
باربي وأخواتها... دمى لكنها ليست للتسلية فقط
هذا القوام المصنوع بعناية فائقة، والملمس الذي يضاهي ملمس البشر، والملابس الحديثة، والتقنيات الفائقة التقدم كانت في قرون سابقة خشبية أو طينية أو حديدية أو من العظم أو العاج أو الجلد أو الشمع، بملامح أبعد ما تكون عن البشرية، لكنها كانت تؤدي الغرض نفسه، ألا وهو الترفيه عن الصغار، وتطوير مهاراتهم الإنسانية.
وثائق وصور وكتابات محفورة على جدران الحضارات المصرية واليونانية والرومانية والصينية وغيرها تؤكد أن البشر عرفوا الدمية منذ فجر التاريخ. وما كان يصنع للترفيه وملء وقت الفراغ ومنح قدر من العاطفة للصغار بالأمس، بات يصنع للتثقيف والتوعية والعلاج النفسي وتخفيف التوتر وزرع قيم ونشر أفكار والتوجيه وربما غسل الدماغ، وأيضاً للترفيه.
رسالة باربي
قبل أيام، أطلت على العالم "باربي" جديدة ترتدي فستاناً أزرق من قطعتين، مع حذاء بكعب عال، وحقيبة أنيقة صغيرة، ومضخة أنسولين. إنها أول "باربي" مصابة بداء السكري. وعلى رغم عدم وجود أرقام دقيقة لعدد المصابين بالسكري من أطفال ومراهقي العالم، فإن منظمة الصحة العالمية تقول إن مجموع المصابين في العالم يتجاوز الـ 830 مليون شخص، ويزيد انتشاره في الدول متوسطة والمنخفضة الدخل. أما "باربي" المصابة بالسكري، التي تمثل ملايين الصغار المصابين بالسكري من النوع الأول، فسيظل حضورها مقتصراً في الأغلب على الدول المرتفعة الدخل، حيث الأهل القادرون على شراء دمية تتراوح بين عشرة دولارات للدمية الصحيحة ونحو 45 دولاراً للدمية على مقعد متحرك.
هذه الدمية الفائقة الجمال، ذات المقاييس الجسدية المثالية، والأناقة الرائعة أطلت على الأميركيين للمرة الأولى في فعالية طبية ذات رسائل سياسية في واشنطن قبل أيام، حيث التقى أطفال ومراهقون أميركيون مصابون بالسكري مع مشرعين لتوصيل رسالة قوامها ضرورة تجديد تمويل برنامج السكري الذي بدأ في عام 1997، وينتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل. الرسالة ذكية، فالبرنامج ضمن ضحايا تخفيض التمويل الفيدرالي، ويخشى القائمون عليه أن يؤثر وقف التمويل سلباً في نحو 304 آلاف طفل ومراهق مصابين بالسكري من النوع الأول في أميركا.
"باربي" المصابة بالسكري ضربت غير عصفور بحجر واحد. فهي، كغيرها، دمية تستخدم للعب ودعم الصغار نفسياً، لكنها أيضاً تعلم الصغار أن هناك داءً اسمه السكري يتطلب متابعة وحرصاً وعلاجاً، وأن ذلك لا يحول دون الاستمتاع بالحياة. كما تعلمهم من دون وعظ وإرشاد أن العالم مليء بالأصحاء والمرضي. وفي الوقت نفسه، تحمل "باربي" الجديدة رسالة مهمتها وخز ضمير مشرعي الكونغرس حال قرروا وقف التمويل.
بعيداً من التمويل والسياسة، تنضم باربي المصابة بالسكري من النوع الأول إلى قرينات وأقران من الدمى التي خرجت عن إطار المألوف والمتوقع من الدمى مثالية المقاييس، أو الدمية المثالية.
الدمية المثالية تغيّرت كثيراً، وأمارات التغيير عديدة، وأبرزها إنه لم تعد هناك دمية مثالية أصلاً. مسيرة طويلة قطعتها دمى الصغار. من الدمية المصنوعة من البلاستيك الرديء باللون "البمبي"، وأقصى ما تفعله أن تغمض عينيها لدى وضعها أفقياً، وفتحهما برفعها، وغالباً ما تفقد ذراعاً أو رجلاً بعد أشهر أو أسابيع حال كانت الصغيرة التي تلعب بها تعاملها برفق، وتتسلل محاولات الأمهات للصق الطرف المخلوع أو المكسور بضمادة أو حبل صغير أو حتى بخياطة الذراع في الكتف بالإبرة والخيط إلى هذه الـ "باربي" وأخواتها من ذوات المقاييس الفائقة المثالية التي دمرت الصحة العقلية وخربت الحالة النفسية لأجيال من البنات لمجرد أن مقاييسهن ليست "باربية". ولحسن الحظ أن مسيرة الدمى لم تتوقف عند باربي وأخواتها فائقة المثالية، بل استمرت لتواكب ثورة تصحيح المفاهيم المتصلة بـ"صورة الجسم".
صورة الجسم المثالية ضاربة في التاريخ. بحسب ورقة منشورة في "دورية الأخلاقيات" التابعة للجمعية الطبية الأميركية عنوانها "ما الذي تعلمناه من المثل التاريخية لأشكال النساء حول تصورهن لأنفسهن وقراراتهن المتعلقة بالجسد اليوم؟" لأستاذة الطب النفسي لنيالي تان نجو (2019)، فقد ظل جسد المرأة تاريخياً أفضل وسيلة للبقاء في المجتمعات الأبوية. وظلت التوقعات الخاصة بالجسد الأنثوي وخصائصه تمليها رغبة الرجل وفرص الزواج.
من جهة أخرى، يتأثر جسد المرأة ومظهرها وصحتها بشدة بالأيديولوجيات والمعتقدات والقيم الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى التكنولوجيا، ولذلك، جرى العرف أن يجري تصميم الدمى بشكل يناسب هذه التأثيرات.
شهد أطفال العالم على مر العقود صرعات من الدمى، بعضها غريب، والبعض الآخر عجيب، وأخرى مريبة، لكن تبقى هناك صرعات دمى أحبها الصغار كثيراً.
على صعيد الغرابة والريبة، ظهرت دمى مستوحاة من أفلام رعب مثل "لعب أطفال" Child's Play والدمية "تشاكي" وفيلم "الكون السحري" The Conjuring Universe والدمية "أنابيل" وغيرهما. كما أثارت الدمى "الكرنبة" دهشة كثيرين وقت ظهورها في أوائل الثمانينيات. أما الصغار فأحبوها، واقتنوها، لكن لم يكتب لها البقاء طويلاً.
في المقابل، أثبتت دمية "بيبي بورن" قدرتها الفائقة على البقاء، وهي التي خرجت إلى النور في عام 1991 لتكون أول دمية مصممة بتقنية عالية ومزودة بقدرات (وظائف) مثل البكاء والأكل والشرب، والتبول أيضاً، وهو ما أذهل الصغار، وأجبر الكبار على شرائها حتى اليوم.
أما "باربي"، فهي الدمية الأشهر والتي شهدت منذ ولادة النموذج الأول لها في عام 1959 تطورات وتغيرات عدة. وتعتبر الانعكاس الأكبر والأوضح لتغير القيم الاجتماعية والنفسية والتربوية على مدار عقود. "باربي" المصممة في أصلها لتكون "دمية أزياء" بمقاييس جسدية تشبه البالغات، لكن هذه المقاييس الجسدية نفسها تحولت إلى مدعاة للغضب، وسبباً للتغيير، وأرضاً للمراجعة.
عقود من الشد والجذب
مرّت "باربي" بكثير في حياتها البالغة من العمر 66 عاماً، وما زالت تخوض تجارب وتشهد تقلبات وثورات في مفهوم الجسد والجندر واللون والعرق. حين أحدثت السيدة الأميركية روت هاندلر ثورة في عالم دمى الأطفال، أحدثتها بمقاييس "مثالية". شابة يافعة بمقاييس جسدية تؤهل صاحبتها لاضطراب فقدان الشهية العصبي (أنوركسيا)، وهو الاضطراب الذي يؤدي إلى تقييد تناول الطعام بشكل كبير، واضطراب صورة الجسد، والخوف المبالغ فيه من زيادة الوزن، والرغبة الجارفة في أن يكون الشخص نحيفاً.
مقاييس "باربي" لو تحولت إلى مقاييس بشرية لأجبرت صاحبتها على السير على أربع حتى تتمكن من المشي، نظراً لعدم واقعيتها، ولنحافتها المفرطة، وكان هذا أول أسباب الثورة على مقاييس باربي في سنوات لاحقة.
أغلب الظن أن مبتكرة باربي الراحلة روث هاندلر لم تخطط لإصابة ملايين الأطفال من الإناث باضطرابات الجسد، أو الـ "أنوركسيا"، أو المشكلات النفسية الكثيرة المرتبطة بضغوط الشكل وحلم النحافة وأسطورة الجسد المثالي، لكن هذا ما حدث. حين خرجت "باربي" إلى النور في عام 1959 في معرض للدمى في نيويورك، مستوحاة من الدمية الألمانية "بيلد ليلي"، أحدثت ثورة (بالمعنى الإيجابي) لمفهوم الدمية.
الطريف أن بيلد ليلي، الدمية الألمانية الأصلية، بحسب ما ورد في كتاب "باربي وروث" لروبن جيربر، التي جرى تدشينها في عام 1952، كانت مخصصة للبالغين من الرجال. وكانت تباع في محلات التبغ والحانات ومحلات الألعاب ذات الطابع الجنسي المخصصة للكبار. وكان الرجال يتبادلونها كنوع من الفكاهة في حفلات توديع العزوبية، أو يعلقونها في سياراتهم، أو يهدونها لصديقاتهم كرسالة مبطنة تحمل رغباتهم الجنسية. ويرى البعض أن الدمية الألمانية كانت أقرب إلى نموذج لـ "بائعة هوى" بلاستيكية، منها إلى دمية.
أما "باربي"، فقد بدأت تتعرض لهزات وانتقادات منذ الستينيات. في عام 1963، جري تدشين "باربي" للمراهقات مع كتاب حمية غذائية لخسارة الوزن، مصحوباً بنصيحة مدمرة "لا تأكلي" وميزان. وبعد أشهر، صدرت "باربي" تستطيع الكلام. وضمن الجمل التي قالتها: "حصة الرياضيات صعبة"، وهو ما جعل البعض ينتقد الدمية بأنها تعلم البنات أن الجمال أهم من العلم. من جهة أخرى، ظل مفهوم الجمال مرتبطاً بنموذج الفتاة البيضاء الشقراء ممشوقة القوام ناعمة الشعر.
وعلى مدار سنوات، ظلت عمليات الشد والجذب دائرة بين مجموعات يتعالى صوتها محذرة من أثر "باربي" النفسي على الصغيرات اللاتي يعتقدن أن هذه المقاييس وحدها هي مقاييس الجمال من جهة، ومسؤولي الشركة المنتجة لـ "باربي" بأن هذا ليس صحيحاً، وموجهة دفة الاتهام لعارضات الأزياء النحيفات جداً والأمهات اللاتي ينتقدن بناتهن لأنهن يأكلن كثيراً أو يكتسبن وزناً أو ما شابه.
وبحسب سلسلة مقالات نشرت في مجلة "تايم" الأميركية عنوانها "باربي حصلت على جسد جديد" لإليانا دكتورمان، فقد خلصت دراسة في عام 2006 إلى أن الفتيات اللاتي تعرضن لـ "باربي" في سن مبكرة، أبدين قدراً أكبر من القلق في شأن النحافة، مقارنة باللاتي لم يتعرضن لهذه الدمية "المثالية".
تصاعد الانتقادات الموجهة لـ "باربي" بأنها منفصلة عن الواقع، وعنصرية، ومادية، وتفتقد تماماً للتعددية ظلت تتصاعد تصاعداً موازياً لتصاعد التغيرات التي طرأت على المعايير الاجتماعية. شهد العالم، لا سيما الغربي، تطوراً كبيراً في الأنماط الجامدة للثقافات والمعتقدات والأدوار الاجتماعية، وغيرها وهو ما أدى إلى نظرة وقبول أكثر شمولاً للتعددية والاختلاف.
وسواء اعتنقت الدمى بشكل عام، و"باربي" في القلب منها، لهذه التغيرات الاجتماعية عن قناعة بمبدأ التعددية، أو بضغط تعرض مبيعاتها للانخفاض، لا سيما من قبل الصغار وذويهم الذين باتوا على درجة أكبر من الوعي أن الدمية المثالية ليست بالضرورة بيضاء شقراء طويلة نحيفة، أصبحت الدمى أكثر تعددية.
اليوم، تفخر "باربي" بأنها وقريناتها وأقرانها في 35 لون بشرة، و97 موديل وملمس شعر، وتسعة نماذج جسدية بمقاييس مختلفة. دمى سوداء ومن أصول إسبانية، دمى ذات قوام ممتلئ ونصف ممتلئ، دمى طويلة وقصيرة، دمية بنت ودمية ولد، دمى ترتدي أحدث الأزياء وأخرى ترتدي زي العمل العسكري أو التمريض أو إطفاء النيران، وانطلقت الدمى تبني نجاحها وتعظم أرباحها عبر مزيد من التعددية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تطل حالياً دمى مريضة أو مصابة بمتلازمات أو إعاقات عبر واجهات وأرفف محلات لعب الأطفال. إنها الإطلالة التي تجذب ردود فعل إيجابية، لكن تخضع للنقاش أيضاً حول إذا ما كانت التوعية بالأمراض وتشجيع المرضى الصغار على الاندماج والشعور بأنهم ممثلون في عالم الدمى بهذه الطريقة هي الأفضل، أم لا.
ظهرت دمى على مقاعد متحركة، وأخرى مصابة متلازمة داون، وثالثة بالبهاق، ورابعة فقدت شعرها في رحلة علاج السرطان، وخامسة تستخدم عكازات للمشي، وأخيراً بداء السكري. ردود الفعل مختلفة وتتراوح بين ترحيب كبير بناء على مميزات التوعية والتعاطف من قبل الأصحاء، والشعور بالقبول والدمج من قبل المرضى، ورفض مكتوم حيث البعض من الأهل يعتبر شراء دمية مريضة فألاً سيئاً أو تحويل وقت اللعب إلى وقت مفهم بالحزن، لا سيما أن أسعار بعض الدمى تتجاوز المئة دولار، وهو ما ينتقده البعض ساخراً بأنه حتى التوعية وتنمية التعاطف حكر على الأثرياء.
يشار إلى أن عالم الدمى اتسع كذلك للدق على الأوتار الدينية. أثار ظهور الدمية "فلة" المحجبة في العقد الأول من الألفية الثالثة موجة عارمة من السعادة والتأييد في عديد من المجتمعات العربية والإسلامية. اعتبر كثيرون ظهور دمية ترتدي الحجاب، بين عباءة سوداء خليجية وغطاء رأس أسود، أو ملابس واسعة طويلة لا تظهر أي جزء من أجزاء الجسم فيما عدا الوجه بمثابة خطوة عظيمة في مجال لعب الصغار، لكن مع عدم تعريضهم لما سمّوه "قيم وعادات ومظاهر غربية لا تتفق مع المجتمعات المسلمة".
حققت "فلة"، وقريناتها المحجبات التي ظهرت تباعاً، نسب مبيعات مرتفعة في الأسواق العربية وقت ظهورها. كانت المسألة أقرب ما يكون إلى تنفس الصعداء لوجود دمية لا تتبع المعايير الغربية التي يعتبرها كثيرون في المجتمعات العربية والإسلامية غير مناسبة. ما يزعج هذه المجتمعات ليس "مثالية" "باربي" وغيرها من الدمى الغربية من حيث لون البشرة الفاتح والشعر الأشقر والقوام الممشوق والعيون الزرقاء، بقدر ما يزعجها الملابس الكاشفة، وكذلك أنماط العلاقات المرفوضة مثل الصديق "كين"، وبالطبع ظهور سلسلة من دمى تمثل "مجتمع الميم".
"فلة" والحجاب
الطريف أن تقارير صحافية عربية عدة هرعت في عام 2006 للكتابة عن طرح "فلة" في السوق المصرية، وتحقيقها مبيعات كبيرة تتناسب واتجاه المجتمع المصري لمزيد من "التدين" والاقتداء بدول عربية إسلامية أكثر إمعاناً في مظاهر التدين، وأهمها ملابس النساء. وأورد تقرير صحافي مقابلة مع فنانة مصرية كانت وقتها قد أعلنت اعتزالها التمثيل وارتداء الحجاب والعمل في قنوات دينية أكد البعض أنها تدر دخلاً يفوق دخل التمثيل، لا سيما الفنانات غير المطلوبات بكثرة في الأفلام والمسلسلات. قالت الفنانة وقتها إن ارتداء الحجاب مرحلة رئيسة في حياتها، مؤكدة أنها لن تتخلى عنه مهما كانت الأسباب. وأضافت أنها تشعر بخيبة أمل شديدة بسبب عدم تلقيها أية عروض لأعمال فنية منذ ارتدائها الحجاب، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أن ذلك يعود للحجاب، لا سيما أن 70 في المئة من المصريات محجبات، بحسب قولها.
اليوم، ارتفعت نسبة الحجاب بين المصريات المسلمات حتى أصبحت تشكل الغالبية المطلقة بينهن. في الوقت نفسه، خلعت الفنانة الحجاب، وتوقفت القناة الدينية التي كانت تقدم فيها برنامجاً دينياً، وعادت إلى التمثيل.
يشار إلى أن هناك دمى يهودية عديدة هدفها مطابق لـ "فلة"، ألا وهو الحفاظ على الدين والعادات والتقاليد. بينها على سبيل المثال لا الحصر، مجموعة دمى "ميتزفه" أو "الوصايا التوراتية"، وهي مجموعة من الدمى على شكل نساء ورجال وأطفال يرتدون الأزياء اليهودية الدينية المرتبطة باليهود الأرثوذكس.
الدمى المسيحية أيضاً موجودة، وتأتي في أشكال متعددة، لكن أشهرها ماركة "فايث فريندز" أو "أصدقاء الإيمان"، أو بالأحرى "صديقات الإيمان". الدمى الثلاث هي: "هوب" (أمل)، و"غريس" (فضيلة)، و"فايث" (إيمان). ويفترض أنها تنقل مفاهيم الإيمان الواردة في الإنجيل للصغار عن طريق اللعب. وجميعها شكلاً أقرب ما تكون إلى الدمى التقليدية الصغيرة ذات مقاييس الجسم المكتنزة والبعيدة من محاولات تقليد الملامح البشرية أو جعلها تبدو وكأنها إنسان. تقول إميلي هيوز، وهي السيدة التي ابتكرت "صديقات الإيمان" على موقع الشركة، إنها أم لأربعة أبناء، بينهم ثلاث عاشقات للدمى. وتضيف أنها أصيبت بإحباط شديد بسبب أنواع وأشكال الدمى الشائعة، التي وصفتها بأنها "تروج لأنماط غير لائقة وقصص سطحية"، فقررت ابتكار دمية بالصغيرات الملتزمات". وتقول إن الهدف هو إلهام الفتيات الصغيرات، وتشجيعهن على معرفة حقيقة ذواتهن، إنها تتفهم تماماً رغبة الجميع في اختيار منتجات تتناسب وإيمانهم، ولذلك جاءت "صديقات الإيمان" لـ "تمثل الإيمان الموحد الذي نتقاسمه كأتباع للمسيح".
الطريف أن الكثيرين من الصغار من المنتمين لأسر تهتم بزرع وتنمية العقيدة الدينية في الأسرة عبر دمى ذات توجهات عقائدية معينة يجتمعون على رد فعل واحد لدى رؤيتهم عرائس "ماتريوشكا" الروسية للمرة الأولى.
مجموعة العرائس الخشبية الشهيرة بأحجامها المتدرجة والموضوعة في داخل بعضها البعض، وترتدي "السرفان" الروسي التقليدي الواسع الطويل وتغطي شعرها بغطاء رأس تقليدي أيضاً، تجعل بعض الصغار يعتقدون أنها دمية ترتدي ملابس اليهود الأرثوذكس المحتشمة، وآخرين يرونها دمية مسيحية ملتزمة، وفريق ثالث يعتقد إنها "فلة" المحجبة ولكن أكثر اكتنازاً. والحقيقة إن أصول "ماتريوشكا" تعود إلى كنيسة الأرثوذكس الروسية.
وتبقى مسيرة التعددية والشمول التي خاضتها دمى "باربي" وغيرها، حيث احتواء الأشكال والألوان والمقاييس الجسدية وكذلك الأمراض والإعاقات، بعيدة عن الدمى ذات التوجهات العقائدية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 4 ساعات
- حضرموت نت
تقرير: تفشي الكوليرا والحصبة يودي بحياة 283 شخصًا في مناطق سيطرة الحوثيين
قالت منظمة الصحة العالمية ومجموعة الصحة في اليمن إن أوبئتي الكوليرا والحصبة تسببتا في وفاة 283 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 59 ألفًا آخرين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الإرهابية، منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف يوليو. وأفاد التقرير المشترك بأن عدد حالات الاشتباه بالكوليرا بلغ 38,120 حالة، من بينها 105 وفيات. وأشار إلى تسجيل 20,823 إصابة بالحصبة أدت إلى وفاة 178 شخصًا، معظمهم من الأطفال. وتركزت الإصابات في محافظات حجة وعمران والحديدة وذمار، بالإضافة إلى أمانة العاصمة صنعاء. وحذر التقرير من تدهور الأوضاع الصحية في ظل ضعف البنية التحتية للقطاع الصحي وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية.


صحيفة المواطن
منذ يوم واحد
- صحيفة المواطن
تفشٍّ واسع لحمى الضنك في دول المحيط الهادئ
أعلنت الأمم المتحدة تفشي فيروس حمى الضنك المنقول عبر لدغات البعوض في عدة دول بالمحيط الهادئ، مع تحذيرات من تزايد الإصابات وارتفاع المخاطر، خاصة على الأطفال وكبار السن. حمى الضنك مرض فيروسي يسببه بعوض 'الزاعجة'، ويؤدي إلى ارتفاع الحرارة، طفح جلدي، وآلام المفاصل، وقد يشكل خطرًا كبيرًا عند عدم تلقي العلاج المناسب. وفقًا لمنصة 'ReliefWeb' التابعة للأمم المتحدة، سجلت ساموا 2277 إصابة مؤكدة حتى 27 يوليو، وتونغا 904 إصابات حتى 25 يوليو، وكيريباتي 375 إصابة حتى 28 يوليو، مع انتشار المرض في دول أخرى مثل جزر كوك وتوفالو. وأشار الدكتور مارك جاكوبس من منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 18,766 حالة مشتبه بها في يوليو، وهو أعلى معدل منذ 2016، مع 13,702 إصابة في فيجي منذ بداية العام. في ناورو، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة طفلين (15 و7 سنوات)، وسجلت 222 إصابة مؤكدة من 665 فحصًا، معظمها لأطفال دون 10 سنوات، حيث بدأ التفشي في 27 يونيو. كما سجلت ساموا وفاة طفل عمره 9 سنوات، مع استمرار ارتفاع الإصابات. ودعت السلطات الصحية في ناورو وساموا إلى اتخاذ إجراءات وقائية، مثل استخدام طارد الحشرات، ارتداء ملابس واقية، والتخلص من المياه الراكدة للحد من انتشار البعوض الناقل.


الوطن
منذ 2 أيام
- الوطن
المولودون صيفًا أكثر اكتئابًا
كشفت دراسة كندية حديثة من جامعة كوانتلين بوليتكنيك عن وجود علاقة بين موسم الولادة واحتمالية ظهور أعراض الاكتئاب في مرحلة البلوغ، خصوصًا لدى الذكور. وشملت الدراسة تحليل بيانات 303 مشاركين بمتوسط عمر 26 عامًا، استخدم فيها الباحثون استبياني PHQ-9 وGAD-7 لتقييم مستويات الاكتئاب والقلق، مع استبعاد من يعانون من اضطرابات نفسية معروفة مسبقًا. وتم تصنيف شهور الميلاد بحسب الفصول الأربعة، وتبيّن من التحليل أن 84 % من المشاركين أظهروا أعراض اكتئاب، و66 % أظهروا أعراض قلق. لكن اللافت كان غياب ارتباط موسمي واضح بمستويات القلق، في مقابل وجود علاقة موسمية بالاكتئاب، حيث سُجلت أعلى معدلات الاكتئاب بين الذكور المولودين في الصيف. وأشارت الباحثة الرئيسية أرشديب كور إلى ضرورة مواصلة البحث في العوامل البيولوجية التي قد تفسر هذا التفاوت، مثل التعرض لأشعة الشمس، وصحة الأم أثناء الحمل. وأقرت الدراسة بوجود بعض القيود مثل صغر حجم العينة وتركيزها على فئة جامعية شابة. وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب يرتبط بسلوكيات خطرة ويُعد من أبرز مسببات الانتحار عالميًا.