
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
كتب – محمود الهندي
نظمت مساء الاربعاء مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لوزارة الثقافة، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة برئاسة الكاتب يحيى رياض يوسف، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والإعلاميين .
افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسئول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى .
واشار 'نور الدين' عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام 'بداية ونهاية' و'في بيتنا رجل'، إضافة إلى فيلم 'رد قلبي' عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره 'أيقونة الثورة'. وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية .
ومن جانبه ألقت الإعلامية البارزة سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة مميزة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية .
كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية.وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنيةوشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة .
وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني.وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكان لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة .
وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ
وتحدثت 'سامي' كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه .
وفى الحلقة الثانيه من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكد أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن 'كانط' اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير .
وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما 'كلية الآداب والفلسفة'، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك .
كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين .
وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة .
واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق .
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عام، وشهدت مصر تحول جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى مصر
منذ 3 أيام
- صدى مصر
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية كتب – محمود الهندي نظمت مساء الاربعاء مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لوزارة الثقافة، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة برئاسة الكاتب يحيى رياض يوسف، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والإعلاميين . افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسئول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى . واشار 'نور الدين' عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام 'بداية ونهاية' و'في بيتنا رجل'، إضافة إلى فيلم 'رد قلبي' عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره 'أيقونة الثورة'. وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية . ومن جانبه ألقت الإعلامية البارزة سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة مميزة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية . كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية.وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنيةوشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة . وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني.وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكان لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة . وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ وتحدثت 'سامي' كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه . وفى الحلقة الثانيه من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكد أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن 'كانط' اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير . وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما 'كلية الآداب والفلسفة'، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك . كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين . وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة . واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق . وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عام، وشهدت مصر تحول جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة .


صدى مصر
منذ 3 أيام
- صدى مصر
وزير التعليم العالي يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة 'معًا' لمواجهة الأفكار غير السوية
وزير التعليم العالي يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة 'معًا' لمواجهة الأفكار غير السوية وزير التعليم العالي يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة 'معًا' لمواجهة الأفكار غير السوية كتب – محمود الهندي كرم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الفائزين في مسابقة الأفلام القصيرة 'معًا' لمواجهة الأفكار غير السوية، والتي نظمتها الوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات ومعهد إعداد القادة، بمشاركة 211 عملًا طلابيًا من مختلف الجامعات المصرية، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة . وأكد وزير التعليم العالي أن هذه المسابقة تعكس إيمان الدولة المصرية بدور الفنون والإبداع في بناء الوعي ونشر قيم التسامح والانتماء، مشيرًا إلى أن ما قدمه طلاب الجامعات من أفلام قصيرة يعد رسائل قوية تعبر عن وعيهم الوطني وإدراكهم للقضايا المجتمعية، وتبرز قدرتهم على الإبداع والابتكار . وقد أعلن وزير التعليم العالي، تخصيص جوائز مالية للفائزين في المسابقة، حيث حصل الفائزون بالمركز الأول على جائزة قدرها 10 آلاف جنيه، بينما بلغت جائزة المركز الثاني 8 آلاف جنيه، وحصل الفائزون بالمركز الثالث على 5 آلاف جنيه، فيما تم تخصيص 3 آلاف جنيه لكل جائزة من كجوائز تشجيعية . وخلال الاحتفالية، تم الإعلان عن نتائج المسابقة حيث حصل طلاب الجامعة المصرية الروسية على المركز الأول عن فيلم 'هيحصل ايه'، فيما حصل طلاب جامعة بورسعيد على المركز الثاني عن فيلم 'التسامح بين الأديان'، وحقق طلاب جامعة طنطا المركز الثالث بفيلم 'الأفكار المغلوطة' . كما منحت لجنة التحكيم ثلاث جوائز تشجيعية لكل من فيلم 'كأنها روحي' لطلاب جامعة القاهرة، وفيلم 'بصيرة' لطلاب جامعة بنها، وفيلم 'متحكمش' لطلاب جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، وذلك تقديرًا للأفكار الإبداعية التي قدموها . ومن جانبه، أكد الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المسابقة مثلت منصة إبداعية مهمة أبرزت وعي طلاب الجامعات بالقضايا المجتمعية، وقدرتهم على إنتاج أعمال فنية هادفة تحمل رسائل إيجابية تعزز قيم الانتماء والتسامح، موضحًا أن المشاركات شهدت تنوع كبير في الأفكار والأساليب الإبداعية لدى الشباب، مؤكدًا أن الوزارة مستمرة في دعم هذه المبادرات التي تعكس دور الفنون والإعلام في بناء وعي وطني مستنير . وأكد الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن المسابقة شهدت مشاركة واسعة من طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، مما يعكس نجاح رؤية الوزارة في دمج الطلاب بمختلف الفنون الإبداعية التي تساهم في نشر الوعي ومواجهة الأفكار المتطرفة وغير السوية، موضحًا أن الأفلام المشاركة عكست وعي الشباب بالقضايا الوطنية، وقدرتهم على تقديم رسائل توعوية تعزز قيم المواطنة والانتماء . وشاهد الدكتور أيمن عاشور مجموعة متميزة من الأفلام القصيرة الفائزة في المسابقة، وأشاد الوزير بمستوى الفيديوهات التي قدمها الطلاب والتي تحارب الشائعات والأفكار الهدامة وغير السوية . وخلال الاحتفالية، قام الدكتور أيمن عاشور بتكريم أعضاء لجنة التحكيم تقديرًا لدورهم الكبير في إنجاح المسابقة وتقييم الأعمال، حيث ضمت اللجنة نخبة من الأكاديميين والخبراء في مجالات الفنون والإعلام، وقام الوزير بتكريم الدكتور محمود حامد عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان الأسبق ومستشار رئيس جامعة حلوان، والدكتور محمد ثابت بداري عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط الأسبق ووكيل كلية الفنون الجميلة بالجامعة المصرية الروسية . يذكر أن مسابقة 'معًا' تأتي ضمن خطة وزارة التعليم العالي لنشر ثقافة التسامح والتعايش وتعزيز قيم السلام الاجتماعي، بالإضافة إلى دعم الفنون كأداة للتوعية المجتمعية وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة ومواجهة الأفكار غير السوية، حيث تواصل الوزارة والإدارة العامة للمكتب الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة ومعهد إعداد القادة والمجلس الأعلى للجامعات تنفيذ هذه الرؤية، لبناء جيل واعٍ قادر على الإبداع وصناعة المستقبل . حضر فعاليات التكريم، الدكتور عمرو علام الوكيل الدائم للوزارة ومساعد الوزير للتطوير المؤسسي، والدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، والدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، والدكتور تامر حمودة القائم بأعمال المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ .


البوابة
منذ 3 أيام
- البوابة
مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي بثورة 23 يوليو برؤية أدبية وفلسفية
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لوزارة الثقافة، أمس الأربعاء، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والإعلاميين. الأميرة سميحة حسين كامل صاحبة القصر افتتحت الأمسية بكلمة الكاتب عبد الله نور الدين، مسؤول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم نبذة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل، صاحبة القصر الذي تحوّل لاحقًا إلى مكتبة القاهرة الكبرى، وأشار إلى دورها الوطني والثقافي حين تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليكون منارة ثقافية وفنية للشعب، وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الفور، تقدير لطبيعتها الثقافية الخاصفهي كانت شاعرة وفنانة ومهتمة بالحركة الثقافية والفنية وشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة. ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما واشار "نور الدين" عن ثورة يوليو في منظور الأدب والسينما إلى كيف تنبأت بعض الروايات المصرية بقدوم الثورة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، والتي تجلّت في أفلام "بداية ونهاية" و"في بيتنا رجل"، إضافة إلى فيلم "رد قلبي" عن رواية الكاتب يوسف السباعي، الذي اعتبره "أيقونة الثورة". وأكد أن السينما كانت ضمير الشعب ونبضه في تلك المرحلة المفصلية. ومن جانبها، ألقت الإعلامية سحر سامي، من الهيئة الوطنية للإعلام، كلمة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت وجه التاريخ المصري، وجاءت بإرادة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت لحظة استعادة للكرامة والهوية الوطنية، حين التف الشعب حول الجيش، لأن أهداف الثورة عبرت عن اماله في التحرر والعدالة الاجتماعية. كما اعربت عن شكرها لموقف الأميرة سميحة النبيل، واعتبرت المكتبة رمز حي للثقافة الوطنية المصرية، مشيدة بدورها التاريخي في دعم الحركة الثقافية. وتطرقت الإعلامية سحر سامي إلى امتداد تأثير ثورة يوليو حتى نكسة عام 1967، مشيرة إلى أن النكسة كانت لحظة مؤلمة في تاريخ الأمة، وأثرت في وجدان الشعب العربي بأكمله، لكنها لم تضعف الروح الوطنية، بل فجّرت طاقات التعبير الفني، حيث تحول الأدباء والشعراء والمطربون إلى صوت الضمير الوطني، وتحدثت عن خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصرالذي لامس مشاعر ملايين العرب وكانت لحظة إنسانية وتاريخية غير مسبوقة. ميلاد أغاني وطنية وأكدت أن هذه المرحلة شهدت ميلاد اغانى وطنية حزينة ومؤثرة، وقصائد رثاء وأعمال فنية عبرت عن الحزن والأمل معا، وجسدت قدرة المصريين على تجاوز المحن وإعادة بناء الأمل من جديد وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة الوطنية والوجدان الشعبي في مختلف محطات التاريخ وتحدثت "سامي" كذلك عن الرئيس جمال عبد الناصر، وما مثله من كاريزما وهيبة وطنية، وتأثيره الواسع عربيا ودولي وسردت مشاهد من جنازته المهيبة، التي كانت رمز لوحدة الشعوب العربية وقدمت بعض القصائد الوطنية التي كُتبت في رثائه. وسيلة التنوير وفي الحلقة الثانية من الاحتفالية بدأت مداخلة فلسفية عميقة من الدكتور أحمد عبد الحليم، الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذي قدّم قراءة فكرية حول الثورة من منظور الفلسفة، مؤكدا أن الفلاسفة عبر العصور اهتموا بمفهوم الثورة كوسيلة للتنوير والتغيير، مشير إلى أن "كانط" اعتبر أن الثورة الحقيقية لا تتوقف، بل تمثل مسارا مستمر للتنوير. وتطرق عبد الحليم إلى جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي، وحتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين، والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية، التي كانت تسمى قديما "كلية الآداب والفلسفة"، وكانت نشأتها نفسها فكرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية، لافت إلى وجود مفكرين وأساتذة من جنسيات متعددة، أبرزهم الألمان والفرنسيون، مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك. كما شاركت في الاحتفالية الدكتورة فدوى فؤاد عباس، الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر، والتي تحدثت بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر، التي اختارت أن تعيش فيها، واعتبرتها وطن ثاني لا يقل دفىء عن فلسطين. وأعربت عن تقديرها الكبير لثورة 23 يوليو وأهدافها النبيلة والإنسانية من مخلال مقالها التى سردت فيه التفاصيل ، مؤكدة أن تلك الثورة كانت مصدر إلهام للشعوب العربية الباحثة عن الحرية والكرامة. واستحضرت الدكتورة فدوى دور الرئيس جمال عبد الناصر في معركة الفالوجة، والتي شكلت رمز للصمود والنضال الفلسطيني، مشيرة إلى أن والدها عند وفاته لم يذكر إلا سيرة عبد الناصر في لحظاته الأخيرة تعبير عن مدى ارتباط جيل كامل من العرب بهذا القائد الذي تبنى قضايا الأمة وناصرها بكل صدق. وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أن الثقافة كانت في السابق حكر على الطبقة العليا من الملوك والأمراء، لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عاما، وشهدت مصر تحولًا جوهري في الفكر والإبداع، وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة.