
د. خالد الشقران يكتب : ضم الضفة.. ما بين الوهم والواقع
يعكس تصويت الكنيست الإسرائيلي مؤخرا على مقترح يدعو الحكومة لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، خطة منهجية لشرعنة الاحتلال، مستندا إلى افترءات وأكاذيب تسعى لنسف الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطني بأرضه واستبدال أساطير بها عن الحق المزعوم للشعب اليهودي في هذه الأراضي المحتلة منذ 1967.
في واقع الحال، يمثل هذا القرار الذي اتُّخذ بأغلبية 71 صوتاً مقابل 13، بمشاركة ائتلافية غير مسبوقة شملت أحزاب الحكومة وحزب إسرائيل بيتنا المعارض، انتهاكا صارخا للقانون الدولي، حيث ينقض صراحة المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر ضم الأراضي المحتلة أو تغييرها ديموغرافياً، كما يخالف قرارات مجلس الأمن الأساسية، خاصة القرار 242 (1967) الذي يشترط انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، والقرار 2334 (2016) الذي يدين الاستيطان ويعتبره غير قانوني، في حين أكد خبراء في القانون الدولي أن هذا الإجراء يكرس جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي، مذكرين بأن محكمة العدل الدولية صنفت الاستيطان "انتهاكا جسيما" في رأيها الاستشاري عام 2004.
تداعيات القرار، رغم عدم إلزاميته لحكومة دولة الاحتلال بالتنفيذ الفوري، تتجاوز الإطار القانوني لتشكل محاولة خرقاء لإنهاء أي أمل واقعي بدولة فلسطينية قابلة للحياة، فضم غور الأردن (60% من الضفة الغربية) يحوّل الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات معزولة، ويسرق الثروات الطبيعية والزراعية، وينهي مشروع أوسلو بشكل عملي، وتحذر تقارير البنك الدولي من أن هذا الإجراء قد يدفع أكثر من 100 ألف فلسطيني للنزوح، خصوصا مع سياسات الهدم المنهجي والإفقار الممنهج.
على الصعيد الإقليمي، يشكل القرار بالإضافة للاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة ضد دول الجوار تهديدا لاستقرار الإقليم، حيث ينقض نصوص اتفاقية وادي عربة للسلام (1994) التي تضمن عدم المساس بوضع الأراضي الفلسطينية، ويحول الحدود الأردنية إلى منطقة عسكرية، كما يشكل محاولة تجاوز على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس التي يعترف بها ويحترمها ويقدرها العالم أجمع، خاصة أنها تشكل ركيزة أساسية للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
إن مستقبل السلام في المنطقة يواجه تحديات خطيرة، خاصة وأن هذا القرار يشكل محاولة بائسة لإنهاء حل الدولتين، ويغلق الباب أمام أي مفاوضات مستقبلية، ويعمق الشرخ بين إسرائيل والعالم العربي، فيما يقتصر الأمل على تصاعد المقاومة القانونية عبر محكمة العدل الدولية، وحركات المقاطعة العالمية (BDS)، والضغط الشعبي المتزايد على الحكومات الغربية، لكن السؤال المركزي الذي يبقى مطروحا: هل يستطيع الضمير الإنساني وقوة القانون إيقاف آلة التوسع الإسرائيلية قبل أن تدفن السلام إلى الأبد؟ وهل تعتقد إسرائيل التي مارست كل أنواع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني أنها مهما فعلت ستكون قادرة بالفعل على التخلص من نضال الشعب الفلسطيني وحقه في الحصول على دولته المستقلة وعلى ترابه الوطني؟ ــ الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 3 ساعات
- وطنا نيوز
ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين.. والسبب تصريحات روسية
وطنا اليوم:بشكل سريع ومفاجئ، تصاعدت سخونة الأجواء بين الولايات المتحدة وروسيا على وقع تصريحات حادة صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي. فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة على حسابه في منصة 'تروث سوشال'، الجمعة، أنه أمر 'بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة'، وذلك ردا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف. وكتب ترامب: 'بناء على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف فقد أصدرتُ أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات'. وأضاف: 'الكلمات مهمة جدا، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات. شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر!' وكان مدفيديف قد قال إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة 'الإنذارات' تمثل خطوة نحو الحرب.


أخبارنا
منذ 11 ساعات
- أخبارنا
مصر.. مطالب بمحاكمة إسرائيل بعد دعوتها لقتل شيخ الأزهر
أخبارنا : طالب وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في مصر سعد الفقي بمقاضاة إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية على دعوة وسائل إعلامها لقتل شيخ الأزهر أحمد الطيب. وأدان الفقي في تصريحات لـRT بشدة الهجوم الإعلامي الصهيوني على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ووصفه بأنه "سفالة وقلة أدب"، مؤكدًا أن هذا السلوك ليس غريبًا على إعلام دولة تمارس الإبادة الجماعية وتستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المساجد والكنائس على رؤوس المصلين. وأكد الفقي أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تبقى وصمة عار على جبين كل من يتقاعس أو يصمت تجاهها، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شنّت هجومًا مباشرًا على الأزهر وشيخه، بل وصل الأمر إلى الدعوة لتصفيته ردًا على إدانة الأزهر للجرائم الإسرائيلية في غزة. واعتبر الفقي أن هذه التصريحات تمثل جريمة كاملة الأركان، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات القانونية عبر تقديم مذكرة رسمية لمحكمة العدل الدولية. كما طالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك وإصدار مذكرات احتجاج لوقف "العنجهية والتطاول" على رمزية شيخ الأزهر. وأشار الفقي إلى وجود صلة بين التظاهرات التي نظمها الإخوان المسلمون أمام السفارة المصرية وبين هذه التصريحات المشبوهة، معتبرًا أنه كان الأولى بهم التظاهر أمام المؤسسات الإسرائيلية بدلًا من ذلك، مما يخالف المنطق والعقل. واختتم مطالبته بأن تتحرك وزارة الخارجية المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإعلام الصهيوني. وشنت وسائل إعلام إسرائيلية هجوما مباشرا على الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر أحمد الطيب، داعية إلى تصفيته وذلك ردا على إدانة الأزهر لجرائم إسرائيل المتواصلة في قطاع غزة. المصدر: RT


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
«الجينوسايد أو جريمة الجرائم»
عمان صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب «الجينوسايد أو جريمة الجرائم: مجريات محاكمة إسرائيل في لاهاي». ويتضمن الكتاب ترجمة لخمس وثائق أساسية في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بما يشمل لائحة الاتهام التي رفعتها جنوب أفريقيا ومرافعاتها، إضافة إلى مرافعة إسرائيل، والتقرير المرفوع إلى مجلس الأمن.