logo
ترامب: ضرب إيران من عدمه سيُتخذ خلال أسبوعين

ترامب: ضرب إيران من عدمه سيُتخذ خلال أسبوعين

جريدة الاياممنذ 3 ساعات

واشنطن - وكالات: قال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قراراً في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، حليف واشنطن الأبرز.
وتلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت بياناً لترامب أشار فيه الى "تكهنات كثيرة" عما إذا كانت الولايات المتحدة "ستشارك مباشرة" في الضربات التي توجه الى إيران.
ونقلت ليفيت عن ترامب قوله "بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدماً أو لا خلال الأسبوعين المقبلين".
وتابع البيان: "بناء على أن هناك فرصة حقيقية للمفاوضات التي قد تجرى أو لا تجرى مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن ما إذا كنت (سأتخذ قراراً بشأن الهجوم) أم لا في غضون الأسبوعين المقبلين".
وأشار إلى أنه ما زال يرى فرصة "حقيقية" في تحقيق المفاوضات لمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي الى الاعتقاد بإمكان إجراء مفاوضات مع طهران.
ولدى سؤالها عن تقارير افادت بأن موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف تواصل مع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وإيران.
لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" ان يتوجه ويتكوف الى جنيف لمحادثات مع إيران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي. كل ما يحتاجون اليه (الإيرانيون) هو قرار من المرشد الأعلى للقيام بذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذلك السلاح أسبوعين".
ويضع إعلان ترامب، الذي نقلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، جدولاً زمنياً ممتداً بشأن تحذيرات الرئيس لإيران لإيقاف عمليات التخصيب لديها على الفور وأي إمكانية أخرى لصنع أسلحة نووية.
في الإطار قالت ليفيت إن ترامب مهتم بالسعي إلى حل دبلوماسي مع إيران، لكن أولويته القصوى هي ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي.
ومضت قائلة إن أي اتفاق يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم ويقضي على قدرتها على امتلاك سلاح نووي.
وأوضحت "الرئيس مهتم دائماً بالحل الدبلوماسي... إنه كبير صناع السلام. إنه الرئيس الذي يؤمن بالسلام من خلال القوة. لذا، إذا أتيحت فرصة للدبلوماسية، فسيغتنمها الرئيس دائماً... لكنه... لا يخشى استخدام القوة أيضاً".
وأحجمت ليفيت عن الإفصاح عما إذا كان ترامب سيطلب تفويضاً من الكونجرس لشن أي ضربات على إيران.
وعقد ترامب أمس اجتماعاً هو الثالث في ثلاثة أيام مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث احتمال انضمام الولايات المتحدة الى إسرائيل في حملتها العسكرية ضد إيران.
وفي وقت لاحق، قال البيت الأبيض إن: ترامب سيتلقى إفادات استخباراتية مع مجلس الأمن القومي أيام الجمعة والسبت والأحد، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقى إحاطة بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تقود (إسرائيل) نفسها إلى فخ العراق؟
هل تقود (إسرائيل) نفسها إلى فخ العراق؟

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين أون لاين

هل تقود (إسرائيل) نفسها إلى فخ العراق؟

ماكسيميليان هيس قرار تل أبيب شنّ حرب جديدة ضد إيران في الثالث عشر من يونيو/ حزيران كارثة وشيكة. فلن يستفيد أحد منها، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية، وسيقاسي الكثيرون. فقد أودى تبادل إطلاق النار بالفعل بحياة ما لا يقل عن 224 شخصًا في إيران، و19 في (إسرائيل). من المؤسف أن دروس المغامرات العسكرية الفاشلة السابقة في المنطقة قد تم تجاهلها تمامًا. لقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الحرب بأنها "استباقية"، وتهدف – كما قال- إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي خاص بها. وبهذا، يكرر الخطأ الإستراتيجي ذاته الذي وقع فيه السياسيان اللذان شنّا آخر هجوم "استباقي" مزعوم في المنطقة: الرئيس الأميركي جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. فمع تحليق المقاتلات الإسرائيلية وصواريخها في أجواء الشرق الأوسط لتنفيذ ضرباتها القاتلة ضد مواقع عسكرية إيرانية وقادة عسكريين، أصبح العالم في لحظة أكثر خطورة. وكما حدث مع الغزو الأميركي- البريطاني للعراق، فإن هذا الهجوم غير المبرر سيؤدي حتمًا إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة تعاني أصلًا من التوتر. ادّعى نتنياهو أن الهجمات تهدف إلى تدمير قدرات إيران النووية، وقد استهدفت القوات الإسرائيلية حتى الآن ثلاث منشآت نووية: نطنز، وأصفهان، وفوردو، مما تسبب في أضرار متفاوتة. ومع ذلك، من غير المرجح أن توقف هذه الضربات فعليًا برنامج إيران النووي، ويدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الحقيقة. فلقد صُمّم موقع نطنز عمدًا ليكون في عمق الأرض، مما يجعله مقاومًا لأي قصف إلا من أقوى القنابل الخارقة للتحصينات. ولا تملك تل أبيب القدرة على تدميره بشكل دائم، لأنها لا تمتلك قنابل "اختراق التحصينات الهائلة" أو قنابل "الانفجار الهوائي الهائل" التي تنتجها الولايات المتحدة. وقد امتنعت واشنطن عن تزويد (إسرائيل) بهذه الأسلحة، حتى خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي كانت على علاقة وثيقة بالمسؤولين الإسرائيليين وسعت لحمايتهم من العقوبات بسبب جرائم الحرب في قطاع غزة. ومؤخرًا، أشارت إدارة ترامب مجددًا إلى أنها لن تزود تل أبيب بهذه الأسلحة. ومن ردود الفعل الرسمية الأميركية بعد الهجوم، لا يبدو واضحًا تمامًا إلى أي مدى كانت واشنطن على علم مسبق بالعملية. فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في البداية أن الهجوم كان عملية إسرائيلية "أحادية الجانب"، قبل أن يصرح ترامب بأنه كان "على علم تام". ويبقى مدى تورط الولايات المتحدة – وموافقتها- في هذا الهجوم مسألة غامضة، لكنّه أنهى على الفور أي آمال بأن تسفر الدبلوماسية المكثفة بين واشنطن وطهران في الأسابيع الأخيرة عن اتفاق جديد، وهو ما يشكل مكسبًا قصير الأمد لنتنياهو. بيدَ أن أي عمل إضافي ضد إيران يبدو مشروطًا بجرّ الولايات المتحدة إلى الصراع. وهذه مقامرة خطيرة من قبل تل أبيب، نظرًا لوجود عدد كبير من المنتقدين للتدخلات الأميركية بين كبار مستشاري ترامب. بل إن الرئيس الأميركي نفسه سعى لجعل الانسحاب من التدخلات الخارجية حجر زاوية في إرثه السياسي. وتؤثر أفعال (إسرائيل) سلبًا بالفعل على مصالح ترامب الأخرى، من خلال دفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع، وتعقيد علاقاته مع دول الخليج التي ستتكبد الكثير في حال تعطّلت حركة الشحن عبر مضيق هرمز. فإذا بدت (إسرائيل) وكأنها تحقق نصرًا، فسيسارع ترامب إلى نسبه لنفسه، بلا شك. أما إذا بدا أن إستراتيجية نتنياهو تعتمد بشكل متزايد على محاولة جرّ واشنطن إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد ينقلب ترامب عليه. وكما هو الوضع الحالي، فإنه ما لم تلجأ إسرائيل إلى خرق القواعد الدولية، وتستخدم سلاحًا نوويًا، فإن تحقيق أي مكاسب إستراتيجية إضافية في إيران سيظل مرهونًا بتدخل أميركي. أما الهدف الثاني المعلن لنتنياهو- وهو إسقاط النظام الإيراني- فيبدو بعيد المنال. فقد قُتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في هجمات محددة، كما دعت تل أبيب الشعب الإيراني إلى الانتفاض ضد حكومته. غير أن هذا العدوان الأحادي من جانب إسرائيل من المرجح أن يثير سخطًا واسعًا تجاه تل أبيب بين الإيرانيين، أكثر من أي نقمة تجاه حكومتهم، بصرف النظر عن طبيعة النظام ومدى ديمقراطيته. بل إن الادعاء الإيراني بأن القنبلة النووية تُشكّل رادعًا ضروريًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي سيبدو الآن أكثر منطقية لأولئك الذين كانوا يشككون في ذلك داخل إيران. وفي البلدان الإقليمية الأخرى التي كانت علاقاتها بطهران قد بدأت تتراجع، تهدد أفعال نتنياهو الآن بإعادة إحياء تلك التحالفات. لكن حتى لو نجحت (إسرائيل) في زعزعة استقرار طهران، فإن ذلك لن يُفضي إلى سلام في المنطقة. وهذه هي العبرة التي كان ينبغي استخلاصها من سقوط صدام حسين في العراق. فقد أدى انهيار الدولة العراقية لاحقًا إلى تصاعد كبير في التطرف، وانتهى الأمر بظهور تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أرعب أجزاء واسعة من المنطقة خلال العقد الثاني من الألفية. ولا تملك (إسرائيل) أدنى فرصة لترتيب انتقال سلس للسلطة إلى نظام أكثر مرونة في طهران. كما أن احتلال إيران لتحقيق هذا الهدف أمر مستبعد تمامًا، لا سيما أن الدولتين لا تتشاركان حدودًا. كما أن دعم الولايات المتحدة لمثل هذا المسعى يصعب تصوره في ظل إدارة ترامب، لأنه سيزيد، بلا شك، من مخاطر استهداف الولايات المتحدة بهجمات انتقامية. بعبارة أخرى، قد تُحقق هجمات نتنياهو مكاسب تكتيكية قصيرة المدى ل(إسرائيل) ، مثل تأخير طموحات إيران النووية، أو تعطيل مفاوضاتها مع واشنطن، لكنها تعد بكارثة إستراتيجية طويلة المدى.

ترامب: ضرب إيران من عدمه سيُتخذ خلال أسبوعين
ترامب: ضرب إيران من عدمه سيُتخذ خلال أسبوعين

جريدة الايام

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة الايام

ترامب: ضرب إيران من عدمه سيُتخذ خلال أسبوعين

واشنطن - وكالات: قال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قراراً في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، حليف واشنطن الأبرز. وتلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت بياناً لترامب أشار فيه الى "تكهنات كثيرة" عما إذا كانت الولايات المتحدة "ستشارك مباشرة" في الضربات التي توجه الى إيران. ونقلت ليفيت عن ترامب قوله "بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدماً أو لا خلال الأسبوعين المقبلين". وتابع البيان: "بناء على أن هناك فرصة حقيقية للمفاوضات التي قد تجرى أو لا تجرى مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن ما إذا كنت (سأتخذ قراراً بشأن الهجوم) أم لا في غضون الأسبوعين المقبلين". وأشار إلى أنه ما زال يرى فرصة "حقيقية" في تحقيق المفاوضات لمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي الى الاعتقاد بإمكان إجراء مفاوضات مع طهران. ولدى سؤالها عن تقارير افادت بأن موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف تواصل مع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وإيران. لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" ان يتوجه ويتكوف الى جنيف لمحادثات مع إيران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي. كل ما يحتاجون اليه (الإيرانيون) هو قرار من المرشد الأعلى للقيام بذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذلك السلاح أسبوعين". ويضع إعلان ترامب، الذي نقلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، جدولاً زمنياً ممتداً بشأن تحذيرات الرئيس لإيران لإيقاف عمليات التخصيب لديها على الفور وأي إمكانية أخرى لصنع أسلحة نووية. في الإطار قالت ليفيت إن ترامب مهتم بالسعي إلى حل دبلوماسي مع إيران، لكن أولويته القصوى هي ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. ومضت قائلة إن أي اتفاق يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم ويقضي على قدرتها على امتلاك سلاح نووي. وأوضحت "الرئيس مهتم دائماً بالحل الدبلوماسي... إنه كبير صناع السلام. إنه الرئيس الذي يؤمن بالسلام من خلال القوة. لذا، إذا أتيحت فرصة للدبلوماسية، فسيغتنمها الرئيس دائماً... لكنه... لا يخشى استخدام القوة أيضاً". وأحجمت ليفيت عن الإفصاح عما إذا كان ترامب سيطلب تفويضاً من الكونجرس لشن أي ضربات على إيران. وعقد ترامب أمس اجتماعاً هو الثالث في ثلاثة أيام مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث احتمال انضمام الولايات المتحدة الى إسرائيل في حملتها العسكرية ضد إيران. وفي وقت لاحق، قال البيت الأبيض إن: ترامب سيتلقى إفادات استخباراتية مع مجلس الأمن القومي أيام الجمعة والسبت والأحد، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقى إحاطة بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.

من العد التنازلي إلى الانفجار: هل أخطؤوا الحساب؟ (1 من 2)
من العد التنازلي إلى الانفجار: هل أخطؤوا الحساب؟ (1 من 2)

جريدة الايام

timeمنذ 12 ساعات

  • جريدة الايام

من العد التنازلي إلى الانفجار: هل أخطؤوا الحساب؟ (1 من 2)

لم يكن الهجوم الإسرائيلي على إيران يوم الجمعة الماضي مفاجئاً، لأن العقبات التي منعت هذا الهجوم، كما أوضحنا هنا، سابقاً لم تعد قائمة. حلفاء إيران في المنطقة أصبحوا أضعف من أي وقت مضى منذ عقدين من الزمان. إسرائيل أصبحت تمتلك منذ العام 2012 الإمكانيات اللوجستية التي تمكنها من قصف المنشآت النووية الإيرانية. وهي، الآن لديها رئيس في البيت الأبيض جاهز لأن يعطيها ما تريد، مثلما فعل تماماً في ولايته الأولى. بالإضافة لكل ذلك، هنالك ثلاثة عوامل مهمة دفعت باتجاه الهجوم على إيران: أولاً، إدراك إسرائيل أنه بدون إضعاف إيران الى الحد الأقصى فإن الأخيرة يمكنها إعادة إحياء محور المقاومة وبناء قدراته مُجدداً وإعادة إسرائيل الى مربع ما قبل السابع من أكتوبر. ثانياً، رغبة نتنياهو العارمة في ترميم صورته الشخصية، فهو لا يريد أن يغادر منصبه وفي تاريخه الهزيمة الأكبر التي لحقت بإسرائيل يوم السابع من أكتوبر، ولكن وفي تاريخه أهم إنجاز يُمكن أن يسجل لمسؤول إسرائيلي وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني. ثالثاً، رغبة إسرائيل في السيطرة المطلقة على كامل الشرق الأوسط لتنفيذ مشروعها «السلام عبر الإخضاع». بمعنى: سنأخذ وسنفعل ما نريد في الشرق الأوسط ولن يكون بإمكان أي جهة فيه أن تقول لا، وهذا لا يمكن أن يتم بوجود القوة الإيرانية. الآن وقد وقع الهجوم بالفعل على إيران، من المهم الإقرار بتورط الولايات المتحدة فيه بثلاث طرق رئيسية: لقد شاركت الولايات المتحدة في عملية التخطيط والتمويه للهجوم؛ لقد قدمت لإسرائيل كل الدعم اللوجستي لتنفيذه؛ وهي الآن تدافع بنشاط عن إسرائيل في مواجهة الرد الإيراني. ومع ذلك، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن إسرائيل على الأرجح لن تحقق أهدافها في تدمير البرنامج النووي الإيراني أو مخزوناته من الصواريخ أو البنية التحتية التي تدعمها، فضلاً عن قدرتها على قلب الشعب الإيراني ضد حكومته. فمنذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أتيح لإيران أكثر من عقدين من الزمان للاستعداد لهجوم أميركي ولاحقاً لهجوم إسرائيلي، وقد قامت بتعزيز وتحصين قدراتها النووية والصاروخية بشكل كبير. لقد تحوّلت النشوة التي شعرت بها إسرائيل بعد اغتيالها لكبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين يوم 13 حزيران إلى خيبة أمل كبيرة بعد الرد الانتقامي الإيراني الذي أدخل كامل الإسرائيليين الى الملاجئ، والذي أحدث دماراً هائلاً في أحياء عديدة في إسرائيل، وبعد أن تبين دقة الصواريخ الإيرانية في استهدافها لمواقع عسكرية وعلمية وبنى تحتية. إن منع إسرائيل في اليوم الرابع من الحرب من نشر أي صور أو فيديوهات عن الأماكن التي تستهدفها الصواريخ الإيرانية يؤكد ذلك. أولئك المطلعون على الشأن الإيراني يدركون عدة حقائق أساسية: أولاً، إيران لن تخضع لإسرائيل أو للولايات المتحدة؛ ولو كانت مستعدة لذلك، لكانت فعلت ذلك منذ زمن طويل بهدف العقوبات الاقتصادية عنها. ثانياً، في حين أن إسرائيل تبدأ بهجوم كاسح لتحقيق نصر سريع وحاسم، فإن إيران تتدرج في التصعيد عمداً ولا تستخدم كامل قدراتها العسكرية. وأخيراً، ستستخدم إيران كل إمكانياتها حتى لا ترضخ للشروط الأميركية والإسرائيلية لإنهاء الحرب، وستسعى الى إنهائها حين تتوافق الظروف على الأرض مع مصالحها الاستراتيجية. إيران الآن أكثر توحداً من السابق في أعقاب العدوان الإسرائيلي عليها (الكثير من قوى المعارضة مثلاً التي كانت تتحدث ضد نظام «الملالي» في إيران تطالب هذا النظام بالرد على إسرائيل الآن)، وهذا التوحد بحد ذاته يعزز تصميمها على مواصلة استراتيجيتها بصبر وثبات. وهذا ليس جديداً على إيران حيث شاهدناه في الحرب العراقية الإيراني التي استمرت ثماني سنوات (كان للعراق اليد الطولى في العامين الأول والثاني من الحرب، لكن الوضع تغير ابتداء من العام الثالث). في المقابل، بدأت إسرائيل بالفعل في طلب المساعدة من الولايات المتحدة، تحت ستار دعوتها لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية، مدعية أنها قادرة على إخضاع إيران لوحدها بعد ذلك إذا ما تمكنت أميركا من تدميره. لكن هذه الدعوة الإسرائيلية مدروسة وهي تهدف إلى جرّ الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى الحرب، إذ تدرك إسرائيل أنها لا تستطيع تحقيق أهدافها بمفردها. لقد فعلت إسرائيل ما بوسعها لإلحاق الضرر بالبنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية في ضربتها الأولى؛ وفي هذه المرحلة، لم يتبق لها سوى تكرار الهجمات على الأهداف نفسها. وإدراكاً لهذه المحدودية، لجأت إسرائيل—كما فعلت وتفعل في غزة—إلى استهداف المدنيين الإيرانيين مثل تدمير الهلال الأحمر والإذاعة والتلفزيون الإيرانيين. إيران قادرة على تحمّل تكتيكات إسرائيل العسكرية بفضل مساحتها الجغرافية الواسعة، وتعدادها السكاني الكبير، ومواردها الغنية، والشعور بضرورة استعادتها لكرامتها الوطنية التي امتهنتها إسرائيل في بداية الحرب من خلال قتل قادتها العسكريين وعلمائها النوويين. لكن السؤال الحقيقي هو: إلى أي مدى تستطيع إسرائيل تحمّل الرد الإيراني؟ إن ضرب البنى التحتية في إيران من المرجح أن تؤدي إلى ردود أقوى من الجانب الايراني. لكن الأهم من كل ذلك، أن إيران قد وصلت الى قناعة أنه لا يُمكنها حماية نفسها من إسرائيل والولايات المتحدة دون أن تتحول الى دولة نووية، وهو على الأغلب ما ستلجأ اليه إيران إن تمكنت من الخروج من هذه المواجهة مع إسرائيل دون أن يتغير نظامها السياسي. باختصار، في الوقت الذي ترغب فيه إسرائيل في حسم المعركة بشكل سريع وستستخدم كامل قدراتها وكافة الوسائل، بما في ذلك ضرب المدنيين والبنى التحتية الإيرانية لإخضاعها ودفعها للموافقة على شروطها لوقف إطلاق النار (إنهاء مشروعها النووي والصاروخي)، فإن إيران عازمة على جر إسرائيل لحرب استنزاف طويلة لا قدرة لجبهتها الداخلية على احتمالها، فالحياة بالكامل معطلة داخل إسرائيل، والضربات الصاروخية الإيرانية ستُحدث فرقاً مهماً في تدمير البنى العسكرية والتحتية الإسرائيلية مع الوقت. لذلك، لا فرصة لإسرائيل في حسم المعركة ضد إيران لصالحها دون مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة في هذه الحرب. الرئيس ترامب، الذي أقنعه نتنياهو بالموافقة على السماح له بمهاجمة إيران بذريعة أن بإمكانها ولوحدها تفكيك البرنامج النووي الإيراني يواجه الآن ضغوطاً شديدة من اللوبي المؤيد لإسرائيل، في حكومته وفي الداخل الأميركي، للتدخل وإنقاذها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store