logo
DW تتحقق: صور مزيفة لشاب سوري تدخل لوقف هجوم هامبورغ – DW – 2025/5/31

DW تتحقق: صور مزيفة لشاب سوري تدخل لوقف هجوم هامبورغ – DW – 2025/5/31

DWمنذ 3 أيام

شهدت محطة قطارات هامبورغ الرئيسية مؤخرا هجوم طعن بسكين تم إيقافه بفضل تدخل من المارة وأحدهم الشاب السوري محمد المحمد. والآن، يتم نشر صور مفبركة له على مواقع التواصل الاجتماعي - والتشكيك في عمله البطولي.
وقع يوم الجمعة الماضي (23 مايو/أيار 2025) في محطة قطارات هامبورغ الرئيسية هجوم طعن بسكين، أسفر عن جرح 15 شخصًا بعضهم في حالة خطرة. بالإضافة إلى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح مختلفة. ومنفذة هذا الهجوم امرأة عمرها 39 عامًا، كانت قد أثارت قبل ذلك انتباه الشرطة، وتوجد مؤشرات تشير إلى أنَّها مصابة بمرض نفسي .
وأدى هذا الحادث إلى عملية كبيرة شارك فيها عمال الإنقاذ ورجال الإطفاء والشرطة. وبحسب السلطات فقد تم إيقاف المشتبه بها وإلقاء القبض عليها بفضل "التدخل السريع جدًا من قبل عابري سبيل كانا متواجدين على الرصيف وكذلك بفضل قوات الأمن".
"شاب سوري كمُنقذ لا يتناسب مع تصورات نمطية"
وأحد عابري السبيل هو الشاب السوري محمد المحمد، الذي تحدثت عنه عدة وسائل إعلام ألمانية. ونشرت مجلة دير شبيغل الإخبارية في مقال صورة لهذا الشاب السوري، ولكن الآن بات يتم التلاعب بصورته واستغلالها لنشر معلومات خاطئة.
محمد المحمد في برلين - صورته الأصلية المستخدمة في مقال موقع شبيغل أونلاين صورة من: www.spiegel.de
ويظهر في هذه الصورة الخاصة الشاب محمد المحمد واقفًا أمام بوابة براندنبورغ في برلين. بيد أنَّ بعض مستخدمي الإنترنت نسخوا صورته ووضعوها أمام خلفيات أخرى، بحيث يبدو وكأنَّه يقف في واشنطن أو في موسكو. ونشروا مع هذه المنشورات تعليقات ساخرة مثل: "محادثات السلام يمكن أن تبدأ... شكرًا لك يا محمد المحمد"، وذلك في إشارة إلى جهود السلام العالمية لإنهاء الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا. وهذه التعليقات وغيرها تترك انطباعًا بأنَّ المعلقين ينظرون إلى التغطية الإعلامية حول هذا الشاب الذي يبلغ عمره 19 عامًا على أنَّها إيجابية للغاية.
وحول ذلك قالت أونا تيتس، وهي باحثة إعلامية من "مؤسسة أماديو أنطونيو" المناهضة للعنصرية والتطرف: "فكرة أن يكون السوري منقذًا لا تتوافق مع تصورات نمطية تعتبر اللاجئين - وخاصة السوريين - كمرادف لـ"رجال السكاكين"، لمنفذي اعتداءات الطعن. وهذه المنشورات تعزف على وتر شعبوي يميني".
وكذلك لقد تم التلاعب على نحو مشابه بصورة من مقال لصحيفة "بيلد" الشعبية حول محمد المحمد.
بيد أنَّ هذه المنشورات لا تشير فقط إلى قلة تقدير وعدم تصديق تدخل محمد المحمد لإيقاف المتهمة. ففي حين أنَّ بعض الصور المركبة التي تُظهر محمد المحمد خارج ألمانيا تبدو مُزيفة بشكل واضح، وأثارت صور أخرى شكوك بعض مستخدمي الإنترنت.
على اليسار الصورة الأصلية التي التقطتها صحيفة بيلد لمحمد المحمد، وعلى اليمين نسخة معدلة من المفترض أنَّه يقف فيها أمام برج إيفل في باريس صورة من: www.bild.de | X
وقد نُشرت بشكل خاص صورة يقف فيها محمد المحمد على رصيف قطار - وهي نسخة مستنسخة من الصورة الأصلية أمام بوابة براندنبورغ في برلين ومُعدّلة بالذكاء الاصطناعي. ويبدو فيها جسم المحمد أعرض من جسمه في صورته الأصلية، ووجهه مُعدّل، وشعار العلامة التجارية على سترته مختلف عن الأصل ومُشوّه. وعند التدقيق في الصورة، يتبيّن أنَّ الأحرف المكتوبة على لوحات العرض لا يوجد لها أي معنى. وبعض الأشخاص في الخلفية وجوههم تبدو مشوهة.
ومن المفترض أنَّ محمد المحمد يظهر في هذه الصورة المزيفة واقفًا على رصيف قطار في هامبورغ. وأثارت هذه الصورة المزيفة شكوك العديد من مستخدمي الإنترنت، حيث تساءلت مثلًا في موقع إكس مستخدمة قارنتها بالصورة الأصلية في برلين: "تسريحة شعره جيدة، بلوزته هي نفسها، ولكن عرض المنكبين تقلص - بين ليلة وضحاها. فكيف يجري هذا يا صحافجية (Journaille)؟". علمًا أنَّ هذا المصطلح في اللغة الألماني يعد احتقارا للصحفيين . وقد تمت مشاهدة هذا المنشور أكثر من 600 ألف مرة.
وعلى الرغم من أنَّ وسائل الإعلام الألمانية المعروفة لم تستخدم في تقاريرها الصورة المزيفة على رصيف القطار والمنشأة بالذكاء الاصطناعي، إلا أنَّ تهمة التزييف تذهب الآن باتجاه وسائل الإعلام. والصور المزيفة تدفع العديد من المستخدمين إلى الشك في وجود الشاب السوري، ودوره كمنقذ خلال هجوم الطعن في محطة هامبورغ الرئيسية، ومصداقية التغطية الإعلامية عنه.
وهذا كله له بُعد يتعلق بأيديولوجيا المؤامرة، بحسب الخبيرة أونا تيتس، التي تترأس في مؤسسة أماديو أنطونيو قسم التهديدات الرقمية للديمقراطية: "هذا لا يقتصر فقط على بذر بذور الريبة والشك وتغذية الشعور بانعدام الأمن. فنحن نعرف ذلك من خلال الاعتقاد بما يعرف باسم العمليات النفسية (PsyOps) في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقتنع بعض الناس بأنَّ الهبوط على القمر أو بعض الاغتيالات كانت ببساطة من اختراع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتم زرعها في عقول الناس".
تشاهد في هذه الصورة المزعومة لمحمد المحمد بعض العلامات الواضحة على استخدام الذكاء الاصطناعي صورة من: X
عدم تصديق السلطات ووسائل الإعلام
وكذلك نشرت المجلة الصفراء اليمينية "إكسترا 24" تلميحات تشير إلى هذا الاتجاه، مثل: "لماذا لم يتم ذكر محمد المحمد في تقارير الشرطة الحالية - على الرغم من الادعاء بأنَّه قد حصل على 'كابتشينو كمكافأة' من الشرطة؟".
وحول ذلك سأل فريق تدقيق الحقائق في DW شرطة هامبورغ، التي أجابت: "الممارسة الشائعة تمامًا عدم ذكر الشرطة أسماء الشهود والضحايا والمتهمين، إلخ، في بياناتها الصحفية. وهذا بهدف حماية الحقوق الشخصية، التي يجب احترامها دائمًا من قبل سلطات إنفاذ القانون". ومع ذلك فقد أكدت الشرطة أنَّ أحد عابري السبيل المذكورين في تقاريرها كان اسمه محمد المحمد.
ولذلك فقد أعربت أونا تيتس عن قلقها مما تظهره المعلومات المُضلّلة حول محمد المحمد: "هذا يخلق أجواءً من الريبة والشك، يتم فيها التشكيك بالحقيقة على نحو متزايد. وينشأ دائمًا المزيد من الحقائق والروايات البديلة بجانب الحقائق الواقعية المُثبتة تجريبيًا، والتي تم تقصيها جيدًا من جانب الصحافة".
أعده للعربية: رائد الباش

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدانة وتغريم رجل بتهمة حرق نسخة من القرآن في لندن – DW – 2025/6/2
إدانة وتغريم رجل بتهمة حرق نسخة من القرآن في لندن – DW – 2025/6/2

DW

timeمنذ 3 ساعات

  • DW

إدانة وتغريم رجل بتهمة حرق نسخة من القرآن في لندن – DW – 2025/6/2

دانت محكمة بريطانية رجلاً أحرق نسخة من المصحف في لندن بجريمة الإخلال بالنظام العام بدوافع دينية مشددة، في قضية تبناها المدافعون عن حرية التعبير. أ ف ب، أ ب خالد سلامة أ ف ب، أ ب خالد سلامة أ ف ب، أ ب دانت محكمة في لندناليوم الاثنين (الثاني من حزيران/يونيو 2025) رجلاً أحرق نسخة من القرآن وهتف قائلاً: "الإسلام هو دين الإرهاب" خارج القنصلية التركية بالعاصمة البريطانية، بارتكاب جريمة الإخلال المشدد بالنظام العام وتم فرض غرامة عليه. وأثارت جماعات معنية بحرية التعبير مخاوف من أن إدانته تتعارض مع حرية التعبير وتعهدت بالطعن على إدانته. وردد حميد كوسكون (50 عاماً) هتافات ضد الإسلام وهو يحمل نسخة مشتعلة من المصحف خارج القنصلية التركية في 13 فبراير/شباط الماضي. وقال في المحكمة إنه كان يحتج بسلام. وقال قاضي المحكمة الجزئية جون ماكجارفا إن سلوكه كان "استفزازياً ومهيناً" وكان من المحتمل أن يتسبب في مضايقة أو قلق أو ضيق، وكان "مدفوعاً بشكل جزئي بكراهية المسلمين". وقال القاضي إن "حرق كتاب ديني، على الرغم من أنه مهين لبعض الناس، ليس بالضرورة مخالفاً للنظام"، مضيفاً أن "ما جعل سلوكه مخالفاً للنظام هو توقيت ومكان السلوك وأنه كان مصحوباً بلغة مسيئة". وقال ممثلو الادعاء إن كوسكون، وهو من أصل تركي، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه كان يحتج على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقول كوسكون إنه "جعل تركيا قاعدة للإسلاميين المتطرفين". وتم فرض غرامة على كوسكون بقيمة 240 جنيه (325 دولار). ووصف "اتحاد حرية التعبير" الحكم بأنه "مخيب للآمال بشكل عميق" على حسابه في منصة "إكس". وأضاف أن "على الجميع أن يكون بإمكانهم ممارسة حقهم في الاحتجاج بشكل سلمي وبحرية التعبير بغض النظر عن مدى اعتبار بعض الاشخاص الأمر مسيئاً أو مزعجاً". وفي بيان أصدره عبر "اتحاد حرية التعبير"، قال كوسكون إن إدانته تمثّل "اعتداء على حرية التعبير". وقال "أُلغيت قوانين التجديف المسيحية في هذه البلاد قبل أكثر من 15 عاماً ولا يمكن أن تكون ملاحقة أي شخص قضائيا للتجديف ضد الإسلام محقّة. هل كنت سألاحق قانونياً لو أنني أحرقت نسخة من الإنجيل خارج دير ويستمنستر؟ أشك في ذلك". تحرير: ع.ش

تركيا: احتجاز العشرات من المعارضة على خلفية مزاعم فساد – DW – 2025/5/31
تركيا: احتجاز العشرات من المعارضة على خلفية مزاعم فساد – DW – 2025/5/31

DW

timeمنذ 3 أيام

  • DW

تركيا: احتجاز العشرات من المعارضة على خلفية مزاعم فساد – DW – 2025/5/31

اعتقلت السلطات التركية العشرات من أحزاب المعارضة على خلفية مزاعم فساد وكسب غير مشروع. وتأتي الحملة استمراراً لتحرك السلطات ضد المعارضة بعد أشهر على اتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. قالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات التركية أمرت باعتقال العديد من أعضاء أحزاب المعارضة في إسطنبول وداهمت بلديات تديرها المعارضة، السبت (31 أيار/مايو 2025)، في إطار حملة قانونية موسعة ضد المعارضة ورئيس بلدية المدينة المسجون. وسُجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان ويتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي، في آذار/مارس على ذمة المحاكمة بتهم الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، وهي تهم ينفيها جميعا. وأثار اعتقال رئيس البلدية، وهو ينتمي لحزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي، احتجاجات حاشدة واضطرابات اقتصادية واتهامات واسعة بنفوذ الحكومة على القضاء وممارسات مناهضة للديمقراطية. وتنفي الحكومة ذلك وتقول إن القضاء مستقل. ومنذ اعتقال إمام أوغلو، احتجزت السلطات العشرات من أعضاء حزب الشعب الجمهوري ومسؤولين من بلدية إسطنبول والبلديات الأخرى التي يديرها الحزب. كما جرى حظر حساب إمام أوغلو على موقع إكس في تركيا هذا الشهر. وذكرت وكالة أنباء الأناضول وقناة إن.تي.في الخاصة اليوم السبت أنه صدرت مذكرات اعتقال بحق 47 شخصاً في أربعة تحقيقات منفصلة في قضايا كسب غير مشروع، وجرى احتجاز 28 منهم. شباب تركي قلق بشأن مستقبله عقب اعتقال إمام أوغلو To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وأضافت الأناضول أن من بين المحتجزين النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، أيقوت أردوغدو ورؤساء بلديات عدة مناطق في إسطنبول وكبار الموظفين في بلدية إسطنبول والمؤسسات المرتبطة بها ورئيسي بلديتين في إقليم أضنة في الجنوب. وقالت إن الشرطة فتشت مباني بلديات أفجلار وبيوك شكمجة وغازي عثمان باشا وسيدان وجيهان التي صدر أمر باعتقال رؤساء بلدياتها في إطار التحقيق. وذكرت ذكرت قناة (إن.تي.في) أن ردا على الموجة الجديدة من الاعتقالات، دعا حزب الشعب الجمهوري إلى اجتماع طارئ في إسطنبول. وقالت بعض الدول الغربية وجماعات حقوقية وحزب الشعب الجمهوري مراراً إن هذه العمليات معادية للديمقراطية وتهدف إلى القضاء على الآفاق الانتخابية للمعارضة. وقال إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري إنه لا يوجد دليل ملموس ضده. وتظهر استطلاعات الرأي أن التأييد الشعبي لإمام أوغلو ارتفع منذ اعتقاله، مما يوسع من تقدمه على أردوغان ويعزز الرأي القائل بأنه سيكون المنافس الرئيسي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي لن تجرى قبل عام 2028. تحرير: ف.ي

DW تتحقق: صور مزيفة لشاب سوري تدخل لوقف هجوم هامبورغ – DW – 2025/5/31
DW تتحقق: صور مزيفة لشاب سوري تدخل لوقف هجوم هامبورغ – DW – 2025/5/31

DW

timeمنذ 3 أيام

  • DW

DW تتحقق: صور مزيفة لشاب سوري تدخل لوقف هجوم هامبورغ – DW – 2025/5/31

شهدت محطة قطارات هامبورغ الرئيسية مؤخرا هجوم طعن بسكين تم إيقافه بفضل تدخل من المارة وأحدهم الشاب السوري محمد المحمد. والآن، يتم نشر صور مفبركة له على مواقع التواصل الاجتماعي - والتشكيك في عمله البطولي. وقع يوم الجمعة الماضي (23 مايو/أيار 2025) في محطة قطارات هامبورغ الرئيسية هجوم طعن بسكين، أسفر عن جرح 15 شخصًا بعضهم في حالة خطرة. بالإضافة إلى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح مختلفة. ومنفذة هذا الهجوم امرأة عمرها 39 عامًا، كانت قد أثارت قبل ذلك انتباه الشرطة، وتوجد مؤشرات تشير إلى أنَّها مصابة بمرض نفسي . وأدى هذا الحادث إلى عملية كبيرة شارك فيها عمال الإنقاذ ورجال الإطفاء والشرطة. وبحسب السلطات فقد تم إيقاف المشتبه بها وإلقاء القبض عليها بفضل "التدخل السريع جدًا من قبل عابري سبيل كانا متواجدين على الرصيف وكذلك بفضل قوات الأمن". "شاب سوري كمُنقذ لا يتناسب مع تصورات نمطية" وأحد عابري السبيل هو الشاب السوري محمد المحمد، الذي تحدثت عنه عدة وسائل إعلام ألمانية. ونشرت مجلة دير شبيغل الإخبارية في مقال صورة لهذا الشاب السوري، ولكن الآن بات يتم التلاعب بصورته واستغلالها لنشر معلومات خاطئة. محمد المحمد في برلين - صورته الأصلية المستخدمة في مقال موقع شبيغل أونلاين صورة من: ويظهر في هذه الصورة الخاصة الشاب محمد المحمد واقفًا أمام بوابة براندنبورغ في برلين. بيد أنَّ بعض مستخدمي الإنترنت نسخوا صورته ووضعوها أمام خلفيات أخرى، بحيث يبدو وكأنَّه يقف في واشنطن أو في موسكو. ونشروا مع هذه المنشورات تعليقات ساخرة مثل: "محادثات السلام يمكن أن تبدأ... شكرًا لك يا محمد المحمد"، وذلك في إشارة إلى جهود السلام العالمية لإنهاء الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا. وهذه التعليقات وغيرها تترك انطباعًا بأنَّ المعلقين ينظرون إلى التغطية الإعلامية حول هذا الشاب الذي يبلغ عمره 19 عامًا على أنَّها إيجابية للغاية. وحول ذلك قالت أونا تيتس، وهي باحثة إعلامية من "مؤسسة أماديو أنطونيو" المناهضة للعنصرية والتطرف: "فكرة أن يكون السوري منقذًا لا تتوافق مع تصورات نمطية تعتبر اللاجئين - وخاصة السوريين - كمرادف لـ"رجال السكاكين"، لمنفذي اعتداءات الطعن. وهذه المنشورات تعزف على وتر شعبوي يميني". وكذلك لقد تم التلاعب على نحو مشابه بصورة من مقال لصحيفة "بيلد" الشعبية حول محمد المحمد. بيد أنَّ هذه المنشورات لا تشير فقط إلى قلة تقدير وعدم تصديق تدخل محمد المحمد لإيقاف المتهمة. ففي حين أنَّ بعض الصور المركبة التي تُظهر محمد المحمد خارج ألمانيا تبدو مُزيفة بشكل واضح، وأثارت صور أخرى شكوك بعض مستخدمي الإنترنت. على اليسار الصورة الأصلية التي التقطتها صحيفة بيلد لمحمد المحمد، وعلى اليمين نسخة معدلة من المفترض أنَّه يقف فيها أمام برج إيفل في باريس صورة من: | X وقد نُشرت بشكل خاص صورة يقف فيها محمد المحمد على رصيف قطار - وهي نسخة مستنسخة من الصورة الأصلية أمام بوابة براندنبورغ في برلين ومُعدّلة بالذكاء الاصطناعي. ويبدو فيها جسم المحمد أعرض من جسمه في صورته الأصلية، ووجهه مُعدّل، وشعار العلامة التجارية على سترته مختلف عن الأصل ومُشوّه. وعند التدقيق في الصورة، يتبيّن أنَّ الأحرف المكتوبة على لوحات العرض لا يوجد لها أي معنى. وبعض الأشخاص في الخلفية وجوههم تبدو مشوهة. ومن المفترض أنَّ محمد المحمد يظهر في هذه الصورة المزيفة واقفًا على رصيف قطار في هامبورغ. وأثارت هذه الصورة المزيفة شكوك العديد من مستخدمي الإنترنت، حيث تساءلت مثلًا في موقع إكس مستخدمة قارنتها بالصورة الأصلية في برلين: "تسريحة شعره جيدة، بلوزته هي نفسها، ولكن عرض المنكبين تقلص - بين ليلة وضحاها. فكيف يجري هذا يا صحافجية (Journaille)؟". علمًا أنَّ هذا المصطلح في اللغة الألماني يعد احتقارا للصحفيين . وقد تمت مشاهدة هذا المنشور أكثر من 600 ألف مرة. وعلى الرغم من أنَّ وسائل الإعلام الألمانية المعروفة لم تستخدم في تقاريرها الصورة المزيفة على رصيف القطار والمنشأة بالذكاء الاصطناعي، إلا أنَّ تهمة التزييف تذهب الآن باتجاه وسائل الإعلام. والصور المزيفة تدفع العديد من المستخدمين إلى الشك في وجود الشاب السوري، ودوره كمنقذ خلال هجوم الطعن في محطة هامبورغ الرئيسية، ومصداقية التغطية الإعلامية عنه. وهذا كله له بُعد يتعلق بأيديولوجيا المؤامرة، بحسب الخبيرة أونا تيتس، التي تترأس في مؤسسة أماديو أنطونيو قسم التهديدات الرقمية للديمقراطية: "هذا لا يقتصر فقط على بذر بذور الريبة والشك وتغذية الشعور بانعدام الأمن. فنحن نعرف ذلك من خلال الاعتقاد بما يعرف باسم العمليات النفسية (PsyOps) في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقتنع بعض الناس بأنَّ الهبوط على القمر أو بعض الاغتيالات كانت ببساطة من اختراع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتم زرعها في عقول الناس". تشاهد في هذه الصورة المزعومة لمحمد المحمد بعض العلامات الواضحة على استخدام الذكاء الاصطناعي صورة من: X عدم تصديق السلطات ووسائل الإعلام وكذلك نشرت المجلة الصفراء اليمينية "إكسترا 24" تلميحات تشير إلى هذا الاتجاه، مثل: "لماذا لم يتم ذكر محمد المحمد في تقارير الشرطة الحالية - على الرغم من الادعاء بأنَّه قد حصل على 'كابتشينو كمكافأة' من الشرطة؟". وحول ذلك سأل فريق تدقيق الحقائق في DW شرطة هامبورغ، التي أجابت: "الممارسة الشائعة تمامًا عدم ذكر الشرطة أسماء الشهود والضحايا والمتهمين، إلخ، في بياناتها الصحفية. وهذا بهدف حماية الحقوق الشخصية، التي يجب احترامها دائمًا من قبل سلطات إنفاذ القانون". ومع ذلك فقد أكدت الشرطة أنَّ أحد عابري السبيل المذكورين في تقاريرها كان اسمه محمد المحمد. ولذلك فقد أعربت أونا تيتس عن قلقها مما تظهره المعلومات المُضلّلة حول محمد المحمد: "هذا يخلق أجواءً من الريبة والشك، يتم فيها التشكيك بالحقيقة على نحو متزايد. وينشأ دائمًا المزيد من الحقائق والروايات البديلة بجانب الحقائق الواقعية المُثبتة تجريبيًا، والتي تم تقصيها جيدًا من جانب الصحافة". أعده للعربية: رائد الباش

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store