logo
من نيودلهي إلى تل أبيب.. خطة ترامب ونتنياهو السرية لليوم التالي في غزة

من نيودلهي إلى تل أبيب.. خطة ترامب ونتنياهو السرية لليوم التالي في غزة

صدى البلدمنذ 5 أيام
في توقيتٍ بالغ الحساسية، وبينما لا تزال النيران مشتعلة في قطاع غزة، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن تحرك استراتيجي هادئ يجري خلف الكواليس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستهدف ما هو أبعد من ساحة الحرب، ليصل إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.
ففي تقرير خاص بثّته القناة 14 الإسرائيلية، كُشف النقاب عن خطة «عملاقة» تم إعدادها بسرية تامة بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، وتهدف إلى إنشاء ممر تجاري عالمي جديد يربط الشرق بالغرب، ويُشكل بديلًا استراتيجيًا لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، التي أنفقت فيها بكين أكثر من تريليون دولار في مشاريع بنية تحتية على مستوى العالم.
تحالف اقتصادي جديد يتوسطه الشرق الأوسط
ووفقًا للتقرير، فإن نتنياهو لمح خلال الأسابيع الماضية إلى خطة "ضخمة" يتم الإعداد لها مع ترامب، مؤكدًا أنها ليست مجرد مبادرة إقليمية، بل مشروع استراتيجي عالمي سيُحدث تحولًا جذريًا في موازين القوى الاقتصادية الدولية.
الخطة تقوم على إقامة ممر تجاري يمتد من الهند، مرورًا بالشرق الأوسط، وصولًا إلى أوروبا، لتكون الولايات المتحدة طرفًا رئيسيًا فيه. وستمثل إسرائيل، بحسب التقرير، مركزًا محوريًا في هذا المشروع، بفضل موقعها الجغرافي بين قارتي آسيا وأوروبا، مما يؤهلها لتكون نقطة عبور رئيسية في شبكة التجارة العالمية الجديدة.
التحالف الذي تقوده واشنطن، بمشاركة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، لا يقتصر على التجارة، بل يشمل تعاونًا دبلوماسيًا واقتصاديًا وطاقويًا، في محاولة لإعادة توجيه خطوط الإمداد العالمية وتقليص الاعتماد على الممرات التجارية التي تهيمن عليها الصين.
شرط جوهري: إنهاء الحرب في غزة
لكن نجاح هذا المشروع الطموح مرهون، بحسب ما أورد التقرير، بإيقاف الحرب الجارية في قطاع غزة. فالمشاركة الفاعلة للسعودية ودول الخليج – بما تمتلكه من موارد طاقة هائلة، وتمويل ضخم، وموقع استراتيجي بالغ الأهمية – تُعد شرطًا أساسيًا لانطلاق المشروع. وبدون تهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار، من غير المرجح أن تنخرط هذه الدول في مبادرة بهذا الحجم.
مشروع بثلاثة أبعاد: الأمن، السياسة، الاقتصاد
يرى مراقبون أن هذا المشروع ليس مجرد خطة اقتصادية، بل هو تصور متكامل يجمع بين السياسة والأمن والطاقة، ويعكس تحولًا في الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية للمرحلة التالية من الصراع في غزة. فنتنياهو، الذي يواجه حاليًا تحديات ضخمة على عدة جبهات، يرى في هذا المشروع فرصة استراتيجية لترسيخ مكانة إسرائيل الاقتصادية والجيوسياسية.
ويتزامن ذلك مع ثلاث أولويات يركز عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية: استعادة الأسرى الإسرائيليين، القضاء على حركة حماس، وإطلاق هذا المشروع العالمي الذي قد يُعيد رسم خريطة العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب.
مشروع موازٍ للحزام والطريق؟
يشير التقرير إلى أن المشروع المزمع يتقاطع في أهدافه مع مشروع "ممر الهند – الشرق الأوسط – أوروبا" الذي تم الإعلان عنه خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي عام 2023، والذي حظي بدعم أمريكي وخليجي. لكن النسخة التي يجري العمل عليها حاليًا، بحسب المصادر الإسرائيلية، تتسم بقدر أكبر من الطموح السياسي والديناميكية الجيوستراتيجية، وتُعد ردًا مباشرًا على تنامي النفوذ الصيني في الأسواق الناشئة.
كما أن المشروع يحمل طابعًا سياسيًا يتجاوز الاقتصاد، ويهدف إلى تعزيز التحالف الأمريكي – الإسرائيلي – الهندي، وإعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية في الشرق الأوسط، في ظل انسحاب نسبي للولايات المتحدة من بعض الملفات العسكرية في المنطقة.
ما بعد غزة لن يكون كما قبلها
الخطوة التي كشف عنها التقرير تمثل تحولًا لافتًا في التفكير الإسرائيلي – الأمريكي: من التركيز على إدارة الأزمات الأمنية والعسكرية، إلى إعادة هندسة التوازنات الاقتصادية العالمية، انطلاقًا من قلب الشرق الأوسط.
وإذا ما تحقق هذا المشروع، فإن تداعياته قد تطال خرائط النفوذ التجاري والطاقوي من آسيا إلى أوروبا، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنافس بين واشنطن وبكين، لكن هذه المرة من بوابة الشرق الأوسط، حيث يُعاد رسم خطوط التجارة، وتُولد تحالفات غير تقليدية على أنقاض الصراعات القديمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !
حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 40 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !

أفادت مصادر مطَّلعة الأحد، بأن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها معنية بإنهاء الملفات العالقة، ولم تعد متمسكة بمطالبها السابقة بالنسبة للوضع في قطاع غزة المحاصر. وأضافت أن الضغوط الدولية على جميع الأطراف قد تساهم في استئناف المفاوضات هذا الأسبوع. كما تابعت أن هذه الضغوط تمارس بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت. وأكدت أن الشارع الفلسطيني يضع أولوية لوقف الحرب، وفتح المعابر، وعودة المساعدات الإنسانية، فوق أي اعتبار آخر. جاء هذا بعدما تبادلت أميركا وإسرائيل من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، الجمعة الماضية، الاتهامات حول فشل مفاوضات غزة، إذ اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة بأنها لا ترغب في إبرام اتفاق. كما تعهد الرئيس الأميركي بضرورة "القضاء على حماس، التي لا تهتم بإبرام أية صفقة". في المقابل، ردّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم الجمعة، واتهم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بمخالفة السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة بعدما أشار إلى تعثر المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في غزة. وقال نعيم: "تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية، تخالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماما، وهو يعلم ذلك تماما، ولكنها تأتي في سياق خدمة الموقف الإسرائيلي"، نقلا عن "فرانس برس". وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أن حكومته تدرس الآن خيارات "بديلة" لتحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة الأسرى من غزة وإنهاء حكم حركة حماس في القطاع. تأتي هذه التطورات السياسية بينما أطلقت وزارة الصحة بغزة نداءً إنسانياً عاجلاً، دعت فيه المجتمع الدولي ومؤسساته والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لوقف الحرب وإنقاذ النظام الصحي المنهار وتحسين ظروف الحياة. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع الحرب المستمرة مع إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من جهتها، تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

البيتكوين يُظهر قوة متزايدة.. تدفقات خارجة قياسية وسط استعداد "الحيتان" لمرحلة صعود جديدة
البيتكوين يُظهر قوة متزايدة.. تدفقات خارجة قياسية وسط استعداد "الحيتان" لمرحلة صعود جديدة

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

البيتكوين يُظهر قوة متزايدة.. تدفقات خارجة قياسية وسط استعداد "الحيتان" لمرحلة صعود جديدة

تشهد سوق البيتكوين حاليًا مؤشرات على صمود قوي وتفاؤل هادئ، وسط مزيج من تحركات كبيرة وتراجع في السيولة على منصات التداول، في وقت تتزايد فيه إشارات التراكم من قبل المستثمرين الكبار. فخلال الأسبوع الجاري، تم تسجيل تدفق أكثر من 60 ألف بيتكوين إلى البورصات، وهي عادة ما تُعتبر إشارة سلبية، إذ توحي بنيّة بيع. إلا أن السوق فاجأ المراقبين برد فعل عكسي، إذ قابلت هذه الكمية تدفقات خارجة تجاوزت 90 ألف بيتكوين، ليبلغ صافي التدفقات الخارجة نحو 29 ألف وحدة — وهو أعلى مستوى سنوي. هذا السلوك، بحسب بيانات CryptoQuant، يعكس طلبًا قويًا ومتزايدًا على البيتكوين، إذ يبادر المشترون إلى امتصاص الكميات المعروضة سريعًا. كما أن انخفاض احتياطيات البورصات إلى مستويات قياسية يدعم فرضية أن حاملي العملات على المدى الطويل لا يزالون يسحبون ممتلكاتهم من الأسواق، ما يُعد إشارة صعودية في ظل اضطرابات الأسعار. وبالتوازي، تشهد أسواق العقود الآجلة ارتفاعًا لافتًا في الطلبات الصغيرة ضمن نطاق 116,000 إلى 120,000 دولار، ما يشير إلى تزايد شهية المخاطرة لدى المتداولين الأفراد. ورغم أن هذا النوع من النشاط قد يسبق فترات من التقلب، إلا أن غياب أوامر البيع الكبرى من "الحيتان"، أي كبار المستثمرين، يُعد دلالة مهمة. فاللاعبون الكبار يلتزمون الهدوء والتريث، وهو سلوك يُنظر إليه تقليديًا كمرحلة تراكم تسبق تحركات صعودية كبرى. وعليه، فإن عدم كسر مستويات دعم رئيسية رغم وفرة المعروض يعزز الاعتقاد بأن السوق لا تعيش حالة ذروة، بل تستعد لخطوة جديدة في الاتجاه الصاعد. ما يحدث الآن ليس ضعفًا في السوق، بل إعادة تموضع استراتيجية: تجار التجزئة يندفعون، كبار المستثمرين يراقبون، والتقلبات تُدار بمرونة لافتة. وكل ذلك في وقت يستمر فيه تراجع السيولة المتاحة للعرض، ما قد يدفع الأسعار نحو مستويات جديدة في حال استمرار هذا الزخم. إذا استمر هذا النمط، فإن البيتكوين قد يكون على وشك دخول مرحلة صعود جديدة، مدعومة بتوازن قوي بين الطلب المستقر والاحتفاظ طويل الأجل. (AMB crypto)

رغم هبوط بنسبة 10%.. نستله تحقق أرباحاً ضخمة خلال 6 أشهر
رغم هبوط بنسبة 10%.. نستله تحقق أرباحاً ضخمة خلال 6 أشهر

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

رغم هبوط بنسبة 10%.. نستله تحقق أرباحاً ضخمة خلال 6 أشهر

أعلنت شركة 'نستله' السويسرية للأغذية عن نتائجها المالية للنصف الأول من العام، كاشفة عن انخفاض صافي أرباحها بنسبة 10.3%، ليصل إلى 5.1 مليار فرنك سويسري (نحو 6.4 مليار دولار). كما تراجع الربح الأساسي للسهم بنسبة 9%، ليسجل 1.97 فرنك، وهو ما عُزي إلى انخفاض صافي الأرباح، رغم التخفيف الجزئي لهذا الأثر من خلال برنامج إعادة شراء الأسهم الذي أنهته الشركة في كانون الاول 2024. أما على صعيد المبيعات، فقد انخفض إجمالي الإيرادات المُعلنة بنسبة 1.8% لتصل إلى 44.2 مليار فرنك، بينما بلغ النمو العضوي خلال الفترة 2.9%. وقال الرئيس التنفيذي لشركة نستله، لوران فريكس، في بيان: 'حافظنا على توقعاتنا لعام 2025، بينما كان لدينا معرفة بزيادة المخاطر وعدم اليقين في الاقتصاد الكلي'. وأضاف: 'ما زلنا على ثقة بأن إجراءاتنا لتعزيز الأداء والتحول ستحقق طموحاتنا فيما يخص تحقيق النمو والأرباح على المدى المتوسط'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store