logo
الفرصة الأخيرة لفلسطين: دولة أو دويلة فصائل

الفرصة الأخيرة لفلسطين: دولة أو دويلة فصائل

Independent عربيةمنذ 3 أيام
بعد عامين تقريباً على الحرب المدمرة في "قطاع غزة" عقب هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" في غلاف غزة، تدخل القضية الفلسطينية مرحلة سياسية مفصلية، لن تحسم بمسار عسكري ولا بشعارات المقاومة وحدها. فالمعركة لم تعد فقط مع إسرائيل، بل مع الزمن ومع الذات ومع شرعية النظام السياسي الفلسطيني الذي فقد تماسكه، إذ بات من الملح البحث عن تقاطع عربي–دولي فعلي، لا فقط للتضامن بل لإنتاج حل شامل لا يمكن أن يبدأ من دون إعادة هيكلة المشهد الفلسطيني الداخلي، وهذا يمر حكماً بخروج "حماس" من المشهد كقوة مسلحة موازية، وبقدرة السلطة الفلسطينية على استعادة القرار والشرعية والاحتضان العربي.
إنها لحظة اختبار كبرى شبيهة بما يعيشه لبنان، حيث لا مجال لوضع البلد على خريطة الحلول قبل تفكيك منظومة "حزب الله" العسكرية والمالية، وإعادة القرار إلى يد الدولة. فكما في لبنان، لا يمكن بناء مشروع وطني في ظل سلاح خارج الدولة، كذلك في فلسطين، لا يمكن التأسيس لدولة تحت مظلة فصائلية أو سلطات متوازية تتقاسم الجغرافيا والشرعية.
لقد تغيرت فلسطين، تغيرت نظرة العالم إليها، تغيرت موازين القوى. ولكن، هل تغيرت أدوات القيادة؟ هل تغيرت رؤية الفلسطينيين لمستقبلهم؟ وهل ما زالوا أسرى الثنائيات القديمة، "فتح" و"حماس"، سلطة ومقاومة، صراع داخلي وتبعية خارجية؟
المرحلة المقبلة، بكل وضوح، ليست مرحلة مقاومة فحسب، إنها مرحلة إعادة بناء وطن وتعزيز صمود شعب وتأسيس دولة على أنقاض الخراب، مرحلة تتطلب ما هو أكبر من الشعارات وأعمق من الخطابات.
توقف المدفع ولم تنته الحرب
من المفيد أن نستعيد تجربة لبنان بعد الحرب الأهلية. لم تكن نهاية الحرب مجرد توقيع "اتفاق الطائف"، بل نتيجة تقاطع مصالح عربية ودولية، واكبتها شخصيات لبنانية عرفت كيف تترجم تلك اللحظة إلى مشروع وطني، مهما كانت عليه التحفظات لاحقاً. فكما احتاج لبنان إلى رفيق الحريري ليقود مرحلة ما بعد الحرب، فإن فلسطين اليوم في حاجة إلى شخصية -أو مجموعة- تستطيع أن تؤسس لمشروع دولة فلسطينية فعلية، لا مجرد كيان إداري هش.
للمرة الأولى منذ أعوام، بدأ العالم يتحرك فعلياً نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية. إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا وجنوب أفريقيا… كلها قالت كلمتها، وفرنسا ودول أخرى تبحث الاعتراف رسمياً، المشهد يتغير. الخرائط ترسم من جديد. الحرب على غزة، على رغم قسوتها، وضعت فلسطين مجدداً في صلب القرار الدولي، ولكن السؤال الجوهري الآن، هل نحن جاهزون؟ هل لدى الفلسطينيين قيادة قادرة على استثمار هذه اللحظة التاريخية، وتحويل الاعتراف السياسي إلى بنية تحتية لدولة قابلة للحياة؟ دولة لا تبنى فقط على الكلمات والمواقف بل على اقتصاد حقيقي، وعلى خلق فرص عمل وعلى سيادة القانون ومؤسسات الدولة؟
الناس تغيروا
الشارع الفلسطيني لم يعد كما كان، بعد كل ما جرى في غزة، وبعد أعوام الانقسام والصراع الداخلي، لم تعد الشعارات تكفي. الناس يطالبون اليوم بقيادة قادرة على إعادة بناء ما دمر، وخلق فرص حقيقية للعيش الكريم، وحفظ وحدة الشعب الفلسطيني بدل تعميق الانقسام.
سئم الفلسطينيون من التجاذب بين "فتح" و"حماس"، ومن الحسابات الفصائلية الضيقة، ومن الخطابات التي تستهلكهم دون أن تقدم لهم شيئاً ملموساً. ما يريدونه اليوم هو قيادة تفكر بمنطق الدولة، لا بمنطق التنظيم، قيادة ترى في الشعب مصدراً للشرعية، لا وقوداً لمعركة دائمة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حريري فلسطيني
قد يقول بعض إن فلسطين تحتاج إلى نموذج رفيق الحريري، رجل الأعمال الذي قاد إعادة إعمار لبنان بعد الحرب، واستطاع أن يجذب الدعم الدولي والتقاطعات العربية-الدولية لبناء بيروت من جديد. ولكن الواقع الفلسطيني أعقد من الحال اللبنانية، وما تحتاج إليه اليوم هو "حريري فلسطيني" بنكهة وطنية خاصة، يملك الشجاعة والنزاهة ويؤمن بأن الاستثمار في الإنسان الفلسطيني هو أساس التحرر الحقيقي، من خلال تعزيز الصمود وتأمين شبكة مصالح اقتصادية واسعة تنتج آلاف فرص العمل وتعزز بقاء الفلسطينيين في أرضهم.
فلسطين تحتاج إلى شخصية أو مجموعة تضع خطة اقتصادية وطنية واقعية، تدرك أن الكرامة لا تأتي فقط من الدعم الخارجي، بل من بناء اقتصاد داخلي منتج ومستقر. من المهم أن تكون هذه القيادة قادرة على إطلاق مشاريع تنموية حقيقية، قادرة على تأسيس بنية قانونية عصرية تشجع الاستثمار، وتحفز الريادة والابتكار، وتخرج المجتمع الفلسطيني من عقلية الصمود السلبي إلى عقلية الإنتاج والانفتاح والمسؤولية.
إعادة الإعمار بأياد فلسطينية
نحن اليوم أمام لحظة نادرة في التاريخ الفلسطيني. العالم بات يسمع، وصدى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يتوسع يوماً بعد يوم. غزة، على رغم الدمار، نبهت العالم وحركت الضمير الدولي ووضعت الظلم في واجهة النقاش العالمي، والشعب الفلسطيني، على رغم الجراح والانقسامات، لا يزال مستعداً للالتفاف حول قيادة جديدة، بشرط أن تكون قيادة مختلفة في جوهرها.
العالم ينتظر من الشعب الفلسطيني (وهو قادر) أن يتولى بما يملك من كفاءات وخبرات إعمار ما تهدم، بحيث يُنخرط الفلسطينيون في دورة اقتصادية تبدأ بالإعمار، ولا تنتهي بالتخطيط لمستقبل أفضل.
إنها الفرصة الثمينة، التي لا يجب أن تمر كما مرت فرص كثيرة من قبل. فهل نبقى نراوح في مربع الانقسام، وننتظر مزيداً من المبادرات المعلبة، أم نبدأ فعلاً في البحث عن ذلك "الحريري الفلسطيني الجديد"؟ ذلك الذي لا يريد سلطة منزوعة السيادة، ولا يبحث عن تمثيل شكلي بل يسعى إلى بناء دولة حقيقية، دولة للناس، لا للأجهزة، للمستقبل، لا للماضي، للكرامة، لا للتبعية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات تستبق "مهلة ترمب"
ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات تستبق "مهلة ترمب"

Independent عربية

timeمنذ 11 دقائق

  • Independent عربية

ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات تستبق "مهلة ترمب"

يتوجه ستيف ويتكوف، الموفد الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء إلى موسكو حيث يلتقي القيادة الروسية، وفق ما أفاد مصدر مقرب منه أمس الثلاثاء، من دون الإدلاء بتوضيحات إضافية. وسبق أن التقى ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً في موسكو، لكنّ هذه الزيارة تأتي بعدما أمهل الرئيس الأميركي روسيا حتى الجمعة لوقف هجومها في أوكرانيا تحت طائلة تعرضها لعقوبات أميركية جديدة. ولم يكشف البيت الأبيض ماهية الإجراءات التي يعتزم اتّخاذها الجمعة، لكنّ ترمب سبق أن لوّح بفرض "رسوم جمركية ثانوية" تستهدف ما تبقى من شركاء تجاريين لروسيا، على غرار الصين والهند. وترمي هذه الخطوة إلى فرض مزيد من القيود على الصادرات الروسية، لكن قد تكون لها تداعيات كبرى على المستوى الدولي. وعلى رغم الضغوط الأميركية، تواصل روسيا غزوها لأوكرانيا. وجرت بين روسيا وأوكرانيا ثلاث جولات تفاوضية في إسطنبول، لكن من دون تحقيق أي اختراق على مسار التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل استمرار التباعد الكبير في موقفي البلدين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسمياً عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئياً هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها إليها روسيا بقرار أحادي عام 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. وإثر عودته إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) أعرب ترمب عن استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي وحاول التقارب معه وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ عدم تجاوب بوتين على النحو الذي يريده ترمب مع مبادراته أثار "استياء" و"خيبة أمل" الرئيس الأميركي. وعندما سأل صحافيون ترمب ما هي الرسالة التي يحملها ويتكوف إلى موسكو وما إذا كان هناك أيّ شيء يمكن لروسيا أن تفعله لتجنّب العقوبات، أجاب الرئيس الأميركي "نعم، التوصّل إلى اتفاق يوقف تعرض الناس للقتل".

ترمب يرفض إعلان تأييده أو رفضه احتلال إسرائيل غزة
ترمب يرفض إعلان تأييده أو رفضه احتلال إسرائيل غزة

Independent عربية

timeمنذ 41 دقائق

  • Independent عربية

ترمب يرفض إعلان تأييده أو رفضه احتلال إسرائيل غزة

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يفصح عما إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على غزة عسكرياً، وقال إن تركيز إدارته ينصب على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للهجوم من حليفة بلاده. وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين مساء أمس الثلاثاء "فيما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل". وأعرب الرئيس الأميركي عن اشمئزازه حيال نشر "حماس" تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهناً ويحفر بيده ما يُعتقد أنه قبره. وعن الفيديو، قال ترمب "إنه مروّع، وآمل أن يتمكّن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنّني أعتقد أنّه أمر مروّع". والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسؤولين أمنيين كبار أمس، وذكرت وسائل الإعلام أنه يفضل السيطرة العسكرية الكاملة على غزة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قال موقع "أكسيوس" الإخباري الثلاثاء نقلاً عن اثنين من المسؤولين الأميركيين ومسؤول إسرائيلي إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترمب ناقشا خططاً لزيادة دور واشنطن بصورة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأوضح الموقع أن المناقشات جرت خلال اجتماع بين ويتكوف وترمب أمس الإثنين في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن إسرائيل أبدت تأييدها لزيادة الدور الأميركي. ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن "قطر والأردن ومصر ستشارك معنا في إدارة الجهود الإنسانية في غزة". ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي آخر قوله إن إدارة ترمب "ستتولى" تنظيم الجهود الإنسانية في غزة لأن إسرائيل لا تديرها بصورة مناسبة، فيما ذكرت الخارجية الأميركية أن ترمب سيعلن قريباً عن خطة مساعدات خاصة بالقطاع.

الأمم المتحدة تحذر من "كارثة إنسانية" وتهدد استقرار المنطقة: يجب منع إسرائيل من احتلال كامل غزة
الأمم المتحدة تحذر من "كارثة إنسانية" وتهدد استقرار المنطقة: يجب منع إسرائيل من احتلال كامل غزة

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

الأمم المتحدة تحذر من "كارثة إنسانية" وتهدد استقرار المنطقة: يجب منع إسرائيل من احتلال كامل غزة

حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة يهدد بـ"تداعيات كارثية"، داعياً إلى منع إسرائيل من احتلال كامل القطاع الفلسطيني. وصرح ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأميركيتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن، أن توسيع نطاق الحرب "يهدد بتداعيات كارثية على ملايين الفلسطينيين، وقد يشكل خطراً أكبر على أرواح من تبقى من الرهائن في غزة" كما أضاف جينكا: "ما من حل عسكري للنزاع في غزة أو للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الأوسع نطاقاً". وتعليقاً على عزم إسرائيل احتلال كامل غزة، قال المسؤول الأممي إنه "يجب منع هذا الأمر". توسيع الهجوم.. واحتلال غزة يأتي هذا بعدما لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصعيد، وتنفيذ عملية جديدة واسعة في القطاع المدمر. إذ كشف مسؤول في مكتب نتنياهو، أمس الاثنين، أن الأخير يميل إلى توسيع الهجوم على غزة، والسيطرة على القطاع بأكمله بعد جمود المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ووصولها إلى حائط مسدود، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية. كما أكد مسؤولون بارزون من الدائرة المحيطة بنتنياهو أن القوات الإسرائيلية تتجه لاحتلال القطاع الفلسطيني بالكامل. وأضافوا: "الأمر حُسم، نتجه نحو احتلال كامل لغزة.. ستكون هناك عمليات أيضاً في المناطق التي يُحتجز فيها الرهائن. وإذا رفض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هذا الأمر، يمكنه الاستقالة". في المقابل، نفت مصادر أخرى أن يكون نتنياهو قد اتخذ قراره النهائي بشأن مواصلة العمليات في غزة، على عكس التسريبات، حسبما نقلت صحيفة "معاريف". جاءت هذه التسريبات في وقت وصلت فيه المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، وسط تمسك الجانبين بشروطهما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store