logo
صحاري ليبيا... ملاذ محتمل للمتطرفين وممر لتهريب السلاح

صحاري ليبيا... ملاذ محتمل للمتطرفين وممر لتهريب السلاح

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
جدّد حديث السلطات الأمنية المصرية عن تدريبات عسكرية تلقّاها أحد العناصر المتطرفة في دولة مجاورة، المخاوف من استخدام المناطق الصحراوية، ولا سيما في ليبيا، «ملاذات آمنة» لاحتضان الإرهابيين.
لقطة من فيديو متداول تعلن فيه حركة «حسم» عزمها عودة عملياتها في مصر
وكانت وزارة الداخلية المصرية، تحدثت عن «إحباط عمل تخريبي خططت له حركة (حسم) (الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين) المحظورة في مصر، من قِبل أحد عناصرها الهاربين بإحدى الدول الحدودية، بعد تلقيه تدريبات عسكرية بها، للتسلل للبلاد، لتنفيذ المخطط».
وسبق أن قال مصدر أمني مصري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «العنصر المذكور، الذي قتل خلال المداهمة الأمنية مع آخرين، تدرب في ليبيا، وتسلل إلى مصر، كما كان مقيماً في فترة سابقة في السودان».
ومن منظور ليبي، يرى المحلل العسكري محمد الترهوني، أن «صحراء بلاده التي تحتل 90 في المائة من مساحتها، تحولت على مدى أكثر من عقد إلى مرتع للفوضى واستقطاب عناصر مسلحة من الخارج في ظل ترامي أطرافها».
ويعتقد الترهوني في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن «الصحراء الغربية الليبية بيئة مثالية لاحتضان هذه المجموعات التي تستغل ثغرات عبور وتسلل رخوة على الحدود الليبية مع بعض دول الجوار، حيث لا توجد سلطة للجيش الوطني الليبي عليها، إلى جانب الحدود الليبية - التونسية التي يشهد نشاط التهريب رواجاً فيها».
وربما تستغل «الجماعات المتطرفة أنشطة التهريب الحدودية في نقل السلاح والمتطرفين مقابل مبالغ مالية»، وفق الترهوني، الذي لا يستبعد «عقد تشكيلات مسلحة ليبية صفقات مع تلك الجماعات مقابل المال، حيث تسيطر على الحدود في أقصى جنوب غرب ليبيا».
دوريات صحراوية تابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي لتعزيز الأمن ومكافحة التهريب (رئاسة الأركان البرية)
وتعززت هذه الفرضية على خلفية فيديو متداول منذ أسبوعين منسوب لحركة «حسم»، يُظهر مسلحين ملثمين يطلقون الرصاص، ويؤدون تدريبات عسكرية، وتبين - وفق المصدر الأمني المصري - أن عناصر من تلك الحركة يتدربون في منطقة ليبية صحراوية.
وبحسب أحدث تقرير دوري صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن «التنظيمات المتطرفة العنيفة واصلت نشاطها في جميع أنحاء ليبيا، وقدمت الدعم اللوجيستي والمالي في منطقة الساحل».
وسبق أن وثّق التقرير ذاته «التهريب» و«الاتجار بالبشر» بصفتهما مصدرين رئيسين من مصادر الدخل لكل من المنظمات المتطرفة العنيفة والشبكات الإجرامية ما يؤشر على وجود تقارب في المصالح بينهما.
غير أن عصام أبو زريبة وزير الداخلية في حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا، استبعد «وجود مراكز تدريب أو إيواء لمتطرفين أو عناصر إخوانية في نطاق سيطرة حكومته في المنطقتين الشرقية والجنوبية».
ووصف ذلك بـ«الأمر الصعب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نكافح مثل هذه التحركات لأنها تمثل خطراً على أمننا القومي»، مشدداً على وجود «تعاون أمني مع مصر في شتى المجالات».
عنصر أمن ليبي يفتش حاوية عثر عليها في الصحراء الجنوبية (رئاسة أركان القوات البرية)
ويستبعد شريف بوفردة مدير «المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية»، «وجود حاضنة للعناصر المتطرفة في المنطقة الشرقية». وقال إن «عناصر الإخوان خرجت من ليبيا عام 2014 إلى المنطقة الغربية، بشكل فردي وليس جماعياً بعد حملة أمنية وإعلامية»، مشيراً إلى أنه «ليس لهذه العناصر القدرة والإمكانات والاستراتيجية للتخطيط أو دعم هجمات».
ولم تكن الحدود الليبية - السودانية بعيدة عن هذه المخاوف، إذ إنه برغم تأكيدات «الجيش الوطني» الليبي سيطرته على منافذ التهريب فيها، فإنها تطرح إشكالية بشأن انتقال مسلحين وعناصر متطرفة عبر ليبيا، وفق مراقبين.
ويشار، إلى أن السودان كان يحتضن مسلحين سبق أن رصدتهم السلطات المصرية في ليبيا ضمن مجموعة تلقت تدريبات، وظهرت في الفيديو المصور، وفق الرواية المصرية.
ويقر المحلل العسكري السوداني العميد جمال الشهيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بـ«وجود مسارات لانتقال عناصر مسلحة من بلده إلى ليبيا».
وتنطلق رؤيته للثغرات الحدودية من «طبيعة الجغرافيا المفتوحة على الحدود بين السودان وليبيا، وخصوصاً بين دارفور والكفرة»، مشيراً إلى أنها «مناطق صحراوية شاسعة المساحة، ضعيفة الرقابة، وكانت تستخدم في تهريب السلاح والبشر والمخدرات والهجرة غير النظامية إلى أوروبا».
ومن بين الأسباب الأخرى، التي قد تجعل «الصحاري الليبية بيئة خصبة لاستقطاب عناصر مسلحة تبحث عن إعادة التمركز والتدريب»، «الفراغ الأمني في ليبيا»، وفق الخبير العسكري السوداني، الذي يشير إلى «ارتباطات فكرية وتنظيمية تستقطب تلك العناصر في غرب ليبيا وجنوبها».
ويرسم الشهيد «خريطة محتملة لمسار انتقال الإرهابيين من دارفور السودانية وصولاً إلى الكفرة الليبية ثم واحة الجغبوب حتى أجدابيا (شرقاً)؛ وهو طريق يستخدم للتهريب والتنقل غير الشرعي، إلى جانب مسار صحراوي من كردفان إلى دارفور ثم إلى ليبيا».
ويدعو الخبير العسكري السوداني إلى «تعاون أمني ثلاثي بين مصر والسودان وليبيا بالاستعانة بالقبائل التي تتحكم في مسالك وطرق التهريب الحدودية».
دورية أمنية في الصحراء الغربية الليبية (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة )
وسبق أن حذرت دراسة صادرة عن «المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات»،في مايو (أيار) الماضي، من«تسلل بعض الخلايا الإرهابية من ليبيا لتنفيذ عمليات عبر الحدود مع دول الجوار وتهريب للأسلحة النوعية».
والصحراء الليبية هي جزء من الصحراء الكبرى، وتُعد من أكبر المناطق الصحراوية في شمال أفريقيا، وتمتد داخل ليبيا وتتشابك حدودها مع ست دول وهي: السودان وتشاد والنيجر ومصر وتونس والجزائر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بينهم سيدتان.. رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء و3 وزراء دولة
بينهم سيدتان.. رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء و3 وزراء دولة

الشرق السعودية

timeمنذ 23 دقائق

  • الشرق السعودية

بينهم سيدتان.. رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء و3 وزراء دولة

أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، الأحد، قراراً بتعيين 5 وزراء و3 وزراء دولة في الحكومة الجديدة، وشملت التعيينات لمياء عبد الغفار وزيرة لشؤون مجلس الوزراء، والمعتصم إبراهيم أحمد وزيراً للطاقة. كما شمل القرار تعيين أحمد الدرديري غندور وزيراً للتحول الرقمي والاتصالات، والتهامي الزين حجر وزيراً للتعليم والتربية الوطنية، وأحمد آدم أحمد وزيراً للشباب والرياضة. كما تم تعيين السفير عمر محمد أحمد صديق وزير دولة بالخارجية، ومحمد نور عبد الدائم وزير دولة بالمالية، وسليمى إسحق محمد وزيرة دولة بالموارد البشرية والرعاية الاجتماعية.

مصر: الإعدام لـ«سفاح المعمورة».. قتل زوجته ودفن ضحاياه تحت البلاط
مصر: الإعدام لـ«سفاح المعمورة».. قتل زوجته ودفن ضحاياه تحت البلاط

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

مصر: الإعدام لـ«سفاح المعمورة».. قتل زوجته ودفن ضحاياه تحت البلاط

أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية شمالي مصر، حكماً بالإعدام شنقاً على المتهم نصرالدين السيد المعروف إعلامياً بـ«سفاح المعمورة» بعد إدانته بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، من بينها قتل زوجته. وقضت المحكمة بالإعدام على «سفاح المعمورة» بعد ورود رأي مفتي الجمهورية الشرعي الذي أيد تنفيذ عقوبة الإعدام، وسط حضور أمني مشدد وتفاعل واسع من أسر الضحايا والرأي العام. وصل المتهم صباح الأحد إلى محكمة جنايات الإسكندرية وسط إجراءات أمنية مشددة، لحضور جلسة النطق بالحكم، وبعد استعراض الأدلة ومرافعة النيابة، التي طالبت بتوقيع أقصى العقوبات، أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام شنقاً، وهو الحكم الذي لاقى ترحيباً من أسر الضحايا الحاضرين في الجلسة. وأثارت قضية «سفاح المعمورة» صدمة كبيرة في مصر منذ الكشف عنها، إذ اتُهم نصرالدين السيد، وهو محامٍ، بقتل ثلاثة أشخاص بينهم زوجته ودفن جثثهم تحت بلاط مسكنه في منطقة المعمورة بالإسكندرية. وبدأت القضية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية بلاغات تفيد باختفاء أشخاص، ما قاد إلى اكتشاف جرائم المتهم، ووفقاً لتحقيقات النيابة العامة فقد استغل المتهم مكانته كمحامٍ لخداع ضحاياه، مستخدماً أساليب التحايل والإكراه لتسهيل جرائم السرقة والقتل. وخلال المحاكمة، قدمت النيابة العامة مرافعة قوية وصفت المتهم بأنه «احترف القانون ليستخدمه كأداة للجريمة»، مشيرة إلى خيانته أمانة مهنته واستغلاله ثقة ضحاياه، بمن في ذلك زوجته التي قتلها عمداً مع سبق الإصرار. وأكد تقرير مستشفى العباسية للصحة النفسية الذي أُودع المتهم فيه لمدة 15 يوماً، سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الكاملة عن أفعاله، ما مهد لإحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية في يونيو 2025 لاستطلاع الرأي الشرعي. وكشفت التحقيقات عن تفاصيل مروعة إذ أقر المتهم في بعض جلسات المحاكمة بأن أشخاصاً آخرين كانوا على علم بالجرائم، مدعياً أن شاهدة في القضية كانت تمتلك مفتاح الشقة التي استخدمها لإخفاء الجثث، لكن النيابة أكدت أن هذه الادعاءات كانت محاولات للتضليل، مشيرة إلى أن المتهم يتسم بالكذب والمراوغة، إلى جانب تعاطيه الحشيش والكحوليات. أخبار ذات صلة

شقيق شيرين: مدير أعمالها السابق «نصّاب» ويشوّه صورتها
شقيق شيرين: مدير أعمالها السابق «نصّاب» ويشوّه صورتها

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

شقيق شيرين: مدير أعمالها السابق «نصّاب» ويشوّه صورتها

فجّر محمد عبدالوهاب، شقيق الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، مفاجأة من العيار الثقيل، متهماً مدير أعمال شقيقته السابق بالنصب وتشويه صورتها أمام جمهورها، مؤكداً أنه كان وراء حملة تضليل ممنهجة هدفت للإساءة إلى سمعتها. وقال عبدالوهاب، في منشور عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، إن مدير الأعمال الذي تعاونت معه شيرين أخيراً تبيّن لاحقاً أنه «نصّاب»، وتمت إقالته وطرده بعد انكشاف حقيقته. وأضاف: «من أيام، أحد جمهورها تواصل معايا وأبلغني أن الشخص ده بيأثر على الفانز وبينشر كلام سلبي عنها علشان يقلبهم ضدها». ودعا شقيق شيرين الفنانة إلى الظهور العلني أو إصدار بيان قانوني يوضح الحقيقة، لحماية جمهورها من التضليل المستمر الذي يمارسه مدير أعمالها السابق، مضيفاً: «اعملي مداخلة أو خلي المحامي بتاعك ينزل بيان رسمي يرد على الأكاذيب بدلاً من القضايا الكيدية اللي بترفع عليّا». المنشور أثار تفاعلاً واسعاً بين متابعي شيرين، وسط مطالبات بظهورها للرد بشكل واضح، خصوصاً بعد أن تكررت الأزمات المرتبطة بفريق إدارتها خلال السنوات الأخيرة. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store