
"وول ستريت جورنال" تكشف عن رسالة "فاحشة" من ترامب إلى إبستين
واشنطن
، حيث قالت، أمس الخميس، إنها اطّلعت على رسالة للرئيس الأميركي
دونالد ترامب
ضمن مجموعة من الرسائل "الفاحشة" الموجهة إلى جيفري إبستين في عيد ميلاده الخمسين عام 2003، أكدت الصحيفة أنها اطلعت عليها ولم تنشر صورة عنها، لكنها وصفت مضمونها بالإباحي، كما أشارت إلى أنّ الرئيس ترامب أنكر علاقته بهذه الرسالة وهدد بمقاضاتها.
وبحسب الصحيفة، أعدّت شريكة إبستين، سيدة المجتمع البريطانية غيسلين ماكسويل، هدية خاصة له بمناسبة عيد ميلاده الخمسين عام 2003، جمعت فيها رسائل من ترامب وعشرات من شركاء إبستين الآخرين، ووضعتها في ألبوم قبل توقيفه عام 2006. وأفادت الصحيفة بأن مسؤولي وزارة العدل الذين حققوا مع إبستين وماكسويل آنذاك فحصوا هذه الوثائق.
وصفت "وول ستريت جورنال" الرسالة التي تحمل توقيع ترامب بأنها "فاحشة"، وقالت إنها تحتوي على عدة أسطر من نص مطبوع محاط بإطار لامرأة عارية، مضيفة: "يبدو أنه رسم يدوي. ويشير قوسان صغيران إلى صدر امرأة، بينما جاء توقيع الرئيس المستقبلي على شكل كلمة 'دونالد' متعرجة". واختتمت الرسالة بعبارة: "عيد ميلاد سعيد وأتمنى أن يكون كل يوم سراً آخر رائعاً".
وكان ترامب قد قال إنه سيقاضي الصحيفة إذا نشرت هذه المادة. وفي مقابلة أجريت مساء الثلاثاء، نفى ترامب كتابة الرسالة أو رسم الصورة، قائلاً: "هذا ليس أنا. هذه قصة مزيفة. لم أرسم صورة في حياتي، ولم أرسم صور النساء. هذه ليست طريقتي وليست كلماتي". وبعد نشر الرسالة، كتب ترامب في منشور أول على منصة "تروث سوشال" عند الساعة 8:33 من مساء الخميس بتوقيت واشنطن: "أبلغ الرئيس ترامب صحيفة وول ستريت جورنال وروبرت مردوخ شخصياً بأن الرسالة المنسوب إليه إرسالها إلى إبستين مزيفة، وأنه سيقاضيهم إذا نشروها، وأوضح أن مردوخ قال إنه سيتولى الأمر، لكن من الواضح أنه لم يكن يمتلك الصلاحية للقيام بذلك".
وأضاف المنشور أن ترامب والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أبلغا رئيس تحرير "وول ستريت جورنال" بأن الرسالة مزورة، لكن الصحيفة لم ترغب في سماع ذلك، ونشرت "قصة كاذبة وخبيثة وتشهيرية"، مؤكداً أنه "سيقاضي وول ستريت جورنال، وشركة نيوز كورب، وروبرت مردوخ". وجاء في المنشور أيضاً: "على الصحافة أن تتعلم الصدق وألا تعتمد على مصادر ربما لا وجود لها على الإطلاق"، واصفاً "وول ستريت جورنال" بأنها تحولت إلى "نشرة قذرة مثيرة للاشمئزاز"، وأشار إلى فوزه في معارك قضائية سابقة ضد شبكات "إيه بي سي" و"سي بي إس" وغيرها.
وقال ترامب إنه لو كانت هناك أي حقيقة في هذه "الخدعة" لكان "اليساريون المتطرفون مثل هيلاري كلينتون وجيمس كومي (مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق) قد كشفوا عنها منذ سنوات، وما كانت لتظل في ملف بانتظار فوز ترامب بثلاث انتخابات" (في إشارة إلى فوزه بالانتخابات الرئاسية مرتين، وزعمه أنه فاز بانتخابات 2020 التي قال إنها زُوّرت لصالح بايدن).
وفي الساعة 9:07 مساءً، أعلن ترامب في منشور آخر أنه نظراً للضجة الإعلامية المثارة حول جيفري إبستين، فقد طلب من وزير العدل نشر شهادات هيئة المحلفين الكبرى بشرط موافقة المحكمة، وقال: "يجب أن تنتهي هذه المسرحية التي يصرّ الديمقراطيون على استمرارها على الفور".
وهاجم ترامب مؤيديه لأول مرة هذا الأسبوع بعد رفضهم تجاهل قضية إبستين والاقتناع بمبررات وزارة العدل، وألقى باللوم على الديمقراطيين، قائلاً إن ملف إبستين "خدعة من صنع الديمقراطيين". وكان ترامب قد تعهّد خلال حملته الرئاسية بنشر وثائق إبستين، إلا أن إعلان وزارة العدل إغلاق الملف الأسبوع الماضي أثار غضب مؤيديه من حركة "ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى).
وأُلقي القبض على إبستين عام 2006، واعترف عام 2008 بتهم تتعلق بالتحرش الجنسي بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه، على غير العادة في مثل هذه القضايا، قضى 13 شهراً فقط في السجن، معظمها خارج الزنزانة بنظام "الإفراج للعمل". وفي 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً خلال فترة حكم ترامب، وتوفي بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت نتائج التحقيقات في عهد الرئيس جو بايدن أنه انتحر، وسط تشكيك أنصار ترامب الذين اعتبروا أنه قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في جرائم جنسية. وكان إبستين قد أُلقي القبض عليه لأول مرة خلال فترة حكم جورج بوش الابن، وحوكم في عهد باراك أوباما، وأُعيد توقيفه خلال فترة ترامب، قبل أن يتوفى في السجن، فيما خلصت التحقيقات خلال فترة بايدن إلى أنه انتحر ولم يُقتل.
ولم يستجب مسؤولو وزارة العدل لطلبات "وول ستريت جورنال" للتعليق بشأن ما إذا كانوا قد راجعوا هذه الوثائق أخيراً، كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) التعليق. وتضمن الألبوم قصائد وصوراً ورسائل تهنئة من رجال أعمال وأكاديميين وصديقات إبستين السابقات وأصدقاء طفولته، من بينهم، وفق الصحيفة، الملياردير ليزلي ويسكنر، مدير شركة "فيكتوريا سيكريت"، والمحامي آلان ديرشوفيتز. وكتب ويسكنر رسالة قصيرة جاء فيها: "أردت أن أحصل لك على ما تريد. ها هي"، مرفقة برسم تخطيطي لامرأة عارية. ورفض رجل الأعمال التعليق عبر متحدث باسمه.
تقارير دولية
التحديثات الحية
ترامب يقاطع أنصاره المطالبين بوثائق إبستين: ضعفاء لا أريد دعمهم
وأضافت الصحيفة أن ترامب وإبستين قضيا وقتاً معاً في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، وتم تصويرهما في مناسبات اجتماعية بحضور ماكسويل وميلانيا ترامب. ويظهر تسجيل من أرشيف قناة "أن بي سي" عام 1992 ترامب وهو يحتفل مع إبستين في منتجعه مارآلاغو. كما ظهر ترامب وبيل كلينتون وآخرون عدة مرات في سجلات رحلات طائرة إبستين الخاصة.
وفي تصريحات سابقة لمجلة نيويورك عام 2002، قال ترامب: "أعرف جيفري منذ 15 عاماً، إنه شخص رائع للغاية. يقال إنه يحب النساء الجميلات مثلما أحبهن، وكثيرات منهن أصغر سناً. لا شك أن جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية"، لكنه لاحقاً ذكر أن صداقتهما انتهت قبل اعتراف إبستين بذنبه في استغلال القاصرات عام 2008، وقال عام 2019 في البيت الأبيض: "كنت أعرفه كما يعرفه الجميع في بالم بيتش، ولم أكن من معجبيه. أؤكد هذا".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه بعد طلبها تعليقاً من ترامب، يوم الثلاثاء، صرح لاحقاً للصحافيين بأنه يعتقد أن بعض ملفات إبستين "مختلقة من قبل الرئيسين السابقين باراك أوباما وجو بايدن، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق جيمس كومي". وأضاف أن "نشر أي ملفات أخرى سيكون من مسؤولية المدعية العامة بام بوندي"، داعياً إياها إلى "نشر كل ما تراه موثوقاً".
وكان ترامب قد أعلن خلال حملته الانتخابية عزمه على نشر وثائق إبستين، إلى جانب وثائق أخرى متعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي ومارتن لوثر كينغ. وفي فبراير/ شباط الماضي، نشرت وزارة العدل بعض المستندات التي خيبت آمال مؤيدي ترامب من حركة "ماغا" لأنها لم تضف جديداً. كما نشرت الوزارة قبل أسبوعين مقطع فيديو للساعات الأخيرة لإبستين داخل السجن، لكنه أثار الجدل بسبب اختفاء ثلاث دقائق منه، من بينها دقيقة الوفاة، ما فتح الباب أمام تبني النظرية القائلة إنه "تم قتله من قبل النخبة والأثرياء لمنع كشف تورطهم في جرائمه الجنسية"، خلافاً لتحقيقات وزارة العدل في عهد بايدن التي أكدت انتحاره.
واكتسبت القضية زخماً جديداً في يونيو/ حزيران الماضي، عندما زعم إيلون ماسك خلال خلاف علني مع ترامب أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يخفي وثائق قضية إبستين لأن اسم ترامب مذكور فيها. لكنه حذف لاحقاً بعض المنشورات التي نشرها على منصة "إكس"، وأعرب عن ندمه بشأن بعضها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
محادثات في ماليزيا لوقف الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الصورة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ماركو روبيو سياسي أميركي من أصل كوبي ينتمي للحزب الجمهوري الأميركي، عضو بمجلس الشيوخ الأميركي بين 2011 و2025، كان أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية للحزب في فلوريدا أمام دونالد ترامب، عاد وانضم إلى ترامب في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وبعد فوزه رشحه لمنصب وزير الخارجية، وتولاه في 21 يناير 2025 أن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام، حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك، اليوم الاثنين، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أنه والرئيس دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع عن كثب. وقال "نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن. مسؤولون من وزارة الخارجية موجودون على الأرض في ماليزيا لدعم جهود السلام هذه". من جهته، ذكر رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت على موقع إكس للتواصل الاجتماعي، أن الغرض من المحادثات التي ستجري في ماليزيا اليوم، هو التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في الصراع مع تايلاند. ومن المتوقع أن يشارك زعيما البلدين في المحادثات التي تستضيفها ماليزيا بعد ظهر اليوم. وكان ترامب قد قال، السبت، إنه اتصل بزعيمي كمبوديا وتايلاند لحثهما على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنه إذا تواصل نزاعهم الحدودي المميت، سيقوم بفرض رسوم ثقيلة عليهما في 1 أغسطس/ آب المقبل، ولفت في منشور عبر منصته "تروث سوشيل" إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات تجارية مع تايلاند وكمبوديا، لكنه قد يوقف هذه المفاوضات. وكتب ترامب: "لقد حدث أننا، بالصدفة، نتعامل حالياً في مجال التجارة مع كلا البلدين، لكننا لا نريد عقد أي صفقة مع أي من البلدين إذا كانا في قتال، وقد أخبرتهما بذلك!". وفي منشور ثانٍ، قال ترامب إنه أجرى "محادثة جيدة" مع الزعيم التايلاندي، مشيراً إلى أنه بعد التحدث مع كلا الطرفين، يبدو أن وقف إطلاق النار والسلام والازدهار "خيار طبيعي. سنرى قريباً!"، مشيراً إلى أن إدارته بارعة في التعامل مع النزاعات الدولية. وأضاف: "أحاول تبسيط وضع معقد! يُقتل كثيرون في هذه الحرب، لكن هذا يُذكرني كثيراً بالصراع بين باكستان والهند، الذي انتهى بنجاح". أخبار التحديثات الحية تايلاند وكمبوديا تتبادلان القصف رغم دعوة ترامب إلى وقف إطلاق النار وبعد ساعات من تصريح ترامب، تبادلت كمبوديا وتايلاند في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، شنّ هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها. وبعد أربعة أيام من اندلاع أعنف قتال منذ أكثر من عقد بين الجارتين الواقعتين بجنوب شرقي آسيا، تجاوز عدد القتلى 30، معظمهم من المدنيين، وجرى إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين. وقالت وزارة الدفاع في كمبوديا إن تايلاند قصفت وشنت هجمات برية صباح أمس الأحد على عدد من النقاط، بما في ذلك في منطقة متاخمة لمقاطعة ترات الساحلية في تايلاند. وقال المتحدث باسم الوزارة إن المدفعية الثقيلة أطلقت النار على مجمعات معابد، فيما أعلن الجيش التايلاندي أن كمبوديا أطلقت النار على عدة مناطق، بما في ذلك بالقرب من منازل المدنيين، في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال حاكم مقاطعة سورين لوكالة رويترز إن المنطقة تعرضت لإطلاق قذائف مدفعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بأحد المنازل ونفوق بعض رؤوس الماشية. ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر، وحُددت بموجب اتفاقات في أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011 أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لـ"يونسكو" والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به. (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه
يبدو التوجّه العام؛ بعد اللقاءات الأخيرة في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ، ينحو نحو صفقةٍ شاملةٍ لإنهاء الحرب على قطاع غزّة ، وإعادة ترتيب الأولويّات الأميركية الصهيونية في الشرق الأوسط، بما ينسجم مع التغيرات السياسية والعسكرية، التي أعقبت "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأبرزها إضعاف حزب الله في لبنان، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وعرقلة البرنامج النووي الإيراني لأشهرٍ عدّةٍ، ولعل أبرز ملامح المرحلة المقبلة، من وجهة نظر ترامب ونتنياهو، لمستقبل قطاع غزّة، بعد نهاية الحرب بصيغتها الحالية، ولمكانة دول الكيان الجيوسياسية والإستراتيجية، مع توسع مساحات التطبيع مع دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى، هي: وضع نهايةٍ شاملةٍ للمنظومة الإدارية التي تدير قطاع غزّة، التابعة ل حركة حماس ، وإنهاء حالة المقاومة، بإمكاناتها البشرية والمادية والمعنوية، وببنيتها التحتية، وكلّ ما له علاقة بها، وتقليص مساحة قطاع غزّة بما لا يقل عن 33% من مساحته الكلية (365 كم2 )، عبر شريطٍ على طول حدود القطاع، وبعمقٍ من 1 – 2 كيلو متر، مع إفساح المجال لما يُسمى بـ"الهجرة الطوعية"، لتقليص عدد سكان القطاع بحدود 50% خلال سنواتٍ عدّةٍ من نهاية الحرب، وفتح المعابر، كما تشمل فرض آلية حكمٍ وإدارةٍ مرحليةٍ بمشاركة دولٍ إقليميةٍ عدّة، وبإشرافٍ أميركيٍ، بما يضمن عدم إعادة بناء المقاومة نفسها مرّةً أخرى، والأهمّ القدرة على التدخل العسكري والأمني عند الحاجة، بما يشمل اغتيالاتٍ محددةً، وربما توغلاتٍ من دون غطاءٍ ناريٍ كثيفٍ، كما يحدث في الضفّة الغربية، ولبنان حاليًا، وهو ما يُسمّيه نتنياهو "السيطرة الأمنية". إضافةً إلى ترسيخ حالة الفصل الكامل بين القطاع والضفة الغربية ومدينة القدس، والتي تتعرّض هي الأخرى تتعرض لمشروعٍ استعماريٍ استيطانيٍ متكاملٍ، سيفضي إلى ضمّها رسميًا إلى دولة الكيان، بعد تقليص عدد سكانها، وإقامة إداراتٍ محليةٍ ذات طابعٍ عشائريٍ وجهويٍ ومناطقيٍ. من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بالمحصلة فإن المخطط تجاه قطاع غزّة، في الأمد المنظور، يتمثّل في إعادة إنتاج واقع غزّة السياسي والأمني والاستراتيجي، بمساحةٍ وعدد سكانٍ أقلّ، وسلطةٍ بواجهةٍ فلسطينيةٍ بإشرافٍ إقليميٍ ومتابعةٍ أميركيةٍ، بحيث لا يمثّل القطاع تهديدًا مستقبليًا لدولة الكيان، مع ضمان السيطرة الأمنية الجزئية، بما يفسح المجال لتدخل الجيش الصهيوني بريًا أو جويًا حين "الضرورة"، مع استمرار حالة الحصار، ربما بصيغٍ وطرقٍ مختلفةٍ، مع عرقلة عملية إعادة الإعمار، التي تحتاج إلى إمكاناتٍ ماديةٍ وبشريةٍ وإسنادٍ إقليميٍ ودوليٍ، للحيلولة دون عودة الحياة الطبيعية، وخلق بيئةٍ طاردةٍ، بما يخدم مخطط التهجير المُسمى صهيونيًا "هجرةً طوعيةً". من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بأبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، على أرضية توسع مساحات التطبيع، وتشبيك مزيدٍ من العلاقات الدبلوماسية مع أنظمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى في الفضاء الإقليمي الواسع، والحيلولة دون تغلغل النفوذ الصيني في المنطقة، في سياق الصراع الصاعد ببعده الدولي الأعم والأشمل بين الولايات المتّحدة والصين. ملحق فلسطين التحديثات الحية سلخ الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي لكن بالمحصلة؛ فإنّ هذا المخطط الأميركي الصهيوني للمنطقة ولقطاع غزّة والقضية الفلسطينية، والذي ما زال في إطار التبلور، يقوم على فرضياتٍ عدّة، لعل أبرزها ثبات الواقع الإقليمي والدولي، على الأقلّ في الأمد المنظور، وإعلان المقاومة الفلسطينية استسلامها، وبقاء الائتلاف الصهيوني القومي الفاشي في الحكم لسنواتٍ قادمةٍ، وهي فرضياتٌ قد لا تكون دقيقةً، أو مُسلمًا بها، مع السيولة شبه الدائمة في الحالة الفلسطينية، والصهيونية الداخلية، والإقليم المضطرب على رماله المتحركة.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
حماس: إنكار ترامب للمجاعة في غزة غطاء إضافي لمواصلة الإبادة
علّق عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزّت الرشق، مساء الأحد، على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة، وكرّر خلالها مزاعم الاحتلال بشأن "سرقة المساعدات" من قبل حركة حماس ، مؤكدًا أن هذه التصريحات "تعكس تبنّيًا فجًّا لرواية الاحتلال، وتوفّر غطاءً لحرب الإبادة والتجويع المستمرة في القطاع". وقال الرشق، في بيان صحافي، إن تصريحات ترامب "تمثّل إنكارًا صارخًا لحقيقة المجاعة التي يشهد بها العالم، عبر تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات الأطفال بسبب الحصار ومنع الغذاء والدواء". وأضاف أن مزاعم سرقة المساعدات "باطلة ولا تستند لأي دليل"، مشيرًا إلى أن "تحقيقًا داخليًا أجرته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، ونشرت نتائجه وكالة رويترز، أكد أن الخارجية الأميركية اتهمت حماس دون تقديم أدلة، وأنه لا توجد معطيات أو تقارير تشير إلى سرقة ممنهجة". واتهم الرشق جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد استهداف عناصر الشرطة المكلّفين بحماية قوافل الإغاثة، ما يؤدي إلى فوضى ونهب للمساعدات من قبل عصابات "تحظى بغطاء مباشر من الاحتلال". ودعا الرشق الإدارة الأميركية إلى "التوقف عن ترديد دعاية الاحتلال المكشوفة، وأن تتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في غزة من حصار وتجويع وقتل ممنهج". أخبار التحديثات الحية خليل الحية: قدمنا مرونة في المفاوضات ولا معنى لاستمرارها تحت التجويع وجاءت تصريحات عزّت الرشق ردًا على مواقف أطلقها ترامب، خلال مؤتمر صحافي، أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة، معتبرًا أن ما يجري قد يكون "سوء تغذية"، وزاعمًا أن "حماس تسرق المساعدات"، وفق تعبيره. وأضاف ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى غزة، وأن الولايات المتحدة قدمت مؤخرًا 60 مليون دولار لإيصال الأغذية، دون أن تتلقى "أي شكر"، كما قال، مطالبًا الدول الأخرى بالمساهمة في هذا الجهد. وقال الرئيس الأميركي: "سنقدم مزيدًا من المساعدات إلى غزة، لكن على بقية الدول المشاركة"، مضيفًا أن "على حماس إعادة الرهائن"، وأن "إسرائيل عليها أن تتخذ قرارًا بشأن غزة". من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الأحد، إن إسرائيل "خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة" على الحركة في قطاع غزة، وذلك بعد إعلانها دعم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لمدة أسبوع. ونقلت وكالة "رويترز" عن فليتشر قوله إن "التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محمّلة بالمساعدات عند المعابر، تمهيداً لنقلها إلى داخل القطاع"، مضيفاً: "هذا تقدم، لكنه غير كافٍ (...) هناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية". وشدد المسؤول الأممي على أن الوضع الإنساني في غزة "يتطلب أكثر من مجرد تعليق تكتيكي للعمليات العسكرية"، مؤكدًا: "نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، حتى نتمكن من إيصال المساعدات بشكل آمن ومستمر، ووضع حد لمعاناة المدنيين". (العربي الجديد)