
"ميتا" تُحدث نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي بإطلاق نموذج يفهم العالم المادّي كالإنسان
في خطوة جديدة نحو تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر وعياً بالعالم الحقيقي، كشفت شركة "ميتا" يوم الأربعاء عن نموذج جديد مفتوح المصدر يُعدّ من بين الأبرز في مجاله، أطلقت عليه اسم V-JEPA 2. يتميّز هذا النموذج بقدرته المتقدمة على استيعاب البيئة الثلاثية الأبعاد والتعامل مع الحركات الفيزيائية للأجسام المحيطة، ما يعزز من قدرته على التخطيط واتخاذ القرارات بطريقة تشبه التفكير البشري.
وفقاً لما نشرته شبكة CNBC، يستند هذا التطوّر إلى ما يُعرف في أوساط الباحثين بـ"نماذج العالم" – أنظمة تحاكي المنطق الفيزيائي للمحيط، وتبني تصوراً داخلياً للواقع يُمكّن الذكاء الاصطناعي من التعلم الذاتي والتفاعل مع العالم دون الاعتماد المفرط على البيانات المصنفة أو لقطات الفيديو.
فهم فيزيائي يتجاوز الرؤية السطحية
النموذج الجديد من "ميتا" قادر، على سبيل المثال، على التنبؤ بأن كرةً تتدحرج على حافة طاولة ستسقط، أو إدراك أن جسماً مختفياً خلف عائق لم يختفِ فعلياً. هذا النوع من الفهم العميق للحركة والسياق الفيزيائي يمثل قفزة في قدرة الآلات على التفاعل الذكي والواقعي مع محيطها.
استخدامات واعدة في الروبوتات والسيارات الذاتية القيادة
تروّج "ميتا" لنموذج V-JEPA 2 بوصفه محركاً رئيسياً لتطبيقات عملية مثل الروبوتات العاملة في التوصيل والسيارات الذاتية القيادة، حيث تحتاج هذه الآلات إلى القدرة على قراءة محيطها في الزمن الحقيقي لتحديد مساراتها والتفاعل مع المتغيرات بطريقة مرنة وفعّالة.
وبدلاً من الاعتماد على تحليل كميات ضخمة من البيانات المُصنّفة، يعتمد النموذج على ما وصفته الشركة بـ"مساحة كامنة مبسطة" – وهي تمثيلات داخلية تُستخدم لفهم كيفية تفاعل الأجسام وتوقع حركتها، بما يُضفي طابعًا أكثر إنسانية على طريقة التعلم الآلي.
الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجية "ميتا"
يمثل هذا الإعلان استمراراً لاهتمام مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، بتعزيز موقع الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي، وسط منافسة شرسة من عمالقة التكنولوجيا مثل "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" و"غوغل".
وتشير تقارير سابقة إلى أن "ميتا" تخطط لاستثمار نحو 14 مليار دولار في شركة "Scale AI" المتخصصة، مع تعيين رئيسها التنفيذي ألكسندر وانغ لدفع استراتيجية الذكاء الاصطناعي قدماً.
تحوّلات أعمق في أفق الذكاء الاصطناعي
إطلاق V-JEPA 2 يتزامن مع اهتمام متزايد في مجتمع الذكاء الاصطناعي بنماذج العالم كبديل محتمل لنماذج اللغة الكبيرة، مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" و"جيمناي" من "غوغل". وقد شهدت الساحة في أيلول/ سبتمبر الماضي بروز مبادرة جديدة بقيادة الباحثة البارزة فاي فاي لي، التي جمعت 230 مليون دولار لإنشاء شركة ناشئة باسم "World Labs"، بهدف تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تفهم بُنية العالم المادّي على نحو أفضل.
وفي السياق ذاته، تعمل وحدة "ديب مايند" التابعة لشركة "غوغل" على تطوير نموذجها العالمي الخاص المعروف باسم "Genie"، الذي تقول الشركة إنه قادر على محاكاة البيئات والألعاب الثلاثية الأبعاد في الزمن الحقيقي، ما يعزز من إمكانيات التفاعل والتخطيط لدى أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
"إنفيديا" تبني أول سحابة ذكاء اصطناعي للتطبيقات الصناعية في ألمانيا
صرح جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" أن الشركة ستبني أول منصة سحابية للتطبيقات الصناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي في ألمانيا. وستساعد هذه التكنولوجيا، التي ستجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، شركات صناعة السيارات مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز" في عملياتها بدءاً من محاكاة تصميم المنتجات إلى إدارة الخدمات اللوجستية. وفي سلسلة من الإعلانات التي تركز على أوروبا، أوضح هوانغ في مؤتمر فيفا تك بفرنسا خططاً لتوسيع مراكز التكنولوجيا في سبع دول وفتح سوق الحوسبة الخاصة بشركة إنفيديا للشركات الأوروبية ومساعدة صانعي نماذج الذكاء الاصطناعي بعدة لغات لتصبح أكثر تقدماً ومساعدة شركات مثل نوفو نورديسك في إنتاج أدوية جديدة. جينسن هوانغ وقال هوانغ، في عرض تقديمي استغرق ساعتين تقريباً أمام جمهور غفير في المؤتمر "في غضون عامين فقط، سنزيد من حجم قدرة حوسبة الذكاء الاصطناعي في أوروبا 10 أضعاف". وأضاف "لقد استيقظت أوروبا الآن على أهمية مصانع الذكاء الاصطناعي وأهمية البنية التحتية لهذه التكنولوجيا". واستعرض خططاً لإنشاء 20 مصنعاً للذكاء الاصطناعي في أوروبا. وهذه المصانع عبارة عن بنية تحتية واسعة النطاق مصممة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها ونشرها. وبينما تأخرت أوروبا عن الولايات المتحدة والصين في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، قالت المفوضية الأوروبية في آذار/مارس إنها تخطط لاستثمار 20 مليار دولار لبناء أربعة مصانع للذكاء الاصطناعي. وتشارك إنفيديا أيضاً شركة ميسترال الأوروبية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لإنشاء حوسبة سحابية تعمل بهذه التقنية للشركات الأوروبية ويشغلها 18 ألفاً من أحدث رقائق إنفيديا.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 11 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
تحول استراتيجي في "ميتا".. زوكربيرغ يقود حملة لتطوير الذكاء الاصطناعي
تشير التقارير إلى أن شركة "ميتا بلاتفورمز" تُركز على الذكاء الاصطناعي العام من خلال تشكيل وحدة بحثية جديدة وتوظيف باحثين متميزين. ويُقال إن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا بلاتفورمز"، يقود بنفسه حملة طموحة لتطوير الذكاء الاصطناعي العام، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي مُصمم لمنافسة القدرات المعرفية البشرية أو تجاوزها. ويأتي ذلك في أعقاب استثمار كبير في "Scale AI" لمعالجة المخاوف بشأن أداء ميتا الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي. توظيف باحثين وفقًا للتقارير، يشرف زوكربيرغ شخصيًا على تشكيل وحدة متخصصة تُركز على أبحاث الذكاء الاصطناعي العام، مما يُمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية ميتا للذكاء الاصطناعي. وتشير التقارير إلى أن ملياردير التكنولوجيا يستعد لتوظيف حوالي 50 باحثًا من الدرجة الأولى، بما في ذلك تعيين رئيس جديد لأبحاث الذكاء الاصطناعي لقيادة هذه المبادرة. وتتزامن هذه الخطوة مع استثمار "ميتا" المتوقع بمليارات الدولارات في شركة "Scale AI"، وهي شركة أمريكية رائدة في مجال تصنيف البيانات. في حين لم تُصدر ميتا ردًا رسميًا. ويرى الخبراء أن هذا التطور جاء استجابةً لعدم الرضا الداخلي عن عروض "ميتا" الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى وجه الخصوص، أُبلغ عن إحباط بشأن أداء وقبول أحدث نموذج لغوي كبير للشركة Llama 4. ومما زاد من التكهنات، هو أن "ميتا" أجّلت إصدار نظام الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي، المسمى "Behemoth"، بسبب مخاوف لم تُحل بشأن قدرات النموذج ومخاطره المحتملة. ويتماشى تركيز "ميتا" المكثف على الذكاء الاصطناعي العام مع جهود مماثلة من منافسين مثل "OpenAI"، الذين يسعون أيضًا إلى جذب المستثمرين وإعادة تشكيل فرقهم الداخلية لتسريع التقدم في هذا المجال التكنولوجي عالي المخاطر. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ يوم واحد
- بيروت نيوز
ميتا تطلق محرّر فيديو مدعومًا بالذكاء الاصطناعي بقدرات متطورة
أعلنت شركة ميتا إطلاق أداة جديدة لتحرير مقاطع الفيديو القصيرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي أداة مستوحاة من تقنية Movie Gen التي استعرضتها الشركة سابقًا ضمن أبحاثها التجريبية. وتتيح الأداة للمستخدمين تعديل عناصر متعددة من الفيديو مثل الملابس والموقع والطابع البصري العام بأسلوب يحاكي مؤثرات الأفلام السينمائية. ويتوفر المحرّر الجديد حاليًا عبر مساعد الذكاء الاصطناعي Meta AI، وموقع وتطبيق Edits، وتعمل الشركة على إدماجه في منصة إنستاجرام تدريجيًا خلال الآونة المقبلة، وفقًا لما أكده رئيس المنصة آدم موسيري. ويُقدم المحرّر أكثر من 50 نموذجًا جاهزًا يمكن للمستخدم الاختيار منها، مثل تحويل الشخصية إلى تمثال رخامي، أو إلى شخصية من لعبة فيديو، أو إلى رسم بأسلوب القصص المصورة. كما يمكن تغيير الخلفيات إلى شواطئ أو مناظر ثلجية، وإضافة مؤثرات ضوئية حالمة، وطبقات لونية تكميلية. ومع أن الأداة لا تدعم حاليًا كتابة تعليمات مخصصة (Prompts)، فإن ميتا أكدت أنها تعتزم دعم هذه الميزة لاحقًا خلال العام الجاري. ويُعد هذا المحرّر أول منتج تجاري مبني على تقنية Movie Gen التي تتيح تحرير مقاطع الفيديو التقليدية، إلى جانب توليد مقاطع فيديو جديدة من الصفر، وتحويل الصور الثابتة إلى مشاهد متحركة، وهي قدرات يُتوقع أن تصل لاحقًا إلى منتجات ميتا الأخرى. يُذكر أن العرض التوضيحي الذي قدمه موسيري تضمن لقطات مثيرة لأمثلة واقعية، منها شخص يؤدي رقصة باليه، وقد نُقل رقميًا إلى مشهد خيالي ملبد بالغيوم، مما يُظهر مدى واقعية وتأثير هذه التقنية الجديدة.