logo
النرويج: نعمل على إصدار قرارات من "العدل الدولية" بشأن ما يحدث في غزة

النرويج: نعمل على إصدار قرارات من "العدل الدولية" بشأن ما يحدث في غزة

الجزيرةمنذ 3 أيام
قال أندرياس كرافيك، نائب وزير الخارجية النرويجي، إن بلاده قلقة بشأن ما يحدث في قطاع غزة، وإن إسرائيل لم تف بالتزاماتها التي يفرضها عليها القانون الدولي ، مؤكدا مواصلة العمل على إصدار قرارات من محكمتي العدل والجنائية الدولية إزاء هذا السلوك.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن النرويج تعمل مع الشركاء الأوروبيين لدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات مختلفة على الأرض لوقف هذا السلوك الجائر والمخالف للضمير.
وأكد كرافيك أن بلاده ستواصل ضغطها من أجل السماح بإدخال مزيد من المساعدات، وقال إن هناك عقوبات أوروبية تستهدف مسؤولين إسرائيليين، فضلا عن إحالة هذا الملف إلى محكمة العدل الدولية.
واتهم المسؤول النرويجي إسرائيل بانتهاك القانون الدولي، لكنه شدد على أهمية العمل من أجل إدخال المساعدات في أقرب وقت، وقال إن الوصول إلى الفلسطينيين لن يكون ممكنا من دون تعاون إسرائيل.
ووصف كرافيك الوضع في غزة بأنه "كابوس"، وقال إنه يعتبر أولوية للنرويج ولكثير من الدول الأوروبية التي ترغب في إيصال المساعدات والأودية الضرورية، وعدم الاعتماد على " مؤسسة غزة الإنسانية" التي أُسّست على أسس لا تتماشى مع المعايير الدولية.
وتحاول النرويج وشركاؤها الأوروبيون دفع إسرائيل إلى تبنّي مقاربة مختلفة في غزة، وهي أيضا تعول على محكمتي العدل والجنائية الدولية لاتخاذ خطوات في هذه الأزمة، وفق كرافيك الذي قال إن هناك مزيدا من المبادرات التي يمكن طرحها إن رفضت إسرائيل تغيير سلوكها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشراكة الإستراتيجية بين الغرب والكيان
الشراكة الإستراتيجية بين الغرب والكيان

الجزيرة

timeمنذ 3 دقائق

  • الجزيرة

الشراكة الإستراتيجية بين الغرب والكيان

تُعد القضية الفلسطينية محورا مركزيا لفهم ديناميكيات العلاقات الدولية في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع فيها الأجندات الجيوسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وفي قلب هذا الصراع تبرز الشراكة الإستراتيجية بين الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، والكيان كمحدد رئيسي لمسار القضية الفلسطينية. هذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي أو عسكري، بل هي بنية هيكلية متجذرة في إطار إمبريالي يهدف إلى ترسيخ الهيمنة الغربية في المنطقة على حساب الحقوق الفلسطينية الأساسية. على الصعيد السياسي، تبرز الولايات المتحدة كحليف لا يتزعزع، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي بشكل منهجي لحماية الكيان من أي محاسبة دولية الجذور التاريخية: تأسيس الشراكة في سياق الإمبريالية تعود جذور الشراكة بين الغرب والكيان الصهيوني إلى سياقات الإمبريالية الأوروبية في القرنين الـ19 والـ20.. وعد بلفور (1917) يمثل نقطة انطلاق رمزية لهذه العلاقة، حيث عكس التزام بريطانيا العظمى بدعم إقامة "وطن قومي" لليهود في فلسطين. لكن هذا الوعد لم يكن مجرد تعبير عن التعاطف مع الحركة الصهيونية، بل كان جزءا من إستراتيجية استعمارية تهدف إلى تأسيس قاعدة متقدمة في الشرق الأوسط، لضمان السيطرة على الممرات التجارية والموارد الإستراتيجية، لا سيما بعد اكتشاف النفط في المنطقة. من منظور نظري، يمكن قراءة هذا الدعم في إطار مفهوم "الاستعمار الاستيطاني"، الذي طوره باتريك وولف، حيث يُعتبر الكيان الصهيوني امتدادا للمشروع الاستعماري الغربي، الذي يعتمد على إحلال مستوطنين مدعومين من قوى إمبريالية محل السكان الأصليين. هذا الدعم استمر بعد تأسيس الكيان في 1948، حيث تولت الولايات المتحدة دور الراعي الأساسي، خاصة في سياق الحرب الباردة، حيث رأت في الكيان حليفا إستراتيجيا لمواجهة النفوذ السوفياتي في المنطقة. إن هذه الجذور التاريخية تكشف عن طبيعة الشراكة كمشروع هيمنة جيوسياسية، لا مجرد تعاون ثنائي قائم على القيم المشتركة كما يُروج له. الأدوات السياسية والعسكرية: آليات الهيمنة تتجلى الشراكة الإستراتيجية في الأدوات السياسية والعسكرية التي يستخدمها الغرب لدعم الكيان الصهيوني. على الصعيد السياسي، تبرز الولايات المتحدة كحليف لا يتزعزع، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي بشكل منهجي لحماية الكيان من أي محاسبة دولية. فوفقا لتقارير الأمم المتحدة، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو أكثر من 50 مرة بين 1972 و2023 لمنع قرارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والعمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. هذا السلوك يكشف عن دور الغرب كحامٍ لنظام دولي يعطي الأولوية للمصالح الجيوسياسية على مبادئ القانون الدولي. على الصعيد العسكري، يُعد الدعم الأميركي للكيان الصهيوني أحد أبرز مظاهر هذه الشراكة؛ إذ تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية تتجاوز 3.8 مليارات دولار، إلى جانب صفقات أسلحة متقدمة تشمل طائرات مقاتلة من طراز "إف-35″، وأنظمة دفاع صاروخية مثل القبة الحديدية. هذا الدعم ليس مجرد مساعدة تقنية، بل هو تمكين مباشر لسياسات القمع والتوسع الإسرائيلية، بما في ذلك الحملات العسكرية ضد قطاع غزة، التي أسفرت عن آلاف الضحايا المدنيين، ودمار واسع النطاق. يمكن تحليل هذا الدعم من خلال مفهوم "إمبريالية الأسلحة"، الذي يشير إلى استخدام التفوق العسكري كأداة لفرض الهيمنة الإقليمية، حيث يعمل الكيان الصهيوني كوكيل إقليمي للمصالح الغربية. التناقض الأخلاقي: نقد الخطاب الليبرالي الغربي يكشف الدعم الغربي للكيان الصهيوني عن تناقض جوهري في الخطاب الليبرالي الغربي، الذي يروج لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. من الناحية النظرية، يمكن تفسير هذا التناقض من خلال إطار ما بعد الاستعمار، وبالأخص مفهوم "الاستشراق" الذي طوره إدوارد سعيد، حيث يتم تصوير الفلسطينيين كـ"آخر" لا يستحق الحقوق ذاتها التي تُمنح للغربيين أو حلفائهم. تقارير منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، وثقت بشكل منهجي انتهاكات الكيان الصهيوني، بما في ذلك التطهير العرقي في القدس الشرقية، والحصار الاقتصادي على غزة، والسياسات التي تُصنف كنظام فصل عنصري. ومع ذلك، يواصل الغرب، وخاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، تجاهل هذه التقارير أو التقليل من شأنها. هذا الانحياز يكشف عن ازدواجية معايير عميقة، حيث يتم تطبيق مبادئ حقوق الإنسان بشكل انتقائي بناء على المصالح الجيوسياسية. على سبيل المثال، بينما يُدين الغرب انتهاكات حقوق الإنسان في سياقات أخرى (مثل الصين أو روسيا)، فإنه يوفر غطاء سياسيا ودبلوماسيا للكيان الصهيوني، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب. من منظور أخلاقي، يمكن القول إن هذه الازدواجية لا تعكس فقط فشلا في تطبيق القيم الليبرالية، بل أيضا تواطؤا نشطا في استمرار القمع المنهجي للفلسطينيين. إن الشراكة بين الغرب والكيان الصهيوني تكشف عن أزمة عميقة في النظام الدولي، حيث تفشل المؤسسات الدولية في تحقيق العدالة أو فرض القانون الدولي في مواجهة النفوذ الغربي الآثار المنهجية على القضية الفلسطينية إن الشراكة الإستراتيجية بين الغرب والكيان الصهيوني لها آثار عميقة ومتعددة الأبعاد على القضية الفلسطينية: ساهمت في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي من خلال تمكين التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية؛ فوفقا لتقارير الأمم المتحدة، تضاعف عدد المستوطنات غير الشرعية منذ توقيع اتفاقيات أوسلو (1993)، مما جعل حل الدولتين شبه مستحيل. هذا التوسع ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل هو إستراتيجية مدعومة غربيا لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية. أدت هذه الشراكة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من حصار اقتصادي وعسكري مدعوم ضمنيا من الغرب. الحملات العسكرية الإسرائيلية، مثل تلك التي وقعت في 2008-2009 و2014 و2023، أسفرت عن دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة، دون أي محاسبة دولية فعلية؛ بسبب الحماية الغربية. من منظور نظري، يمكن قراءة هذه السياسات في إطار مفهوم "النخر السياسي" لأشيل مبيمبي، حيث يتم التحكم في حياة الفلسطينيين وموتهم كجزء من إستراتيجية سيادية تهدف إلى إخضاعهم. ساهمت هذه الشراكة في تهميش الصوت الفلسطيني على الساحة الدولية؛ فمن خلال السيطرة على المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومن خلال الدعاية الإعلامية التي تصور الكيان الصهيوني كـ"ديمقراطية" في مواجهة "الإرهاب" الفلسطيني، يتم تجريد الفلسطينيين من شرعيتهم الأخلاقية والقانونية. هذا التهميش ليس مجرد نتيجة ثانوية، بل هو هدف إستراتيجي للشراكة، حيث يسعى الغرب والكيان إلى إعادة صياغة الرواية التاريخية للصراع بما يخدم مصالحهما. نقد النظام الدولي: إعادة التفكير في العدالة إن الشراكة بين الغرب والكيان الصهيوني تكشف عن أزمة عميقة في النظام الدولي، حيث تفشل المؤسسات الدولية في تحقيق العدالة أو فرض القانون الدولي في مواجهة النفوذ الغربي. يمكن تحليل هذه الأزمة من خلال مفهوم "الهيمنة العالمية" لأنطونيو غرامشي، حيث يستخدم الغرب قوته السياسية والاقتصادية لفرض إجماع مزيف حول شرعية الكيان الصهيوني، وهذا الإجماع يعتمد على أدوات ناعمة (مثل الإعلام والخطاب الدبلوماسي)، وأخرى صلبة (مثل الفيتو والدعم العسكري)، للحفاظ على نظام دولي يخدم مصالح القوى المهيمنة. في الوقت ذاته، تثير هذه الشراكة تساؤلات حول إمكانية تحقيق العدالة في ظل نظام دولي تهيمن عليه دول قليلة.. إن استمرار الدعم الغربي للكيان الصهيوني، على الرغم من انتهاكاته الموثقة، يكشف عن الحاجة إلى إعادة التفكير في هيكلية النظام الدولي، بما في ذلك إصلاح مجلس الأمن، وتعزيز دور الدول النامية في صنع القرار العالمي. إن الشراكة الإستراتيجية بين الغرب والكيان الصهيوني تمثل بنية هيمنة إمبريالية، تهدف إلى ترسيخ السيطرة الجيوسياسية على الشرق الأوسط على حساب الحقوق الفلسطينية. ومن خلال الأدوات السياسية والعسكرية، والخطاب الليبرالي، والتأثير المنهجي على القضية الفلسطينية، تكشف هذه الشراكة عن تناقضات النظام الدولي، وفشله في تحقيق العدالة. إن مواجهة هذه الشراكة تتطلب نهجا نقديا يعتمد على فضح هذه التناقضات، وتعبئة المجتمع الدولي لدعم الحقوق الفلسطينية.. فقط من خلال تفكيك هذه البنية الإمبريالية يمكن استعادة العدالة، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير.

لنتخيل شرقا أوسط بدون إسرائيل
لنتخيل شرقا أوسط بدون إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 3 دقائق

  • الجزيرة

لنتخيل شرقا أوسط بدون إسرائيل

إن تخيلت يوما شرقا أوسط بلا إسرائيل، فكأنك تنزع من الجرح مسماره الأكثر حدة، لكنك لا تزيل الندوب ولا تمحو تاريخ الألم. في غياب هذا الكيان الذي تمخض عن مشروع استعماري طويل، سيجد الشرق الأوسط نفسه أمام أسئلة أعمق من مجرد الانتصار الرمزي أو العودة إلى ما قبل النكبة. فالمسألة لا تكمن فقط في إزالة دولة وكيان سياسي، بل في إعادة صياغة وعي جمعي كان، طوال عقود، معلَقا على صراع وجودي، يتغذى منه الخطاب السياسي، ويستمد منه الحاكم مشروعية سلطته، وتستيقظ به الشعوب على حلم الحرية والمقاومة. طوال قرن، كانت فلسطين هي "الجرح المؤسس" الذي يختزن معنى العدالة الضائعة والكرامة المهدورة. فهل سيبقى هذا المعنى قائما دون العدو الصهيوني؟ أم سيغدو الشرق الأوسط بلا بوصلة؟ كيف سيكون شكل المنطقة إذا اختفى هذا "العدو المركزي" الذي جسد، في الوعي العربي، معنى الشر المطلق؟ ربما سيكتشف العرب أن هزائمهم ليست كلها من صنع إسرائيل، وأن خرابهم الداخلي أكبر من أي احتلال. سيُطرح السؤال الذي طالما جرى تجاهله: ماذا بعد المقاومة؟ هل يمكن لشعوب مزقتها الأنظمة المستبدة، واحتلتها أنماط من التخلف والفساد، أن تعيد بناء ذاتها دون الحاجة إلى عدو خارجي يوحد صفوفها؟ غياب إسرائيل سيجعل الصراع مكشوفا بين الشعوب وحكوماتها، بين الحرية والاستبداد، بين مشروع نهضة مؤجل وأطلال تاريخ عالق. من زاوية فلسفية، يبدو الشرق الأوسط بلا إسرائيل كأنه يدخل مرحلة "الفراغ الرمزي". طوال قرن، كانت فلسطين هي الجرح المؤسس الذي يختزن معنى العدالة الضائعة والكرامة المهدورة. فهل سيبقى هذا المعنى قائما دون العدو الصهيوني؟ أم سيغدو الشرق الأوسط بلا بوصلة، يبحث عن شرعية وجوده في صراعات داخلية أكثر قسوة؟ ربما يُعيد هذا الغياب توجيه الوعي العربي من خطاب المظلومية إلى خطاب الفعل والإبداع، من التلويح بالماضي إلى اقتحام المستقبل. لكنْ هناك بُعد آخر: إن اختفاء إسرائيل لا يعني اختفاء القوى التي صنعتها ورعتها. سيبقى الغرب بمصالحه ومشاريعه، وستظل أميركا وأوروبا تبحثان عن "إسرائيل أخرى" تحفظ لهما السيطرة على منابع النفط وخطوط التجارة. فهل يمكن للشرق الأوسط أن يتحرر فعلا من شبكات الهيمنة الاستعمارية دون أن يعيد بناء ذاته سياسيا واقتصاديا وثقافيا؟ غياب إسرائيل سيكون اختبارا للوعي العربي: إما أن يولد مشروع نهضة حقيقي، أو يتكشف عجز الأنظمة العربية التي ربما ستصنع عدوا جديدا لتبرير وجودها وقمع شعوبها. إن الشرق الأوسط بلا إسرائيل ليس حلما ورديا كما يبدو في شعارات الحشود، بل هو سؤال مخيف عن حقيقة الخراب الداخلي، عن هشاشة النظام العربي، وعن استحالة النهضة ما لم نواجه ذواتنا قبل أعدائنا. فهل سنكتشف أن أكبر احتلال نعيشه ليس خارجيا، بل داخلي في العقول والنفوس؟ سيكتشف الشرق، وربما الغرب أيضا، أن الصراع لم يكن مع كيان غاصب فحسب، بل مع أنفسنا، مع تاريخنا الممزق، مع أوهام القوة التي اختبأت خلف شعارات النصر المؤجَل. بلا إسرائيل، سنضطر لمواجهة السؤال الذي لطالما تجنبناه: من نحن دون عدو يوقظ فينا الغضب؟ من نحن إذا لم يعد هناك "آخر" نحمله عبء انهياراتنا الداخلية؟ في هذا الشرق الذي عانى من كثافة التاريخ، سيصبح الغياب امتحانا للوعي: هل ستولد من رماد الكراهية نهضة تعيد ترتيب الذاكرة، أم سيتحول الفراغ إلى اقتتال جديد بين الأشقاء الذين لم يعرفوا يوما كيف يعيشون بلا صراع؟ غياب إسرائيل قد ينزع القناع عن الأنظمة التي وجدت في هذا الصراع ذريعة لبقاء دائم، وقد تكتشف الشعوب أن معركتها الأصعب لم تبدأ بعد، لأنها ضد العجز المزمن، ضد الاستبداد، ضد الركود الذي جعل من المقاومة كلمة مجردة من الحياة. فلسفيا، سيغدو الشرق الأوسط بلا إسرائيل كما لو كان يقف أمام مرآة الحقيقة لأول مرة. لن يعود هناك ظل خارجي يبرر تشوه الصورة؛ سنرى أنفسنا عراة أمام أسئلة الوجود: هل نحن قادرون على إنتاج المعنى دون خصم يُسقِط علينا أسباب العدم؟ هل يمكننا أن نحيا من أجل فكرة النهضة، لا من أجل فكرة العداء؟ ربما سنكتشف أن كل ما كنا نراه في إسرائيل كان انعكاسا لخرابنا الداخلي، وأن تحرير فلسطين الحقيقي يبدأ بتحرير العقل، بتحرير الخيال من قيود التاريخ المثقل بالأوهام. هل نعرف كيف نعيش بلا عدو خارجي؟ أم إن غياب إسرائيل سيفضح أننا لم نبنِ ذاتنا يوما، وأننا نحتاج دائما إلى "آخر" لنعرف من نحن؟ ربما لن تكون ولادة شرق بلا إسرائيل سهلة، لأنه سيحتاج إلى معركة وجودية مع نفسه، إلى ثورة وعي تعيد تشكيله من الداخل. لكن، أليس هذا الحلم هو المعركة التي تأخرت طويلا؟ أن نكسر قيودنا، لا قيود غيرنا فقط؟ أن نحرر الأرض من الخارج والروح من الداخل معا؟ الشرق بلا إسرائيل أشبه بطفل وُلد بلا ذاكرة للجرح. ستنهار أسطورة "المظلومية الكبرى" التي وحدت القلوب في الظاهر وفرقتها في العمق. سيصبح علينا أن نكتب تاريخا جديدا، بلا صرخة "العدو"، بلا نواح على الماضي. فهل نعرف كيف نعيش بلا عدو خارجي؟ أم إن غياب إسرائيل سيفضح أننا لم نبنِ ذاتنا يوما، وأننا نحتاج دائما إلى "آخر" لنعرف من نحن؟ فلسفيا وسياسيا، سيكون الغياب امتحانا للعقل. فالوجود لا يُقاس بعدد الأعداء، بل بقدرتنا على خلق معنى للحياة دون قيد أو استعمار. ربما سيولد شرقٌ آخر، شرق لا يبحث عن نفسه في شظايا الحروب، بل في وهج الحرية، شرق يعرف أن المعركة الحقيقية لم تكن يوما على حدود الجغرافيا، بل في عمق الوعي، في تحرير الإنسان من الاستبداد والجهل والتخلف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store