
"سي إن إن" : إسرائيل توسّع عدوانها في غزة: خطة "احتلال كامل"، أوامر إخلاء جماعي، وتحذيرات من كارثة إنسانية شاملة
تتسارع التطورات في قطاع غزة مع تنفيذ إسرائيل لخطتها العسكرية المسماة "عربات جدعون"، والتي تهدف، بحسب تصريحات رسمية، إلى "احتلال غزة بالكامل" والسيطرة على كافة أراضيها. يأتي ذلك وسط أوامر إخلاء غير مسبوقة طالت قرابة 80% من مساحة القطاع، ما أجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح مرارًا وتكرارًا.
ونشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرًا موسّعًا تناول الخطة الإسرائيلية لقطاع غزة، والتي تشير إلى مسار تصعيدي قد يقود إلى تهجير شامل للسكان الفلسطينيين، ضمن ما يُعرف بعملية "عربات جدعون" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تسعى إلى فرض سيطرة كاملة على غزة، مدعومة بموقف أمريكي، من خلال تكتيك واضح يتمثل في إصدار أوامر إخلاء وتحويل مساحات شاسعة إلى مناطق عسكرية مغلقة. ومنذ 18 مارس/آذار، تاريخ خرق وقف إطلاق النار مع "حماس"، صدرت أوامر إخلاء لما يقارب 80% من أراضي القطاع، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة تطورًا غير مسبوق في حجم وطبيعة الاستهداف.
نتنياهو: "جميع سكان غزة سيتم تهجيرهم جنوبًا"
في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، سيتم تهجيرهم إلى جنوب القطاع، الذي لا تتجاوز مساحته 140 ميلًا مربعًا. وفي السياق ذاته، صرح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأن هذه العملية "ستقود إلى السيطرة الكاملة على القطاع".
أوامر إخلاء ممنهجة ومسارات عسكرية لتمزيق القطاع
تؤكد "سي إن إن" أن إسرائيل أنشأت عدة ممرات عسكرية داخل غزة، أبرزها "ممر موراج" في رفح، المصمم لتقسيم القطاع إلى مناطق منفصلة. وقد رُصد 31 أمر إخلاء منذ مارس، بواقع أمرين يوميًا أحيانًا، شملت مناطق واسعة شمالًا وجنوبًا، ترافقها تعليمات بالتوجه إلى منطقة المواصي، التي تحولت إلى أكثر بقاع القطاع اكتظاظًا بالسكان.
دمار هائل: 60% من المباني مدمرة و80% من المحاصيل تضررت
تُظهر البيانات التي نقلها التقرير أن 60% من مباني غزة دُمرت بالكامل، بينما تفيد وكالة "أونروا" أن 92% من المنازل تضررت أو تهدمت، و68% من الطرق الرئيسية خرجت عن الخدمة. في الجانب الزراعي، كشفت دراسة في مجلة علوم الاستشعار عن بُعد أن نحو 80% من الأشجار المثمرة و65% من البيوت البلاستيكية الزراعية تضررت أو دُمرت، ما يعمّق أزمة الأمن الغذائي.
مساعدات مشروطة... ومناطق غير قابلة للوصول
ورغم الحديث عن إدخال مساعدات إنسانية، إلا أن الاتفاقات المشروطة التي تفرضها إسرائيل تمنع إدخال المعدات الثقيلة أو تلبية الحاجات الأساسية، وتربط تدفق المعونات بتطور المفاوضات. كما تؤكد منظمة "فاو" أن الأراضي الزراعية في رفح وشمال القطاع أصبحت غير قابلة للوصول أو الاستخدام.
هل نحن أمام نكبة جديدة؟
تطرح الخطة الإسرائيلية لغزة، كما جاء في تقرير "سي إن إن"، أسئلة كبرى حول النية الحقيقية للحكومة الإسرائيلية: هل هو تهجير منظم بحماية أمريكية؟ وهل الهدف هو تكرار نموذج نكبة 1948 بشكل محدث؟ وما هو مصير مليوني فلسطيني محاصرين في رقعة جغرافية تتقلص يومًا بعد يوم؟
في ظل غياب الضمانات الدولية، واستمرار العمليات العسكرية، يبدو أن قطاع غزة يواجه لحظة مصيرية، تتجاوز حدود الحرب نحو إعادة رسم الخرائط السكانية والجغرافية بالقوة.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
"المقاطعة الهادئة" لإسرائيل تتسع
ليس ممتازاً، لكنه أيضاً غير فظيع، هكذا يمكن الافتراض بأنهم لخصوا في أروقة وزارة الخارجية وجود الضيوف الكبار في المؤتمر ضد اللاسامية، الذي استضافه، هذا الأسبوع، وزير الخارجية، جدعون ساعر، في القدس. في هذا المؤتمر، الذي حسب بيان الوزارة كان يمكن أن يصل إليه وزراء خارجية ووزراء من دول كثيرة، تمكن وزراء خارجية أربع دول؛ النرويج والمجر والبانيا ومالدوفا، ووزير الداخلية لاستونيا ووزير الرعاية الاجتماعية للتشيك، من القدوم بعد عدد من الإلغاءات والتأخيرات. أرسل وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خطاباً مسجلاً، وتم تمثيل الدول الأوروبية الأخرى والاتحاد الأوروبي نفسه بمستويات اكثر تدنياً، في حين أن ارتفاع اللاسامية في الغرب حقيقي تماماً. ومثلما صاغت ذلك منسقة مكافحة اللاسامية في الاتحاد، كاثرينا فون شنورباين، فإن الحديث يدور عن القفزة الكبرى منذ الحرب العالمية الثانية. عرض المؤتمر صورة شاملة عن الوضع الدولي لإسرائيل. فرغم الكارثة التي ترتكبها في غزة، وموجة التصريحات والإدانات والخطوات وتهديدات الدول الغربية ضدها، إلا أن التسونامي الذي يتحدث الجميع عنه لم يجلب معه كارثة لا يمكن التراجع عنها. نحن نظهر بصورة سيئة لأننا نقوم بأمر شرير. صورة إسرائيل أسوأ من أي وقت مضى، والأضرار سترافقها لفترة طويلة، لكن الوضع ليس بشكل لا يمكن إصلاحه. ثمة مثال على ذلك يمكن رؤيته في الزيارة التي قام بها، هذا الأسبوع، مبعوث الشؤون التجارية الثنائية من قبل الحكومة البريطانية، اللورد إيان أوستن، إلى إسرائيل، بعد أسبوع على إعلان بريطانيا تجميد المفاوضات حول اتفاق جديد للتجارة الحرة بين الدولتين. وصف وزير خارجية بريطانيا، دافيد لامي، في حينه أقوال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل ستدمر كل ما تبقى في القطاع، وأنه سيتم نقل السكان إلى دول أُخرى، بأنها أقوال متطرفة وخطيرة ومرفوضة وقبيحة. ولكن بعد الانتقاد الكبير وتجميد اتفاق التجارة وفرض عقوبات على بعض أعضاء اليمين المتطرف، اهتمت بريطانيا أيضاً بتليين الرسالة، ونشرت صورة لمبعوث شؤون التجارة على خلفية محال تجارية في ميناء حيفا مرفقة بـ "الديمقراطية متعددة الثقافات" التي تمثلها إسرائيل. تضع الحرب أمام إسرائيل تحديات إعلامية كثيرة، تصعب رؤية كيف ستتخلص منها مع الاستراتيجية الدبلوماسية والسياسية القائمة. الموضوع الذي يشغل المجتمع الدولي هو توفير المساعدات الإنسانية للقطاع. في هذا الموضوع تجري حرب روايات بين الأمم المتحدة وإسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية (جي.اتش.اف)، التي تنفذ البرنامج الإسرائيلي – الأميركي لتوفير المساعدات بطريقة "تتجاوز حماس". في الأمم المتحدة (وفي الاتحاد الأوروبي) يقولون إن أجهزة الرقابة الوثيقة للمنظمة وامتداداتها هي ضمانة بأن لا تصل المساعدات، التي تقدم من خلالها، إلى "حماس"، وبالتأكيد ليس بحجم كبير. في المؤسسة الإنسانية ينفون ذلك، ويقولون إن المساعدات بالضرورة خدمت "حماس" لأنها الجهة المسيطرة بالفعل. لم تعرض إسرائيل، حسب الأمم المتحدة، أي دليل على هذا الادعاء. المتحدث باسم شؤون المؤسسة الإنسانية لغزة، شاحر سيغل، قال لوسائل الإعلام بأنه سيقدم الأدلة على تحويل مساعدات الأمم المتحدة إلى "حماس"، لكنه لم يقدم هذه الأدلة حتى الآن. أيضاً في قسم المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي لم يردوا على الأسئلة حول الأدلة على مساعدة الأمم المتحدة لـ "حماس". من جهة أخرى، في إسرائيل وفي المؤسسة يقولون إن الأمم المتحدة غير قادرة على القيام بعمل المؤسسة، سواء بسبب خطر النهب أو بسبب غياب الدافعية. من بين أمور أخرى قيل إن موظفي الأمم المتحدة لم يحضروا لجمع البضائع من مئات الشاحنات التي دخلت إلى الطرف الغزي. رداً على ذلك يقولون في الأمم المتحدة بأن من لا يسمح بالوصول إلى معبر كرم أبو سالم هي إسرائيل، وإن الآلية القائمة تستهدف خدمة أهدافها السياسية. يمكن وقف التدهور قبل عقد المؤتمر الفرنسي – السعودي حول حل الدولتين، تهدد إسرائيل الدول الأوروبية بأنه إذا اعترفت بالدولة الفلسطينية فإنه سيتم ضم مناطق في الضفة. في الوقت ذاته بدأت إسرائيل بشكل فعلي وعلني ببناء مستوطنات جديدة وشرعنة بؤر استيطانية قائمة، بالدمج بين عنف المستوطنين الذي يؤدي إلى طرد تجمعات فلسطينية في الضفة وبين تجاهل الجيش والشرطة. رغم كل ما قيل فانه من ناحية سياسية – دبلوماسية، وبالتأكيد من ناحية عملية، تصعب رؤية كيف أن هذا المؤتمر "سيضر" إسرائيل أو حتى الحكومة اليمينية المتطرفة. أكد البروفيسور يوفال شني، الخبير في القانون الدولي في الجامعة العبرية، على أن معظم دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية الآن، ومن غير المؤكد، من ناحية قانونية، أن مجرد الاعتراف يكفي لتعتبر فلسطين دولة. "هذا غير مهم لأن هناك إجماعاً كبيراً جداً على أن المناطق هي مناطق محتلة وتسري عليها قوانين الاحتلال، سواء أكانت أراضي دولة أو كياناً ليس دولة"، قال شني. حسب قوله فإن اعترافاً واسعاً يمكن أن يساهم في تعزيز المكانة الدولية للسلطة الفلسطينية. "تحسين مكانتها الدبلوماسية في الدول التي تعترف بها، وفتح سفارات فيها، والقدرة على العضوية في منظمات دولية أخرى. أيضاً يمكن أن تتطور المكانة ويتطور مستوى علاقات الفلسطينيين مع الاتحاد الأوروبي إذا كانت توجد كتلة حاسمة للدول الأوروبية التي ستعترف بهم". مع ذلك، احتمالية حدوث عملية اعتراف واسعة تبدو الآن محدودة، حتى لو كان ذلك بسبب صياغة حذرة وملتوية، تربط فرنسا نفسها بها في سياق المؤتمر. فهي تؤكد على أن الأمر لا يتعلق بعملية أحادية الجانب، بل "اعتراف بفلسطين مقابل التطبيع مع إسرائيل"، لكن من غير الواضح لمن سيعطى هذا المقابل. إسرائيل الآن أكثر بعداً من أي وقت مضى عن استعدادها للاعتراف، أو حتى التلميح بإمكانية اعترافها بالدولة الفلسطينية. لذلك، من غير المعقول أن الدول الإسلامية والعربية ستوافق على التطبيع مع إسرائيل مقابل اعتراف فرنسا أو بريطانيا بفلسطين. أوضح تصريح الرئيس الإندونيسي، هذا الأسبوع، أثناء زيارة ماكرون في إندونيسيا، بالضبط هذه النقطة. فقد قال إن بلاده ستكون مستعدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل استقلال الفلسطينيين. من المؤكد أن دولاً إسلامية معتدلة أخرى، لم تقم بتسوية علاقتها بعد مع إسرائيل، ستتبع مقاربة مشابهة. مع ذلك، أكد الخبراء أنه حدث ضرر كبير بالفعل. حسب البروفيسور شني يجب أن ننظر ليس فقط إلى الاتفاقات التي يمكن إلغاؤها أو عدم تجديدها (مثل جزء من الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي)، بل أيضاً الاتفاقات التي لن يتم التوقيع عليها في المستقبل. وقال: "من الواضح أنه لن يكون أي تحسن، أو قدرة على التقدم أمام الاتحاد الأوروبي أو أمام دول الاتحاد". أيضاً بنينا شربيت باروخ، مديرة برنامج الأبحاث "إسرائيل في الساحة الدولية" (في أي.ان.اس.اس) ورئيسة منتدى "دبورة"، أكدت على أن "المقاطعة الهادئة" لإسرائيل باتت ملموسة. فهي توجد في قطع الاستثمار في مجال الهايتيك وفي وقف التعاون في مجال العلوم. "لا يقولون لك بشكل علني إن ذلك لكونك إسرائيليا، لكن فجأة لا يقومون بدعوتك إلى المؤتمرات أو يجلبون خبراء. يحدث هذا طوال الوقت، ويتم الإبلاغ عنه في الأكاديميا، يحدث هذا، وستكون تداعياته على المدى البعيد"، قالت. الواضح هو أن التدهور يمكن وقفه، وبالتأكيد يمكن إبطاؤه بشكل كبير. ومن أجل ذلك فإنه مطلوب شيء واحد وهو وقف الجوع والقتل في غزة. وصف السفير الألماني في إسرائيل، ستيفن زايبرت، ذلك جيداً عندما قال إن والدته، التي تشاهد الصور الفظيعة في التلفاز، تتصل به وتسأله ما الذي يفعله بخصوص ما يحدث في غزة، حيث وصفها بأنها "الشخص الأكثر تأييدا لإسرائيل على وجه الأرض". عن "هآرتس"


فلسطين أون لاين
منذ 12 ساعات
- فلسطين أون لاين
حماس: التصريح المشين للسفير الأمريكي يعكس تبنّيًا وقحًا لسردية الاحتلال
متابعة/ فلسطين أون لاين أدانت حركة المقاومة الإسلامية- حماس، بأشدّ العبارات التصريحات الصادرة عن السفير الأمريكي لدى الاحتلال مايك هاكابي، التي اقترح فيها إقامة الدولة الفلسطينية على جزء من الأراضي الفرنسية، ردًّا على موقف فرنسا الداعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية. واعتبرت الحركة، في بيانٍ صحافي، اليوم الأحد، هذه التصريحات استخفافًا صارخًا بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كما تؤكد مجددًا الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الصهيوني ونهجه الاستعماري التوسّعي. وقالت، إنّ هذا التصريح المشين يعكس تبنّيًا وقحًا لسردية الاحتلال الفاشي المتنكرة لحقوق شعبنا في أرضه ومقدساته، ويشكّل غطاءً سياسيًا لجرائم حكومة نتنياهو الإرهابية، في مساعيها لفرض واقع الإبادة الوحشية والتهجير القسري. وأكدت الحركة استنكرها لهذه التصريحات المنحازة، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بوقفة جادة لإسناد شعبنا الفلسطيني في نضاله المشروع لنيل حريته، وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه. وهاجم السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، فرنسا ووصف دعوتها إلى إقامة دولة فلسطينية بأنها "غير مناسبة"، مقترحا إقامتها على الأراضي الفرنسية. جاء ذلك، خلال تطرقه مساء السبت في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى المبادرة الفرنسية لإقامة دولة فلسطينية. وقال هاكابي: "عندما سمعتُ أن الفرنسيين يحاولون قيادة هذا الجهد، وعقد نقاش في الأمم المتحدة، يُفترض أن يكون الغرض منه الاعتراف بدولة فلسطينية، فإن هذا في المقام الأول غير مناسب على الإطلاق". وأضاف: "في خضم حرب تواجهها إسرائيل، الخروج بمثل هذا المقترح – والذي أعتقد أن عددا متزايدا من الإسرائيليين يعارضونه بشدة – أمر غير مناسب". ومضى قائلا: "إذا كانت فرنسا حقًا مصمّمة إلى هذا الحد على إقامة دولة فلسطينية، لدي اقتراح لهم: اقتطعوا جزءًا من الريفييرا الفرنسية (تقع جنوب شرق فرنسا) وأقيموا هناك دولة فلسطينية". وتابع: "هم مرحّب بهم لفعل ذلك، لكنهم غير مرحّب بهم لفرض هذا النوع من الضغط على دولة ذات سيادة"، قاصدا إسرائيل. واعتبر أنه بالنسبة له "من المستفز أنهم (الفرنسيون) يعتقدون أن لهم الحق في القيام بأمر كهذا"، على حد تعبيره. وقال هاكابي، إنه يأمل أن تعيد باريس النظر في مساعيها لإقامة دولة فلسطينية، مضيفا: "الولايات المتحدة لن تتعاون مع هذا الأمر"، ولن تشارك في ما سماها "المؤامرة". والجمعة، هاجمت الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب تصريحات له خلال زيارته إلى سنغافورة. وقالت الخارجية الإسرائيلية، في منشور على منصة إكس: "تستمر حملة الرئيس ماكرون الصليبية ضد الدولة اليهودية" على حد وصفها. والجمعة، قال ماكرون، إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "واجب أخلاقي"، كما أعلن في أبريل/ نيسان الماضي، احتمال اعتراف باريس بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي حول "حل الدولتين" في نيويورك منتصف يونيو/حزيران الجاري. وأضاف في كلمة ألقاها خلال قمة الأمن والدفاع في آسيا، أو ما يعرف بـ"منتدى حوار شانغريلا" في سنغافورة، أنه من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتعين تلبية شروط مثل "اعترافها بإسرائيل وحقها في العيش بأمان، ونزع سلاح حماس، وعدم مشاركة الحركة في الحكومة الفلسطينية، والإفراج عن الأسرى". ويُعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لحل الدولتين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال الفترة من 17 إلى 20 حزيران الجاري ، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا. وفي مايو/أيار 2024، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة، لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة. وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.


شبكة أنباء شفا
منذ 13 ساعات
- شبكة أنباء شفا
تجسيد 'روح باندونغ' في العلاقات الصينية العربية ، بقلم : ووي وي يانغ
تجسيد 'روح باندونغ' في العلاقات الصينية العربية ، بقلم : ووي وي يانغ قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت 'المبادئ العشرة لباندونغ' الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية. إن روح باندونغ، التي تتمحور حول ' التضامن، التعاون، التنمية'، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية. عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية. حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية. بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت 'الحلول الصينية'، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي. إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم 'مجتمع المصير المشترك الصيني العربي' في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح. وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة 'الازدهار الذهبي'. ومع التوافق العميق بين مبادرة 'الحزام والطريق' الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية 'عُمان 2040' في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة. تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا. وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة. ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث. رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل. وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا. وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد. 'الصديق وقت الضيق.' ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي. – ووي وي يانغ – باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة 'صون يات سين' الصينية – الصين إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة