logo
ترامب في السعودية وبجعبته حلول للمنطقة... واستثمارات وتطبيع!

ترامب في السعودية وبجعبته حلول للمنطقة... واستثمارات وتطبيع!

النهار١٣-٠٥-٢٠٢٥

زيارة تاريخية بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية، ومن المرتقب أن يستكملها في الإمارات وقطر، لتكون الجولة الخارجية الأولى المخطط لها خلال ولايته الثانية، مكرّراً تجربة الولاية الأولى، مانحاً الخليج العربي رمزية استثنائية ومكانة متقدمة في خطط الإدارة الأميركية، انطلاقاً من الأدوار السياسية والاقتصادية والأمنية التي تؤديها الدول الخليجية.
واستهل ترامب زيارته إلى السعودية بلقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الديوان الملكي، وعقد مباحثات معه ثم انتقل بعدها إلى منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، حيث التقى رجال أعمال وبحث ملفات مرتبطة بالاستثمارات.
ويقول الباحث والكاتب السياسي السعودي علي الخشيبان، لـ"النهار"، إن الرياض تأمل في أن تحقق لها زيارة ترامب إنجاز تكامل اقتصادي في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، وشراكة في تطوير الطاقة وخاصة النووية السلمية، إضافة إلى شراكة عسكرية وأمنية غير مسبوقة، مع العلم أن "رؤية 2030" السعودية "تتقاطع" مع اتجاهات ترامب في الاقتصاد.
وعلى أهمية الاستثمارات التجارية بالنسبة للطرفين، إلّا أن ملفات استراتيجية هي أطباق رئيسية على طاولة ترامب في السعودية، على رأسها تطورات المنطقة من البحر الأحمر إلى غزة وما بينهما وعلى يمينهما ويسارهما من قضايا دولية محورية كسوريا والسودان، إضافة إلى إيران وبرنامجها النووي، والأمن الإقليمي والتعاون الدفاعي، والتكنولوجيا، والطاقة التقليدية والمتجدّدة.
سالم اليامي، الكاتب والباحث السعودي المتخصص في الشأن الدولي يتحدّث عن الملفات الإقليمية التي سيبحثها ترامب في السعودية، ويشير إلى "فرصة حل أو النظر" بهذه القضايا "التي لم تتمكن المنطقة من حلها"، وعلى رأسها قضية غزّة "الضاغطة"، إضافة إلى ملفات سوريا واليمن ولبنان والسودان، خصوصاً وأن الولايات المتحدة "قادرة على المساعدة أو المشاركة" في حل المعضلات.
ويتحدّث اليامي، لـ"النهار"، عن عوامل ومعايير نجاح المحادثات المرتبطة بالقضايا الإقليمية، وعلى رأسها "كيفية تعامل" الإدارة الأميركية مع هذه الملفات، و"الفوائد" التي سيحققها ترامب من إيجاد الحلول لها، وبتقدير الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، فإن حلّ المشكلات سيحمل بُعداً إيجابياً للولايات المتحدة، فيما يُبدي ترامب حماسة للحلول التي تضمن له تحقيق مصالحه.
استثمارات ضخمة
وسبقت زيارة ترامب جولات مكوكية قام بها أبناؤه، الذين يرأسون مؤسسة ترامب، جابوا خلالها الدول الخليجية، لتمهيد الطريق أمام صفقات تجارية واستثمارية ضخمة. وظهر دونالد الابن وإريك ترامب في فعاليات في المنطقة للترويج لصفقات تشمل المشاريع السياحية والعملات المشفرة.
وزار إريك مركز مؤتمرات في دبي وتحدث عن خطط مؤسسة ترامب لبناء فندق وبرج سكني من 80 طابقاً، وقبل أسبوعين، أبرم اتفاقية لبناء نادي ترامب الدولي للغولف في سميسمة القطرية، بتكلفة 5.5 مليارات دولار، وهو "مجتمع شاطئي فاخر للغاية"، قالت الشركة إنه سيضم ملعب غولف من 18 حفرة وفللًا فاخرة تحمل اسم ترامب، وفق الصحيفة الأميركية نفسها.
اليامي ينطلق من مبدأ "الاقتصاد عصب السياسة ومجرى النهر التي تعوم فيه قوارب السياسة"، ويشير إلى عقلية ترامب القائمة على "الصفقات والأعمال"، ليتحدث عن الحيز الاقتصادي – الاستثماري للزيارة بضوء حضور رجال أعمال أميركيين وسعوديين، وبتقديره، الاستثمارات "مفيدة" ودول الخليج "منفتحة" عليها.
التطبيع مطروح... ولكن
ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل من المتوقع أن يكون قد اتخذ حيزاً واسعاً خلال المحادثات الثنائية بين ترامب وبن سلمان، وإن كان مؤجلاً في ضوء استمرار الحرب في غزّة وتصاعد وتيرتها وتوتر العلاقات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلّا أنه ملف استراتيجي بعيد الأمد يحتاج ترامب لإنجازه.
ويشير اليامي إلى أهمية هذا الملف، وخصوصاً بالنسبة لترامب، لأنّه "سيحقق له إنجازاً داخلياً ودولياً كبيراً". وبرأيه، فإن السعودية تعتبر هذا الملف عربياً إسلامياً إسرائيلياً دولياً، وقد يكون باباً لتحقيق "الأمن والاستقرار" في المنطقة، لكنها عند شرطها، وهو إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967 عاصمتها القدس "بشكل مختلف عن السلطة الفلسطينية".
في المحصلة، فإن الزيارة "التاريخية" التي يقوم بها ترامب إلى السعودية من المرتقب أن تحدّد مسارات المنطقة المستقبلية، وتضع الحلول لبعض المعضلات على السكك، لكن ذلك لن يعني طي صفقة وفتح صفحة جديدة، لأن المشكلات العميقة والجذرية تحتاج إلى مشوار عمل طويل، وستكون الأنظار متجهة إلى استكمال هذا الجهد الدولي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"Responsible Statecraft": أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية
"Responsible Statecraft": أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 22 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

"Responsible Statecraft": أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية

ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بُذلت جهود دبلوماسية متواصلة للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن المفاوضات لم تنجح حتى الآن في سد الفجوة الصارخة بين الجانبين. كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب والوضع السياسي للأراضي الأوكرانية التي تطالب بها روسيا أو ضمتها من بين القضايا الخلافية الرئيسية. وفي ما يتصل بالسيادة الإقليمية، رفضت أوكرانيا وروسيا اقتراح الولايات المتحدة "بتجميد" الحرب على طول خط الصراع الحالي باعتباره حدودا جديدة بحكم الأمر الواقع. رفضت أوكرانيا التنازل عن مطالبها بالسيادة على الأراضي التي احتلتها روسيا، ومن جانبها، طالبت روسيا أوكرانيا بالاعتراف بمطالباتها الإقليمية بكامل المناطق الأوكرانية الأربع، التي ضمتها موسكو في عام 2022". وبحسب الموقع، "قد يبدو سلوك أوكرانيا وروسيا غير منطقي بالنسبة لمناصري التسوية السلمية، إذ يُطيل أمد الحرب سعيًا وراء أهداف باهظة الثمن، بل وغير واقعية. ويبدو من غير المرجح أن تنجح أوكرانيا، لا سيما في ظل احتمال تقليص الدعم الأميركي، في صد القوات الروسية عن أراضيها ذات السيادة. أما روسيا، فقد حققت نجاحات تدريجية ومكلفة في تقدمها العسكري الأخير، ورغم خسارتها بعض الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في المناطق الأربع التي ضمتها روسيا. وكما لاحظ غراهام أليسون، الأستاذ في جامعة هارفارد، خلال المراحل الأولى من الحرب، فإذا كان من المرجح أن تُغير العمليات العسكرية المستقبلية الحدود الإقليمية النهائية بشكل طفيف فقط، فقد يكون من الأفضل للأطراف المتحاربة حسم الحرب في الوقت الحالي. ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك؟" وتابع الموقع، "قد يُساعد تطبيق نظرية التوقعات على فهم نفسية القادة الروس والأوكرانيين بشكل أفضل. وتُفسر نظرية التوقعات، المُستمدة من الاقتصاد السلوكي وعلم النفس، سبب ميل صانعي السياسات إلى اتخاذ قرارات سياسية مُعينة. وتفترض النظرية أن الناس، بمن فيهم صانعو السياسات، يُقيّمون ظروفهم بناءً على نقطة مرجعية نفسية، مُحددين ما إذا كانوا يعملون في نطاق "المكاسب" أم "الخسائر". وإذا رأى الناس أن الظروف أدنى من النقطة المرجعية، فسيكونون أقل تقبلاً للوضع الراهن، بل يكونون أكثر ميلاً إلى الانخراط في سلوكيات تسعى إلى المخاطرة لتحسين ظروفهم الحالية. ويواجه التفاوض على تسوية للحرب تحديًا عندما يرى المتحاربون أنفسهم في دائرة "الخسائر". يعارض القادة شروط التسوية التي من شأنها ترسيخ خسائرهم الحالية، بما في ذلك الخسائر الإقليمية. بالنسبة لأوكرانيا، فإن النقطة المرجعية الإقليمية هي استعادة حدودها السيادية قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم". وأضاف الموقع، "رغم دعم أوكرانيا لوقف إطلاق نار مؤقت، إلا أنها عارضت تسوية رسمية تتضمن اعترافًا دوليًا بالحدود المرسومة حديثًا بين أوكرانيا وروسيا. ولا يعارض القادة الأوكرانيون الخسائر الدائمة لأراضيهم السيادية فحسب، بل يواجهون أيضًا ضغوطًا سياسية محلية، حيث تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن غالبية الشعب الأوكراني تعارض التنازلات الإقليمية كشرط للسلام. ورغم أن روسيا قد تبدو وكأنها حققت مكاسب إقليمية كبيرة، فإن الحكومة الروسية تنظر إلى فشلها في منع أوكرانيا من التحالف الجيوسياسي مع الغرب باعتباره "خسارة جيوسياسية". وفي حين تستمر روسيا في المطالبة بـ"حياد" أوكرانيا و"نزع سلاحها"، فإنها تبدو أكثر تصميماً على الحصول على الاعتراف الدولي والأوكراني بضمها لشبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات في جنوب شرق أوكرانيا كتعويض عن خسائر روسيا. ومن شأن التوسع الإقليمي أن يكون بمثابة عرض للنصر العلني لتبرير "العملية العسكرية الخاصة" التي تم إطلاقها بحجة حماية حق تقرير المصير للسكان والمناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا". وبحسب الموقع، "بالنسبة لإدارة انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية
أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية

بيروت نيوز

timeمنذ 34 دقائق

  • بيروت نيوز

أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية

ذكر موقع 'Responsible Statecraft' الأميركي أنه 'منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بُذلت جهود دبلوماسية متواصلة للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن المفاوضات لم تنجح حتى الآن في سد الفجوة الصارخة بين الجانبين. كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب والوضع السياسي للأراضي الأوكرانية التي تطالب بها روسيا أو ضمتها من بين القضايا الخلافية الرئيسية. وفي ما يتصل بالسيادة الإقليمية، رفضت أوكرانيا وروسيا اقتراح الولايات المتحدة 'بتجميد' الحرب على طول خط الصراع الحالي باعتباره حدودا جديدة بحكم الأمر الواقع. رفضت أوكرانيا التنازل عن مطالبها بالسيادة على الأراضي التي احتلتها روسيا، ومن جانبها، طالبت روسيا أوكرانيا بالاعتراف بمطالباتها الإقليمية بكامل المناطق الأوكرانية الأربع، التي ضمتها موسكو في عام 2022″. وبحسب الموقع، 'قد يبدو سلوك أوكرانيا وروسيا غير منطقي بالنسبة لمناصري التسوية السلمية، إذ يُطيل أمد الحرب سعيًا وراء أهداف باهظة الثمن، بل وغير واقعية. ويبدو من غير المرجح أن تنجح أوكرانيا، لا سيما في ظل احتمال تقليص الدعم الأميركي، في صد القوات الروسية عن أراضيها ذات السيادة. أما روسيا، فقد حققت نجاحات تدريجية ومكلفة في تقدمها العسكري الأخير، ورغم خسارتها بعض الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في المناطق الأربع التي ضمتها روسيا. وكما لاحظ غراهام أليسون، الأستاذ في جامعة هارفارد، خلال المراحل الأولى من الحرب، فإذا كان من المرجح أن تُغير العمليات العسكرية المستقبلية الحدود الإقليمية النهائية بشكل طفيف فقط، فقد يكون من الأفضل للأطراف المتحاربة حسم الحرب في الوقت الحالي. ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك؟' وتابع الموقع، 'قد يُساعد تطبيق نظرية التوقعات على فهم نفسية القادة الروس والأوكرانيين بشكل أفضل. وتُفسر نظرية التوقعات، المُستمدة من الاقتصاد السلوكي وعلم النفس، سبب ميل صانعي السياسات إلى اتخاذ قرارات سياسية مُعينة. وتفترض النظرية أن الناس، بمن فيهم صانعو السياسات، يُقيّمون ظروفهم بناءً على نقطة مرجعية نفسية، مُحددين ما إذا كانوا يعملون في نطاق 'المكاسب' أم 'الخسائر'. وإذا رأى الناس أن الظروف أدنى من النقطة المرجعية، فسيكونون أقل تقبلاً للوضع الراهن، بل يكونون أكثر ميلاً إلى الانخراط في سلوكيات تسعى إلى المخاطرة لتحسين ظروفهم الحالية. ويواجه التفاوض على تسوية للحرب تحديًا عندما يرى المتحاربون أنفسهم في دائرة 'الخسائر'. يعارض القادة شروط التسوية التي من شأنها ترسيخ خسائرهم الحالية، بما في ذلك الخسائر الإقليمية. بالنسبة لأوكرانيا، فإن النقطة المرجعية الإقليمية هي استعادة حدودها السيادية قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم'. وأضاف الموقع، 'رغم دعم أوكرانيا لوقف إطلاق نار مؤقت، إلا أنها عارضت تسوية رسمية تتضمن اعترافًا دوليًا بالحدود المرسومة حديثًا بين أوكرانيا وروسيا. ولا يعارض القادة الأوكرانيون الخسائر الدائمة لأراضيهم السيادية فحسب، بل يواجهون أيضًا ضغوطًا سياسية محلية، حيث تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن غالبية الشعب الأوكراني تعارض التنازلات الإقليمية كشرط للسلام. ورغم أن روسيا قد تبدو وكأنها حققت مكاسب إقليمية كبيرة، فإن الحكومة الروسية تنظر إلى فشلها في منع أوكرانيا من التحالف الجيوسياسي مع الغرب باعتباره 'خسارة جيوسياسية'. وفي حين تستمر روسيا في المطالبة بـ'حياد' أوكرانيا و'نزع سلاحها'، فإنها تبدو أكثر تصميماً على الحصول على الاعتراف الدولي والأوكراني بضمها لشبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات في جنوب شرق أوكرانيا كتعويض عن خسائر روسيا. ومن شأن التوسع الإقليمي أن يكون بمثابة عرض للنصر العلني لتبرير 'العملية العسكرية الخاصة' التي تم إطلاقها بحجة حماية حق تقرير المصير للسكان والمناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا'. وبحسب الموقع، 'بالنسبة لإدارة ترامب، المتلهفة لإنهاء الحرب سريعًا، يكمن التحدي في إقناع أوكرانيا وروسيا بقبول حدود إقليمية تقع تحت نقاط مرجعية كل منهما. لن تستعيد أوكرانيا الأراضي التي احتلتها روسيا، بينما لن تحقق روسيا السيطرة الكاملة على الأراضي التي ضمتها. ومن الاستراتيجيات الشائعة المقترحة أن تمارس الولايات المتحدة ضغطًا قسريًا على كلا الطرفين. فقد يُحدث تعليق الدعم الأميركي لأوكرانيا، وتشديد العقوبات على روسيا، اختلالًا في موازين القوى في ساحات القتال، مما يزيد من المعضلات التكتيكية التي تواجه كل طرف في اتخاذ القرار بين قبول مسار الصراع الحالي أو المخاطرة بخسائر إقليمية أكبر وارتفاع التكاليف العسكرية والاقتصادية. لكن عيب هذه الاستراتيجية القسرية هو أن الدول المتحاربة قد تختار مقاومة الضغوط الأميركية بدلًا من التخلي عن مطالبها الإقليمية. ولزيادة احتمالية تسوية الحرب، ينبغي على إدارة ترامب أيضًا اتباع استراتيجية موازية، تُبقي على الغموض بشأن الوضع السياسي المستقبلي للأراضي المتنازع عليها'. وتابع الموقع، 'عند تحديد خط ترسيم الحدود العسكرية والمنطقة العازلة المنزوعة السلاح المحيطة به، ينبغي أن تتجنب التسوية إلزام روسيا أو أوكرانيا بالتنازل رسميًا عن مطالبهما الإقليمية. بدلًا من ذلك، ينبغي تأجيل الحكم السياسي على الأراضي المتنازع عليها إلى مفاوضات ما بعد الحرب. ومن شأن هذا الغموض أن يسمح لروسيا وأوكرانيا بقبول خط الترسيم العسكري مؤقتا، مع الاستمرار في الدفاع، محليا ودوليا، عن مطالباتهما الإقليمية. ولكن بعد ثلاث سنوات من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي خيارا استراتيجيا صعبا: مواصلة المخاطر والتكاليف المترتبة على حرب طويلة الأمد من أجل التوصل إلى نتيجة إقليمية أكثر حسما، أو إقناع البلدين بقبول مخاطر السلام مع تسوية إقليمية غير حاسمة'.

أوكرانيا تُقدّم أموالاً لجيل "Z" للقتال في روسيا؟... هذا ما كشفته "وول ستريت جورنال"
أوكرانيا تُقدّم أموالاً لجيل "Z" للقتال في روسيا؟... هذا ما كشفته "وول ستريت جورنال"

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

أوكرانيا تُقدّم أموالاً لجيل "Z" للقتال في روسيا؟... هذا ما كشفته "وول ستريت جورنال"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير خاص، بأنّ برنامجاً حكومياً أوكرانياً يُقدّم مكافأةً قدرها 24.000 دولار أميركيّ للمراهقين الراغبين في قتال روسيا على الجبهات. وكشف التقرير أنّ الشاب كيريلو هوربينكو، كان في الـ16 من عمره في صيف عام 2023 عندما دخل هو وعشرون من أصدقائه الذكور، إلى مكتب تجنيد للجيش الأوكراني في شرق البلاد، وأعلنوا رغبتهم في قتال القوات الروسية على الخطوط الأمامية، مشيراً إلى أنّ المسؤولين المناوبين، سخروا منهم ونصحوهم بالعودة عندما يكبرون. وقال هوربينكو إنّ الآخرين فقدوا اهتمامهم لاحقاً أو سافروا إلى الخارج. ووفق التقرير، فقد سأل أحد المراهقين، وهو يستعد لدورة التجنيد الإجباري في ميدان تدريب في شرق أوكرانيا الشهر الماضي: "من سيقاتل إن لم نكن نحن؟". ويلفت التقرير أن ما كان يميز هوربينكو، عن آلاف الجنود المتمرسين الذين سيخدم معهم قريباً، بحسب التقرير، أنه عندما التحق بالجيش الأوكراني، حصل لنفسه على قرض عقاري من دون فوائد، وفرصة نادرة لقضاء عطلة في الخارج، والقسط الأول من مكافأة التسجيل التي بلغت مليون هريفنيا أوكرانية، أي ما يعادل حوالى 24 ألف دولار أميركي - ( وهو مبلغ يتجاوز الراتب السنوي للعديد من الجنود ذوي الخبرة)، وفق التقرير. هذا المجند الجديد هو من بين مئات الأشخاص الذين انضموا منذ شباط الماضي، عبر برنامج حكومي سخي جديد يهدف إلى استقطاب أصغر الشباب الأوكرانيين للانضمام إلى القوات المسلحة، التي تعاني من نقص حاد في الكفاءات. وبحسبب التقرير الأميركي، فإنّ أعداد المسجلين حتى الآن متواضعة. لكّن قادة أوكرانيا يأملون أن يُسهم البرنامج، المعروف باسم "عقد 18-24"، مع مرور الوقت في استقطاب فئة سكانية سعوا جاهدين إلى تجنيبها خطوط المواجهة. ورأى التقرير أنّ البرنامج الحكومي الاوكراني، يعكس شدة العجز في القوى العاملة، حيث انضم معظم الرجال الراغبين في القتال منذ زمن بعيد، ويزداد تجنيد المزيد صعوبة عاماً بعد عام. كما يؤكد أنّ العديد من الرجال المؤهلين - الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً والممنوعين من مغادرة البلاد - إما مختبئون أو دفعوا رشاوى للفرار من البلاد بشكل غير قانوني والهروب من التجنيد. وفي وقت سابق، سعت كييف جاهدةً لتعزيز صفوفها بعد ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف من الحرب الشاملة، فداهمت النوادي الليلية، وسمحت للمدانين بالإفراج المبكر من السجون، ونشرت لوحات إعلانية في جميع أنحاء البلاد تعلن: "الجميع سيقاتل". وفي العام الماضي، خفّضت سن الخدمة العسكرية الإلزامية من 27 إلى 25 عاماً، مما أدى إلى زيادة مؤقتة في أعداد الجنود. ولطالما دعا الحلفاء الغربيون كييف إلى خفض سن التجنيد، لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض هذه الدعوات، مُجادلاً بأنّ أوكرانيا بحاجة إلى شبابها لإعادة بناء البلاد بعد انتهاء القتال. وصرّح زيلينسكي لصحيفة فرنسية في كانون الأول 2024 قائلاً: "من المهم للغاية بالنسبة لي حماية أرواح شعبنا وشبابنا". وتذكر "وول ستريت دورنال"، أنّ حملة التجنيد لبرنامج الحكومة الأوكراني، تضمنت مقاطع فيديو على منصة "تيك توك"، ومنشورات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولوحات إعلانية لامعة تُزيّن شوارع المدن الرئيسية في أوكرانيا - جميعها بلمسة عصرية مستوحاة من جيل (Z). وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق، إنّ "أوكرانيا ستُسحق قريباً جداً"، مضيفاً أنّه "يقف إلى جانب أوكرانيا، لكن ليس بالضرورة إلى جانب الرئيس زيلينسكي"، وذلك في مقابلة مع مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية. ووصف ترامب مطالب "إعادة شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى إلى أوكرانيا" لإنهاء الحرب بأنّها "سخيفة"، بعد أيام على قوله إنّ روسيا "قدّمت تنازلاً كبيراً في محادثات السلام مع أوكرانيا، بعدم أخذها أوكرانيا كاملةً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store