
السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه
دونالد ترامب
، ورئيس وزراء الكيان
بنيامين نتنياهو
، ينحو نحو صفقةٍ شاملةٍ لإنهاء الحرب على
قطاع غزّة
، وإعادة ترتيب الأولويّات الأميركية الصهيونية في الشرق الأوسط، بما ينسجم مع التغيرات السياسية والعسكرية، التي أعقبت "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأبرزها إضعاف حزب الله في لبنان، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وعرقلة البرنامج النووي الإيراني لأشهرٍ عدّةٍ، ولعل أبرز ملامح المرحلة المقبلة، من وجهة نظر ترامب ونتنياهو، لمستقبل قطاع غزّة، بعد نهاية الحرب بصيغتها الحالية، ولمكانة دول الكيان الجيوسياسية والإستراتيجية، مع توسع مساحات التطبيع مع دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى، هي: وضع نهايةٍ شاملةٍ للمنظومة الإدارية التي تدير قطاع غزّة، التابعة ل
حركة حماس
، وإنهاء حالة المقاومة، بإمكاناتها البشرية والمادية والمعنوية، وببنيتها التحتية، وكلّ ما له علاقة بها، وتقليص مساحة قطاع غزّة بما لا يقل عن 33% من مساحته الكلية (365 كم2 )، عبر شريطٍ على طول حدود القطاع، وبعمقٍ من 1 – 2 كيلو متر، مع إفساح المجال لما يُسمى بـ"الهجرة الطوعية"، لتقليص عدد سكان القطاع بحدود 50% خلال سنواتٍ عدّةٍ من نهاية الحرب، وفتح المعابر، كما تشمل فرض آلية حكمٍ وإدارةٍ مرحليةٍ بمشاركة دولٍ إقليميةٍ عدّة، وبإشرافٍ أميركيٍ، بما يضمن عدم إعادة بناء المقاومة نفسها مرّةً أخرى، والأهمّ القدرة على التدخل العسكري والأمني عند الحاجة، بما يشمل اغتيالاتٍ محددةً، وربما توغلاتٍ من دون غطاءٍ ناريٍ كثيفٍ، كما يحدث في الضفّة الغربية، ولبنان حاليًا، وهو ما يُسمّيه نتنياهو "السيطرة الأمنية". إضافةً إلى ترسيخ حالة الفصل الكامل بين القطاع والضفة الغربية ومدينة القدس، والتي تتعرّض هي الأخرى تتعرض لمشروعٍ استعماريٍ استيطانيٍ متكاملٍ، سيفضي إلى ضمّها رسميًا إلى دولة الكيان، بعد تقليص عدد سكانها، وإقامة إداراتٍ محليةٍ ذات طابعٍ عشائريٍ وجهويٍ ومناطقيٍ.
من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا،
بالمحصلة فإن المخطط تجاه قطاع غزّة، في الأمد المنظور، يتمثّل في إعادة إنتاج واقع غزّة السياسي والأمني والاستراتيجي، بمساحةٍ وعدد سكانٍ أقلّ، وسلطةٍ بواجهةٍ فلسطينيةٍ بإشرافٍ إقليميٍ ومتابعةٍ أميركيةٍ، بحيث لا يمثّل القطاع تهديدًا مستقبليًا لدولة الكيان، مع ضمان السيطرة الأمنية الجزئية، بما يفسح المجال لتدخل الجيش الصهيوني بريًا أو جويًا حين "الضرورة"، مع استمرار حالة الحصار، ربما بصيغٍ وطرقٍ مختلفةٍ، مع عرقلة عملية إعادة الإعمار، التي تحتاج إلى إمكاناتٍ ماديةٍ وبشريةٍ وإسنادٍ إقليميٍ ودوليٍ، للحيلولة دون عودة الحياة الطبيعية، وخلق بيئةٍ طاردةٍ، بما يخدم مخطط التهجير المُسمى صهيونيًا "هجرةً طوعيةً".
من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بأبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، على أرضية توسع مساحات التطبيع، وتشبيك مزيدٍ من العلاقات الدبلوماسية مع أنظمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى في الفضاء الإقليمي الواسع، والحيلولة دون تغلغل النفوذ الصيني في المنطقة، في سياق الصراع الصاعد ببعده الدولي الأعم والأشمل بين الولايات المتّحدة والصين.
ملحق فلسطين
التحديثات الحية
سلخ الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي
لكن بالمحصلة؛ فإنّ هذا المخطط الأميركي الصهيوني للمنطقة ولقطاع غزّة والقضية الفلسطينية، والذي ما زال في إطار التبلور، يقوم على فرضياتٍ عدّة، لعل أبرزها ثبات الواقع الإقليمي والدولي، على الأقلّ في الأمد المنظور، وإعلان المقاومة الفلسطينية استسلامها، وبقاء الائتلاف الصهيوني القومي الفاشي في الحكم لسنواتٍ قادمةٍ، وهي فرضياتٌ قد لا تكون دقيقةً، أو مُسلمًا بها، مع السيولة شبه الدائمة في الحالة الفلسطينية، والصهيونية الداخلية، والإقليم المضطرب على رماله المتحركة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 دقائق
- العربي الجديد
ترامب يدفع باتجاه خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي الأميركي
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا اليوم الأربعاء مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي ) إلى خفض أسعار الفائدة القياسية، بعدما أظهرت بيانات انتعاش النمو الاقتصادي الأميركي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني. وكتب ترامب على منصة (تروث سوشال) بينما يستعد البنك المركزي لإصدار قراره بشأن السياسة النقدية: "الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني صدر للتو: ثلاثة بالمائة، وهو أفضل بكثير من المتوقع!... بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض سعر الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!". كان ترامب قد دعا أول من أمس الاثنين البنك المركزي قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية بيوم، إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا إن ذلك سيساعد على تحفيز الاقتصاد. وقال ترامب متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقب لقائهما في اسكتلندا عن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول: "أعتقد أنه يجب عليه ذلك"، في إشارة إلى خفض أسعار الفائدة. ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه عقد اجتماعا جيدا مع جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي وإنه حصل على انطباع بأن باول قد يكون مستعدا لخفض أسعار الفائدة. والتقى الرجلان، الخميس الماضي، خلال زيارة نادرة الحدوث قام بها ترامب إلى البنك المركزي لتفقد أعمال التجديد الجارية لمبنيين في مقره الرئيسي في واشنطن، والتي انتقدها البيت الأبيض بسبب تكلفتها الباهظة. اقتصاد دولي التحديثات الحية الأميركيون يستثمرون في "ديون الشركات" بدلاً من "ديون الحكومة" وتبادل ترامب وباول وجهات النظر المتباينة حول تكلفة المشروع خلال الزيارة. وانتهز ترامب الفرصة أيضا ليدعو باول علنا مرة أخرى إلى خفض أسعار الفائدة فورا. وقال ترامب للصحافيين اليوم الجمعة: "عقدنا اجتماعا جيدا جدا... أعتقد أننا عقدنا اجتماعا جيدا للغاية بشأن أسعار الفائدة". وقبل لقائهما بأيام، وصف ترامب باول "بالأحمق" لعدم استجابته لمطلب البيت الأبيض بخفض كبير في تكاليف الاقتراض. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة القياسي عند نطاق 4.25 - 4.50% في اختتام اجتماع السياسة النقدية الذي استمر أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء. وقال باول إنه ينبغي على الاحتياطي الاتحادي انتظار المزيد من البيانات قبل تعديل أسعار الفائدة. (رويترز، العربي الجديد)


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
"مكافأة لحماس" أم "خطوة في الوقت المناسب"، نقاشات الدولة الفلسطينية في الصحف البريطانية والأمريكية
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عزم المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل ما وصفها بـ "إجراءات ملموسة" لإنهاء "الوضع المروع" في قطاع غزة. وأثار هذا الإعلان تفاوتاً كبيراً في آراء الكتّاب والمحللين في الصحف البريطانية والأمريكية، بين من يراه "مكافأة للإرهاب"، وآخر يراه خطوة صحيحة للعدول عن مسار "ينهي حلّ الدولتين". ونقدم في عرض صحف مقالات من صحف بريطانية وأمريكية تعكس هذا التفاوت في الآراء. انتقدت افتتاحية صحيفة الوول ستريت جورنال إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفته بأنه يمنح حماس "نصراً رمزياً". وتقول الصحيفة إن إعلان ستارمر يعني انضمام المملكة المتحدة لفرنسا في العزم على الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل، لكن مع "فارق طفيف" يتمثل في أن ستارمر ربط هذا الاعتراف بعدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية "خطوات جوهرية" في غزة تتمثل بوقف إطلاق النار وإحياء آفاق حلّ الدولتين. وترى الصحيفة أن صياغة الإعلان تمثل "تهديداً" لإسرائيل، وأن هذا التهديد يكشف عن أن الاعتراف بدولة فلسطينية، هو في جوهره "خطوة عقابية لإسرائيل"، ولكنها ترى في المقابل، أن صيغة ذلك الإعلان تجعل من الجليّ أن "زرع دولة معادية في قلب إسرائيل" ليس هبة سيشعر الإسرائيليون بالامتنان لها، كما كانت ترى باريس ولندن، على حدّ تعبير الصحيفة. تشير وول ستريت جورنال إلى أن مطالبة إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار في غزة، هو أمر لافت للنظر، فـ "إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً، وحماس هي من كانت تُفسد المحادثات". وإعلان ستارمر الأخير، سيعطي حماس سبباً لتستمر في رفض وقف إطلاق النار، طمعاً في الحصول على "المكافأة"، في إشارة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية بحسب الصحيفة. وتذكر الصحيفة مطالب ستارمر من حركة حماس، التي شملت الإفراج الفوري عن الرهائن، والموافقة على وقف إطلاق النار، والالتزام بنزع سلاحها، لكنها تشير إلى أن موقف رئيس الحكومة البريطانية كان "غامضاً" بشأن ما إذا كان عدم التزام حماس بهذه المطالب سيعيق الاعتراف بدولة فلسطينية، على "عكس وضوح موقفه مع إسرائيل"، كما أن ستارمر "لم يكلّف نفسه عناء" وضع شروط للسلطة الفلسطينية، التي تصفها الصحيفة بـ "راعية الإرهاب". وتقدّم الصحيفة تفسيراً آخر لخطوة ستارمر يتعلّق بالسياسة الداخلية البريطانية، وذلك على خلفية إعلان رئيس حزب العمّال السابق، جيريمي كوربن، والنائبة زرار سلطانة، تشكيل حزب جديد، وهو أمر قد يشكل "تهديداً لحزب العمّال" في الدوائر الانتخابية ذات الأغلبية المسلمة، التي قد يحصد أصواتها حزب كوربن الجديد. الوقت "المناسب تماماً" على النقيض، يرى وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط، والسياسي من حزب المحافظين، توبياس إلوود، أن الوقت الحالي هو "المناسب تماماً" للاعتراف بدولة فلسطينية، بل ويجادل في مقال كتبه بصحيفة الإندبندنت أن هذه الخطوة ستساهم في "عزل حماس" وتمهيد الطريق أمام السلام. يبدأ إلوود مقاله بوصف "الأوضاع المأساوية" في قطاع غزة، قائلاً إن العالم أصبح غير مبالٍ "بشكل خطير" بالخسائر اليومية في الأرواح بالقطاع، وأصبح يبدو كما لو أنه "عاجز عن التدخل"، لكنه يشير إلى تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أقرّ فيه بحدوث مجاعة حقيقية" في قطاع غزة، وهو تصريح يمثّل، برأيه، نقطة تحوّل محتملة. يرى إلوود أن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، لكن حق إسرائيل في هزيمة حماس لا يمكن أن "يبرر حجم المعاناة في غزة"، إذ يقع على عاتق الدول "مسؤولية استخدام القوة بحكمة". ومع إقراره بضرورة مواجهة حماس، إلا أن إلوود يرى أن هناك "غياباً" لاستراتيجية واضحة لتحويل مكاسب المعركة في غزة إلى سلام دائم، أو لـ "فصل حماس عن بقية الشعب الفلسطيني". ويذهب إلوود إلى حدّ القول إن نتنياهو "لا يقدّم أي حل نهائي، أو خطة لحكم غزة بعد الحرب، أو خارطة طريق نحو حل الدولتين"، وإن أفعاله توحي باتباعه "استراتيجية صراع أبدي". يضيف إلوود بأن قرارات نتنياهو التكتيكية، التي "تفتقر إلى أي رؤية استراتيجية"، بدأت تُشكل اختباراً للدعم الأمريكي "المفهوم وغير المشروط" لإسرائيل بعد هجوم حماس في 2023. كما أن حملة نتنياهو "المدمرة" على غزة واستمراره في "توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية" يُشيران إلى نيته "جعل حل الدولتين غير قابلٍ للتطبيق". ويصف إلوود هذا المسار الذي "يهدد" بإغلاق نافذة حلّ الدولتين إلى الأبد بـ "المسار الخطير"، ويرى أن الوقت "مناسب تماماً" للاعتراف بدولة فلسطينية لتوجيه دفعة معاكسة لهذا المسار. ويستذكر إلوود في هذا السياق حين ناقش مجلس العموم البريطاني سنة 2014 مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، ويذكر ما صرّح به كوزير أمام المجلس بأن بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا حين ترى أن هذه الخطوة ستدعم عملية السلام، وأن هذا الاعتراف يمثّل ورقة "لا تُلعب إلّا مرّة واحدة" ويجب استخدامها بحكمة. ويجادل إلوود بأن الاعتراف بدولة فلسطينية قد يسهم في زحزحة التركيز العالمي، و"عزل حماس سياسياً"، و"تقويض مبررات إيران في تسليح وكلائها في المنطقة"، مشدداً على أن "انتظار اللحظة المثالية" للاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يشكّل استراتيجية، خاصة في ظل الوضع الراهن، الذي لن يسهم إلّا في "ترسيخ التمرّد"، و"ترك إسرائيل في حالة توتر دائم مع جيرانها". ويختم إلوود بالقول إن دعم ترامب لنتنياهو أصبح مشروطاً أكثر من أي وقت مضى، وأن هذا يجب أن "يُستغل لإعادة التركيز على تحقيق حلّ الدولتين"، ودون ذلك، "ستستمر المعاناة والتطرف والحرب التي لا تنتهي". كاتب إسرائيلي: نحتاج لفعل المزيد ضد إسرائيل، والتايمز تقول: هذا نصر لحماس ولم يتوقف التفاوت في آراء الكتّاب بالصحف البريطانية بشأن السياسة التي ينبغي على المملكة المتحدة اتّباعها في التعامل مع تداعيات حرب غزة. إذ انتقدت صحيفة التايمز في افتتاحيتها خطوة ستارمر، قائلةً إن رئيس الوزراء البريطاني التزم بمسار "لن يُخفف معاناة سكان غزة، ويُثير استياء أقارب ضحايا هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويُقدم العون لحماس، ويُنفّر إسرائيل". وترى الصحيفة أن جزءاً كبيراً من الدولة الفلسطينية المقترحة لا يزال تحت سيطرة "عصابة إرهابية"، وأن خطوة ستارمر الأخيرة ستمثل لحماس "نصراً في الوقت بدل الضائع". تجادل الصحيفة بأن مسألة الاعتراف بأي دولة أو رفضها لا ينبغي أن تكون "ورقة مساومة في مفاوضات حول مسائل آنية مثل إطعام الجائعين، أو تأمين وقف إطلاق النار"، وأن الحكومة البريطانية وضعت نفسها في "موقف غريب"، وتتساءل: ماذا لو تحسنت الأوضاع في غزة؟ هل ستسحب بريطانيا فجأة اعترافها؟ ترد الصحيفة على الفكرة التي مفادها أن الاعتراف بدولة فلسطينية سينعش حلّ الدولتين، وتقول :"صحيح أن نتنياهو رفض إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وأن الوزراء المتطرفين في حكومته لا يريدون سوى تطهير غزة عرقياً وضمّها"، لكن إنشاء "دولة وهمية لا تتوافر فيها مقومات الدولة الفاعلة لن يحمي الفلسطينيين من هذا المصير"، كما أن الاعتراف بدولة فلسطينية بهذا التوقيت، حيث لا تزال حماس "على قيد الحياة"، وتحتجز الأبرياء كرهائن، سيؤدي إلى تعزيز الاعتقاد بأن "الإرهاب يجدي نفعاً"، على حدّ تعبيرها. أما في صحيفة الغارديان، فقد كتب يائير والاش، الذي يقول عن نفسه إنه نشأ في إسرائيل ويعيش في بريطانيا، مقالاً طالب فيه الحكومة البريطانية باتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إسرائيل فيما يتعلق بحرب غزة. يقول الكاتب إن أقوال وأفعال "حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل"، جعلت غزة غير صالحة للسكن، وإن هناك خطة "كررها نتنياهو ووزراؤه بشأن التطهير العرقي أو الهجرة الطوعية" في غزة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تريد "إبطاء" حملتها في القطاع، بفعل الضغوط الدولية الأخيرة، لكن هذه الحملة لن تتوقف إلا إذا أُجبرت الحكومة الإسرائيلية على ذلك بضغط دولي، وهو ضغط لم يكن كافياً، بحسب رأي الكاتب. يعارض والاش الفكرة القائلة إن نتنياهو لا يصغي إلا لترامب، "وليس في جميع الأوقات"، في تلميح إلا أنه لا يوجد ما يمكن فعله بشأن إسرائيل سوى "التوسّل للرئيس الأمريكي". ويرى والاش أن هذه الفكرة مردّها "سوء فهم عميق لإسرائيل"، وتقليل من شأن خيارات المملكة المتحدة، فصحيح أن نتنياهو "لن يستمع إلى بريطانيا"، إلا أن إسرائيل "ليست كوريا الشمالية"، إذ أن المجتمع الإسرائيلي يعتز بعلاقاته مع العالم، كما أن لدى إسرائيل والمملكة المتحدة روابط تشمل النظام المصرفي والتعاون الدفاعي والتجارة والسياحة والعلاقات الأكاديمية، وعليه، فإن الاستمرار في العمل مع إسرائيل "بشكل معتاد"، يعني أن الشركاء الدوليين يسمحون للحكومة الإسرائيلية بمواصلة ما يسميها الكاتب بـ "حملتها للإبادة الجماعية" دون أي عواقب تتجاوز "الإيماءات الرمزية". ويشير والاش إلى دعوات أطلقها مجموعة من الإسرائيليين في المملكة المتحدة، طالبوا فيها ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي بـ "فرض عقوبات واسعة النطاق على إسرائيل، وعدم الاكتفاء بفرض عقوبات على بعض الأفراد"، وتشمل هذه العقوبات "تعليق اتفاقية الشراكة والتجارة ووقف التعاون العسكري". وبرأي الكاتب، فإن تعليق المملكة المتحدة للمعاملة التجارية التفضيلية لإسرائيل قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى نفس الاتجاه. إذ يُعد الاتحاد الأوروبي أكبر وجهة لصادرات إسرائيل، مشيراً إلى وجود "مقترحات لتعليق بنود في اتفاقية شراكة إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي".


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
بوليتيكو: قاعدة الرئيس الأمريكي 'ماغا' تصعّد من نقدها لإسرائيل وإدارته ملتزمة بمواصلة الدفاع عنها
لندن- 'القدس العربي': نشرت مجلة 'بوليتيكو' تقريرا أعده إريك بازيل- إيميل وكونور أوبراين وجيك تايلور، قالوا فيه إن حركة 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى' أو 'ماغا' بدأت تدير ظهرها لإسرائيل، ولكن ليس الرئيس دونالد ترامب. وقال الكتّاب إن الرئيس ترامب والجمهوريين في الكونغرس، يحاولون نقد إسرائيل وبشكل متزن، حتى في ظل الضغوط الكبيرة الصاعدة من داخل صفوف ماغا لإعادة النظر في دعم إسرائيل ووسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. ويعكس النهج الحذر من البيت الأبيض وكبار الجمهوريين، صعود جناح صاخب من قاعدة الرئيس الذي انتقد إسرائيل بشدة. وتتعارض هذه الشخصيات مع الجمهوريين التقليديين، الذين يعتبرون العلاقة الثنائية مع إسرائيل مقدسة وغالبا ما يمتنعون عن انتقاد الحليف في الشرق الأوسط. ومع ذلك تجري محاولات بين الجمهوريين التقليديين لبناء توازن في نقد إسرائيل، وسط تدهور الوضع الإنساني في غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية عليها. وقتل 60,000 فلسطيني منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما حذرت منظمات الإغاثة من أن القطاع يعاني من مجاعة وقد يموت آلاف الأطفال جوعا في الأسابيع المقبلة. وفي حديث ترامب للصحافيين المرافقين له على متن الطائرة الرئاسية في رحلة العودة من زيارة اسكتلندا التي استمرت خمسة أيام وتخللتها الدبلوماسية ولعب الغولف، قال إنه لا يريد بعد الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف دائم للنار، مبررا هذا بالقول: 'يمكنكم الادعاء بأنكم تكافئون حماس إذا فعلتم ذلك'. وأضاف: 'لا أعتقد أنه يجب مكافأتهم. أنا لست من هذا المعسكر'. لكنه أكد أن الإدارة لا تتجاهل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة أيضا، حيث كرر ترامب مجددا أن الولايات المتحدة ستساعد في تقديم المساعدات الغذائية وإنشاء مراكز غذائية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة. وفي مبنى الكابيتول هيل، لا يزال الكثير من الجمهوريين، حتى الموالين لحركة 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، يدعمون إسرائيل. ويعبرون عن القلق بشأن الوضع بحذر، ويؤكدون على حق إسرائيل الاستراتيجي في الرد على هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وفي يوم الثلاثاء، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون للصحافيين بأنه 'يجب أن نبذل قصارى جهدنا لنقدم يد العون' إلى إسرائيل. وأضاف أنه 'للأسف، هناك العديد من الجهات السيئة التي تتدخل' في المساعدات الغذائية. وقال السناتور الجمهوري عن ولاية ميسوري، إريك شميت: 'كان 7 تشرين الأول/ أكتوبر هو هجوم حماس على إسرائيل، ولهم كل الحق في الدفاع عن أنفسهم مهما طال الزمن. لذا، لا أعتقد أن هذا سيتغير إطلاقا'. ومع ذلك، يزداد الإحباط داخل الجناح اليميني للحزب الجمهوري من حرب غزة، بحجة أن الحرب هي ضارة سياسيا للرئيس ووصمة عار أخلاقية على سمعة البلاد. وكانت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا أول من استخدم 'إبادة جماعية' في الكونغرس لوصف أفعال إسرائيل في غزة. وفي تغريدة لها مساء الاثنين، انتقدت فيها زميلها الجمهوري في مجلس النواب راندي فاين من فلوريدا، قالت إن 'الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية والمجاعة' في غزة مروعة بقدر هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي خارج الكونغرس، صعد مؤثرون بارزون في حركة 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى' انتقاداتهم لإسرائيل. وكان النائب الجمهوري السابق مات غيتز والمستشار السابق لترامب، ستيف بانون، من بين أولئك الذين أدانوا أفعال إسرائيل وحذروا من أن هذه القضية تشكل عبئا سياسيا على إدارة ترامب في ظل قاعدة الرئيس. وتعلق المجلة أن الإحباط بين المحافظين البارزين، يعكس الاتجاه العام في مواقف الأمريكيين بشأن غزة. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب ونشر الثلاثاء، وأُجري قبل أن يتحدث ترامب عن المجاعة في غزة يوم الاثنين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن ستة من كل عشرة أمريكيين لا يوافقون الآن على الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ومع ذلك، أعربت نسبة 71% من الجمهوريين في الاستطلاع نفسه عن دعم للجهود الحربية الإسرائيلية، وقد تغير هذا الرقم بشكل طفيف منذ تولي ترامب منصبه. كما يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل، حيث أعلنت بريطانيا يوم الثلاثاء أنها ستنضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار بحلول أيلول/ سبتمبر ولم تتراجع عن موقفها في القطاع. وهدد حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بمعاقبة إسرائيل بطرق أخرى إذا لم تعمل على تحسين الوضع في غزة. من جانبها، واصلت إسرائيل إلقاء اللوم على حماس في مشاكل توزيع المساعدات في القطاع الذي مزقته الحرب، ورفضت بشدة أي تلميحات بأن أفعالها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية أو أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وجادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حجم المساعدات الغذائية التي تتلقاها غزة كاف. ولم يستجب البيت الأبيض لطلب التعليق على إستراتيجية الإدارة للتعامل مع الأزمة المتفاقمة. وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الإدارة لا تخالف نتنياهو على الرغم من انتقاداتها اللاذعة لأقرب حلفائها في الشرق الأوسط. وأضاف المسؤول: 'لا أحد يريد رؤية أطفال يتضورون جوعا في أي مكان'. وتابع: 'مع أنه يؤيد بيبي بشدة، فإن المهمة النهائية للرئيس ستكون، أولا، إنهاء الحرب، ثانيا، إنهاء عمليات القتل، وكحد أدنى، تأمين وقف إطلاق النار، واستعادة أسرانا، وجعل المنطقة أكثر ازدهارا من أي وقت مضى'. وأضاف المسؤول: 'لا أعتقد أن ليندزي غراهام وتوم كوتونز سيحتجّان لأن الرئيس لا يريد رؤية الأطفال يتضورون جوعا في الشرق الأوسط'. ويعد غراهام وكوتونز من أشد المؤيدين لإسرائيل في مجلس الشيوخ. ولدى أعضاء مجلس الشيوخ المتشددون فهمٌ مماثل لتفكير الرئيس. وقال السيناتور الجمهوري عن ساوث داكوتا، مايك راوندز، وهو عضو بارز في لجنتي القوات المسلحة والاستخبارات، في مقابلة قصيرة إن تصرفات الرئيس متجذرة في رغبة ترامب بعدم رؤية الأطفال يقتلون في الحرب. ومع ذلك، يرفض مسؤولو الإدارة اتهامات 'الإبادة الجماعية' الموجهة إلى إسرائيل. ففي إحاطة إعلامية بوزارة الخارجية يوم الثلاثاء، وصفت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، الاتهامات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بأنها 'شائنة'. وكرر السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي نفس الكلام يوم الثلاثاء في مقابلة مع قناة فوكس نيوز 'هل هناك معاناة؟ نعم. هل هي بهذا السوء الذي يزعمه بعض الأوروبيين؟ لا، كما قال. 'كان من الممكن أن يكون الوضع أفضل بكثير، وقد ينتهي كل شيء بسرعة إذا قررت حماس أخيرا أنه لا مستقبل لها هناك، وهو ما يردده الرئيس باستمرار'.