logo
لماذا تمنع إسرائيل دخول الصحفيين وتُهدد بوقف المساعدات إذا وُثّق الدمار؟

لماذا تمنع إسرائيل دخول الصحفيين وتُهدد بوقف المساعدات إذا وُثّق الدمار؟

وكالة شهابمنذ 4 أيام
خاص / شهاب
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا الأسبوع أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت بعض القوات الجوية الدولية المشاركة في عمليات إنزال المساعدات الإنسانية جواً، بأنها ستوقف تلك العمليات فورًا إذا تم تصوير الدمار في قطاع غزة أثناء التحليق.
يبدو أن إسرائيل لا تخشى فقط الكاميرا، بل تخشى أن يعرف العالم الحقيقة التي لا تُروى إلا بالصورة ما يحدث في غزة اليوم – وفقًا لأصوات من داخل إسرائيل نفسها – لا يمكن فهمه إلا بوصفه حملة تدمير شامل تصر اسرائيل على نفيها وطمس ملامحها.
وهذ تماما ما يحدث اليوم الصورة ممنوعة، والكلمة مُلاحَقة ، والمساعدات مشروطة بالصمت، فذلك مؤشر ليس فقط على حرب وانتهاكات وخسائر عادية ، بل على جريمة يُراد لها أن تبقى بلا شهود.
ووفقًا للتقرير المنشور في موقع Yahoo News، منعت إسرائيل فرق المساعدة الجوية من اصطحاب صحفيين أو استخدام كاميرات، معتبرةً أن نشر صور تُظهر حجم الدمار الناجم عن العمليات العسكرية قد يضر بسمعتها دوليًا ويُستخدم كدليل إدانة في محاكمات مستقبلية.
وفي ظل هذا التكتّم، تُطرح أسئلة حاسمة حول ما الذي تحاول إسرائيل إخفاءه، خاصة مع تصاعد الاتهامات من منظمات حقوقية – بينها إسرائيلية – بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.
تعتيـم إعلامي متعمّـد
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تواصل إسرائيل منع دخول أي مؤسسة إعلامية دولية إلى قطاع غزة، رغم الدعوات المتكررة من هيئات دولية وحقوقية تطالب بتمكين الصحافة من الوصول إلى المناطق المنكوبة. ويُنظر إلى هذه القيود على أنها محاولة ممنهجة لتعتيم الصورة الإعلامية عن الكارثة الإنسانية في القطاع.
وأكدت منظمات إعلامية كبرى أن هذا الحظر يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة، ويعرقل دور الإعلام في تغطية الحروب وتوثيق الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني.
اتهامات متلاحقة بالإبادة
في خطوة لافتة، أعلنت منظمات حقوقية إسرائيلية بارزة – من بينها "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان" – أن ما يحدث في غزة يشكل "إبادة جماعية منهجية"، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف ما أسمته بـ"حرب الإبادة على السكان المدنيين".
وصرّح ممثلو هذه المنظمات خلال تقاريرر صحفية ، بأن الحكومة الإسرائيلية تتعمّد استهداف البنية التحتية المدنية، ومنع الغذاء والدواء، وتدمير النظام الصحي كأدوات لإخضاع السكان، وهو ما يندرج تحت تعريفات الإبادة الجماعية في القانون الدولي.
من جانبها، رفضت الحكومة الإسرائيلية تلك الاتهامات، وادّعت أن عملياتها تندرج في إطار "الدفاع عن النفس"، إلا أن تقارير منظمات دولية ومراقبين مستقلين تؤكد تصاعد المؤشرات التي تُدلل على نية التدمير الكامل لشروط الحياة في غزة.
غطاءٌ هشّ أم بديلٌ إنساني؟
قالت منظمات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن الإنزال الجوي لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان في غزة، ووصفت هذه العمليات بأنها "استعراض إعلامي" لا يعكس الواقع الإنساني الكارثي.
وفي وقت سابق، طالبت منظمات كـ"أوكسفام" و"الصليب الأحمر" بفتح المعابر البرية بشكل فوري، والسماح بدخول القوافل الإنسانية بشكل آمن ومستمر، مؤكدة أن إسرائيل تعرقل تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي ينص على ضمان تدفق المساعدات بشكل كافٍ ومنتظم.
وتشير تقارير أممية إلى أن أكثر من مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة الحقيقية، بينما لا تصل سوى نسبة قليلة من المساعدات إلى داخل القطاع، في ظل الحصار الإسرائيلي المتشدد، والقيود المفروضة على عمليات الإنزال الجوية نفسها.
ما الذي تخشاه إسرائيل؟
يرى مراقبون أن إصرار إسرائيل على منع التصوير الجوي، ومنع دخول الصحفيين، يعكس خشيتها من كشف الواقع الحقيقي للدمار واسع النطاق في غزة، والذي قد يُستخدم لاحقًا في ملفات جنائية أو لفتح باب العقوبات الدولية.
وصرّح باحثون في القانون الدولي أن التوثيق المرئي يعد أحد أقوى الأدلة القانونية في ملفات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، مما يفسّر رغبة إسرائيل في تعطيل كل مسارات التصوير الميداني أو الجوي.
في هذا السياق، تزداد التساؤلات حول انسجام هذا السلوك مع إنكار إسرائيل ارتكاب جرائم ممنهجة، وكيف يمكن لحكومة تقول إنها "تحارب الإرهاب" أن تخشى من تصوير عملياتها إذا كانت بالفعل ملتزمة بالقانون الدولي؟
من جانبه أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الثلاثاء، استمرار إسرائيل منع دخول الصحافة العالمية إلى القطاع، معتبراً أن وراء ذلك خشيتها من انكشاف جرائم الإبادة الجماعية والتجويع، فيما تستمر في ترويج مزاعم كاذبة تنفي وجود مجاعة.
وتحدى المكتب إسرائيل 'بفتح المعابر والسماح للصحفيين الدوليين بدخول القطاع ليشهدوا على الواقع الإنساني إن كانت تثق بروايتها'، متسائلا: 'لماذا يخشى الاحتلال ذلك؟'.
واعتبر المكتب الحكومي منع إسرائيل 'التغطية الإعلامية بغزة جريمة مكتملة الأركان تهدف إلى طمس معالم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة'.
في بيان مشترك صدر مؤخراً ، طالبت وكالات "فرانس برس"، "رويترز"، "أسوشيتد برس" و"بي بي سي" السلطات الإسرائيلية بـ"السماح للصحفيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه"، معربة عن قلقها البالغ إزاء أوضاع طواقمها المحلية التي أصبحت "غير قادرة على إطعام أنفسها وأسرها"، في ظل غياب الممرات الآمنة أو الدعم الدولي الكافي.
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى تمكين الصحافة الدولية من تغطية ما يجري في غزة. وطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالدخول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها".
من جهتها، تنددت رابطة الصحافة الأجنبية في القدس بشمل مستمر بالقيود المفروضة من إسرائيل منذ أكتوبر 2023، مؤكدة أن "ما يحدث يمثل وصمة عار في تاريخ الصحافة الحرة"، في ظل غياب أي صحفي أجنبي عن غزة منذ بدء الحرب.
وفي موقف لافت، وجهت مؤسسات إعلامية ألمانية كبرى، بينها دير شبيغل وDW ووكالة الأنباء الألمانية، رسالة مفتوحة إلى إسرائيل، اعتبرت فيها أن "الإقصاء شبه الكامل للإعلام الدولي في أزمة بهذا الحجم العالمي هو أمر غير مسبوق في التاريخ الحديث".
أما مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فاعتبر فى تصريحات سابقة "استهداف الصحفيين وقتلهم وقمع تغطيتهم الإعلامية في غزة يساهم في استمرار انتهاكات القانون الدولي، ويحول دون إطلاع العالم على صورة الواقع كما هي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. من يُشعل النار؟ الجماعة في الصورة والموقف المصري حاسم
مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. من يُشعل النار؟ الجماعة في الصورة والموقف المصري حاسم

تحيا مصر

timeمنذ ساعة واحدة

  • تحيا مصر

مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. من يُشعل النار؟ الجماعة في الصورة والموقف المصري حاسم

في تطور خطير يحمل أبعادًا سياسية وأمنية معقدة، شهد محيط السفارة المصرية في تظاهرات مفاجئة خلال الساعات الماضية، رُفعت خلالها لافتات مسيئة للدولة المصرية، وردد المتظاهرون شعارات تهاجم القيادة المصرية، وسط محاولات مكشوفة من بعض العناصر المنتمية لجماعة الإخوان لتوظيف هذا الحدث لإرباك المشهد الإقليمي. تفاصيل المشهد أمام السفارة المصرية: هتافات مرتبة وتحريض ممنهج تجمع العشرات أمام مبنى السفارة المصرية في تل أبيب، في تحرك وصفه مراقبون بـ"المنسق والممول"، حيث ظهرت لافتات باللغة العبرية والعربية والإنجليزية، تتهم مصر بـ"الخذلان في ملف غزة"، وهو خطاب يتقاطع بشكل واضح مع رواية الإخوان. مصادر أمنية إسرائيلية أشارت إلى أن عدداً من المشاركين على صلة بمنظمات تعمل تحت مظلة جماعة الإخوان، وأن بعضهم دخل من الأراضي الفلسطينية بتنسيق مشبوه مع جهات خارجية. التحليل السياسي: من يقف خلف هذه التحركات؟ قال الدكتور عمرو فاروق الخبير في الشؤون الإقليمية: "جماعة الإخوان تلعب على وتر العاطفة الفلسطينية وتستغل الأزمة الإنسانية في غزة لتشويه صورة الدولة المصرية. ما حدث أمام السفارة هو محاولة لتصدير صورة مزيفة عن موقف مصر من الصراع، في حين أن القاهرة هي الجهة الوحيدة التي تُدير الوساطات وتحاول إدخال المساعدات." فيما أكد اللواء طارق المهدي، الخبير الأمني: "هذا تحرك إخواني خالص، يستهدف تشويه الدور المصري وجرّ الرأي العام العربي لمعاداة مصر. إنه امتداد لمعركة الوعي التي تخوضها الدولة ضد أدوات إعلامية وتنظيمية تابعة للجماعة في الداخل والخارج." الموقف المصري: حسم رسمي وتحذير واضح وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن "محاولات الإساءة إلى مصر مرفوضة تمامًا"، مضيفة أن "الدولة المصرية لن تسمح بتجاوزات تهدف إلى تشويه دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني". كما جددت الوزارة التأكيد على أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعمل ميدانيًا في غزة على الأرض، وتقوم بفتح معبر رفح بشكل مستمر لإدخال المساعدات، رغم الضغوط الأمنية الهائلة. ردود فعل فلسطينية: من أنتم؟ من فوّضكم الحديث باسمنا؟ قوبلت التظاهرات أمام السفارة المصرية بردود فعل فلسطينية غاضبة، حيث أدانت حركة فتح ما وصفته بـ"محاولات الإخوان التشويش على الدور المصري"، بينما أكدت جهات داخل غزة أن "مصر تقوم بما لا تقوم به أي دولة عربية أو غربية، وأن من يحاول ضرب علاقتنا بالقاهرة يعمل ضد القضية الفلسطينية". كما كشف، مصدر فلسطيني مسؤول في رام الله أن: "هذه المظاهرات لا تمثل الشعب الفلسطيني. لا أحد ينسى موقف مصر حين كان الجميع صامتًا. من يهاجم مصر الآن إنما يخدم إسرائيل بطريقة غير مباشرة." ردود فعل دولية: إشادة بالدور المصري وتحذير من التصعيد المفتعل في الوقت نفسه، عبّرت جهات أوروبية عن دعمها للجهود المصرية في ملف التهدئة بغزة، حيث قال المبعوث السويدي للشرق الأوسط في تصريح خاص لقناة "Nile News": "نثمن جهود مصر في التوسط بين الأطراف المتنازعة، وندين أي محاولات للمساس بأمن بعثاتها الدبلوماسية". من جهته، وصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة هذه التحركات بأنها "استفزازية ولا تخدم السلام، بل تهدف لزعزعة استقرار المنطقة". ويرى مراقبون أن الهدف الأساسي من هذه المظاهرات هو محاولة تشويه صورة مصر إقليميًا وتقديمها كطرف غير محايد، وإرباك ملف الوساطة المصرية الذي قطع شوطًا كبيرًا في التهدئة، والعمل على إعادة إحياء الخطاب الإخواني في الإعلام العالمي بعد تضييق الخناق على المنصات التابعة للتنظيم، إلى جانب التغطية على فضائح الإخوان المالية والتنظيمية الأخيرة في أوروبا. كيف تعاملت مصر مع الحدث؟ إجراءات أمنية ورسائل سياسية صارمة علمت مصادر دبلوماسية أن السلطات المصرية خاطبت الجانب الإسرائيلي رسميًا لفتح تحقيق شامل بشأن السماح بتلك التظاهرات أمام السفارة، مع التأكيد على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية التي تحكم حماية البعثات الدبلوماسية. كما تم رفع مستوى التأمين في كل السفارات المصرية حول العالم، مع إصدار تعليمات للعاملين باتخاذ أقصى درجات الحيطة. مصر لا تهتز.. والحقائق لا تُحرق باللافتات تأتي هذه التحركات الإخوانية في وقت حساس تحاول فيه القاهرة تجنيب المنطقة مزيدًا من الدماء، لكنها تؤكد مجددًا أن التنظيم الدولي لا يتوقف عن توظيف الأزمات لمصالحه الضيقة. مصر تعرف موقعها وتاريخها، ولن تنجر خلف الاستفزازات، بل ترد بالفعل، لا بالشعارات. وفي وقت تتسابق فيه دول العالم للوساطة، تبقى القاهرة وحدها من تقاتل لأجل السلام، بينما الآخرون يثرثرون في الشوارع.

ماكرون: يجب نزع سلاح حماس بالكامل واستبعادها التام من حكم غزة
ماكرون: يجب نزع سلاح حماس بالكامل واستبعادها التام من حكم غزة

تحيا مصر

timeمنذ ساعة واحدة

  • تحيا مصر

ماكرون: يجب نزع سلاح حماس بالكامل واستبعادها التام من حكم غزة

جدد الرئيس الفرنسي ماكرون: يجب الإفراج الفوري عن الرهائن ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكتب ماكرون في تغريدة عبر منصة إكس:" قسوةٌ مُريعة، ووحشيةٌ لا حدود لها: هذا ما تُجسّده حماس. إنّ الصور المؤلمة التي بُثّت هذا الصباح، والتي تُظهر رهائن إسرائيليين مُحتجزين في غزة، مريعة". وأضاف الرئيس الفرنسي إنّ:" الأولوية المُطلقة والضرورية لفرنسا هي الإفراج الفوري عن جميع الرهائن. نواصل العمل بلا كللٍ لتحقيق هذا الإفراج غير المشروط، وإعادة فرض وقف إطلاق النار فورًا، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بكمياتٍ كبيرة، التي لا تزال مُعلقة على أبواب غزة. لكن هذا لن يكون كافيًا: يجب أن يُرافق هذا العمل حلّ سياسيّ لليوم التالي. هذا الحلّ هو حلٌّ قائم على دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام". ماكرون: يجب نزع سلاح حماس بالكامل واستبعادها التام من حكم غزة وأكد الرئيس إيمانويل ماكرون إنه:" السبيل الوحيد المُمكن لمستقبلٍ تُضمن فيه العدالة والأمن والكرامة لجميع شعوب المنطقة. لا ينبغي أن يكون هناك أي لبس: في هذا المنظور السياسي الذي نتمسك به، فإننا نطالب بنزع سلاح حماس بالكامل، واستبعادها الكامل من أي شكل من أشكال الحكم، والاعتراف بإسرائيل من قبل دولة فلسطين". وكان الرئيس ماكرون أعلن عن اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة أثارت غضب إسرائيلي واسع، وتباين ردود الفعل الأوروبية حول هذا الإعلان. فيما أعلنت العديد من الدول الأوروبية عن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، والتأكيد على تضامنها مع الشعب الفلسطينى ودعمًا للموقف الفرنسى تجاه هذه الخطوة، والتي تأتي في ظل استمرار الحرب على غزة وجمود مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع، بعد إنهيارها في أول من مارس الماضي.

وزير أردنى سابق: حملات تشويه مصر والأردن تصب فى قناة الدعاية الصهيونية
وزير أردنى سابق: حملات تشويه مصر والأردن تصب فى قناة الدعاية الصهيونية

الدولة الاخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • الدولة الاخبارية

وزير أردنى سابق: حملات تشويه مصر والأردن تصب فى قناة الدعاية الصهيونية

الأحد، 3 أغسطس 2025 05:10 مـ بتوقيت القاهرة قال وزير الإعلام الأردني الأسبق فيصل الشبول، إن مصر الشقيقة تحتاج إلى تضامن عربي قوي في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا على أن الحملات الظالمة التي استهدفت كلًا من الأردن ومصر مؤخرًا، ومحاولات تشويه مواقفهما، لا تصب سوى في قناة الدعاية الصهيونية المتطرفة، حتى وإن جاءت بألسنة عربية، أصالة أو وكالة. وأضاف الشبول في مقال نشرته صحيفة الدستور الأردنية، أن الأردن ومصر، جارتا فلسطين وسندها الأول، يواجهان أحلام اليمين الإسرائيلي المتطرف ومخططاته التوسعية والتهجيرية، مشددًا على أن هذه المرحلة تتطلب وحدة الموقف العربي، وتضامنًا صادقًا مع الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن الأردن يلعب دورًا كبيرًا في هذه المرحلة الدقيقة، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني والدبلوماسية الأردنية يبذلان جهودًا كبيرة على الصعيد الدولي لمواجهة محاولات التهجير، وحماية المقدسات، وإغاثة أهل غزة، ودعم صمود الضفة الغربية، وفضح جرائم العدوان الإسرائيلي، وهي جهود كان لها أثر واضح في التحرك الدولي. وأكد الوزير الأردني الأسبق أن العرب اليوم، والفلسطينيين خصوصًا، أمام فرصة قد لا تتكرر، في ظل التحول الملحوظ في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى نبذ الخلافات والتحدث بصوت واحد وقرار واحد، وعدم الارتهان لأطراف إقليمية تضع مصالحها فوق مصلحة الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الغرب يتغير اليوم، بينما اعتاد العرب إضاعة الفرص، وخسروا كثيرًا بسبب تحالفات وأوهام وبطولات لم تسفر سوى عن مزيد من الضعف والاقتتال، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تتغير، وهي الجار الأقرب والأعرف بالمنطقة وأزماتها، سواء جاء هذا التغير عن شعورٍ بالذنب، أو نأيًا عن السياسات الأمريكية، أو رفضًا للعنصرية الإسرائيلية. وقال الشبول إن مراكز الدراسات والرأي العام في الولايات المتحدة ترصد تغيرًا تدريجيًا في نظرة الشباب الأمريكي للسياسة الخارجية، وبخاصة تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن حركة MAGA الموالية للرئيس دونالد ترامب، بدأت تطرح أسئلة ملحة بشأن سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. وتابع: "رغم أن الديمقراطيين أكثر واقعية في خطابهم، إلا أن حركة MAGA والتي تعنى لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا، تضم مؤيدين حتى من خارج الحزب الجمهوري، وتطالب بأن ينعكس هذا الشعار على الأمريكيين أنفسهم، لا أن يتحول إلى وسيلة لجعل إسرائيل عظيمة على حسابهم. وأشار إلى أن السؤال الأكبر اليوم على المستوى الدولي ليس حول "عظمة أمريكا"، بل حول "عدالتها"، محذرًا من أن التغيير الأمريكي قد يستغرق وقتًا أطول مما نأمل، وأقل مما تتطلبه الكوارث اليومية في غزة وسوريا ولبنان والضفة الغربية، والتي تتم بدعم أمريكي لا محدود. وقال الشبول إن التغيير في أوروبا أكثر وضوحًا، موضحًا أن إسبانيا كسرت حاجز الصمت، وفرنسا تقود جهودًا أوروبية مهمة، وألمانيا والبرتغال ومالطا بدأت مواقفها تتصاعد، فيما تتروى إيطاليا. ولفت إلى أن وزير الخارجية البريطاني تحدث الأسبوع الماضي في نيويورك عن وعد بلفور، مؤكدًا أنه أعطى اليهود وطنًا في فلسطين وليس في كل فلسطين، معلنًا رغبة بلاده في الاعتراف بدولة فلسطينية والانضمام للموقف الأوروبي، إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة خلال أسابيع. وأضاف أن سياسات الرئيس الأمريكي دفعت كندا إلى إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، كما تطورت مواقف دول مثل أستراليا وكوريا الجنوبية، رغم تأني بعض الدول الأوروبية. وحذر من أن الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الصغيرة التي تخشى العقاب ستبقى في عزلة دولية، مقابل طوفان عالمي يعترف بفلسطين، مشيرًا إلى أن الرأي العام العالمي لم يعد يصدق الرواية الإسرائيلية، والشعب الأمريكي بدأ يدرك الظلم الذي وقع على فلسطين. وختم الوزير الأردني الأسبق بالقول: "صحيح أن الدولة الفلسطينية لن تقوم اليوم، لكنها أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، فالعالم سيتغير، والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل لن يستمر، لأنه سيكون وحيدًا، ولن تستطيع أي إدارة أمريكية تبريره أمام شعبها أو أمام العالم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store