
فرنسا تقود حملة أوروبية لتفعيل أداة العقوبات ضد أميركا.. هل اقتربت المواجهة؟
ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت لـ"بلومبيرغ"، فإن هذه الأداة تمنح الاتحاد الأوروبي سلطات واسعة للرد تشمل:
فرض ضرائب جديدة على عمالقة التكنولوجيا الأميركيين.
قيود انتقائية على الاستثمارات الأميركية في أوروبا.
الحد من وصول الشركات الأميركية إلى السوق الموحدة الأوروبية أو استبعادها من المناقصات العامة.
"نحن لسنا هناك بعد".. لكن فرنسا تدفع بقوة
وأبرزت "بلومبيرغ" تصريحات وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية بنجامين حداد الذي قال إن رد بروكسل "يجب أن يتضمن خيار استخدام هذه الأداة"، مشيرا إلى أن إظهار القوة والوحدة هو السبيل الوحيد لحماية المصالح الأوروبية.
وفي حديثه إلى تلفزيون بلومبيرغ، أضاف حداد "يمكننا الذهاب أبعد من الإجراءات المضادة التي أعلنتها المفوضية الأوروبية"، في إشارة إلى حزمة تدابير تستهدف واردات أميركية بقيمة تقارب 100 مليار يورو (116 مليار دولار).
ورغم أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حاولت تهدئة الأجواء بقولها "الأداة وُجدت للحالات الاستثنائية، ونحن لسنا هناك بعد" فإن الضغط الفرنسي بات ملموسا ويجد دعما من أكثر من نصف العواصم الأوروبية، بحسب بلومبيرغ.
تهديدات ترامب تدفع أوروبا إلى الحافة
وقالت "بلومبيرغ" إن المفوض التجاري الأوروبي ماروش شيفشوفيتش سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع لمواصلة المحادثات، وسط تأكيد من المتحدث باسم المفوضية أولوف غيل على أن الهدف يبقى التوصل إلى حل تفاوضي.
ورغم استمرار التفاوض فإن ترامب أرسل في عطلة نهاية الأسبوع رسالة رسمية تهدد بفرض رسوم 30% على معظم صادرات الاتحاد، فضلا عن رسوم قائمة بنسبة 25% على السيارات و50% على الصلب والألمنيوم.
من جانبه، صرّح المفوض الأوروبي مايكل مكغراث لبلومبيرغ راديو بأن بروكسل "تفاجأت وأصيبت بخيبة أمل" من رسالة ترامب، لكنه أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس/آب المقبل، مؤكدا أن "المفاوضات معقدة وتشكل تحديا".
عقوبات متبادلة تهدد بحرب تجارية شاملة
وبحسب "بلومبيرغ"، فإن استخدام الأداة للمرة الأولى سيشكل تصعيدا كبيرا في النزاع التجاري، وقد يدفع إدارة ترامب إلى ردود أكثر تشددا.
يذكر أن هذه الأداة كانت ضمن إصلاحات السياسة التجارية الأوروبية بعد فرض الولايات المتحدة رسوما على صادرات الاتحاد في ولاية ترامب الأولى، إضافة إلى رد أوروبا على ضغوط الصين على ليتوانيا بعد افتتاح مكتب تمثيلي لتايوان في فيلنيوس.
وإذا تم تفعيل الأداة فسيتاح للدول الأعضاء تقييم ما إذا كان هناك فعل "إكراه" فعلي، على أن تتم المشاورات مع الطرف المستهدف خلال العملية، وقد يتعاون الاتحاد مع شركاء آخرين يواجهون ضغوطا مماثلة.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن ترامب صعّد لهجته أول أمس الثلاثاء بإعلانه عن احتمال فرض رسوم جديدة على بعض الأدوية المستوردة، مما قد يوجه ضربة قاسية إلى صناعة الأدوية الأوروبية، خصوصا في ظل ارتباط العديد من شركات الأدوية الأوروبية بسوق الولايات المتحدة.
اتفاق في الأفق.. بشروط قاسية
وأضافت "بلومبيرغ" أن الاتحاد الأوروبي كان يأمل التوصل إلى إطار أولي للاتفاق يسمح بتمديد التفاوض إلى ما بعد أغسطس/آب المقبل.
ووفقا لمصادرها، فإن المقترح المطروح كان يتضمن فرض رسوم بنسبة 10% فقط على معظم صادرات الاتحاد، مع إعفاءات محدودة لبعض القطاعات، مثل الطيران والمعدات الطبية.
لكن، مع تصاعد التصريحات من واشنطن وباريس واستمرار الانقسام بين العواصم الأوروبية يبدو أن أوروبا تقترب من مفترق طرق، إما الخضوع للضغوط الأميركية أو الرد بأقسى أدواتها التجارية، مع ما يحمله ذلك من مخاطر لحرب اقتصادية واسعة النطاق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 دقائق
- الجزيرة
وزير الخزانة الأميركي يدعو لمراجعة عمل "الاحتياطي الاتحادي"
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت اليوم الاثنين إن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) بأكمله يحتاج إلى مراجعة عمله كمؤسسة وما إذا كان ناجحا أم لا. وفي حديث مع شبكة "سي إن بي سي"، أحجم بيسنت عن التعليق على تقرير أفاد بأنه نصح الرئيس دونالد ترامب بعدم إقالة رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول ، قائلا إن القرار يعود للرئيس. لكنه قال إنه يجب مراجعة المؤسسة، مشيرا إلى ما سماه "إثارة الخوف بشأن الرسوم الجمركية" على الرغم من أن تأثيرها التضخمي ضئيل للغاية أو لا يذكر منذ تطبيقها. وأضاف: "أعتقد أن ما نحتاج إلى القيام به هو مراجعة مؤسسة الاحتياطي الاتحادي بأكملها وما إذا كانت ناجحة"، مضيفا أنه سيلقي كلمة في البنك المركزي مساء اليوم في بداية مؤتمر تنظيمي. وانتقد ترامب باول مرارا وحثه على الاستقالة بسبب إحجام البنك المركزي عن خفض أسعار الفائدة. واستهدف الرئيس في الأيام القليلة الماضية أيضا عملية تجديد مقر البنك في واشنطن البلغة كلفتها 2.5 مليار دولار، والتي تتجاوز الميزانية، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك احتيال وقد يكون سببا للإطاحة بباول. ورد باول الأسبوع الماضي على مطالبات مسؤول في إدارة ترامب بالحصول على معلومات بشأن تجاوز التكلفة المتوقعة، قائلا إن المشروع كان واسع النطاق وتضمن عددا من التحسينات المتعلقة بالسلامة وإزالة المواد الخطرة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أوروبا تدرس تدابير إضافية للرد إذا لم تتوصل لاتفاق تجاري مع أميركا
ذكر دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن التكتل يدرس مجموعة واسعة من التدابير المحتملة للرد على الولايات المتحدة مع تراجع فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مقبول مع واشنطن. ويقول دبلوماسيون إن عددا متزايدا من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، يفكرون حاليا في استخدام مجموعة تدابير واسعة من شأنها أن تسمح للتكتل باستهداف قطاع الخدمات الأميركي وقطاعات أخرى في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وبدت المفوضية الأوروبية ، التي تتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية نيابة عن التكتل الذي يضم 27 دولة، في طريقها للتوصل إلى اتفاق يتضمن فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 10% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي. لكن يبدو أن الآمال تبددت حاليا بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بمقدار 30% بحلول الأول من أغسطس/آب المقبل وبعد محادثات جرت بين مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش ومسؤولين أميركيين في واشنطن الأسبوع الماضي. وقال الدبلوماسيون الأوروبيون إن المسؤولين الأميركيين طرحوا حلولا متباينة خلال الاجتماعات، بما في ذلك معدل أساسي قد يكون أعلى بكثير من 10%. وقال أحد الدبلوماسيين "بدا أن كل مُحاور لديه أفكار مختلفة. لا أحد يستطيع أن يخبر (شفتشوفيتش) ما الذي يمكن أن ينجح بالفعل مع ترامب". وتراجعت احتمالات تخفيف أو إلغاء الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم و25% على السيارات وقطع غيارها. وبناء على ذلك، يقول دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن المزاج العام بين دول التكتل تغير، وهم أكثر استعدادا للرد رغم أن الحل التفاوضي هو خيارهم المفضل. ولدى الاتحاد الأوروبي حزمة واحدة من الرسوم الجمركية على سلع أميركية بقيمة 21 مليار يورو (24.5 مليار دولار)، وهي معلقة حاليا حتى 6 من أغسطس/آب المقبل. ولا يزال يتعين على التكتل اتخاذ قرار بشأن مجموعة أخرى من التدابير على صادرات أميركية تبلغ قيمتها 72 مليار يورو (84 مليار دولار).


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
بلجيكا تحقق مع جنديين إسرائيليين بتهمة ارتكابهما جرائم حرب بغزة
أكدت مؤسسة هند رجب اليوم الاثنين أن الشرطة البلجيكية اعتقلت واستجوبت جنديين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة ، قبل أن تطلق سراحهما. وأضافت -في بيان- أن اعتقال الجنديين والتحقيق معهما جاء استجابة لشكوى جنائية عاجلة قدّمتها هذا الأسبوع مؤسسة هند رجب والشبكة العالمية للعمل القانوني. وتابعت أنه تم التعرف على المشتبه بهما واعتقالهما بطريقة ظاهرة وحازمة خلال مهرجان "تومورولاند" في بوم. وبعد وضعهما قيد الاحتجاز، خضعا لاستجواب رسمي ثم أُطلق سراحهما. ولفتت إلى أن مكتب الادعاء الفدرالي البلجيكي فتح تحقيقا جنائيا في القضية. واعتبرت المؤسسة أن التحقيق مع الجنديين يشكل نقطة تحول في السعي العالمي نحو العدالة، ويوجه رسالة بأن "الأدلة الموثوقة على الجرائم الدولية يجب أن تُقابل بإجراءات قانونية لا بتجاهل سياسي". "بدء أمر مهم" وقالت مؤسسة هند رجب في البيان "نحن لا ندّعي أن العدالة قد تحققت، ليس بعد. لكننا نؤمن أن أمرا مهما قد بدأ. فللمرة الأولى في أوروبا، يخضع مشتبه بهم إسرائيليون مرتبطون بجرائم في غزة للاعتقال والاستجواب الرسمي. ولم يكن ذلك ليحدث لولا قوة القانون والإرادة في تطبيقه". وفي الأشهر الماضية، رُفعت في دول أوروبية وأميركية لاتينية عشرات الشكاوى القانونية ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة تقدمت بها مؤسسة "هند رجب". كما أطلق المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين في مارس/آذار الماضي مبادرة "غلوبال 195" لملاحقة الإسرائيليين المتورطين في جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة. يذكر أنه في مقابلات صحفية اعترف عدد من جنود الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، كما وثقوا بعضها بالمقاطع المصورة التي شاركوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.