
كيف استغلت إيران مراهقين سويديين لاستهداف إسرائيل؟
كشف تحقيق أجرته "سي أن أن" بالتعاون مع جهاز الأمن السويدي عن عصابات مرتبطة بإيران تستهدف مراهقين سويديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ هجمات ضد مصالح إسرائيل في الخارج، ومنها إطلاق النار على السفارة الإسرائيلية في استوكهولم في مايو (أيار) 2024، وتتراوح العمليات بين التخريب والتفجيرات والاغتيالات.
وأزاح التحقيق الستار عن طريقة تجنيد مراهق عمره 15 سنة لتنفيذ هجوم على السفارة الإسرائيلية حيث تم التواصل معه عبر الرسائل وإغرائه بالأموال، ووفرت له العصابة سيارة "أوبر" أوصلته أولاً لموقف سيارات في ضاحية تايريسو، حيث طُلب منه أخذ سلاح ناري مخبأ في الموقع، ثم كان من المفترض أن تأخذه السيارة إلى السفارة الإسرائيلية إلا أن السلطات الأمنية اعتقلته في الطريق إليها.
لكن بعد 24 ساعة، استطاع صبي آخر عمره 14 سنة من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية في الثانية صباحاً حاملاً مسدساً شبه آلي، وأطلق عدة طلقات نارية. وتستغل عصابات التجنيد ثغرات قانونية عبر استهداف مراهقين دون 18 سنة، لسهولة التلاعب بهم ولأن احتمال سجنهم ضعيف، كما حدث مع هذا القاصر، إذ لم يستدع للمحاكمة لأنه دون السن القانونية، في حين أدين الصبي ذو الـ15 سنة بارتكاب جريمة حيازة سلاح، وقضت المحكمة بإيداعه في دار رعاية للأحداث لمدة 11 شهراً.
وتبعث شبكات التجنيد وفق "سي أن أن" رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحادثات مع المراهقين من قبيل "نحتاج إلى رماة، وظائف في جميع مناطق السويد"، و"مطلوب رامٍ في الدنمارك لإطلاق النار على الرأس"، وتعرض مبالغ تصل إلى 150 ألف دولار.
وفي شهادته، قال الفتى البالغ من العمر 15 سنة والذي أُلقي القبض عليه في طريقه إلى السفارة الإسرائيلية، إنه ظن في البداية أن المهمة في مايو (أيار) الماضي هي نقل القنب، وأنه كان غاضباً وشعر بأنه خُدع عندما طُلب منه حمل سلاح. وادعى أنه قبل ثلاثة أيام فقط، سُئل عما إذا كان سينفذ عملية سطو على السفارة الإسرائيلية، ورفض بسبب طابعها السياسي، مضيفاً أنه لم يكن يعلم إلى أين سيذهب تلك الليلة إلا عندما استقل سيارة أوبر.
أما شقيق الفتى البالغ من العمر 14 سنة، والذي اعتُقل لإطلاقه النار بالقرب من السفارة في اليوم التالي، قال إنه لم يعتقد أن شقيقه "قادر" على تنفيذ الهجوم، وفقاً لتسجيل صوتي أجرته الشرطة السويدية عقب الحادثة، وعبّر عن دهشته بأن شقيقه أفرغ مخزن الذخيرة بالكامل وقال "ظننت أنه سيطلق النار مرة واحدة ثم سيخاف ويهرب".
زادت الاستهدافات بعد حرب غزة
وصرح جهاز الأمن السويدي "سابو" بأن هذه المحاولات كانت من بين عدة هجمات استهدفت مصالح إسرائيلية في السويد، إذ خططت في العام الماضي عصابتان سويديتان متنافستان هما "فوكس تروت" و"رومبا"، لعدة هجمات استهدفت السفارة الإسرائيلية في استوكهولم نيابة عن إيران، واستغلت المراهقين لتنفيذها.
واعتبر فريدريك هالستروم، رئيس العمليات في جهاز الأمن السويدي، استخدام دولة أجنبية مثل إيران للأطفال أمراً مقلقاً وإشكالياً، مشيراً إلى أن "الجريمة المنظمة في السويد تُعد نقطة ضعف كبيرة تستغلها جهات خارجية". لافتاً إلى أن هذه الأنشطة تصاعدت عقب اندلاع حرب غزة، وقال، "بعد السابع من أكتوبر، بدأنا نلاحظ هذا النوع من الأساليب".
السويد... مرادف العنف في أوروبا
تواجه السويد موجة من عنف العصابات التي شملت بشكل متزايد الأطفال والمراهقين، ووفقاً لمقابلات أجرتها "سي أن أن" مع أكثر من 20 مصدراً منهم أعضاء سابقون في العصابات، وأخصائيون اجتماعيون، ومدعون عامون، فإن وسائل التواصل أداة رئيسة في جهود العصابات لتجنيد الأطفال حيث يقوم رجال العصابات بتدريبهم عبر الإنترنت على ارتكاب الجرائم مثل التفجيرات والقتل المأجور.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت شبكة CNN عن أمثلة حديثة لهجمات مُخطط لها على مواقع إسرائيلية ويهودية في أوروبا، حيث زُعم أن شبكات إجرامية مرتبطة بإيران مارست ضغوطاً على السكان المحليين لتنفيذ هذه الجرائم، وفقاً لوثائق المحكمة. ومن بين الأهداف: كنيس ومركز تذكاري يهودي في ألمانيا، ومطعم ومركز صلاة يهودي في اليونان.
وتشير الشبكة الأميركية إلى أن السويد، المعروفة بامتلاكها واحدة من أكثر شبكات الأمان الاجتماعي سخاءً في العالم، وثقافة راسخة في رعاية الفئات الضعيفة، أصبحت في السنوات الأخيرة مرادفاً لجرائم العنف في أوروبا وتملك أعلى معدلات جرائم الأسلحة النارية في القارة، وفقاً لدراسة أجراها المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة.
في يناير وحده، وقع 33 انفجاراً مرتبطاً بالعصابات في السويد وهو أعلى رقم شهري سُجل على الإطلاق في البلاد، وفقاً لتقرير الشرطة السويدية لعام 2025. وفي عام 2024، كان 30 في المئة من المشتبه فيهم في جرائم القتل المتعلقة بالأسلحة النارية دون سن 18 سنة، مقارنةً بنحو 20 في المئة في السنوات الأخيرة، وفقاً للتقرير نفسه.
وارتفع عدد الشباب في السويد المشتبه فيهم في جرائم الأسلحة سبعة أضعاف خلال عقد وكذلك نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 سنة ممن يشتبه في حيازتهم مسدساً أو سلاحاً آلياً بشكل غير قانوني في السويد من 5 في المئة في عام 2012 إلى 11 في المئة في 2022 وفق المجلس الوطني السويدي للوقاية من الجريمة.
واعتبر جون فورسبيرغ، المشرف على الشرطة الوطنية السويدية الوضع بأنه "كارثة وطنية"، مضيفاً أن الأطفال أصبحوا يعبرون الحدود لارتكاب الجرائم، مما يجعلها مشكلة على مستوى أوروبا، وغالباً ما تغري العصابات الأطفال والمراهقين بأغراض باهظة الثمن، فتُكلفهم في البداية بمهام تبدو بريئة، ثم تصبح أخطر مع مرور الوقت.
ويقول محقق سابق في الشرطة السويدية عمل على قضايا متعددة إن بعض الأطفال الذين تستغلهم العصابات يُعميهم السعي وراء المال والمكانة الاجتماعية والأشياء المادية، كما أنهم مهووسون بفكرة امتلاك المال لشراء الملابس".
ويشير التحقيق إلى دوافع شخصية واجتماعية واقتصادية أخرى تلعب دوراً في التجنيد، تشمل السعي إلى الانتماء. وقال عضو سابق في عصابة يساعد حالياً الأطفال على التحرر من العصابات، إن "الشباب يشعرون باضطراب في الهوية، ولا يجدون قدوة لهم عندما يكبرون، والانتماء إلى هذه العصابات يمنحهم شعوراً بالانتماء للمجتمع".
صعوبة تعقّب العصابات
وصرحت المدعية العامة السويدية ليزا دوس بأن استخدام القاصرين يُمكّن أعضاء العصابات الأكثر خبرة من التهرب من السلطات الأمنية، لأنهم يفتقرون إلى الصلة بكل من الهدف وزعيم العصابة الذي يُريد إنجاز المهمة، وهذا يُصعّب تعقبهم".
من أبرز العصابات التي ارتبطت بالهجمات على مصالح إسرائيلية في السويد هي عصابة فوكستروت، التي يتزعمها روا ماجد وقد أججت تصاعد العنف في شوارع البلاد بحسب التحقيق، مستخدمةً المراهقين لارتكاب الجرائم. وتفاقمت حروب العصابات في عام 2023 عندما بدأ زعيم فوكستروت خصومة مع حليفه السابق، إسماعيل عبده، الذي أصبح زعيم العصابة المنافسة المعروفة باسم رومبا.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية أخيراً عقوبات على عصابة فوكستروت وزعيمها، الذي قالت إنه يتعاون مع وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية. واتهمت العصابة بتدبير هجمات على إسرائيليين ويهود في أوروبا نيابة عن إيران، بما في ذلك محاولة الهجوم على السفارة الإسرائيلية في استوكهولم في يناير 2024.
وأعلنت وزارة الخزانة عن العقوبات في أوائل مارس (آذار) الماضي، قائلةً إن النظام الإيراني استخدم الشبكات الإجرامية بشكل متزايد كوكلاء. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، "إن استخدام إيران السافر للمنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وتجار المخدرات يُبرز محاولات النظام لتحقيق أهدافه بأي وسيلة، من دون مراعاة للتكلفة التي تتحملها المجتمعات في جميع أنحاء أوروبا".
وغادر ماجد زعيم فوكستروت السويد في أبريل (نيسان) 2019، ويقيم منذ ذلك الحين في السليمانية، وهي مدينة كردية في شمال العراق، وفقاً للشرطة السويدية، لكنه استمر بحسب تحقيقات الشرطة في التواصل مع شركائه الإجراميين والإشراف على العمليات عبر محادثات مشفرة، مستخدماً اسم "فوكس كردي" المستعار، في إشارة إلى لقبه "الثعلب الكردي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
سوريا ترحِّب برفع العقوبات الأمريكيَّة رسميًّا وتعتبره «خطوة إيجابية»
رحَّبت سوريا أمس، برفع الولايات المتحدة رسميًّا العقوبات الاقتصاديَّة التي كانت مفروضة على البلاد، معتبرة أنَّها «خطوة ايجابيَّة في الاتجاه الصحيح»، في وقت تحاول السلطات دفع عجلة التعافي الاقتصادي وتحسين علاقتها مع الدول الغربيَّة، بعد نزاع مدمر استمر 14 عامًا.ورفعت الولايات المتحدة الجمعة، رسميًّا العقوبات الاقتصاديَّة عن سوريا، في تحوُّل كبير للسياسة الأمريكيَّة بعد إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد، من شأنه أنْ يفتح الباب أمام استثمارات جديدة في المرحلة المقبلة.وأثنت السلطات السوريَّة، في بيان صادر عن الخارجيَّة، «بالقرار الصادر عن الحكومة الأمريكيَّة برفع العقوبات التي فرضت على سوريا وشعبها لسنوات طويلة».وقالت إنَّه «خطوة إيجابيَّة في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانيَّة والاقتصاديَّة في البلاد».وأعربت سوريا عن «تقديرها لجميع الدول والمؤسَّسات والشعوب التي وقفت إلى جانبها»، مؤكدةً أنَّ «المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعادة بناء ما دمَّره النظام البائد، واستعادة مكانة سوريا الطبيعيَّة في الإقليم والعالم».وجاءت الخطوة الأمريكيَّة تنفيذًا لقرار أعلنه الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي في الرياض، حيث التقى نظيره السوري أحمد الشرع بوساطة سعوديَّة.ووفق وزارة الخزانة الأمريكيَّة، يشمل رفع العقوبات الحكومة السوريَّة الجديدة شرط عدم توفيرها ملاذًا آمنًا لمنظمات إرهابيَّة وضمانها الأمن لأقليات دينيَّة وإثنيَّة.وأصدرت وزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة بشكل متزامن إعفاء لمدة 180 يومًا من تطبيق قانون قيصر، لضمان عدم عرقلة العقوبات للاستثمار الأجنبي في سوريا، ما يمنح الشركات ضوءًا أخضر لمزاولة الأعمال في البلاد.وفرض القانون الصادر عام 2020 عقوبات صارمة على مقربين من الأسد، وعلى كل كيان، أو شركة تتعامل مع السلطات السوريَّة.وطال كذلك قطاعات البناء والنفط والغاز، وحظر على واشنطن تقديم مساعدات لإعادة الإعمار.وبعيد اندلاع النزاع المدمِّر الذي بدأ عام 2011 باحتجاجات سلميَّة قمعها الأسد بالقوة، فرضت الولايات المتحدة قيودًا شاملة على التعاملات الماليَّة مع البلاد، وشدَّدت على أنَّها ستفرض عقوبات على كل من ينخرط في إعادة الإعمار طالما أنَّ الأسد في السلطة.وعرقلت الحرب والعقوبات تأهيل مرافق وبنى تحتيَّة خدميَّة، وجعلت التعاملات مع القطاع المصرفيِّ السوريِّ مستحيلة.وجاء رفع العقوبات الأمريكيَّة، الذي تلاه رفع الاتحاد الأوروبي الأسبوع الحالي لكافة العقوبات عن سوريا، في وقت تحاول السلطات دفع عجلة التعافي الاقتصاديِّ بعد سنوات الحرب التي استنزفت الاقتصاد ومقدراته، ودمَّرت البنى التحتيَّة في البلاد وقدرة البلاد على توفير الخدمات الرئيسة من كهرباء ووقود.وقال وزير الخارجيَّة الأمريكي ماركو روبيو -في بيان- الجمعة: إنَّ من شأن الإعفاء من العقوبات أنْ «يسهِّل توفير خدمات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، وتمكين استجابة إنسانيَّة أكثر فعاليَّة في جميع أنحاء سوريا».ويتيح الإعفاء القيام باستثمارات جديدة في سوريا وتقديم خدمات ماليَّة، وإجراء تعاملات على صلة بالمنتجات النفطيَّة السوريَّة.كذلك، أعلن البنك الدولي الأسبوع الماضي، أنَّ السعوديَّة وقطر سدَّدتا ديونًا مستحقَّة على سوريا بنحو 15,5 مليون دولار؛ ما يمهِّد الطريق لاستئناف برامجه فيها، بعد توقف دام 14 عامًا.وشدَّد -في بيان- «تسير سوريا على طريق التعافي والتنمية»، مضيفًا: إنَّ أوَّل مشروع له مع الحكومة السوريَّة الجديدة سيركِّز على تحسين خدمة الكهرباء.ويعود تاريخ بعض العقوبات الأمريكيَّة على سوريا إلى العام 1979.كما أنَّ الشرع، الذي كان يُعرف باسم أبو محمَّد الجولاني قبل قيادته الهجوم الذي أطاح الأسد في الثامن من ديسمبر، كان مدرجًا على قائمة الإرهاب، ورصدت واشنطن عام 2017 مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله.وأشار روبيو إلى أنَّ الاجراءات الأمريكيَّة المتَّخذة «تمثِّل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الرئيس بشأن علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة».وتتطلَّع السلطات الانتقاليَّة من جهتها إلى إعادة بناء العلاقات مع الحكومات الغربيَّة.وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني -في منشور على اكس- السبت: «نعد شعبنا بمزيد من النجاحات في الأشهر المقبلة، استكمالًا للقرارات المتتالية برفع العقوبات الأمريكيَّة والأوروبيَّة عن سوريا».


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
قبة ترمب الذهبية ستذكر كواحدة من أفظع حماقاته
تحت وجه رونالد ريغان المبتسم في اللوحة المعلقة داخل المكتب البيضاوي، أعلن الرئيس دونالد ج. ترمب أن حلم "حرب النجوم" الذي كان يراود سلفه ببناء نظام دفاع صاروخي شامل لحماية الولايات المتحدة سيبصر النور. يطلق ترمب على المشروع اسم "القبة الذهبية"- وهو مشروع ترمبي إلى أبعد الحدود. وهذا ليس شيئاً جيداً. أولاً، لا بد من أن يكون المشروع "ذهبياً". لدى ترمب هوس أشبه بولع لويس الـ14 الفرنسي بالذهب. اكتسى مكتبه اللون الذهبي حرفياً وبوتيرة منتظمة بفضل إضافة التماثيل الصغيرة المبهرجة التي نبشت من أقبية البيت الأبيض وجاءت لتكمل التفاصيل المذهبة المفرطة في الزخارف الجصية والستائر. حتى جهاز التحكم بالتلفاز من بعد أصبح مكسواً باللون الذهبي. وفيما استفاد الإسرائيليون كثيراً من منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية الصاروخية التي زودها بهم الأميركيون - والتي صدت فعلياً الهجمات الإيرانية - فإن ما لدى أميركا نفسها لا يمكن تشبيهه بمعدن أساس [أي مجرد حديد وليس معدناً ثميناً كالذهب]. فالرسومات المبهرجة التي استخدمها البيت الأبيض في التعريف عن المنظومة تبدو أقرب إلى إعلان لعملة مشفرة أخرى يطلقها ترمب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وثانياً، تعد القبة الذهبية مشروعاً طموحاً بصورة مبالغ بها، كما هو المعتاد من ترمب. مثل جدار ترمب سيئ السمعة، غير المنجز، وغير النافع على الحدود مع المكسيك، فإن قبته الذهبية التي يفترض أنها "رؤيوية" مليئة في الواقع بالعيوب وكلفها باهظة. لا سبب يدعو إلى تكبير منظومة القبة الحديدية الصغيرة نسبياً، والمصممة للتصدي لصواريخ المديين القريب والمتوسط، إلى الحد المطلوب لمواجهة هجوم متواصل من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أو الصواريخ التي تطلق من الفضاء الخارجي. وحتى لو صنعت بنجاح، فربما لن تكون فعالة 100 في المئة، كما هي الحال مع القبة الحديدية في إسرائيل-ولن ترغبوا بأن تكونوا في وضع يحتم عليكم اكتشاف فاعليتها. فبحلول ذلك الوقت، ستكونون قد أنفقتم مبلغاً أكبر بكثير من تقديرات ترمب المتفائلة، أي 175 مليار دولار، في سبيل أن تكتشفوا ذلك. ربما عليه أن يسأل صديقه إيلون ماسك، الذي لوحظ غيابه الغريب عن الساحة، إن كانت القبة الذهبية توظيفاً جيداً لأموال دافعي الضرائب الأميركيين. وهنا نصل إلى المشكلة الثانية، وهي إحدى مشكلات ترمب النموذجية: إن المشروع غير مدروس جيداً. عندما طرح ريغان مقترح مبادرة الدفاع الإستراتيجي Strategic Defence Initiative (SDI) عام 1983، كان من الواضح أنه يفكر بالروس. لكن ترمب الآن يريد أن يصادقهم ويكون شريكاً مع بوتين، وربما حتى الرئيسين شي وكيم وغيرهما في تحالف دولي للرجال الأقوياء. إن كان هدف القبة الذهبية حماية أميركا، فممَّن ستحميها؟ من المنطقي أن يكون الجواب من أعداء غير معروفين وغير متوقعين حتى الآن، لكن ليس إن كان ترمب يريد مصادقتهم جميعاً. ولو فشلت هذه الصداقات، قد تكون القبة الذهبية مفيدة، لكن لا شيء يمنع الصينيين في المبدأ من تطوير قبتهم الخاصة - فهم يمتلكون المال وربما التكنولوجيا حتى - وتصديرها إلى حلفائهم في موسكو وبيونغ يانغ وغيرها من الأماكن. ولا أحد يعرف انعكاس ذلك على التوازن الإستراتيجي العالمي في مجال السلاح. وكما تثبت لنا القبة الحديدة كذلك، فإن الابتكار العسكري يمكن أن يؤدي إلى تبعات غير مقصودة. فبفضل كفاءتها العالية، أسهمت القبة الحديدية في كبح العدوان الإيراني ورعاية طهران الحوثيين وغيرها من الجماعات الإرهابية، وهو أمر إيجابي. لكنها، في المقابل، حررت إسرائيل من أية قيود في شن حروبها. إذ قضت على تأثير الردع في السياسة الإسرائيلية بسبب المخزون الصاروخي الذي تمتلكه إيران وحلفاؤها، مثل "حزب الله"، وقد انفلت الوضع تماماً. قد تكون إسرائيل أكثر أمناً من أحد الجوانب بفضل القبة الحديدية، لكن زعزعة المنطقة نتيجة لذلك لم تسهم في أمنها على المدى البعيد. ربما يجعل ذلك إيران أكثر عزماً حتى على الحصول على سلاح نووي- إضافة إلى قبة خاصة بها. مع تطوير القبة الذهبية، كما حدث مع مبادرة الدفاع الأستراتيجي التي طرحها ريغان قبل ذلك، سيظهر قانون العواقب غير المقصودة بطرق مخيفة. فإذا زالت مفاهيم الردع و"التدمير المتبادل المؤكد" إلى غير رجعة، لا يمكن التنبؤ بما يحدث بعدها. باستثناء ربما أن الصين وروسيا لن تجلسا من دون تحريك أي ساكن، بل ستسعيان إلى إيجاد طرق لاستعادة توازن القوى. قد لا يؤدي هذا المشروع، كما تخيل ريغان في السابق وربما يعتقد ترمب اليوم، إلى نزع شامل للسلاح النووي. ففي ثمانينيات القرن الماضي، رأت روسيا أن "مبادرة الدفاع الإستراتيجي" استفزاز مباشر، مما زاد من حدة الحرب الباردة. وقد استغرق الأمر أعواماً – ساعدت فيها الصعوبات التقنية في تنفيذ المشروع – حتى أعيد فتح باب المحادثات في شأن ضبط التسلح بين ريغان وميخائيل غورباتشوف، وتوج ذلك باتفاق الأسلحة النووية المتوسطة عام 1987. على سبيل التفاؤل، قد تكون نهاية مشروع ترمب لإنشاء القبة الذهبية، نهاية سعيدة. إن كان السلام هو الهدف، فلا يمكن اعتباره مسعى غير نبيل- بل مستقبل ذهبي. لكن إن أخذنا في الاعتبار تذبذب الرئيس وكلفة البرنامج، نجد أنه من شأن القبة الذهبية أيضاً أن تزيد خطورة عالمنا المضطرب. وسيكون من اللطيف أن نصدق أن "العبقري المستقر"، كما يصف نفسه، قد فكر فعلاً في كل هذه التداعيات.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
سائقو الأجرة يهددون "رولان غاروس".. ورئيس الوزراء يتدخل
أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو يوم السبت إنه سيعيد النظر في الإصلاح المقترح بعد أن هدد سائقو سيارات الأجرة بتصعيد أعمالهم الاحتجاجية، بما في ذلك شل حركة الوصول إلى مطارات باريس وبطولة رولان غاروس للتنس. وقام سائقو سيارات الأجرة الفرنسيون على مدار الأسبوع الماضي بإغلاق الطرق في نقاط في جميع أنحاء البلاد في مواجهة حادة مع الحكومة بشأن المدفوعات مقابل نقل المرضى، والتي تشكل بالنسبة للعديد من سائقي سيارات الأجرة جزءًا رئيسيًا من أعمالهم. وقال بايرو للصحفيين بعد اجتماعه مع اتحادات سيارات الأجرة: سنعمل على تفاصيل القرارات والتدابير والتوجيهات التي يجب اتخاذها خلال الأسابيع المقبلة. لديهم أفكار لتحقيق وفورات. وكان سائقو سيارات الأجرة قد هددوا في وقت سابق من يوم السبت بمزيد من عمليات الإغلاق، لا سيما في مطارات باريس وفي الجولة الأولى من بطولة رولان غاروس يوم الأحد. وفي فترة ما بعد الظهر، كانت حوالي 1200 سيارة أجرة متوقفة في جادة بالقرب من مكاتب وزارة النقل في باريس. ويتمثل مطلبهم الرئيسي في إلغاء القواعد الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في أكتوبر بشأن نقل المرضى لتوحيد الأسعار على الصعيد الوطني، والتي يقول سائقو سيارات الأجرة إنها ستؤدي إلى تآكل دخلهم بشدة. وقال إيمانويل كوردييه، رئيس الاتحاد الوطني لسيارات الأجرة (FNDT)، لإذاعة فرانس إنفو صباح يوم السبت: نحن نطالب بالانسحاب الفوري من هذا الاتفاق والعودة إلى طاولة المفاوضات. كما عادت الشكاوى ضد خدمات النقل التشاركي مثل أوبر وبولت إلى الظهور مجدداً، حيث يرى سائقو سيارات الأجرة أنها تشكل تهديداً سيئاً لسبل عيشهم.