
طرق للاهتمام بالمولود الجديد ومعلومات تهمك عن ملامحه ولون بشرته
يظل كل مولود لغزًا غامضًا خلال أيامه الأولى بعد الولادة؛ فقد يولد بشكل وتتغير ملامحه بعد أيام، وقد يكون لون جلده أحمر والشرايين والأوردة قريبة جداً من الجلد، ثم تهدأ البشرة بعد أيام وتتحول إلى اللون الطبيعي، وقد يبدو سمينًا ومنتفخًا عند ولادته ليعود بعد أيام إلى وزن أقل، ويحدث أن يتحول لون البشرة إلى اللون الأسود أو تصبح البشرة زرقاء اللون، وهنا يجب استشارة الطبيب.
في هذا التقرير يحدثنا الدكتور محمد علواني، أستاذ طب الأطفال عن تفاصيل كثيرة ل حالة المولود بعد الولادة مباشرة ، مع ذكر لأهم التغيرات التي تحدث له. ويضع الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال تحليلاً لاختلاف لون بشرة الرضيع ومتى يثبت لونها؟ والأسباب وراء كل هذا وطرق التعامل معها.
خطوتان لا بد منهما فور الولادة:
الخطوة الأولى:
تقع الكثير من الأمهات في خطأ؛ وهو تحميم المولود فور نزوله من الرحم؛ حيث تقوم الجدات في البيت بهذه المهمة أو الممرضات في المستشفى بناء على طلب وإلحاح الأهل.
والحقيقة ان حمام المولود يعني أن يفقد جلده مادة مهمة؛ وهي مادة أل «فيرنيكس»، التي تتكون في الأسبوع العشرين داخل رحم الأم، وهذه المادة تتكون من أحماض أمينيه هامة، دهون، بروتينات ومضادات للميكروبات والجراثيم.
فوائد أل "فيرنيكس"
تعمل هذه المادة على:
الحفاظ على درجة حرارة المولود.
تحمي من الجراثيم والميكروبات خارج رحم الأم.
وقاية للطفل عند المرور بقناة الولادة.
تحافظ على بشرة المولود.
يمتص جلد المولود هذه المادة خلال 24 ساعة من الولادة ويستفيد منها في حياته، ويستمر الامتصاص حتى اليوم الخامس أو السادس، لذلك ينصح بتأجيل الحمام خصوصاً للمولود الذي لن يرضع من أمه لأسباب صحية، مثل أن يكون مبتسراً أو تعرض الأم لوعكة.
الخطوة الثانية
وهي خطوة قد تبدو غريبة، وهي أن تضعي المولود على جلد والده مباشرة بعد الولادة، و توصلت الدراسات العلمية الحديثة إلى أن ملامسة جلد الأب لجلد المولود بمجرد نزوله من الرحم، يعمل على تحسين وظائف المخ لدى المولود.
وبالنسبة للأب الذي سيصبح أباَ لأول مرة، فإن ملامسة جلد المولود لجلد الأب يحفز إنتاج هرمونات خاصة لدى الرجل، تجعله مستعداً لمسؤولية الأبوة، وقادرًا على رعاية المولود، بل ويتعلق به، حيث تحفز هذه الهرمونات من هرمونات التعلق بالمولود الجديد.
من بين هذه الهرمونات الدوبامين والأوكسيتوسين، وهما من أهم الهرمونات الخاصة بهذه المشاعر، كما أن هذين الهرمونين على وجه التحديد تكون الأم بحاجة لهما؛ لأنها تكون متعبة وتريد من الرجل أن يساعدها في العناية بالمولود.
الأعراض المرضية غير المقلقة عند طفلك حديث الولادة تعرفي إليها وتعاملي معها
بشرة المولود هل تظل على لونها؟
الأطفال لا يولدون ببشرة وردية جميلة وابتسامة مضيئة كما كانت تتوقع الأمهات وما يحدث مختلف؛ إذ يخرج الطفل إلى الحياة للمرة الأولى صارخًا بالبكاء، وعلى بشرته آثار الحياة التي عاشها في الرحم- 9 أشهر- ، وعندما تشاهده الأم لأول وهلة يصبح لديها شيء من الذهول، فالمعالم الشكلية مختلفة عنها وعن أبيه، ولون بشرته أيضاً مصطبغ بلون غريب تبعاً لحالته.
لون البشرة تبعاً لوقت نزول الطفل
بداية يلعب الوقت دوراً أساسياً في تحديد لون بشرة الطفل الجديد؛ فعندما يولد الطفل قبل أوانه أو قبل إتمامه تسعة أشهر ،يكون من الأطفال الخدج، الذين يكون لون جلدهم أحمر والشرايين والأوردة قريبة جداً من الجلد لديهم.
المادة الحافظة للجلد أثناء تواجدهم في الرحم تكون أكثر تركيزاً عند الأطفال الخدج من الأطفال الذين أتموا تسعة أشهر، إضافة للكثير من الشعر الصغير الذي يغطي الجلد ويحميه، ويتساقط هذا الشهر في الأسابيع الأولى.
أما بالنسبة للجسم وحجمه فأول أيام من ولادة الطفل يكون جسمه منتفخاً بسبب احتباس السوائل، تكون أطرافه غير متلائمة مع البيئة الجديدة التي انتقل إليها، وبعد أسبوع من الولادة تبدأ الأطراف في التمدد وأخذ الشكل الطبيعي لها ويبدأ الجسم بالعودة إلى وضعه بعد أن يخسر كل السوائل الموجودة فيه.
شعر الطفل المولود حديثًا
قد يقتصر شعر الأطفال حديثي الولادة على الزغب، أو يمكن أن يكون كثيفًا جدًا ويحتاج لتهذيب، ولا يمكن أن يحدد إذا كان شعر الطفل المولود حديثاً ناعماً وكثيفاً أو خشناً وخفيفاً إلّا بعد مرور على الأقل سبعة أعوام عن ولادته؛ لأنه يتغير من سنة لأخرى ويبدأ بالاستقرار بعد سن السابعة.
علامات تظهر على حديثي الولادة
تغير لون الجلد
معظم الأطفال المولودين يتغير لون جلدهم إلى اللون الأصفر في الأسبوع الأول من الولادة ؛ بسبب خلل في وظائف الكريات الدم الحمراء في جسم المولود، ممّا يضطر الأم إلى تعريضه لأشعة الشمس أو أي ضوء مصطنع ساطع؛ ليستعيد لونه من جديد وإزالة اللون الأصفر عن جلده.
اللون الأحمر
عادة ما يغلب هذا اللون الداكن على بشرة الطفل عند ولادته، ويختفي بعد نحو 24 ساعة من الولادة، وعلى مدى الأيام والشهور التالية تجدين أن لون بشرته غالبًا ما يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها.
هناك كثير من الفرضيات لاحمرار جسم الطفل، ومن أهمها: زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم بشدة"، وفي هذه الحالة لا بد من عرضه على الطبيب؛ لإجراء تحاليل دم لمعرفة نسبة الهيموجلوبين الموجودة في جسمه.
لون بشرة باهت ومبقع
تظهر بعض البقع الزرقاء في أنحاء الجسم، وعادة قد يرجع ذلك إلى وجود مشكلة في قلب الرضيع مما يستدعي تدخل الطبيب.
اللون الأصفر لغالبية المواليد
يتغير لون جلد غالبية المواليد في الأسبوع الأول من الولادة إلى اللون الأصفر، نتيجة خلل في وظائف كريات الدم الحمراء، مما يتسبب بإصابة الطفل بالصفراء، التي غالبًا ما تظهر في اليوم الثاني بعد الولادة، ولكنها قد تظهر عند بعض الأطفال بعد مرور أسبوع أو أكثر.
اللون الأسمر
تحول لون بشرة الطفل للون الأسمر بشكل مفاجئ يدل على وجود مشكلة في الكبد أو عدم اكتمال نمو جهازه الهضمي.
اللون الأزرق
يحدث بسبب نقص الأكسجين في جسم الطفل، لذلك يجب أن تستشيري الطبيب لمعرفة سبب نقص الأكسجين، ويكون هذا في حالة تأخر الولادة مع اكتمال نمو الطفل.
الجلد المنقط (بالأحمر أو الأزرق).. تغير لون بشرة الطفل، وظهور بقع صغيرة على شكل دبوس ذات لون أزرق أو أحمر أو بني، و قد يكون دليلًا على إصابته بالتهاب السحايا.
متى يثبت لون بشرة الطفل الرضيع؟
لا يمكن معرفة ما هو لون المولود إلّا بعد مرور سنة على ولادته وتشكله ونموه بشكل سليم وصحيح، فبعد ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً يمكن معرفة ما هو اللون الأساسي للطفل.
إن شكل مولودك جميل بلا شك، ولكنه غريب أيضًا، فإذا ولد قبل الأوان، ستجدين أن بشرة طفلك أرجوانية ضاربة إلى الحمرة في الأيام القليلة الأولى.
وذلك بفضل نظام الدورة الدموية الذي بدأ للتو، يستغرق بعض الأطفال ما يصل إلى ستة أشهر لتطوير لون بشرتهم الدائم، كل هذه الأشياء طبيعية تمامًا، لكن احترسي من وجود طبقة صفراء على الجلد، والتي يمكن أن تكون علامة على مرض اليرقان عند الرضع.
تغير الملامح على مدار الأيام والأشهر
قد تندهشين من السرعة التي يتغير بها مظهر مولودك بعامة على مدار الأيام والأسابيع والأشهر القليلة الأولى من حياته.
التورم حول عيني طفلك يرجع جزئيًا على الأقل، إلى عملية الولادة، وقد يكون العامل الآخر هو المرهم المضاد الحيوي الذي يوضع في عينيه عند الولادة.
ويعتقد بعض الخبراء أن هذا التورم والاحمرار حماية طبيعية لحديثي الولادة الذين تتعرض عيونهم للضوء لأول مرة.
يبدأ معظم الأطفال الامتلاء عند بلوغهم ثلاثة أسابيع، وفي معظم الحالات يمكنك توقع أن يستعيد الطفل الذي يرضع من الثدي وزنه عند الولادة.
بينما يكتسب الأطفال الذين يرضعون حليبًا اصطناعيًا الوزن بشكل أسرع في البداية.
يولد معظم الأطفال بعيون زرقاء داكنة أو بلون رمادي ولكن يتغير لونهم قليلًا بمرور الوقت.
*ملاحظة من سيدتي قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 2 أيام
- سعورس
الفصام.. اضطراب مزمن يتطلب تفهمًا مجتمعيًا ورعاية مستمرة
إن هذا الاضطراب العقلي المزمن لا يغير فقط من طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه، بل غالبًا ما يخلق لديه انفصالًا عن الواقع المحسوس، لذا يأتي هذا اليوم ليكون فرصة ذهبية لرفع مستوى الوعي المجتمعي، وتحدي الوصمة المرتبطة بالمرض، وتقديم يد العون والدعم لأولئك المرضى ولأسرهم التي تخوض غمار تحديات يومية جسيمة، وهو ما تؤكد عليه منظمة الصحة العالمية دائمًا في حملاتها ومبادراتها. وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يؤثر الفصام على ما يقرب من 24 مليون شخص حول العالم، أو ما يعادل شخصًا واحدًا من كل 300 شخص. وبينما لا يُعد الفصام شائعًا بالقدر نفسه لبعض الاضطرابات النفسية الأخرى، إلا أنه يرتبط بمجموعة من الأعراض الأكثر خطورة، وضعف شديد في مجالات الحياة الشخصية والأسرية والاجتماعية والتعليمية والمهنية. المثير للقلق أن أكثر من ثلثي المصابين بالذهان حول العالم، بما في ذلك الفصام، لا يحصلون على الرعاية المتخصصة في مجال الصحة النفسية، وهي فجوة تعكس الحاجة الماسة إلى تعزيز الخدمات الصحية. أسباب الفصام تتجه الأنظار نحو استكشاف أسباب الفصام المتعددة، والتي لا تزال محط بحث وتفسير مستمر،وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن هذا الاضطراب ينشأ عن تفاعل متشابك بين مجموعة من العوامل الوراثية، والتأثيرات البيئية، والتغيرات الكيميائية الحيوية في الدماغ. فالخيط الوراثي يلعب دورًا واضحًا، حيث يزيد التاريخ العائلي للمرض من احتمالية الإصابة، وتصل هذه النسبة إلى 10% لدى الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، كما أن التعرض لضغوط نفسية شديدة، أو الإصابة بعدوى فيروسية في فترة الطفولة المبكرة، وحتى تعاطي المخدرات في سن المراهقة - خاصةً - قد تكون كلها عوامل مهيئة لظهور المرض. وتؤكد الدراسات، كما يشير موقع "National Today" ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، أن أي اضطراب في التوازن الكيميائي لمواد معينة في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، له دور كبير في ظهور الأعراض وتفاقمها. يُلاحظ أيضًا أن الأشخاص الذين نشأوا في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان قد يكونون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بمن يعيشون في المناطق الريفية. عندما يتغير الإدراك والسلوك يشجع اليوم العالمي للفصام على فهم شامل للأعراض المتنوعة التي قد يعاني منها المرضى، التي تظهر في الغالب خلال أواخر سن المراهقة أو بداية العشرينات. وتبدأ الأعراض عادة لدى الرجال في بداية العشرينات إلى منتصفها، بينما تظهر لدى النساء في أواخر العشرينات، وتشمل هذه الأعراض الهلاوس التي غالبًا ما تكون سمعية، والأوهام الثابتة التي قد تجعل الشخص يعتقد أن الآخرين يتآمرون عليه، وتصيب الأوهام حوالي 4 من كل 5 أشخاص يعانون من الفصام، كما يظهر اضطراب في نمط التفكير والكلام، مع تبلد واضح في المشاعر، وضعف في التحفيز، وانسحاب اجتماعي ملحوظ. تتفاوت حدة هذه الأعراض بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تتطور بشكل تدريجي أو تظهر فجأة. ولعل التغيرات المفاجئة في الشخصية أو الأداء الوظيفي قد تكون بمثابة المؤشر الأول على بداية هذا المرض، وهو ما تنبه إليه منظمة الصحة العالمية في إرشاداتها للتشخيص المبكر، ومن النادر جدًا أن تظهر الأعراض قبل سن العاشرة أو بعد سن الأربعين، وإن كانت هناك حالات تعرف ب "الفصام الطفولي" التي تتطلب تحديات خاصة في التشخيص والعلاج. بصيص أمل في طريق التعافي يسلط اليوم العالمي للفصام الضوء بقوة على الأهمية القصوى للدعم والعلاج. وعلى الرغم من أن الفصام لا يُشفى تمامًا في الوقت الحالي، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يُحدثا تحولًا جذريًا وإيجابيًا في حياة المرضى. وتشير الإحصائيات إلى أن شخصًا واحدًا على الأقل من بين كل ثلاثة أشخاص مصابين بالفصام يمكن أن يتعافى بشكل كامل مع الرعاية المناسبة،ويشمل العلاج عادة مزيجًا من الأدوية المضادة للذهان التي تساعد في السيطرة على الأعراض، إلى جانب العلاج النفسي الذي يقدم الدعم اللازم، ولا ننسى أهمية الدعم المجتمعي والتعليمي والمهني الذي يعزز من اندماج المريض، ويكمنالأمر الجوهري في إشراك العائلة وتثقيفها حول المرض، فالدعم الأسري القوي يقلل من حالات الانتكاس ويعزز من الاستقرار النفسي للمريض بشكل كبير، وهو ما توصي به منظمة الصحة العالمية كجزء لا يتجزأ من خطة العلاج الشاملة. لسوء الحظ، أكثر من 50% من الأشخاص الذين يعانون من الفصام لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة، وترتفع هذه النسبة إلى 90% في البلدان النامية. احتواء إنساني ومجتمع متفهم إن اليوم العالمي للفصام يتجاوز كونه مجرد مناسبة للتوعية، ليصبح تذكيرًا إنسانيًا عميقًا بأهمية الاحتواء والتفهم. المصابون بالفصام ليسوا، كما تصوّرهم بعض الصور النمطية، "مجانين" أو خطرين، بل هم أفراد يعانون من حالة طبية تستدعي كل التفهم والرعاية. ولعل أعظم ما يمكن أن يقدمه المجتمع لهؤلاء الأفراد هو توفير بيئة متقبلة خالية من الوصمة، مع ضمان حصولهم على علاج فعّال ومتاح، وبث الأمل في نفوسهم بأن التعافي ممكن، والعيش حياة كريمة ومنتجة حق مشروع لهم. هذا هو جوهر الرسالة التي تسعى منظمة الصحة العالمية لنشرها، مؤكدة على حق كل فرد في الحصول على أفضل رعاية صحية نفسية، والعمل على سد الفجوة الهائلة في توفير الرعاية للمتضررين من هذا الاضطراب حول العالم.


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
لـ«السلطان» عليك حق... دراسة: قلبك يعاني بعد 3 ليالٍ من قلة النوم
يوماً بعد يوم، تثبت مقولة الأجداد إن «النوم سلطان» صحتها العلمية، مؤكدة دراسة بعد أخرى أن للنوم علينا حقاً مهما كثرت الأعباء والمسؤوليات. ولطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب، لكن العلماء بدأوا الآن فهم كيفية تأثيرها في الصحة، وفقاً لتقرير نشره موقع «ساينس أليرت». وفي دراسة جديدة من جامعة أوبسالا في السويد، وجد باحثون أن ثلاث ليالٍ فقط من النوم القليل -نحو أربع ساعات في الليلة- تُسبّب تغيرات في الدم مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. ودرس الباحثون البروتينات الالتهابية في الدم، وهي جزيئات يُنتجها الجسم عند التعرض للتوتر أو عند مُقاومة المرض. عندما تبقى هذه البروتينات مرتفعة لفترة طويلة، يُمكن أن تُلحق الضرر بالأوعية الدموية وتزيد من خطر الإصابة بمشكلات مثل قصور القلب، وأمراض القلب التاجية، والرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب). وشملت الدراسة 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة، أمضوا عدة أيام في مختبر، حيث تمّ التحكم في كل شيء، من وجباتهم إلى مستويات نشاطهم وتعرضهم للضوء، بعناية. واتبع المشاركون روتينَيْن: ثلاث ليالٍ من النوم الطبيعي (8.5 ساعة)، وثلاث ليالٍ من النوم القليل (4.25 ساعة). بعد كل مرحلة نوم، أكمل الرجال تمريناً قصيراً وعالي الكثافة لركوب الدراجات، وخضعوا لفحص دم قبل الدراسة وبعدها. وقام الباحثون بقياس ما يقرب من 90 بروتيناً مختلفاً في عينات الدم. ووجدوا أن الحرمان من النوم أدى إلى ارتفاع واضح في مؤشرات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. ورغم أن التمارين الرياضية عادةً ما تعزّز البروتينات الصحية؛ مثل: «الإنترلوكين-6» وعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ «BDNF»، اللذين يدعمان صحة الدماغ والقلب؛ فإن هذه الاستجابات كانت أضعف بعد قلة النوم. ومن اللافت للنظر أن التغييرات حدثت حتى لدى الشباب الأصحاء، وبعد بضع ليالٍ فقط من قلة النوم. وهذا أمر مثير للقلق؛ نظراً إلى شيوع معاناة البالغين من قلة النوم من وقت إلى آخر. ويعمل نحو واحد من كل أربعة أشخاص في نوبات عمل تُعطّل أنماط النوم. كما اكتشف الباحثون أن وقت أخذ عينة الدم خلال اليوم كان له تأثير؛ إذ تفاوتت مستويات البروتين بين الصباح والمساء، وازداد هذا التأثير عند تقييد النوم. وهذا يشير إلى أن النوم لا يؤثر فقط في مكونات الدم، وإنما في وقت ظهور هذه التغيرات بشكل أوضح. وعلى الرغم من أن الحياة الحديثة تشجعنا في كثير من الأحيان على استبدال الإنتاجية أو التواصل الاجتماعي أو قضاء الوقت أمام الشاشات بالنوم، فإن دراسات مثل هذه تذكرنا بأن الجسم يسجل النتائج من دون أي تنازلات.


المدينة
منذ 7 أيام
- المدينة
العلاج بالفن.. بين العلم والعمل
تتخذ الكثير من المراكز والمشافي حول العالم، الفن والرسم والموسيقى وسيلة علاجية لبعض الحالات المرضية النفسية والعصبية، وقد أثبت العلاج بالفن نجاعته بنسبة عالية، فمثلما يمكن للوحة، أو قطعة موسيقية أن تقول شيئًا بطرق تكاد تتحدى الوصف، يوفر العلاج بالفن للأفراد الذين يواجهون تحديات جسدية وعاطفية ومعرفية مسارات جديدة نحو الفهم والتعبير عن الذات.في عددها الشهري الأخير أكدت هيئة التخصصات الصحية أن العلاج بالفن جزء لا يتجزأ من طرق العلاج المختلفة، وعليه نقتطف هنا بعضًا من المعلومات القيّمة لعل يستفيد منها المختصون والمهتمون بهذا النوع من العلاج..يشير مصطلح العلاج بالفن إلى نهج علاجي يُشجِّع المرضى على التعبير عن مشاعرهم، من خلال تقنيات فنية مختلفة، مثل: الرسم، والتلوين، والتصوير، والنحت، والموسيقى، والكتابة؛ ممَّا يساعد في تعزيز صحتهم النفسية، واكتشاف تجاربهم الداخلية. وقد لاقت فكرة العلاج بالفن قبولًا واسعًا بين مقدِّمي الرعاية الصحية، بعدما لاحظوا في أربعينيات القرن الماضي أن المصابين بأمراض نفسية يميلون إلى التعبير عن أنفسهم من خلال الفن.ففي العصر الحديث، لم تعد رسومات المرضى مجرد لوحات عابرة، بل أصبحت تحمل دلالات تشخيصية دقيقة، فالاستخدام الكثيف للَّون الأسود قد يُشير إلى الاكتئاب، وتكرار الأشكال قد يكون علامة على القلق، وحتى طريقة مسك الفرشاة قد تكشف عن اضطرابات في الحركة. ولهذا، اعترفت منظمة الصحة العالمية بالفن كاحدى أدوات العلاج الفعَّالة.يُحدث الفن تغييرات حقيقية في الدماغ، ويُنشِّط قدرته على التكيّف والنمو من خلال تحفيز المرونة العصبية، إذ تتكوَّن نقاط تشابك جديدة بين الخلايا العصبية، وتنمو التشعُّبات العصبية، ممَّا يُعزِّز من وظائف التعلُّم والذاكرة. كما يُنشِّط الفن مناطق متعددة في الدماغ، مثل القشرة الجبهية، والخلايا العصبية في المناطق الحسية والحركية، ويساهم في تنشيط المشاعر، والخيال، والقدرة على اتخاذ القرار، والتعبير الذاتي. ويحدث ذلك جزئيًّا عبر زيادة إفراز مواد مثل الدوبامين والإندورفين، ممَّا يؤدِّي إلى تقليل التوتر وتحسين المزاج.ختامًا.. أصبح العلاج بالفن أداة فعَّالة تجمع بين التعبير والإبداع لتعزيز الشفاء النفسي. ومع الاعتراف المتزايد به علميًّا، تتأكد قيمته كوسيلة مساندة في الرعاية الصحية، ما يستدعي توسيع نطاق تطبيقه وتأهيل مختصين لدعمه ضمن المنظومة العلاجية.د. صبحي الحدادesobhi2008@