
القلب الثاني: كيف تحافظ عضلة الساق على ضخ الدم في جسمكِ؟
عندما يُذكر القلب، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان ذلك العضو العضلي النابض الذي يوجد في صدر الإنسان، والذي لا يتوقف عن العمل لحظةً واحدة منذ ولادتنا وحتى آخر لحظةٍ في حياتنا. ولكن هل فكرتِ يومًا أن هناك عضوًا آخر في جسمكِ، يعمل بطريقةٍ تشبه القلب، وله دورٌ حيوي في ضخ الدم؟
نعم، إنها عضلة الساق، وتحديدًا عضلات الربلة (عضلة بطة الساق)، والتي يُطلق عليها العلماء أحيانًا إسم "القلب الثاني" لجسم الإنسان.
التفسير العلمي: لماذا عضلة الساق تُلقّب بالقلب الثاني؟
لفهم هذا التوصيف، علينا أولًا أن نتعمق قليلاً في كيفية دوران الدم في الجسم؛ يشرح لنا الدكتور هشام طايل، أخصائي أمراض القلب التداخلي في المستشفى الدولي الحديث دبي.
يقوم القلب بضخ الدم المؤكسج (المحمّل بالأوكسجين) إلى جميع أعضاء الجسم عبر الشرايين. وبعد أن يستخدم الجسم الأوكسجين، يعود الدم غير المؤكسج محمّلًا بثاني أوكسيد الكربون عبر الأوردة إلى القلب، ليُضخ مجددًا إلى الرئتين من أجل إعادة الأوكسجين إليه.
وهنا تظهر المشكلة: الدم في الأطراف السفلية، مثل القدمين والساقين، يجب أن يصعد عكس الجاذبية ليصل إلى القلب. فكيف يتم ذلك؟
الجواب هو: بمساعدة عضلات الساق؛ عندما تنقبض هذه العضلات أثناء الحركة (مثل المشي أو الجري أو حتى الوقوف والحركة البسيطة)، فإنها تضغط على الأوردة الموجودة بينها، مما يدفع الدم إلى الأعلى باتجاه القلب. وتمنع الصمامات الوريدية في تلك الأوردة، الدم من الرجوع للأسفل. هذا يشبه تمامًا عمل القلب في دفع الدم عبر الجسم، ولهذا السبب تحديدًا تُسمى عضلة الساق بـ"القلب الثاني".
ماذا نفهم من ذلك أيضًا؟ أن أي ضعف في عضلات الساق، قد تكون له تداعياتٌ كبيرة على الدورة الدموية في الجسم وسيرورتها؛ وهو ما يجيب عليه الدكتور طايل في التالي..
الدكتور هشام طايل أخصائي أمراض القلب التداخلي في المستشفى الدولي الحديث
كيف يؤثر ضعف عضلات الساق على الدورة الدموية؟
إذا كانت عضلات الساق ضعيفةً، أو إذا قضى الشخص فتراتٍ طويلة جالسًا أو واقفًا دون حركة؛ فإن الدم يتجمع في الأطراف السفلية بسبب ضعف الضخ الوريدي العائد إلى القلب. وهذا التجمع قد يؤدي إلى عدة مشاكل:
1. الدوالي الوريدية
تُعد من أبرز نتائج ضعف عضلات الساق. والدوالي هي أوردة متضخمة وملتوية، تحدث نتيجة لارتفاع الضغط داخل الأوردة بسبب تراكم الدم.
2. تورم الساقين والكاحلين
يحدث بسبب تجمع السوائل في الأنسجة، كنتيجةٍ طبيعية لضعف حركة الدم العائدة إلى القلب.
3. الإرهاق والشعور بالثقل في القدمين
الدم الراكد يعني نقص الأوكسجين وتراكم الفضلات في الأنسجة، ما يؤدي إلى شعورٍ بالثقل والتعب حتى بعد جهدٍ بسيط.
4. تجلَط الدم
في بعض الحالات الخطيرة، قد يؤدي ركود الدم إلى تكوين جلطاتٍ دموية؛ وهو أمرٌ مُهدد للحياة إذا انتقلت هذه الجلطة إلى الرئتين (الانسداد الرئوي).
5. ضعف الأداء البدني العام
يُقلَل ضعف عودة الدم إلى القلب من كفاءة الدورة الدموية، كما يؤثر في قدرة الجسم على أداء المجهود البدني بكفاءة.
من هذا المنطلق، ينبغي علينا دومًا تحريك عضلة الساق وتقويتها، لتبقى قادرةً على القيام بمهامها الحيوية.
كيف يمكنكِ تقوية وتنشيط "قلبكِ الثاني"؟
لحسن الحظ، عضلات الساق تستجيب بشكلٍ ممتاز للتمارين البسيطة والمنتظمة. إليكِ بعض الطرق الفعالة لتحفيز القلب الثاني وتقويته كما أفادنا بها الدكتور طايل:
1. المشي اليومي
يُعدَ من أسهل وأهم الوسائل لتحفيز عضلات الساق. ويُفضل المشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا؛ يُحفَز المشي انقباض عضلات الساق بطريقةٍ طبيعية ومنتظمة.
2. تمارين رفع الكعب (Calf Raises)
قفِ بشكلٍ مستقيم وارفعي كعبيكِ عن الأرض لتقفي على أصابع قدميكِ، ثم انزلي ببطء. كرَري التمرين 3 مرات يوميًا بمعدل 15 إلى 20 تكرار؛ هذا التمرين يُقوي عضلات الربلة ويُحفَز الدورة الدموية.
3. الجلوس والحركة
إذا كنتِ تعمل في وظيفةٍ تتطلب الجلوس لفتراتٍ طويلة، حاولي الوقوف والتحرك لبضع دقائق كل نصف ساعة. كذلك يمكنكِ القيام بحركاتٍ دائرية للقدمين أو ثني الركبة ومدها أثناء الجلوس.
4. تمارين التمدد
بعض أوضاع التمرين مثل "وضعية الكلب المتجه للأسفل" تساعد على تحفيز الدورة الدموية وتنشيط عضلات الساق.
المشي وتحريك عضلة الساق يساعدان في قيامها بمهمتها الحيوية لضخ الدم
5. رفع القدمين
يساعد رفع القدمين إلى مستوى أعلى من مستوى القلب لبضع دقائق يوميًا، على تصريف الدم الراكد في الساقين، كما يُخفَف من التورم.
6. ارتداء الجوارب الضاغطة
في بعض الحالات، يُنصح بارتداء الجوارب الضاغطة لتحسين عودة الدم الوريدي وخاصةً لمن يعانون من الدوالي أو يقفون لفتراتٍ طويلة.
7. شرب الماء بكمياتٍ كافية
يؤثر الجفاف على كثافة الدم ويجعله أكثر لزوجةً، مما يعوق تدفقه. لذا فإن شرب كمياتٍ كافية من الماء يُسهم في تحسين الدورة الدموية.
ما هي الفئات الأكثر عرضة لمشاكل ضعف "القلب الثاني"؟
ليس الجميع مُعرَضًا بنفس الدرجة لمشاكل ضعف عضلة الساق، يؤكد الدكتور طايل. فيمت تُعدَ الفئات التالية أكثر حاجةً للعناية بهذا "القلب الثاني":
• كبار السن
• الموظفون الذين يجلسون لساعات طويلة
• العاملون في المهن التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة (كالمعلمين )
• الحوامل
• الأشخاص المصابون بالسكري أو أمراض الأوعية الدموية
• الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام.
ما دور التكنولوجيا في دعم القلب الثاني؟
خلال السنوات الأخيرة، ظهرت تقنياتٌ حديثة تساعد في دعم وظيفة القلب الثاني، منها:
• الأجهزة الضاغطة الإلكترونية التي تُستخدم لتحفيز الدورة الدموية في المستشفيات.
• الأحذية الطبية التي تدعم القدمين وتُقلَل من الضغط على العضلات.
• أجهزة اللياقة المحمولة التي تُحفّز عضلات الساق باستخدام النبضات الكهربائية.
كيف كان مفهوم القلب الثاني في الثقافات القديمة؟
الملفت أن بعض الثقافات القديمة، كانت تدرك أهمية الساقين في الدورة الدموية بشكلٍ فطري، حتى وإن لم تكن تعرف المصطلحات العلمية الدقيقة. ففي الطب الصيني التقليدي، على سبيل المثال، يُعتبر تدليك القدمين والساقين من العلاجات الأساسية لتنشيط الجسم كله.
لماذا تُسمى عضلة الساق ب القلب الثاني للجسم؟
خلاصة القول؛ في كل خطوة تخطينها، في كل وقفة تتحرك فيها عضلات ساقكِ، هناك عضوٌ صامت يعمل بجد من أجل أن يصل الدم إلى قلبكِ من جديد. هذا "القلب الثاني"، وهو عضلة الساق، لا تقل أهميته عن القلب الحقيقي في الحفاظ على حياةٍ صحية، خاصة فيما يتعلق بالدورة الدموية وصحة الأوردة.
إهمال هذا القلب قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تبدأ بالتورم والدوالي، ولا تنتهي عند احتمالية تجلط الدم. في المقابل، فإن العناية به وتنشيطه لا تتطلب الكثير: بضع خطواتٍ يومية، تمارين بسيطة، والقليل من الحركة المنتظمة.
وفي زمن كثرت فيه الأمراض المرتبطة بقلة الحركة، يصبح إدراككِ أن لديكِ قلبًا ثانيًا مسؤوليةً شخصية وصحية، وقد تكون هذه المعرفة البسيطة بدايةً لحياةٍ أكثر صحة ونشاطًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
ترتيب أدوات التنظيف في أماكن مخصصة
إذا كنتِ تبحثين باستمرار عن زجاجة محلول التنظيف أو تنتقلين من غرفة لأخرى للعثور على المكنسة اليدوية، أثناء التنظيف، فقد حان الوقت لتنظيم أدوات التنظيف في مكان واحد لإمكانية الوصول إليها بسهولة، ولتفادي الإصابة بحالة من الإرهاق المضاعفة. في الدليل الآتي، شرح مفصل لأهم الحيل التي تساعدك على ترتيب أدوات التنظيف بطريقة منظمة في منزلك؛ لإمكانية الوصول إليها في أي وقت أثناء عمليات التنظيف وذلك من أجل تسهيل هذه المهمة الشاقة. طرق حفظ المنظفات وأدوات التدبير المنزلي اختاري مكاناً مناسباً لأدوات التنظيف: أفضل مكان لتخزين أدوات التنظيف، بصورة منظمة، هو غرفة الغسيل، أو الردهة، أو الحمام، أو حتى المطبخ. يمكن أيضاً استغلال المساحات غير المستخدمة في منزلك إن وجدت، لإضافة مساحة تخزين لحفظ مستلزمات التنظيف. وهناك أماكن تخزين شائعة، مثل: أرفف في المرآب، أو المساحة تحت حوض المطبخ أو خزائن الحمام أو حتى تصميم خزانة مخصصة لمستلزمات التنظيف، مما يسهل عليكِ العثور على ما تحتاجينه عند الحاجة. إشارة إلى أنه في حضور أطفال صغار يعيشون في المنزل، يُنصح بتأمين الخزانة لمنع عبث الأطفال بها ولتجنب التسمم العرضي. إضافة إلى ذلك، يُعدّ إغلاق اللوازم الخطرة في حاويات مناسبة أمراً بالغ الأهمية. تنظيم أدوات التنظيف بشكل عمودي: لا يصح نسيان استغلال المساحات العمودية عند تنظيم أدوات التنظيف ؛ استخدمي مثلاً، رفوف توابل معدنية مثبتة على الحائط لوضع زجاجات محاليل التنظيف، أو ضعي مشابك على الحائط للممسحة والمكانس وآلات التنظيف الصغيرة، ومجارف الغبار. تعليق أرفف سلكية داخل الخزانة: تُعد الأرفف السلكية طريقة غير مكلفة وفعالة لتنظيم أدوات التنظيف. توظيف المساحة أسفل حوض الجلي: يتم تجاهل المساحة أسفل حوض الجلي غالباً، ولكنها يمكن أن تكون مساحة تخزين قيّمة لمواد التنظيف. استخدمي السلال أو الصناديق لحفظ أغراض مثل الإسفنج والأقمشة منظمة وسهلة الوصول إليها. استخدام سكة قابلة للتمدد لتعليق البخاخات في الخزائن: يمكن استخدام سكة قابلة للتمدد داخل الخزائن لتعليق البخاخات ومنتجات التنظيف الأخرى، فهذا يُبقيها مرئية وسهلة الوصول إليها، مع زيادة مساحة التخزين إلى أقصى حد. استخدام السلال لجمع الأغراض الصغيرة: يمكن استخدام مجموعة من السلال المتشابهة في جمع أدوات التنظيف، كما يمكن وضع هذه السلال في خزانة صغيرة يمكن الوصول إليها بسهولة أو حتى تعليق السلال المذكورة على الأبواب، لا سيما لحفظ مستلزمات التنظيف التي تحتاجينها بكثرة. التفكير في استخدام حامل أحذية: يمكن إعادة استخدام حامل الأحذية كمنظم لمستلزمات التنظيف؛ إنه مثالي لتخزين أغراض مثل زجاجات الرش، وعبوات التنظيف، والمساحيق، والأغراض الصغيرة مثل القفازات. استخدام صناديق شفافة: تُعدّ الصناديق الشفافة أداة ممتازة لتنظيم أدوات التنظيف؛ لأنها تتيح لكِ رؤية ما بداخلها دون الحاجة إلى فتحها، ما يُسهّل عليك إدارة مخزونك، ويضمن لكِ معرفة المنتجات المتوفرة دائماً. يمكن استخدام الصناديق الشفافة للأغراض الصغيرة والكبيرة، مما يجعلها متعددة الاستخدامات لتلبية احتياجات التخزين المختلفة. إضافة خطافات إلى داخل الأبواب: تُعدّ إضافة خطافات إلى داخل الأبواب نصيحة عملية أخرى لتنظيم أدوات التنظيف، إذ تُسهّل هذه الطريقة الوصول إلى الأغراض التي تُستخدم بكثرة، مثل الخرق وزجاجات الرش الإضافية والفرش. حامل لوازم التنظيف: حامل لوازم التنظيف هو وسيلة سهلة لحمل أدوات التنظيف دون الشعور بالإرهاق عند التنقل من غرفة لأخرى. ترميز ألوان فوط التنظيف: يمكن أن يساعد استخدام نظام ترميز ألوان فوط التنظيف في الحفاظ على النظافة والكفاءة؛ على سبيل المثال، يمكنك استخدام أقمشة بألوان مختلفة لمختلف الأسطح. مثلاً، أقمشة بيضاء للأسطح البيضاء، وأقمشة ملونة للأسطح الملونة، يساعد هذا النظام على منع التلوث المتبادل، ويُسهل تحديد أنواع الأقمشة المستخدمة في كل مهمة. سجادة واقية لخزانة التنظيف: قد تتسبب المنظفات بانسكابات قد تُلحق الضرر بخزانة الأدوات؛ بإضافة سجادة واقية، ستحمين منزلك وتحافظين على نظافة خزانة أدواتك وسهولة استخدامها. ترتيب لوازم التنظيف حسب الفئات: يضمن لكِ تنظيم لوازم التنظيف حسب الفئات عدم إضاعة الوقت في البحث عن المنتج الذي تحتاجينه، لتساعد هذه الطريقة في الحفاظ على الكفاءة وتقليل التوتر أثناء مهام التنظيف. تصنيف أدوات التنظيف المنزلي الخطوة الأولى في تنظيم أدوات التنظيف هي تصنيفها؛ يتضمن ذلك تجميع العناصر المتشابهة معاً حسب وظيفتها أو نوعها، ما يمكنك بسهولة العثور على ما تحتاجينه دون الحاجة إلى البحث في مساحة مزدحمة. إليكِ بعض الفئات الشائعة التي يمكنك استخدامها: المطهرات والمناديل: يجب حفظها في سلة واحدة لسهولة الوصول إليها عند تعقيم الأسطح. منظفات الأسطح: ضرورية لـ مهام التنظيف اليومية، ويجب أن تكون سهلة الوصول. معززات الغسيل: يجب تخزينها بالقرب من منطقة الغسيل لتسهيل عملية الغسيل. منظفات متنوعة: للعناصر التي لا تندرج ضمن فئات أخرى. منظفات الأرضيات: يجب الاحتفاظ بها معاً لاستخدامها عند تنظيف الأرضيات.


صحيفة سبق
منذ 9 ساعات
- صحيفة سبق
كوب القهوة الصباحي قد ينقذ حياتك!.. التوقيت المثالي لصحة القلب يكشفه العلم
كشفت دراسة حديثة نُشرت في "الدورية الأوروبية لأمراض القلب" أن الأشخاص الذين يحتسون القهوة في الصباح أقل عرضة للوفاة، وخاصة من أمراض القلب، مقارنة بمن يشربونها في أوقات مختلفة أو لا يشربونها إطلاقًا. وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة تولين الأمريكية على أكثر من 40 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة، فإن توقيت استهلاك القهوة له تأثير مباشر على الفوائد الصحية التي يمكن أن يحصل عليها الجسم. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يشربون القهوة قبل منتصف النهار، وكانوا يشكلون 36% من العينة، سجلوا انخفاضًا في خطر الوفاة بنسبة 16%، مقارنة بمن لا يشربون القهوة، بينما أظهروا انخفاضًا بنسبة 31% في خطر الوفاة من أمراض القلب. في المقابل، لم تظهر المجموعة التي تستهلك القهوة على مدار اليوم — والتي بلغت 14% من العينة — أي انخفاض ملحوظ في خطر الوفاة، مما يشير إلى أن الفائدة مرتبطة بتوقيت شرب القهوة لا بكمّيتها فقط. وقال الدكتور لو تشي، المؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريحات نقلتها "سكاي نيوز عربية": "هذه أول دراسة تختبر تأثير أنماط توقيت شرب القهوة على النتائج الصحية. الكافيين يؤثر على الجسم بطرق متعددة، وتوقيته قد يكون مرتبطًا بعوامل مثل الساعة البيولوجية والهرمونات". وأوضح أن شرب القهوة بعد الظهر أو في المساء قد يؤثر سلبًا على جودة النوم ويؤدي إلى اضطرابات في إيقاع الجسم الطبيعي، مما ينعكس على عوامل خطر مثل ضغط الدم والالتهابات. من جهته، أوصى البروفيسور توماس لوشر، من مستشفى رويال برومبتون وهارفيلد في لندن، بالاكتفاء بالقهوة خلال ساعات الصباح، محذرًا من أن تناولها المتكرر طوال اليوم قد يؤدي إلى اضطرابات النوم ويؤثر سلبًا على الصحة العامة.


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
السعودية تتصدّر العالم في السلامة المائية بخفض الوفيات 17 %
في يوم يحتفي فيه العالم بجهود حماية الأرواح من الغرق، تثبت السعودية ريادتها ووجودها الدائم في المقدمة على جميع المستويات، مع تصدرها المرتبة الأولى عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ من الغرق، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. وهذه المرتبة التي حصلت عليها السعودية لم تأتِ مصادفة، بل هي ثمرة عمل مؤسسي وتكامل وطني بمشاركة جميع القطاعات، نتج من خلاله خفض حالات الوفاة المرتبطة بالغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يتخطى 800 مليون ريال (212 مليون دولار)، عبر تقليل الإصابات، وتخفيف الضغط على النظام الصحي، وهو ما جعلها تتقدم بذلك على كثير من الدول حول العالم، وتسجل حضورها اللافت في الحفاظ على الإنسان. ويصادف 25 يوليو (تموز) من كل عام «اليوم العالمي للوقاية من الغرق»، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021؛ بهدف لفت الأنظار إلى واحدة من أكثر الكوارث الصامتة فتكاً، وفق وصف منظمة الصحة العالمية التي تدعو إلى أهمية تكثيف الجهود في جميع الدول، للحد من حالات الغرق عبر تنفيذ حزمة من البرامج. وقاية وطنية ومستقبل صحي مستهدفات #رؤية_السعودية_2030، تدعم حماية الأرواح وجودة الحياة.#اليوم_العالمي_للوقاية_من_الغرق — وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) July 25, 2025 وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أن «الوقاية من الغرق تمثّل ركيزة استراتيجية في المنظومة الصحية» لبلاده، وتعبيراً صادقاً عن التزامها العميق بحماية الأرواح، انسجاماً مع مستهدفات «رؤية 2030»، التي تسعى من خلال تحول القطاع الصحي إلى الوقاية، ورفع متوسط العمر المتوقع للمواطن. وأضاف الوزير أن «السعودية رسّخت السياسات الوقائية، حتى باتت في الصدارة عالمياً في مكافحة الغرق»، مشيراً إلى انخفاض الوفيات بنسبة 17 في المائة، «مما يعكس أثر العمل المؤسسي، وتكامل الجهود الوطنية في حماية الإنسان». ويأتي هذا الاحتفاء امتداداً لنهج المملكة في بناء سياسات وقائية متكاملة، بدءاً من تبني السياسة الوطنية للوقاية من الغرق عام 2021، بإشراف لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية بقيادة هيئة الصحة العامة «وقاية»، وتنفيذ 12 مبادرة وطنية، أسهمت بشكل ملموس في تقليل الإصابات والوفيات، مع توسيع برامج التوعية المجتمعية، وتعزيز التعليم الوقائي في المدارس والمناطق الساحلية. من جهته قال الرئيس التنفيذي للهيئة، الدكتور عبد الله القويزاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تبنّي مجلس الوزراء «اليوم العالمي للوقاية من الغرق» يُجسّد اهتمام القيادة السعودية بحماية الأرواح، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الوقاية ضمن منهج الصحة في كل السياسات. التزام وطني وعالمي المملكة تعزز سلامة الإنسان، عبر تبنيها الرسمي لـ #اليوم_العالمي_للوقاية_من_الغرق. — وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) July 8, 2025 وأوضح القويزاني أن السعودية، من خلال «سياسة الوقاية من الغرق»، أرست أول منظومة وطنية تكاملية للسلامة المائية والإنقاذ، تقودها الهيئة عبر لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية، وتُفعّل من خلالها تدخلات وقائية مبنية على البراهين العلمية، تستند إلى نظام موحّد لرصد حالات الغرق. وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت خفض معدلات الوفيات الناتجة عن الغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يُقدّر بنحو 800 مليون ريال سعودي، بالإضافة إلى تصدر السعودية عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وشدَّد على أن ما تحقق هو ثمرة تكامل الجهود الوطنية، واستشعار الجهات المعنية مسؤوليتها في حماية الأرواح، إلى جانب الدور المحوري للوعي المجتمعي، باعتباره خط الدفاع الأول، مؤكداً استمرار الهيئة في تنفيذ برامج توعوية شاملة تستهدف مختلف فئات المجتمع، لترسيخ ثقافة السلامة المائية، وجعل الوقاية سلوكاً وممارسة يومية تشاركية. وبالعودة إلى اليوم العالمي، تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 236 ألفاً إلى 300 ألف شخص يفقدون حياتهم سنوياً بسبب الغرق، بمعدل أكثر من 30 وفاة في الساعة الواحدة، ويقع أكثر من 90 في المائة من هذه الحالات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فيما يُعد الأطفال دون سن الخامسة من الفئات الأكثر عرضة، حيث يشكّلون نحو ربع الوفيات السنوية. سلامة الأطفال في الشواطئ مسؤوليتنا جميعًا، وتبدأ بالالتزام بالتعليمات وعدم تركهم دون رقابة. Beach safety starts with awareness... Follow the rules, stay alert, and never leave children unattended near the water.#طوق_حياة #هيئة_الصحة_العامة #وقاية — هيئة الصحة العامة (@Saudi_PHA) July 24, 2025 وتُظهر التقارير أن الغرق يُعد السبب الرابع للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و4 سنوات، والثالث للفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة، مما يعكس خطورته على الفئات العمرية الصغيرة. وعلى الرغم من خطورة الأرقام، تشير المنظمة إلى انخفاض معدل الغرق عالمياً بنسبة 38 في المائة منذ عام 2000، نتيجة ازدياد الوعي وتطبيق التدابير الوقائية. ودعت المنظمة، في تقريرها الصادر بمناسبة هذا اليوم، إلى تبني استراتيجيات فعّالة للوقاية، تشمل تعليم الأطفال السباحة، وتوفير الحواجز الآمنة حول مصادر المياه، وزيادة التوعية المجتمعية، لافتة إلى أن الغرق «قضية يمكن تفاديها تماماً إذا توافرت الإرادة والإجراءات الصحيحة». هذه الاستراتيجيات الفعّالة تبنّتها السعودية من وقت مبكر، مما نتج عنها هذا الاحتفاء بالمنجز الكبير الذي لا يقتصر على الرمزية، بل يتجلى في أرقام حقيقية وإجراءات فاعلة، تؤكد أن حياة الإنسان تظل أولوية، وأن السياسات الذكية والتخطيط المبكر قادران على الحد من الكوارث الصامتة قبل وقوعها.