
تيننتي: الـ1701 يبقى الإطار الرئيسي لتحقيق الإستقرار وليست لدينا أجندة خفية
أكد الناطق باسم قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان أندريا تيننتي أن هناك الكثير من التحليلات المتعلقة بمستقبل مهمة القوة الدولية في جنوب لبنان، ولكن الفرق كبير بين التوقعات وبين الواقع على الأرض، والأمر يحسمه مجلس الأمن الدولي في نهاية شهر آب المقبل، الموعد السنوي للتجديد للقوة الدولية.
وفي حديث لقناة الغد، لفت تيننتي إلى أن المهم ليس مستقبل مهمة القوة الدولية، بل ما هو أفضل للمنطقة ولكلا البلدين لبنان وإسرائيل، لذا يجب الحذر في كيفية المضي قدمًا في هذا المجال.
وقال: "إن القرار 1701 يبقى الإطار الرئيسي وإذا ما أبدت الأطراف المعنية التزامها، فإن هذا القرار هو الكفيل بإعادة الإستقرار للمنطقة. فالقوة الدولية أداة يمكن للأطراف الإعتماد عليها لإحراز التقدم المطلوب. والقوة الدولية مستعدة كما فعلت دائمًا، لتقديم الدعم، ولكن أيضا على الأطراف المعنية أن تعي مسؤوليتها عن الواقع السائد الآن والذي ساد طيلة الأشهر الماضية".
وتابع تيننتي أن جنوب لبنان شهد بين العام 2006 وتشرين الأول 2023 المرحلة الأفضل من الإستقرار في التاريخ الحديث. ولا بد من التأكيد أن تنفيذ القرار 1701 لم يكتمل، ليس بسبب القوة الدولية بل بسبب الأطراف المعنية. وقال: "هناك الكثير من العمل الواجب إتمامه. يجب تحديد كيفية استكمال تطبيق القرار وذلك وفق التالي: تنفيذ الإنتشار الكامل للجيش اللبناني في جنوب لبنان، إتمام انسحاب الجيش الإسرائيلي وإنهاء الخرق الحاصل للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، إعادة الناس إلى بلداتهم وقراهم المدمرة، ترسيم الحدود بين البلدين. هذا ما تتطلبه إعادة الإستقرار. ففي القرار 1701 الكثير من النقاط التي يمكن أن تؤسس لشروط الإستقرار في المنطقة. إننا نحتاج للإعتقاد بذلك، ولالتزام الأطراف المعنية به".
وردا على سؤال حول اعتراضات عدد من الأهالي على دوريات اليونيفل، قال تيننتي إن هناك نقصًا كثيرًا في المعلومات وسوء فهم حاصل بالنسبة إلى دور اليونيفل والقرار 1701. إن هذا القرار يعطي القوة الدولية كامل الحق لكي تكون موجودة في الجنوب ولمراقبة منطقة العمليات، مع الجيش اللبناني أو من دون الجيش اللبناني، علمًا أن كل تحركات اليونيفل يتم تنسيقها مع الجيش، وكل الدوريات التي تم الإعتراض عليها كانت منسقة مع الجيش اللبناني.
أضاف: "نحن نود أن تحصل كل تحركاتنا مع الجيش اللبناني، ولكن الجيش اللبناني يقوم بإعادة الإنتشار في جنوب لبنان. ونحن نقدم الدعم في هذا المجال. إن عديد اليونيفل يقارب العشرة آلاف من ثمان وأربعين دولة، في حين أن عديد الجيش يقارب نصف عديد اليونيفل، لذلك، من الطبيعي أن يتم تنفيذ تحركات ودوريات بشكل مستقل ومن دون مواكبة من الجيش. ومن المهم جدا للناس أن يعرفوا أن ليس لليونيفل أجندة خفية. إننا نقوم بعملنا بشفافية. ما نقوم به هو محاولة إعادة الإستقرار إلى هذه المنطقة وأن نوقف ليس فقط الخروقات في جنوب لبنان ولكن أيضا الخروقات المتأتية من الجيش الإسرائيلي والتي تحصل بشكل يومي تقريبًا"
وتابع المتحدث باسم اليونيفل مشيرًا إلى أن القوة الدولية عثرت على أكثر من 250 مخبأ أسلحة وأنفاق في منطقة جنوب الليطاني وتم تبليغ الجيش اللبناني بها كلها، إذ إن القوة الدولية لا تضع اليد عليها على الإطلاق. كل شيء يتم العثور عليه يسلّم للجيش اللبناني.
وأوضح أن اليونيفل تنفذ حوالى ثلاثمئة عملية في اليوم، مؤكدًا أن ليس لديها صلاحية الدخول إلى أملاك خاصة ويتم التدقيق دائمًا في هذا الأمر الذي لا يخلو من صعوبة في تمييز الأملاك الخاصة عن العامة.
وردا على سؤال حول توصيفه للوضع الراهن، قال إن الوضع صعب جدا، ونحن في خضم مرحلة من الإستقرار الهش. لا يزال وقف الأعمال العدائية صامدًا ولكن هناك خروقات يومية وقد يؤدي ذلك إلى تطورات خطرة. لذا يجب توخي الحذر. أي حادث قد يؤدي إلى ما هو أكبر. إن الوضع صعب جدا، ونحن نقوم بالكثير، وننفذ الكثير من المشاريع الإنسانية دعمًا للأهالي. فقد تغير الوضع كثيرًا عما كان عليه في السابق، ويجب تأمين الدعم المادي للجيش لكي يتم تحقيق التغيير الفعلي.
المصدر:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأخبار كندا
منذ يوم واحد
- الأخبار كندا
دريان في رسالة الأضحى: الإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم وضرورة
وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين من مكة المكرمة، لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك جاء فيها: "في كل عام ملايين المسلمين في ضيافة الرحمن، فيتقبل الله طاعتهم وحجهم ودعاءهم وصلاتهم، فيعود الحاج كيومَ ولدته أمه. فهي سلسلة الرحمة المتصلة منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لا تنقطع، ولا تضعف، ولا تتراجع. وعندما نؤدي الفريضة التي كُتبت علينا، لا نتذكر دعوة إبراهيم عليه السلام فقط، بل نتذكر أيضا تضحيته وهي الرمز الذي يراعيه المسلمون في شعائر الحج. إنه الأصل الأصيل للعراقة في الدعوة والرسالة، وفي توجه النبي الخاتَم وهو من مكة موئل البيت الحرام وقد قال صلوات الله وسلامة عليه: إن مكة مسقط رأسه، وبسبب وجود البيت الحرام فيها، هي أحب بقاع الأرض إليه، ولولا أن القوم أخرجوه منها لما خرج. هو موسم ماجد من أي جهة أتيته، في الإخلاص لله، والتضحية والعبادة الخالصة لوجهه، ورجاء بل يقين الفرج بالدعاء عند البيت العتيق. منذ ما يزيد عن مائة عام يقاتل الفلسطينيون من أجل الحرية والدولة، وهم يتعرضون لمذابح وإبادة ما شهدت البشرية مثلها في غير الحروب الكبرى، لماذا يحصل ذلك؟ لأنه لا حساب ولا عقاب ولا عتاب على المستوى الدولي، والقُطُر المفروض أنها سائدة في العالم. أين السواد وأين الإصغاء لنداءات الأطفال والنساء والشيوخ والعجَّز وصرخاتهم؟ وأين هي حقوق الإنسان التي هي من شِرعة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تجاه هؤلاء المعذبين في فلسطين؟ وفي كل فترة آخرها قبل أيام، يقوم أحد الصهاينة المحتلين باقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. كل الجهات تحذر من الحروب الدينية، لكن جهات النفوذ والتأثير وصُناع القرار لا تقول شيئا عندما يجري اقتحام المسجد الأقصى من جانب عصابات من المستوطنين. ما يزالون يبحثون عن آثار للهيكل المزعوم في هذه المساحة التي لا تتسع لهذه الأهوال، لكنه التعصب الأعمى الذي لم يعرفه المسلمون ولا البشرية في تاريخهم القديم، ولا يريدون معرفته في العصر الحاضر، لكنه يوشك أن يكون مفروضا عليهم. لا نريد أن نُخيف العالم، ولا أن نخاف منه، وإنما نريد العيش الآمن والعزيز في هذا العالم. في الواقع لا يريد أحد هذا النهر الجاري من الدماء البريئة المسفوكة. وكما يريد الفلسطينيون التخلص من المحتل، فكذلك لبنان وجنوبه. ما عادت الاعتداءات الإسرائيلية قابلة للهضم بأي صيغة، ولا بأي ثمن. ولذلك يكون على المجتمع الدولي المسارعة في إدانة حرب البغي والعدوان، والعمل على وقف النار. إنها صرخة تهتز لها القلوب والعزائم ومشاعر البشر. نريد أن يتوقف هذا القتل والإبادة للبشر والحجر، وهذا الازدراء للمقدسات، وهذا العمل العدواني على الأفراد والمجموعات، والأمل في مستقبل آخر وأجيال أخرى ستكون بالتأكيد أشد حرصا على مكافحة العدوان! أيها الإخوة، السلام قيمة كبرى ولا حياة ولا بقاء للبشر بدونه. لكن أهل العدوان لا يريدون ذلك لهذه الملايين في غزة، وفي خارج غزة. وهم لا يريدونه لنا في لبنان الذي ما يزالون يحتلون أرضه، ويضطهدون إنسانه. ولذلك وفي حضور الأضحى، أضحى إبراهيم ومحمد نقول ما قاله الله لإبراهيم عندما أرادوا به كيدا فجعلهم عز وجل الأخسرين، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. نحن في لبنان كلنا أمل بهذا العهد والحكومة ورئيسها التي نريد منها أن تعمل على إخراجنا من أزمة السلاح ومن استمرار العدوان إلى رحاب السلام. ونريد منها الخروج من الأزمات المالية، والاقتصادية، والمعيشية، والاجتماعية. ونطالب بالسياسات الصالحة والمستقيمة أن نتجاوز أزمنة ما كانت قيم العدالة والإنصاف والاستقامة سائدة فيها. فالإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم، وضرورة وطنية قصوى وحاضرة، وهو دعوة الأنبياء والرسل، لبنان بحاجة إلى إصلاح متكامل في الحياة السياسية والوطنية والمؤسساتية في الأداء، ما كنا مسرورين بالأجواء المتشنجة في الانتخابات البلدية. لكننا كنا مطمئنين ومتفائلين بحضور الدولة ومؤسساتها الأمنية والسياسية وحياديتها وبنضالها، من أجل استعادة الثقة والاحترام، وبنزاهتها وتأمين كل سبل الحرية للمواطنين، ليتحملوا مسؤولية اختيارهم لهذه المجالس البلدية المؤتمنة على مصالح الناس في نطاق مهامها. أيها الإخوة، أيها المواطنون، نتشارك في الدولة الواحدة، والهوية الواحدة، والاحترام المتبادل، والعيش المشترك، وقيم المواطنة، والتضامن والسلام. ونريد لوطننا وإخواننا في الجوار الفلسطيني السوري أن تنفتح أجواؤهم وبيئاتهم على كل خير وسلام، وأمن بعد الشقاء، والقتل، والتهجير". وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة بعيد الأضحى المبارك المصدر:


الأخبار كندا
منذ 3 أيام
- الأخبار كندا
تيننتي: الـ1701 يبقى الإطار الرئيسي لتحقيق الإستقرار وليست لدينا أجندة خفية
أكد الناطق باسم قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان أندريا تيننتي أن هناك الكثير من التحليلات المتعلقة بمستقبل مهمة القوة الدولية في جنوب لبنان، ولكن الفرق كبير بين التوقعات وبين الواقع على الأرض، والأمر يحسمه مجلس الأمن الدولي في نهاية شهر آب المقبل، الموعد السنوي للتجديد للقوة الدولية. وفي حديث لقناة الغد، لفت تيننتي إلى أن المهم ليس مستقبل مهمة القوة الدولية، بل ما هو أفضل للمنطقة ولكلا البلدين لبنان وإسرائيل، لذا يجب الحذر في كيفية المضي قدمًا في هذا المجال. وقال: "إن القرار 1701 يبقى الإطار الرئيسي وإذا ما أبدت الأطراف المعنية التزامها، فإن هذا القرار هو الكفيل بإعادة الإستقرار للمنطقة. فالقوة الدولية أداة يمكن للأطراف الإعتماد عليها لإحراز التقدم المطلوب. والقوة الدولية مستعدة كما فعلت دائمًا، لتقديم الدعم، ولكن أيضا على الأطراف المعنية أن تعي مسؤوليتها عن الواقع السائد الآن والذي ساد طيلة الأشهر الماضية". وتابع تيننتي أن جنوب لبنان شهد بين العام 2006 وتشرين الأول 2023 المرحلة الأفضل من الإستقرار في التاريخ الحديث. ولا بد من التأكيد أن تنفيذ القرار 1701 لم يكتمل، ليس بسبب القوة الدولية بل بسبب الأطراف المعنية. وقال: "هناك الكثير من العمل الواجب إتمامه. يجب تحديد كيفية استكمال تطبيق القرار وذلك وفق التالي: تنفيذ الإنتشار الكامل للجيش اللبناني في جنوب لبنان، إتمام انسحاب الجيش الإسرائيلي وإنهاء الخرق الحاصل للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، إعادة الناس إلى بلداتهم وقراهم المدمرة، ترسيم الحدود بين البلدين. هذا ما تتطلبه إعادة الإستقرار. ففي القرار 1701 الكثير من النقاط التي يمكن أن تؤسس لشروط الإستقرار في المنطقة. إننا نحتاج للإعتقاد بذلك، ولالتزام الأطراف المعنية به". وردا على سؤال حول اعتراضات عدد من الأهالي على دوريات اليونيفل، قال تيننتي إن هناك نقصًا كثيرًا في المعلومات وسوء فهم حاصل بالنسبة إلى دور اليونيفل والقرار 1701. إن هذا القرار يعطي القوة الدولية كامل الحق لكي تكون موجودة في الجنوب ولمراقبة منطقة العمليات، مع الجيش اللبناني أو من دون الجيش اللبناني، علمًا أن كل تحركات اليونيفل يتم تنسيقها مع الجيش، وكل الدوريات التي تم الإعتراض عليها كانت منسقة مع الجيش اللبناني. أضاف: "نحن نود أن تحصل كل تحركاتنا مع الجيش اللبناني، ولكن الجيش اللبناني يقوم بإعادة الإنتشار في جنوب لبنان. ونحن نقدم الدعم في هذا المجال. إن عديد اليونيفل يقارب العشرة آلاف من ثمان وأربعين دولة، في حين أن عديد الجيش يقارب نصف عديد اليونيفل، لذلك، من الطبيعي أن يتم تنفيذ تحركات ودوريات بشكل مستقل ومن دون مواكبة من الجيش. ومن المهم جدا للناس أن يعرفوا أن ليس لليونيفل أجندة خفية. إننا نقوم بعملنا بشفافية. ما نقوم به هو محاولة إعادة الإستقرار إلى هذه المنطقة وأن نوقف ليس فقط الخروقات في جنوب لبنان ولكن أيضا الخروقات المتأتية من الجيش الإسرائيلي والتي تحصل بشكل يومي تقريبًا" وتابع المتحدث باسم اليونيفل مشيرًا إلى أن القوة الدولية عثرت على أكثر من 250 مخبأ أسلحة وأنفاق في منطقة جنوب الليطاني وتم تبليغ الجيش اللبناني بها كلها، إذ إن القوة الدولية لا تضع اليد عليها على الإطلاق. كل شيء يتم العثور عليه يسلّم للجيش اللبناني. وأوضح أن اليونيفل تنفذ حوالى ثلاثمئة عملية في اليوم، مؤكدًا أن ليس لديها صلاحية الدخول إلى أملاك خاصة ويتم التدقيق دائمًا في هذا الأمر الذي لا يخلو من صعوبة في تمييز الأملاك الخاصة عن العامة. وردا على سؤال حول توصيفه للوضع الراهن، قال إن الوضع صعب جدا، ونحن في خضم مرحلة من الإستقرار الهش. لا يزال وقف الأعمال العدائية صامدًا ولكن هناك خروقات يومية وقد يؤدي ذلك إلى تطورات خطرة. لذا يجب توخي الحذر. أي حادث قد يؤدي إلى ما هو أكبر. إن الوضع صعب جدا، ونحن نقوم بالكثير، وننفذ الكثير من المشاريع الإنسانية دعمًا للأهالي. فقد تغير الوضع كثيرًا عما كان عليه في السابق، ويجب تأمين الدعم المادي للجيش لكي يتم تحقيق التغيير الفعلي. المصدر:


الأخبار كندا
منذ 5 أيام
- الأخبار كندا
فيصل كرامي يشكر الرئيس عون: رشيد كرامي سيرة ومسيرة وذكرى لا تموت
كتب رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي عبر منصة 'اكس': 'شكراً فخامة الرئيس جوزاف عون على اللفتة الكريمة بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي. وليس غريباً على ابن المدرسة العسكرية إكباره لقيم التضحية والشهادة في سبيل وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات. وانا شخصياً أتطلع بأملٍ الى لبنان جديدٍ يولد في عهدك، لبنان ننتشله من ايدي القتلة والفاسدين والناهبين، لبنان يأمن له ويثق به كل ابنائه بلا تفرقة، لبنان قائم على العيش الواحد والعدالة الاجتماعية في ظلِ دولة القانون والمؤسسات.' وقال كرامي خلال الذكرى الثامنة والثلاثين لإستشهاد الرئيس رشيد كرامي: 'مضى عام آخر، وماتت أشياء وأسماء ووجوه، ويبقى رشيد كرامي، سيرة ومسيرة وذكرى لا تموت. أيها اللبنانيون، في الأول من حزيران، ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي أرى من واجبي أن أتوجّه إلى الأجيال الجديدة، لأعيد التذكير بأن شهيدنا الكبير مات مظلومًا. فهو لم يكن طرفًا في الحروب الأهلية التي نهشت الوطن، ولم يكن راعيًا لميليشيا، ولم يحد لحظة عن تمسكه بوحدة وعروبة لبنان، ولم يكف لحظة عن العمل من أجل الوصول إلى تسوية قائمة على الوحدة الوطنية لإنقاذ البلاد عبر الحوار والتوافق. لكن كل ذلك لم يشفع له، ونالت منه يد الغدر في يوم أسود يشبه وجوه القتلة. ومن يراجع اليوم سيرة الرشيد، يكتشف أن هذا الرجل الطيب لم يجد سوء الظن والارتياب مدخلًا إلى عقله وقلبه وضميره، ولم يجاهر بالعداء لغير دولة الاحتلال إسرائيل. وتكشف لنا سيرته أيضًا أن رشيد كرامي اتخذ الاستقامة والنزاهة نهجًا لعمله في الشأن العام، وفي تصديه للمسؤوليات التي قبض عليها. هو الذي ترأس عشر حكومات، وخرج منها نظيف الكف، وأبيض لم تلوثه شوائب السلطة، مؤمنًا على الدوام أن المال مفسدة، حتى صار اسمه ونهجه مدرسة في الحياة السياسية المعاصرة. مع المتغيرات التي طرأت في المنطقة وتركت انعكاساتها على لبنان، يحتاج الكثيرون إلى ما يشبه التحديث، للتمكن من تلبية المرحلة، إلا نحن، أصحاب إرث عبد الحميد والرشيد وعمر، فبالنسبة لنا لم يختلف شيء ولن يختلف، وثوابتنا هي ثوابتنا، ومواقفنا هي مواقفنا، تروح الأيام وتأتي الأيام ونبقى نحن نحن'. واضاف كرامي 'دعوني أيها الأحبة في هذه المناسبة أعيد التأكيد على هذه الثوابت والمواقف حيال القضايا الأساسية التي نواجهها: – أولًا: نحن عروبيون. والعروبة خيارنا ومصيرنا، وقدّمنا أغلى الناس، الرئيس رشيد كرامي شهيداً على مذبح عروبة لبنان. واليوم، مع المفترقات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية، لدينا ثقة مطلقة بالمسار العروبي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبقدرة هذا المسار على الحفاظ على حقوق الدول والشعوب العربية. وفي هذا السياق، نؤكد على تمسكنا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرض فلسطين التاريخية، دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة الاحتلال، وفي العمل بشتى الوسائل لتحرير أرضه، وهو حق أقره ميثاق الأمم المتحدة. – ثانيًا: إن التعاطي الوطني الذي يقوده الرئيس جوزيف عون مع ملف حصر السلاح بيد الدولة، يمثل منتهى الحكمة ومنتهى المسؤولية. ونحن معه، نؤمن أن كل ملفاتنا الداخلية لا يمكن مقاربتها سوى بالحوار. ونؤكد على ما قاله الرئيس عون بان المطلوب السرعة وليس التسرّع، لأن اي مقاربة لهذا الملف بشكل متسّرع تؤدي الى التصادم الداخلي الذي لا نريده، كما نؤكد أن العدو الإسرائيلي هو من يعرقل انطلاق الحوار الوطني بين اللبنانيين عبر اعتداءاته و استباحته التي لم تتوقف وتجاهله لتطبيق الاتفاق 1701، وأن على الولايات المتحدة الأمريكية، وقبل أن تمارس ضغوطها على لبنان، أن تمارس هذه الضغوط على دولة الاحتلال. – ثالثًا: لقد منحنا الحكومة الحالية ثقتنا، لكن الأيام تظهر أن عناوين التغيير والإصلاح والمساءلة لا تزال أكبر من هذه الحكومة، ونحن نرى أن البدء في تطبيق اتفاق الطائف نصًا وروحًا هو المفتاح للوصول إلى هذه العناوين الكبرى. والإصلاح ليس كلامًا في الهواء، بل هو إرادة وقرار، يحتاجان إلى رجال حكم إصلاحيين يمثلون الشعب اللبناني ويمتلكون جرأة خوض هذه التحديات، ونحن مؤمنون بأن الاصلاح آتٍ وان الشعب اللبناني سيكون الداعم الاكبر لهذا الاصلاح. – رابعًا: إن علاقتنا بسوريا رسمها القدر عبر التاريخ والجغرافيا، وما ترسمه الأقدار لا تبدله المتغيرات. ونحن كنا وما زلنا مع وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ومع ما يختاره السوريون لأنفسهم، ونتمنى لسوريا استعادة الاستقرار والامان لأن ما يصيب سوريا حكماً يصيب لبنان'. تابع 'اسمحوا لي أن أتوجه للطرابلسيين مباركًا لهم الإنجاز الديمقراطي الذي تحقق بانتخاب مجلس بلدي جديد. ودعوني أوضح أننا في تيار الكرامة خضنا المعركة بوصفها سباقًا ديمقراطياً تحت عنوان الإنمـاء، وحققنا الفوز في عدد من البلديات. ومعاذ الله أيها الإخوة القول ان السياسة تُعيب الانتخابات، كما يحلو للبعض أن يروجوا، لأن ما يعيب فعلًا هو الفساد، سواء كان معششًا داخل الجسم السياسي أو خارجه. وقد تعرضنا في هذه الانتخابات لهجوم بعض الممسوسين على خلفية أننا سياسيون، وكنتيجة بديهية كما يدعون، فإن كل سياسي فاسد بالضرورة. هذا محض افتراء، والأهم أنه محض تدليس، لأن هؤلاء لا يهاجمون الفاسدين حقًا وصدقًا، وإنما يتقصدون تشويه صورتنا كتيار بكل رموزه، ولو أردت الانجرار إلى السفه لسميت لهم من هم الفاسدون و لتحديتهم في مهاجمتهم إن كانوا صادقين، لكنني أربأ بنفسي عن هذه المهاترات مكتفيًا بالقول إن السياسة كما نفهمها كانت دائمًا وتبقى منتهى الرقي في العمل وفي خدمة الناس والمصلحة العامة'. واكد كرامي 'ليس لدي أيها الأحبة قدوةٌ أهم من رشيد كرامي في تعريف السياسة، مستذكراً إنه باني المؤسسات، ولا أبالغ إذا قلت انه باني مُعظم مؤسسات الدولة التي نعرفها حاليًا حين توفّر مناخ الاصلاح عير تفاهم رئيس جمهورية من قياس فؤاد شهاب ورئيس حكومة من قياس رشيد كرامي. ومع ذلك لم يفقد رشيد كرامي إيمانه بدولة المؤسسات، وهو الإرث الذي حمله الراحل الرئيس عمر كرامي مناضلًا في سبيله غير قابل للانخراط في نقيضه مهما كانت المغريات. أيها الأحبة، يا أهلَ ورفاقَ رشيد كرامي، دم رشيد كرامي لا يسقط بتقادم الزمن، وهذا الدم لم يكن يومًا عنوان تخريب أو احتراب، ولن يكون. وأكرر كما كل سنة وكل ذكرى أننا طلاب عدالة ولسنا طلاب انتقام وشعارنا كان ويبقى: لم نسامح ولن ننسى. وإني أعاهدك أيها الرشيد بأن أحب لبنان بكل أطيافه وطوائفه ومكوناته ومميزاته كما أحببته، وبأن أسعى في نهج الوحدة الوطنية مناديًا بالحوار والتوافق مهما كانت الاختلافات في الشؤون السياسية. وإني أعاهدك أيها الرشيد بأن أحب طرابلس بعض حبك لها، وهذا البعض يفيض عن مخزون أي إنسان في الحب. أعاهدك بأن أحب أهلها وشوارعها وبحرها ونهرها، وفيّء الشجيرات في كرم القلة. أعاهدك بأن أحب الميناء ومرياطة وبقاعصفرين وكل الضنية وكل المنية وكل عكار وكل الشمال. أعاهدك أيها الرشيد بأن ذكراك باقية ما بقيت شمس تشرق وشمس تغيب، وبأن حضورك فينا ومعنا لطيف وبهيّ ونقيّ كالغيم الأبيض، كصوت المؤذن من الجامع الكبير، كعجقة ساحة التل، كرمين النحاس تحت المطارق، كالحب الذي حين يحضر يلغي كل ما عداه'. المصدر: