logo
فورين بوليسى: تورط واشنطن المباشر فى الحرب على إيران يحمل مخاطر جسيمة لأمريكا

فورين بوليسى: تورط واشنطن المباشر فى الحرب على إيران يحمل مخاطر جسيمة لأمريكا

اليوم السابعمنذ 4 ساعات

بعد أيام من القصف الإسرائيلى لإيران وإطلاق الصواريخ على تل أبيب ومدن أخرى ردا على ذلك، تجد الولايات المتحدة نفسها فجأة على شفا تورط مباشر فى صراع كبير آخر فى الشرق الأوسط.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه يكفي مجرد معرفة تاريخ الحروب الأمريكية في تلك المنطقة وفي الدول المجاورة لها خلال الفترات الماضية لاستقراء المستقبل. فقد كانت تدخلات الولايات المتحدة في العراق باهظة الثمن في الأرواح والأموال، وخلفت وراءها بلدا منهارا لم ينهض من كبوته بعد. وانتهى احتلال أمريكا الطويل لأفغانستان بانسحاب ذريع، بعد أن حقق عددا أقل من أهدافه، وتكبد تكاليف باهظة.
وعلى الرغم من أن تدخل الولايات المتحدة في ليبيا أقل إثارة للجدل، إلا أنه يمثل سابقة خطيرة لما قد يحدث إذا التزمت واشنطن بحرب ضد إيران. فقد ساعد هذا التدخل، الذي نفذ بالتعاون مع حلفاء أوروبيين، على الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، لكنه حطم البلاد أيضا، ودفعها نحو دوامة من العنف والحرب الأهلية. وكانت الأضرار الجانبية التي ألحقها هذا التدخل بالدول المجاورة، مع انتشار الأسلحة الصغيرة في منطقة الساحل الأفريقي، مدمرة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن بعض أهم أسباب معارضة ما يبدو أنه انزلاق أمريكي نحو الحرب ضد إيران هي أسباب محلية بحتة. فما هو معروف عن عملية صنع القرار الأمريكي حتى الآن يكشف عما وصفته المجلة بـ "غرور الرئيس دونالد ترامب، وعدم جديته، وتقلب مزاجه". فحتى أسبوع تقريبا، كان ترامب يراهن بسمعته في السياسة الخارجية على تجنب الصراع والسعي إلى السلام. وبالطبع، كانت التناقضات في التنفيذ كبيرة، كما هو الحال في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم يفعل ترامب الكثير لوقفها نظرا لتردده في لوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو انتقاده بأي شكل من الأشكال.
وأوضحت المجلة أن ترامب سبق وأكد أن سياسته قائمة على إنهاء النزاعات، والحد من التدخل الأمريكي في مجموعة من القضايا المتعلقة بشؤون الدول الأخرى، من التنمية الاقتصادية إلى الحرب، ولكن غروره وارتجاله في الانزلاق نحو المواجهة المسلحة المباشرة مع طهران تجلى مؤخرا من خلال تصريحاته المتغيرة حول قرار إسرائيل ضرب إيران. فعلى سبيل المثال، كان البيت الأبيض قد حث إسرائيل سابقا على عدم شن هجوم على إيران بما قد يجر الولايات المتحدة إلى الصراع، ويبدو أن هذا الحذر استند جزئيا إلى تقدير مخاطر الفشل والعواقب العديدة المحتملة التي قد تترتب على ذلك.
إلا أنه بعد بعض النجاحات المبكرة التي وصفتها المجلة بـ "المبهرة" التي حققتها إسرائيل، بما في ذلك الاغتيال المستهدف للعديد من القادة العسكريين وكبار العلماء النوويين الإيرانيين، بدا ترامب حريصا على أن يُنسب إليه الفضل، وبدأ فجأة في استخدام ضمير المتكلم "نحن" عند الإشارة إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن عدم جدية ترامب في التعامل مع هذه الملفات الخطيرة تتجلى في تصريحات، مثل قوله "لا أحد يعلم" إن كان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) سيهاجم إيران أم لا، ومطالبته (ترامب) طهران بـ"الاستسلام" غير المشروط ووصفه هذا المطلب بأنه "إنذار نهائي".
واعتبرت المجلة أن هذه اللغة غير مقبولة للتعاطي مع صراع كبير محفوف بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة وإيران وإسرائيل والعالم. لكن ما يبدو من هذه التصريحات أنها وسيلة لتسليم صنع القرار بشأن الاستراتيجية الأمريكية وقرارات الأمن القومي لزعيم دولة أخرى، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يدفع نحو تحقيق هدف راسخ يتمثل في مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل والتدخل المباشر في الحرب ضد إيران.
وبالرغم من التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، إلا أن واشنطن عانت من تراجع تدريجي في قدرتها على التمييز بين مصالحها الوطنية ومصالح أهم حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط. وقد تجلى هذا مؤخرا وبوضوح على مدار إدارتين متعاقبتين، حيث فشلت واشنطن في الضغط بفعالية على إسرائيل لإنهاء مذبحتها المستمرة للفلسطينيين في غزة، وتعدياتها وانتهاكاتها واسعة النطاق للفلسطينيين في الضفة الغربية. كما أنه كان من الواضح ضعف وتناقض جهود واشنطن في متابعة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكدت "فورين بوليسي" أنه يمكن سرد قائمة طويلة من الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى الحذر من الانخراط المباشر في الحرب، ومن بينها: أنه حتى لو استطاعت واشنطن تدمير البنية التحتية للأسلحة النووية الإيرانية، فلن يؤدي ذلك بالضرورة إلى القضاء على الخبرة الإيرانية والقدرات اللازمتين لإعادة بناء البرنامج، خاصة وأن الكثير من الإيرانيين سيكونون حينها مدفوعين بمبرر أكبر من أي وقت مضى في السعي وراء هذه التكنولوجيا.
لذا، إذا فشلت الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق هدفهما المتمثل في القضاء العسكري (عبر الحرب) على البرنامج النووي الإيراني، فقد يتحول دافع طهران إلى الإسراع نحو تطوير أسلحة نووية.
وفي هذا الصدد، نبهت المجلة إلى أنه عندما سئل ترامب مؤخرا عن تقييم رئيس استخباراته الذي يشير إلى أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، قال إنه لا يكترث، ولديه قناعاته الخاصة التي يجب أن يتبعها. وهذا يذكرنا بالفرضية الخاطئة التي استند إليها غزو أمريكا للعراق، وهي الادعاء بأن هذا البلد يمتلك أسلحة دمار شامل. وحتى لو تمكن ترامب ونتنياهو من القضاء على القيادة الإسلامية الثورية في إيران، فلا سبيل لضمان تجنب نتيجة سياسية أكثر إشكالية. فقد تصبح إيران ديكتاتورية عسكرية بنفس التشدد، لكنها أكثر كفاءة، أو بنفس القدر من الخطورة، أو قد تذوب هذه الدولة الكبيرة والمعقدة عرقيا في حالة فوضى عارمة من العنف والإجرام والهجرة الجماعية، وهي الاحتمالات التي تبدو العديد من الدول العربية المجاورة لإيران قلقة للغاية منها.
وحول مكانة أمريكا حال الضلوع في هذه الحرب مباشرة، حذرت "فورين بوليسي" من أن ثمة مخاطر تهدد مكانة أمريكا في عالم سئم من سلوك واشنطن المتهور، والذي غالبا ما يكون أحادي الجانب. حيث قد يبتهج بعض الأمريكيين لشعورهم بأن بلادهم لا تزال "الأقوى" عالميا، وبالتالي يمكنها فرض إرادتها على الآخرين متى شاءت، إلا أن اتباع نهج مغامر في التعامل مع الحرب في إيران يعد ترفا لا تستطيع الولايات المتحدة تحمله، خاصة وأنها فقدت نفوذها المعتاد في العالم رغم بقائها بعيدة كل البعد عن التراجع كقوة مطلقة.
وأخيرا، هناك مشكلة مرتبطة بشخصية الرئيس نفسه، فقد لاحظ العديد من المراقبين ولع ترامب الظاهر بمفهوم ملكي للرئاسة، وهو ما دفع ملايين المواطنين الأمريكيين مؤخرا إلى النزول إلى الشوارع فيما سمي بمسيرات "لا ملوك في أمريكا"، مؤكدين أن الرئاسة الأمريكية لم تصمم بهذه الطريقة قط. فالدستور يقيد صلاحيات الرئاسة بوضوح في هذا المجال، ويلزم السلطة التنفيذية المنتخبة في البلاد بالحصول على إذن من الكونجرس قبل الشروع في صراع خارجي. وإذا خاض ترامب حربا مع إيران، فسيكون الأخير في سلسلة من الرؤساء الأمريكيين الذين تجاهلوا هذا الشرط. ومهما كانت مشاعرنا تجاه إسرائيل وإيران والشرق الأوسط، فإن السماح له بذلك سيضعف الديمقراطية في الولايات المتحدة والمبادئ التي ألهمت إنشائها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يوقع قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر تيك توك
ترامب يوقع قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر تيك توك

البورصة

timeمنذ 38 دقائق

  • البورصة

ترامب يوقع قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر تيك توك

وقّع الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' يوم الخميس قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر تطبيق 'تيك توك'، ما يمنح شركة 'بايت دانس' الصينية، المالكة له، مهلة أخرى للتخارج منه. مدد القرار فترة تأجيل حظر التطبيق لمدة 90 يوماً أخرى، ويعد هذا الإجراء الثالث من نوعه منذ تولى 'ترامب' السلطة في العشرين من يناير الماضي. إذ أرجأ 'ترامب' قرار الحظر -الذي وافق عليه الكونجرس- في المرة الأولى بمجرد عودته للبيت الأبيض بعد دخوله حيز التنفيذ لفترة وجيزة.

ترامب يمدد مجددا مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة
ترامب يمدد مجددا مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة

المشهد العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • المشهد العربي

ترامب يمدد مجددا مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة

منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تيك توك فترة سماح إضافية الخميس بتمديده مجددا الموعد النهائي لبيع منصة التواصل الاجتماعي التي تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، وهي صفقة يُفترض بشركتها الأم الصينية "بايت دانس" إنجازها بموجب قانون أقره الكونغرس. وسبق أن مدد الرئيس الأميركي الموعد النهائي مرتين، وبات الموعد النهائي الجديد بموجب الأمر التنفيذي محددا في 17 أيلول/سبتمبر، وفق ما أعلن ترامب على منصته "تروث سوشال"، بينما تنتظر واشنطن موافقة بكين على البيع. وأعربت تيك توك في بيان عن "امتنانها لقيادة الرئيس ترامب في ضمان بقاء تيك توك متاحة لأكثر من 170 مليون مستخدم أميركي، ولأكثر من 7,5 ملايين شركة أميركية تعتمد على المنصة". وأكدت الشركة أنها ستواصل العمل مع نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في هذا الشأن.

تطبيق تيك توك يشيد بقرار ترامب منحه مهلة أخرى
تطبيق تيك توك يشيد بقرار ترامب منحه مهلة أخرى

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

تطبيق تيك توك يشيد بقرار ترامب منحه مهلة أخرى

(أ ب) أشاد تطبيق تيك توك بتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أمرار تنفيذا بمنح التطبيق مهلة أخرى للعمل بالولايات المتحدة. وقال التطيق في بيان: "نحن ممتنون لقيادة الرئيس ترامب ودعمه في ضمان استمرار توفر تطبيق تيك توك لأكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي و5 ،7 مليون شركة أمريكية تعتمد على التطبيق، بينما نواصل العمل مع مكتب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس." ووقع ترامب، اليوم الخميس، أمرا تنفيذيا يمدد السماح لتطبيق "تيك توك" بالعمل في الولايات المتحدة لمدة 90 يوما إضافية، بهدف منح إدارته مزيدا من الوقت للتوصل إلى اتفاق لنقل ملكية منصة التواصل الاجتماعي لجهة أمريكية. وكشف ترامب عن الأمر التنفيذي عبر منصته تروث سوشيال صباح اليوم الخميس. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان أمس الأول الثلاثاء: " لا يريد الرئيس ترامب، كما قال مرارا، أن يتم حظر تطبيق تيك توك، ومن المقرر أن يستمر هذا التمديد لمدة 90 يوما، وهي فترة ستعمل خلالها الإدارة على ضمان إتمام هذه الصفقة، حتى يتمكن الشعب الأمريكي من الاستمرار في استخدام تطبيق تيك توك بثقة في أن بياناتهم آمنة ومحمية." وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يمدد فيها ترامب المهلة، وكانت المرة الأولى من خلال أمر تنفيذي في 20 يناير، الذي وافق أول يوم له في منصب الرئاسة، وذلك بعد أن توقف التطبيق عن العمل لفترة وجيزة إثر دخول حظر وطني حيز التنفيذ، وهو الحظر الذي أقره الكونجرس وأيدته المحكمة العليا الأمريكية. أما تمديد المهلة الثاني فكان في أبريل، عندما اعتقد مسؤولو البيت الأبيض أنهم باتوا على وشك التوصل إلى اتفاق لفصل تطبيق تيك توك عن شركة بايت دانس الصينية المالكة له، وتحويله إلى شركة جديدة بملكية أمريكية، لكن الاتفاق انهار بعد أن تراجعت الصين، عقب إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية. ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يواصل ترامب تمديد الحظر، أو ما إذا كان سيستمر في ذلك، في ظل سعي الإدارة الأمريكية المتواصل للتوصل إلى اتفاق بشأن تطبيق تيك توك، التابع لشركة "بايت دانس" الصينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store