
كيف علّق اللبنانيون على زيارة علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني؟
ويأتي هذا عقب أيام من موافقة مجلس الوزراء اللبناني على تكليف الجيش بوضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، الأمر الذي اعتبره الحزب "خطيئة كبرى"، وأعلن أنه سيتعامل معه "كأنه غير موجود".
وقال الرئيس اللبناني للاريجاني، إنه من غير المسموح لأي جماعة في لبنان حمل السلاح أو الاعتماد على مساندة طرف خارجي.
وأضاف في بيان صدر عن مكتبه "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة"، موضحاً أن "لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية".
وبيّن أن لبنان منفتح على التعاون مع إيران لكن في حدود السيادة الوطنية والاحترام المتبادل.
وأشار عون إلى تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بشأن نزع سلاح حزب الله، ووصفها بأنها "لم تكن مفيدة".
وجدد تأكيده أن "الدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكونات اللبنانية، وأي تحدٍ يأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هو تحدٍ لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين".
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، وافق الرئيس بانتقاده تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين، وقال "التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التصريحات التي حملت تهديداً صريحاً، تشكل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل".
وأضاف "لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد"، مشدداً على أن "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى".
وأكّد أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال الأسبوع الماضي، إن طهران تدعم أي قرار يتخذه حزب الله -بعد رفضه قرار تجريده من سلاحه-، مضيفاً أن هذه ليست المحاولة الأولى لتجريد الحزب من ترسانته.
وانتقد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني، تحرك الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، متسائلاً "إذا ألقى حزب الله سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وممتلكاتهم وشرفهم؟".
social media
بدوره، أكّد لاريجاني أن بلاده تدعم سيادة لبنان ولا تتدخل في قراراته.
وقال بعد محادثات منفصلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقود حركة أمل حليفة حزب الله: "نحترم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة"، في إشارة إلى حزب الله.
وأضاف "إيران لم تطرح أي خطة على لبنان، لكن الولايات المتحدة هي من فعلت ذلك، من يملي الخطط والمواعيد النهائية هو من يتدخل في الشؤون اللبنانية".
وأردف يقول إن على لبنان ألا "يخلط بين أعدائه وأصدقائه، عدوكم هو إسرائيل، وصديقتكم هي المقاومة. أوصي لبنان بأن يقدر دائماً قيمة المقاومة".
وقدمت الولايات المتحدة خطة عبر مبعوثها إلى المنطقة توماس باراك تحدد أكثر الخطوات تفصيلاً حتى الآن لنزع سلاح حزب الله.
https://twitter.com/alilarijani_ir/status/1955601365939458237?s=46&t=IMGqgh-45JZ5OA1nFCiYWg
وعقب اللقاء الذي جمع لاريجاني بأمين عام حزب الله نعيم قاسم، جدد الأخير شكره "للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها المتواصل للبنان ومقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب وحدة لبنان وسيادته واستقلاله".
وأكّد حزب الله في بيان "العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والإيراني".
ردود فعل لبنانية
استقبل لاريجاني لدى وصوله مطار بيروت وفدان من حزب الله وحليفته حركة أمل وممثلون عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، إضافة إلى ممثل عن وزارة الخارجية.
وتجمّع العشرات من مناصري حزب الله على طريق المطار لدى مرور موكب لاريجاني الذي ترجّل لوقت قصير من سيارته لإلقاء التحية عليهم، وقد نشر مقتطفات من التجمع عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس".
وتباينت ردود الفعل اللبنانية حول الزيارة. فمنهم من رحّب بلاريجاني على منصات التواصل كما فعل العشرات من مناصري حزب الله على طريق المطار، ومنهم من اعتبر أن الزيارة بحد ذاتها تعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي اللبناني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
إسرائيل توجه ضربات جديدة لحزب الله جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، شن ضربات جديدة على مواقع تابعة لحزب الله، جنوبي لبنان، مؤكدة استهداف بنى تحتية عسكرية في موقع تابع للحزب. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تدوينة له على منصة إكس، أن "طائرات حربية تابعة لسلاح الجو، أغارت قبل قليل في منطقة تلة الشقيف بجنوب لبنان، على بنية تحتية عسكرية وبنية تحتية (تحت الأرض) في موقع تابع لحزب الله، والذين شهدا نشاطات عسكرية". وأضاف أدرعي، أن "وجود هذا الموقع والنشاطات فيه يشكلان خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكداً أن "الجيش يواصل العمل على إزالة أي تهديد على إسرائيل".


الحركات الإسلامية
منذ 8 ساعات
- الحركات الإسلامية
قرار لبناني تاريخي وتحرّكات حوثية مريبة.. ملامح تفكك مشروع الهيمنة الإيرانية في المنطقة
في تطور سياسي إقليمي يعكس تحولات في موازين القوى داخل الساحة العربية، رحب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والقاضي بحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، واصفًا إياه بالخطوة الشجاعة والتحول الجوهري الذي طال انتظاره. هذا القرار، وفق الإرياني، يمثل بداية حقيقية لاستعادة السيادة الوطنية التي صادرها "حزب الله" على مدى عقود، عبر تكريس واقع "الدولة داخل الدولة"، والزج بلبنان في صراعات عبثية وأزمات متتالية أضرت بالبنية التحتية، وأثقلت كاهل الشعب اللبناني بأثمان باهظة من دماء وأمن واستقرار البلاد. وأكد الوزير أن التجارب التاريخية، لا سيما في السنوات الأخيرة، أثبتت أن سلاح "حزب الله" لم يكن في يوم من الأيام سلاح مقاومة حقيقية بقدر ما كان أداة للاستقواء على الداخل اللبناني، وتصفية الخصوم السياسيين، وفرض أجندة إيران على القرار السيادي، وبيّن أن هذا السلاح ساهم في زج لبنان في معارك لم تُقرّها الدولة ولا اختارها الشعب، وأدى إلى عزلة دولية وانهيار اقتصادي غير مسبوق، مشددًا على أن ما جرى مؤخرًا في الجنوب اللبناني يعد برهانًا إضافيًا على عجز هذا السلاح عن حماية نفسه فضلًا عن حماية البلاد. وربط الإرياني بين القرار اللبناني الجديد والدور الميداني والإعلامي الخطير الذي لعبه "حزب الله" في اليمن منذ اللحظات الأولى للانقلاب الحوثي، عبر إرسال خبراء ومقاتلين لإدارة العمليات القتالية إلى جانب المليشيا الحوثية، وتأهيل كوادرها عسكريًا وأمنيًا، إضافة إلى الدعم الإعلامي من خلال قناة 'المسيرة' التي تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي تحولت إلى منصة تحريض ضد الدولة اليمنية وتهديد مباشر للأمن القومي اليمني والعربي، وأوضح أن اليمن شأنها شأن عدد من الدول العربية، دفعت ثمن المشروع التخريبي الذي تنفذه إيران عبر أذرعها المسلحة في العواصم العربية، من بيروت إلى صنعاء، مرورًا ببغداد ودمشق، وهو مشروع لا يقوم على الشراكة الوطنية أو بناء الدولة، بل على تمزيق النسيج الاجتماعي، وتكريس السلاح الطائفي، وتفكيك مؤسسات الحكم لصالح "الفوضى الدائمة" التي تنسجم مع مشروع "ولاية الفقيه". تصريحات الوزير اليمني جاءت في أعقاب تأكيد تقارير متخصصة في الشأن العسكري اليمني، أن ذراع إيران في اليمن – المليشيا الحوثية – تمضي على النهج ذاته الذي انتهجه "حزب الله" في لبنان، حيث دفعت الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مختلف جبهات القتال، مع تكثيف تحصيناتها ومواقعها الميدانية، وإعادة تأهيل بنيتها العسكرية والأمنية، في ظل مخاوف أممية من أن يقود هذا التصعيد إلى نسف "هدنة هشة" ترعاها الأمم المتحدة منذ أبريل 2022. وكشفت مصادر دفاعية وأمنية لمنصة "ديفانس لاين" المتخصصة في الشؤون العسكرية باليمن عن تحريك الحوثيين أسلحة ومعدات إلى مواقع متقدمة، وحفر الخنادق والأنفاق، وزرع الألغام في خطوط التماس، بالتوازي مع تعبئة أيديولوجية واسعة النطاق. ورصدت المعلومات تحركات مكثفة شملت نقل كتائب مدربة حديثًا إلى جبهات في مأرب والجوف والبيضاء ولحج والضالع وتعز والحديدة وحجة، تضم وحدات خاصة وفصائل "جهادية" ودروع وقناصة وطيران مسير ومدفعية ميدانية وصاروخية. كما شملت جهود الجماعة إعادة تشغيل القواعد والمخابئ تحت الأرض وترميم المقرات القيادية والمرافق اللوجستية المتضررة جراء الهجمات الأمريكية السابقة، ما يشير إلى محاولة لإعادة بناء القدرة القتالية استعدادًا لمرحلة صراع جديدة. ويرى المراقبون أن الربط بين القرار اللبناني والواقع اليمني يكشف ملامح استراتيجية موحدة للمشروع الإيراني في المنطقة، تعتمد على تمكين الأذرع المسلحة وتوظيفها لفرض الهيمنة على حساب الدولة الوطنية، فكما هيمن "حزب الله" لعقود على القرار السيادي في لبنان بسلاحه وإمكانياته العسكرية، يسعى الحوثيون اليوم لتكريس واقع مشابه في اليمن، يهدد الأمن الإقليمي ويعطل أي جهود سلام حقيقية، ويؤكد هؤلاء أن نجاح لبنان في فرض حصرية السلاح بيد الدولة، إذا تحقق عمليًا، قد يشكل سابقة تلهم دولًا أخرى في المنطقة، ويدفع نحو إعادة الاعتبار لسلطة الدولة في مواجهة المليشيات، تمهيدًا لإسقاط نموذج "اللادولة" الذي تغذيه إيران من بيروت إلى صنعاء.


الزمان
منذ 21 ساعات
- الزمان
تنديد عربي واسع بعد تطرق نتانياهو الى 'رؤية إسرائيل الكبرى'
القاهرة (أ ف ب) – نددت دول عربية بتطرق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال مقابلة صحافية، الى 'رؤية إسرائيل الكبرى'، معربة عن رفضها 'للأفكار التوسعية' للدولة العبرية، ومحذرة من 'تصعيد' و'تهديد لسيادة' بلدان المنطقة. ويؤشر مصطلح 'إسرائيل الكبرى' إلى الحدود التوراتية من زمن الملك سليمان، والتي يُفترض أنها تشمل حاليا الضفة الغربية المحتلة، إضافة الى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا. وسبق لليمين المتطرف في إسرائيل أن دعا الى احتلال هذه الأراضي. وخلال مقابلة مع قناة 'آي 24' الإسرائيلية الثلاثاء، سأل المحاور نتانياهو عما اذا كان يشارك هذه 'الرؤية'، عارضا عليه 'خريطة الأرض الموعودة'، فردّ رئيس الوزراء مرتين 'بالتأكيد'، قبل أن يضيف المحاور 'إنها إسرائيل الكبرى'. وتابع نتانياهو 'غالبا ما أفكر بوالدي، بجيل آبائنا الذي كان عليه تأسيس الدولة، وجيلنا، جيلي. علينا ضمان استمرار وجودها، وأرى في ذلك مهمة عظيمة'. وفي بيان ليل الأربعاء، دانت وزارة الخارجية المصرية 'ما أثير ببعض وسائل الاعلام الاسرائيلية حول ما يُسمى بـ +إسرائيل الكبرى+'. وأشارت الى أن القاهرة 'طالبت بإيضاحات لذلك في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد'. من جانبها، استنكرت الخارجية الأردنية ما اعتبرته 'تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول'. بدورها دانت وزارة الخارجية العراقية 'التصريحات الصادرة عن الكيان المحتل بشأن ما يسمى بـ +رؤية إسرائيل الكبرى+، والتي تكشف بوضوح عن الطموحات التوسعية لهذا الكيان'. وأضاف البيان العراقي 'هذه التصريحات تمثل استفزازا صارخا لسيادة الدول'. كما دانت السعودية 'بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي حيال ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى'. وأكدت الخارجية السعودية 'رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي'، مؤكدة 'الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة'. ومساء الخميس، قالت وزارة الخارجية الإماراتية عبر منصة اكس إن 'الإمارات تدين بشدة التصريحات الإسرائيلية عن +إسرائيل الكبرى+ وتعتبرها تعديا سافرا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة'. وأتت مقابلة نتانياهو في مرحلة مفصلية في الشرق الأوسط، حيث تتواصل الحرب في قطاع غزة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. كما تواصل الدولة العبرية تنفيذ عمليات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة. وخلال الفترة الماضية، خاضت إسرائيل معارك على جبهات إقليمية عدة، إذ خاضت نزاعا لأشهر مع حزب الله اللبناني أبقت في ختامه على قواتها في خمس نقاط بجنوب لبنان، وتوغلت الى المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل بعد سقوط حكم بشار الأسد، وقصفت مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ردا على إطلاقهم صواريخ ومسيّرات نحو أراضيها. كما هاجمت إسرائيل إيران اعتبارا من 13 حزيران/يونيو، في حرب استمرت 12 يوما ردت خلالها الجمهورية الإسلامية بإطلاق صواريخ ومسيّرات. وكانت دول عربية عدة منها السعودية، دانت في شباط/فبراير تصريحات لنتانياهو اقترح فيها إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة.