مندوب سوريا: الاحتلال يواصل إذكاء نار الفتنة وزعزعة الاستقرار
وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن حول 'الحالة في الشرق الأوسط': إن سوريا تواجه تحديات خطيرة وصعوبات مركبة متعددة الأوجه، يتطلب التغلب عليها وتجاوزها، بنجاح استمرار الانخراط الدولي الإيجابي وتقديم الدعم لسوريا والسوريين في هذه المرحلة المفصلية من حاضرهم ومستقبلهم، مشيراً إلى أنه خلال الفترة الماضية برزت جملة من تلك التحديات في صورٍ عدة، حيث استهدف تنظيم 'داعش' الإرهابي يوم الأحد الـ 22 من حزيران بتفجيرٍ انتحاري إرهابي كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات السوريين الأبرياء.
وأضاف الضحاك: إن هذا الهجوم الإرهابي الغادر لم يستهدف من كان في الكنيسة فحسب، بل استهدف كل السوريين ووحدتهم الوطنية، وقد عبر السوريون عن رفضهم وإدانتهم القاطعة له، وتمكّنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أفراد الخلية الإرهابية المنفذة وتقديمهم للقضاء، مجدداً موقف سوريا الرافض للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وعزمها على مكافحته، كما تدعو الدول الأعضاء إلى دعم جهودها في هذا المجال.
وأكد، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تقوض الجهود الرامية للنهوض بسوريا وتحقيق آمال وتطلعات شعبها، مبيناً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل لفرض واقع احتلاليٍ جديد؛ من خلال محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية، وإذكاء نار الفتنة وعرقلة الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار.
وجددت سوريا مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمانتها العامة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وسحب قواتها من الأماكن التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242، 338، 497.
وقال الضحاك: إن 'الحكومة السورية وإذ تُعرب عن أسفها للأحداث الدامية المؤلمة التي شهدتها محافظة السويداء، فإنها ترفض وبشكلٍ قاطع محاولات كيان الاحتلال استغلال تلك الأحداث لشن أعمال العدوان، وتؤكد بلادي حزنها العميق وإدانتها الشديدة لجميع الانتهاكات الصادمة والجسيمة التي شهدتها محافظة السويداء، وتتقدم بأحر التعازي للعائلات التي فقدت أحبتها، وتنوّه بالجهود الحكومية التي تم القيام بها للتهدئة واحتواء العنف وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية'.
وأشار إلى أن الحكومة السورية نجحت بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في إجلاء موظفي الأمم المتحدة والرعايا الأجانب بشكل آمن، رغم البيئة الأمنية المتقلبة وعالية المخاطر جراء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مبيناً أن الحكومة منحت موافقات متعددة للوصول والتنقل بالسرعة الكلية، إضافة إلى إرسال عدة قوافل إنسانية عبر الهلال الأحمر العربي السوري، بالتعاون مع الشركاء الإنسانيين.
وشدد الضحاك على التزام الحكومة السورية بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، ودعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يجريها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات العامة وخاصةً الكهرباء والمياه، وتوسيع نطاق وصول الشركاء الإنسانيين، رغم التهديدات الأمنية المستمرة، بما في ذلك اختطاف عاملٍ إنساني، واستهداف موظفين حكوميين بنيران القناصة.
وأشار ، إلى تعهد الحكومة السورية بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء، وقال: 'لقد تابع السوريون جميعاً بقلق أحداث السويداء الأليمة، وأكدوا رفضهم التام لخطابات الكراهية والتحريض على العنف، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنشر الفتنة وشن الحملات المغرضة الموجهة ضد مختلف الأطراف، ومحاولات تفتيت البلاد وتهجير السكان وضرب السلم الأهلي واللُحمة الوطنية، مشددين على أن هذه المحاولات مآلها الفشل وأن سوريتهم تعلو فوق أي اعتبارٍ آخر'.
وفي سياقٍ متصل، أوضح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن اللجنة الوطنية للتحقيق في 'أحداث الساحل' أنجزت أعمالها، وسلمت تقريرها للسيد رئيس الجمهورية، وبينت خلال مؤتمر صحفي أنها أجرت مشاوراتٍ مركزة مع أصحاب المصلحة وعددٍ من الجهات الدولية وممثلي الأمم المتحدة، وعرضت أعداد ضحايا الأحداث وأعداد المتورطين المحتملين، داعيةً الجهات القضائية للعمل على ملاحقتهم وضمان مساءلتهم، كما قدمت توصيات مهمة من بينها: إطلاق برامج جبر الضرر للضحايا، وإيلاء الأولوية لمشاريع حوكمة مؤسسات الدولة، وتعزيز معايير احترام حقوق الإنسان، وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان.
وفي سياق الشأن السوري أوضح الضحاك، أن اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب سلمت السيد رئيس الجمهورية النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت للمجلس، والذي حدد البنود والإجراءات والخطة الزمنية للعملية الانتخابية المتوقعة في أيلول القادم.
وبيّن مندوب سوريا، أنه رغم الزخم الدولي الدبلوماسي الإيجابي إزاء سوريا، وقرارات رفع العقوبات والتعاون السوري البنّاء والمتواصل مع مختلف وكالات المنظمات العاملة في سوريا، فإن الوضع الإنساني لا يزال متردياً ولا ينسجم مع آمال وتطلعات السوريين، مشيراً إلى أن نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لم تتجاوز الـ 13 بالمئة حتى تاريخه، كما يزداد الأمر سوءاً مع الآثار الخطيرة لتغير المناخ التي تشهدها البلاد، وخاصة مع موجة الجفاف الأسوأ منذ ثلاثة عقود، فضلاً عن حرائق الغابات الكارثية التي طالت مناطق الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وتسببت بأضرارٍ بيئية ومادية جسيمة، ودمّرت مساحات شاسعة من الأراضي الحراجية والزراعية تزيد على 15 ألف هكتار.
ودعا الضحاك الدول الأعضاء، إلى تعزيز التضامن مع سوريا ودعم قطاع الدفاع المدني الحيوي للحد من أضرار الكوارث، ودعم العمل الإنساني والتنموي عموماً، والحلول المستدامة، وإعادة الإعمار، وبناء القدرات، مشدداً على ضرورة طي صفحة العقوبات بشكلٍ نهائي، إضافة إلى التنسيق التام مع الحكومة السورية والالتزام بسيادة البلاد ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة: 'لقد شكلت سوريا وما زالت، نسيجاً حياً من التنوع الخلاق، لا تعرفها طائفة ولا تُختزل بمكوّن دون غيره، ترقى بتنوع أبنائها وتعدد عقائدهم وثقافاتهم، فقبل مئة عام، نهض السوريون من مختلف المناطق السورية ومن جميع المكونات الوطنية؛ للذود عن وحدة بلادهم أرضاً وشعباً وضمان قرارها الوطني الحر، وقد تحققت آمالهم، فكانت سوريا من بين الأعضاء المؤسسين لمنظمتنا هذه في عام 1945'.
وأضاف الضحاك: واليوم، يبقى السوريون متمسكين بانتمائهم الوطني لسوريا الأم، ويرفضون العنف والإرهاب والتطرف وخطابات الكراهية والتفرقة، ويؤمنون بأن سوريا لن تكون إلا لجميع أبنائها، وأن مستقبلها سيصنع بأيدي جميع السوريين نساء ورجالاً، ومن أجل جميع السوريين دون استثناء، بعيداً عن أي إقصاء أو استقطاب أو استقواء أو تدخلات خارجية هدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
"أونروا": يجب اتخاذ قرار سياسي بفتح المعابر دون شروط
سرايا - قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الأربعاء، إنّه لا يمكن استمرار قتل إسرائيل للفلسطينيين أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم. جاء ذلك في منشور عبر منصة "إكس" تعليقا على تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن التجويع الإسرائيلي الممنهج. وقالت "أونروا" إنّ الأمم المتحدة تحذر منذ شهور من العواقب التي تتكشف في قطاع غزة، واليوم، يتضور الفلسطينيون جوعا، ويتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم. وشددت على أنه "لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، ويجب اتخاذ قرار سياسي بفتح المعابر دون شروط". وأكّدت "أونروا" ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم. وفا


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
رمزي الغزوي : القيامة على مرمى زر
أخبارنا : لا أصدق أن قائد قاذفة القنابل الأمريكية «Enola Gay»، الكولونيل بول تيبيتس، قد صفع وجهه صارخا: «يا الله، ماذا فعلنا بالإنسان؟» وهو يشاهد غيمة الفطر العملاقة تتوهج تحته، عقب قذفه بـ»الطفل الوليد» على هيروشيما، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. فلو كانت هذه الرواية صحيحة، لما عادت قاذفة أمريكية أخرى بعد ثلاثة أيام، وتحديدًا في التاسع من آب 1945، لتلقي بـ»الرجل البدين» على ناغازاكي، فارشة سماءها الصافية بغيمة فطر تغلي غيظا أحمر يقطر موتا. لم تشعر الولايات المتحدة للحظة واحدة بالندم أو الألم على ما فعلته. وقد عبّر عن هذا الرئيس الأسبق باراك أوباما خلال زيارته لليابان قبل تسع سنوات، مؤكدا أنه لن يعتذر، بل إن على القادة في أوج الحرب اتخاذ جميع أشكال القرارات. «الطفل الوليد» هو الاسم الحركي لتلك القنبلة التي أودت بحياة أكثر من 140 ألف إنسان في لحظة. أما «الرجل البدين»، فقد قتل 74 ألفًا، وربما سميت القنبلة تهكمًا أو تلميحًا إلى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل المعروف ببدانته، وقد دعمت بلاده مشروع «مانهاتن» الذي فجّر على كوكبنا رعبًا مستمرًا حتى اليوم. بعد سنتين فقط ظهر مصطلح «ساعة القيامة»، أطلقه مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو. هذه الساعة ترمز لاقتراب نهاية العالم بسبب السباق النووي المحموم بين الدول، ونزقها السياسي. وعندما تصل عقاربها إلى منتصف الليل، يعني ذلك قيام حرب تفني البشرية، فيما يشير عدد الدقائق المتبقية إلى احتمال وقوع الكارثة. لا نعرف كم دقيقة أو ثانية تفصلنا عن منتصف ليل تلك الساعة، لكنها تذكرنا دوما بجرأة الإنسان على قتل أخيه بكل ما اخترعه من أسلحة. ويبدو أننا مطالبون بفهم أكثر فطنة لما قاله أوباما: إن القادة المنغمسين في أتون الحروب يملكون ما لا يملكه سواهم حين يتخذون قرارات الموت الشامل. اليوم كوكبنا المكلوم، بصورة أو بأخرى، يقبع في قلب غيمة فطر، أو تحت رحمة طفل وليد. فاحتمالات استخدام الأسلحة النووية لا تقل خطورة عن زمن ذروة الحرب الباردة. وفي الذكرى الثمانين لمأساة هيروشيما، لا تزال الأمم المتحدة تدعو الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام تلك الأسلحة، محذرة من أن البشرية تعبث بمسدس محشو مصوب إلى رأسها.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
القيامة على مرمى زر
لا أصدق أن قائد قاذفة القنابل الأمريكية «Enola Gay»، الكولونيل بول تيبيتس، قد صفع وجهه صارخا: «يا الله، ماذا فعلنا بالإنسان؟» وهو يشاهد غيمة الفطر العملاقة تتوهج تحته، عقب قذفه بـ»الطفل الوليد» على هيروشيما، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. فلو كانت هذه الرواية صحيحة، لما عادت قاذفة أمريكية أخرى بعد ثلاثة أيام، وتحديدًا في التاسع من آب 1945، لتلقي بـ»الرجل البدين» على ناغازاكي، فارشة سماءها الصافية بغيمة فطر تغلي غيظا أحمر يقطر موتا. لم تشعر الولايات المتحدة للحظة واحدة بالندم أو الألم على ما فعلته. وقد عبّر عن هذا الرئيس الأسبق باراك أوباما خلال زيارته لليابان قبل تسع سنوات، مؤكدا أنه لن يعتذر، بل إن على القادة في أوج الحرب اتخاذ جميع أشكال القرارات. «الطفل الوليد» هو الاسم الحركي لتلك القنبلة التي أودت بحياة أكثر من 140 ألف إنسان في لحظة. أما «الرجل البدين»، فقد قتل 74 ألفًا، وربما سميت القنبلة تهكمًا أو تلميحًا إلى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل المعروف ببدانته، وقد دعمت بلاده مشروع «مانهاتن» الذي فجّر على كوكبنا رعبًا مستمرًا حتى اليوم. بعد سنتين فقط ظهر مصطلح «ساعة القيامة»، أطلقه مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو. هذه الساعة ترمز لاقتراب نهاية العالم بسبب السباق النووي المحموم بين الدول، ونزقها السياسي. وعندما تصل عقاربها إلى منتصف الليل، يعني ذلك قيام حرب تفني البشرية، فيما يشير عدد الدقائق المتبقية إلى احتمال وقوع الكارثة. لا نعرف كم دقيقة أو ثانية تفصلنا عن منتصف ليل تلك الساعة، لكنها تذكرنا دوما بجرأة الإنسان على قتل أخيه بكل ما اخترعه من أسلحة. ويبدو أننا مطالبون بفهم أكثر فطنة لما قاله أوباما: إن القادة المنغمسين في أتون الحروب يملكون ما لا يملكه سواهم حين يتخذون قرارات الموت الشامل. اليوم كوكبنا المكلوم، بصورة أو بأخرى، يقبع في قلب غيمة فطر، أو تحت رحمة طفل وليد. فاحتمالات استخدام الأسلحة النووية لا تقل خطورة عن زمن ذروة الحرب الباردة. وفي الذكرى الثمانين لمأساة هيروشيما، لا تزال الأمم المتحدة تدعو الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام تلك الأسلحة، محذرة من أن البشرية تعبث بمسدس محشو مصوب إلى رأسها.