
الذكاء الاصطناعي يهدد أسواق الأسهم
ووفقا لتقرير نشرته بلومبيرغ، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي ، التي يواصل المستثمرون ضخ مليارات الدولارات في رهان على قدرتها على خلق ثروات جديدة، بدأت في الوقت ذاته في إنتاج "خاسرين" كُثر، مع تهديد قطاعات بأكملها بالإزاحة السريعة من المشهد.
وفي موازاة ذلك، تشير بيانات بلومبيرغ إلى أن أسواق السندات الأوروبية تشهد تطورات غير مسبوقة، مع تقلص حاد في الفوارق التاريخية بين عوائد الدول الطرفية ودول المركز، في بيئة مالية مثقلة بضغوط السياسات الاقتصادية والتحولات الجيوسياسية، ولا سيما مع تداعيات نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اقتصادات المنطقة.
الذكاء الاصطناعي يسرّع وتيرة الإزاحة التكنولوجية
وأوضح تقرير بلومبيرغ أن قطاعات مثل تطوير المواقع الإلكترونية (ويكس دوت كوم) وخدمات الصور الرقمية (شترستوك) وصناعة البرمجيات (أدوبي) تقع ضمن قائمة تضم 26 شركة حددها "بنك أوف أميركا" على أنها الأكثر عرضة لمخاطر الذكاء الاصطناعي، حيث تراجع أداؤها مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 22 نقطة مئوية منذ منتصف مايو/أيار.
وقال دانيال نيومان، الرئيس التنفيذي لمجموعة فوتوروم، في تصريحات لـبلومبيرغ: "الاضطراب حقيقي. كنا نعتقد أنه سيحدث خلال خمس سنوات، لكنه يبدو وكأنه سيحدث خلال عامين. الشركات الخدمية ذات الكثافة العمالية المرتفعة ستكون معرضة للخطر، حتى لو كانت لديها نماذج أعمال قوية من الحقبة التقنية السابقة".
وبحسب بلومبيرغ، فإن التهديدات لا تزال في بدايتها، لكن الإنفاق الهائل من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل " مايكروسوفت" و" ميتا" -بمئات المليارات- يجعل المستثمرين أكثر حذرا، في ظل تجارب تاريخية لانهيار قطاعات كاملة بفعل التكنولوجيا الجديدة، بدءا من إحلال الهاتف محل التلغراف، وصولًا إلى القضاء على "بلوكباستر" على يد " نتفليكس".
تضيق الفجوات التاريخية
وعلى الجانب المالي، أظهرت بيانات بلومبيرغ أن الفارق بين عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات ونظيرتها الفرنسية انكمش إلى 13 نقطة أساس فقط، وهو أدنى مستوى منذ عقدين، بعد أن كان يتجاوز 400 نقطة أساس في ذروة أزمة الديون الأوروبية عامي 2011 و2012.
إعلان
وذكرت بلومبيرغ أن دولا طرفية مثل إسبانيا واليونان والبرتغال تمكنت من تعزيز اقتصاداتها وضبط إنفاقها، ما جعلها أكثر جذبا للمستثمرين. إسبانيا، على سبيل المثال، باتت "مفضلة" لدى الصناديق بفضل نمو اقتصادي يتجاوز معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، أوضحت بلومبيرغ أن ألمانيا لا تزال تحتفظ بوضعها كملاذ آمن بفضل تصنيفها الائتماني الثلاثي "إيه إيه إيه" رغم تحولها عن سياسة التقشف استجابة لمطالب الرئيس الأميركي ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي. أما فرنسا ، فقد فقدت مكانتها كمكافئ مالي لألمانيا بعد أن قفز عجز ميزانيتها إلى أعلى مستوى في منطقة اليورو، مما دفع بعض الصناديق لتجنب سنداتها.
عوائد منخفضة ومخاطر مرتفعة
وفي أسواق الائتمان العالمية، رصدت بلومبيرغ أن الفروق بين السندات الفردية ومتوسط المؤشرات المرجعية بلغت أدنى مستوياتها منذ بدء جمع البيانات عام 2009، ما يجعل من الصعب على المستثمرين إيجاد عوائد مجزية دون تحمل مخاطر أعلى.
وقالت أبريل لاروس، مديرة الاستثمار في "إنسايت إنفستمنت"، لـبلومبيرغ: "ليس من السهل إيجاد وسائل للحصول على عوائد أعلى من دون إدخال مخاطر مختلفة. الأمر معقد للغاية، وعندما تضيق الفوارق، تتقلص الفروقات في الأداء بين السندات".
سياق اقتصادي ضاغط
وتضيف بلومبيرغ أن هذه التطورات تأتي في وقت يترقب فيه المستثمرون تقرير التضخم الأميركي لشهر يوليو/تموز، والذي قد يحدد توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي للفائدة الشهر المقبل.
وتشير تقديرات الاقتصاديين في بلومبيرغ إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي قد يسجل أكبر ارتفاع شهري منذ يناير/كانون الثاني، وسط مخاوف متزايدة من شبح "الركود التضخمي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 13 دقائق
- الجزيرة
"رولز-رويس": المستقبل للمفاعلات النووية المصغرة في تشغيل الذكاء الاصطناعي
تسعى شركة "رولز-رويس" لاستخدام المفاعلات النووية المصغرة الخاصة بها من أجل تزويد مراكز الذكاء الاصطناعي بالطاقة اللازمة لتشغيلها، وهو الأمر الذي قد يجعلها أغلى شركة في المملكة المتحدة، وفق تقرير نشرته "بي بي سي". وأكدت الشركة أنها تنوي تزويد حكومة المملكة المتحدة بـ3 مفاعلات نووية معيارية مصغرة و6 مفاعلات لحكومة التشيك للاستخدام مع مراكز الذكاء الاصطناعي بدلا من الاعتماد على مصادر الطاقة الكهربائية المعتادة. وتزود "رولز-رويس" في الوقت الحالي الغواصات النووية بالمفاعلات المصغرة المسؤولة عن تزويدها بالطاقة، وهو الأمر الذي أكده الرئيس التنفيذي لشركة "رولز-رويس" توفان إرجينبيلجيك أثناء حديثه مع "بي بي سي". وأضاف إرجينبيلجيك أن "رولز-رويس" هي الشركة الخاصة الوحيدة في العالم التي تمتلك قدرات نووية تؤهلها للاستخدام مع الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الشركة شهدت نموا في أسعار أسهمها 10 أضعاف منذ توليه قيادتها في مطلع 2023. وتعد المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة مثالية للاستخدام كمصدر طاقة نظيف، وذلك بسبب صغر حجمها وسرعة بنائها، فضلا عن انخفاض تكلفة بنائها واستخدامها. ويرى إرجينبيلجيك أن العالم سيحتاج إلى 400 مفاعل نووي معياري مصغر بحلول عام 2050 بكلفة تصل إلى 3 مليارات دولار للمفاعل الواحد، وهو ما يجعل حجم هذا السوق يقفز إلى تريليون دولار تسعى "رولز-رويس" للاستيلاء عليها جميعا. ورغم أن هذه التقنية ما تزال ناشئة وغير مجربة، فإن إرجينبيلجيك يرى أنها المستقبل في عالم الطاقة فضلا عن مستقبل الشركة لتحقيق النمو الذي تسعى إليه. وتمثل المفاعلات النووية المعيارية المصغرة نقطة خلاف بين خبراء الذكاء الاصطناعي والطاقة، إذ يخشى بعضهم من استهلاك المياه اللازم لتبريد هذه المعالجات فضلا عن تبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المرفقة بها، ومن الجانب الآخر توفر المفاعلات مصدر طاقة متجددا ونظيفا مقارنة بالوقود الأحفوري أو الاعتماد على شبكات الطاقة الكهربائية المعتادة كما يحدث في الوقت الحالي. وتعد أزمة الطاقة من أكبر الأزمات التي تواجه مراكز الذكاء الاصطناعي، لذلك تسعى الشركات باستمرار لحلها عبر التوجه إلى مصادر طاقة مبتكرة. ودفع هذا " غوغل" و" ميتا" و" مايكروسوفت" للتوجه إلى المفاعلات النووية المصغرة الموجودة بالولايات المتحدة من أجل الاستفادة من طاقتها.


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
الصين والهند تدرسان استئناف التجارة الحدودية بعد توقفها 5 سنوات
تدرس الهند والصين استئناف التجارة الحدودية للسلع المصنعة محليا بعد أكثر من 5 سنوات من التوقف، حسبما نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤولين في نيودلهي. وقالت المصادر إن الجانبين اقترحا استئناف التجارة عبر نقاط محددة على حدودهما، والأمر قيد المناقشة حاليا. يأتي ذلك ضمن تكثيف بكين جهودها لتخفيف التوترات القائمة منذ فترة طويلة مع الهند في ظل التوترات التجارية على وقع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية. ولأكثر من 3 عقود تداولت الهند والصين السلع المنتجة محليا، مثل التوابل والسجاد والأثاث الخشبي وعلف الماشية والفخار والنباتات الطبية والأجهزة الكهربائية والصوف، وذلك عبر 3 نقاط محددة على طول حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، والتي يبلغ طولها 3488 كيلومترا. وتُعد هذه التجارة صغيرة نسبيا، وتُقدر قيمتها بنحو 3.16 ملايين دولار فقط في الفترة 2017-2018، وفقا لأحدث البيانات الحكومية المتاحة. وأُغلقت نقاط التجارة خلال جائحة كورونا، والتي تزامنت مع تدهور حاد في العلاقات بين البلدين بعد الاشتباكات الحدودية التي أودت بحياة 20 جنديا هنديا و4 جنود صينيين على الأقل. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين "مستعدة لتكثيف التواصل والتنسيق مع الهند" في هذا الشأن، مضيفة "لطالما لعبت التجارة الحدودية بين الصين والهند دورا مهما في تحسين حياة سكان الحدود بين البلدين". وخففت بكين القيود المفروضة على بعض شحنات الأسمدة إلى الهند، ومن المتوقع أن يتوجه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى الصين في وقت لاحق من هذا الشهر لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون ، كما يُتوقع أن يلتقي بالرئيس شي جين بينغ على هامش القمة التي ستُعقد في تيانجين (شرقي الصين) في 31 أغسطس/ آب، ومن المتوقع كذلك أن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع المنظمة. مسؤول رفيع ومن المرجح أن يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي نيودلهي في 18 أغسطس/آب الجاري، وهي أول زيارة له إلى البلاد منذ أكثر من 3 سنوات، ومن المتوقع أن يلتقي بمستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال ووزير الشؤون الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، حسبما نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر وصفتها بالمطلعة، لكنها لم توضح هويتها. وقالت المصادر إن أحد البنود الرئيسية على جدول الأعمال سيكون مناقشة سبل خفض مستويات القوات على طول الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، وأضافت أن مثل هذه الخطوة ستمثل تقدما كبيرا نحو استعادة الثقة بين البلدين. وحسب "بلومبيرغ"، تعد هذه الزيارة أحدث خطوة في تحسّن تدريجي ومطرد في العلاقات بين الجارتين الآسيويتين اللتين تُجريان كذلك محادثات لاستئناف التجارة البينية وتخططان لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت مبكر من الشهر المقبل. وصرحت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس بأن بكين مستعدة للعمل مع نيودلهي "للتعامل مع الخلافات بشكل سليم في ضوء الوضع العام الراهن". وأضافت الوزارة أنه من المنطقي أن يبني الجانبان علاقات أوثق، لأنهما "دولتان ناميتان رئيسيتان، وعضوان مهمان في الجنوب العالمي".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
تباطؤ نمو الاقتصاد البريطاني في الربع الثاني
تجاوز الاقتصاد البريطاني التوقعات في الربع الثاني، لكن نموه تباطأ مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وذلك بسبب الرسوم الجمركية الأميركية وزيادة ضريبة الأعمال البريطانية، وفقا لما أظهرته بيانات رسمية صدرت اليوم الخميس. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية في بيان له بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي بلغ 0.3% في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين، متجاوزا توقعات المحللين بنمو نسبته 0.1%، بعد أن بلغ 0.7% في الربع الأول. وقالت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز "الأرقام الاقتصادية اليوم إيجابية، مع بداية قوية للعام واستمرار النمو في الربع الثاني". وأضافت في بيان منفصل أنه "بعد عام أول صعب لحكومة حزب العمال في السلطة، حيث واجه الاقتصاد صعوبة في تحقيق نمو ملحوظ لكن لا يزال ثمة كثير مما يجب القيام به لبناء اقتصاد يخدم مصالح العمال". وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن نمو قطاعي البناء والخدمات في الربع الثاني ساعد في تعويض انخفاض الإنتاج. وأشارت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية ليز ماكيون إلى أن "الخدمات قادت النمو، مع نمو قطاعات البرمجة الحاسوبية والرعاية الصحية وتأجير المركبات". البطالة وأظهرت البيانات الرسمية أمس الأربعاء أن معدل البطالة في المملكة المتحدة بلغ أعلى مستوى له في 4 سنوات، مسجلا 4.7% في الربع الثاني. ويعود ذلك بشكل كبير إلى رفع حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر ضريبة الأعمال البريطانية اعتبارا من أبريل/نيسان الماضي، وهو الشهر نفسه الذي أصبحت فيه البلاد خاضعة للتعريفة الجمركية الأساسية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 10% على معظم السلع. وخفض بنك إنجلترا الأسبوع الماضي الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 4%، مشيرا إلى التهديدات التي تواجه النمو من التعريفات الجمركية الأميركية. وقالت روث غريغوري نائبة كبير الاقتصاديين البريطانيين في مجموعة أبحاث كابيتال إيكونوميكس عقب بيانات اليوم الخميس "سيظل ضعف الاقتصاد العالمي عبئا على نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني لفترة من الوقت". وأضافت "لم يُلمس بعد التأثير الكامل لزيادات الضرائب في أبريل/نيسان على استثمارات الأعمال، ومن المرجح أن تُبقي التكهنات المستمرة بشأن زيادات ضريبية أخرى في ميزانية الخريف المستهلكين في حالة حذر".