
ارتباك وانقسام في الولايات المتحدة .. هل تتدخل عسكريًا ضد إيران؟
الأنباط -
قالت صحيفة "لوموند' الفرنسية، في مقال لمراسلها في واشنطن بيوتر سمولار، إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه لحظة حاسمة في سياستها الخارجية، ويبدو أن كل شيء بات مرهوناً برجل واحد: الرئيس دونالد ترامب، الذي يثق بخبرته الشخصية ويُبدي احتقاراً للمستشارين والخبراء، وحتى لبعض المقربين في إدارته. اليوم، يقف ترامب أمام قرار قد يرسم ملامح ولايته الثانية ويزعزع استقرار الشرق الأوسط لعقود: هل ينبغي لواشنطن أن تدعم إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وربما المضي نحو تغيير النظام في طهران؟
هذا الخيار يكتسب زخماً متزايداً، خاصة في ظل النجاحات العسكرية التي تحققها إسرائيل، لكنه يثير انقسامات عميقة داخل معسكر "اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً' (MAGA)، توضّح صحيفة لوموند، مُشيرة إلى ما كتبه ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل': "لدينا الآن سيطرة كاملة على الأجواء فوق إيران'، ملمّحًا بذلك إلى شراكة عسكرية محتملة مع إسرائيل. ثم دعا طهران إلى "الاستسلام غير المشروط'، مطمئناً إلى أن حياة المرشد الأعلى علي خامنئي "ليست مهددة في الوقت الراهن'.
كما أشارت "لوموند' إلى تشبيه السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، المقرب من الدوائر الإنجيلية المؤيدة لإسرائيل، هذه اللحظة بما واجهه الرئيس هاري ترومان عام 1945 عند اتخاذ قرار إسقاط القنابل النووية على اليابان.
أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، أمام الكونغرس في شهر مارس الماضي أن إيران لا تطوّر سلاحاً نووياً، وأن خامنئي لم يأذن باستئناف البرنامج النووي العسكري المتوقف
لكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لها رأي مغاير.. فقد أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، أمام الكونغرس في شهر مارس الماضي أن إيران لا تطوّر سلاحاً نووياً، وأن خامنئي لم يأذن باستئناف البرنامج النووي العسكري المتوقف منذ عام 2003. رغم ذلك، تجاهل ترامب هذه المعطيات قائلاً: "لا يهمني ما قالته'.
في خطابه التنصيبي في شهر يناير الماضي، وعد ترامب بإنهاء الحروب، لا خوضها. لكن هذا المبدأ بات مهدداً اليوم. وفي حديثه لمجلة "ذي أتلانتك'، قال: "أنا من ابتكر مبدأ "أمريكا أولاً'، وأنا من يحدد معناه'. مع ذلك، لا يسير كل شيء حسب إرادة ترامب، إذ أصبح التيار الشعبوي في الحزب الجمهوري كياناً مستقلاً نسبياً، لا يردد فقط ما يصدر عن البيت الأبيض، بل يعكس أيضاً صوت القاعدة. وعبر بعض أبرز وجوه هذا التيار عن معارضتهم لأي مغامرة عسكرية جديدة، توضح "لوموند'.
جاك بوسوبيك، أحد رموز الإعلام اليميني، حذّر من أن أي تدخل عسكري "سيُحدث انقساماً كارثياً' في صفوف تحالف ترامب. أما تشارلي كيرك، مؤسس منظمة Turning Point USA، فدعا إلى "تواضع وحكمة'، واعتبر أن "حروب تغيير الأنظمة لا تنجح'.
في المعسكر المؤيد للتدخل، نجد أصواتاً من التيار الجمهوري التقليدي، مثل الإعلاميين في قناة "فوكس نيوز' شون هانيتي ومارك ليفين، والسيناتور ليندسي غراهام، الذي شبّه النظام الإيراني بهتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، معتبراً أن إسقاطه "أمر جيد'.
لكن المعارضة الأكثر حدة جاءت من الإعلامي الشهير تاكر كارلسون، الذي سأل السيناتور تيد كروز عن عدد سكان إيران، فأجاب هذا الأخير بأنه لا يعرف. ردّ كارلسون: "هذا سؤال جوهري، لأنك تطالب بإسقاط حكومة هذا البلد'. فخلال ظهوره مع ستيف بانون، أحد أبرز منظّري الشعبوية، طالب كارلسون بنقاش "عقلاني' حول أهداف الولايات المتحدة في حال تغيير النظام الإيراني. وأضاف: "هل فكرتم جيداً بما سيحدث في بلد يضم 90 مليون نسمة؟ يبدو أنكم لم تفكروا إطلاقاً'، تُشير صحيفة "لوموند'.
تجدر الإشارة إلى أن استطلاع رأي جديد نشرته مجلة The Economist بالتعاون مع YouGov كشف أن 16% فقط من الأمريكيين يؤيدون تدخل واشنطن في النزاع بين إسرائيل وإيران، فيما يعارضه 53% من الجمهوريين.
أما نائب الرئيس، جي. دي. فانس، والذي سبق أن أبدى تحفظاته على العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، فقد دخل النقاش مرغماً، بعد تعرضه لانتقادات من جهات محافظة. وعبّر في بيان مطوّل عن ثقته بالرئيس ترامب، معترفاً في الوقت ذاته بحق الأمريكيين في القلق من "مستنقع خارجي جديد' وكتب: "أعتقد أن الرئيس يستحق بعض الثقة في هذا الملف'.
هذا النداء للثقة، أوضحت "لوموند' يأتي في وقت تتزايد فيه مؤشرات الارتباك داخل معسكر ترامب مع اقتراب ساعة الحسم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
فوكس نيوز .. نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
#سواليف الأخبار كثيرة هذه الأيام لكن ما سيسجله التاريخ هو #تدمير #إسرائيل للبنية التحتية النووية والعسكرية لإيران بموافقة ضمنية من الرئيس #ترامب. هيو هيويت – فوكس نيوز حتى أشد منتقديه سيُضطرون في النهاية إلى الاعتراف بأن الرئيس دونالد #ترامب قد هيمن على الأحداث الدولية والوطنية منذ عودته إلى منصبه قبل 5 أشهر. ومع أن الأحداث كثيرة هذه الأيام؛ من عرض عيد ميلاد الجيش أو تجمع 'لا ملوك' أو الاغتيالات السياسية لمسؤولين ديمقراطيين في مينيسوتا، أو ربما شاهدتَ بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس في عيد الأب، ولكن التاريخ سيسجل أن الرئيس ترامب قد سيطر على #الأحداث الجارية في #الشرق_الأوسط بمهارة استثنائية. يتفق أكثر المحللين جدية في إسرائيل، مثل أميت سيغال، مراسل القناة 12 الإسرائيلية، أن الرئيس #ترامب أعطى #الضوء_الأخضر لرئيس الوزراء #نتنياهو لضرب #إيران في هذه الجولة الثالثة من القتال المباشر بين إيران وإسرائيل خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية. لقد دخلت إيران حرب إسرائيل الطويلة في 13 أبريل 2024، ومرة أخرى في 1 أكتوبر من ذلك العام بإطلاق مئات الصواريخ والقنابل من مختلف الأنواع عبر محاولات إطلاق متعددة على إسرائيل. واعترض جيش الدفاع الإسرائيلي ('IDF')، بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، هاتين الموجتين من الهجمات، وتكبدت إسرائيل بعض الأضرار والخسائر في الأرواح وجرحت آخرين. ثم ردت إسرائيل بهجمات مضادة دقيقة للغاية، وألحقت أضرارًا بالدفاعات الجوية الإيرانية، مما بعث برسالة حول قدرات إسرائيل. لكن الرئيس بايدن عمل وفريقه على منع إسرائيل من أي تصعيد إضافي في كلتا المناسبتين. ثم تغير المشهد بعد وقت قصير من فوز الرئيس ترامب الساحق في نوفمبر، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمر بالمضي قدمًا في التخطيط النشط لضربات نهاية الأسبوع الماضي على إيران. وكان المعتقد السائد لدى الإسرائيليين أن إيران استفادت من الظروف الإقليمية وانشغال العالم بحرب غزة لتنشيط برنامجها النووي. لكن نتنياهو ما زال يحتاج على الأقل إلى موافقة ضمنية من الرئيس ترامب، والتي حصل عليها بعد انتهاء مهلة الستين يوما التي منحها ترامب للنظام الإيراني للدخول في مفاوضات جادة بشأن تفكيك برنامجها للأسلحة النووية. واعتقدت الإدارة أن إيران تماطل بالمفاوضات، وهي ترى أن النظامين الذين تعاقبا على الحكم في إيران؛ عهد آية الله الخميني وعهد آية الله خامنئي، مسؤولان عن ما آلت إليه الأوضاع في إيران اليوم. وتزعم إسرائيل أنها أبقت على آية الله خامنئي حياً كي يشهد على تدمير مساعيه. وكان خامنئي قد سخر مراراُ من توجيهات الإدارة الأمريكية حول الحد من البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم. وتعتقد الإدارة الحالية أن خامنئي حاول اغتيال ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين بعد أن أمر ترامب بتصفية الجنرال قاسم سليماني. كما تعتقد الإدارة الأمريكية أن إيران مسؤولة مباشرة عن قتل واحتجاز آلاف الأمريكيين منذ الإطاحة بشاه إيران عام 1979. وخلال 5 أشهر، حوّل ترامب الولايات المتحدة من قولها لإسرائيل 'لا تهاجموا رفح' في غزة إلى قولها 'اضربوا إيران. إنهم يرفضون التفاوض بحسن نية'. ولم يطلب نتنياهو ذلك مرة أخرى، ولم يكن بحاجة إليه. وللمرة الأولى منذ طلب نتنياهو دعم القيادة العسكرية الإسرائيلية للضربات، وافق الجيش الإسرائيلي: 'انهضوا واضربوا'. وطوال هذا الوقت، حافظ ترامب على 'غموض مُتقن' حول دوره. وهو أمرٌ لافتٌ للنظر وغير مسبوق. وهو في ذات الوقت يعرض التوسط من أجل السلام في كل مكان وزمان، وينصح أعداءنا بعدم قتل أو جرح الأمريكيين وإلا سيواجهون القوة الكاملة للجيش الأمريكي. وهو يعرف متى يقدم العروض، ومتى يسحبها أو يضع شروطاً عليها، ومتى ينسحب. لقد كانت الأيام الستون الماضية من 'المفاوضات' بين الممثلين الإيرانيين والمبعوث الخاص ويتكوف بمثابة فرصة حقيقية لإيران لتجنب العقوبة التي تتعرض لها الآن من إسرائيل. وقد عرض ترامب إعادة إرسال ويتكوف، والآن تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ أكبر بكثير في هذه المحادثات إذا استؤنفت. ويمنح الرئيس ترامب إسرائيل أسابيع لإضعاف برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، وربما تدمير شريان صادراتها من الطاقة إذا استمرت طهران في استهداف المدنيين الإسرائيليين. ولم يُصرّح بذلك علنًا، لكنه حذّر خامنئي من أن الأمر قد يتطور إلى مواجهة. الآن أمام ترامب 43 شهرًا في الرئاسة. ولنراقب معا كيف ستسير الأحداث خلال هذه المدة من ولايته.


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
معايير النصر والهزيمة في حرب إسرائيل وإيران
كتب: عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية ما زالت حرب إسرائيل على إيران، بعيدة عن خط النهاية، وربما لم تبلغ ذروتها بعد، فيما الأطراف المنخرطة فيها، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، وضعت لنفسها أهدافاً ذات سقوف عالية، وهي من الخطورة والأهمية بمكان، يصح معه القول إنها قد ترسم صورة المنطقة، بتوازنات القوى ودينامياتها، وربما خرائطها، لسنوات وعقود قادمة. من منظور إسرائيلي، تشفّ الضربة الافتتاحية الصاعقة لهذه الحرب، وما تكشّفت عنه من استعدادات مسبقة، عسكرية وسياسية، لوجستية واستخبارية، تعود لعقد أو عقدين من السنين، أن تل أبيب تخطط لما هو أبعد من مجرد إلحاق 'إعاقة مزمنة' ببرنامج طهران النووي، وبما يتخطى تفكيك هذا البرنامج على الطريقة الليبية، إلى تجريد نظام الجمهورية الإسلامية من أنيابه ومخالبه البالستية و'الفرط صوتية'، لفتح باب الانتقال من استراتيجية 'تغيير السياسات' إلى استراتيجية 'تغيير النظام'…إسرائيل لم تعد تخفي أهداف حربها على إيران، ولم نعد بحاجة لتقارير استخبارية أو تقديرات محللين استراتيجيين للتعرف عليها، فهم يقولونها علناّ وعلى رؤوس الإشهاد، ومن الحكمة أخذ الأمر على محمل الجد، وعدم النوم على حرير التقديرات والرهانات الخائبة. إسرائيل تعاود 'قص ونسخ'، بعضاً من تجارب حروبها في العرب والفلسطينيين في حربها الجارية على إيران: 'الخداع الاستراتيجي'، 'المباغتة والصعقة' كما في حزيران 1967، 'قطع الرأس/الرؤوس' مع بدء الحرب كما في لبنان، 'الخرق الأمني الاستراتيجي'…وهي تكثف في سبيل ذلك، من استخدام مفردات 'الاستباحة' و'استراتيجية الضاحية'، بل وبدأت مبكراً الحديث عن 'اليوم التالي' في إيران، وأجراء سلسلة من الاتصالات مع بقايا العهد الشاهنشاهي المخلوع، وفصائل معارضة مسلحة في الداخل والخارج، من انفصاليين و'مجاهدين' وغيرهم، وفي ظني أن 'الموساد'، ما كان ليسجل كل هذه الاختراقات الميدانية، بالاعتماد على قواه الذاتية فقط، وإنما باللجوء إلى هذه القوى، ذات الامتداد والقدرة الأوسع على التحرك في الداخل الإيراني. لا يعني ذلك بالطبع، أن كل ما تتمناه إسرائيل ستدركه…فالمسألة من قبل ومن بعد، رهنٌ بتوفر جملة من الشروط، التي قد تعمق الفجوة بين 'حسابات الحقل وحسابات البيدر'…أولها وأهمها؛ قدرة إيران على الصمود واسترداد زمام المبادرة ومدى نجاحها في إعادة بناء ميزان 'الردع والتوازن' في علاقتها بإسرائيل…وثانيها؛ استعداد الولايات المتحدة على وجه التحديد، لتوسيع دائرة انخراطها في هذه الحرب، ومن بوابة استهداف ما تعجز آلة الحرب الإسرائيلية عن استهدافه، وإلحاق أقدح الضرر بالمواقع الحصينة التي ينهض عليها المشروع النووي الإيراني. حتى الآن، والحرب ما تزال في يومها الرابع، يبدو أن كلا الشرطين غير متوفرين لحكومة اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفاً، فلا طهران رفعت راية بيضاء، بل على النقيض من ذلك، تماسكت وصمدت وتعافت مبكراً، وشرعت في استعادة 'التوازن والردع'، ولا واشنطن 'تُجاري' تل أبيب في سقوف أهدافها وتوقعاتها المرتفعة للغاية، وترتضي بما هو دون ذلك، مع أنها لن تمانع في اللحاق بتل أبيب بل واستباقها للعمل على تحقيق هذه الأهداف، إن تأكد لها للحظة واحدة، أن ثمة فرصة لتحقيقها، وتحقيقها سريعاً، وبقدر معقول من الكلف العسكرية والاقتصادية، من منظور أمريكي، سبق لواشنطن أن ارتضت باحتفاظ طهران بدائرة تخصيب خفيض (3.6 بالمئة) لليورانيوم على أرضها، كافٍ للاستخدامات السلمية والمدنية، تحت وابل من شروط التحقق والتفتيش والرقابة…تلكم كانت مضامين اتفاق فيينا في 2015، قبل أن تنقلب إدارة ترامب الأولى على الاتفاق وتنسحب منها، وقبل أن يعاود ترامب، في ولايته الثانية، الحديث عن 'صفر تخصيب' على الأرض الإيرانية…الولايات المتحدة تشاطر إسرائيل 'قلقها' من برنامج إيران الصاروخي، واستتباعاً من 'دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة'، تلك الجملة التي صارت 'لازمة' في خطاب السياسة الخارجية الأمريكية، ودول أوروبية عدة على حد سواء. واشنطن التي جاء رئيسها بوعود السلام في كل مكان، وعلى مختلف الجبهات والأزمات، مدفوعاً بـ'حلم نوبل' وجائزة السلام الأرفع، ليست راغبة في 'التورط' بحرب كبرى في الشرق الأوسط، ولا تقيم 'الوزن ذاته' لمخاوف تل أبيب وهواجسها، بيد أن أداء رئيسها المُتسم بالنزق والخفة، واحياناً بالجهل والتبسيط لأعقد الأزمات وأكثرها حساسية وتشابكاً مع الحاضر والتاريخ والثقافة والجيوبوليتكس، فلا يكف عن إطلاق وابل الوعيد والتهديد، وفرض المهل الزمنية الجزافية تعسفاً، أفضى إلى الفشل في إدارة معظم هذه الملفات، من غزة إلى أوكرانيا، واليوم إيران وإسرائيل والاستعاضة عن الفشل، بادعاء النجاح في منع الحروب أو إيقافها على جبهات أخرى: الباكستان والهند، وأخيراً مصر وأثيوبيا (؟!!). وإذا كانت إدارة ترامب، قد أظهرت وهي تعالج بعض أزمات إقليمنا، قدراً من 'الابتعاد' عن أولويات السياسة الإسرائيلية وحسابات نتنياهو، كما في مقاربة الملف السوري والانفتاح على النظام الجديد، وكما في شق قنوات اتصال مباشر مع حماس بالضد من الرغبة الإسرائيلية، وإبرام اتفاق مع جماعة أنصار الله في اليمن، والخروج من 'الحرب العبثية' التي شنها على هذا البلد المنهك بحروبه وحروب الآخرين عليه … إلا أن هذه الإدارة، تعود فتؤكد التصاقها بالأجندة الإسرائيلية في قضايا مفصلية أكثر أهمية، وبالذات في ملفي إيران وغزة، حتى وإن كانت لها 'تفضيلاتها' المختلفة عن أولويات نتنياهو، إلا أنها دائماً ما تعود لضبط خطواتها على الإيقاع الإسرائيلي. هل تدخل واشنطن الحرب الإسرائيلية على إيران من بوابة القاذفات الاستراتيجية والقنابل الأكثر فتكاً وتدميراً في العالم؟ سؤال لا يبارح مخيلة وأذهان السياسيين والمراقبين في المنطقة والعالم، وفي ظني أنه من سوء التقدير وقلة الحكمة، إسقاط هذا 'السيناريو'، على أننا نرى أنه سيتقدم في واحدة من حالتين أو كلتاهما: الأولى؛ إن خرجت ردود إيران وحلفائها على العدوان الإسرائيلي عن دائرة السيطرة، كأن يجري استهداف قواعد وأصول ومصالح أمريكية في الإقليم، عندها سيصبح التدخل واسع النطاق، من باب 'تحصيل الحاصل'، وسيكون مدعوماً بأوسع شرائح الطيف القيادي والمؤسسي الأمريكي، وسيحظى بدعم أوروبي يبدو مضموناً مسبقاً، خصوصاً من دول 'الترويكا' الثلاث: لندن، باريس وبرلين. والثانية؛ إن شعرت واشنطن أن تل أبيب تتعرض لخطر حقيقي، يتعدى ميزان الخسائر اليومية التي نراقبها ونتابعها حتى الآن، وإن تبدّى لها، إن هذه الحرب، ستنتهي بهزيمة لإسرائيل، تبدد مكتسبات الأشهر العشرين الفائتة، وتعيد الاعتبار لمحور طهران الذي أصيب في أكثر من مقتل إثر الحروب الإسرائيلية متعددة الجبهات والمسارات التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023 …عندها، سيكون التدخل الأمريكي واسع النطاق، هو التجسيد العملي لتعهدات ترامب وإدارته، بل ومختلف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، الالتزام بأمن إسرائيل والدفاع عنها وحفظ تفوقها. يملي ذلك على طهران وحلفائها، النظر لحسابات السياسة والميدان، من هذا المنظور المعقد، وتفادي سوء التقدير، وفي ظني، إنه خلف دخان التصريحات النارية لبعض القادة والمسؤولين الإيرانيين، ثمة 'عقل إيراني بارد'، لا شك أنه منهمك الآن، في إجراء مثل هذه الحسابات والتمارين. من منظور إيراني؛ ثمة أولوية قصوى لترميم 'الخراب' الذي ألحقته إسرائيل بمنظومة القيادة والسيطرة والتحكم، إذ نجحت تل أبيب في 'قطع رأس' الجهازين الأمني والعسكري، واختطفت أرواح نخبة من علماء طهران ومهندسيها، تليها أولوية استعادة الهيبة وبناء 'التوازن والردع' في مواجهة مشروع يستهدف تحويل طهران إلى ضاحية جنوبية جديدة، وأصفهان إلى 'خانيونس 2″…لا صوت يعلو في إيران، على صوت الثأر والانتقام الذي رُفعت راياته الحمراء فوق مآذن المساجد والحسينيات…لا مطرح لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل تحت عنوان 'وقف النار'، ولا استعجال في استئناف المفاوضات مع شريك إسرائيل في هذه الحرب، إدارة ترامب … والأهم من كل هذا وذاك، لا تنازل عن الحد الأدنى الذي قبلت به في الجولات التفاوضية الخمس قبل بدء الحرب الإسرائيلية عليها: التخصيب بنسب 3.6 بالمئة على الأرض الإيرانية والاعتراف بحقوق طهران النووية المشروعة في الاستخدام المدني – السلمي للطاقة النووية، ولا بحث في مشروعها الصاروخي أو دورها الإقليمي. أي تنازل عن هذه العناوين / الحقوق، يعني أن إسرائيل قد انتصرت في فرض إملاءاتها عليها، وسيعني أيضاً، أن ترامب الذي سعى في استخدام 'الهراوة الإسرائيلية' لتذليل عقبة الرفض الإيراني لإملاءاته، قد سجل فوزاً ساحقاً عليها … يمكن لإيران أن تذهب بعيداً في تقديم الضمانات والتطمينات بشأن سلمية ومدنية برنامجها النووي، وإن تُضَمّن أي اتفاق قادم ما يكفي من شروط وقواعد الشفافية والتحقق والتفتيش والرقابة، نظير رفع العقوبات، أو الجزء الأكبر منها، وبخلاف ذلك، تكون إسرائيل قد نجحت في تمكين ترامب، من إعلان الفوز لـ'دبلوماسية القوة' التي استعاض بها عن 'قوة الدبلوماسية', الحرب ما زالت في بداياتها، ومن المجازفة الذهاب إلى تقديرات بشأن خواتيمها، على أننا منذ الآن، نستطيع أن نعرّف عناصر النصر والهزيمة فيها: ترامب ينتصر إن أجبر إيران على تفكيك برنامجها النووي والإبقاء على هياكل لا قيمة لها بذاتها، بل بسلاسل التوريد من الخارج، المتحكم بها غالباً…نتنياهو ينتصر إن جرّد طهران من مخالبها النووية وأنيابها البالستية، ويصبح نصره 'مطلقاً' إن وضع مشروع 'تغيير النظام' على سكة النفاذ، من خلال إطلاق ديناميات داخلية كفيلة بإنجاز المهمة وإن بعد حين…وإيران تنتصر، إن استعادت ميزان 'التوازن والردع'، وإن بشروط أصعب من قبل، وإن حفظت الحد الأدنى من حقوقها النووية كما عرّفتها هي بذاتها، في مئات الخطابات والمواقف والمراسلات. الحرب مستمرة وللحديث صلة.


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
مواجهة إيران وإسرائيل.. خامنئي يعلن بدء المعركة وترامب يدعو طهران للاستسلام
وطنا اليوم:مع استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، لليوم السادس على التوالي، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، عبر حسابه على منصة 'إكس' قائلا 'باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة'، وأضاف: 'يجب التعامل بقوة، ولن نساوم أبدا'. وحذّر ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الثلاثاء من أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد. وفي حين قال إنه لا توجد نية لقتل المرشد الأعلى الإيراني على خامئني 'في الوقت الراهن'، فإن تعليقاته إلى موقف أكثر تشددا تجاه إيران، في الوقت الذي يدرس فيه إمكان زيادة التدخل الأميركي. وقال على منصته تروث سوشيال إن مكان الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي معروف لكن 'لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الراهن'، مضيفا 'صبرنا ينفد'. وبعد 3 دقائق كتب في منشور جديد 'استسلام غير مشروط! وأدت رسائل ترامب المتناقضة والغامضة أحيانا عن الصراع بين إسرائيل وإيران، إلى تعميق حالة الضبابية المحيطة بالأزمة. وتنوعت تعليقاته العلنية بين التهديدات العسكرية والمبادرات الدبلوماسية، وهو أمر ليس غريبا على رئيس معروف بنهجه المتقلب في السياسة الخارجية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق وابلين من الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح الأربعاء. ودوّت انفجارات في سماء تل أبيب. وطلبت إسرائيل من سكان منطقة طهران إخلاءها حتى تتمكن قواتها الجوية من ضرب المنشآت العسكرية الإيرانية. وأفادت مواقع إخبارية إيرانية بسماع دوي انفجارات أيضا في طهران ومدينة كرج غربي العاصمة. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي كان يتحدث في قمة مجموعة السبع في كندا التي غادرها ترامب في وقت مبكر، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الولايات المتحدة على وشك التدخل في الصراع. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب اجتمع مع مجلس الأمن القومي الثلاثاء لمناقشة الصراع. ولم تتضح نتائج الاجتماع بعد. وذكر 3 مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى. ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن سوى إجراءات دفاعية في الصراع الحالي مع إيران، بما في ذلك المساعدة في إسقاط الصواريخ التي أُطلقت باتجاه إسرائيل. ضعف النفوذ في المنطقة قالت 5 مصادر مطلعة على عملية صنع القرار لدى خامنئي إن مقتل مستشارين عسكريين وأمنيين قريبين منه في غارات جوية إسرائيلية يترك ثغرات كبيرة في دائرته المقربة ويزيد من خطر ارتكاب أخطاء استراتيجية. وذكرت وكالة أنباء فارس أن قيادة الأمن الإلكتروني في إيران منعت المسؤولين من استخدام أجهزة الاتصالات والهواتف المحمولة. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن إسرائيل شنّت 'حربا إلكترونية واسعة النطاق' على البنية التحتية الرقمية لإيران. وشنّت إسرائيل حربها الجوية، أكبر هجماتها على الإطلاق على إيران، بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية، وأشارت إلى حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بصفتها عضوا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه لن يتراجع لحين وقف تطوير إيران الأسلحة النووية، في حين يقول ترامب إن الهجوم الإسرائيلي يمكن أن ينتهي إذا وافقت إيران على فرض قيود صارمة على التخصيب. وقبل شنّ إسرائيل أكبر هجوم لها على إيران على الإطلاق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاما أن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن هناك مؤشرات على وجود تأثيرات مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز. وأعلنت إسرائيل أنها تسيطر حاليا على المجال الجوي الإيراني وتعتزم تصعيد حملتها في الأيام المقبلة. لكن إسرائيل ستواجه صعوبة في توجيه ضربة قاضية للمواقع النووية العميقة مثل فوردو المحفورة تحت جبل دون انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم. وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصا، معظمهم من المدنيين، في حين قالت إسرائيل إن قرابة 24 شخصا قتلوا. وتشهد أسواق النفط العالمية حالة تأهب قصوى في أعقاب الضربات التي استهدفت مواقع من بينها أكبر حقل غاز في العالم، وهو حقل بارس الجنوبي.