلام أول دفعة من هذه الطائرات المتقدمة، والتي تضم ست مروحيات، يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 بميناء طنجة المتوسط، بعد تأخير طفيف عن الموعد المحدد، وبعد وصولها، تم نقلها إلى القاعدة الجوية السابعة في خريبكة يوم الأحد 2 مارس 2025.


أريفينو.نت
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- أريفينو.نت
المغرب يصدم فرنسا و ألمانيا و يتوجه الى هذه الدولة العظمى؟
في خطوة قد تمثل تحولًا في استراتيجيته الدفاعية، يدرس المغرب اقتناء غواصتين من طراز 'أمور-1650' الروسية، ما قد يشكل تعزيزًا غير مسبوق لقوته البحرية في المنطقة. وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن الرباط تجري مفاوضات مع موسكو بشأن هذه الصفقة، التي تأتي في سياق إعادة هيكلة منظومتها الدفاعية البحرية، تماشيًا مع التحديات الأمنية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن المغرب يدرس عدة خيارات لتحديث أسطوله البحري، إذ تندرج روسيا ضمن قائمة مورّدين محتملين تضم أيضًا مجموعة 'نافال غروب' الفرنسية، وشركة 'TKMS' الألمانية، إلى جانب عروض من اليونان والبرتغال لغواصات مستعملة. ويعكس هذا التوجه رغبة المملكة في تنويع شركائها العسكريين وعدم الاكتفاء بالمزودين التقليديين، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، خصوصًا مع التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة. الغواصة 'أمور-1650' التي تروج لها موسكو هي نسخة تصديرية من غواصات 'لادا'، بطول 58.8 مترًا، ومجهزة بعشرة قاذفات صواريخ عمودية وأربعة أنابيب لإطلاق الطوربيدات. إقرأ ايضاً كما تتميز بقدرتها على العمل لمدة 45 يومًا بسرعة تصل إلى 20 عقدة، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للمهام البحرية بعيدة المدى. ورغم أن روسيا لم تنجح في تسويق هذا الطراز لسنوات، فإن اهتمام المغرب قد يمثل نقطة تحول لصناعة الغواصات الروسية، خاصة أن موسكو تسعى لتعزيز وجودها في أسواق التسليح الدولية. وحاليًا، لا يمتلك المغرب أي غواصات ضمن أسطوله الحربي، على عكس الجزائر التي تضم ست غواصات حديثة، بعضها من فئة 'كيلو' الروسية. ومن شأن هذه الصفقة – إن تمت – أن تمنح البحرية المغربية قدرة جديدة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية تحت الماء، وتعزيز سيطرتها على المناطق البحرية الحيوية، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة حول قضايا الأمن البحري والثروات الطبيعية في المتوسط والأطلسي.


هبة بريس
٠٦-١١-٢٠٢٤
- هبة بريس
محلل سياسي: "النزاع المفتعل حول الصحراء يعيق التكامل الاقتصادي والأمني في المنطقة"
هبة بريس شدد محمد عصام لعروسي مدير مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية على أن النزاع المُفتعل حول الصحراء المغربية يُمثل تحديًا رئيسيًا للمغرب، ويعيق التكامل الاقتصادي والأمني في المنطقة المغاربية وأشار إلى أن الدعم الخارجي لجبهة البوليساريو يُغذي هذا الصراع، بينما يُمثل توالي الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، خاصة بعد القرار الأمريكي والإسباني، نقطة تحول مُهمة. ويلفت لعروسي إلى أن التقلبات المناخية، وتداعيات 'كوفيد-19″، وارتفاع معدلات الهجرة غير النظامية (بثلاثة أضعاف مُقارنة بعام 2022)، تُضاعف من تحديات المغرب والمنطقة. ويُؤكد على أهمية دور المغرب في مواجهة هذه التحديات، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تُهدد استقرار المنطقة. وفي سياق الأزمة الليبية، يُشير لعروسي إلى تأثيرها على الأمن الإقليمي، وإلى أهمية دور المغرب في دعم جهود التسوية السياسية. ويُحذر من مخاطر انتشار الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة من ليبيا إلى دول الجوار، بما في ذلك المغرب. ويُشدد لعروسي على أهمية تعزيز التعاون الأمني بين دول شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب، لمواجهة التحديات المشتركة. ويُشير إلى أن الخلاف المغربي-الجزائري يُمثل عائقاً رئيسياً أمام هذا التعاون، ويدعو إلى تجاوز هذا الخلاف من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. ويختم ذات المتحدث بتأكيده على أن المغرب يُواجه تحديات اقتصادية واجتماعية مُتزايدة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. ويُشير إلى ضرورة تبني سياسات تنموية فعالة، تعزز النمو الاقتصادي وتُخفف من حدة التفاوتات الاجتماعية، من أجل الحفاظ على استقرار المغرب ودوره المحوري في شمال إفريقيا ـ يقول لعروسي لموقع القناة الثانية مقالات ذات صلة