logo
أميركا استخدمتها في ضرب «فوردو»... ماذا نعرف عن قنبلة «جي بي يو - 57»؟

أميركا استخدمتها في ضرب «فوردو»... ماذا نعرف عن قنبلة «جي بي يو - 57»؟

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن الولايات المتحدة نفَّذت «هجوماً ناجحاً جداً» على 3 مواقع نووية في إيران، مضيفاً أن درة تاج البرنامج النووي الإيراني، «فوردو»، قد انتهت.
وقال ترمب إن القوات الأميركية ضربت المواقع النووية الإيرانية الرئيسية الثلاثة، «نطنز»، و«أصفهان»، و«فوردو». وقال لشبكة «فوكس نيوز» إن القوات الأميركية أسقطت 6 قنابل خارقة للتحصينات على «فوردو»، واستهدفت «نطنز»، و«أصفهان» بعدد 30 صاروخ «توماهوك».
وكتب ترمب على «تروث سوشيال»: «تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، (فوردو)». وأضاف: «انتهت فوردو».
وكانت تقارير إخبارية قد أمس (السبت)، بتحرك قاذفات «بي-2»، التي يمكن تجهيزها لحمل قنابل ضخمة، يقول الخبراء إنها ضرورية لضرب موقع «فوردو» الموجود أسفل جبل في جنوب طهران.
وقال مسؤول أميركي إن الجيش الأميركي استخدم قنابل «خارقة للتحصينات» في هجومه على منشأة «فوردو» الإيرانية لتخصيب الوقود النووي، التي بنيت في عمق جبل. وتحدَّث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لوكالة «أسوشييتد برس».
وتُستخدَم القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل، والمعروفة باسم «جي بي يو - 57» (الذخيرة الضخمة المخترقة) وزنها وقوتها الحركية الهائلة لاختراق الأرض ثم الانفجار. وكانت هجمات فجر اليوم (الأحد) هي المرة الأولى التي تُستخدَم فيها في القتال.
وشاركت غواصات أميركية أيضاً في الهجمات على إيران، حيث أطلقت نحو 30 صاروخاً من طراز «توماهوك» للهجوم البري، وفقاً لمسؤول أميركي آخر، تحدَّث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مسؤول إيراني تأكيده أن جزءاً من موقع «فوردو» تعرَّض لهجوم «بضربات جوية معادية».
صورة وزعتها وزارة الدفاع الأميركية في 4 أبريل 2005، لقاذفة قنابل متعددة الأدوار من طراز «بي-2 سبيريت» تُجري عمليات تزود بالوقود جواً باستخدام طائرة «كيه سي - 135 ستراتوتانكر» فوق المحيط الهادئ (أ.ف.ب)
كما نشرت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية مقطع فيديو يظهر تصاعد الدخان من منشأة فوردو النووية الإيرانية.
#Iran państwowa agencja prasowa IRNA publikuje nagranie dymu unoszącego się z uszkodzonego obiektu nuklearnego Fordow.Lektora mówi, że dym wydobywa się z elektrowni jądrowej. CNN twierdzi, że film został nakręcony na autostradzie Teheran-Kom, około 13 km na zachód1/3 pic.twitter.com/YxAUNVFXRG
— Necroscope (@Necroscope_II) June 22, 2025
يُستخدَم مصطلح «القنبلة الخارقة للتحصينات» لوصف القنابل المُصمَّمة لاختراق أعماق الأرض قبل الانفجار
وتُعَدّ قنبلة «جي بي يو - 57» الأميركية الخارقةُ للتحصينات ذات قدرة تدميرية هائلة، كما أنها تعدُّ السلاحَ الوحيد القادر على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة بعمق على غرار منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران.
و«جي بي يو - 57»، هي رأس حربي يزن 30 ألف رطل (13607 كيلوغرامات) قادر على اختراق 200 قدم (61 متراً) تحت الأرض قبل الانفجار، وهي غائبة عن ترسانة إسرائيل، التي قالت إن هدفها المعلن من هذه الحرب هو «منع إيران من صنع قنبلة نووية».
تُظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية والمقدمة من شركة «ماكسار تكنولوجيز» نظرةً عامةً على محطة «فوردو» لتخصيب الوقود في إيران وطريق الوصول إليها (أ.ف.ب)
وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن قنبلة «جي بي يو - 57» - المعروفة أيضاً باسم «الذخيرة الضخمة الخارقة للتحصينات»، «مصمَّمة لاختراق حتى 200 قدم تحت الأرض قبل الانفجار»، مخترقةً الصخور والخرسانة. ويختلف ذلك عن الصواريخ أو القنابل التي تنفجر عادةً عند أو بالقرب من نقطة الاصطدام.
كما تتمتّع «جي بي يو - 57»، التي يبلغ طولها 6.6 متر، بصاعقٍ خاص، وبدأ تصميمها أوائل الألفية الثانية، وطُلبت 20 وحدة من شركة «بوينغ» عام 2009.
ويقول ماساو دالغرين، الباحث في شؤون الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «لهزيمة هذه الأهداف المدفونة عميقاً، يجب تصميم هذه الأسلحة بأغلفة فولاذية سميكة وصلبة لاختراق طبقات الصخور». وأضاف: «نحتاج إلى مادة متفجرة لا تنفجر على الفور تحت تلك الصدمة والضغط الكبيرَين».
الطائرة الوحيدة القادرة على إسقاط «جي بي يو - 57» هي القاذفة الشبح الأميركية «B-2»، وقد نُشر بعض من هذه القاذفات في دييغو غارسيا - القاعدة البريطانية - الأميركية المشتركة بالمحيط الهندي.
وبفضل مداها البعيد، تستطيع «B-2»، التي تنطلق من الولايات المتحدة «أن تطير إلى الشرق الأوسط لتنفيذ طلعات قصف... وقد حدث ذلك من قبل»، بحسب دالغرين.
قاذفة «بي 2» الشبحية الأميركية خلال الاحتفالات بيوم الاستقلال في واشنطن عام 2020 (أ.ف.ب)
وترتبط هذه القنبلة بقنبلة «GBU-43 Massive Ordnance Air Blast» المعروفة أحياناً باسم «أمّ القنابل». ويمكن إسقاط قنابل «MOP» متتابعة للحفر فعلياً حتى هدف يقع أعمق من 200 قدم.
وبما أنّ طائرات القصف الاستراتيجي الأميركية الأكبر حجماً وحدها يمكنها إيصال مثل هذا السلاح الضخم إلى هدفه، فإن استخدام «MOP» لا يخلو من المخاطر. ستحتاج القاذفات الأميركية إلى سماءٍ صافية؛ ما يجعل التفوّق الجوي أمراً حاسماً.
وأفادت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، بأن الغارات الإسرائيلية على موقع نووي إيراني آخر، (نطنز)، على موقع لأجهزة الطرد المركزي، لم تُسبِّب تلوثاً إلا في الموقع نفسه، وليس في المنطقة المحيطة به.
إنفوغراف... الصواريخ الباليستية الإيرانية والقنبلة الأميركية «جي بي يو- 57» الخارقة للتحصينات
«فوردو» التي قصفتها الولايات المتحدة بالقنابل الخارقة للتحصينات هي ثاني منشأة تخصيب نووي إيرانية بعد «نطنز»، منشأتها الرئيسية، وقد تعرَّضت بالفعل لغارات جوية إسرائيلية. وتقول «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إنها تعتقد أن تلك الضربات كانت لها «تأثيرات مباشرة» على قاعات الطرد المركزي تحت الأرض في المنشأة، وفق تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
ومنشأة «فوردو» أصغر من «نطنز»، وهي مبنية على سفح جبل بالقرب من مدينة قم، على بعد نحو 60 ميلاً (95 كيلومتراً) جنوب غربي طهران. يُعتقد أن البناء بدأ نحو عام 2006 وبدأ تشغيله لأول مرة في عام 2009، وهو العام نفسه الذي اعترفت فيه طهران علناً بوجوده.
بالإضافة إلى كونه على عمق 80 متراً (260 قدماً) تحت الصخور والتربة، يُقال إن الموقع محمي بأنظمة صواريخ أرض - جو إيرانية وروسية. ومع ذلك، فمن المرجح أن تكون هذه الدفاعات الجوية قد تعرَّضت بالفعل لضربات في الحملة الإسرائيلية، التي تزعم أنها دمرت معظم الدفاعات الجوية الإيرانية.
ومع ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «هدف مهاجمة إيران هو القضاء على برنامجها الصاروخي، والنووي»، الذي وصفه بأنه «تهديد وجودي لإسرائيل». وقال مسؤولون إن تدمير «فوردو» كان جزءاً من تلك الخطة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"تعبئة قوات الدفاع الشعبي".. الحرس الثوري: عملياتنا الجوية الفضائية ضد إسرائيل لن تتوقف
"تعبئة قوات الدفاع الشعبي".. الحرس الثوري: عملياتنا الجوية الفضائية ضد إسرائيل لن تتوقف

صحيفة سبق

timeمنذ 23 دقائق

  • صحيفة سبق

"تعبئة قوات الدفاع الشعبي".. الحرس الثوري: عملياتنا الجوية الفضائية ضد إسرائيل لن تتوقف

أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، استمرار العمليات الجوية الفضائية التي تنفذها قوات الحرس الثوري ضد إسرائيل، مؤكدًا أن إيران ستُعبّئ قوات "الدفاع الشعبي" في إطار التصعيد المستمر. وقال باكبور من داخل غرفة عمليات الحرب: "عمليات القوة الجوفضائية للحرس الثوري لن تتوقف، وقد سلبت راحة الصهاينة.. وكلما مرّ الوقت، يزداد تلاحم الشعب، وهذا فضل من الله"، بحسب ما نقله موقع روسيا اليوم. وأضاف: "شهداؤنا سقوا شجرة الثورة بدمائهم، وسيتم تعبئة قوات المتطوعين الشعبيين". وفي تصعيد خطير، نفذت الولايات المتحدة فجر الأحد ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "على طهران أن توافق على إنهاء هذه الحرب، وإلا فإنها ستواجه عواقب أكثر خطورة". من جانبها، طالبت طهران بعقد اجتماع طارئ لكل من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومجلس الأمن الدولي، لمناقشة تداعيات الهجمات الأمريكية والتصعيد الإقليمي المتزايد.

"مطرقة منتصف الليل": القصة الكاملة للهجوم الأميركي على إيران
"مطرقة منتصف الليل": القصة الكاملة للهجوم الأميركي على إيران

Independent عربية

timeمنذ 24 دقائق

  • Independent عربية

"مطرقة منتصف الليل": القصة الكاملة للهجوم الأميركي على إيران

"أسبوعان وسأتخذ قراري"، هذا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس الماضي في شأن إمكان شن هجوم على إيران أو الاكتفاء بالحل السلمي، لكن بعد يومين فحسب، فاجأت واشنطن العالم باستهداف الجواهر الثلاث لبرنامج إيران النووي، في خطوة مباغتة وصفتها طهران بأنها "خيانة للدبلوماسية". تفاصيل "مطرقة منتصف الليل" أكد قائد الجيش الأميركي دان كين أن أكثر من 125 طائرة عسكرية أميركية شاركت في العملية التي أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، واستخدم خلالها ما يقارب 75 سلاحاً موجهاً بدقة، مشيراً إلى أن واشنطن استخدمت أساليب خداع عدة مع إيران أثناء التحرك لضرب المنشآت النووية. وتأتي الهجمات بعد أشهر من محادثات غير مباشرة بين البلدين، أبدت واشنطن خلالها استعدادها للتفاوض المباشر، لكن الضربات الأخيرة والتخطيط لها طوال أشهر وفق "البنتاغون" يؤكدان التكهنات بأن إدارة ترمب أرادت مباغتة إيران وضرب برنامجها النووي على حين غرة. والثلاثاء الماضي اطلع ترمب على خطة "مطرقة منتصف الليل" وأعطى موافقته الأولية عليها خلال الاجتماع الذي عقده في غرفة العمليات بعد عودته المبكرة من المشاركة في قمة "مجموعة السبع". وحتى أول من أمس الجمعة، كانت إدارة ترمب تشدد على الخيار الدبلوماسي، لكن بعد ظهر أمس السبت، وبينما كان في ناديه للغولف في نيو جيرسي، أعطى ترمب الموافقة النهائية على تنفيذ الضربة. حلّقت ليلاً القاذفات الشبحية "بي- 2" من دون توقف لمدة 37 ساعة من قاعدة وايتمان في ولاية ميزوري، وتزودت بالوقود مرات عدة في الجو، بينما تحمل القنابل غير النووية الأقوى في الترسانة الأميركية. وأفادت "نيويورك تايمز" بأن القاذفات رُصدت لاحقاً إلى جانب طائرات تزود بالوقود فوق جزيرة غوام في المحيط الهادئ. وفجر اليوم الأحد، اخترقت القاذفات الشبحية المجال الجوي الإيراني وألقت ما لا يقل عن ستّ من القنابل الخارقة المعروفة باسم "جي بي يو- 57 أي\بي على منشأة فوردو الأكثر تحصينا. وبالتوازي أطلقت الغواصات الهجومية صواريخ "توماهوك" على مواقع في أصفهان ونطنز. وأوضح قائد الجيش الأميركي أنه جرى إسقاط ما مجموعه 14 صاروخاً خارقاً على أهداف إيرانية نحو الساعة 2:10 صباحاً بالتوقيت المحلي في إيران، مشيراً إلى أن هذه أكبر ضربة عملياتية بطائرة 'بي-2' في تاريخ أميركا". برأس حربي حاد ووزن 13 طناً، صممت شركة "بوينغ" القنبلة الخارقة للتحصينات لاستهداف البنى التحتية المدفونة تحت الأرض مثل منشأة فوردو المبنية داخل جبل التي لم تستطِع إسرائيل اختراق تحصيناتها. وهذه المرة الأولى التي تستخدم الولايات المتحدة هذه القنابل في تاريخ حروبها بعد تجارب الإسقاط الأولي قبل 17 عاماً، وحتى الآن لم يتضح تأثيرها، إلا أن الرئيس الأميركي يقول إنها دمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل. ما حجم الأضرار في إيران؟ استهدفت واشنطن منشأة نطنز، أقدم وأكبر موقع إيراني لتخصيب اليورانيوم، والمقامة على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض في سهل محاط بالجبال قرب مدينة قم جنوب طهران. وطاولت الضربات أيضاً منشأتي أصفهان وفوردو، والأخيرة تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي وتنتج الكميات الأكبر من اليورانيوم العالي التخصيب الذي يقترب من المستوى العسكري، وتشكل هذه المواقع الثلاثة العمود الفقري لبرنامج التخصيب الإيراني. ولم تعرف حتى الآن التفاصيل الدقيقة عن الأضرار المادية أو البشرية، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يُسجل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع بعد الهجوم. وقال نائب المدير السياسي في هيئة الإذاعة الإيرانية حسن عابديني إن إيران كانت أخلت هذه المنشآت الثلاث "منذ فترة"، مضيفاً أن بلاده "لم تتكبد خسارة كبيرة لأن المواد أُخرجت مسبقاً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونشرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصدر إيراني أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو نقل إلى مكان غير معلن، كما قُلص عدد العاملين إلى الحد الأدنى قبل الضربات. وأظهرت صور أقمار اصطناعية الخميس الماضي نشاطاً غير عادي للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأميركي، وفق "واشنطن بوست". وصرّح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه غير متأكد ما إذا كانت إيران نقلت ذلك المخزون بعيداً من أصفهان قبل الضربة. خطاب السبت: السلام أو المأساة وأمس كان ترمب يراقب تنفيذ الهجوم مرتدياً قبعة "ماغا" الحمراء في غرفة العمليات مع نائبه ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤولي الجيش والاستخبارات. وشارك في الاجتماع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، أحد مهندسي الضربة على إيران. وخلال خطابه ليلة أمس أكد ترمب أنه وبخلاف الضربات الإسرائيلية، لم تستهدف واشنطن أيّاً من القيادات الإيرانية، واقتصر الهجوم على المنشآت النووية الثلاث. لكن الرئيس الأميركي تعهد بتنفيذ ضربات إضافية أشرس إذا هاجمت إيران المصالح الأميركية في المنطقة، ولم تستجِب إلى الدبلوماسية، وقال، "إما أن يسود السلام، أو ستقع مأساة على إيران أعظم بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية". وأكد مسؤول كبير في إدارة ترمب أن الرئيس الأميركي أراد خلق حال من الغموض حول نواياه والجدول الزمني للتحركات العسكرية. وأوضح وزير الدفاع الأميركي بعد الضربات أنه جرى إعداد خطة قصف إيران على مدى أشهر وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس. ما طبيعة الرد الإيراني؟ بعد ساعات من القصف الأميركي، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ أصابت أجزاء من تل أبيب وحيفا، مما أسفر عن إصابة 86 شخصاً في الأقل، وفقاً لمسؤولين. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت ستستخدم إيران وكلاءها لاستهداف المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، إلا أن الحوثيين أعلنوا أنهم "مستعدون لاستهداف السفن والزوارق الأميركية في البحر الأحمر". وبدأت كل من البحرين والكويت اللتين تستضيفان قواعد عسكرية أميركية باتخاذ إجراءات احترازية اليوم، تحسباً لاحتمال امتداد الصراع بين إسرائيل وإيران عقب الضربات الأميركية. وتستضيف البحرين قاعدة "الدعم البحري" الأميركية، وهي المقر الرئيس للأسطول الخامس للبحرية الأميركية وتضم نحو 8300 بحار أميركي. وكان القادة الإيرانيون حذروا مراراً، خلال الأيام التي سبقت الضربات الأميركية، من أن القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط قد تتعرض لهجمات انتقامية. ما التدابير الاحترازية المتخذة خليجياً؟ أكدت البحرين اليوم أنها فعّلت العمل عن بعد بنسبة 70 في المئة ضمن الوزارات والأجهزة الحكومية بسبب الظروف الإقليمية وتطورات الأوضاع الراهنة، بعد أيام من تفعيل الخطة الوطنية للطوارئ المدنية وبدء اختبار صفارات الإنذار في المملكة. ودعت وزارة الداخلية البحرينية إلى تخفيف استخدام الطرق الرئيسة، وقالت عبر بيان، "في ضوء التطورات الأخيرة بالموقف الأمني الإقليمي، نهيب بالمواطنين والمقيمين أن يكون إشغال الطرق الرئيسة عند الضرورة، حفاظاً على السلامة العامة". وفي الكويت، أعلن مجلس الدفاع استمرار انعقاده في ظل التصعيد الإقليمي، كما ذكرت وزارة المالية اليوم أنها قامت بتجهيز ملاجئ داخل مجمع يضم عدداً من الدوائر والوزارات الحكومية. وقبل أسبوع كشفت وزارة التربية في الكويت عن تجهيز 90 مركزاً للإيواء مهيأة بالكامل مع تفعيل خطط الطوارئ الميدانية. وأكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية عدم رصد أية آثار إشعاعية على بيئة المملكة أو دول مجلس التعاون الخليجي، نتيجة الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة على المرافق النووية الإيرانية. ماذا بعد الضربة الأميركية؟ أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن بلاده ليست في حرب مع إيران وإنما مع برنامجها النووي، وأنها تسعى إلى تسوية دائمة مع طهران. وأشار إلى أن واشنطن لا تستهدف تغيير النظام في إيران، لافتاً إلى أن ترمب لم يتخذ قرار الضربات باستخفاف وما زال منفتحاً على إعادة ضبط العلاقات مع إيران. من جانبه حذّر الحرس الثوري الإيراني اليوم من أن "عدد وتوزيع وحجم القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة لم تكُن نقاط قوة، بل ضاعفت من ضعفها"، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية شبه الرسمية. ردود الفعل بين إدانة وإشادة وتباينت ردود فعل قادة العالم بعد القصف الأميركي، بين إشادة إسرائيلية بقرار الرئيس ترمب، ودعوة الأمم المتحدة إلى التهدئة فضلاً عن تنديد إيران وبعض الدول الأخرى بالهجمات. وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترمب على الهجوم "الجريء"، قائلاً إنه يمثل "منعطفاً تاريخياً" قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام. وفي أوروبا، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على "إكس"، "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد"، مشدداً على أن "استقرار المنطقة أولوية". ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى "تفادي مزيد من التصعيد" عقب الضربات الأميركية، وكتبت على منصة "إكس"، "لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأن ذلك سيشكل تهديداً للأمن العالمي". عربياً، عبرت السعودية عن "قلق بالغ" حيال الضربات الأميركية، ودعت وزارة الخارجية في المملكة "إلى ضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد"، وحضت المجتمع الدولي على "مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حل سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". ودانت سلطنة عمان، الوسيط الرئيس في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الضربات الأميركية، داعية إلى خفض "فوري وشامل" للتصعيد. ورحب عدد من الجمهوريين بالهجوم، بينهم السيناتور تيد كروز الذي "أشاد" بالرئيس، لكن بعضهم كان أقل حماسة، مثل النائبة مارجوري تايلور غرين، المقربة من ترمب، التي قالت "هذه ليست حربنا". خلفيات الهجوم في الـ13 من يونيو الجاري، شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على عشرات المواقع النووية والعسكرية في إيران، معلنة أن هدفها هو تدمير برنامج طهران النووي الذي قال نتنياهو إنه اقترب من إنتاج قنبلة نووية. وردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، ولا تزال المعارك الجوية بين الجانبين مستمرة منذ أكثر من أسبوع. وتصرّ إيران على أن طموحاتها النووية سلمية. وفي مارس (آذار) الماضي، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد إن إيران زادت من مخزونها من اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، لكنها لا تطور سلاحاً نووياً وهو تقييم خالفه ترمب واعتبره "خاطئاً". وسابقاً تعهد الرئيس الأميركي بعدم التورط في حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط، وأعلن قبل يومين فقط أنه سيمنح إيران أسبوعين للدخول في مفاوضات جادة، إلا أن المهلة انتهت بصورة مفاجئة قبل أوانها. واتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة بـ"نسف الدبلوماسية" عبر شنها تلك الضربات، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق الرد، وأضاف تعقيباً على دعوات غربية لطهران إلى العودة للتفاوض "كيف يمكن لإيران أن تعود لشيء لم تتركه قط؟".

مصر تستعد لتداعيات الحرب في الشرق الأوسط
مصر تستعد لتداعيات الحرب في الشرق الأوسط

العربية

timeمنذ 28 دقائق

  • العربية

مصر تستعد لتداعيات الحرب في الشرق الأوسط

وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الحكومة بضرورة اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية ذات الصلة في ظل التطورات الجارية وحالة التصعيد التي تشهدها المنطقة، وانعكاسات الحرب بين إيران واسرائيل. وارتفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري في صباح تعاملات الأسبوع ليلامس مستوى 51 جنيهًا، وذلك في أول رد فعل على التدخل الأميركي في الصراع الإيراني الإسرائيلي. وقال المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية محمد الشناوي، إن السيسي اجتمع مع مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وأحمد كجوك وزير المالية، لمتابعة نتائج مبادرة التسهيلات الضريبية الأولى حتى 19 يونيو 2025. وأشار وزير المالية إلى أن إجمالي عدد الطلبات التي قدمت خلال الشهور الماضية وحتى الآن لتسوية النزاعات الضريبية بشكل طوعى بلغ 110 آلاف طلب، مضيفاً أن أعداد الإقرارات الضريبية المعدلة أو الجديدة التى قدمت من جانب الممولين وصل إلى أكثر من 450 ألف إقرار. وتضمنت تلك الإقرارات الجديدة والمعدلة الإقرار عن ضرائب إضافية بقيمة 54.7 مليار جنيه، وبلغ عدد الممولين الذين تقدموا بطلب الاستفادة من الحوافز والتيسيرات الضريبية للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه 52.9 ألف ممول حتى الآن. كما تم بحث مستجدات خطة وزارة المالية من الإصدارات الدولية للعام المالي 2024-2025، وما تم تنفيذه في هذا الإطار تماشياً مع التوجهات بخفض الدين الخارجي لأجهزة الموازنة، حيث تشير المؤشرات الأولية إلى خفض رصيد الدين الخارجي لأجهزة الموازنة بمبلغ يتراوح من 1 إلى 2 مليار دولار سنوياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store