
بعد فرضه رسوماً جمركية على روسيا.. لماذا يعتقد بوتين أن خطوة ترامب مجرد خدعة؟
وبحسب الصحيفة، "تعهد المسؤولون الروس بمواصلة "تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة"، ولكن بوتين نفسه لم يعلق بعد، ومن ناحية أخرى، فهو لم يكن قط من الأشخاص الذين يقدرون تلقي المحاضرات من أي شخص، وخاصة من رئيس أميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "إذا رأى الرئيس بوتين ذلك ضروريًا، فسيستجيب حتمًا". قد يبدو هذا التحدي استعراضًا روسيًا تقليديًا، لكن التدقيق يُشير إلى أن ثقة موسكو قد تكون مدروسة أكثر منها تمثيلية".
وتابعت الصحيفة، "كان تغيير موقف ترامب مُلفتًا. فبعد أشهر من التودد إلى بوتين والضغط على أوكرانيا لقبول ما يُعادل الاستسلام، غيّر الرئيس مساره فجأةً يوم الاثنين. وبعد أن سئم ترامب من تعنت بوتين، وعد باستئناف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع من أي دولة تتاجر مع روسيا. نظريًا، يبدو هذا التهديد هائلًا. فستكون صادرات النفط الروسية، شريان الحياة لآلة حرب بوتين، في مرمى النيران. وقد تحرم هذه العقوبات ميزانية موسكو المثقلة أصلًا من ربع إيراداتها تقريبًا، وتسحب خمسة ملايين برميل يوميًا من الأسواق العالمية. ومع ذلك، لم تشهد أسعار النفط أي تراجع يُذكر. ويبدو أن الأسواق تُشارك موسكو تشككها، ولأسباب وجيهة".
وأضافت الصحيفة، "تكمن المشكلة الأساسية في أن الكرملين ومكاتب التداول في سوق الأسهم لا يبدو أنها تفهم كيفية تطبيق هذه التعريفات فعليًا. وهذا ليس مفاجئًا، نظرًا لأن الفكرة بدت وكأنها لفتة سياسية أكثر منها سياسة عملية. إن سجل ترامب الحافل بالمواعيد النهائية لا يُطمئن أولئك الذين يأملون في الوفاء بها. فقد سبق أن قدّم لبوتين إنذاراتٍ نهائية، لكنها لم تكن سوى تهديداتٍ، في حين قصف إيران في الوقت عينه، ولكن بعد إصدار تحذيراتٍ قبلها بفترة وجيزة. وفي شهر آذار، وقع على أمر تنفيذي يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط الفنزويلي، وهي الرسوم التي لم تتحقق بعد".
وبحسب الصحيفة، "مهلة الخمسين يومًا بحد ذاتها تُتيح لبوتين فرصةً وحافزًا. إنها فترة كافية لمواصلة هجومه الصيفي الأنجح، وإن كان الأكثر تكلفةً، منذ عام 2023. وبدلاً من السعي إلى السلام الفوري، قد يقرر بوتين الذهاب إلى أبعد مدى، فيكثف قصفه للمدن الأوكرانية بينما يزعزع الدفاعات الأوكرانية. وبحلول شهر أيلول، قد يكون في وضع أفضل يسمح له بعرض وقف إطلاق النار من موقع قوة، أو ربما إقناع نظيره الأميركي بأنه يحتاج إلى المزيد من الوقت فقط لتحقيق أهدافه. وإذا تم تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب بالفعل، فإنها ستدمر علاقات أميركا مع بعض الدول المهمة للغاية، وستواجه الصين والهند وتركيا، العملاء الرئيسيين للنفط الروسي، حواجز تجارية باهظة. إن فكرة أن أميركا قد تتوقف ببساطة عن التجارة مع الصين تتحدى الواقع الاقتصادي، كما أصبح واضحا في أعقاب الحرب التجارية التي شنها ترامب في وقت سابق من هذا العام. وبالمثل، يبدو عزل الهند في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى دعمها ضد بكين قصر نظر استراتيجي، كما أن قضية تركيا ستطرح سيناريو عبثيًا: فرض عقوبات على حليف في الناتو يُعد تعاونه أساسيًا للمصالح الأميركية في سوريا والقوقاز".
وتابعت الصحيفة، "لعل الأمر الأكثر دلالة هو أن إزالة خمسة ملايين برميل من النفط الروسي من الأسواق العالمية من شأنه أن يؤدي على وجه التحديد إلى إحداث ذلك النوع من الارتفاع في الأسعار الذي ظل ترامب لسنوات يعد بتجنبه. وفي ظل عدم وجود طاقة إنتاجية احتياطية لتعويض النفط الخام الروسي على المدى القصير والمتوسط، سيواجه سائقو السيارات الأميركيون ارتفاعًا حادًا في تكاليف الوقود مع تفاقم التضخم. وبالنسبة لرئيسٍ ركّز حملته الانتخابية على الكفاءة الاقتصادية، سيبدو هذا بمثابة استراتيجيةٍ تُلحق الضرر بالنفس. ومن المفارقات أن تهديد ترامب قد قدّم لبوتين هدية غير متوقعة: فقد أعاق فعليًا جهود الكونغرس لفرض عقوبات أشدّ صرامة. فقد أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، يوم الاثنين أنه سيؤجل طرح حزمة عقوبات مشتركة بين الحزبين، والتي حظيت بدعم 85 عضوًا في مجلس الشيوخ".
وختمت االصحيفة، "قد يكون استهزاء موسكو مُبررًا. فقد سبق لبوتين أن كشف خدعة ترامب وخرج منتصرًا. ومع استغلال الواقع الاقتصادي والقيود السياسية والمصالح الاستراتيجية الأميركية لصالحه، ربما يكون الرئيس الروسي قد حسب أنه يستطيع السخرية من إنذار أميركي آخر. والسؤال ليس ما إذا كان بوتين سيتراجع، بل ما إذا كانت تهديدات ترامب ستكون أكثر جدية من مواعيده النهائية السابقة. ثقة موسكو توحي بأنها تعرف الإجابة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
تفاصيل جديدة حول اتفاق أميركا و الاتحاد الأوروبي
أبرمت الولايات المتحدة اتفاق إطار تجاريا مع الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، تفرض بموجبه رسوما جمركية 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، ليتجنبا حربا بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وجاء هذا الإعلان بعد أن أجرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع الجولف الخاص به في غرب اسكتلندا، سعيا لإتمام صفقة تسنى التوصل إليها بشق الأنفس. وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماعٍ استمر ساعة مع فون دير لاين 'أعتقد أن هذه أكبر صفقة تبرم على الإطلاق'. وردت فون دير لاين بالقول إن الرسوم الجمركية البالغة 15 بالمئة تطبق 'على جميع القطاعات'. وأضافت 'لدينا اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو اتفاق بالغ الأهمية. إنه اتفاق ضخم. سيحقق الاستقرار'. يشمل الاتفاق أيضا استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراءه طاقة وعتادا عسكريا أمريكا بمبالغ كبيرة. ومع ذلك، سينظر الكثيرون في أوروبا إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15 بالمئة على أنها نتيجة ضعيفة مقارنة بالطموح الأوروبي الأولي بالتوصل لاتفاق لإلغاء الرسوم، رغم من أنها أفضل من 30 بالمئة التي هدد بها ترامب. وتشبه هذه الاتفاقية في جانب منها الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع اليابان الأسبوع الماضي. وقال ترامب 'اتفقنا على أن الرسوم الجمركية… على السيارات وكل شيء آخر ستكون رسوما مباشرة 15 بالمئة'. ومع ذلك، لن تطبق نسبة 15 بالمئة الأساسية على الصلب والألمنيوم، إذ ستبقى الرسوم البالغة 50 بالمئة سارية عليهما. وفي إطار سعيه لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وتقليص العجز التجاري الأمريكي المستمر منذ عقود، تمكن ترامب حتى الآن من إبرام اتفاقيات مع بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام، رغم أن إدارته لم تف بوعدها بإبرام '90 صفقة خلال 90 يوما'. ودأب على انتقاد الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه 'تأسس لخداع الولايات المتحدة' في التجارة. ولدى وصوله إلى اسكتلندا، قال ترامب إن الاتحاد الأوروبي 'يريد بشدة إبرام صفقة'، وأضاف، في أثناء لقائه بفون دير لاين، أن أوروبا 'ظلمت الولايات المتحدة ظلما شديدا'. ويمثل العجز التجاري الأمريكي في السلع مع الاتحاد الأوروبي مصدر قلقه الرئيسي، إذ تشير بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أنه سجل 235 مليار دولار في 2024. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى فائض في الخدمات لصالح الولايات المتحدة، والذي يقول إنه يحقق التوازن جزئيا. وتحدث ترامب اليوم عن 'مئات المليارات من الدولارات' التي ستجلبها الرسوم الجمركية. وفي 12 يوليو تموز، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 30 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس آب، بعد مفاوضات لأسابيع مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد رسوما جمركية مضادة على 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) من السلع الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفي حال مضى ترامب قدما في فرض رسوم 30 بالمئة. وضغط بعض الدول الأعضاء الاتحاد الأوروبي إلى استخدام أقوى سلاح تجاري لديه، وهو أداة مكافحة الإكراه، لاستهداف الخدمات الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.


المركزية
منذ 3 ساعات
- المركزية
ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي هو الأكبر على الإطلاق
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، التوصل إلى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 15%، واصفًا إياه بأنه "الاتفاق الأكبر على الإطلاق". وقال ترامب إثر اجتماع مع رئيسة مفوضية التكتل أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا: "توصلنا لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وسيجلب هذا الاتفاق الاستقرار"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ في شراء معدات عسكرية أميركية ضمن بنود الاتفاق. وذكر ترامب أن الاتفاق يشمل شراء الاتحاد الأوروبي طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار. وأشار ترامب إلى فتح أسواق جميع دول التكتل أمام المنتجات الأميركية، في المقابل سيجني التكتل استثمارات أميركية قيمتها 600 مليار دولار. فيما أشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بالاتفاق ووصفته بأنه "جيد". وأعلن وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك، الأحد، أن المهلة التي حددتها الولايات المتحدة في الأول من أغسطس لفرض رسوم جمركية مشددة على شركائها التجاريين هي نهائية ولن يتم تمديدها. وقال لوتنيك لشبكة "فوكس نيوز": "لا توجد تمديدات ولا فترات سماح. الرسوم الجمركية محددة في الأول من أغسطس. ستُطبّق. ستبدأ الجمارك بجمع المال". كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حدد في أوائل أبريل الماضي مهلة 90 يومًا للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
روسيا تعيد هيكلة قواتها البحرية وتعزيز تسليحها
أفادت "سكاي نيوز عربقة" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن، اليوم الأحد، عن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها، وذلك في ختام مناورات بحرية واسعة النطاق. وقال بوتين إنه سيتم تحويل لواءي مشاة بحرية إلى فرق بحلول نهاية العام، على أن تتبعها ثلاث فرق أخرى في وقت لاحق، مضيفا، أن "هذا سيُعزز بشكل كبير القدرة الهجومية للبحرية الروسية وكفاءتها القتالية". وجرت التدريبات في وقت واحد في بحر البلطيق والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ وبحر قزوين، وهدفت. وفقا للحكومة الروسية، إلى الاستعداد للتصدي لهجوم بحري واسع النطاق. وبحسب المعلومات الرسمية، شارك في المناورات التي استمرت 5 أيام، وانتهت بالتزامن مع يوم البحرية الروسي الأحد، أكثر من 150 سفينة حربية وسفن دعم، و120 طائرة ومروحية، وأكثر من 15 ألف جندي. ويتهم الكرملين حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتهديد أمن روسيا. وكان الحلف قد أجرى أيضا مناورات بحرية في وقت سابق هذا العام تحت اسم "بالتوبس 2025"، شارك فيها، وفقا للأرقام الرسمية، نحو 50 سفينة وحوالي 9000 جندي خلال شهر يونيو.