
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
الأميرة سميحة حسين كامل صاحبة القصر
افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسؤول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى، وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنية وشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة.
ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما
واشار "نور الدين" عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام "بداية ونهاية" و"في بيتنا رجل"، إضافة إلى فيلم "رد قلبي" عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره "أيقونة الثورة". وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية.
ومن جانبها، ألقت الإعلامية سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية.
كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية.
وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني، وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكانت لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة.
ميلاد أغاني وطنية
وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ
وتحدثت "سامي" كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه.
وسيلة التنوير
وفي الحلقة الثانية من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكدا أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن "كانط" اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير.
وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما "كلية الآداب والفلسفة"، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك.
كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين.
وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة.
واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق.
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عاما، وشهدت مصر تحولًا جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى مصر
منذ 4 أيام
- صدى مصر
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية كتب – محمود الهندي نظمت مساء الاربعاء مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لوزارة الثقافة، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة برئاسة الكاتب يحيى رياض يوسف، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والإعلاميين . افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسئول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى . واشار 'نور الدين' عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام 'بداية ونهاية' و'في بيتنا رجل'، إضافة إلى فيلم 'رد قلبي' عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره 'أيقونة الثورة'. وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية . ومن جانبه ألقت الإعلامية البارزة سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة مميزة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية . كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية.وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنيةوشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة . وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني.وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكان لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة . وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ وتحدثت 'سامي' كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه . وفى الحلقة الثانيه من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكد أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن 'كانط' اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير . وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما 'كلية الآداب والفلسفة'، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك . كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين . وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة . واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق . وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عام، وشهدت مصر تحول جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة .


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لوزارة الثقافة، أمس الأربعاء، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والإعلاميين. الأميرة سميحة حسين كامل صاحبة القصر افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسؤول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى، وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنية وشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة. ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما واشار "نور الدين" عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام "بداية ونهاية" و"في بيتنا رجل"، إضافة إلى فيلم "رد قلبي" عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره "أيقونة الثورة". وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية. ومن جانبها، ألقت الإعلامية سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية. كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية. وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني، وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكانت لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة. ميلاد أغاني وطنية وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ وتحدثت "سامي" كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه. وسيلة التنوير وفي الحلقة الثانية من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكدا أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن "كانط" اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير. وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما "كلية الآداب والفلسفة"، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك. كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين. وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة. واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق. وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عاما، وشهدت مصر تحولًا جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة.

البوابة
منذ 6 أيام
- البوابة
حين انتفضت العدسة.. أفلام صنعت الوعي بثورة 23 يوليو
تحل علينا الذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو، التي تعتبر نقطة تحول كبيرة في حياة الشعب المصري، لذلك حرصت السينما المصرية على توثيق هذه المحطة الفارقة من خلال تقديم باقة متميزة من الأعمال السينمائية التي تناولت مراحل الثورة بالشكل المباشر وغير المباشر، ورصد التغييرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع المصري. في السطور التالية نستعرض أبرز الأعمال الفنية التي ناقشت ثورة 23 يوليو "القاهر 30" أنتج عام 1966 ناقش فيلم 'القاهرة 30' الأجواء التي مهدت لإندلاع الثورة من خلال ثلاثة أصدقاء جامعيين، يقدم كل منهما نموذج مختلف لشباب ذلك الوقت: "علي طه" المثقف الحالم بالتغيير، و"أحمد بدير" اللامبالي، و"محجوب عبد الدايم" المتسلق الإجتماعي. قدم فيلم 'القاهرة 30' كل من، سعاد حسني، أحمد مظهر، حمدي أحمد، عبدالمنعم إبراهيم، توفيق الدقن، وكان العمل من إخراج صلاح أبوسيف، ويستند إلى رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ. رد قلبي أنتج عام 1957 يعد فيلم 'رد قلبي' من أهم الأفلام التي تناولت الفترة ما قبل ثورة 23 يوليو، وتم تصنيفه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، حيث دارت أحداثه حول قصة حب مستحيلة بين (شكري سرحان)، ابن الريس عبد الواحد، الذي يعمل جنايني في قصر أحد أمراء الأسرة المالكة، والأميرة (مريم فخر الدين)، ابنة الباشا حيث يجسد الفيلم الفوارق الطبقية في المجتمع المصري آنذاك، وبعد أن يصبح شكري سرحان ضابطًا في الجيش، وتتطور الأحداث لتكشف عن الفساد في العصر الملكي، ومع اندلاع ثورة 23 يوليو، تتغير موازين القوى، وتزول الحواجز الطبقية، مما يمهد الطريق لزواجهما، ويرمز ذلك إلى انتصار العدالة الاجتماعية ومبادئ الثورة. شارك في بطولة فيلم 'رد قلبي' كل من، شكري سرحان، مريم فخر الدين، صلاح ذو الفقار، حسين رياض، أحمد مظهر، وكان من إخراج عز الدين ذو الفقار، عن رواية الكاتب الكبير يوسف السباعي. فيلم 'الله معنا' أنتج عام 1955 يعتبر فيلم 'الله معنا' من أوائل الأعمال التي ناقشت أحداث ما قبل ثورة 23 يوليو، والذي كان سبب كبير في إندلاع الثورة لأنه كشف عن الفساد الملكي، حيث قدمت الفنانة فاتن حمامة هذا العمل عام 1955، ودارت أحداثه أيضاعن مشاركة الضابط "عماد" في حرب فلسطين، ليصاب خلالها ببتر ذراعه، و يتناول العمل قضية الأسلحة الفاسدة، ويوثق بطولات المقاتلين وصمود أهل فلسطين. شارك في بطولة فيلم "الله معنا" كل من؛ فاتن حمامة وعماد حمدي وماجدة ومحمود المليجي وحسين رياض وعلوية جميل، تأليف إحسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار وإخراج أحمد بدرخان. فيلم 'في بيتنا رجل' أنتج عام 1961 يتناول فيلم 'في بيتنا رجل' أحداث ما قبل ثورة 23 يوليو، حيث يروي العمل قصة المناضل المصري إبراهيم حمدي (عمر الشريف) حيث قتل قريبه أثناء مظاهرة علي أيدي البوليس في الفترة ما قبل الثورة فيقرر الانتفام بقتل رئيس الوزراء الخائن الموالي للإنجليز ولكن يتم القبض عليه بعد قتل الوزير ويتم تعذيبه حتي يدخل أحد المستشفيات ولكنه يستغل فترة الإفطار في شهر رمضان ليقوم بالهرب لمنزل زميله الجامعي محي زاهر (حسن يوسف) الذي ليس له نشاط سياسي فيعيش في منزلهم فترة مع أبيه زاهر (حسين رياض) وتقع نوال (زبيدة ثروت ) أخت محي في حبه ولكنه يقرر السفر خارج مصر للهروب ولكنه بعدما علم بالقبض علي محي وأبن عمه عبد الحميد (رشدي أباظة) فيقرر تدمير معسكر للأنجليز بالعباسية ولكنه يقتل أثناء تفجير المعسكر ثم يخرج محي وعبد الحميد من السجن بعد أن يقرران مع نوال الانضمام للجماعة التي تقاوم الأنجليز مع زملاء أبراهيم حمدي.