
كيف اتجهت الأسواق للارتفاعات القياسية وانخفض النفط بتهدئة شكلية؟
تاريخ النشر : 2025-06-25 - 12:16 am
أبو ديه: الأسواق عطشى للتهدئة بعد مخاوف وخسائر كبيرة
عايش: أسباب ارتفاع النفط خفتت وبعضها لم يعد موجودًا
الأنباط – مي الكردي
رغم هشاشة إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر أمس، استطاعت أسواق الأسهم العالمية من الخليج إلى الولايات المتحدة أن تحقق زخمًا تصاعديًا هو الأقوى منذ أكثر من شهرين، معبّرة عن شهية المستثمرين لاستقرار طال انتظاره في المنطقة.
فقد أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية "تاسي" تعاملاته مرتفعًا بنسبة 2.4% عند 10964 نقطة، محققًا أكبر مكاسبه اليومية منذ 10 أبريل. وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 3.8%، كما صعد سعر صرف الجنيه المصري بنسبة 1%.
وفي الإمارات، أغلق مؤشر سوق دبي المالي مرتفعًا بنسبة 3.4%، محققًا أقوى مكاسبه اليومية منذ 16 ديسمبر 2024، فيما سجل مؤشر "فوتسي أبوظبي العام" ارتفاعًا بنسبة 2.5%، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2022. كما ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.9%، ومؤشر السوق الأول في الكويت بنسبة 2.4%، بحسب "بلومبرغ".
في المقابل، خسر النفط جميع المكاسب التي حققها خلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، متراجعًا إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، بعدما نجت المنشآت النفطية ومضيق هرمز من تصعيد كان من شأنه أن يوقف الإمدادات النفطية العالمية.
وكان ترامب قد عبّر سابقًا عن رغبته في بقاء أسعار النفط منخفضة، محذرًا من أن الحرب قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الأسعار. وبعد إعلان التهدئة، انخفضت الأسعار تماشيًا مع هذه الرغبة، خصوصًا عقب منشور على منصة "تروث سوشيال" حث فيه وزارة الطاقة الأميركية على التنقيب، قائلًا: "احفروا… أنا أعني (احفروا) الآن".
الأسواق عطشى للتهدئة
وعلق الخبير الاقتصادي منير أبو ديه على تحركات الأسواق العالمية، موضحًا أن الإعلان، رغم هشاشته، منح الاقتصاد الإقليمي والدولي دفعة إيجابية انعكست على المؤشرات بقوة.
وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط والذهب وارتفاع مؤشرات الأسهم يعكس تعطش الأسواق لحالة من الهدوء والتوصل إلى اتفاق. وأضاف أن هذه التهدئة الأولية، رغم أنها لا تزال مشروطة، تُبقي الأسواق مترقبة لاتفاق أشمل يخص الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح أبو ديه أن استمرار الاستقرار، لا سيما إذا تبعه اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، قد يعزز المزيد من "ردات الفعل الإيجابية" في الأسواق، بعد مرحلة من الخسائر والمخاوف المرتبطة بإغلاق المضائق والتحديات الاقتصادية العالمية.
وبشأن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، توقع أبو ديه استمرار التهدئة نظرًا لحجم الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تكبدها الطرفان، مما يدفعهما إلى البحث عن مخرج.
أما انخفاض أسعار النفط، فأرجعه إلى تهديدات ترامب للدول المنتجة بعدم رفع الأسعار، بالإضافة إلى انخفاض الطلب العالمي نتيجة للقيود التي فرضتها الحرب التجارية الأميركية. وأضاف أن مستويات الأسعار المتوقعة للنفط لم تتحقق بسبب هذه القيود، والتي لا يزال ملفها الجمركي مفتوحًا دون اتفاق نهائي.
وأكد أن الأسواق تترقب انفراجات سياسية تنهي الحروب الإقليمية، ومنها النزاع في أوكرانيا، ما من شأنه أن يدعم مؤشرات التعافي في الأسواق العالمية. واعتبر أن حالة التفاؤل الحالية هي انعكاس لرغبة الأسواق بإنهاء الصراعات والعودة إلى بيئة مستقرة داعمة للنمو.
وختم أبو ديه بالتأكيد على أن تعافي الأسواق مرتبط بإنهاء الصراعات، وكلما توسعت التهدئات والاتفاقيات السياسية، كانت الأسواق أكثر قدرة على التعافي السريع والملحوظ.
النفط يتراجع لأسباب منطقية
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي حسام عايش تراجع مكاسب أسعار النفط خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية بأنه طبيعي ومتوقع، موضحًا أن أسعار النفط ارتفعت سابقًا على وقع مخاوف من توسع الحرب واستهداف المنشآت النفطية، والتي بقيت حتى الآن خارج نطاق الهجمات المباشرة.
وأشار إلى أن المخاوف من إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب – وهما محوريان في تأمين إمدادات النفط عالميًا – لم تتحقق، رغم التوترات. وكان يُتوقع أن يتسبب إغلاق أحد المضيقين بتوقف نحو 20% من الإمدادات العالمية.
وأكد عايش أن هذه المخاوف دفعت العديد من الدول الكبرى إلى زيادة احتياطياتها الاستراتيجية من النفط والغاز، ما رفع الأسعار مع بداية الهجمات. إلا أن العوامل التي دعمت هذا الارتفاع بدأت تتلاشى، ما أدى إلى تراجع الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.
ونوّه إلى وجود فائض في المعروض النفطي قبيل اندلاع المواجهات، نتيجة اتجاه أوبك+ إلى زيادته، مرجحًا عودة الحديث عن هذا الفائض باعتباره عاملًا مؤثرًا أكثر من مخاوف الانقطاعات.
وأوضح أن الطاقة لا تزال عنصرًا محوريًا في النشاط الاقتصادي، لاسيما في الأسواق الخليجية التي تعتمد بشكل كبير على النفط رغم مساعيها للتنويع. وأضاف أن أسعار النفط تبقى عاملًا حاسمًا في موازنات هذه الدول، سواء بتحقيق عجز أو فائض.
ولفت إلى أن التفاؤل المرتبط بانتهاء الأزمة الإيرانية الإسرائيلية انعكس إيجابيًا على الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الارتفاعات تُعدّ بمثابة تعويض عن الخسائر خلال الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن الأسواق ترسل من خلال هذا الأداء رسالة مفادها أن "العالم لم يكن مرتاحًا لهذه الحرب، وأن الاستقرار هو السبيل لأداء اقتصادي أفضل".
واعتبر عايش أن تحركات الأسواق هي "رسالة بحد ذاتها" إلى ترامب بأن العالم بحاجة إلى الهدوء والاستقرار، لا إلى استعراض القوة أو فرض الرسوم الجمركية، متسائلًا: "إذا كان ترامب هو من أعلن وقف إطلاق النار، فلماذا لا يوقف الرسوم الجمركية؟"
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
الذهب يرتفع عالميا مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية
خبرني - سجلت أسعار الذهب عالميا ارتفاعا طفيفا الأربعاء؛ بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية؛ بينما تراقب الأسواق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1%إلى 3328.18 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 % إلى 3342.30دولارا. وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهر. قال كيلفن وونج كبير محللي السوق لدى أواندا "استفادت أسعار الذهب من عمليات البيع الفنية للدولار، وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية". وأضاف وونج أن من العوامل المحتملة لارتفاع الذهب استمرار تراجع الدولار، وتجدد التركيز على العجز المالي الأميركي وسياسة الرسوم الجمركية لا سيما مع انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل. وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامدا اليوم غداة إشارة الجانبين إلى أن صراعهما الجوي قد انتهى في الوقت الراهن على الأقل. وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو/ حزيران مع تزايد قلق الأسر بشأن توافر الوظائف ووسط تزايد الضبابية الاقتصادية؛ بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول لأعضاء الكونغرس الثلاثاء؛ إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف، وهي الفترة التي ستكون أساسية عند دراسة خفض محتمل لأسعار الفائدة. ويتوقع المتداولون حاليا خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة 60 نقطة أساس خلال عام 2025 وأن يكون أول تحرك في سبتمبر/ أيلول. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 35.95 دولارا للأوقية وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 1314.75 دولارا ونزل البلاديوم 0.4 % إلى 1062.24دولارا.

أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
الدولار يتراجع مع تنامي شهية المخاطرة بعد وقف القتال بين إسرائيل وإيران
أخبارنا : كافح الدولار الأميركي للحفاظ على قوته، اليوم الأربعاء، في ظل إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر، بعد سريان وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران. وأقبل المستثمرون على بيع الدولار بكثافة، بعد أن كانوا قد لجؤوا إليه كملاذ آمن خلال حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وشهدت خلالها ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية. وشهدت الأسواق انتعاشًا ملحوظًا، وارتفع مؤشر الأسهم العالمية إلى مستوى قياسي خلال الليل، إثر الإعلان عن وقف لإطلاق النار بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقا لـ"رويترز". وأشارت الدولتان إلى أن الحرب الجوية بينهما انتهت – على الأقل مؤقتًا – بعد توبيخ علني من ترامب لانتهاكهما اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه سابقًا. ورغم أن تحركات العملات كانت أكثر هدوءًا في آسيا اليوم، فقد ظل اليورو قريبًا من أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2021، وسجّل في أحدث التداولات 1.1614 دولار. وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.03% إلى 1.3614 دولار، لكنه ظل قريبًا من ذروة أمس الثلاثاء عند 1.3648 دولار، وهي أعلى مستوياته منذ يناير 2022. أما الدولار الأسترالي، المعروف بحساسيته للمخاطر، فقد ارتفع بقوة في الجلسة الماضية، وسجّل في أحدث تداولاته 0.6496 دولار، بينما صعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.33% إلى 0.6027 دولار. ورغم هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، يرحب المستثمرون بأي مؤشرات إيجابية بشأن تهدئة التوترات في الوقت الراهن. وقال رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي، جوزيف كابورسو: "السوق تتجاهل بعض المخاطر السلبية… ومن الواضح أن المشكلة لم تُحل بالكامل، ما يعني أنها قد تعود لتكون محركًا لأسعار السلع والعملات من جديد". وبقي الفرنك السويسري مستقرًا عند 0.8052 للدولار، بعدما سجّل أمس أعلى مستوى له في 10 سنوات ونصف. في المقابل، تراجع الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 145.03 للدولار. وأظهر ملخّص الآراء الصادر عن اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في يونيو أن بعض أعضاء المجلس دعوا إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني. أما على صعيد المؤشرات، فلم يشهد مؤشر الدولار تغيرًا يُذكر، واستقر عند 97.97 مقابل سلة من العملات. ورغم أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول كرر في شهادته أمام الكونغرس أمس الثلاثاء أن البنك ليس في عجلة لتيسير السياسة النقدية، فإن الأسواق لا تزال تتوقع بنسبة تقارب 18% خفضًا للفائدة في يوليو، وفقًا لأداة CME FedWatch. وقد عززت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة في الأسابيع الأخيرة توقعات قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام، إذ تشير العقود الآجلة إلى تيسير نقدي بقيمة تقارب 60 نقطة أساس بحلول ديسمبر. وأظهرت بيانات صدرت أمس تراجعًا غير متوقع في ثقة المستهلكين الأميركيين في يونيو، وسط تزايد قلق الأسر بشأن توفّر الوظائف، وهو مؤشر إضافي على الضغوط التي تواجهها سوق العمل الأميركية.


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
ارتفاع اسعار الذهب عالميًا
جفرا نيوز - سجلت أسعار الذهب عالميا ارتفاعا طفيفا الأربعاء بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بينما تراقب الأسواق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1%إلى 3328.18 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0425 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 % إلى 3342.30دولار. وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهر. قال كيلفن وونج كبير محللي السوق لدى أواندا "استفادت أسعار الذهب من عمليات البيع الفنية للدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية". وأضاف وونج أن من العوامل المحتملة لارتفاع الذهب استمرار تراجع الدولار وتجدد التركيز على العجز المالي الأمريكي وسياسة الرسوم الجمركية لا سيما مع انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل. وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامدا اليوم غداة إشارة الجانبين إلى أن صراعهما الجوي قد انتهى في الوقت الراهن على الأقل. وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو حزيران مع تزايد قلق الأسر بشأن توافر الوظائف ووسط تزايد الضبابية الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول لأعضاء الكونجرس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف، وهي الفترة التي ستكون أساسية عند دراسة خفض محتمل لأسعار الفائدة. ويتوقع المتداولون حاليا خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة 60 نقطة أساس خلال عام 2025 وأن يكون أول تحرك في سبتمبر أيلول. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 35.95 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 1314.75 دولار ونزل البلاديوم 0.4 % إلى 1062.24دولار.